اخر الاخبار

تزداد معاناة الفلاح العراقي عاماً بعد آخر، في ظل تأزم الوضع البيئي وما ينتجه من قلة الأمطار، بالإضافة إلى انحسار كميات المياه الواردة من دول المنبع. وفي ديالى تحديداً يحذر الفلاحون من اختفاء الأراضي المزروعة، ما لم تتدخل الحكومة.

وبحسب مصادر حكومية فإن ديالى تضم أكثر من 135 ألف دونم من البساتين المسجلة رسمياً، لا تتجاوز المساحات المجرفة منها سوى 4000 دونم حتى منتصف العام الماضي، حسب مديرية الزراعة في المحافظة.

تخسفات إيجابية

يقول عقيل اغاجان (يعمل في بيع وشراء العقارات الزراعية بالمحافظة)، إنّ “الفلاح في المنطقة بات يتحمل ضعف المسؤولية في عملية الزراعة، خاصة بعد اختفاء الدعم الحكومي وانحسار كميات المياه في نهري دجلة والفرات، واضطراره إلى توفير الأسمدة بنفسه”، مبيناً أنه “في السنوات السابقة، كانت الحكومة ترش الأراضي الزراعية بمبيدات تحمي المزروعات، اما اليوم فبات الفلاح يسعى للحفاظ على المزروعات بشكل فردي، وفي أغلب الاحيان دون ان يحقق نتائج بسبب انتشار بعض الحشرات المضرة”.

ويضيف اغاجان لـ “طريق الشعب”، أن “العديد من الفلاحين أصبحوا يتوجهون إلى بيع أراضيهم او تحويل جنسها، لما تسببه لهم من خسارة مالية كبيرة. ففي أطراف قرى العنبكية وغيرها من القرى التي تتواجد على ضفاف نهر ديالى، تشهد البساتين تخسفات ازالت جزءا من أراضيها”.

ويستدرك قائلاً ان “هناك حسنة واحدة في هذا الأمر، وهي ظهور ينابيع مياه ذات مستوى أملاح منخفض وتصلح للزراعة، وراحت تتدفق إلى النهر بشكل مباشر”.

قد تختفي!

 يقول محمد سلمان (أحد مزارعي قرى العنبكية)، إن “التخسفات ضربت قبل بضعة أشهر عددا ليس بالقليل من البساتين القريبة من النهر، وذلك بسبب انحسار مياه نهر ديالى لفترات طويلة وبنسب عالية، وبروز عيون مياه ساهمت بتآكل الضفاف وانهيارها بشكل شبه كامل”.

ويؤكد سلمان لـ “طريق الشعب”، أن “الينابيع التي ظهرت تحوي مياها أكثر عذوبة من نهر ديالى، ويصلح استعمالها للزراعة”، مضيفا أنه “يزيد عمر بعض الأشجار في هذه المنطقة على أكثر من قرن”.  وطالب سلمان بتكثيف الدعم الحكومي وتعويضهم عن الخسائر الفادحة التي تحملوها. فيما حذّر من اختفاء البساتين في محافظته بسبب العوامل المناخية والإهمال الحكومي.  ويشتهر بستان سلمان بزراعة نخيل التمر، بأصناف متعددة تزيد على 50 صنفا بينها البرحي والمجهول والأشرسي والقرنفل والتبرزل الموصوف بأنه حلم الشعراء والملوك.  وبعد جني المحصول تتم تعبئته في سلال تحتوي الواحدة منها على 2 كغم أو أقل من ذلك بقليل، ويعرض في الأسواق بأشكال جذابة، حيث تباع السلة بـ 3-5 ألف دينار عراقي، تبعاً لحجم ونوع الرطب.

منتج الخس

من جانبه، يقول مسؤول إعلام دائرة الزراعة في محافظة ديالى، محمد المندلاوي أن “الموسم الحالي شهد غزارة في زراعة وإنتاج محصول الخس وبجودة عالية، بفعل الأمطار واستخدام تقنيات الري الحديثة، مقارنة بالأعوام السابقة “، مشيرا إلى ان “الخس العراقي طرد المستورد من الأسواق بشكل نهائي، لأول مرة منذ سنوات”.

ويبيّن المندلاوي لـ “طريق الشعب”، أن “الخطة الشتوية شملت 19 مقاطعة زراعية وهي أقل من المواسم الماضية من ناحية المساحة. كما تم تقليص الدعم للفلاحين واقتصر على تزويد بعضهم بالبذور”، مرجعا السبب إلى “التحديات المائية، وانحسار خزين السدود الرئيسية منها حمرين”.

فيما أشار إلى وجود خطط لتوسيع زراعة محصول الخس في المواسم القادمة، حيث سيؤدي تحسن الوضع المائي، إلى زيادة الخطة الزراعية.