اخر الاخبار

كثيرا ما نرى الملاك الفني من مختلف الأجيال حاضرا ومستمرا في الأعمال الفنية العربية من مسرح وسينما وتلفزيون وغيرها، وخصوصا الملاك النسوي، والأمثلة عديدة لا حصر لها، غير أن الأمر يختلف في العراق، فمنذ تأسيس الدولة العراقية مرورا بصعود الفاشية سنة  1963 والبلد لا يزال ينزف كادره من الفنانين والفنانات.

ونظرة سريعة إلى حياة رائدات المسرح العراقي تبين مدى التعسف والإرهاب الذي تعرضن له، فهذه الثروة الحقيقية يتحكم بها (شرطة الثقافة) وتخضع للمراقبة ليل نهار، وجراء هذا الوضع ابتعد بعضهن عن المسرح وهربن الأخريات عن الوطن يحتطبن الغربة والشوق إلى خشبة المسرح وجمهوره.

وجردة بسيطة ترينا مدى هذا الجرح الكبير الذي آلم بهن وأبعدهن عن محيطهن وجمهورهن.

فالفنانة آزادوهي صموئيل (قديسة المسرحي العراقي) التي دخلت عالم الفن عام 1955 واشتركت في العديد من الأعمال المسرحية ومازالت مـتألقة، فالقليل يعرف أنها اعتقلت من قبل الحرس القومي عام 1963 وطردت من وظيفتها بالتعليم، واضطرت أن تعمل في صالون حلاقة. 

 وتوفت فنانة الشعب (زينب) في الغربة، بعيدا عن جمهورها الذي رفدته بالأعمال المسرحية، وعانت زينب من مطاردة النظام الملكي، ثم من انقلابيي عام1963، وهربت من العراق عام 1978 مع زوجها الفنان لطيف صالح، أثر اشتداد الحملة على الشيوعيين والديمقراطيين. 

والفنانة ناهدة الرماح هذه الطاقة الكبيرة التي فقدت بصرها على المسرح، هي الأخرى هربت من عسف النظام عام 1978، وتشردت بالمنافي وظلت وفية للمسرح رغم مشكلة بصرها، وحين عودتها الاخيرة إلى الوطن تعرضت إلى حادث مؤسف، وتموت ولم يسر خلف جنازتها إلا بضعة اشخاص.

والفنانة زكية خليفة المناضلة التي طواها النسيان في المنفى، وتموت فيه، والتي كانت دائما تستذكر ألقها على المسرح بعد ثورة 14 تموز 1958 وعملها مع الراحل شمران الياسري (أبو كاطع) في الإذاعة العراقية.

والشيء نفسه يقال عن المبدعات الاخريات مثل سعدية الزيدي، وسليمة خضير، وفوزية الشندي، و وداد سالم وروناك شوقي، ونضال عبد الكريم والراحلة سهام حسين علوان وغيرهن اللواتي تعرضن للإهمال أو تشردن بالمنافي، وخسر الفن وخصوصا المسرح هذه الطاقات الكبيرة التي لا تعوض.

عرض مقالات: