الصفحة الأولى

إنهاء الوجود الأجنبي لا يُوجب تقويض سلطة الدولة.. تحذيرات من خطر انزلاق العراق الى أتّون صراع الشرق الأوسط

بغداد ـ طريق الشعب

وسط تحذيرات أممية ودولية من احتمالية تورط العراق في الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط، في ظل استمرار استهداف القواعد الأمريكية في كل من العراق وسوريا، والاختراق المتواصل لسيادة العراق.

وبرغم حديث الحكومة عن سعيها لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، إلا أنها لم تتحدث عن اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تجمع العراق مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تكشف عن مصيرها ومستقبل العلاقة بين البلدين.

تحذيرات دولية

في السبت الماضي حذرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس-بلاسخارت، من: إنّ «الشرق الأوسط يمرّ بمرحلة حرجة؛ حيث يهدد الصراع المحتدم في غزة والأعمال المسلحة في أماكن أخرى باندلاع مواجهة كبيرة. والعراق معرض لخطر المزيد من الانجرار إلى هذا الصراع».

وأضافت الممثلة الأممية في بيان طالعته «طريق الشعب»، انه «على الرغم من جهود الحكومة لمنع تصاعد حدة التوتر، إلا أن الهجمات المستمرة، التي تنطلق من داخل حدود العراق وخارجها، من شأنها أن تؤدي إلى تقويض الاستقرار الذي تحقق بعد جهد جهيد في البلاد، والإنجازات التي حققتها في السنوات الأخيرة».

وأكدت أن «استقرار العراق وأمنه هما في مقدمة وصلب جميع أعمالنا»، داعية جميع الأطراف في العراق إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس».

ثلاث رسائل

وفي هذا الشأن، حذر الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي من التطورات في ملف الهجمات والهجمات المضادة التي تحصل على الساحة العراقية، مشيراً إلى أن العراق تلقى 3 تحذيرات دولية.

وقال فهمي في حديث تلفزيوني، إن «العراق تلقى تحذيرًا أمميًا من التوجه نحو صراع شرق أوسطي. كما أن هذا التحذير لم يأت فقط من (ممثلة الأمم المتحدة) بلاسخارت، بل جاء أيضًا بكلمات مشابهة من السفير البريطاني. كما أن السفيرة الأمريكية نقلت رسالة أخرى إلى السيدين العامري والمالكي».

وأضاف، أن «التحذير عندما يأتي من ثلاثة أطراف دولية في آن واحد، فإنه يؤكد جدية هذه الرسالة»، مشيرًا إلى أن «الجانب العراقي الرسمي غير مسيطر على عمليات القصف».

وأشار إلى أن «نتائج هذه العمليات لا تترتب على الحكومة فقط، بل على العراق بشكل عام»، مبينا أن «أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني متعددة، وإن أردنا الضغط على الكيان الصهيوني، فيجب أن يكون القرار عراقيًا. بمعنى أن تتخذ الدولة هذا القرار، وأن تكون قادرة على الدفاع عنه وتتحمل نتائجه».

وبيّن أن «اعتقاد فصائل مسلحة أنها أكبر من الدولة، يعكس مشكلة عميقة في بنية الدولة العراقية»، مبينا أن «لقاءات السفراء والمبعوثة الأممية مع رؤساء التحالفات السياسية في العراق، تشير إلى أن المسؤولية غير منوطة بالحكومة وحدها، وعلى القوى السياسية أن تتحمل مسؤولياتها».

ودعا فهمي إلى «معالجة القضية وتجنب رد أمريكي مشابه لما حدث في بغداد مؤخرًا».

قرار بالتصعيد

بدوره، خمّن الخبير الأمني أحمد الشريفي أن تكون الأمور متجهة نحو التصعيد، خاصة وأن الفصائل المسلحة حسمت قرارها بذلك. بينما لا يزال الأمريكيون يتبنون مسألة الرد.

وقال الشريفي لـ «طريق الشعب»، إن «ما يؤسف له أن هذه الإجراءات المتبادلة بين الفصائل والأمريكيين غيّبت الدور الوظيفي للحكومة ومؤسساتها؛ فلا الحكومة قادرة على أن تؤدي دورها في إسكات هذا التهديد السيادي من الطرفين ولا حتى المؤسسات الضامنة - وزارتا الدفاع والداخلية - تستطيع أن تؤدي هذا الدور».

وأضاف في حديث مع «طريق الشعب»، أن «تعامل الحكومة وطريقة تعاطيها مع ما يجري ليس منطقيا، ويشي بإمكانية أن يتأثر الوضع السياسي للحكومة بهذا السجال، لأن الحكومة كانت جزءًا من اتفاق دولي وأممي، ووضعت تعهدات على هذا الأساس»، متسائلا عن «الموقف الدولي تجاه الحكومة في حال عجزت عن تنفيذ هذه التعهدات».

وتابع الشريفي، أن العراق يمر الآن في مأزق سياسي وعسكري، ولا يستبعد أن تكون هناك تبعات اقتصادية وإقليمية في ظل كل المشاكل التي يعاني منها البلد اقتصاديا.

ونبه الى أن «ائتلاف إدارة الدولة والإطار التنسيقي بالتحديد هو من شكّل الحكومة، وهذا معناه أنه موافق على برنامجها الحكومي، الذي يستند إلى أساس تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية. والآن اختلفت الرؤى بالنسبة للإطار وهذا ما أثر على البرنامج الحكومي»، مستشهدا على ذلك بـ»إفصاح السوداني عن رغبته في إخراج القوات الأمريكية من العراق. هذه القضية لم يكن متفقًا عليها في فترة تشكيل الحكومة».

الحكومة تملك خيارات الحرب والسلم

وقال مستشار رئيس الوزراء للشؤون السياسية، سبهان الملا جياد، ان قرار «السلم والحرب» لن يخرج عن ايدي الحكومة، مشيرا الى ان «الحكومة لديها القدرة على حسم هذا الموضوع».

وأضاف، ان «الحكومة العراقية ترتبط باتفاقيات دولية، خاصة مع التحالف الدولي وكذلك اتفاقية الاطار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية»، لافتا الى انه «بالأمس وجهت القوات العراقية المتواجدة في القواعد العراقية، التي تؤوي المدربين والاستشاريين التابعين للتحالف الدولي، وجهتهم بالتصدي لأي اعتداء يحصل على هذه القواعد، كونها قواعد عراقية وفيها ضيوف متواجدون بموافقة الحكومة».

تقويض سلطة الدولة

من جانبه، أكد المنسق العام للتيار الديمقراطي، زهير ضياء الدين، أن «التجاوز على سيادة العراق أمر مرفوض، وأن ما يحدث الآن هو نتيجة للنفوذ الدولي والإقليمي في العراق»، مبينًا أن «ذلك يسهّل عملية انتهاك السيادة في ظل تواطؤ قوى داخلية تسهل وتتغاضى عن الانتهاكات».

وأضاف ضياء الدين في تصريح لـ «طريق الشعب»، أن «الوضع متشنج وملتهب في المنطقة بشكل عام، ونحن نخشى أن يحدث انفلات غير محسوب ينعكس سلبا على العراق»، مؤكدا أن «إنهاء الوجود الأجنبي ضروري جدًا، لكن ليس على حساب تقويض سلطة الدولة وانتشار السلاح المنفلت».

ودعا ضياء الدين، الحكومة ومجلس النواب إلى أخذ دورهم في بدء مفاوضات جدية لإجلاء القوات الأجنبية من البلاد، محذرا من «اتخاذ قرارات أحادية الجانب تعرض العراق إلى خطر هو في غنىً عنه».

***********************************************************************************

بلاغ من تحالف قيم  

عقد مجلس أمناء تحالف قيم المدني يوم الاحد الموافق ٢١/١/٢٠٢٤ اجتماعاً، ناقش فيه جملة من القضايا المتعلقة بالساحة العراقية، وتابع موضوع نتائج الانتخابات المحلية.

وحمل الاجتماع القوى والاحزاب السياسية الماسكة بالسلطة مسؤولية السماح بتكرار الخروقات والاعتداءات الخارجية على السيادة العراقية من قبل اطراف إقليمية ودولية.

واكد التحالف تمسكه باهدافه المعلنة سابقا وبشكل خاص رفض المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت ودعم اجهزة ومؤسسات الدولة العراقية في تحقيق التغيير الحقيقي، في ذات الوقت فان هناك مسؤولية وطنية كبيرة ملقاة على عاتق مرشحي التحالف الفائزين في الانتخابات المحلية للتصدي لكل ما هو مرفوض من اجل الحفاظ على المبادىء والثوابت.

ودعا مجلس الامناء كافة القوى الوطنية والديمقراطية المؤمنة بالتغيير الديمقراطي و بناء مؤسسات الدولة إلى طاولة حوار وطنية موسعة في ظل التطورات السياسية الحاصلة على الساحة العراقية.

مجلس أمناء تحالف قيم المدني

بغداد ٢١-١-٢٠٢٤

***********************************************************************************

راصد الطريق.. ماذا تنتظرون .. ومتى تتحركون؟

تتزايد التحذيرات من الخطر الذي يهدد الأجواء العراقية، والمتمثل في تعرضها للاختراق بصورة مستمرة، وآخرها ما اكده عضو لجنة النقل النيابية النائب كاروان علي. فقد أشار الى انه «خلال زيارته الى مقر الملاحة الجوية في بغداد، لفت انتباهه تعامل المراقب الجوي مع 6 خروقات للأجواء العراقية في آن واحد».وبيّن ان «هناك خطرا اخر يتمثل باطلاق الطائرات المسيرة المجهولة والتي يتقاطع بعضها مع مسارات الطائرات المدنية».

إن حديث النائب هذا عما تتعرض له الأجواء العراقية ليس خافياً على الحكومة والمسؤولين، وهم العالمون بالمخاطر الكبيرة للانفلات في الأجواء العراقية. والغريب هنا هو عدم ملاحظة أي تحرك جاد لوقف هذا الانفلات المخيف.

وتكمن الأسباب الحقيقية للانتهاكات التي تتعرض لها الأجواء العراقية، في عدم امتلاك الحكومات المتعاقبة القرار السيادي والأمني على الأجواء العراقية، مما يجعل هذه الأجواء لقمة سائغة لكل من هب ودب.

والغريب أيضا ان يتم التعامل رسميا مع الموضوع ببرود، في وقت يتوجب فيه التعامل بنحو جدي تماما مع مركزة القرار، وليس انتظار الأسوأ ومن ثم تشكيل لجان للتحقيق!

**********************************************************************************

معلمو السليمانية يتظاهرون و«ميترو» يرفض التضييق

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت بغداد وعدد من المحافظات تظاهرات احتجاجية، ركزت في مجملها على المطالبة بفرص العمل، ووضع حد للمتنفذين الذين يحاولون استغلال المواطنين وابتزازهم في ارزاقهم، وإيقاف الاعتداءات على موظفي الدولة.

*****************************************************************************

الصفحة الثانية

جمعية الدفاع عن حرية الصحافة  تدين اعتقال مراسل «المدى» في الديوانية

بغداد ـ طريق الشعب

أدانت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، امس الاثنين، اعتقال مراسل صحيفة المدى المحلية في محافظة الديوانية من قبل جهة امنية تابعة لجهاز الأمن الوطني، و بينت أن الاعتقال جاء بسبب شكوى مرفوعة ضد الصحفي إثر نشره وثيقة تتعلق بحريق مستشفى النسائية والأطفال في المحافظة.

وقالت الجمعية في بيان إن “عناصر تابعة لجهاز الأمن الوطني في الديوانية اعتقلت، ظهر الأثنين، مراسل جريدة “المدى” ضياء مهجة، واقتادته إلى مبنى الأمن الوطني في المحافظة”.

وأضافت الجمعية انها “علمت من منسقها في الديوانية ان اعتقال الصحفي ضياء مهجة جاء بسبب دعوى قضائية رفعتها ضده جهات امنية في المحافظة، اثر نشره وثيقة صادرة عن الادلة الجنائية التابعة لوزارة الداخلية، تشير الى ان حريق مستشفى النسائية والاطفال في الديوانية جاء نتيجة تماس كهربائي، في حين ان الاجهزة الامنية اعلنت في وقت سابق اعتقال اربعة شباب اتهمتهم بالتسبب في الحادث”، مبينة أن “مهجة ما يزال معتقلا لدى الاجهزة الامنية حتى لحظة كتابة هذا البيان”.

وأدانت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق الاعتقال، فيما عدت سياسة السلطات المحلية منهجا خطيرا لإسكات وترهيب الصحفيين.

*********************************************************************************

معلمو السليمانية يتظاهرون و «ميترو» يرفض التضييق احتجاجات شعبية تطالب بفرص عمل.. وبوضع حد للاعتداءات على الأطباء

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت بغداد وعدد من المحافظات تظاهرات احتجاجية، ركزت في مجملها على المطالبة بفرص العمل، ووضع حد للمتنفذين الذين يحاولون استغلال المواطنين وابتزازهم في ارزاقهم، وإيقاف الاعتداءات على موظفي الدولة.

فيما جدد المعلمون والمحاضرون المجانيون في محافظة السليمانية، احتجاجاتهم، مطالبين بصرف الرواتب والترفيعات الوظيفية، وأكدوا استمرارهم في الإضراب لحين تحقيق مطالبهم.

إضراب المعلمين

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “المعلمين والمحاضرين في السليمانية وبعض المناطق الأخرى خرجوا مجددا بتظاهرة مطالبين بصرف الرواتب المتأخرة والترفيعات الوظيفية”، مبينا ان “المعلمين المضربين عن الدوام اكدوا استمرارهم في التظاهر والإضراب العام لحين استجابة الجهات الرسمية لمطالبهم، وان الضغوط والأساليب الأخرى لن تثني ارادتهم وسيستمرون في الاحتجاج”.

من جانبه، قال نائب رئيس اتحاد المعلمين في السليمانية عطا أحمد، أن القوات الأمنية استدعت عددا من المعلمين والمحاضرين في السليمانية وأوقفتهم لمدة 8 ساعات.

فيما عدّ مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين “احتجاز المعلمين والتضييق على التظاهرات السلمية واللجوء إلى الخيار الأمني لأزمة إضراب المعلمين، مرفوضة”.

وذكر المركز في بيان أن “قوات الاسايش طوقت تظاهرة للعشرات من المعلمين أمام وداخل مديرية تربية قضاء (130 كم شمال شرق السليمانية)، واعتقلت القوات الأمنية الناشط واحد ممثلي المعلمين ( شاخوان حسن) في قضاء دربنديخان (65 كم جنوب شرقي السليمانية)”.

ونوه بيان مركز ميترو بأن مديرية الاسايش في مدينة السليمانية كانت قد استدعت السبت عددا من نشطاء المعلمين في السليمانية والأقضية التابعة لها وأبلغوهم بأنهم محتجزون بناءً على قرار المحكمة، وتم الافراج عنهم بعد ساعات من الاحتجاز.

