اخر الاخبار

أبدى مواطنون من قضاء الصويرة شمالي محافظة واسط، استياءهم من تذبذب الكهرباء الوطنية وعدم استقرارها وقلة ساعات تجهيزها، مؤكدين لـ “طريق الشعب” أن الكهرباء تأتيهم خلال اليوم كحد أقصى، بين 7 و8 ساعات، بالرغم من امتلاك واسط محطة توليد كبيرة تصل طاقتها الإنتاجية إلى 2000 ميغا واط.

وليست الصويرة وحدها تعاني ترديا حادا في التيار الكهربائي. إذ ان هذه الأزمة المزمنة التي تتكرر صيفيا، تشمل جميع مدن البلاد، بسبب الفشل الحكومي الذريع في إدارة هذا الملف المهم بالرغم من المليارات الهائلة التي رصدت له على مدى السنوات العشرين الماضية. لكن مواطني الصويرة يؤكدون، أنه من خلال تواصلهم مع أقرباء لهم أو أصدقاء في مدن أخرى مختلفة من البلاد، تبيّن لهم أن الأزمة في مدينتهم أكثر حدة، وهي لا تتعلق فقط بقلة ساعات تجهيز التيار الكهربائي، إنما في تردي المنظومة الكهربائية أيضا، وعدم قدرتها على استيعاب الأحمال الكبيرة لهذا القضاء البالغ عدد سكانه أكثر من 300 ألف نسمة، والذي يعد واحداً من أكبر أقضية البلاد.

جدير بالذكر، أن وزارة الكهرباء أعلنت الأربعاء الماضي أن إنتاج المنظومة الكهربائية بلغ 24 ألف ميغاواط، وأن المنظومة تعمل حاليا بشكل طبيعي، مستدركة “لكن التجهيز يختلف من محافظة إلى أخرى وبين مدينة وأخرى”.

جحيم في المنازل!

المواطن محمد علي من سكان “حي الأسرى” في مركز القضاء، يقول لـ “طريق الشعب”، أن “الكهرباء تأتينا ساعة واحدة مقابل انقطاع ساعتين، وأحيانا 3 ساعات”، مضيفا قوله أن “الكهرباء خلال ساعة التجهيز تكون متذبذبة وتنقطع وتعود مجددا بين كل 10 أو 15 دقيقة، لا سيما في فترة الظهيرة”.

ويوضح أن “ضاغط جهاز التكييف (الكمبروسر)، يحتاج إلى بضع دقائق كي يعمل. ولأن الكهرباء في ساعة التجهيز تنقطع كل 10 دقائق، لن يتسنى للضاغط العمل، وبالتالي لا نستفيد من الكهرباء في تبريد منازلنا التي تحوّلت إلى جحيم منذ مطلع تموز الفائت”، مشبها حال الكهرباء بـ “الإشارة المرورية”!

ويتساءل علي: “أين وعود المسؤولين بأن هذا الصيف سيكون أفضل من سابقه من ناحية تجهيز التيار الكهربائي؟ هل ذهبت ادراج الرياح؟! أليس من المعيب أن يعدوا المواطن بما لا يقوون على الإيفاء به؟!”، معربا عن شكره إلى أصحاب المولدات “فلولاهم لانحرمنا حتى من المروحة والنور”!

فولتية غير مستقرة

من جانبه، يشكو المواطن محمد المبارك، وهو من سكان “حي الشهداء”، من عدم استقرار “فولتية” الكهرباء، مبينا لـ “طريق الشعب” أن “هذه المشكلة حرمتنا من تشغيل أجهزة التكييف، التي تتطلب فولتية مستقرة كي تعمل بشكل صحيح”، مؤكدا أن “الأهالي يعيشون وضعا صعبا للغاية تحت حرارة وصلت إلى منتصف درجة الغليان، وربما تتجاوز ذلك في الأيام القليلة المقبلة”.

ويستغرب المبارك من تدهور الكهرباء في قضاء الصويرة وبقية أقضية ونواحي محافظة واسط، في وقت تمتلك فيه المحافظة “محطة واسط الحرارية”، التي تعد من بين أهم محطات توليد الكهرباء في العراق. ويقول أن “الطاقة الإنتاجية لهذه المحطة تتجاوز ضعف حاجة المحافظة من الكهرباء.. لكن أين الكهرباء؟ فنحن ليس لنا من تلك المحطة سوى عوادمها وأدخنتها السوداء الكثيفة الخانقة!”.

وفي العاشر من تموز الفائت، حاول العشرات من أبناء أقضية محافظة واسط ونواحيها، الاعتصام أمام بوابة المحطة الحرارية، للمطالبة بمنح المحافظة حصتها الكاملة من الكهرباء، لكن ما ان مرت فترة قليلة حتى فضت القوات الأمنية الاعتصام بالقوة، واعتقلت عددا من المعتصمين!

شبكة متهالكة

إلى ذلك، يتحدث المواطن عماد خلف، وهو من سكان “حي السراي”، عن مشكلة الأعطال التي تتعرض لها باستمرار شبكة الكهرباء ومحوّلاتها.

ويقول لـ “طريق الشعب”، أن “المحوّلات، معظمها تقع عليها أحمال تفوق طاقتها الاستيعابية، ما يتسبب في عطبها. وهذه المشكلة نعانيها صيفا وشتاء”، متابعا القول: “كذلك، هناك محوّلات وأسلاك وأعمدة قديمة ومتهالكة انتهى عمرها الافتراضي، الأمر الذي يتطلب استبدالها بأخرى جديدة”.

ويلفت إلى أن “الصويرة اتسعت فيها بشكل لافت الأحياء الزراعية السكنية، التي لا تتوفر لدى العديد منها محوّلات خاصة بها، نظرا لعدم شمولها بهذه الخدمة باعتبارها أحياء غير نظامية. لذلك تقوم وحدة الصيانة في دائرة الكهرباء بربط هذه الأحياء على المحوّلات المخصصة للأحياء السكنية النظامية (الطابو الصرف)، ما يزيد الحمل عليها، وبالتالي تتعرض للعطب، وأحيانا للانهيار”، مؤكدا أن المواطنين المتضررين من هذه التجاوزات، طالبوا مرارا بتخصيص محوّلات للأحياء الزراعية، وفك ارتباطها عن محوّلات الأحياء النظامية “لكن أصواتهم لم تلق آذانا صاغية”. 

ويتساءل خلف: “أين دور وزارة الكهرباء في هذا الجانب؟ فهي في كل مرة تتجرد من مسؤوليتها ازاء تراجع الطاقة، وتبرر الأمر بعدم توفر الوقود الكافي لتشغيل المحطات، أو بقطع إيران امدادات الغاز. بينما المشكلة تتعلق أيضا بتقادم الشبكة وتهالكها وإثقالها بالتجاوزات، ومعالجة ذلك في صلب مهام الوزارة”!