اخر الاخبار

يعد العراق من أوائل بلدان الشرق الأوسط التي استعملت النقل بالقطار، غير أن هذه الخدمة شهدت تراجعا كبيرا بفعل الحروب والتخريب المتكرر، والتي كان آخرها إبان سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مساحات واسعة من البلاد.  لكنه، وعلى الرغم من إصلاح بعض خطوط النقل وتعميرها، فإن الخدمة ما زالت متخلفة، فيما يعاني المسافرون وسائقو القطارات من مشاكل عديدة، منها اعتداءات المخربين، ومن يرشق العربات بالحجارة، فيحطم زجاجها ويصيب راكبيها، اضافة الى التجاوزات الغريبة على خطوط السكك الحديدية، الى الحد الذي صارت معه مكاناً لبناء محلات تجارية ومنازل سكنية وساحات لوقوف السيارات. فيما تغص مواقع التواصل الاجتماعي بالفيديوهات التي تعرض العديد من الحوادث بسبب هذه المشاكل!

إنتهاك القوانين

وحاول وزير النقل ناصر الشبلي، شرح ما قامت به وزارته، في تصريح تابعته “طريق الشعب”، فأكد ان “الوزارة اتخذت القرار بتسييج سكة القطار في محرماتها التي كانت محددة لها، ونفذ المشروع بشكل جيد، وكاد أن يُستكمل قبل أن تتدخل دوائر وشخصيات نافذة فتكسر العوارض وتبني معابر على السكك”، فتفشل المشروع في مخالفة سمجة للقانون.

خطوط جديدة

وفيما يخص خطوط نقل السكك الحديدية، أكد الناطق الرسمي باسم وزارة النقل حسين جليل في تصريح خص به “طريق الشعب”، ان وزارته “تعاقدت مع شركة إيطالية لوضع دراسة شاملة لمد وتأهيل خطوط جديدة”، لافتا الى تحسن “الخدمات المقدمة من قبل الشركة العامة لسكك حديد العراق، والخاصة بنقل البضائع الكبيرة، والتي تقدم للمسافرين والوزارات”.

واشار الى أن “الوزارة قد سمّت شركة استشارية لوضع دراسة شاملة لمشروع قطار بغداد المعلق بالكامل”.

وبّين ان “خط سكة حديد بغداد ـ البصرة وصولاً الى ميناء ام قصر، تسير الرحلات في ايام السبت والاحد والاثنين فقط من كل اسبوع، وهذا الخط جاهز لنقل البضائع والنفط الاسود والمشتقات النفطية ما بين بغداد وميناء ام قصر”. واضاف “أما الخط الثاني فهو خط سكة بغداد ـ المسيب - كربلاء، ويعمل هذا الخط خلال ايام الزيارات فقط، وبالنسبة للخط الثالث فهو خط سكة بغداد ـ الموصل المؤهل بجهود ذاتية من كوادر الشركة، ويعمل الخط ما بين بغداد ومصفى بيجي لنقل المنتجات النفطية”.

وأشار المتحدث، الى تعرض “خطوط كثيرة للعمليات الارهابية وتمت سرقتها من قبلهم، وهناك خطوط تعرضت الى تهديم بالكامل منها خط بغداد ـ الموصل، وباتجاه الحدود السورية، وتوقف بالكامل”.

 وتابع قائلا انه جرى “تأهيل واعادة هذا الخط بجهود ذاتية، وتم استئناف عمله في الشهر الثامن من العام 2021، وتم تسيير رحلة تجريبية، ووضع حجر اساس لبناء محطة جديدة، وهو يعتبر خطا متكاملا بعد اعادة التأهيل، بانتظار أن تتعاون الوزارات العراقية مع وزارة النقل، لنقل البضائع وذلك لان الشركة العامة لسكك حديد العراق هي الناقل الوطني”.

خدمات بحاجة الى اهتمام 

وأبدى المواطن حيدر طالب، ارتياحه لاستخدام النقل بالقطار للسفر الى محافظة البصرة، فأشار في حديثه لـ “طريق الشعب”، الى انه “كانت سفرتي جيدة ومريحة على عكس السفر بالسيارة، حيث التعطيل ومخاطر الطريق الكثيرة، الا ان خدمة النقل بالقطار لا تزال بحاجة الى اهتمام أكثر من قبل المسؤولين المعنيين، من اجل تطويرها ولضمان راحة المسافر”.

وزاد طالب في حديثه “لاحظت انه لا يوجد اهتمام بإجراءات السلامة للركاب، والخدمات الموجودة لا تلبي طموح المسافرين، وأعتقد بأن تحسين جودة الخدمات، يسهم في زيادة اقبال الناس على النقل بالقطار، لانخفاض كلفته وجودته”.

ابسط خدمة!

من جهته، قال المواطن حيدر مصطاف لـ “طريق الشعب”، ان “النقل بالقطار خدمة توفيت منذ عقود، فانا والكثير من المواطنين لا نلجأ اليها ولا نعلم ما إذا كانت صالحة ام لا، وتشهد هذه الخدمة عزوفاً كبيراً، وليس كما كان الحال في الماضي حيث كان الكثير يلجأون للسفر بالقطار”.

واوعز السبب في هذا العزوف الى “ضعف دور الوزارة في إحياء ثقافة النقل بالقطارات، وعدم وجود خطوط عديدة تربط بين المحافظات لاستخدامها”.

ونوه المواطن بان “بغداد العاصمة تفتقر الى خطوط النقل بالسكك الحديدية ومترو الانفاق، ولم تَعر الحكومات المتعاقبة على البلاد منذ العام 2003 وحتى اليوم أي أهمية لهذا المشروع، الذي اعتقد انه سيخفف من الازدحامات في الشوارع، وسيحل الكثير من المشاكل التي تتعلق بالنقل”، مشيرا الى ان “المواطنين شهدوا تصريحات ووعودا بإعادة احياء نقل القطارات، خصوصاً مترو بغداد المعلق الذي تحّمس الجميع له، الا ان الواقع كان معاكساً لتلك التصريحات”.

عرض مقالات: