اخر الاخبار

افرزت انتفاضة تشرين 2019 العديد من الحركات الاجتماعية والسياسية، التي دخلت معتركا جديدا، لا سيما مع تشكيل حكومة جديدة، كان من أولوياتها الاستجابة لمطالب المنتفضين، والذهاب الى انتخابات مبكرة. ولأهمية التطورات المرتبطة بحراك تشرين، وما افرزه من معطيات، خصص المركز الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي حلقته الأسبوعية من برنامج “يحدث في العراق”، الذي تبثه الصفحة الرسمية للحزب على “فيسبوك” للحديث عن: “حراك تشرين .. تحولات اجتماعية وسياسية لمرحلة جديدة”. ضيّف فيها عضو “حركة نازل اخذ حقي” مشرق الفريجي والمتحدث الرسمي لحركة “وعي” حامد السيد، وعضو “البيت الوطني” مهتدى ابو الجود، وعضو “البيت العراقي” القاسم العبادي وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وسام الخزعلي، والتي قدمها الناشط والصحفي علي صاحب.

انتخابات حقيقية متكافئة الفرص

المركز: احد المطالب التي رفعها المحتجون ضمن احتجاجات تشرين، كان بالضد من الاحزاب. اليوم هل تعتقد ان هناك انتقالة معينة في وعي المحتجين، وبالتالي مهم جدا تشكيل احزاب سياسية، تتبنى الحراك التشريني، وتكون معبرة عنه؟

الفريجي: الشعارات التي كانت ترفع بالضد من الاحزاب في انتفاضة تشرين، كانت واضحة بانها ضد الاحزاب المسيطرة والمهيمنة وصاحبة السلاح المنفلت والتي اشتركت في الفساد. ولم نتكلم عن الاحزاب الصديقة التي لم تتلطخ ايديها بالدماء، والفساد. هذه الشعارات كانت في وقتها مؤثرة، ولها صدى كبير.

في البداية نحن كنا اكثر وضوحا حين نادينا عبر سوح الاحتجاج بعد مطلب محاسبة القتلة، بان تكون هناك مفوضية انتخابات مستقلة وانتخابات مبكرة. وهذا قطعا يقودنا الى ممارسة ديمقراطية حقيقية، وضرورة ان يكون هناك بديل، والا من غير المعقول ان نتحدث عن انتخابات ونذهب لانتخاب نفس الكتل السياسية والاحزاب الموجودة. من هنا كان التفكير من قبل الكثير من الشباب بان تكون هناك تنظيمات على مستوى منظمات او تنظيمات على مستوى تنسيقيات في الحراك الاحتجاجي وهناك من ذهب لتشكيل احزاب سياسية، ربما تطرح نفسها كبديل سياسي معارض او خصم للسلطة. وسيكون لنا قول اخر في الاحتجاج القادم، اذا لم تتوفر الشروط الواضحة والصريحة لما نرغب فيه، بان تكون هناك انتخابات حقيقية متكافئة الفرص. وإذ نتحدث عن تأسيس الاحزاب فهو شيء طبيعي في كل الثورات وفي كل العالم، لذلك حالة العراق الموجودة في تشرين هي حالة طبيعية لايجاد بديل سياسي حقيقي.

تشرين: هدف واحد بأدوات متعددة

المركز: في بداية تشكيل الكيان السياسي جوبهتم بمعارضة، ممكن من بعض المحتجين، على اعتبار انه لا يمكن اختزال الانتفاضة في حزب او كيان سياسي معين؟

العبادي: هناك نقطة مهمة جدا هي اننا اليوم امام ظاهرة اجتماعية كبيرة، وهي احتجاجات تشرين عام 2019، واعتقد هي الظاهرة الاكبر في تاريخ الدولة العراقية منذ تأسيسها. هذه الظاهرة لا يمكن ان تستمر على ارض الواقع بالفعل المادي، لكن هي صفعة وجهت الى السلطات التي تدير الدولة. وكانت تقول للسلطات ان ادارتكم للدولة غير صحيحة، وانتم بحاجة الى تغيير تلك الطريقة، والبلد ينهار ويذهب باتجاه الهاوية.

