اخر الاخبار

فرضت ظروف الحياة الصعبة وقلة فرص العمل على الكثير من النساء، خاصة من فئة الخريجات، توسيع الأعمال من المنزل وجعلها مشاريع يروج إليها من خلال استغلال مواقع التواصل الاجتماعي.

معجنات وحلويات

وتفيد باسمة عزت، وهي مدرسة وأم لأربع بنات، أنها عملت على دعم عمل بناتها عبر توسيع أدوات مطبخها لطهي مختلف انواع الوجبات الغذائية وبيعها إلى من يرغب.

وتقول لـ”طريق الشعب” إن العمل في السوق صعب بالنسبة إلى بنات شابات، وأن فرص التعيين قليلة، وهي في الغالب مرهونة بمن يمتلك واسطة حكومية او يتمكن من دفع الرشاوي. فعلى الرغم من المحاولات للحصول على فرص عمل لبناتي، اللواتي انهين دراستهن الجامعية وبتخصصات مختلفة، الا اني لم افلح في الحصول على فرص عمل لهن، فقررت توسيع أدوات مطبخي الخاص وتمكين بناتي من إعداد مختلف أنواع المعجنات وترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وتذكر عزت “في بداية عمل المشروع كانت الأمور صعبة والطلب قليل، أما اليوم وبسبب كثرة الطلبات بتنا نعمل وفق حجز للزبون، ورحنا نوفر فرص عمل لشابات أخريات، ممن يرغبن في العمل من أجل انجاز الطلبات وبشكل أسرع”.

صناعات يدوية

ولم تقتصر مشاريع عمل النساء من المنزل، على إعداد وجبات الطعام بل تجاوز ذلك إلى صناعة مختلف انواع التحفيات والصناعات اليدوية البسيطة.

وتقول جوليانا إبراهيم لـ”طريق الشعب” انها تخرجت منذ خمسة أعوام من كلية الفنون الجملية، إلا أنها لم تتمكن من الحصول على فرصة عمل مضمونة، باستثناء العمل بالقطاع الخاص، الذي تقول عنه جوليانا “فيه استغلال كبير لعمل العمال مقابل أجور قليلة”، وتضيف “تعلمت من خلال اليوتيوب كيفية صناعة الشموع، التي تعد من الصناعات السهلة والمحببة لدى الكثير من العوائل”.

وتذكر أن والدها وفر لها الدعم والمواد الأولية، وبعد صناعة عدد من الشموع وبأشكال مختلفة، قامت بترويج ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لاقت استحسان الصديقات المقربات والمتابعين الذين دعموها بشراء بعض منتجاتها، إضافة إلى الترويج لها على صفحاتهم الخاصة.

وتشير جوليانا إلى أن منتجاتها في صناعة الشموع تطورت كثيرا وأن هناك طلبا لا بأس به، خاصة وأنها تمكنت من إدخال الشموع العطرية في عملها، إضافة إلى اهتمامها بالشكل والتغليف عبر تطوير الأدوات.

وتلفت الإنتباه إلى ورشة عملها بالقول إن “غرفتها الخاصة في المنزل هي ورشة عملها”، اذ تجد جوليانا صعوبة في العمل خارج إطار المنزل بسبب تحديات سوق العمل بالنسبة إلى المرأة.

الخياطة والتطريز

من جهتها، تتفنن إخلاص ماجد بالتطريز على القماش والحياكة اليدوية مستغلة أيضا الترويج على مواقع التواصل الاجتماعي. وتقول لـ “طريق الشعب” إن “مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت الكثير من النساء على العمل مع الالتزام بالواجبات المنزلية وتلبية احتياجات الأطفال”، موضحة أن “هناك الكثير من النساء لا يتمكن من العمل خارج المنزل لأسباب مختلفة أهمها تتعلق بتربية الأبناء، ومتابعة متطلباتهم وواجباتهم المدرسية”.

وعن عملها تفيد أنها كحال الكثير لم تتمكن من الحصول على وظيفة حكومية في مجال تخصصها (بكلوريوس آداب تاريخ) مما أرغمها على تطوير عملها داخل حدود منزلها في الحياكة والتطريز.

وتلفت إلى أن “العمل من المنزل، هو الأخر يتعرض للتقييد، سواء من قبل الزوج أو أهل الزوج، وقد يصل الحال الى اعتراض الأب والأخوة ايضا”، مشددة على أن “المجتمع يواصل سلوكيات تحجيم عمل النساء مهما كانت ظروف العمل”.

وترى إخلاص وجود ضرورة أن تتدخل الجهات الحكومية لتوفير الدعم للنساء عبر إطلاق القروض الميسرة لتشجيع عمل المرأة في المشاريع المنزلية البسيطة وإتاحة الفرصة أمام إقامة أسواق لترويج عمل المنتجات اليدوية.