اخر الاخبار

حذرت وزارة الصحة من الانتشار الكبير للأوبئة جراء تدهور الواقع البيئي في البلاد، منبهة الى انها تستنفر كافة امكانياتها الطبية، وتقوم باجراء جولات توعية بالمحافظة على النظافة الشخصية للمواطنين وعدم تناول الاطعمة غير الآمنة، والتقييد قدر الامكان بتناول الوجبات المنزلية، مشددين على “ضرورة تعقيم المياه جيدا قبل استخدامها سواء للاستعمال المنزلي او للشرب”.

المتحدث باسم وزارة الصحة د. سيف البدر يقول لـ”طريق الشعب” ان “الوزارة تبدي حرصها الشديد في جوانب توعية اصحاب المطاعم ومراكز بيع المواد الغذائية في المحافظة على نظافة الأدوات المستخدمة في اعداد وجبات الطعام قبل تقديمها الى المواطنين، بخاصة في المناطق الشعبية”.

ويفيد بان “الوزارة سجلت ومنذ بداية هذا العام اكثر من 170 اصابة بالحمى النزفية، أسفرت عن 31 حالة وفاة”. ويلفت البدر الى ان “الانتشار الملحوظ للاوبئة والامراض هو جراء ارتفاع نسب التلوث البيئي في البلاد”، منبها الى ضرورة الالتزام بكافة متطلبات السلامة، وعدم تناول الاطعمة من الاماكن الخارجية.

وضع مقلق في السليمانية

وحذر مدير عام صحة السليمانية، صباح هورامي، في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” من “مغبة شرب المياه الملوثة التي تباع بالصهاريج أو حتى ماء الاسالة قبل تعقيمها جيدا، والامتناع عن شراء وأكل الخضروات، لا سيما الورقية منها، مجهولة المصدر الإروائي، فضلا عن ضرورة الحرص الشديد على طبخ اللحوم جيدا قبل تناولها”.

ويرى خبراء في مجال الصحة والبيئة ان الكوليرا والحمى النزفية من الامراض المسيطر عليها، لكن ارتفاع أعداد المصابين يؤشر تدهورا كبيرا في الواقع البيئي بالبلاد.

واعلن وزير الصحة في إقليم كوردستان سامان البرزنجي، امس السبت، تسجيل حالات يُشتبه بإصابتها بوباء الكوليرا.

وقال البرزنجي في مؤتمر صحفي “سجلنا عدة من الإصابات بالأسهال والقيء بين الأطفال والكبار وهذه الحالات ترتفع خلال هذا الموسم”، مستدركا بالقول “لكن هناك احتمالية في تسجيل إصابات بالكوليرا ولدينا حالات يُشتبه بإصابتها بهذا الوباء في مناطق متفرقة من الإقليم وليس في محافظة السليمانية وحسب.

مؤشرات مرعبة

ويقول الخبير الصحي، جمال بختياري، في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، “صحيح أننا في مثل هذه الأيام نستقبل حالات موسمية كهذه مرتبطة غالبا بتبدل الفصول وتقلبات الجو، لكن مع ذلك فإن المؤشرات الآن مقلقة حيث العدد ربما يكون بالآلاف، والعديد منهم يعانون من جفاف حاد بطريقة تهدد سلامة كلاهم ومختلف أعضائهم الحيوية”.

ويضيف “لم تبت الجهات الرسمية بعد فيما إذا كانت هذه إصابات بالكوليرا أم لا، لكن مع ذلك يبقى من المهم التشديد على شرب المياه النظيفة ويفضل أن تكون معدنية معبأة، أو حتى من خلال تركيب أجهزة تحلية وتنقية المياه المنزلية لأغراض الشرب والطبخ، وهي متوفرة في الأسواق وأسعارها في متناول الجميع”.

ويستطرد أن “الأكل الملوث، خاصة المعروض على العربات، يعد أحد أبرز مسببات مثل هذه الأمراض، لا سيما في فصل الصيف الذي عادة ما نبلغه في العراق مبكرا، والعامل الآخر المتسبب بانتشار مثل هذه الأوبئة هو إهمال جانب النظافة الشخصية ونظافة مرافق الصرف الصحي وتهالك إمداداتها”.

تحذيرات من حال أسوأ

من جانبه، يقول الخبير في المجال البيئي حسين علون لـ”طريق الشعب”، ان “الحكومات المتعاقبة اهملت الجانب البيئي في البلاد على الرغم من اهميته، ما ساعد على انتشار الاوبئة والامراض بشكل ملحوظ بين المواطنين”.

ويعتقد علوان ان “الاوضاع الصحية في البلاد قد تسوء اكثر مما هي عليه اليوم، بسبب التراجع المستمر والسريع في المجال البيئي فضلا عن الفوضى وضعف الرقابة على منافذ بيع وتصنيع الاطعمة”.

ويوضح ان “هناك مطاعم تعمل في الاسواق الشعبية وهي لا تحمل رخصة صحية”.

ويعتبر علوان إجراءات وزارة الصحة في جوانب التوعية البيئية “دون المستوى الطلوب”، مطالبا بـ”ضرورة تدشين حملات توعية مشتركة بين جميع الوزارات، وتشديد الرقابة الصحية عبر فرض غرامات مالية وإغلاق مراكز تصنيع وبيع الأطعمة غير المرخصة”.

ويلفت علوان الى “وجود قلة وعي من قبل الجهات الحكومية والمواطنين ايضا”، منبها الى ان “المواطنين في دول اخرى يلعبون دورا بارزا في المحافظة على بيئتهم الصحية، وهم شديدو الردع والرقابة اكثر من الجهات الحكومية المعنية”.

ويحمّل علوان الحكومة ووزارة الصحة خصوصا، الانتهاكات البيئية في البلاد، ويقول ان “وزارة الصحة التي تطالب بتحسين البيئة في البلاد، تعمل على رمي المخلفات الصحية للمستشفيات في مياه الأنهر”.

عرض مقالات: