اخر الاخبار

تطور العراق والأمن  

نشرت صحيفة (ذا ناشيونال) الناطقة بالإنكليزية تقريراً عن مقابلة أجرتها مينا العريبي مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، وصف فيها علاقة بلاده مع الولايات المتحدة بأنها “تضررت”، لكنها بصدد أن “تُرمم”، أسوة بالعلاقة مع إيران، التي وصفها بأنها علاقة “تالفة”.

مفاوض محنك

ووصفت الصحيفة الوزير بأنه سياسي عراقي محنك، ولديه شبكة واسعة من الاتصالات والصداقات، ومكلف حالياً بالتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين، بما فيها العسكرية، في ظل سعي بغداد لإنهاء البصمة العسكرية الأمريكية على أراضيها بعد عقدين من اسقاط صدام حسين. ونقلت العريبي عن الوزير حسين اعتقاده بضرورة دراسة التهديدات في العراق قبل اتخاذ القرار النهائي، رغم تأكيده على أن الوقت قد حان لإعادة تقييم وجود القوات الأمريكية.

تهديد داعش

وأكد الوزير حسين للصحيفة على أن تنظيم داعش الإرهابي، الذي تمّكن من السيطرة على ثلث الأراضي العراقية خلال أسابيع في عام 2014، لا يزال يمتلك جيوباً صغيرة من المقاتلين، ويصعب التقليل من مخاطره، لاسيما تأثيراته الأيديولوجية ونفوذه في سوريا المجاورة، التي لا يزال الوضع فيها غير مستقر.

وفيما يتعلق بالربط بين التهديد المحتمل الذي يمثله داعش وبين بقاء القوات الأمريكية في العراق، أبلغ الوزير حسين الصحيفة بأن بغداد تريد نهاية لوجود القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها على الأراضي العراقية.

ليبقى الناتو

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك اهتماماً عراقياً بالإبقاء على مهمة حلف شمال الأطلسي في العراق، والتي بدأت في عام 2018 وهي مهمة استشارية غير قتالية، شدّد الوزير حسين على أهمية بقائها، لأنها تدرب قوات الجيش والشرطة، مما يعني، حسب التقرير، استمرار تواجد حلف شمال الأطلسي بما فيها قوات من الولايات المتحدة وأعضاء الحلف الآخرين، وهو ما يفسر لقاء رئيس الحكومة العراقية مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، واتفاق الرجلين على تطوير العمل المشترك.

غياب وحدة الموقف

واعترف الوزير حسين، حسب الصحيفة، بوجود معسكرين في المؤسسة السياسية، ترى الأولى ضرورة رحيل كل القوات الأجنبية، فيما تتحدث الثانية عن إبرام اتفاقيات أمنية ثنائية المستوى مع الدول صاحبة هذه القوات. ويشمل الأمر أيضاً مهمة بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، التي سيُعاد تقييم دورها من قبل لجنة أممية بقيادة الدبلوماسي الألماني فولكر بيرثيس، وسيتم الإستفادة منها بشكل مختلف.

وحول شكوى، قيل إن العراق قد تقدم بها ضد إيران، رداً على قصف الأخيرة لمواقع مدنية في أربيل، نقلت الصحيفة عن الوزير حسين قوله بأن بغداد أرسلت رسالة بهذا الصدد إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وأن الرسالة لا تزال موجودة، مما يعني أنه إذا كانت هناك حاجة لمثل هذه الشكوى، فيمكن تفعيلها، مشيراً إلى أن الأميركيين يعرفون أين تقع إيران، وإن الإيرانيين يعرفون كيفية الوصول للإسرائيليين. وطالب الوزير مجدداً الولايات المتحدة وإيران الكف عن قتال بعضهما البعض على الأراضي العراقية.

تسويق الوهم

وعّد وزير الخارجية العراقي الهجوم الإيراني على أربيل أمراً غير مقبول، واصفاً مبررات طهران لشنه بأنها للتسويق الداخلي، ولا أساس لها من الصحة، وبدت مختلفة بإختلاف من تحدث بها، مشيراً إلى أن العراق ينتظر إعتذاراً من إيران، خاصة في ظل إحترامه لها وحقه في صيانة سيادته، وإعتباره الأمن أولوية قصوى، لأنه لا يمكن بدونه أن تتنفذ خطط البلاد لتطوير الاقتصاد وتعزيز الديمقراطية.