من الشخصيات الأدبية العراقة التي برزت وتألقت على الساحة المحلية والعربية واضافت الى المشهد الإبداعي وأعطت الكثير...وعرفت بالمثابرة والعمل الجاد في حقل الصحافة والإعلام والأدب والشعر.. الشاعر كاظم العطشان، تولد ١٩٥٨ صحفي وشاعر فصيح وشعبي وحاصل على البكالوريوس في العلوم السياسية / جامعة بغداد كلية القانون والسياسة لعام ١٩٨٤ م. والماجستير علوم سياسية. حصل على التكريم من عدة جهات بالأضافة الى عشرات الشهادات التقديرية محلية. التقته “ادب شعبي” واجرت معه هذا الحوار:
* الشاعر كاظم العطشان اريد ان اقدمك للقراء الأعزاء عن طريق بيت شعر شعبي فما هو هذا البيت؟
- ومن كبر واهس خضاري
طلگت الضحكه سنابل
والوكت موسم حصاد
* كيف كانت مشاعرك والكبير عريان السيد خلف يقرأ من ديوانك الشعري بحدود عشرة نصوص في برنامج (تل الورد)؟
- عند صدور ديواني الشعبي الثاني (شذر الگلايد) وصل لعميد الشعر الشعبي... وبدأ بقراءة السيرة الذاتية كاملة... ثم انطلق رحمه الله بصوته الشجي يرتل قصائد الديوان المذكور..... قطعا هي فرصة تأريخية ومحطة سعيدة وحظ وافر أن يترنم شاعر بمكانة عريان السيد خلف بقصائدي... وهي عبارة عن جواز بأن مضمون الديوان يرقى لقناعة هذا النهر الخالد....
* حين نذكر الصحافة والاعلام فهذه مهنتك ‘ اذكر لنا اهم محطاتك الصحفية والإعلامية؟
- عملت مديرا لاعلام محافظة النجف الاشرف سنوات طويلة ثم ولجت حقل الصحافة فعملت رئيسا لتحرير صحيفة الوفاق الناطقة بإسم حركة الوفاق الوطني... بعدها أسست مجلة النهضة الديمقراطية.... وفي المحطة الثالثة عملت رئيسا لتحرير صحيفة الكوثر النجفية، إضافة إلى الإشراف على عدد من الصحف والمجلات المحلية.....وانتقلت عربيا كمحرر في صحيفة صدى المستقبل الليبية، ثم بحثت عن ضالتي فوجدتها في الانطلاق لربوع المشهد الثقافي العربي وحاليا اعمل مديرا لتحرير مجلة النيل والفرات الورقية المصرية التي تصدر في القاهرة والتي تصدر عن مؤسسة النيل والفرات للطبع والنشر والتوزيع المصرية وتوأمتها منظمة صدى المستقبل الليبية.
* ماهو العامل المشترك بين المبدعين؟
- الجمال هو وحدة قياس الابداع.... كالنباتات والأشجار كلها تشترك بجذور الحياة ٠ وهي الطاقة التي تمثل القاسم المشترك في النبض الجمالي ٠
* الثقافة للشاعر والمتلقي و وجود نقد حقيقي واعلام حقيقي واعي ومتخصص.. هل هي ماجعلت القصيدة السبعينية ارصن و اعمق وأطول عمرا عمن سواها؟
- الاعلام لم يكن حاضرا بتوهج يومذاك ولم يكن مقوما ساندا في تلك الفترة مقارنة مع الثورة الإعلامية والاتصالاتية التي تسودنا اليوم.... للفترة السبعينية خصوصية خالدة ومتوهجة وطافية على سطح الذاكرة، ومازالت تلقي بضلالها وجمالها واصالتها وتأثيرها حتى الساعة.... في تلك الفترة اغنت التجربة السياسية العقيدية ملامح الابداع... وغاب الاسفاف تقريبا لان لا ناصر له وسط التنافس الخلاق في جمالية الانتاج، كما ان ارتفاع مناسيب الذائقة الخلاقة جعل المبدع يحرص بقلق على عرض بضاعته... في تلك الفترة كان الارهاص الحقيقي في الاحساس والمعاناة أثر مهم في مصداقية النتاج الأدبي الذي غاب عنه الوازع التجاري٠
* ماهي مقومات النص الحقيقي لتجعل منه قريبا الى الكمال؟
- الكمال مسألة نسبية وهي هدف وطموح، وأولى مقومات النص الحقيقي الناجع هو احتضان القضية... فالشعر اولا قضية، ثم تأتي الموهبة والحرفنة واستكمال الأدوات الصحيحة المتقنة، وعامل الثقافة اضافة الى سلامة وصواب المحتوى الفني والتركيب المتقن ٠
* ماهو النظم و المباشرة والتقريرية وماهي عوامل طغياتها في الساحة الشعرية التي امتلأت بالمتشاعرين؟
- للمباشرة... جمهور.... وكذلك للحداثوية جمهور... وللثقافة الجماهيرية بوصلة الميول ٠ ربما المباشرة يسمو جمهورها كقاعدة لانها سهلة تلامس الأحاسيس وتطرق الذائقة وتطرب النفوس لانها لهجة الناس وفيها تراكيب ومفردات لها وقع في صياغة الصورة.... بينما الرمزية تطور بلغته الحاجة ووجد فيها الشاعر وسيلة تفتح له الآفاق الرحبة في التعبير للتطور الحاصل في مناحي الحياة.... والاعتراض هو عدم الايغال بالمباشرة وكذلك الرمزية اذا اكتنفها الغموض والطلاسم عصي بها الفهم ونفرت منها النفوس....
* مابين البراغماتية و العولمة والبولتارية انحرفت بوصلة الاعلام واثر بشكل واضح على نوع المنجز الفني والادبي والثقافي بصورة عامة هل تؤيد هذه الرؤية؟
- لايمكن إنكار ان التطور حاصل في كل ميادين الحياة... والشعر وغيره كائن حي يواكب هذه النقلات الحياتية.... والموضوع يخص الهوية... فلايمكن التجرد من كل الخصوصية والارتماء في براثن هذه المسميات... التوازن سيد الموقف و الإبداع ولابد من الاعتراف ان الانسياق الحاصل في المنجز الفني بدواعي التطور هو انغلاق عن ينابيع التجارب المتوارثة التي لابد من بقاء خطوط التماس معها والمبدع هو من ركب حصان التجديد ولكن برسن الاصالة ٠
* الشعر الشعبي حي ونابض ومتجدد ..كيف نحافظ على توقده؟
- الإبداع ميراث الشعوب وهويتها وخصوصيتها ومعلم من معالم الجمال... وعلى هذا الافتراض لن يموت الشعر.... ممكن يمرض... يخبو.... يصيبه الاسفاف تبعا للمراحل الحياتية وضغوطات التجارب والمراحل التي تمر بها الشعوب سلبا أو إيجابا، نحافظ على توقده بالثقافة الرصينة والذائقة الواعية السليمة الشفيفة... والنقد البناء التقويمي وليس الانتقاد وهو مهمة العاطلين..
* كلمة أخيرة تود اضافتها؟
- كان هذا اللقاء جلسة استرجاع فكري قيم، منحني الفرصة في ايقاظ الرفوف الغافية في الذاكرة.... لكم اخي الشاعر المبدع ولصحيفة طريق الشعب كل الشكر المقرون بالامتنان ٠