توفير فرص العمل

وتظاهر العشرات من أصحاب الشهادات العليا والخريجون الأوائل، وسط العاصمة بغداد، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من الخريجين الأوائل وحملة الشهادات العليا نظموا تظاهرة أمام مبنى وزارة المالية مطالبين بإطلاق 31 الف درجة وظيفية نص عليها قانون الموازنة العامة”.

وفي ديالى تظاهر المئات من موظفي عقود “بشائر الخير” وسط بعقوبة مركز المحافظة، مطالبين بتثبيتهم وحسم ملفهم المعلق منذ 16 عاماً.

وقال المتظاهر محمد ماهر، ان البرلمان والحكومة أهملا ما تبقى من عقود ملف بشائر الخير منذ 2008 وحتى الآن، والذين يتجاوز عددهم 2000 موظف.

وأكد ماهر، ان التظاهرة تطالب بحسم تثبيت المتعاقدين أسوة بالدوائر الأخرى بعد تثبيت اغلب موظفي العقود العام الماضي وتضمين تثبيتنا ضمن الموازنة الاتحادية، مشيرا الى ان المتظاهرين اعتصموا امام مبنى المحافظة لاستحصال حقهم المشروع أسوة بموظفي الدولة.

وأضاف، ان الحكومة شملت مئات الآلاف من العقود بالتثبيت في الملاكات الوظيفية الدائمة باستثناء بشائر الخير التي أهمل ملفها لأسباب مجهولة، داعيا الى إنصاف الاف العوائل والاستجابة للمطالب المشروعة.

استغلال المواطنين

في الأثناء، نظم العشرات من أصحاب الأكشاك والبسطات في سوق مدينة بعقوبة، تظاهرة حاشدة أمام مبنى المحافظة، احتجاجاً على محاولة جهات قالوا أنها “متنفذة” إجبارهم على دفع إيجارات بمبالغ كبيرة.

صاحب الكشك طه مخلف سلمان اكد ان “جهة متنفذة لا نعرف تبعيتها، أو من يقف وراءها، طالبونا بدفع إيجارات بأرقام خيالية”، مبينا ان “عربة الخضراوات مطالبة بدفع إيجار 300 ألف دينار مقابل بقائها، وهذا مبلغ كبير مقارنة مع الأرباح اليومية، أما ايجار الكشك بحجم مترين فيبلغ 800 الف دينار”.

وتظاهر العشرات من الكسبة وأصحاب “البسطیات” في سوق البالة بكركوك، احتجاجاً على عدم إیفاء القائمقامیة بوعدها في إعادة تنظيم السوق والسماح لهم بالعودة إلى أعمالهم المعتادة هناك.

الى ذلك، نظم صحفيو كركوك وأعضاء النقابة، اعتصاماً مفتوحاً أمام مبنى المحافظة، مطالبين بتوزيع الأراضي أسوة بزملائهم في المحافظات الأخرى.

كفُّ الاعتداءات

من جانب اخر، نظمت الكوادر الطبية والصحية في ميسان وقفة داخل مستشفى الزهراوي الجراحي، احتجاجا على تكرار الاعتداءات على الكوادر الطبية في العمارة، داعين لملاحقة مرتكبي تلك الاعتداءات، وتفعيل قانون حماية الكوادر العاملة في قطاع الصحة.

وقال عدد منهم إن هذه الاعتداءات تتكرر باستمرار وهناك وعيد وتهديد عشائري يطال الكوادر الطبية والصحية والتمريضية في المستشفيات بشكل عام، وهذا يتطلب من الجهات المعنية تفعيل قانون حماية الأطباء وملاحقة مرتكبي تلك الجرائم. وكانت دائرة صحة ميسان قد دانت الاعتداء المسلح الذي طال منزل مدير مستشفى الحكيم الجراحي الدكتور وائل شاكر، بعد أن فتح مسلحون مجهولون النار على منزل الطبيب المذكور في منطقة دور النفط وسط مدينة العمارة، ما تسبب بأضرار مادية فقط.

*************************************************************************************

معنيون يرونها مبالغة غير منطقية انتقادات تلاحق «المهور العالية» في الزواج

بغداد ـ طريق الشعب

 يعزف العديد من الشباب عن الاقتراب من مشروع الزواج، معللين ذلك بالمهور العالية التي تشترطها النساء أو ذووها، ما يجدها البعض مبالغة كبيرة، في ظل ارتفاع نسب الفقر والبطالة، وتكاليف العيش.

وتنتشر بين فترة وأخرى هاشتاكات تنادي بإلغاء المهور في ظل الظروف الراهنة، إلا أنّ البعض يجدها ضرورة للنساء.

الغاء بشرط

تقول الباحثة الاجتماعية د. بشرى غلام، إنها تؤيد إلغاء المهر بشرط “المساواة الكاملة بين الجنسين من ناحية الحق في الطلاق والوصاية على الأولاد والحضانة، وإلغاء مفهوم بيت الطاعة وحق التأديب. والأهم هو إلغاء التعدد والمساواة في الميراث”. وبالرغم من أنها تنتقد مبالغ المهور التي أصبحت غالية، إلا أنها ترفض الغاءها بسبب وجود نساء يتزوجن وهن أميات، ولا يملكن عملا مضمونا، وهذا يعود لأسباب اجتماعية أخرى.

وتضيف غلام لـ”طريق الشعب”، قائلة: إنّ “الغاء المهر قد يكون قرارا صائبا بوضع اجتماعي يختلف عما موجود في العراق”، مشيرة الى أن “من يطالب بإلغاء المهر، يجب عليه أن يعمل على تمكين النساء اجتماعياً واقتصادياً وحتى سياسياً، وبعد ذلك يمكن أن نتحدث عن الغاء المهر”.

وتشير إلى وجود العديد من الأطفال أصبح مصيرهم محكوما بيد الشارع، بسبب الزواجات العشوائية التي تحدث دون وعي وإدراك، بالإضافة إلى عدم توفر وظائف لمن يطلبون الارتباط الرسمي. وهذا يعود لانتشار البطالة والفقر وغياب الخطط الاستراتيجية لحلها.

وتنتقد غلام المهور العالية وكثرة الطلبات من قبل أهالي الفتيات، فبالرغم من أهمية التمكين المادي، إلا أنها تقول: “لا يجب أن يكون هذا كل ما يشغل الأهل”، مشيرة الى أن الطبيعة الاجتماعية اختلفت عن الماضي، وشروط النساء كثرت”، داعية الى مراعاة ظروف الشباب بما يتحملونه من ضغط ومسؤولية كبيرة، في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة كالإيجارات السكنية والماء والكهرباء.

مشروع يتطلب مالا ومسؤولية

وتتفق الشابة أسيل عبد الكريم (مهندسة معمار) مع ما قالته الباحثة الاجتماعية، وتضيف أن “النساء في العراق بحاجة للمهر والنفقة، بسبب الظروف الاجتماعية”.

وتردف أسيل بالقول: إنها رفضت المهر من زوجتها “تقاسمنا كل شيء. لم أكن بحاجة لمهر، لكني متمسكة بشريك حياتي”.

وأبدت أسيل في حديث مع “طريق الشعب”، انزعاجها من أن يفكر شاب بمشروع ارتباط بينما هو لا يملك عملا أو مالا، مشيرة إلى أن هذه الخطوة “تتطلب مسؤولية وجدية حقيقية”.

