اخر الاخبار

تلقت جريدة “طريق الشعب”، مناشدات من عدد من الخريجين الأوائل في المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وإقليم كردستان، وهم من المشمولين بحملة التعيينات التي أطلقها مجلس الخدمة الاتحادي.

واشتكى الخريجون من عدم شمولهم في هذه الحملة وحرمانهم من حقهم في التعيين، كونهم من سكنة المناطق المتنازع عليها وخريجي جامعات الإقليم.

وأكد مناشدات الخريجين، أن الصراعات السياسية على المصالح الضيّقة لم تحرمهم من حقهم فحسب، بل كانت سبباً في تهميش مناطقهم المنكوبة وإهمالها، وعادة ما تتصدر عناوين الدعاية الانتخابية في فترة التنافس الانتخابي بين المرشحين، وناشدوا من اجل ايجاد حل سريع لقضيتهم وحسمها اسوة بزملائهم في باقي المحافظات.

صعوبة ايجاد فرصة للعمل

وللإيضاح اكثر حول تفاصيل القضية، قال الناشط الايزيدي ذياب غانم ان “الخريجين الأوائل يقطنون في المناطق المتنازع عليها إداريا. وهذه المناطق هي تابعة للحكومة الاتحادية دستوريا، بينما يقول إقليم كردستان انها مناطق كردية مثل سنجار وكركوك وخانقين ومخمور، وهناك الكثير من هذه المناطق”.

وأضاف غانم في حديثه لـ”طريق الشعب”، بقوله ان هناك “العشرات من الخريجين الأوائل من هذه المناطق، لا يزالون ينتظرون قرارات مجلس الخدمة الاتحادي من اجل تعيينهم ليستمتعوا بأبسط حقوقهم أسوة بأقرانهم من بقية المحافظات العراقية”، مبينا ان أعدادهم “تقدر بأكثر من 5000 خريج من مختلف جامعات إقليم كردستان”.

ولفت غانم الى ان مجلس الخدمة الاتحادي “اطلق حملة تعيين الأوائل، لكن نحن حتى الان غير مشمولين، ولا نملك “كودات” نظراً لأننا خريجو جامعات الإقليم”، مشيرا إلى ان “الجهات المعنية في الإقليم عندما يتعلق الموضوع بمصالح الناس تلقي اللوم الحكومة المركزية. وبهذه الطريقة يتم حرماننا من التعيين”.

وأشار إلى ان هؤلاء الخريجين يطالبون “بتعيينهم أسوة بخريجي معاهد السلك الصحي والمعاهد الطبية في الإقليم، كما جرت العادة في كل عام لخريجي الصحة، فيتم تعيين خريجي المحافظات العراقية، ليتم بعدها اطلاق استمارة خاصة بمحافظات الإقليم لخريجي المناطق المتنازع عليها، إلى الآن لم نلاحظ او نسمع اي تصريح او موقف في هذه القضية بما يخص الخريجين الأوائل في هذه المناطق”. 

وخلص إلى انهم يواجهون “صعوبة في إيجاد فرص عمل، يرافق ذلك عدم وجود تحرك حكومي جاد باتجاه هذه المناطق، لتضيع حقوقنا بين الحكومتين، فكل طرف يرمي الكرة بملعب الطرف الآخر. وعليه نطالب مجلس الخدمة بإطلاق استمارتنا او تبيان الموقف على الأقل”.

تحرك نيابي لحسم القضية

وفي هذا الشأن، قال عضو مجلس النواب النائب محما خليل قاسم، ان “الطلاب من الخريجين الأوائل في المناطق المتنازع عليها المشمولين بهذا الاستحقاق، وقع عليهم الظلم والحيف وهذا ليس وليد اليوم، بل هذا الاجحاف مستمر بحقهم منذ فترة”، لافتا الى انه تواصل مع لجنة التربية النيابية والوزارة، وهناك طلب وجّه للوزير من اجل التدخل في حل هذه القضية، ورفع الحيف عن هؤلاء الشباب”.

وعن المعرقلات وخلفيتها أكد النائب في سياق حديثه لـ”طريق الشعب”، قائلا إنها نتيجة “الروتين وسوء الإدارة، لذلك يجب ان يكون هناك تدخل من قبل الجهات العليا لاستحصال حقوق هؤلاء الخريجين، وستكون هناك خطوات قادمة في هذا الصدد”.

المحكمة الاتحادية هي الفيصل

إلى ذلك، قال الخبير قانوني علي التميمي ان “هذه المناطق تتبع دستورياً للحكومة المركزية، وذلك نظراً لعدم تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي، وفي الوقت الحاضر فان الحكومة المركزية هي من تقرر في الموضوع حتى تحسم القضية”.

وعن الحلول المتاحة لرفع المظلومية عنهم قال “عليهم تقديم طلب وفي حال تم رفضه، فان الاجراء الاخر يكمن في اقامة دعوى قضائية أمام المحكمة الاتحادية، كون النص يعتبر دستوريا، والمحكمة هي من تبت في القرار، ويكون قرارها ملزما”.

ضحية الصراعات السياسية

وفي السياق ذاته، قال لقمان شفان وهو احد الخريجين الأوائل، انه تخرج في العام 2018، وكان يحمل التسلسل الثاني على قسمه، وينتظر الفرصة المناسبة ليعيل عائلته.

وتابع شفان حديثه لـ”طريق الشعب”، بالقول: “جربت العمل في عدة مجالات، ولقلة الإمكانية لم انجح. والان أعمل أجيرا، وبمجرد الإعلان عن تعيين الأوائل من قبل الحكومة العراقية، تأملت كثيراً لكن وللأسف نحن في المناطق المتنازع عليها، تخرجنا من جامعات القيم كردستان”.

وزاد أيضا بقوله، إن مناطقهم تتبع إدارياً للمركز “ونحن ندفع ثمن هذه السياسة، فنحن أيضاً من حقنا التعيين مثل إخواننا الخريجين من بقية المحافظات العراقية، وأنا شخصياً بدأتُ أفكر في حلول أخرى كالهجرة، وإذا لم يتضح اي شيء في الأسابيع المقبلة سأفعل المستحيل لكي أغادر العراق، فبهذا الشكل لا نستطيع العيش”.

وطالب الشاب في ختام حديثه مجلس الخدمة بالخروج بتوضيح حول ما يجري، وهل من الممكن ان يتم تعيينهم ام لا.

تهميش وإهمال

من جانبه، اكد الناشط الايزيدي شاكر خدر، ان هناك خلافا ما بين الإقليم والحكومة المركزية، وبالتالي انعكس هذا الصراع على تلك المناطق، وجرى تهميش أهلها، من قبل الحكومتين، خصوصا مناطق الايزيديين مثل سنجار، لافتا إلى أن “عندما تكون هناك انتخابات او ما يتعلق بمصالح القوى السياسية يكون هناك اهتمام بالأهالي وخدماتهم”.

وقال خدر في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان “ضحية هذه الصراعات السياسية هم المواطنون البسطاء فقط، فهذا الصراع بات يؤثر على مصالح الناس”.