اخر الاخبار

وجدت الكثير من النساء العمل في صناعة الاعمال والحرف اليدوية الحل لتجاوز ازمة قلة فرص العمل، التي تعاني منها الكثير من النساء بخاصة الخريجات.

وبرغم ان العمل في صناعة الحرف اليدوية بحاجة الى دعم لتوفير المواد الأولية أولا التي تتأثر اسعارها بارتفاع العملة الأجنبية، إضافة الى الترويج لكسب الزبائن الا ان الكثير من النساء يبدين كل الإصرار على مواصلة العمل وهن ساعيات الى تطوير امكانياتهن وصولا الى فتح مشاريع خاصة أوسع من حدود العمل داخل المنازل.

وتستغل العديد من الطالبات في الدراسة الجامعية أيام العطلة الصيفية ـ ولكسر الروتين اليومي ـ في العمل على صناعة الاعمال اليدوية وباقات الزهور المختلفة، ويجري ترويج اعمالهن على مواقع التواصل الاجتماعية التي هي الأخرى باتت تفرض رسوما مالية على مروجي الاعمال البسيطة.

وتقول رسل ثامر (20عاما) طالبة في كلية الآداب جامعة بغداد، انها “حاولت الحصول على عمل لاستغلال العطلة الصيفية وتحمل البعض من مصاريف الدراسة، الا ان هناك صعوبة في الحصول على عمل مناسب، وان اغلب ارباب العمل يفضلون العمل المجاني اول ثلاثة اشهر للعاملات”.

وتضيف ثامر لـ”طريق الشعب” انها بعد يأسها من الحصول على عمل مناسب “فضلت العمل في صناعة باقات الزهور الصناعية، وترويجها على موقع الواصل الاجتماعي”.

وعن أرباحها المادية تفيد وهي مبتسمة “بدأت في مشروعي منذ شهرين، وتمكن من بيع سوى 8 باقات من الزهور على اقاربي وصديقاتي المقربات، الذين اشتروا ما صنعته ليس لحاجتهم اليها وانما تشجيعا لي لا اكثر”.

وتجد رسل صعوبة في ترويج منتجاتها بسبب التكاليف المالية التي تفرضها التطبيقات الإلكترونية “فضلا عن ارتفاع تكلفة المواد الأولية والتي تأثرت بارتفاع أسعار الدولار”.

ولم يقتصر العمل في صناعة الاعمال اليدوية على طالبات الجامعة، وانما تعدى واقع الحال الى ربات المنازل.

وتذكر علياء حيدر (42 عاما) وهي ربة منزل وام لثلاثة أبناء، انها لم تتمكن من الحصول على فرصة عمل في مجال تخصصها هندسه الزراعة بعد تخرجها عام 2012 على الرغم من المحولات المتعددة.

وتقول لـ”طريق الشعب” ان “فرص عمل المرأة محدودة في كافة التخصصات. كما ان التحجيم المجتمعي للمرأة والعادات والتقاليد وتحميل المرأة مسؤولية إدارة البيت وتربية الأبناء وتدبير كافة ظروف الحياة، جعلت منها مشغولية بحقيق غايات وهداف بعيدة عن طموحها”، مضيفة “هناك نساء اجبرتهن ظروف الحياة على التخلي حتى عن عملها والتفرغ لتربية أبنائها”.

وعن عملها في صناعة الاكسسوارات والاعمال اليدوية الأخرى كشراشف المناضد المنزلية المطرزة، تفيد بانها لم تكن يوما تفكر في العمل بهذا المجال “الا ان صديقتي المقربة وخلال حديث ودي اقترحت المشاركة في احد بازارات صناعة الاعمال اليدوية وعرضها وبيعها على زوار البازار”.

وتتابع “بالفعل شاركنا بعد صناعتنا اعمالا متعددة، وقد تم بيعها جميعها، وبالتالي تمكنا من كسب أرباح بسيطة، الامر الذي شجعني على الدخول في هذا المجال والاستمرار فيه”.

وفي السياق، ترى ورود الفريجي وهي ناشطة ومتخصصة في الشأن الاجتماعي، ان المرأة العراقية “صبورة وصامدة ومواجهة لجميع أنواع لتحديات، وهي ساندة لزوجها ولأولادها مهما كانت طبيعة قسوة الحياة التي تمر بها”، موضحة أن “هناك نساء يتعرضن للتعنيف ومع ذلك يواصلن عطاءهن”.

وحول أسباب توجه النساء الى صناعة الاعمال اليدوية، تفيد بان “النساء بصورة عامة وبسبب الظروف الاقتصادية الصعبة أصبحن اسيرات المتطلبات العائلة التي بات دخل الاسرة المادي غير كاف لتوفيرها، بسبب ارتفاع الأسعار، كما ان قلة فرص العمل جعل منهن يفكرن في توفير العمل البديل والمناسب لظروف حياتهن خاصة تلك المتعلقة في إدارة الشؤون المنزلية التي يفرض عليها عدم التقصير بها في أي شكل من الاشكال”.

وتلفت الفريجي الى ان “الدعم الحكومي لفئات النساء من أصحاب المشاريع الصغيرة غير متوفر”، مؤكدة ان هناك ضرورة وأهمية له في تقليص حجم البطالة التي تعانيها النساء جراء قلة فرص العمل، فضلا عن احياء شيء من التراث الذي بدأ يزول بعد غزو المنتجات المستوردة للأسواق المحلية.