اخر الاخبار

يزيد الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي خلال فصل الصيف من معاناة عمال ورش الحدادة، الأمر الذي فرض عليهم دفع مبالغ إضافية لأصحاب المولدات الأهلية لزيادة عدد الامبيرات الكهربائية وبالتالي مواصلة العمل.

ويقول أبو يونس هو صاحب ورشة للحدادة في منطقة الزعفرانية إن “فصل الصيف يضاعف من معاناة الحدادين بسبب قلة طلبات العمل أولا والأمر الآخر التأخير في إنجاز ما هو متوفر من العمل بسبب عدم توفر التيار الكهربائي، الأمر الذي يسبب تذمر الزبون الذي ينتظر انجاز طلبه في وقت محدد”.

ويذكر لـ “طريق الشعب” أنه “أجبر مؤخرا على تقليص عدد العمال بسبب المصروفات الإضافية التي فرضت لتوفير التيار الكهربائي”، موضحا أن “ماكينات اللحام تحتاج إلى امبيرات كهربائية عالية لتشغيلها وأن مواصلة العمل بحاجة إلى توفر الكهرباء على مدار 24 ساعة، وان تكلفة الخط الذهبي في المنطقة 14 ألف دينار الأمر الذي أدى إلى فرض مصروفات إضافية تتجاوز 300 ألف دينار شهريا فقط لتوفير التيار الكهربائي مما تسبب بخسارات مالية أدت إلى تقليص عدد العمال على الرغم من الحاجة إليهم” حسب قوله.

من جانبه، أرغم عادل السامرائي (40 عاما) وهو عامل حدادة إلى توفير مولد كهرباء خاص بورشته ويقول لـ”طريق الشعب” “يعتمد عمل عمال ورش الحدادة على التيار الكهربائي الذي بدونه تتوقف الورشة عن العمل، ويؤدي عدم توفره إلى سحب الطلبات من قبل الزبائن والذهاب إلى ورش أخرى مما يسبب بخسارة كبيرة لصاحب الورشة والعمال”.

ويذكر أنه “أجبر على توفير مولد خاص بورشة الحدادة لتوفير التيار الكهربائي، بسبب عدم توفر مولد كهربائي قريب من ورشته، كما أن تكاليف سحب الكهرباء من المولد مرتفعة مقارنة مع أرباح العمل الشهرية”.

ويرى السامرائي أن “ورش الحدادة بحاجة إلى دعم الحكومة عبر توفير مولدات خاصة تعمل على توفير الكهرباء بمبالغ مدعومة، خاصة وأن ورش الحدادة تضم أعدادا كبيرة من العمال التي بدونها يعدون عاطلين عن العمل”.

ولم تقتصر معاناة الحدادين على عدم توفر التيار الكهربائي، اذ يفيد ضرغام عزت (19 عاما) إلى وجود استغلال كبير يتعرض له عمال ورش الحداد من قبل المالكين، ويقول لـ “طريق الشعب” إن “صاحب الورشة قلص هذا الشهر أجور عمل جميع العمال بحجة عدم توفر الكهرباء وقلة العمل”، موضحا إلى أنه تقاضى هذا الشهر 200 ألف دينار بعد ان كان يستلم 250 ألف دينار، الأمر الذي أدى إلى ترك بعض العمال العمل والتوجه إلى البحث عن عمل آخر”.

وعن الشمول بالضمان الاجتماعي يفيد ضرغام ان “أحقية العمال بالضمان الاجتماعي مجرد تصريحات نسمع بها ولا شيء يذكر منها على أرض الواقع، فجميع العاملين في ورش الحدادة غير مشمولين بأي شكل من أشكال الضمان”.

وبخصوص عدم توفر التيار الكهربائي يذكر أن “العامل البسيط يتحمل كافة أنواع المصروفات الإضافية التي يتعرض لها أصحاب الورش، ففي حال فرض صاحب الإيجار مبالغ إضافية تستقطع من أجور العامل البسيط، وانقطاع التيار الكهربائي أيضا تستقطع تكاليفه من العامل البسيط، ولا إجراءات رادعة او قانون يردع أرباب العمل في استغلالهم المزمن للعمال”.