اخر الاخبار

إستطلعت جريدتنا “طريق الشعب” آراء مجموعة من المواطنين من العمال والشباب والطلبة بما حدث خلال العام 2021 والذي شهد متغيرات سياسية واجتماعية وإقتصادية مهمة وكبيرة في حياة الشعب العراقي، كما سعينا في هذا الاستطلاع إلى التعرف على أمنيات الناس وتطلعاتهم للعام الجديد، ومدى ثقتهم بما سيحمله لهم من آمال وخيرات وخلاص من البطالة والفاقة، لاسيما أصحاب الدخول المحدودة، والذين يقاسون الكثير من الصعاب جراء السياسات الاقتصادية الخاطئة ويتحملون، ربما أكثر من غيرهم، أعباء فشل منظومة المحاصصة والفساد.

واقع مرير 

يقول الشاب علي هاشم “إن هذه السنة تشبه سابقاتها، اذ لم يتغير شيء في الحياة السياسية أو في الواقع الاجتماعي، فلا تغيير مرتجى في ظل نظام المحاصصة”. ويضيف في حديثه لـ “طريق الشعب”، “ لاحظت زيادة توافد الأجانب إلى العراق خصوصا لزيارة الأهوار ومناطق الآثار، دون أن يلقى القطاع السياحي اهتماماً وتطويراً، فيما تشتد الضغوطات والتهديدات حتى على منظمي الحفلات الفنية والنشاطات، وبشكل متعمد، وأحياناً إستغلال بعض النشاطات غير الناجحة لمهاجمة كل الأعمال الفنية والإبداعية وتشويهها”. وعلى الصعيد الشخصي، تمنى الشاب هاشم أن يُكمل دراسته الثانوية، وأن يشهد تغييرا سياسياً يقضي على التعصب والإنعزالية ويوفر فرص العمل والخدمات للناس. ويختتم علي هاشم حديثه قائلاً “لا يوجد سقف عال للطموحات، بسبب الواقع المزري، ومع ذلك أتمنى تنشيط القطاع الخاص من أجل توفير فرص عمل للشباب وأنا من ضمنهم”.

أمنية وحيدة 

اما العامل مهدي سعد والذي يسكن في مدينة الثورة فيقول في حديث خصّ به “طريق الشعب”، “لقد مرت عليّ سنة قاسية، فقدت فيها عملي ومصدر رزقي، مثل غيري من مئات الشباب، بعد إن أزالت السلطات بسطياتنا، وألقتنا في جحيم البطالة دون أن تجد حلاً لمشاكلنا أو توفر فرص عمل لنا “. ويتابع سعد حديثه فيقول “لا نحمل الكثير من الأمنيات للسنة القادمة، سوى أن نسترجع بسطياتنا أو توفر الدولة لنا عملاً بديلاً يسد رمقنا ورمق عوائلنا، فالمفروض أن تنظر لنا الدولة بعين الأب والمسؤول عن الرعية”! 

وضع لا يطاق 

من جهته يؤكد المواطن محسن محمد أن هذه السنة كانت سيئة بسبب السياسة الاقتصادية البائسة للحكومة، ويقول” كانت سنة صعبة جداً بسبب ارتفاع الأسعار والغلاء في الأسواق، وهي المشكلة التي لم يجدوا لها حلاً حتى اليوم، والتي رافقت إرتفاع سعر صرف الدولار وتخفيض قيمة الدينار، مما كان له الأثر السلبي الكبير علينا، فتضخمت ديوننا وصارت أحوالنا المعاشية صعبة للغاية لاسيما مع التأخر المستمر في توزيع الحصة التموينية”. وتمنى المواطن في حديثه أن “ يتحسن الوضع الاقتصادي، وان يتم ارجاع سعر الصرف إلى مستواه السابق، لأن الفقراء هم من دفع فاتورة هذا القرار الجائر. كما أتمنى زيادة الرقابة على الأسواق للقضاء على الغلاء”. 

على صعيدين 

ويرى الشاب عز الدين مصلح في حديثه لـ “طريق الشعب” ان سنة 2021 كانت متخمة بالأحداث فمن الناحية الاجتماعية “ لاحظت إزدياد حالات التحرش لتشمل وسائل التواصل الاجتماعي والتشهير بالفتيات. كما لاحظنا تفشي ظاهرة تعاطي وإدمان المخدرات وتواطئ وتورط العديد من الجهات المتنفذة في هذا الأمر. ولم تكن السنة لتنتهي حتى فجعنا بحادثة الطالبة مريم وتشويه وجهها البريء. غير أن الجميل هو التضامن الاجتماعي الواسع الذي حدث معها. إن كل ذلك يحتاج إلى عمل جدي وحقيقي من المعنيين لمعالجته”.

أما من الناحية السياسية فيقول الشاب مصلح إن العام قد شهد توتراً سياسياً وعدم استقرار” تمثل في الصراع بين الكتل السياسية المتنفذة ومحاولة كل منها السيطرة على السلطة، بالإضافة إلى المقاطعة الواسعة للانتخابات، وكذلك التوتر الذي حدث بعد اعلان النتائج والفوضى التي حدثت بسبب بعض الخاسرين الذين فقدوا المناصب والإمتيازات، وكذلك حدوث بعض الكوارث بسبب الأرهابيين كأنفجار ساحة الطيران ومدينة الثورة، أو بسبب الإهمال والتقصير الحكومي كحريق مستشفى ابن الخطيب المخصص لحجر مرضى فايروس كورونا وكالحريق في مستشفى الحسين التعليمي”. ويتمنى الشاب مصلح في حديثه إلى “أن يعّم الأمان والاستقرار في بلدنا الحبيب في السنة القادمة وان نشهد تطوير وتحسين الاحوال الاقتصادية والسياسية فيها”.

خريجون بلا عمل 

من جهتها تشكو الشابة لمياء علي، وهي خريجة كلية الإدارة والاقتصاد، من عدم توفر فرص العمل وتقول “ انقضت أول سنة وأنا خريجة عاطلة عن العمل وأبحث عن حل دون أي نتيجة تذكر، لا في القطاع الحكومي ولا في القطاعات الأخرى. وأتمنى من المعنيين الالتفات إلى الشباب الخريجين وايلائهم أهمية أكبر، فبهم يبنى الوطن”.

 عام جديد سعيد 

ومن جانب آخر تقول الطالبة علياء الجنابي، والتي تدرس الإعلام في إحدى جامعات بغداد بأنها وزملاءها لم يعيشوا منذ أزمة تفشي الجائحة دورهم كطلبة جامعيين، بسبب التعليم المدمج وما رافقه من مشاكل عديدة”. وتمنّت في حديثها لـ “طريق الشعب”، أن يكون العام الجديد عاماً سعيداً، يتوشح بالسلام والاستقرار وعودة الأوضاع إلى الهدوء والأمان، داعية الحكومة إلى توفير تعيينات لخريجي الإعلام خصوصا لأن “المهنة يجري استغلالها من البعض الذين ليسوا بإعلاميين”.

عرض مقالات: