اخر الاخبار

حددت وزارة الكهرباء 3 أسباب تقف وراء تراجع تجهيز الطاقة المزودة للمواطنين، تشمل تخفيض إمدادات الغاز الإيراني واطفاء خطوط النقل الإيرانية ايضا الى العراق، الى جانب تقليص معدلات الغاز الوطني المغذي لمحطات التوليد بنسبة 50 بالمئة، نتيجة لسوء الأحوال الجوية، بحسب تبريرات الوزارة.

ويحتضن ليلَ العراقيين ظلامٌ دامس، من جراء الانقطاع شبه تام للتيار الكهربائي، إذ باتت أغلب المدن تعيش لحظات قاسية مع انخفاض درجات الحرارة، وتصاعد موجة البرد القارس وتساقط الثلوج، التي ضربت مناطق واسعة من البلاد، وكان النازحون ضحيتها الكبرى.

الوزارة تبرر..

وتعلل الوزارة تراجع تجهيز الطاقة الكهربائية الى “انحسار اطلاقات الغاز المورد وتخفيض معدلاته الى 8.5 مليون متر مكعب يومياً من اصل 50 مليونا، وكذلك إطفاء الخطوط الإيرانية الناقلة للطاقة الى العراق، ما ادى الى خسارة 7600 ميغاواطا.

وسبب سوء الأحوال الجوية، أشارت الوزارة أيضا الى “تخفيض معدلات الغاز الوطني يوم السبت بنسبة 50 في المائة من طاقة حقول الزبير، غرب القرنة/1 ، الشمالية والجنوبية”.

وكانت محافظات بغداد وديالى وكركوك ومحافظات الفرات الأوسط هي الأكثر تأثراً بالأزمة؛ إذ أثرت قلة تدفقات الغاز على محطات بسماية والمنصورية والصدر الغازية والقدس والحيدرية والخيرات.

وتجادل الوزارة بأن “الغاز لو كان متاحاً ـ وفق ما جرى التعاقد عليه ـ لكان بالإمكان تجهيز المواطنين في تلك المدن بعشرين ساعة”.

خطط قد لا تنفذ!

وتذكر وزارة الكهرباء بأن النفط أعدت “خطة وقودية لتجهيز محطات التوليد، وتم العمل على تأهيل حقول غازية”، تقول الوزارة إنها ستدخل الخدمة في أعوام 2024 – 2025. والى جانب ذلك، يجري العراق مباحثات مع دول خليجية، وعلى رأسها السعودية لاستيراد الكهرباء منها عبر ربط منظمتها مع منظومة الخليج، بينما يعتمد الان على إيران لوحدها عبر استيراد 1200 ميغاواط، وكذلك وقود الغاز لتغذية محطات الطاقة الكهربائية المحلية.

كما يعتزم العراق استيراد الكهرباء من الأردن وتركيا، في مسعى لسد النقص لحين بناء محطات طاقة تكون قادرة على تلبية الاستهلاك المحلي. ويعاني العراق من أزمة نقص كهرباء مزمنة منذ عقود جراء الحصار والحروب المتتالية. ويحتج السكان منذ سنوات طويلة على الانقطاع المتكرر للكهرباء وخاصة في فصل الصيف، إذا تصل درجات الحرارة أحياناً إلى 50 مئوية.

مطالبة بسداد الديون

ووفقا للمتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، فان “سبب توقف خطوط الإمداد الإيرانية بررته طهران بتأخر سداد مستحقات مالية واجبة الدفع، وأيضاً تمر إيران بفصل ذروة، وتحتاج لمزيد من الطاقة، وللأسف لا توجد بدائل” بحسب قول موسى، الذي دعا وزارة المالية لى سداد الديون المترتبة على العراق “لأن الأمر أثر كثيراً وقلل ساعات التجهيز على المواطنين”.

وقال موسى في تصريح صحفي: إن “المشاكل والاخفاقات تتطلب سقوفا زمنية لحلها جميعاً”.

وأجرت “طريق الشعب” اتصالات متكررة بالمتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، لكن الأخير لم يرد، ووعد بمعاودة الاتصال بالجريدة، لكنه لم يفعل حتى ساعة إعداد هذا التقرير في ساعة متقدمة من مساء يوم أمس.

عجز متواصل

يقول الطالب الجامعي كرار عبيد، ان “خدمة الكهرباء سيئة في منطقته (جسر ديالى) فالتجهيز لا يتجاوز ساعة واحدة فقط لليوم”، وبالتالي فان ذلك أثر على دراسة كرار بخاصة في فترة المساء.

ويضيف عبيد، ان “الدولة عاجزة عن توفير ابسط الخدمات وهي الكهرباء، إذ لم تتمكن الحكومة من تحسينها منذ العام 2003 وحتى الان”.

خدمة سيّئة 

اما المواطن عبد الله فاضل، من سكنة منطقة البياع، فيؤكد في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان “خدمة الكهرباء خلال الشهرين الأخيرين كانت سيئة جدا، إذ ان ساعات التجهيز، لا تتجاوز ساعتين”.

ويقول ان البديل هو “السحب” (المولد الأهلي) الذي يجده فاضل “مكلفا وغير مناسب، لكنه الحل الوحيد المتوفر حاليا”.

ويعتقد فاضل، أن معالجة ظاهرة التجاوزات على المنظومة الوطنية يمكن ان تسهم في “تحسين واقع الكهرباء الوطني”.

 

أزمة سياسية بامتياز 

وبالنسبة للمواطن سعد احمد ـ يسكن منقطة الكمالية ـ فان التيار الوطني لا يزور منطقته أكثر من ساعة ونص الساعة على مدار اليوم. “نعتمد بالكامل على المولدات الاهلية، وهناك بعض أصحاب المولدات بدأوا استغلال الازمة، ورفعوا من سعر الامبير من 10 آلاف الى 12 الف دينار، بينما المواطن مجبر على الدفع”. 

ويضيف احمد في حديثه لـ “طريق الشعب”، ان “المواطن وحده من يدفع فواتير فشل الحكومات المتعاقبة في مختلف القطاعات”.

ويعتقد المواطن أنّ أزمة الكهرباء “سياسية بامتياز”، بسبب الصراع الدائر بين قوى السلطة، فهم لا يتذكرون تحسين الخدمات وتبليط الشوارع ونصب المحولات الكهربائية، الا في أيام الانتخابات”.

أما محسن حيدرـ مواطن من سكنة منطقة الأمين ـ فان حال منطقته لا يختلف كثيرا عن حال بقية المناطق؛ إذ أن ساعات التجهيز لا تتجاوز “ساعة واحدة” في النهار، ومثلها في الليل.

ويشكو حيدر حالته المادية التي لا تساعده على تحمل تكاليف أجور المولد الأهلي.

عرض مقالات: