اخر الاخبار

لا يزال الخريجون الاوائل في المناطق المشمولة في المادة 140 الدستورية، يعيشون على امل الحصول على فرصة تعيين يتصدق بها عليهم مجلس الخدمة الاتحادي، خصوصا بعد ان أرسلت أسماؤهم البالغ عددها 1417 خريجا الى بغداد، لكن حتى الآن لا شيء يذكر ولا اجراء واضحا بصدد قضيتهم.

ويتهم الخريجون وزارة التعليم العالي ومجلس الخدمة الاتحادي بعرقلة الامور، مؤكدين انهم “ضحية صراع سياسي بين بغداد واربيل، لا ناقة لنا فيه ولا جمل”، مشددين على ضرورة ايلاء هذه القضية اهتماما اكبر، كونها تتعلق بمصير 20 عاما من سنوات الدراسة التي يجب ان لا تذهب هباء، بسبب الصراعات، التي كانت سببا في تهميش مناطقهم المنكوبة واهمالها.

“في حيرة من امرنا”

الناشط الايزيدي ذياب الغانم، أحد الخريجين الأوائل وعمل في اكثر من مجال خارج تخصصه الدراسي، نتيجة غياب فرص العمل، يقول: ان اعدادهم بلغت 1417 خريجا ممن يعيشون في المناطق المتنازع عليها، والذين درسوا في جامعات ومعاهد الاقليم.

وبرغم ما مروا به وذاقوه من ويلات الحرب والعنف الذي مارسته بحقهم عصابات تنظيم داعش الارهابية، يضيف غانم قائلاً “عندما اعلن مجلس الخدمة الاتحادي، عن اطلاق الدرجات الوظيفية للخريجين الاوائل واصحاب الشهادات العليا، كنا نطالب بشمولنا بتلك التعيينات، وان يتم التعامل معنا بشكل عادل اسوة بزملائنا من السلك الصحي، الذين عيّنتهم الحكومة الاتحادية سابقاً”.

ويشير الغانم في حديثه مع “طريق الشعب”، الى انه “باعتبار ان مناطقنا تابعة اداريا لبغداد، فالتعيينات هي مرتبطة ببغداد ومؤسساتها المعنية بالشأن، وتم بالفعل ارسال الاسماء من قبل وزارة التعليم العالي في اقليم كردستان الى مجلس الخدمة، ونشرت قائمة مؤخراً فيها 674 اسما للخريجين الاوائل”، مبيناً ان تلك القائمة جعلتهم في حيرة من أمرهم: “هناك من يقول ان هذه الاسماء لا يوجد اي اشكال فيها، وهناك من يتحدث عن وجود اشكالية في هذه الاسماء. ونحن اصبحنا في حيرة من امرنا، ولا نعرف مالذي يجري. بينما لا يوجد اي توضيح من مجلس الخدمة الاتحادي او وزارتي التعليم العالي في بغداد او اقليم كردستان”.

ويطالب ذياب وهو من الخريجين الاوائل “بأن يكون هناك ايضاح على اقل تقدير من مجلس الخدمة او اي جهة اخرى معنية بمتابعة هذا الملف، لنعرف على الاقل ما يجري، علماً ان رابط التقديم سيغلق بعد ايام، وحتى الان لم تحل مشكلة الكودات؛ حيث اننا لا نمتلكها للتقديم كوننا من خريجي جامعات ومعاهد الاقليم غير التابعة لوزارة التعليم العالي في بغداد”.

إشكالات لم تحسم

من جانبه، قال نشوان خلف وهو احد الخريجين الأوائل، ويقيم في مجمع بشاريا لإيواء النازحين في محافظة دهوك: ان هناك تعاملا وتعاونا بين وزارتي التعليم العالي في بغداد وإقليم كردستان، بينما لا تزال العراقيل موجودة، ولم تتم معالجتها، لافتا الى ان هناك “إشكالية من ناحية الاقسام؛ فقسم منها موجود في جامعات الاقليم، لكنها غير موجودة في بغداد، اضافة لبعض الكليات والمعاهد غير المعترف بها من قبل بغداد، ولطالما اكدنا ضرورة ان يتم حل هذه القضية أيضا، لأنها تتعلق بمصير ومستقبل طلبة اجتهدوا وبذلوا الغالي والنفيس طيلة عمرهم الدراسي”.

ونبه في حديثه لـ”طريق الشعب”، الى ان وزارة التعليم العالي في الاقليم تقول انها “ارسلت اسماء الخريجين الى ممثلية الاقليم في بغداد، وهناك وثائق واسماء نشرت من قبل الوزارة في الاقليم. وانا اعتقد ان العرقلة هي بين وزارة التعليم العالي في بغداد ومجلس الخدمة الاتحادي، فحتى الان اسماء الزملاء التي تم الاعلان عنها لم يتم تزويدهم بكودات التقديم”.

واضاف قائلا “نطالب بحقنا في التعيين كأي خريج من الاوائل في العراق، ونحن بواقع الحال تابعون الى بغداد ادارياً ولا نريد ان تضيع جهود 20 سنة بسبب صراع سياسي لا دخل لنا به، فأنا وزملائي ما ذنبنا بخلافات بغداد واربيل حتى نحرم من حقنا في التعيين؟ لذلك نجدد مطالبتنا بالتعيين اسوة بإخواننا الخريجين الاوائل ونطالب الجهات المعنية بان يكون هنالك وضوح وشفافية في التعاطي مع هذا الملف. وفي ذات الوقت فأن الخريجين لا يطالبون سوى بحقهم في التعيين، اسوة بخريجي معاهد السلك الصحي والمعاهد الطبية في الاقليم، كما جرت العادة في كل عام لخريجي الصحة، إذ يتم تعيين خريجي المحافظات العراقية، ليتم بعدها اطلاق استمارة خاصة بمحافظات الاقليم لخريجي المناطق المتنازع عليها”.