زيارة السوداني لواشنطن والعلاقات العراقية الأمريكية
نشر العديد من المواقع الإعلامية والصحف الاجنبية تقارير ومقالات عن زيارة رئيس الحكومة لواشنطن، ومباحثاته مع أركان الإدارة الأمريكية. فكتبت فرانشيسكا شامبيرس مقالاً لصحيفة (الولايات المتحدة اليوم) نقلت فيه عن رئيس الحكومة قوله بأن بلاده تبذل قصارى جهدها لمنع تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، خاصة بعد الرد الإيراني على إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأن العراق لا يريد أن يكون جزءًا من هذا التصعيد، لاسيما وهو يعيش وضعاً غير عادي، لكونه حليفًا لكل من إيران والولايات المتحدة.
التصعيد مضرّ بأمننا
وأشارت الصحيفة إلى أن الانتقادات الحادة التي وجهها السوداني لنتنياهو وحكومته لم تثنه عن ابلاغ بايدن بان حرباً أوسع ستضّر بأمن العراق واستقراره ولن تكون في مصلحة المنطقة، ولهذا سعى لإقناع الإيرانيين بعدم الرد وتوسيع منطقة الصراع، كما لم يكن مشمولاً بالهجوم الأخير، بل حاول استخدام القنوات الدبلوماسية والقانونية، لحماية أراضيه من أي هجوم قد يأتي من أي من الجانبين.
وأكد المقال على أنه ورغم استخدام إيران للمجال الجوي العراقي في هجومها وأسقاط نظام صواريخ باتريوت الأمريكي صاروخا باليستيا بالقرب من أربيل، فلم ترد أية أنباء عن إطلاق طائرات مسيرة أو صواريخ من الأراضي العراقية.
السلام في الحل العادل
ولصحيفة (ذي ناشينول) الناطقة بالإنكليزية، كتبت جيهان عبد الله مقالاً أكدت فيه على ذات الموقف العراقي بصدد الأزمة، ففي الوقت الذي أوضح فيه رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، حرص بلاده على عدم التورط في الصراع، حماية لأمنها واستقرارها، أدان العدوان الإسرائيلي وما يرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم ضد المدنيين الفلسطينيين بشكل مباشر، داعياً إلى حل جذري وعادل للمشكلة الفلسطينية.
نحو علاقات أوثق
وذكر المقال بأن من أبرز أهداف زيارة السوداني إلى واشنطن، السعي لإقامة علاقة جديدة مع الولايات المتحدة بعيداً عن التركيز على الجانب الأمني، كما كان معهوداً في العقدين الماضيين، لاسيما مع رغبة بغداد بمغادرة الجيش الأمريكي البلاد، ودخولها في مفاوضات مارثونية، يتوقع أن تسفر عن وضع جدول زمني لانسحاب القوات في تموز القادم.
كما تطرق المقال إلى عدد من العقبات التي تحول دون ذلك، كطلب الرئيس جو بايدن الذي استقبل السوداني بحفاوة في البيت الأبيض، كبح جماح الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، وتخفيف اعتماد العراق على استيراد الغاز الإيراني في انتاج الطاقة الكهربائية، وهي عقبات لا يبدو أن السوداني قادر على التجاوب معها بسرعة، رغم تصريحه بأن بلاده ستكون مكتفية ذاتياً من حيث إنتاج الغاز في غضون ثلاث إلى خمس سنوات.
اتفاقيات “بيئوية”
ولموقع (اس بي غلوبال) ذكرت لاورا هولتماير بأن الولايات المتحدة والعراق قد وقعا اتفاقيتين للتعاون في الحد من عملية حرق الغاز، التي تسبب هدراً في الثروة وتلوثاً عالياً للبيئة، وذلك على هامش زيارة رئيس الحكومة لواشنطن.
وأكدت هولتماير على أن العراق الذي أحرق 17.9 مليار متر مكعب من الغاز في العام 2022، يتطلع للتوقف عن ذلك بحلول عام 2028. ويمكن أن تساعد الإتفاقيتان على مساعدة العراق في التقاط ومعالجة الغاز المصاحب لاستخدامه في توليد الكهرباء إضافة إلى الاستفادة من التكنولوجيا والخبرة الرائدة في هذا المجال لشركتي Siemens Energy وSLB.
وأعربت الكاتبة عن تصورها بأن ذلك سيساهم في تحقيق العراق للإكتفاء الذاتي من الطاقة بحلول عام 2030 وكذلك تقليل اعتماده على إمدادات الكهرباء والغاز الإيرانية، الخاضعة للعقوبات، التي تتطلب من الولايات المتحدة إصدار إعفاءات عنها كل أربعة أشهر.