اخر الاخبار

منذ مطلع تموز الفائت، وبالتزامن مع تراجع تجهيز الكهرباء الوطنية، ازداد إقبال العراقيين على شراء ألواح الطاقة الشمسية، للحصول على أمبيرات قليلة من التيار الكهربائي تغنيهم عن الاشتراك الشهري لدى المولدات الأهلية، وتخفف عنهم لوعة الأزمة الكهربائية.  

ويأتي هذا الإقبال على شراء الألواح الشمسية، كحل فردي، واتجاه اضطراري للمواطن الذي ينفق نحو 20 في المائة من دخله الشهري على بدائل الطاقة، في ظل أزمة كهربائية عارمة امتدت منذ قرابة العقدين، واستنفدت أكثر من 80 مليار دولار من ميزانية البلاد، أمام تجهيز لا يزيد على 8 ساعات يوميًا في فصل الصيف اللاهب.

ومن أبرز المحافظات التي شهدت إقبالا على تلك الألواح، هي ديالى التي تتزود بالتيار الكهربائي عبر خطوط إيرانية لنقل الطاقة، تتعرض بين حين وآخر للانقطاع، سواء بشكل مقصود، أم بسبب عوارض فنية.  عضو مكتب الخدمات العلمية والاستشارية في جامعة ديالى، زياد عاصي، يقول في حديث صحفي أن “الوعود الحكومية بكهرباء مستقرة خلال الصيف، وتأخر ارتفاع درجة الحرارة بداية هذا الفصل، فضلا عن ارتفاع سعر صرف الدولار، كلها عوامل أساسية تسببت في ضعف الإقبال على شراء منظومات الطاقة الشمسية في النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بالعام الماضي”.

ويضيف عاصي، وهو خبير في مجال الطاقة الشمسية، أن “شهر تموز الفائت كان بداية لعودة نشاط الطاقة الشمسية، خاصة بعد أن اتضح للمواطن أن أزمة الكهرباء ستبقى قائمة هذا الصيف، وأن موجات الحر ستبلغ مستويات غير مسبوقة”، لافتا إلى أن “غالبية الذين يقبلون على شراء المنظومات الشمسية في ديالى، هم من أبناء الطبقة الوسطى، ومن سكان المدن”.

ويشير إلى أن “خفض كلف منظومات الطاقة خلال الفترة الأخيرة، شكل حافزا ايجابيا للإقبال عليها، لا سيما ان لهذه المنظومات جدوى اقتصادية قياسا ببدائل الطاقة الأخرى”، مؤكدا أن “ثقافة الطاقة الشمسية صارت تزداد في ديالى، وربما تزداد أكثر خلال السنوات القليلة المقبلة”. 

باع سيارته واشترى منظومة!

محمود العبيدي، وهو متقاعد يسكن في أطراف بعقوبة، اضطر إلى بيع سيارته التي يعتز بها منذ 14 عاما، من أجل شراء منظومة طاقة شمسية تزود منزله بـ 16 أمبيرا من الكهرباء.

يقول العبيدي في حديث صحفي، أنه غامر في بيع السيارة وشراء المنظومة، للخلاص من “لوعة” الكهرباء الوطنية، التي تتذبذب وتنقطع باستمرار، فضلا عن الخلاص من مشكلات المولدات الأهلية، وجشع أصحابها في وقت الأزمات.

ويوضح أن “الطاقة النظيفة، ورغم كونها مكلفة ماليا، لكنها تريح الأسرة وتخفف عنها صعوبات تأمين الطاقة الكهربائية”.

غش

من جانبه، يقول المهندس حسان أكرم، في حديث صحفي، إلى أن “البعض من العاملين في مجال منظومات الطاقة الشمسية، يستغلون عدم معرفة الناس بنوعياتها ومناشئها، فينصبون لهم منظومات رديئة لا تتمتع بالجودة العالية، ما يوجب على المشتري الحذر من هؤلاء، والتزوّد بالمعلومات الكافية عن تلك المنظومات قبل شرائها، لا سيما انها بسيطة جدا ولا تتضمن أي تعقيد”.

مطالبات بدعم المزارعين بمنظومات شمسية

إلى ذلك، يذكر رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ديالى، رعد التميمي، أنهم قدموا طلبا رسميا لرئاسة الوزراء، بتوفير منظومات شمسية مدعومة حكوميا للمزارعين، كي يتم استخدامها في تشغيل مضخات السقي بدلا عن الكهرباء الوطنية والمولدات.

ويوضح في حديث صحفي، أن “شراء المنظومات مكلف جدا، لذلك نحتاج الى دعم حكومي”، لافتا الى ان “العشرات من المزارعين قاموا بنصب مثل هذه المنظومات خلال السنوات الـ 4 الماضية، وحققت لهم جدوى اقتصادية قياسا بالبدائل التقليدية التي تعمل بالوقود”.

كهرباء إيران ضعيفة

اما المواطن سعيد عبد الله، وهو من سكان ناحية قزانية القريبة من الحدود العراقية - الإيرانية، فيقول أن “الكهرباء المستوردة من إيران تصلنا بفولتية منخفضة جدا، ما يتسبب في عطل الأجهزة الكهربائية”، مضيفا في حديث صحفي أنه نصب قبل 9 سنوات منظومة تعمل بالطاقة الشمسية، فحافظ على أجهزته الكهربائية وتخلّص من نفقات تصليحها.

ويؤكد عبد الله أنه لم يشعر بأزمة الكهرباء منذ قام بنصب المنظومة، مبينا أن “عمل هذه المنظومة غير مكلف ماليا، كونها لا تحتاج سوى إلى صيانة بسيطة جدا بين فترة وأخرى”.