نحن لا نمثل الحركة الاحتجاجية، ولا نمثل الناس الموجودين في الحركة الاحتجاجية، نحن نتبنى المفاهيم التي خرجت بها الحركة الاحتجاجية وهي مفاهيم التغيير. وانا دائما اقول ان تشرين كان لها هدف واحد لكن ادواتها متعددة.

ادوات مختلفة بفكرة واحدة

المركز: انتم في البيت الوطني، هل اتخذتم من العمل السياسي احدى الطرق الاساسية للمحافظة على تشرين والتمسك بمطالبها، ام ما زلتم فاعلين في حركة الاحتجاج؟

ابو الجود: في احتجاجات الناصرية التي خرجت على المحافظ، لدينا اصدقاء في البيت الوطني مصابون بجروح بليغة، والى الان هم في المستشفى. وفي النجف والديوانية كذلك خصوصا هذه الايام، مع ارتفاع وتيرة الاحتجاجات في المحافظات العراقية، للمطالبة بتغيير المحافظين هذا الشق الاول. اما الشق الثاني، فهناك نظرة احادية تجاه الحزب السياسي. اعتقد ان البيت الوطني لديه نظرة مغايرة تجاه هذا الموقف. خرج البيت الوطني لتصحيح الحياة الحزبية، لتصحيح النظام الحزبي، بأدبيات وافكار جديدة، ببدائل منطقية تنطلق من ارض الواقع، وليس بهذه النظرة الاحادية الاستبدادية لرؤساء الاحزاب. نختلف كثيرا في البيت الوطني، نختلف ربما اكثر مما نتفق، لكن في النهاية نصل الى وجهة نظر معينة: النظام السياسي الديمقراطي بطبيعة الحال يتكون من الاحزاب، فلا ضير من تكوين الاحزاب لتعديل هذا المسار. خرج البيت الوطني لبناء وارساء توجه حزبي ديمقراطي، يبنى على التداول بين الآراء، والتداول بين الافكار. هذه التنظيمات لا تختزل وجهة نظر تشرين. ربما الفكرة واحدة لكن الادوات مختلفة.

لا يمكن تجريد الانتفاضة من اهدافها السياسية

المركز: حركة وعي تطرح إحداث فرق في النظام السياسي. كيف ستحدثون ذلك في النظام السياسي وانهاء المحاصصة؟

السيد: دعني اصحح اولا موضوع هل نحن امتداد لتشرين ام نتيجة لتشرين. انا باعتقادي نتيجة لتشرين. تشرين التي لا يمثلها حزب ولا يمكن اختزالها بأي حراك سياسي. تشرين كحراك اجتماعي اصبح في النهاية يعبر عن قناعات مجتمع عراقي متضرر من طبقة سياسية حكمت البلاد على مدار ١٨ سنة. نحن جزء من هذا المجتمع، ونستطيع ان نصنف انفسنا بأننا جيل مظلومية ما بعد 2003، وليس ما قبل 2003، رغم اننا لا نحاول فعل مقياس فارق بين ما قبل 2003 وبعدها، لانه لا يمكن القياس والمقارنة بين النظام الدكتاتوري والنظام الديمقراطي الذي اخطأت طبقة الحكم السياسية استخدامه، بالتالي نحن امتداد لواقعنا، لإدراكنا ولعقلنا ولمفهومنا الخاص للتجربة السياسية التي ينبغي بالنهاية ان تعبر عن قناعات جميع العراقيين، وبالتحديد قناعات جيلنا نحن جيل ما بعد 2003. الجيل الذي انبثق وعيه السياسي في لحظة 2011 في تظاهرات شباط.

انا احاول في هذه المداخلة ان اصحح مفهوما متشابكا او غير واضح لدى البعض: هل بإمكاننا ان نحول تشرين الى خطاب سياسي؟ انا استطيع ان اقول ان تشرين هي حاجة لمجتمع عراقي، حاجة لخدمات، حاجة لحقوق مغيبة. بالتالي التظاهر بحد ذاته هو فعل سياسي، ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان ننسف هدف تشرين، وان نجردها من اهدافها السياسية التي بامكانها ان تغير المعادلة.

