اخر الاخبار

داخل أزقة أقدم منطقة في بغداد، وبين دهاليزها عمل الشيوعيون بجهود ذاتية وامكانيات محدودة على تأسيس مدرسة لتقديم دروس التقوية ومحو الامية ومساعدة الطلبة من العوائل المتعففة في منطقة الفضل.

وتقدم هذه المدرسة خدماتها باشكال متنوعة، وتهتم برفع مستوى الوعي أيضا لدى المستفيدين منها، بشكل مجاني، وبلا أجور رمزية حتى للمتطوعين، علماً ان هذه المدرسة تعمل بجهود ذاتية عبر جمع التبرعات وبجهود المتطوعين الذين يقدمون دروس التقوية مجانا.

مدرسة الشهيد أبو فرات

وقبل ان يقدم درع التكريم للرفيقة عائدة الخزعلي لقاء تطوعها لتقديم دروس التقوية، القى الرفيق علي كريم، سكرتير محلية الرصافة الأولى، كلمة أثنى فيها على هذه المبادرة، وجاء فيها: “ نشكر جهود منظمة الفضل وأساسية عزيز محمد، والرفاق والرفيقات، خصوصا الرفيقة العزيزة كوريا رياح ام فرات سكرتيرة منظمة عزيز محمد، والرفاق عائدة الخزعلي وموفق صاحب، لما يبذلونه من جهود في التدريس، واقترح ان تتم تسميتها على اسم القائد النقابي الرفيق الشهيد أبو فرات، اعتزازاً بالشهيد”.

توسع مستمر وإمكانيات بسيطة

وعلى صعيد ذي صلة، قالت الرفيقة كوريا رياح (ام فرات) التي أسست هذه المدرسة: انها بدأت بخطواتها منذ العام 2018، وكان مشروعا واسعا، ويشمل أطفال الروضة ونساء بالغات ضمن صفوف محو الامية، وأيضا مشغلاً للخياطة وملاعب للأطفال، لكن المبنى تعرض للحريق نتيجة لتماس كهربائي.

وأضافت في حديثها لـ”طريق الشعب”، ان “المشروع ممول ذاتيا ومن تبرع الصديقات والأصدقاء، وهذه المدرسة لا تقدم دروس تقوية فحسب بل انها تعمل على رفع مستوى الوعي بمختلف اشكاله لدى الناس”، مشيرة الى ان “اقبال الطلبة مستمر ولم يقل، لكن الإمكانيات محدودة فنحن نعتمد بشكل كبير على التبرعات بجهود ذاتية ودعم اولادي أيضا، وبعد الحريق استبدلت المكان وبدأت بـ 4 طلاب والان معي 24 طالبا، لكن هذا المكان صغير وغير واسع”.

وتابعت قائلة “اعمل على ان اديم هذا العمل، وابحث عن مكان أكبر واوسع، والان لدينا طلبات تعلم، لكن ارفضها بسبب ضيق المكان وشح الإمكانيات بصورة عامة كون جهودنا وان تعاظمت لكنها تبقى محدودة، وامتنى لو باستطاعتي قبولهم ومساعدتهم”.

وأوضحت في سياق حديثها ان “هذه المدرسة هي لدعم العوائل من ذوي الدخول المحدودة، وتشجيعاً لأولادهم والحيلولة دون انقطاعهم عن الدراسة، فالكثير منهم يشكون من تكاليف الدروس الخصوصية، وضغوط المدارس التي نشهد فيها دواما مزدوجا لأكثر من مدرسة، والذي يمنع إكمال المناهج بصورة صحيحة”.

تقديم المساعدة يفرحني

وتطوع الرفيق موفق صاحب لتقديم درس تقوية بمادة الرياضيات منذ حوالي شهر في هذه المدرسة البسيطة، فهو مهندس ولديه تجربة بسيطة في ليبيا بالتدريس المهني

وقال صاحب في حديثه لـ “طريق الشعب”، ان هناك “ تفاوتا ما بين الطلبة المستمرين في الدوام الرسمي والآخرين ممن يمتحنون (خارجي)، وهذا هو سبب اختلاف المستويات الذي نحاول نحن بدورنا ان نوازن ما بين الاثنين لإيصال المادة للطلبة وتحقيق أكبر استفادة ممكنة لضمان نجاح الطلبة وتفوقهم في دراستهم”.

وعما إذا كان عمله التطوعي يؤثر على سير حياته الطبيعية، قال “في الواقع انا اعتبرها نوعا من الخدمة التي اقدمها للناس، وهذا الهدف من كوني شيوعيا بالدرجة الأساس، الا وهو التقرب من الناس البسيطة ومساعدتهم. انا افرح كثيراً عندما ادرس هؤلاء الطلبة الذين هم من ذوي الدخول المحدودة”.

بحاجة لاهتمام المعنيين

وضمن السياق ذاته، قالت الرفيقة عائدة الخزعلي وهي تدرس مادة اللغة الإنكليزية للمرحلتين السادس الاعدادي والثالث المتوسط: “نحن ممتنون لهذه المبادرة، خصوصاً ونحن نشهد اقبالا متزايدا من الطلبة المتعففين ممن لا تستطيع عوائلهم تحمل نفقات التدريس الخاص، والمشروع في واقع الحال يؤدي غرضه، وهذا ما نلمسه من نقاشاتنا مع الطلبة”.

وعدا دروس التقوية قالت: “نحن نقدم لهم مستلزمات الدراسة والقرطاسية والملازم الخاصة بالدراسة أيضا، وفي ذات الوقت نحن نطمح الى ان نحصد ثمار هذا التعب خصوصا وان هؤلاء الطلبة هم بحاجة ماسة للمساعدة”.

وناشدت الجهات المعنية ان “تبادر وتهتم في هذا الجانب، كما أتمنى من زملائنا الأساتذة ان يبادرون أيضاً، نعم اغلبهم يؤدون عملهم داخل الصفوف، ولكن وقت الدرس هو لا يكفي لاستيعاب الطلبة للمادة”، مضيفة ان هناك “ضغطا كبيرا على الطلبة يمنعهم من فهم المادة بصورة عميقة، وبدل لجوء الطالب للدروس الخصوصية ودفع مبالغ باهظة خصوصا وانهم وذويهم يشكون من ذلك، لا مضرة من ان يقدم الاستاذ دروس تقوية مجانية في منطقته”.

عرض مقالات: