اخر الاخبار

هل سيكون العراق طرفاً  في النزاع؟

 

حول التقارب المتزايد بين بغداد وأنقرة، والزيارات المتبادلة الأخيرة بين مسؤولي البلدين، والتي من المتوقع أن تتوج بزيارة أردوغان للعراق، نشر موقع أمواج مقالاً أشار فيه إلى أن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان لبغداد، على رأس وفد ضم وزير الدفاع ورئيس المخابرات ونائب وزير الداخلية ولقاءاته مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الذي رأس هو الأخر وفداً مهماً ضم وزير الدفاع ونائب رئيس المخابرات ومستشار الأمن القومي ورئيس الحشد الشعبي ووزير داخلية إقليم كردستان، قد أثارت التساؤلات حول علاقة العراق بالمخطط الذي في نية تركيا، كما يبدو، القيام به في الصيف القادم، والمتضمن هجوماً كبيراً على الأراضي العراقية في كردستان، وربما إقامة منطقة أمنية عازلة، خاصة بعد أن أعلنت سفارة العراق في أنقرة بأن التعاون في المجالات العسكرية والأمنية، كان على رأس جدول أعمال اجتماعات الوفدين .

خطوة متقدمة

وتطرق المقال إلى قيام العراق بحظر نشاطات حزب العمال الكردستاني مؤخراً، في خطوة اُعتبرت استجابة لطلب تركي متكرر، وإن لم تكن بمستوى اعتبار الحزب منظمة إرهابية كما كانت تأمل بذلك أنقرة. وتوقع كاتب المقال أن تنتظر بغداد مزيداً من المرونة من تركيا، في المباحثات متعددة الجوانب، التي مافتئت تجرى بين البلدين حول قضايا التبادل التجاري والمياه والأمن.

وفي الوقت الذي لم تهتم فيه وسائل الإعلام العراقية، بما فيها ما يصدر من أربيل، بهذه التفاصيل، أدانت القوى الكردستانية التي تربطها علاقات جيدة مع حزب العمال هذه التحركات، واعتبرتها نجاحاً للضغط الذي مارسته تركيا لتحقيق هذا الحظر، دون أن تنسى الإشادة ببغداد لاعترافها بالحقوق الكردية بموجب دستور العراق لعام 2005.

طريق التنمية

ونقل المقال عن وكيل وزير الخارجية العراقي تأكيده على رغبة حكومته المضي قدما في طريق التنمية ومشروع “القناة الجافة”، والتي ستربط تركيا بمياه الخليج الدافئة عبر العراق، وهو ما تلقاه نوه يلماز، كبير المستشارين في وزارة الخارجية التركية، بسعادة غامرة، أثناء اجتماع الرجلين في بغداد، دون أن ينسيا بأن أكثر من نصف القناة الجافة يمر في أراضي كردستان تركيا، التي ينشط فيها أصلاً حزب العمال الكردستاني.

وأشار المقال إلى أن المراقبين العراقيين يقولون إن هناك مصلحة مشتركة قوية في دفع مشروع طريق التنمية إلى الأمام، متوقعين أن يتفق البلدان على وضع صيغة حل نهائي لوجود حزب العمال الكردستاني في العراق.

حزب العمال

وتحدث المقال عن حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض صراعًا دام عقودًا حول حقوق الكرد، بما في ذلك الكفاح المسلح الذي وقعت العديد من معاركه على الأراضي العراقية، حيث يقع المقر الرئيسي للحزب في جبال قنديل الوعرة جداً، ويحتفظ بوجود قوي في محافظتي دهوك وأربيل. واضاف المقال بأن تركيا قد أنشأت بحجة ذلك شبكة واسعة من القواعد داخل العراق وشنت بانتظام غارات جوية عبر الحدود.

واختتم الموقع مقاله بالإشارة إلى إنه وعلى الرغم من أن الحظر المفروض على حزب العمال الكردستاني قد يحقق المكاسب المتوقعة، إلا أن من غير المرجح أن يكون الهجوم الصيفي التركي المنتظر حاسماً جراء تمتع الحزب بتحصينات عالية في جبال كردستان العراق، وخاصة قنديل ومتين وكارا، مما سيبقي المشكلة عالقة وذات مردودات سلبية على جميع الأطراف.

هذا وأشار الموقع لقيمة الواردات العراقية من تركيا والتي تتراوح بين 9 و 13 مليار دولار في السنة، مع اختلال كبير في ميزان التبادل التجاري بين البلدين لصالح أنقرة. كما أكد على أن الطائرات المسيرة التركية قامت باستهداف الأراضي العراقية بين 200 و260 مرة في العام 2022، وحوالي 150 مرة في العام 2023.