في ظل ارتفاع مهور الزواج، بدأ الشباب العراقي يلجأ للزواج من نساء في بلدان عربية وأجنبية للزواج، لانخفاض تكاليفهن مقارنة بنظيراتهن العراقيات اللاتي يطلبن شروطًا “تعجيزية” كما يصفها معظم الشباب الذين بدأوا يعزفون عن اتخاذ خطوة الزواج.

تجارة

يقول أحمد ادور (29 عامًا)، أنه يرغب بالزواج من امرأة تنتظره مذ كان يدرس في قسم (هندسة التكييف) في جامعة بغداد، إلّا أن ما يمنعه هو عدم توفر المقومات الكافية للزواج.

ويضيف، أنه “يسكن مع عائلته في بيت تجاوز (عشوائي)، ويعمل في شركة قطاع خاص، بينما من بقية إخوانه يدرسون ويعملون أيضا”.

ويتابع، ان “الحياة الزوجية تتطلب ميزانية شهرية لا تقل عن 800 ألف دينار للفرد، ليتمكن من سد تكاليف المعيشة وتأسيس حياة زوجية صحيحة” حسب قوله.

ويشير الى أن “بعض النساء يعتبرن الزواج مشروعًا تجاريًا وفرصة للثراء؛ حيث يدخلن على طمع بطلبهن مهورًا عالية، ومن ثم يفتعلن مشاكل مع أزواجهن ليأخذن تلك الأموال”، فالعديد منهن يتأثرن بحياة المشاهير والبلوكرات.

هدية

وفي هذا السياق، يوضح د. حيدر الشمري، أن “المهر لا يعتبر تكلفة للتجارة بالنساء، بل في حقيقة الأمر، هو هدية تُمنح للزوجة عند الزواج”، مشيرًا إلى أن بعض الأهالي يميلون اليوم لطلب أرقام كبيرة من أجل التفاخر اجتماعيا وأسريا، ويعتبرون ذلك مرتبطا بقيمة المرأة، حتى لو كانت المبالغ أرقامًا على ورق فقط.

ويقول لـ “طريق الشعب”، إن “بعض الأهالي يزوجون ابنتهم ليتخلصوا من تكاليفهن البسيطة”، مشيرا الى ان “المهور العالية خلقت حواجز كبيرة أمام الشباب لبناء حياة جديدة وبسيطة”.

******************************************************************************

الشيوعيون يتفقدون الرفيقين هاشم عباس ومحمد البدراوي

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من لجنة العبلي الأساسية للحزب الشيوعي العراقي/ اللجنة المحلية في الرصافة الأولى، الجمعة الماضية، الرفيق الشاعر هاشم عباس في منزله بمنطقة بسماية، وذلك للاطمئنان على وضعه الصحي بعد إجرائه عملية جراحية تكللت بالنجاح.

وتمنى الوفد للرفيق عباس الشفاء العاجل. ونقل إليه تحيات رفاقه وتمنياتهم له بالصحة الوافرة.

من جانب آخر، زار الرفيقان حميد المسعودي وكوريا رياح الرفيق محمد البدراوي (أبو حيدر) في منزله، لغرض الاطمئنان على صحته.

ونقل الرفيقان إلى الرفيق أبو حيدر تحيات رفاقه في قيادة الحزب، وتمنياتهم له بالصحة والعافية.

************************************************************************************

الصفحة الثالثة

صحيفة بريطانية تحقق في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالعراق:  نظام عطاءات اممي لا يعبره المقاولون.. قبل دفع 15 في المائة من قيمة العقود «رشوة»

بغداد ـ طريق الشعب

كشف تحقيق أجرته صحيفة الغارديان البريطانية، أمس الاثنين، أن الموظفين العاملين لدى الأمم المتحدة في العراق، يطالبون برشاوى لمساعدة رجال الأعمال في الفوز بعقود في مشاريع إعادة الإعمار بعد الحرب في البلاد، مشيرة الى ان موظفي الأمم المتحدة طالبوا بنسبة تبلغ 15 في المائة من قيمة العقود.

الأمم المتحدة تغذي ثقافة الرشوة؟

وأشارت الصحيفة في تحقيقها، الى ان “العمولات المزعومة هي واحدة من عدد من مزاعم الفساد وسوء الإدارة التي كشفت عنها صحيفة الغارديان في مرفق التمويل لتحقيق الاستقرار، وهو مخطط لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تم إطلاقه في عام 2015 وبقيمة 1.5 مليار دولار من اكثر من 30 جهة مانحة”. وأوضحت الصحيفة، ان “المقابلات التي أجريت مع أكثر من عشرين من موظفي الأمم المتحدة الحاليين والسابقين والمقاولين والمسؤولين العراقيين والغربيين تشير إلى أن الأمم المتحدة تغذي ثقافة الرشوة التي تغلغلت في المجتمع العراقي، منذ الإطاحة بصدام في عام 2003”.

ووجدت الغارديان، أن “موظفي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي طالبوا برشاوى تصل إلى 15 في المائة من قيمة العقد، وفقًا لثلاثة موظفين وأربعة مقاولين”. وفي المقابل، يساعد الموظف المقاول على التنقل في نظام العطاءات المعقد التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لضمان اجتياز عملية التدقيق”.

لا عقود قبل دفع الرشى

ونقلت الصحيفة عن أحد المقاولين قوله انه “لا يمكن لأحد أن يحصل على عقد دون أن يدفع، ولا يوجد شيء في هذا البلد يمكنك الحصول عليه دون دفع، لا من الحكومة ولا من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي”، مبينا ان “موظفي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اتصلوا بهم مطالبين برشاوى”.

وقال أحد موظفي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن “الصفقات تمت شخصياً وليس على الورق لتجنب اكتشافها، حيث يعمل العراقيون ذوو النفوذ في بعض الأحيان كضامنين، حيث أشاروا الى انه “يأخذ الطرف الثالث أيضًا حصة من الرشاوى”، مضيفين أن “المقاولين “سيختارون الأشخاص ذوي العلاقات والسلطة”.

ويُزعم أن المسؤولين الحكوميين الذين عهد إليهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالإشراف على مشاريع البناء يحصلون على حصة أيضاً.

ورش عمل ومبادرات “تافهة”

واوضح المقاولون وموظفو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذين أشرفوا على المشاريع إن “المسؤولين استخدموا تلك السلطة “للابتزاز” للحصول على الرشاوى من الشركات مقابل التوقيع على المشاريع المكتملة، حيث بين اثنان من المقاولين للصحيفة إنهما أُجبرا على دفع مثل هذه المدفوعات.

وقال الأشخاص الذين تمت مقابلتهم، والذين تحدث الكثير منهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم خوفاً من الانتقام، إن البرنامج قد شهد توسعاً وتمديداً غير مبررين، أدى في الغالب إلى الحفاظ على بصمة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع إعفاء الحكومة العراقية من التزاماتها الخاصة بإعادة بناء البلاد.

وتشير الصحيفة، إلى ان معظم من أجريت معهم المقابلات وصفوا التدريب وورش العمل التي يديرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في إطار هذه المبادرات بأنها “تافهة”، و”تفتقر إلى التماسك الاستراتيجي”.

وقيل لصحيفة الغارديان إن الجلسات حضرها مسؤولون حكوميون وأفراد من المجتمع في الغالب من أجل الاستمتاع برحلة مجانية وصرف البدلات المالية. وقال أحد الموظفين السابقين: “يريد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فقط حرق الأموال والإظهار للمانحين أنهم يقومون بورش العمل”.

