وكالات
في ليلة زرقاء (اللون الأزرق يرمز للحزب الديمقراطي)، اكتسح الديمقراطيون ثلاثة سباقات في أول انتخابات أميركية رئيسية منذ عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض، إذ فازت الديمقراطية أبيغيل سبانبرغر بمنصب حاكم ولاية فرجينيا، لتدخل التاريخ بوصفها أول امرأة تفوز بأعلى منصب بالولاية، كما فازت ميكي شيريل بمنصب حاكم ولاية نيوجيرسي، وفاز الديمقراطي الاشتراكي زهران ممداني بسباق عمدة مدينة نيويورك الذي جذب الاهتمام الوطني والعالمي. وحقق ممداني عدة أرقام قياسية بفوزه بهذا السباق، بوصفه أصغر من شغل هذا المنصب (34 عاماً)، وأول شخص يتولاه من جنوب آسيا، كونه من أصول هندية، كما أصبح أول مسلم في التاريخ الأميركي يترأس منصب العمدة لأكبر مدينة في الولايات المتحدة الأميركية.
وأقرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهزيمة الجمهوريين وحاول التنصل منها، وكتب على منصة تروث سوشال: "ترامب لم يكن على ورقة الاقتراع والإغلاق الحكومي هما السببان وراء خسارة الجمهوريين في الانتخابات الليلة طبقاً لما قال الخبراء". وكتب ترامب في تدوينة لاحقة داعياً الجمهوريين إلى إلغاء ما يطلق عليه في مجلس الشيوخ الأميركي "التعطيل"، والذي يسمح بتمرير القوانين بـ60 صوتاً بدلاً من 50 صوتاً في حال اعتراض شخص واحد، وهو ما يعطل حالياً تمرير أي تشريع، حيث يسيطر الجمهوريون على المجلس بـ57 عضواً مقابل 53 ديمقراطياً. وحال إنهاء هذا التشريع يستطيع الجمهوريون إنهاء إغلاق الحكومة الحالي.
ومن المقرر أن يلتقي ترامب أعضاء مجلس الشيوخ صباح الأربعاء، حيث يعارض زعيم الأغلبية الجمهورية جون ثون إلغاء التعطيل، خشية أن يستخدمه الديمقراطيون في حال فوزهم، وهو ما قد يؤدي إلى فوضى تشريعية عند فوز أي حزب بالمناصب الثلاثة: مجلسي النواب والشيوخ والرئاسة. ودعا ترامب وهو يطالب بإلغاء التعطيل إلى ما سماه "إصلاح قانون التصويت، ومنع التصويت بدون بطاقة هوية، وإلغاء التصويت عبر البريد ومنع إضافة ولايتين جديدتين (في إشارة إلى المساعي الديمقراطية لأن تكون المقاطعة واشنطن وبورتريكو ولايتين جديدتين)، وهو الأمر غير الممكن تحقيقه في الوقت الحالي حيث يستلزم موافقة ثلثي أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وثلثي الولايات".
وفي ولاية فرجينيا، وإلى جانب فوز أول امرأة في التاريخ بمنصب حاكم الولاية على منافستها الجمهورية وينسوم إيرل سيرز، دخلت غزالة هاشمي التاريخ بفوزها على منافسها الجمهوري جون ريد لتكون أول امرأة من جنوب آسيا وأول مسلمة تفوز بمنصب على مستوى ولاية في الولايات المتحدة، بينما فاز جاي جونز بمنصب المدعي العام على الجمهوري جيسون مياريس صاحب المنصب الحالي. وفي ولاية نيوجيرسي فازت الديمقراطية ميكي شيريل على منافسها الجمهوري جاك سياتاريلي، والتي تخطط، كما قالت، لإعلان حالة الطوارئ في تكاليف الكهرباء في اليوم الأول لتوليها المنصب في يناير/ كانون الثاني المقبل، بعد ارتفاع أسعار الكهرباء هذا الصيف 22% أسرع من 48 ولاية أخرى في البلاد.
أما في سباق العمدة على مدينة جيرسي فمن المقرر إعادة الانتخابات بين كل من حاكم الولاية السابق جيم ماكغريفي وجيمس سولومون نظراً لعدم حصول أي منهما على أكثر من 50% من بين سبعة مرشحين، بينما خسر المرشح المسلم من أصول باكستانية مصعب علي الذي حلّ ثالثاً.
وفي ولاية كاليفورنيا، وافق الناخبون على مقترح بتعديل دستوري في الولاية يسمح بإعادة رسم حدود الدوائر الانتخابية لمجلس النواب لصالح الديمقراطيين، في ردة فعل على إعادة الجمهوريين رسم دوائر تمنحهم مقاعد إضافية في ولاية تكساس. ونص المقترح على السماح للمشرعين (ديمقراطيين) بخرائط جديدة للدوائر في الفترة من 2026 حتى 2030، وهو ما قد يساعد الديمقراطيين على الفوز بخمسة مقاعد إضافية في مجلس النواب على مستوى البلاد خلال انتخابات 2026. وقال الديمقراطيون خلال حملتهم إن ذلك يأتي رداً على "تلاعب الجمهوريين الانتخابي".
وعلى جانب آخر، شهدت مدينة ديربون بولاية ميشيغن إعادة انتخاب عمدة المدينة عبد الله حمود، وهو من أصول لبنانية، بعد فوزه على المرشح من أصول يمنية ناجي المذحجي. وفي ولاية ماين، رفض الناخبون مقترحاً جمهورياً يجري تعديلاً على نظام التصويت الغيابي ويحد من استخدام صناديق الاقتراع لإعادة بطاقات الاقتراع المكتملة، كما يلزم الناخبين بإحضار بطاقة هوية تحمل صورة الناخب شرطاً للتصويت.
وفي استفتاء آخر، وافق سكان الولاية على مقترح يسهل على أفراد الأسرة تقديم التماس إلى المحكمة لتقييد حصول أي شخص يحتمل أن يمثل خطراً على المجتمع، على الأسلحة النارية. ويسمح هذا الاستفتاء لضباط الشرطة بإجراءات أكثر صرامة، وهو ما يتوافق مع رغبات الديمقراطيين. وجاء الاستفتاء بعد عامين من وقوع أعنف حادثة إطلاق نار جماعي في تاريخ الولاية والتي قتل فيها 18 شخصاً عندما أطلق جندي احتياط النار في حانة ومطعم عام 2023.
وفي مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو التي تضم جالية عربية كبيرة، خسر كوري بومان، الأخ غير الشقيق لنائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، أمام العمدة الحالي أفتاب بوريفال، وهو من أصول هندية ويتمتع بشعبية كبيرة في المدينة.
من جانبه، رأى الرئيس الأسبق باراك أوباما أن "المستقبل أكثر إشراقاً" بعد فوز الديمقراطيين، وكتب على منصة إكس أن الفوز "تذكير بأنه عندما نتحد حول قادة أقوياء يتطلعون إلى المستقبل ويهتمون القضايا المهمة يمكننا الفوز"، مضيفاً أنه "لا يزال أمامنا الكثير من العمل، لكن المستقبل يبدو أنه أكثر إشراقاً".