تدقيق جميع شعارات تشرين للحفاظ على سلمية الانتفاضة

المركز: يعتبر الحزب الشيوعي العراقي واحدا من اقدم الاحزاب في العراق، وعميد الحركة الوطنية، واليوم نحن امام معادلة جديدة يتعامل معها الحزب، كيف ينظر للأحزاب والتشكيلات والتعبيرات المختلفة الجديدة التي انطلقت ما بعد تشرين؟ وهل هناك علاقة متبادلة بين الحزب وبين هذه التشكيلات؟

الخزعلي: طبعا هي دعوة صريحة الى تدقيق المفاهيم والمصطلحات في انتفاضة تشرين. وما زال الجدل الفكري حول انتفاضة تشرين لم يحسم. انا اعتقد مثل هكذا فعل سياسي اجتماعي، يحسم فيه الجدل الفكري بعد ان تتضح الاهداف التي سعت انتفاضة تشرين لتحقيقها. لعلنا الجهة السياسية الوحيدة اذ سبقنا الحراك السياسي منذ 2003، وكان دخولنا الى العملية  السياسية التي بنيت على اساس المحاصصة الطائفية لإصلاحها. ولهذا عندما كنا نطرح شعارات داخل منصات الحزب الشيوعي العراقي، هل نحن بحاجة اليوم الى التغيير ثم الاصلاح، ام الاصلاح ثم التغيير؟ حسم الجدل في هذا الجانب، لعل عملية الاصلاح هي من اولويات ما يطرحه الحزب الشيوعي العراقي ثم نسعى الى التغيير، وهذا اخذ جهدا طويلا من رفاقنا الناشطين ان كان عبر ساحات الاحتجاج، او عبر المنصات الاخرى.

تحدثنا كثيرا مع اخواننا المنتفضين عندما كنا مشاركين اساسيين في انتفاضة تشرين، حول ان من الضروري جدا ان تعمل انتفاضة تشرين على تنظيم نفسها، ولا بأس ان تشكل الاحزاب، ما اثار حفيظتنا بشكل واسع الشعار الذي طرحه البعض في انتفاضة تشرين (كلا كلا للأحزاب). كان هذا الشعار يستغل من قبل احزاب السلطة على ان المنتفضين يريدون ارجاع البلاد الى الوراء، مع اننا كنّا نوضح بان ما يطرحه الناشطون في انتفاضة تشرين يقصد منه احزاب الفساد، احزاب السلطة التي استغلت قوت الناس واستثمرت موارد الدولة لصالحها. لكن كنا نتحفظ على ان لا تتطور الامور الى شعارات، ربما تكون فوضوية ما يحرف الانتفاضة عن مسارها وهدفها الرئيسي، ولهذا كنا نسعى دائما الى تدقيق المفاهيم للحفاظ على سلمية الانتفاضة. ونلح بأن تنظم تشرين قوتها عبر احزاب او تنسيقيات. وبالفعل عندما انبثقت هذه الاحزاب وهذه الحركات، كنّا نحن أول من شجع وقال: ان هذه خطوة بالاتجاه الصحيح.

تشرين.. درس لمحاسبة الجميع

المركز: هل باستطاعتكم كحركة سياسية توجيه هذا الغضب الشعبي بالعمل السياسي، من اجل انهاء نظام المحاصصة وضرب الفاسدين، وطرح بدائل مختلفة عمّا مطروح الان في الساحة؟

الفريجي: تشرين يجب ان تكون بعيدة عن مسميات احزابنا وتطلعاتها، على اعتبار نحن ننتظر من تشرين محاسبتنا ان اخطأنا. تشرين هي لمحاسبة كل من يسعى الى الخراب. والمثال واضح عندما ذهب البعض الى العمل مع السلطة. تشرين قالت كلمتها بوضوح: انهم لم يؤدوا الواجب الذي كان مرجواً منهم.

الان نحن امام طريقين؛ طريق الذهاب الى الانتخابات والدخول في المؤسسة التشريعية، ومن ثم تكون هناك رقابة حقيقية على السلطة وممارسة المعارضة وتشريع قوانين تهم واقع المواطن، لاعادة اواصر الصلة بين الناس والسلطة، او اذا لم تكن هناك متطلبات الانتخابات، تكافؤ الفرص، رقابة اممية حقيقية، البطاقة البايومترية، تحييد السلاح المنفلت، ممارسة حقيقية ديمقراطية، ربما نذهب بعيدا وتكون هناك ثورة مستمرة. واستمرار الثورة مرة ثانية ربما لن تكتفي باقالة الحكومة فقط. في بداية تشرين كنا غير منظمين. ربما لا يعرف بعضنا الاخر. اليوم هناك منظمات وتيارات وحراكات سياسية موجودة ومتعارفة. الان نسمع حديثا من هنا وهناك عن امكانية تأجيل اخر للانتخابات، وهذا يعني انهاء لمطلب الانتخابات المبكرة. اذن، يجب ان يكون هناك موقف حقيقي تجاه ذلك. يجب ان يكون هناك تنظيم عالٍ لإنهاء هيمنة هذه السلطة.

المشاركة في الانتخابات لا تخضع للعواطف

المركز: الكثير من الاحزاب اليوم تدعي انها انبثقت عن تشرين. وفي بعض الاحيان يدخل المال السياسي واحزاب كبيرة معينة لتشكيل احزاب. ولحد الان هذا الامر غير واضح للناخب. بالنسبة لكم هل تعرضتم الى ضغوطات او مغريات قبل تشكيل حركتكم؟

القاسم العبادي: على الصعيد الشخصي نعم حصلت معي اكثر من مرة، ومن اكثر من حزب. وضّحت لهم ان هناك فجوة فكرية بيننا. هم يحاولون بأي طريق انتشال أنفسهم من الازمات التي يعانون منها. نحن كبيت عراقي اخذنا على عاتقنا مهمة الوصول الى طريق مختصر بأقل الخسائر واسرع وقت ممكن، باتجاه الحصول على نسبة اكبر من التغيير. بالتالي نحن نناقش ونسمع، والانتخابات لا تخضع للعواطف. هناك قواعد ومعطيات وارقام وقانون. نحتاج الى تفكيك هذه القواعد ومعرفة كيف تواجه من وضع هذه القواعد بشكل صحيح. هناك نوع من الوعي يتشكل، وعليه نحن نوجه خطابنا.

خيار المشاركة في الانتخابات لم يحسم

المركز: انتم كحركة موجودة في الشارع، وهناك اعضاء منكم تعرضوا للاصابة والاعتقال، هل هذا يعكس ان لكم مقبولية في الشارع العراقي، وخارج اطار المحتجين؟

ابو الجود: نحن كبيت وطني لدينا تنظيم في الانبار، ونواة قوية جدا في الموصل وصلاح الدين والسليمانية، وهذا يمكن عدّه شيئا غريبا على التنظيمات السياسية. لدينا شباب فاعلون سياسيا داخل السليمانية، ويؤمنون ان البيت الوطني ينطلق من منظور الامة العراقية الجامعة. كذلك شخوص البيت الوطني لديهم مقبولية داخل الشارع التشريني او الشارع العراقي بشكل عام. هم شباب مشاركون في الاحتجاج منذ 2011. والتشرينيون قد يعتقدون ان البيت الوطني هو البيت الذي يسعهم من كل الجوانب، ومن كل النواحي خصوصا الأصدقاء في المحافظات المنتفضة.

لم نحسم خيار المشاركة في الانتخابات من عدمه لغاية الان. خيار المشاركة عند المكتب السياسي للبيت الوطني. المكتب السياسي في الوقت الحالي يدرس ورقة علمية بحثية، تتناول عدة ملفات في الانتخابات. منها على سبيل المثال دراسة قانون الانتخابات والدوائر المتوسطة، ودراسة النظام الانتخابي الالكتروني وثغرات التزوير. كذلك دراسة عينات من انتخابات 2014 و2018، ودراسة تجربة الحزب المدني الديمقراطي الذي انبثق في العام 2015.

مواجهة بوسائل دستورية

المركز: الغالب الاعم من هذه التشكيلات هي مدنية والطابع العلماني واضح فيها. كيف ستشارك “وعي” في ظل التقييد الذي فرضته احزاب السلطة، ألا تشعر انها مهمة صعبة؟

السيد: بل معقدة جدا، وليست صعبة فقط. وجود السلاح المنفلت والمال السائب يضعنا كقوة ناشئة امام حيتان متمرسين على توهين واضعاف أي مشروع وطني بامكانه ان يغير المعادلة السياسية، وهي تخدم المصالح الحزبية والفئوية الضيقة، لذلك من البداية قلنا وبشكل صريح وواضح ان مواجهة هؤلاء ينبغي ان تكون حقيقية من خلال الوسائل الدستورية. وواحدة من ابرز الوسائل هي الانتخابات. من استخدم القناص ضد شبابنا وفجر جماجم البنات والشباب في الساحات في محافظات الوسط والجنوب قادر على ان يفجر أي مشروع سياسي، يهدد بقاءه في البرلمان، او في السلطة. هم يمتلكون كل شيء، ونحن لا نمتلك شيئا. قوتنا في المعادلة السياسية اننا نصارح شعبنا.

نهج وطني متكاتف في عملية التغيير

المركز: الحزب الشيوعي اعلن مشاركته لكن وفق شروط معينة في الانتخابات البرلمانية القادمة. باعتقادك هل من الممكن تحقيق هذه الشروط؟

الخزعلي: نحن من أوائل من دعا منذ 2003 الى ضرورة توحيد القوى المدنية والقوى الديمقراطية والوطنية. كنا الوحيدين المواكبين في ساحات الاحتجاج. انا لا اتحدث عن تهميش اطلاقا. انا اتحدث عن احزاب، ولهذا انا فرح جدا عندما اسمع او اشاهد ان هناك قوى ناشئة تتشكل، ويكون المعيار لديها على اساس المواطنة والنهج الوطني الديمقراطي، فهذا يسهل المهمة على القوى الوطنية لانجاز مشروعها. القضية الثانية حتى في معيار التغيير، لطالما تحدثنا كثيرا عبر منابرنا السياسية ولقاءاتنا الاعلامية، قلنا بضرورة أن تتطور الحركة الاحتجاجية الى انتفاضة، قبل ان تحدث انتفاضة تشرين، وهذا يتطلب جهدا سياسيا اجتماعيا واسعا. اليوم الوعي العراقي موجود لكن ليس بالمستوى القادر على  ازاحة هذه الطبقة السياسية عن بكرة ابيها، والمجيء ببديل.

حوارات واسعة للدخول في تحالف

المركز: من خلال ما خضتموه خلال الاشهر الماضية من حوارات ونقاشات وتبادل وجهات نظر، خطاب تشكيلات تشرين بكل مسمياتها وشخوصها، هل هو خطاب موحد؟

الفريجي: نحن نقول اننا متفقون على البديهيات والاساسيات التي خرجنا بها من الثورة، لكن على مستوى التحالفات هناك اختلافات. نحن كحركة “نازل اخذ حقي” تكلمنا مع الاخوة في “البيت الوطني” و”امتداد” وحتى “التيار المدني العراقي”، نحن منفتحون وليس لدينا شروط. لدينا هم واحد وألم واحد. لا اعلم ما المانع الحقيقي كي نجلس وننهي هذا الموضوع. نتمنى في قادم الايام ان تكون هناك حوارات اوسع للدخول في تحالف.