برامج غير واقعية

ووصف موظف سابق مبادرة سبل العيش التي أطلقها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتعليم النساء النازحات الخياطة بأنها “غير واقعية”، لأن العراقيين يميلون إلى شراء الملابس المستوردة الرخيصة من الأسواق المحلية: “لقد كانوا يحاولون إنشاء اقتصاد غير موجود”. وأضافوا: “كان الأمر أشبه بالعودة إلى العصور الوسطى”.

وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن مبادرات مثل التدريب على المهارات تم تطويرها بناءً على احتياجات المجتمع وبالتشاور الكامل مع السلطات المحلية أو قادة المجتمع.

المانحون لا يتابعون تمويلهم!

وقد اعترف المانحون بصعوبة متابعة كيفية إنفاق تمويلهم والاعتماد على برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للقيام بالرصد والتقييم من خلال وحدة داخلية وصفتها الوكالة بأنها “مستقلة تماماً”، على الرغم من أنها تتبع إدارة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وقال خمسة ممن أجريت معهم مقابلات مطلعون على تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنها لا تعكس الواقع على الأرض. وقال أحد المستشارين الذي أجرى مراجعة خارجية لبرنامج آخر لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: “الكثير من هذه الوثائق هي في الغالب لأغراض العلاقات العامة، عندما تذهب فعليًا إلى هذه المقاطعات وتجلس مع المستفيدين من هذه الأموال وتنظر فعليًا إلى المشاريع، فإن ذلك يختلف تمامًا عما تتصوره من خلال قراءة هذه التقارير”.

ويبدو أن موظفي السفارة، المعزولين خلف جدران خرسانية ولا يُسمح لهم إلا بزيارات ميدانية محدودة بسبب البروتوكول الأمني الصارم، يفتقرون إلى الوسائل اللازمة للطعن في المعلومات، حيث اشار مسؤول غربي، الى انه “يبقى الجميع لمدة عامين فقط، وعندما يكتشفون الأمر، يغادرون”. “هذه هي الطريقة التي تستمر بها هذه البرامج عامًا بعد عام”.

مستشار حكومي يتوعد

وردا على طلب الغارديان للتعليق، قال مستشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إنه إذا ثبتت صحة مزاعم الفساد في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وتورط الوكالات الحكومية، فسيتم اتخاذ إجراءات قانونية. . واضاف فرهاد علاء الدين، “سنتواصل مع الجهات العليا في الأمم المتحدة لمناقشة تفاصيل هذه الادعاءات والتحقيق فيها وإحالة المتورطين في الفساد إلى الجهات المختصة. وسنقوم أيضًا بمراجعة جميع البرامج لمعرفة الحقيقة”.

************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

لعبة جرّ الحبل بين بغداد وواشنطن

كتب براد دريس مقالاً لصحيفة (ذي هيل) الأمريكية حول تأثير تصاعد العنف في الشرق الأوسط على العلاقات العراقية الأمريكية، أكد فيه على ان الهجمات المتبادلة بين فصائل مسلحة وبين القوات الأمريكية، تعّد اختبارًا لعلاقة إدارة بايدن ببغداد، التي جددت دعواتها للقوات الأمريكية لمغادرة البلاد.

هل سينسحبون؟

وذكر المقال بأن قضية انسحاب هذه القوات بقيت حتى فترة قريبة قضية عراقية، سواء في الهجمات التي تشن على مواقعها أو في الدعوة السياسية المتكررة للحكومة بضرورة سحب القوات والبدء بمفاوضات هادئة لتنظيم ذلك. إلا أن الضربة التي وجهتها إيران إلى العراق، ضد ما زعمت بأنه قاعدة تجسس إسرائيلية قرب أربيل، هددت بتصعيد التوترات في المنطقة، مما قد يعني بأن على البنتاجون أن يسحب قواته، إذا ما أصر رئيس الحكومة العراقية على تنفيذ التزامه. واعتبر المقال ذلك، نصراً لإيران واضعافاً لسياسة واشنطن في الشرق الأوسط.

ورغم دعوة بغداد لوضع خارطة طريق تضمن الإنسحاب، وذلك لتجنب المزيد من التوترات وتشابك القضايا الأمنية الداخلية والإقليمية، أكد البنتاغون على إن الولايات المتحدة على اتصال منتظم مع الحكومة العراقية وليس لديها خطط للمغادرة، وإنها تنظر إلى العراق باعتباره شريكاً قيّماً ومهماً وستستمر في التواصل معه.

أمن واستقرار البلد

وأعرب كاتب المقال عن اعتقاده بأن الضربات المتكررة ستسحب العراق إلى معركة خطيرة بين إيران وحلفائها من جهة وبين الولايات المتحدة على أرض العراق، مما سيضاعف من مشاكله بعد عقد من حربه مع داعش، مشيراً إلى اشتداد وجهة النظر السلبية تجاه الولايات المتحدة في البلاد، لاسيما بعد الدعم المطلق الذي قدمته واشنطن لتل أبيب في حربها ضد غزة، وفي أجواء التعاطف الكبير مع حقوق الفلسطينيين. ونقل المقال عن صحيفة بوليتيكو تصورها بأن رئيس الحكومة العراقية قد يعمل على إخراج القوات الأجنبية حتى ولو لم يك مؤمناً بذلك تماماً، لإدراكه بأن طهران اختارت الوقت المناسب للضغط بهذا الإتجاه.

الأساس القانوني

وأكدت الصحيفة في مقالها على أن للعراق السلطة التامة التي تمكّنه من إخراج القوات الأمريكية من أراضيه، لأنها تعمل بناء على دعوة من الحكومة وليس بموجب أي معاهدة أو اتفاق رسمي. ونقلت عن المراقبين قولهم بأن قلق بغداد لا يتعلق بشكل رئيسي بالحرب بين الولايات المتحدة وإيران أو حلفائها، بل يتركز في حرصها على ضمان السلام داخل حدود البلاد، وهو ما يقلق العراقيين ويبعث فيهم الاستياء مما يحدث، بعيداً عن ارادتهم.

تحدي واشنطن

ونشر موقع المجلس الأطلسي تقريراً حول ما يتوقعه الخبراء بعد الهجمات العسكرية الايرانية على أربيل، والتي أدت إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة سبعة عشر آخرين، وتدمير مواقع مدنية عديدة، بدعوى وجود مواقع للموساد الإسرائيلي، رداً على استهداف الأخير لقادة ومواقع ايرانية. واعتبر التقرير الهجوم تحدياً للولايات المتحدة، قد يزيد المخاوف الشعبية من أن تؤدي هذه التوترات إلى اقحام العراق في أي حرب قادمة بين الولايات المتحدة وإيران.

رب ضارة نافعة

وذكر التقرير بأن الولايات المتحدة كانت قد وجدت نفسها بين خيارين صعبين، اما الإنسحاب من العراق أو تحّمل هجمات الفصائل المسلحة، غير أن الصواريخ الإسرانية على أربيل، والتي أصابت مناطق مدنية وسببت أضراراً جانبية كبيرة، وكشفت عن ثغرات في قدرة بغداد على الدفاع عن سيادتها ضد أي هجوم خارجي، ربما ستشكل فرصة لواشنطن للخروج من المأزق وتحسين العلاقة مع بغداد عبر زيادة الدعم لقوات الدفاع الجوي العراقية أو تحسين التعاون الاقتصادي او تنفيذ الإتفاقيات الأمنية المشتركة.

***************************************************************************

أفكار من أوراق اليسار.. في مئوية رحيل المعلم

إبراهيم إسماعيل

كان لقائي الأول بعوالمه قبل أربعة وخمسين عاماً، حين وافق البعثيون على الإحتفاء بمئويته، في تسامح غريب عن ثقافتهم، تماماً كغربة القميص اليساري الذي حاولوا ارتداءه. حدقت في عينيه ملياً، كانتا طافحتين بحنان وطيبة. كفاه الشبيهتان براحتّي جدي، مسحتا على رأسي، فاطمأن قلبي وتبدد القلق الذي أثقل كاهلي، مذ قدمتُ بغداد من أعماق الريف وحاولت أن اتصالح مع عالمها المضطرب. وكبرت وعاش لينين معي، فناراً حين أُبحر في العتمة، ورمزاً للشيوعية، يعزز اليقين، بأن الثورة آتية لا ريب فيها. 

ورغم الخلاف والإختلاف حوله وحول تكتيكاته واستراتيجياته، ورغم خلاصه من عصمة اُلصقت به قسراً، فإنه بقّي لدى كل أطياف اليسار، أفضل المفكرين الإستراتيجيين وأعظم الثوريين، حتى بعد إن انهارت التجربة الاشتراكية الأولى، التي أرسى أسسها، دون أن يمهله الموت لإدارتها.

وجاء هذا التقييم لما عُرف به الرجل من مقدرة هائلة على قراءة الواقع والتجاوب مع ما يفرزه من معطيات. وترينا سيرته أمثلة لا تحصى على ذلك، كتبنيه مهمة انجاز الثورتين معاً بقيادة البروليتاريا وحلفائها، وقيامه بالكشف عن التناغم بين الأممية المتمثلة بوحدة بروليتاريا العالم، وبين الوطنية المرتكزة على حق الشعوب في تقرير مصيرها، وصراعه من أجل السلام، دفاعاً عن حقوق الإنسان، وفي مقدمتها حقه في الحياة والخبز والحرية، واصراره على تنقية الحزب من الأخطاء والخطايا ومن أساليب عمل جامدة ومن الروتين الممل، ودعوته للتّكيف مع مختلف أساليب الكفاح، ومقاومته لليأس عند المحن، وما يفرزه من تياسر طفولي وشيخوخة تصفوية يمينية.

وكما كشف لينين عن مقدرة فذة في الجمع بين النظرية والتطبيق، بين تفسير العالم وتغيّيره، بين حماسة الشباب ضد الظلم وعقلانية الثوري الصبور، بين الشّدة في الكفاح والتواضع في الرفقة، بين الحزم في المباديء والمرونة في الكتكيك، فإنه عُرف شجاعاً في الإعتراف بأخطائه واجراء مراجعات فكرية وسياسية في المكان والزمان المناسبين، وهو ما تمثل جلياً في تصحيح خطط اكتوبر الاقتصادية وتبنى سياسة النيب المعروفة، وفي الاعتراف بأن الانتقال إلى الاشتراكية عملية تاريخية طويلة ومعقدة، وفي نضاله ضد الانحطاط البيروقراطي الذي بدأ يتشكل بُعيد النصر. 

وكان التقاط لينين للشعار النضالي الصحيح، الرافعة التي حولت حزب البلاشفة لأكبر حزب جماهيري، رغم القمع والحرب والجوع والأمية والتعصب القومي. ولعل اكبر مصداق لذلك شعاره (كل السلطة للسوفيتات) ورفضه دعم سلطة كيرنسكي البرجوازية، وهو الشعار الذي جعل ثورة اكتوبر فعلاً ممكناً. وكذلك في رفضه التثاقف، رغم ثقافته الموسوعية، وربطه الفكرة بالفعل، حين أبتدأ بما العمل، وهو في الثانية والثلاثين، تطبيقاً خلاقاً لمقولته لا حركة ثورية، بدون نظرية ثورية.

وفي الوقت الذي سعت فيه الأبواق الرأسمالية ذات القدرات غير المحدودة وما تزال، إلى تشويه سمعة لينين والتعتيم على دوره في الدفاع عن آدمية البشر، بقيت تعاليمه أيقونة للنضال، لا لقدسيتها او لخلوها من الثغرات، وإنما لكونها خلاصة متميزة لمسيرة من المعارك الطبقية، قابلة لتطوير يفرضه تغير الواقع، ولتجديد يستلزمه استبدال ما يشيخ منها بما هو فاعل، وهو بالذات ما تبناه وفعله لينين نفسه مع تراث معلميه. وكم كانت روزا لوكسمبورغ رائعة وهي تصفه قائلة (كل ما يمكن أن يقدمه الحزب من شجاعة وبُعد نظر ثوري وثبات في ساعة تاريخية، قدمه لينين ورفاقه، لأن انتفاضة أكتوبر كانت بحق نصراً لشرف الاشتراكية الأممية).

في الذكرى المئوية لرحيله، أنظر بفخر للهفة الشبيبة على قراءة لينين واكتشاف برامجه الثورية. أغمض عينيّ واستعيد الإحساس بالطمأنينة، الذي لم يفارقني منذ لقائي الأول بعوالمه، في قاعة المركز الثقافي السوفيتي ببغداد، العام 1970.

************************************************************************************

الصفحة الرابعة

مواجهتها تفرض الصدام بمصالح القوى المتنفذة معنيون: إنهاء عمليات التهريب مهمة صعبة ومعقدة

بغداد ـ طريق الشعب

لم يكن القطاع الصحي استثناءً او بعيدا عن مطامع الفاسدين، فهو اول القطاعات التي تعرضت للنهب، واستمر الحال بأشكال عديدة، وان اختلفت أوجهها، إلا أنها تشترك في المضمون ذاته.

وفي القطاع الصحي هناك ملفات عديدة لا حصر لها، لكن أحد اهم هذه الملفات هو تهريب الأدوية، الذي يمثل آفة تهدد صحة المواطن واستقرار النظام الصحي؛ حيث تعد تجارة الأدوية ـ بحسب معنيين ـ احد اكبر اسواق غسل الاموال في البلاد، علاوة على انها تدر المليارات على الفاسدين.

وسبق لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ان قال إن حجم سوق الدواء في العراق سنويا يبلغ 3 مليارات دولار، 90 في المائة منها مستورد، والجزء الأكبر منه غير مفحوص، كونه ناجما عن التهريب.

خطر جسيم

ويكمن خطر تهريب الأدوية في أنه يؤدي إلى تداول أدوية مزيّفة أو منتهية الصلاحية، او عادة ما تكون من مناشئ غير رصينة او حتى مجهولة المصدر. وهذا بحد ذاته يعرض حياة الأفراد للخطر الجسيم. إضافة إلى ذلك، يتسبب تهريب الأدوية في تشويش سوق الأدوية الرسمي، ما يؤثر على الاقتصاد الصحي، ويقوض اية جهود حكومية ان وجدت في توفير رعاية صحية جيدة.

إجراءات للحد منها

وكشفت دائرة صحة ديالى، عن شمول 5 نوافذ برية لديالى مع اقليم كردستان بـ»المفارز الحمراء» لمحاصرة مافيات تهريب الادوية، في خطوة يراد بها كبح جماح التهريب الذي تسري عملياته منذ زمن بعيد دون روادع حقيقية.

وفي هذا الصدد، قال مدير اعلام صحة ديالى فارس العزاوي، ان دائرته «ماضية في حربها على تهريب الادوية القادمة من اقليم كردستان وبقية المحافظات، واعتمدت بشكل مباشر على تشكيل مفارز، تتضمن ممثلين عن 4 جهات ـ بينها امنية ـ لنشرها في 5 نوافذ برية مع الاقليم والمحافظات، من اجل تفتيش اي شحنات مشبوهة».

