اخر الاخبار

إرم نيوز

تُقدّم المرشحة لمنصب عمدة العاصمة الألمانية برلين، إليف إيرالب، نفسها "نسخة أوروبية" من العمدة الاشتراكي الجديد لمدينة نيويورك الأمريكية، مُحمّلة بالروح الثورية والتركيز على قضايا الطبقة العاملة.

وأكدت إيرالب في حملتها ضمن سباق الترشح لانتخابات عمدة العاصمة الألمانية في العام القادم، إمكانيةَ نقل "التجربة الاشتراكية"، وقد عبّرت عن ذلك صراحة في منشور لها على إنستغرام عندما هنأت ممداني بالقول "من نيويورك إلى برلين: اليسار يصعد". 

كما ذهبت في فيديو آخر نشرته، أن فوز ممداني سيكون "مصدر إلهام لحملتي لعمدة برلين العام المقبل"، وهو تشابه يرى تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية أنه "ليس مصادفة، بل إنه إستراتيجية مدروسة" لتحويل حزب "دي لينكه" الذي تنتمي إليه إيرالب من هامشي إلى قوة مركزية.

 

أوجه شبه "يسارية"

وتشترك إيرالب بأوجه شبه بارزة مع ممداني تكمن في الخلفية الاجتماعية والنضال المناهض للعنصرية، ومثل عمدة نيويورك، الذي ينحدر من عائلة مهاجرة أوغندية-هندية ونشأ في بيئة تعرّضت للتمييز العنصري، تنحدر إيرالب من عائلة مهاجرة تركية.

وشاركت المرشحة اليسارية في نضالات مناهضة للعنصرية لسنوات، مواظبة على حضور حملات تذكارية لضحايا الهجمات الإرهابية العنصرية في مدينتي هاله وهاناو الألمانيتين، وتدافع عن حقوق المهاجرين في برلين، موطن أكبر جالية فلسطينية في أوروبا، وفق "هآرتس".

ويجعل هذا التراث حملتها، مطابقة لحملة ممداني، التي كانت جسرًا بين المهاجرين والطبقة العاملة، مستغلة الغضب من التمييز لجذب أصوات واسعة، متقاطعة معه أيضًا في التركيز على القضايا اليومية الملموسة، بعيدًا عن الخطابات النظرية. 

وبينما بنى ممداني حملته على مكافحة أزمة السكن في نيويورك، وتحسين المواصلات العامة، فإن إيرالب تتبع النهج ذاته في برلين، حيث أصبحت المدينة، الشهيرة سابقًا بتكاليفها المعقولة، أغلى بنسبة 20% في السنوات الخمس الماضية، مع فارق كبير بين الدخل المتوسط والإيجارات المرتفعة مقارنة بمدن مثل: ميونيخ،  وفرانكفورت. 

وتخطط إيرالب لتركيز حملتها على "تأميم شركات الإسكان الكبرى"، مستلهمة من استفتاء 2021 الذي دعم ذلك، إلى جانب تحسين النقل العام ومكافحة التضخم.

"الناس سئِموا من الوضع الراهن"، تقول إيرالب، مشبّهة بذلك شعار ممداني المناهض للمؤسسة، كما يعتمد كلاهما على حملات "من باب إلى باب"، التي أثبتت نجاحها في الانتخابات الفيدرالية الألمانية في فبراير 2025، حيث حقق "دي لينكه" 9% من الأصوات وحل أولاً في برلين بنسبة تفوق حزب المحافظين بنصف نقطة.

وبينما يشترك الاثنان في الاستفادة من الدعم الشعبي ضد اليمين المتطرف والأزمات السياسية، فإنهما يتقاربان كذلك، بحسب "هآرتس" في النظر إلى الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.

ومثلما واجه ممداني انتقادات لموقفه الداعم لفلسطين، كذلك فإن إيرالب، التي يعاني حزبها انقساماتٍ داخليةً حول معاداة السامية، سحبت اقتراحات مثيرة للجدل تدين "الإبادة الجماعية" في غزة، مفضّلة "اقتراحًا متوازنًا" يدين جرائم إسرائيل وهجوم الـ7 من أكتوبر.

 

"تراث النضال"

وإليف إيرالب، وهي من مواليد 1981 في ميونيخ، سياسية ألمانية وناشطة ومحامية وأبرز وجه للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني "دي لينكه". 

وُلدت في ميونيخ لعائلة تركية مهاجرة، حيث قدَّم والداها، الاشتراكيان التركيان النشيطان السياسيان والنقابيان، طلب لجوء في سبتمبر 1980 بعد الانقلاب العسكري في تركيا، إذ كانت أمها في الشهر الثامن من الحمل عندما وصلا إلى ألمانيا؛ ما يجعل إليف رمزًا للجيل الثاني من المهاجرين الذين يحملون تراث النضال ضد الاستبداد.

ومنذ شبابها، انخرطت إيرالب في النشاط السياسي، بدءًا من الدفاع عن البيئة ومشاركتها في احتجاجات ضد نقل النفايات النووية في منطقة فندلاند، مرورًا بنضالاتها المناهضة للعنصرية. وانضمّت رسميًّا إلى حزب "دي لينكه" في عام 2017، مدفوعة برغبتها في مواجهة السياسات النيوليبرالية والحزب اليميني المتطرف "البديل من أجل ألمانيا".

ومنذ عام 2010، عملت كمستشارة قانونية لفريق حزب "دي لينكه" في البرلمان الاتحادي، متخصصة في حقوق المواطنين والديمقراطية، وكانت عضوًا في لجنة المفاوضات النقابية لـ"فيردي" (النقابة الكبرى في ألمانيا).

وفي 2021، انتخبت عضوًا في مجلس النواب في برلين عبر القائمة الانتخابية، وحققت في الانتخابات المتكررة عام 2023 نسبة 27.1% من الأصوات في دائرتها في حي فريدريشهاين-كرويتسبرغ. 

واليوم، هي نائبة رئيس الفريق البرلماني، ومتحدثة باسم الهجرة ومكافحة التمييز، ونائبة رئيسة الاتحاد البرليني للحزب منذ مايو 2025.