اخر الاخبار

يمثل قطاع السياحة في العراق فرصة ذهبية لتعزيز التنمية الاقتصادية والتواصل الثقافي مع العالم، إلا انه لا يزال يواجه العديد من التحديات التي تتطلب دعماً حكومياً غير مسبوق، واستثمارات من القطاع الخاص للنهوض به وتطويره، بهدف تحقيق الاستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطني.

ارفعوا مخاطر السفر عن بلادنا

وكشفت وزارة الثقافة عن إحصائية تشير إلى أن عدد السائحين الأوروبيين الذين زاروا العراق في العام الماضي تجاوز 400 ألف سائح.

لكن وزير الثقافة أحمد فكّاك البدراني قال أن “العراق بحاجة إلى إجراءات عاجلة لتعزيز السياحة وجذب المزيد من السائحين، وذلك من خلال إقامة مرافق حيوية لدعم القطاع السياحي، وفتح أبواب جديدة للحوار الدبلوماسي مع الدول التي تحظر على مواطنيها زيارة العراق”.

وتُعد هذه الإحصائية مؤشرًا إيجابيًا يُعكس تزايد اهتمام السياح الأوروبيين بزيارة العراق، بعد عقود من العزلة الدولية.

وقال البدراني ان “عدد السواح الأجانب خلال عام 2023 تجاوز 400 ألف أجنبي أوروبي، وهذه  الإحصائية لا تشمل السائحين من دول الجوار مثل إيران او سوريا ولبنان وغيرها من الدول”.

العراق صندوق سياحي واحد

فيما قال مدير التسويق في هيئة السياحة بإقليم كردستان سيروان توفيق، ان منع السفر هو امر سياسي دولي، وهو بما لا يقبل الشك يؤثر سلباً على قطاع السياحة في العراق بشكل كبير.

وأضاف توفيق في حديثه مع “طريق الشعب”، ان جذور هذا القرار “تعود أساساً الى فترة ما بعد عام 2003، والتي شهدت أعمالا إرهابية وأحداثا ساخنة. كما ان القصف الإيراني والتركي لبعض المناطق في شمال العراق ومناطق الإقليم، شكلت مؤشرا سلبيا أثّر في عدد ان السياح الأجانب”.

واكد، ان هناك حاجة لعمل مكثف ولإيصال رسائل تطمين إلى جميع دول العالم، من خلال المشاركة في الفعاليات والمهرجانات الدولية، والتواصل مع منظمات السياحة العربية والعالمية، وأن على الحكومة الاتحادية أن تدعم عملا كهذا، من أجل كسر الصورة النمطية عن الأوضاع في العراق، وبالتالي المساهمة في تطوير قطاع السياحة، وانعكاس ذلك على الاقتصاد.

ولفت الى ان “السياحة الدينية هي اكثر أنواع السياحة نشاطاً في العراق، إلا أننا نأمل ونسعى الى ان يكون العراق صندوقا سياحيا واحدا، حيث يدخل السائح ويزور الفاو مروراً بالأهوار وحتى جبال ومصايف كردستان”. كما شدد توفيق على ضرورة العمل على تأهيل البنية التحتية في قطاع السياحة بشكل متكامل من الجنوب الى الشمال، وتقديم تسهيلات بضمنها الفيزا الإلكترونية وتذليل العقبات امام السائح، مشيرا الى ان مشكلة الفيزا العراقية تحتاج لمعالجة، إذ أن ثمنها مرتفع جداً، وهناك صعوبة في استحصالها.

وكشف عن ان “عدد السياح الذين دخلوا إقليم كردستان خلال العام الماضي وصل الى اكثر من 7 ملايين ونصف المليون سائح، إذ كان 25 في المائة منهم يحملون الجنسية الأجنبية.

مورد اقتصادي مهم

من جهته، اكد الخبير الاقتصادي، عبد الرحمن الشيخلي ان “قطاع السياحة يشكل موردا مهما جداً، بإمكانه ان يكون بديلاً عن النفط”، مشيراً الى ان هناك دولا تعتمد اقتصاداتها على السياحة، بينما المقومات السياحية التي يمتلكها العراق لا توجد في مكان آخر من هذا العالم.

وقال الشيخلي في تصريح لـ”طريق الشعب”، إن العراق يمتلك مرافق سياحية طبيعية جاذبة في شمال العراق بإقليم كردستان من جبال ومصايف عديدة. كذلك في الجنوب حيث الأهوار الممتدة والمتميزة بطبيعتها الفريدة، مشيرا الى ان هذه المرافق السياحية يمكن لها ان تكون مصدر إيراد دائم لرفد الموازنة بالمال.

وشدد الشيخلي على ضرورة تنويع مصادر إيرادات الموازنة، وعدم الاعتماد على الريع النفطي، خاصة وان الزراعة والصناعة في العراق لا يزالان متعثرين بشكل كبير، ويحتاجان الى مدة زمنية كي يعاودا النشاط، مبينا ان “المشروع السياحي يجب ان يستوفي كافة متطلباته من بنى تحتية ومؤسسات فندقية ووسائل نقل، وغيرها من المستلزمات التي يحتاجها السائح”.