واضاف قائلا: ان الاجراء يأتي في اطار منع تهريب الادوية والتي لها مضار صحية وبيئية خاصة وان دائرته ضبطت اكثر من 20 شحنة في الاشهر الأخيرة، وذلك عبر جهد استخباري «مميز».

عجز أم تواطؤ؟

وعلى صعيد ذي صلة، قال الصيدلاني عمر ياسر، ان «قطاع الصحة كحال القطاعات الاخرى في البلاد لم يسلم هو الاخر من براثن الفساد، الذي نخر ولا يزال كافة مفاصل وقطاعات الدولة العراقية، ونتيجة لذلك فان قطاع الصحة الذي يلامس حياة الناس بشكل مباشر، ليس استثناء بالنسبة لقوى الفساد التي لا يردعها رادع».

ونوه في سياق حديثه مع «طريق الشعب»، الى ان «تجارة الادوية في العراق تشكل واحدا من اهم مجالات غسل الأموال، وتدر الملايين في جيوب الفاسدين، وهذا التمادي وصل الى مديات كبيرة؛ حيث ان هناك اشخاصا بنوا امبراطوريات من خلال تهريب الادوية، ويعملون بدون خوف او توجس من السلطة».

ولفت الى ان «هؤلاء معروفون بالأسماء لدى الجهات المسؤولة عن القطاع الصحي، فما بالك بالجهات المعنية بمكافحة الفساد او الاجهزة الامنية التي تملك ادوات متطورة وقدرة على جمع المعلومات»، مبينا ان «استمرار هؤلاء بتضخيم اموالهم، لا يعني سوى ان هناك تواطؤا من جهات متنفذة جدا في السلطة وضعت نفسها كجدار صد امام اي خطوة من شأنها ملاحقة هؤلاء، وهي مهمة ليست سهلة كونها تصطدم بمصالح المتنفذة».

مجهول المصدر!

الى ذلك، اكد الخبير الدوائي علوان حسن، في تصريح صحفي، ان «تهريب الادوية تقوده مافيات دولية واقليمية في العراق، وهي تجارة تصل كلفها السنوية من 10 - 15 مليار دينار عبر محافظة ديالى فقط، ما يدل على اننا امام تجارة سوداء ضخمة».

واشار الى ان «خطورة تهريب الادوية تأتي من كونها مجهولة المنشأ او تصنع بمواصفات رديئة او انتهت صلاحيتها»، مؤكدا ان «اغلاق مداخل ديالى امام التهريب مهمة صعبة ومعقدة، لكن الاجهزة الامنية نجحت في تفكيك بعض الشبكات الخطرة».

وتابع، ان «نشر مفارز لمتابعة شحنات الادوية المهربة هي اشبه بالمفارز الحمراء التي تعطي اشارة المنع في دخول ادوية تشكل خطرا على حياة المرضى، خاصة وان كل التقارير تشير الى ان جزءا كبيرا منها مجهول المصدر».

************************************************************************************

موصليون: الحكومات تديم خراب منازلنا.. والفساد يبتلع وعود المسؤولين

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

تعرضت أغلب المنازل الموصلية للدمار الشامل خلال فترة الحرب، فيما نزح نحو 300 ألف شخص من المدينة. وبعد مرور سبع سنوات على استعادة المدينة من الاحتلال، بدأ أهلوها يفقدون الأمل بالعودة لمنازلهم، لكثرة الوعود التي لم يروا منها شيئاَ.

شبهات فساد

يقول سعد الوزان، ناشط من محافظة الموصل، إن «المدينة لا تزال في حالة خراب، برغم مرور سبع سنوات على استعادتها من تنظيم داعش. وعلى أثر تلك الحرب تعرضت آلاف المنازل للدمار الجزئي أو الكامل، جراء الغارات الجوية والهجوم البري».

ويضيف الوزان لـ»طريق الشعب»، أنّ «اغلب مشاريع الإعمار تعرقلها ملفات الفساد، خاصة المشاريع التابعة للحكومة المحلية السابقة؛ إذ تحيط المشاريع مشاكل في التصميم وطرق التنفيذ، إضافة إلى تأخر في الإنجاز».

وتشير إلى أنّ «أهالي الموصل فقدوا الأمل بعودة المدينة لسابق عهدها بسبب كثرة الوعود المستهلكة»، مؤكدا أن الحكومة المحلية السابقة حددت مواعيد عدة بتسليم مطار الموصل، لكنها لم تفِ بتلك الوعود، خاصة بعد كشف العديد من الملاحظات بما يخص مشروع المطار».

ويؤكد الوزان، أن «أغلب سكان المناطق المتنازع عليها لم يعودوا لمناطقهم، خاصة أصحاب المناطق الواقعة بين نينوى وإقليم كردستان، بسبب مشاكل إدارية وأمنية».

«نريد منازلنا»

يقول مناف العكيلي، وهو أحد سكان الموصل، إن «اغلب سكان المحافظة يعيشون في بيوت مستأجرة بالرغم من امتلاكهم عقارات في المحافظة».

وعن سبب عدم عودتهم لمنازلهم، يجيب بأن جهات ـ لم يسمها ـ لا تسمح لهم بالعودة، بالرغم من «اننا نريد إعادة بنائها».

ويردف كلامه لـ «طريق الشعب»، قائلاً إنه «قيل لنا مرارا ان هناك شركات ستعيد بناء منازلنا. وهذا الاجراء اتخذ دون استئذان أصحاب العقارات»، مشيرا إلى ان الجهات المسؤولة «تزعم امتلاكها أموالا كافية لإعادة بناء المنازل، لكن في أحيان أخرى تتحجج بعدم وجود سيولة مالية لتنفيذ المشاريع، واليوم مضى أكثر من سبع سنوات على تلك الوعود».

وطالب العكيلي بإرجاع المنازل لأصاحبها وعدم المماطلة أكثر، محذرا من غضب سكان المدينة.

وقال: «لا نريد تأهيلها، اعيدوها لنا فحسب».

وظلت الكنائس والمساجد والأسواق والمعالم الأخرى في حالة خراب، ولم تتم إعادة إعمار سوى جامع النوري الشهير بمئذنته الحدباء وكنيسة الساعة. كما أعيد بناء المسجد والكنيسة ضمن مشروع تموله دولة الإمارات، وتنفذه منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).

دور المنظمات الدولية

يقول عبد العزيز الطائي، موظف حكومي (وهو أحد سكان قضاء البعاج في الموصل)، أن «الحكومة المركزية صرفت اموالا طائلة للحكومة المحلية في نينوى لأجل إعادة تأهيلها واعمارها، وتحسين واقع الخدمات فيها».

ويضيف خلال حديثه مع «طريق الشعب»، أنه «بعد تحرير الموصل قدمت المنظمات الدولية والمحلية بعض الخدمات البسيطة، بشأن إعادة تأهيل وإحياء حياة المدينة في ايمن الموصل. وتم إعمار عدد من جسور الموصل التي تعرضت للدمار الشامل، عن طريق المنظمات الدولية، والبعض الآخر عن طريق الحكومة. كما عملت المنظمات على إعمار المستشفيات في الاقضية والمناطق النائية».

ويزيد بالقول، أن «الميزانيات الضخمة للحكومة المحلية صرفت على تأهيل الشوارع والأرصفة».

