اخر الاخبار

يقود فنانون ومعنيون بالشأن الثقافي تحركات باتجاهات مختلفة لنقل ملكية أية صروح ثقافية وفنية لصالح وزارة الثقافة، لتجنب ما حصل مع مسرح الرشيد، الذي طالبت وزارة الإعمار والإسكان بإخلائه وإعادته إليها، ما أثار استياءً بين أوساط ثقافية وشعبية عديدة. 

القصة الكاملة

وكشفت معاون مدير عام دائرة السينما والمسرح بشرى جعفر أبو العيس، لـ”طريق الشعب”، القصة الكاملة لمشكلة مسرح الرشيد، مبينة أن حملة “إعادة تأهيله” نبهت وزارة الإعمار والإسكان إلى عائدية ملكيته اليها.

وأضافت أبو العيس، ان الحملة كانت تستلزم إيجاد سند ملكية المسرح، لكن الوزارة أكدت أنها لا تملك أية أولويات بعد ان تعرضت للحرق في مرحلة ما بعض الاحتلال الأمريكي في العام 2003.

وبدأت رحلة البحث عن سند الأرض، طبقا لأبو العيس، بالتوجه الى دائرة عقارات الدولة في وزارة العدل، “هناك وجدنا كتابا يشير الى ان الأرض هذه مخصصة منذ 1979 الى المصلحة العامة للسينما والمسرح. وفي العام 1981 افتتح مسرح الرشيد والبناية”.

الإعمار لا تدري!

وعلمت دائرة أبو العيس بان عائدية الأرض هي باسم وزارة الاعمار والإسكان، “فقمنا بإجراء مخاطبات وارسلنا مبعوثا وخولنا مدير قانونيتنا ان يراجع وزارة الاعمار”، مؤكدة ان الاخيرة “لم تكن تعرف بعائدية الأرض لها”.

وبأمر وزاري من وزيرة الإعمار والبلديات، تم تشكيل لجنة مشتركة من دائريتي الإسكان والتعمير، والسينما والمسرح، “مسحت الأرض وتمت كتابة محضر فيها، لكنه لم يرفع الى الوزيرة”، بحسب أبو العيس.

وطلبت دائرة السينما والمسرح أن تتواصل زيارات واجتماعات اللجنة المشتركة، لكن أبو العيس تقول: “تفاجأنا بعد ذلك بخمسة أيام بكتاب الإنذار”.

وظل مسرح الرشيد مهملاً، بعد تعرّضه للتخريب والسرقة بعد أحداث العام 2003، ثم أعيد افتتاحه بتبرعات ومساعدات من مصارف وشركات اتصال ومنظمات وجهات مهتمة بالحركة الفنية في العراق، في تشرين الثاني الماضي، واستأنف أنشطته المسرحية والفنية مع فعاليات “مهرجان بغداد الدولي للمسرح” التي أقيمت بين 20 و26 من ذلك الشهر. وحضر حفل الافتتاح فنانون عرب كرموا على خشبة المسرح.

وتأسس مسرح الرشيد عام 1981، بتصميم وبناء من قبل شركة فرنسية متخصصة. ويعتبر من أهم المسارح في بغداد وأكبرها. ويضم قاعات كبيرة للأزياء والإكسسوارات والملابس، ومعدات خاصة بالمؤثرات المسرحية والسينوغرافيا، وخشبة مسرح دوار، ويتكون المبنى من تسع طبقات وصالة عرض تتسع لنحو 650 شخصاً.

وتشير معاون مدير عام دائرة السينما والمسرح الى أن استجابة الحكومة لمناشداتنا كانت “سريعة”، كما أن الوزيرة “تداركت الموقف” بنقل الملكية من وزارة الإعمار لصالح وزارة الثقافة.

وقفة عظيمة

وكان إنذار الإخلاء “صادماً” للجميع، بحسب ما يؤكد مدير مسارح العراق علي السوداني.

ويقول السوداني لـ”طريق الشعب”، إن الفنانين العراقيين قادوا وقفة عظيمة لمواجهة الأجندات، التي تحاول المساس بالثقافة العراقية والمسرح.

ويضيف، “نعمل على مواجهة كل قوى الظلام والإرهاب ليس فقط داعش، انما كل من يحاول المساس بالثقافة العراقية والفن والمسرح”.

تأميم الصروح الثقافية

ويخشى السوداني أن تتكرر أزمة الرشيد مع المسرح الوطني، موضحا ان عائديته تابعة لوزارة المالية، “سنقدم مذكرة كبيرة ونشكل وفدا من قامات الفن والمسرح والادب العراقي، لتنظيم تلك الأمر”.

ويتحدث السوداني عن قطعة ارض “كبيرة” في منطقة الزعفرانية تعود ملكيتها لصالح دائرته “نريد ان نبني عليها شققا سكنية لموظفي دائرة السينما والمسرح”، مردفا ان “قوى السلاح المنفلت تسيطر حاليا على تلك الأرض”. وبحسب الفنان طه المشهداني، فان حادثة مسرح الرشيد أفرزت “صحوة حقيقية” للدفاع عن الصروح الثقافية العراقية.

عرض مقالات: