اخر الاخبار

العراق والولايات المتحدة

 حول العلاقات العراقية الأمريكية على ضوء زيارة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني إلى واشنطن، كتب إريك بازيل-إيميل ومات بيرج مقالاً لصحيفة (بوليتيكو) الأمريكية أشارا فيه إلى أن الزيارة حملت رسالة واحدة شاملة مفادها أن تنظيم داعش لم يعّد يمثل التهديد الذي كان عليه قبل عقد من الزمن، مما يستدعي تكييف العلاقات الثنائية بين البلدين على ضوء ذلك.

 لا خشية من داعش

واورد المقال تأكيد السوداني على أن لا مخاوف من عودة داعش، كلما سُئل عن مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق، وإشاراته إلى أن الدواعش مختبئون في الجبال وفي كهوف بالصحراء الكبرى، تتعقبهم وتقضي عليهم القوات الأمنية لبلاده.

ورأى الكاتبان بأن لواشنطن تقييم مختلف تماماً للموقف، حيث قالت وزارة الخارجية في بيان لصحيفة NatSec Daily إنه على الرغم من هزيمة داعش إقليمياً في العراق نتيجة لعمل الجيش العراقي والتحالف الدولي، إلا أن المنظمة الإرهابية لا تزال تشكل تهديداً حقيقياً على المنطقة. وأضافا بأن للتقييمات المختلفة علاقة وثيقة بالمفاوضات التي يجريها الطرفان حول مستقبل القوات الأمريكية في البلاد ومصير التحالف الدولي فيها.

 تغيير في الموقف

وفيما أوضح المقال السبب الرئيسي في اهتمام إدارة بايدن بالحفاظ على وجود القوات في العراق، والمتمثل بمنع عودة نشاط داعش الإرهابي والتواجد الفعال عند أي تطور في الصراع المكبوت بين طهران وتل أبيب، وجد في التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة تحولا في تقييم وجود القوات الأمريكية، فقد سبق له وذكر لنفس الصحيفة (بوليتيكو) بأنه يريد بقاء القوات الأمريكية في العراق، فيما صرح وزير خارجيته فؤاد حسين لصحيفة NatSec Daily في الشهر الماضي عن عودة تنظيم داعش إلى الظهور، ضارباً مثلاً في ما ارتكبه من جرائم في موسكو وإيران مؤخراً.

 التقييم الأمريكي

ونقل المقال عن النائب دون بيكون قوله بان هناك شبكة من الدواعش، يمكن إحياؤها بسرعة كبيرة إذا كانت الظروف مناسبة، مشيراً إلى تحذير أندرو كوتي، وهو مسؤول كبير في وزارة الدفاع في إدارة ترامب، من أن داعش قادر على التكيف بشكل لا يصدق.

 خلافات واضحة

ولهيئة الإذاعة البريطانية كتب رافد جبوري قراءة في زيارة رئيس الحكومة للبيت الأبيض، اشار فيها إلى أن الرئيس الأمريكي قال عمداً بأن بلاده ملتزمة بأمن إسرائيل، وهي العبارة التي اردفها بالحديث عن الهجوم الإيراني على إسرائيل، في كشف مبكر للخلاف بين الرجلين، خاصة إذا ما عرفنا بأن بغداد معروفة بأنها ضد سياسات إسرائيل وحربها في غزة.

ورغم الخلافات في المواقف، أعرب كاتب المقال عن اعتقاده بأن العراق يبقى بلداً مهماً لأمريكا، وهو ما دفع برئيس الحكومة إلى الحديث وبروح الصراحة والشراكة، حسب تعبيره، عن ذلك الخلاف في الرؤية تجاه أزمات الشرق الأوسط، قبل أن يستدرك قائلاً بأن هناك إيماناً مشتركاً بين الطرفين بالقانون الدولي والرغبة في إنهاء قتل المدنيين.

 توازن صعب للغاية

وأعرب جبوري عن اعتقاده بأن موقف بغداد في الحفاظ على علاقة قوية مع كل من طهران وواشنطن، يبدو معقداً، وتشتد صعوبته مع تصاعد التوتر بين العاصمتين، خاصة مع رغبة الحكومة في الحفاظ على الإستقرار النسبي الذي تعيشه البلاد، وإنجاح زيارة رئيسها لواشنطن.

وقد ظهرت هذه الرغبة، حسب المقال- في التصريحات الدقيقة التي ادلى بها، أثناء الزيارة، سواءً في إدانته للعدوان الإسرائيلي دون توجيه لوم لطهران، او في تأكيده على ضرورة تجنيب العراق أي اختراق مماثل أو أن يتحول إلى ساحة للصراع، خاصة وإن اراضيه لم تكن منطلَقاً للهجوم، وبأنه لا يحتاج لتلقي النصائح من أحد، فالسياسات العراقية يضعها العراق فقط، وأخيراً قوله بإن الانسحاب الأمريكي مطلب عراقي بحت، وسيحسم عبر الحوار.