اخر الاخبار

مرّن الفصلين

والقادم خريف

واحنه

نمشي

نمشي

كل واحد رصيف..!...

(1)

الشاعر المبدع / كامل الركابي/ كتب الشعر بتوهجات القصيدة الشعبية الحديثة منذ ُ بواكير تفتتحه الشعري، وكان من بين شعراء السبعينيات  الذين تفاعلوا مع تحولات الشعر العراقي والعربي والعالمي. وقد أدرك بوعي فكري / ثقافي الموجات التجديدية التي حصلت للقصيدة الشعبية : التجربة النوابية الرائدة، التجارب التجديدية والتحديثية اللاحقةلها. وقد كان على مقربة من شعرائها علاقة ً وتفاعلاً وإنتاجاً. كما شكّل َ مع أسماء محدودة تمركزاً نوعيا ً في مشهد الشعر الشعبي العراقي  السبعيني الحديث.

أصدر الشاعر أربع مجاميع شعبية  : سواليف النهر والكَمرة، سورات الدم والنار، فوانيس، شذْرات. وقد غطّت هذه المجاميع مسافة زمنية تقترب من عقود خمسة  مابين (السبعينيات وحتى 2021 – تأريخ صدور آخر مجموعة).

(2)

في مجموعة / شذرات / يفترق الشاعر عن مسارات لونه الشعري الأول في المجاميع الثلاث الأولى، حيث كانت قصائده فيها تتمتع بمزايا القصيدة الشعبية الحديثة، لونا ً وبناءً ولغة ً وتشكيلا ً صوريّا ً. ومثل هذا  الافتراق يعود لأسباب أملتها تعارضات حياتية، من أهمها الابتعاد عن الوطن منذ نهاية السبعينيات بسبب ضروف سياسية معروفة، وقد عاش فترة نضالية مشرّفه في كردستان العراق، ومن ثم تجربة المنافي المتعددة. ولا يخفى تأثير هذا الابتعاد على حيويّة لغته الشعرية ونمط اشتغالاته الشعرية، وبصورة أوضح في المجموعة الأخيرة : شذْرات. 

(3)

من أهم تحوّلات شعرية / الركابي / في مجموعة / شذْرات / هو هيمنة نموذج القصيدة القصيرة ولغتها المراوحِه بين الشعبي والفصيح وبعض مناخات (شاميّة) إضافة لنثرية واضحة لفحت بعض القصائد؛ كما أنَّ الإيقاع يفقد بعضاً من انسيابيته، هنا وهناك. وتجدر الملاحظة أيضاً، أن القصائد كُتبت بطريقة عمودية  لا تولي التفاتا ً لإكمال الجملة الشعرية، ومع ذلك تأتي أحيانا ً لضرورات فنية/ جمالية.

( 4 )

قصائد / الركابي / القصيرة -  والشاعرواضح الاحتراز بالتسمية، شذْرات  كي يُنظر لها ضمن حدود التسمية - تشاغلت بماهو غنائي وروحي وفكري ومشهدي  وذكرياتي ومكاني، وبحسّية عالية، مما أبعدها عن التجريد، قصائد تجارب معلنة بوضوح شعري، إذ أن َّ الشاعر لا يخفيها ولا يتستر عليها إلا بما هو رمزي وإيحائي : الرمز واضح والإيحاء كذلك. من هنا تكون هذه القصائد مكتملة المعنى بقصرها ، وسريعة التوصيل ، السرعة التي تعتمد البرق الخاطف :

المغنّي

وباحتيال

أخذ بحّة صوتي

حتى

ايصير باسمه

كل نجاح الاحتفال..!...

........،

البصره

من تنتفض

روح النخل

ترتدي

من الصبح

ثوب الرفض..!..

وهكذا تتشكّل هذه القصائد القصيرة لوحات  عمودية على جدار يُغري بالملامسة، ملامسة العارف الذي سيكتشف عمق الدلالة : دلالة المعنى، دلالة الشعر، دلالة الشاعر وبراعته في توليد الكم الشعري الذي يختزل الكثير من الفائض :

خلّي عندك

نظره أجمل للحياة

كَالّي

وهو على جسر الساعي

نازل

ينتحر..!...

في قصائد / شذْرات / يخرج الشاعر إلى فضاءات غير مألوفة، قليلة الإصول والفروع في الشعر الشعبي العراقي الحديث.....

عرض مقالات: