اخر الاخبار

التأم المجلس الاستشاري الموسع للحزب الشيوعي العراقي في 23 حزيران 2023، بحضور أعضاء اللجنة المركزية ولجنة الرقابة المركزية وسكرتاريي وممثلي المحليات في بغداد والمحافظات ومسؤولي لجان الاختصاص المركزية وعددٍ من الكوادر الحزبية.

بدأ المجلس أعماله بالوقوف دقيقة صمت تكريما للذين رحلوا عنا في الآونة الأخيرة من رفيقات ورفاق وأصدقاء، ومن بينهم الرفيقان حيدر شيخ علي وجاسم الركابي.

ناقش المجتمعون معالم الأزمة البنيوية وتجلياتها وتداعياتها على الأوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية الأخيرة، والتي لا تزال تتحكم فيها منظومة المحاصصة والفساد التي تحتكر السلطة وتمعن في الهيمنة على الدولة ومؤسساتها، وتسعى الى عسكرة البلاد والمجتمع، وفي تعزيز وتعميق الطابع الريعي للاقتصاد العراقي، والنزعة الليبرالية الجديدة وتهميش دور الدولة.

وتوقف المجتمعون أمام تركز السلطات بيد أقلية حاكمة تحتكر ثروات البلاد وأغلبية ساحقة من أبناء شعبنا، ما عمق من التفاوت الاجتماعي الطبقي في المجتمع، وهو يشمل أطيافاً واسعة من الشعب العراقي، مع استمرار التحديات ومنها التصدي للجماعات الإرهابية الداعشية والسلاح المنفلت والجريمة المنظمة، وكذلك مظاهر تقويض الحريات واستمرار تردي الخدمات العامة والغلاء المعيشي وزيادة نسبة التضخم والارتفاع في مستويات البطالة وخاصة بين شرائح الشباب والنساء، والافتقار الى خطط تنمية مستدامة. كل هذا وغيره يقود الى عدم الاستقرار السياسي في البلاد.

وقيّم المجلس الحكومة وإجراءاتها، كما توقف عند أداء مجلس النواب وضعف أدائه والنكوص عن القيام بمهامه، وأشكال تصاعد الحركة الاحتجاجية ونضالات شعبنا العراقي ومطالبه المشروعة، وإقرار موازنة السنوات الثلاثة، والانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات والتحالفات السياسية والانتخابية، والأوضاع في كردستان وعلاقته بالحكومة الاتحادية، ومخاطر تردي الوضع البيئي وخاصة شح المياه وتأثيراته الاقتصادية والإنسانية، والأوضاع العربية والإقليمية والدولية.

أكد المجتمعون، أن مشروع الحزب وعمله من أجل التغيير الشامل هو السبيل للخروج من الأزمة الشاملة في البلاد، والخلاص من نهج المحاصصة الطائفية الإثنية ومكافحة الفساد، عبر العمل على تغيير موازين القوى ولملمة وتجميع القوى المدنية والديمقراطية والوطنية وتوحيد جهدها نحو بناء دولة العدالة والمؤسسات والقانون والديمقراطية الحقة والحياة الحرة الكريمة.

كما تابع المجلس علاقة الحزب بالأحزاب السياسية والوطنية والقوى المدنية والديمقراطية والحركات الاحتجاجية والجهود المبذولة لوحدة عملها ونشاطها وصولاً الى تشكيل تحالفات سياسية وانتخابية واستعداداتها للمساهمة الجادة في عملية التغيير المنشود، وفي المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات في قائمة انتخابية واحدة.

واكد المجلس على ضرورة تطوير العلاقات والعمل المشترك مع القوى والحركات المناهضة لقوى المحاصصة والفساد، قوى التغيير الديمقراطية في جميع المحافظات.

ودان المجلس الاستشاري للحزب بشدة القرار القمعي والإجراءات التعسفية لوزارة التعليم العالي بحظر نشاط اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، واعتبره انتهاكا سافرا  للحريات العامة وحق التنظيم المكفول دستوريا، مبينا أنها ممارسة بائسة لإسكات صوت اعرق منظمة طلابية في العراق لها تاريخ نضالي وطني وديمقراطي ومهني وطلابي مشرف، وقدمت العشرات من الشهداء.

وطالب المجتمعون الحكومة بإلغاء هذا القرار الجائر الذي يمثل تراجعا حقيقيا عن الممارسة الديمقراطية والحريات، وينذر بعواقب وخيمة في الساحة الطلابية والسياسية، ويشكل عودة الى الازمنة الغابرة، ويذكر بممارسات الأنظمة الديكتاتورية والرجعية.

وبمسؤولية عالية تابع المجتمعون في المجلس استعدادات منظمات الحزب لانتخابات مجالس المحافظات، وتهيئة المستلزمات الضرورية في رفع مستوى التعبئة السياسية والجماهيرية والإعلامية باعتبارها احد ميادين الصراع السياسي وروافع عملية التغيير للخلاص من منظومة المحاصصة والفساد.

وتابع المجلس، أن الحراك السياسي الجاري لمنظمات الحزب وعملية توحيد عمل مختلف قوى التغيير، والسعي إلى تنشيط المبادرات السياسية والجماهيرية، واستكمال المستلزمات الضرورية اللوجستية في إعداد قوائم المرشحين وتهيئتهم للحملات الانتخابية.

كما اكد المجلس على العمل للارتقاء بنشاط المنظمات الحزبية وتحسين أدائها القيادي والانفتاح الواسع على الجماهير والتواجد في المدن والأرياف واطلاق المبادرات الجماهيرية والاحتجاجية، للدفاع عن مصالح الفئات الاجتماعية المتضررة وتبني قضايا الكادحين من العمال والفلاحين والكسبة والفقراء من ابناء شعبنا المكتوين من تداعيات المنهج الفاشل، مؤكدا ضرورة ان تتضاعف جهود وعمل منظمات الحزب بشكل دؤوب ليكون مشروع التغيير الشامل البديل السياسي لمنظومة المحاصصة والفساد، والسير على طريق بناء الدول المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي يستحقها بنات وأبناء  شعبنا.

23 حزيران 2023