اخر الاخبار

مرة أخرى عن العلاقات العراقية الأمريكية 

 في مقال مطول نشره على موقع المعهد الأمريكي للسلام، حول أهداف زيارة رئيس الحكومة لواشنطن، أعرب سرهنك حمه سعيد عن تصوره بأن بغداد تريد تجاوز الأمن كعلاقة وحيدة الجانب مع الولايات المتحدة والانتقال إلى علاقات تتسع لمعالجة ما أسماه بالتحديات المناخية والاقتصادية والإقليمية.

 آمال قلقة

وأضاف سعيد بأنه ورغم إن التوقعات من الزيارة قد تراجعت قبل وصول أكبر وفد عراقي في تاريخ الزيارات بين البلدين إلى واشنطن، وذلك بسبب استمرار حرب غزة وهجمات الفصائل العراقية على القوات الأمريكية، فإن ذلك لم يثن العراقيين من بذل كل الجهود واللقاء بالمسؤولين والشركات الأمريكية والمغتربين، وعقد اجتماع للجنة التنسيق العليا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي، والتركيز بشكل أكبر على المجالات الاقتصادية والتعليمية والشعبية، فيما يشبه التحدي للضغوط الاقليمية والداخلية، المخالفة لذلك.

أبرز المشاكل

واستعرض المقال أهم القضايا الخلافية بين البلدين، ومنها الاتفاق على تحويل التحالف المناهض لتنظيم داعش إلى علاقات أمنية ثنائية، وهو ما عكفت لجان عسكرية مشتركة على تقييمه حالياً، في ظل رفض داخلي عراقي لتواجد هذا التحالف وقلق أمريكي من انسحابه، ذلك القلق الذي عبر عنه الرئيس بايدن حين أعلن التزام ادارته بحماية الأفراد والشركات الأمريكية.

كما تبرز ايضاً مشكلة تهريب الدولار إلى دول تعاني من عقوبات اقتصادية أمريكية، حيث تمارس واشنطن ضغوطاً كبيرة على بغداد لإجراء إصلاحات في القطاع المصرفي، وتربط بين ذلك وبين تنفيذ اثنتي عشرة مذكرة تفاهم وقعها العراق مع شركات أمريكية مثل جنرال إلكتريك وكي بي آر هانيويل وغيرها. كما تجد الولايات المتحدة غضاضة كبيرة في اعتماد العراق على واردات الطاقة من إيران، وتدفعه لإستثمار ما يحرقه من الغاز المصاحب لإنتاجه النفطي، وهو أمر سيوفر للعراق 7 مليار دولار سنوياً ويقلل من تلوث البيئة.

 العملية السياسية

وبعد أن اشار المقال إلى أن العملية السياسية القائمة في العراق، قد انطلقت إثر احتلاله من قبل الامريكان واسقاطهم لنظام دأب على ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد مواطنيه، ذكر بأن رئيس الحكومة قد أكد خلال اجتماعاته على سعيه لحل الخلافات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان بما في ذلك الخلافات حول سلطات كل منهما بشأن عائدات النفط والغاز، وهو تأكيد، اعتبره الكاتب حقيقياً رغم وجود جهات سياسية فاعلة تعمل على عرقلة أي تقدم استراتيجي على هذا الطريق، كما هو الحال في إقرار قانوني مجلس الاتحاد والنفط والغاز الوطني. وتطرق المقال إلى مصاعب العملية السياسية في العراق وأبرزها الفجوة الكبيرة بين منظومة الحكم وبين الشعب، وخاصة الشباب، الذين أطلقوا حركة احتجاجية واسعة في العامين 2019 و2020، بدعم من قوى المعارضة الوطنية وبمباركة ضمنية من المرجعية الدينية العليا، قبل أن تتمكن المنظومة وأذرعها المسلحة من اجهاض الانتفاضة الشبابية.

 تأثيرات العوامل الإقليمية

وجاءت زيارة السوداني أيضًا وسط اضطرابات إقليمية امتدت إلى ما هو أبعد من الحرب في غزة، وكان آخرها الرد الإيراني على إسرائيل بأكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخًا مسلحًا، عبر معظمها المجال الجوي العراقي، مما جلب الانتباه إلى طبيعة القدرات الأمنية لبغداد وقدرتها على حماية سيادة البلاد. كما يثار الأمر ذاته، حين أقدمت القوات الإيرانية والتركية على ضرب عمق إقليم كردستان باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ، لم يتمكن العراق من الكشف أو الرد عليها بسبب نقص قدرات الدفاع الجوي اللازمة.

وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن سياسة الحكومة تعتمد على مبدأ التوازن بين إيران الجارة وبين الولايات المتحدة كشريك استراتيجي، مشدداً على أهمية العراق كخامس أكبر احتياطي نفطي وأحد أكبر ثلاثة منتجين للنفط في منظمة أوبك، واللاعب الواعد في قطاع الغاز.