مشاورات ضمن معادلة

المركز: تحدث الاستاذ مشرق على اهمية الحوار، ونذكر بدور النقابات ومنظمات المجتمع المدني والطلبة. كل هذه الفئات كيف سنجمعها ونرص صفوفها؟

العبادي: جميع القوى التي لم تشارك في تلميع السلطة، ولم تلزم نفسها بالدفاع عن فشل وسوء الادارة وسوء التخطيط والاجرام والتماهي مع المجرمين، أرى ان علينا ان نجلس معهم ونسمع منهم، لان هذه الجهات بالتأكيد لديها رؤية باتجاه ان يتحسن وضع هذا البلد، ويكون البلد كفيلا بتوفير الخدمات الاساسية وسبل العيش الكريم للمواطن. أي جهة تنصب نفسها كمدافع عن سوء الادارة والتخطيط للدولة، هؤلاء من غير المنطقي ان نتفاهم معهم، لان المشتركات بيننا لن تكون موجودة، لا ادواتهم ولا خطاباتهم ولا مصالحهم. كل هذه الاشياء لا تلتقي مع مصالحنا. اما على مستوى فواعل اجتماعية ونقابية وحتى سياسية فأرى ان من الضروري على الاقل ان نستمع لبعضنا، على مستوى البيت العراقي. نحن نجلس مع القوى ضمن هذه المعادلة.

المركز: هناك دعوة صريحة الى توحيد ورصّ صفوف قوى تشرين بمختلف مسمياتها. كيف ترون الموضوع من وجهة نظركم؟

ابو الجود: نحن نتميز في البيت الوطني عن البيت الشيعي الذي دعا له احد الزعامات. نتميز عن البيت السني الذي دعت له الزعامات السنية. هذه تخندقات طائفية. اما البيت الوطني وحركة نازل اخذ حقي، فهما بمسار واحد وخندق واحد. واذا تميز البيت العراقي او حركة نازل اخذ حقي، فهو تميز للبيت الوطني ايضا، نحن في خندق واحد، وما يقع علينا يقع عليكم، وما يقع عليكم يقع علينا.

يعمل البيت الوطني على ايجاد برامج تواصلية، تصنع خطابا تضامنيا شاملا بين فئات المجتمع وخصوصا بين فئات تشرين، والخروج بنظرة مبلورة حقيقية بين هذه الكيانات.

بديل سياسي لطبقة الحكم

المركز: انتم في حركة وعي، هل تعتقدون انكم تحظون بدعم من المتظاهرين، وهل تعولون فقط على المتظاهرين والمحتجين في حال مشاركتكم في الانتخابات المبكرة القادمة ام تعولون على دعم اوسع؟

السيد: نحن كحركة سياسية ناشئة، قلنا في البداية اننا لسنا امتدادا لتشرين، لاننا نريد ان نحافظ على تشرين من الاخطاء. نحن غير معصومين، نحن نمارس عملا سياسيا وهذا العمل مبني على مصالح. وبالتالي رعاية المصالح قد لا تتلاءم مع اهداف تشرين، لذلك منذ البداية فرزنا انفسنا على اننا بديل سياسي لطبقة الحكم الحالية. وقاعدتنا الجماهيرية ينبغي ان تكون اوسع واشمل من تشرين. كل المجتمع العراقي هو محط اهتمامنا من زاخو الى البصرة. نحن نطالب بضرورة ان يكون لهم تمثيل حقيقي في معادلة الحكم القادمة.

المركز: اصبح من الضروري جدا ان يكون هناك تنسيق على مستوى عال، ليس فقط على مستوى الانتخابات، بل على مستوى التحالفات والتكتيكات السياسية، الا تعتقد ان الوقت مناسب للتنسيق في ما بينكم اكثر، والحديث عن المشتركات؟

الخزعلي: انا باعتقادي ان القوى والحركات السياسية التي انبثقت عن انتفاضة تشرين، وهي بدون شك فعل سياسي اجتماعي، هذه القوى عليها ان تتحدث بالمشتركات. بالتالي منطلق المشتركات هي المساحة الاكثر تفاوضية، لكن انا استنتجت من خلال متابعتي لاغلبية هذا القوى الشبابية، بالفعل أنها تستحق ان تكون البديل للنظام السياسي الحالي، لكن يجب ان تكون هناك مبادرة للذهاب الى تنسيق جهودها، وهذه ستكون مصدر قوتها. الانتخابات هي محطة او باب للتغيير في كل التجارب. بالتالي هي اختبار لقوتها ونشاطها السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وايضا تزداد خبرة من ادائها في عملية كهذه.