اخر الاخبار

تعتبر ازمة الكهرباء في العراق من المشاكل الموروثة، لكن منذ سنوات يستهلك المسؤولون تصريحات تتحدث عن إنهاء ملف الكهرباء مع اقتراب مواسم الصيف، وحتى قبل اشهر صرحت الحكومة الحالية بأن “الصيف المقبل سيكون مختلفاً” من ناحية توفير الكهرباء، الا ان الواقع اثبت عكس ذلك تماما. ان تكرار الوعود على مدى تلك السنوات ولد حالة عدم ثقة بين المواطن والجهات الحكومية.

الحاجة الى “خطة وقودية”

يقول المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية، أحمد موسى، أن ازمة الكهرباء في العراق ستنتهي بشكل نهائي عندما تتوفر الخطة الوقودية ويتم إنجاز مشاريع الطاقة الشمسية والربط الكهربائي التي تعمل عليها الوزارة الان.

ويؤكد موسى في حديث خص به “طريق الشعب”، إن “الخطة الوقودية لها اهمية كبيرة في استقرار الكهرباء وضمانها، كونها تستهدف تأهيل حقوق الغاز لصالح المحطات الكهربائية”.

ويواجه قطاع الكهرباء في العراق تحديات كبيرة، منها توفير الخطة الوقودية من الغاز والوقود لمحطات التوليد، والحاجة إلى توفير السيولة المالية لصالح الكاز.

ويتطلب تأمين الكهرباء أيضًا إنشاء بنية تحتية قوية من خلال تأمين الأبراج والخطوط لنقل الطاقة وتحويل الشبكات إلى شبكات ذكية.

وعن أبرز التحديات التي تواجه ملف الكهرباء، يؤكد موسى إن “عدم توفر الخطة الوقودية هو معوق كبير امام الكهرباء، اضافة الى الحاجة الى السيولة المالية”، مشيرا الى وجود حاجة لتأمين ابراج وخطوط نقل الكهرباء، وان تصب القرارات الحكومية باتجاه تنظيم العشوائيات ورسم شبكات كهرباء جديدة وتحويلها الى شبكات ذكية”.

ويبين موسى إن “الخطوات التي تم اعتمادها في البرنامج الحكومي اذا تم انجازها فستحل أزمة الكهرباء، لكن هذا يستغرق وقتاً، لأن ملف الكهرباء يحتاج إلى زيادة حجم الطاقة المنتجة وإضافة طاقات توليدية جديدة، بالإضافة إلى توسيع ودعم قطاع النقل بطريقة علمية ومدروسة، والعمل على تنظيم المناطق العشوائية والزراعية المتعلقة بالكهرباء، وفقا لمتحدث الوزارة.

متى تعالج جذور الازم؟

وفي ذات السياق، يقول عضو لجنة النفط والغاز البرلمانية، النائب كاظم الطوكي، أن “ملف الكهرباء يشكل تحديا صعبًا للغاية بسبب تراكم المشاكل خلال الحكومات المتعاقبة، وعدم زيادة منظومة الإنتاج في الفترات السابقة، ما جعل من الصعب على المواطن أن يثق بأي تحسين يتم طرحه في واقع الكهرباء”.

وخلال حديثه مع “طريق الشعب”، أعرب عن أمله في جدية الحكومة الحالية بإنهاء هذا الملف على الرغم من التحديات التي تواجهها في توفير الغاز.

وأشار إلى أن “من الممكن أن يتم توفير الغاز لتلبية الاحتياجات المحلية والتخلص من الاستيراد بعد مرور سنتين تقريباً”.

أما في ما يتعلق بمشاريع الكهرباء، فقد أكد وجود عدة مشاريع كبرى تم اعتمادها في الميزانية الثلاثية التي اقرت، مما يشير إلى التزام الحكومة بتنفيذها لتحسين واقع الكهرباء.

فيما يستبعد الطوكي استقرار الطاقة خلال الفترة الحالية، عازياً ذلك إلى حاجته إلى الوقود، فضلاً عن حقول الغاز في العراق غير مستغلة، والمحطات الكهربائية تحتاج إلى صيانة.

واختتم حديثه قائلا إنه “من السابق لأوانه القول إن العراق في استطاعته تحقيق الاستقرار الذاتي بمجال الطاقة، كون الخطط والبرامج والأموال المخصصة للموازنة ذهبت في اتجاه تقليل حجم الأضرار  وخصوصاً في قضية استيراد الغاز”.

لا وجود للثقة

التراكم الطويل للمشاكل في القطاع الكهربائي وعدم زيادة قدرة الإنتاج جعلت الثقة معدومة بين المواطن والجهات المسؤولة عن هذا القطاع الحيوي، والمرتبط بتماس مع حياة الناس.

يقول المواطن احمد خلف إن “الحكومة تتحدث عن الحلول والمشاريع الكبيرة لتحسين الكهرباء وتوفير الغاز، ولكن مع كل عام يتجدد الشك والشبهات حول قدرتها على تحقيق هذه الخطط. مع وجود انقطاعات طويلة للكهرباء وتأثيراتها السلبية على الحياة اليومية”، مؤكدا انه من الصعب على المواطن أن يتبنى الوعود المستقبلية بنفس الثقة والتفاؤل.

ويشير خلال حديثه مع “طريق الشعب”، إلى ان “المواطن لا يتوقع أي تحسين في واقع الكهرباء، في ظل وجود ذات الاحزاب في السلطة والتي انهكت البلاد في كافة قطاعاته، وبظل وجود المحاصصة وسوء الادارة واستشراء الفساد في مؤسسات الدولة”.