**********************************************************************************

انتقادات تلاحق غياب الرعاية الصحية حالات الانتحار في العراق مشاكل نفسية واجتماعية

بغداد ـ طريق الشعب

تتنامى حالات الانتحار عاما بعد آخر، وتتأزم تدريجيا بفعل الظروف الاجتماعية والاقتصادية في البلد، بينما تغيب الإحصاءات الرسمية من الجهات الحكومية.

ويرجع مراقبون دوافع الانتحار الى أسباب تتعلق بالواقع الاقتصادي والاجتماعي.

وفي مطلع العام الماضي، كانت وزارة الداخلية أعلنت «لأول مرة» عن إحصائيات سنوية تخص حالات الانتحار وفقا لتقديرات، وليس وفق قاعدة بيانات موثوقة وواضحة.

وكشفت الأرقام عن تنامي حالات الانتحار في العراق، منذ 2016 وحتى 2022، حيث بلغت 343 حالة انتحار في 2016. واستمرت بالارتفاع تدريجيا وصولا الى ألف و73 حالة انتحار في 2022، بارتفاع قدره أكثر من 300 في المائة.

الضحايا يخفون العنف

ويقول المتحدث باسم وزارة الداخلية، مقداد الموسوي إنّ «العديد من حالات الانتحار التي تم رصدها، تؤشر تعرض الضحية للابتزاز»، مضيفاً أن «نسبة كبيرة من الأفراد ممن تعرضوا للابتزاز يمتنعون عن اللجوء للأجهزة الأمنية، او إخبار احد من أفراد الأسرة».

وتتصدر محافظة ذي قار قائمة أعداد الانتحار، حيث سجلت نحو 86 حالة انتحار خلال عام 2023، كانت غالبيتها بين صفوف الشباب، وحصلت بواسطة الشنق والغرق في غالبية حوادثها.

وينصح الموسوي في تصريح خصّ به «طريق الشعب»، المواطنين بالابتعاد عن إرسال الصور الشخصية لأشخاص غير معروفين، إضافة الى التحقق من معلومات الأشخاص الذين يضيفهم الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويؤكد أهمية «تفعيل خاصية المصادقة الثنائية بحسابات المواطنين جميعاً لتجنب الاختراق».

دوافع اجتماعية

تقول الباحثة الاجتماعية آلاء محمد: إن «غالبية حالات الانتحار ترتبط بالشباب وتنجم عن تأثيرات سلبية للوضع الاقتصادي والاجتماعي، ما يدفعهم نحو سلوكيات غير صحيحة مثل الانتحار وتعاطي المخدرات أو السرقة أو حتى ممارسة العنف والتحرش».

وتضيف محمد خلال حديثها مع «طريق الشعب»، أنّ عدم وجود قاعدة بيانات دقيقة عن أعداد الانتحار، يجعل النسب عرضة لتقديرات المنظمات المحلية والدولية، مشيرة إلى صعوبة تحديد ما إذا كانت الأعداد في ارتفاع أم انخفاض، نظرًا لارتباط النسب بزيادة السكان والتقديرات المستخدمة.

وتوضح محمد، أنّ «حظر الدراسة على الفتيات وارتفاع نسب زواج القاصرات، وما يترتب على ذلك من مشاكل وتداعيات، يدفع الفتيات نحو اللجوء إلى الانتحار»، مشيرة إلى التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح المتزايد على واقع الشباب بالعراق.

وتشير إلى أن «أكثر من 70 في المائة من حالات الانتحار تعود لارتفاع نسب البطالة والفقر، وغياب الاستراتيجيات الحقيقية الداعمة للفئات الشابة».

ويظهر العراق بالمراتب الأخيرة في المؤشرات العالمية لقياس نسب الانتحار.

وبحسب موقع «كنتري كاست»، فإن العراق بالمرتبة 154 عالميا بمعدل الانتحار من أصل 183 دولة، وبمعدل انتحار يبلغ 3.6 لكل 100 ألف نسمة.

الصحة النفسية

من جانبها، تقول الباحثة النفسية، إيناس هادي، إن «حالات الانتحار ترتبط بالصحة النفسية للأفراد»، مضيفة أن «العراق مرّ بأزمات وحروب خلقت جيلا يملك نزعة من العنف، ما ولد مشاكل اجتماعية عديدة، إحدى نتائجها لجوء الافراد للانتحار، كخطوة سهلة للخلاص».

وعن دوافع الانتحار التي ترصدها إيناس، تبين لـ «طريق الشعب»، أن «اغلب الافراد ممن مروا بتجارب انتحار فاشلة، تعود اسباب ذلك للتعرض الى العنف الشديد او بسبب وجود مشاكل بين ذويهم. وهناك حالات انتحار تعود لتعرض الفتيات للابتزاز او لمرورهن بتجارب فاشلة او لتعرضهن للتحرش الجنسي».

كما لفتت الى «وجود حالات انتحار ترتبط بالاستخدام المفرط للهاتف».

وأكدت، أن «الاهتمام الحكومي بجانب الرعاية الصحية وكوادرها الطبية ضعيف جدا. كما لا يزال المجتمع العراقي غير متقبل لفكرة مراجعة اخصائي نفسي، ما يتطلب حملات توعية من وزارة الصحة والنقابات والمتخصصين».

وزادت بالقول: إن «الاستراتيجية الخاصة بمكافحة ظاهرة الانتحار ـ والتي اقرت خلال النصف الثاني من العام الماضي من قبل وزارة الداخلية ـ غير واضحة تماماً، وتحتاج الى تعزيز وتطبيق حقيقي».

وذكرت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها، أن واحدا من بين كل أربعة عراقيين يعاني هشاشة نفسية، في بلد يوجد فيه ثلاثة أطباء نفسيين لكل مليون شخص، مقارنة مع 209 أطباء لكل مليون شخص في بلد كفرنسا مثلا.

وبحسب المنظمة، فإنّ إنفاق العراق على الصحة النفسية لا يتجاوز اثنين في المئة من ميزانيته للصحة، على الرغم من حقيقة أنه في مقابل كل دولار أميركي يستثمر في تعزيز علاج الاضطرابات الشائعة مثل الاكتئاب والقلق، يتحقق عائد قدره خمسة دولارات في مجال تحسين الصحة والإنتاجية.

***************************************************************************************

الصفحة الخامسة

شكاوى الناس تتصاعد ولا من يصغي! مكاتب المسؤولين تخترق هدوء المناطق السكنية

متابعة – طريق الشعب

تتصاعد شكاوى مواطنين في بغداد ومدن ومحافظات أخرى، من وجود مكاتب لمسؤولين ونوّاب وزعامات حزبية في أحيائهم السكنية. وفيما يطالبون بإخراج تلك المكاتب من مناطقهم، كونها تتسبب في إزعاجهم وإقلاقهم أمنيا، لا تستجيب الجهات المعنية لهذه المطالبات، لعدم وجود مسوّغ قانوني يبررها!

ويقدم مسؤولون كثيرون على فتح مكاتب متعددة في مناطق مختلفة، بحجة متابعة مشكلات الناس وتقديم الخدمات لهم. وتضم تلك المكاتب مسؤولين عن إدارتها وعناصر أمن تتولى حمايتها، وأعدادا أخرى تتابع عمل النائب أو المسؤول، الأمر الذي يدفع باتجاه عسكرة المناطق السكنية. ولا يكتفي بعض المسؤولين بفتح مكتبه في منطقة سكنية، إنما يعمد إلى إغلاق الزقاق الذي يقع عليه المكتب، بذريعة الداعي الأمني، وبالتالي يشل حركة السكان.

وخلال الفترة الأخيرة حصلت مشكلات ومشاجرات بين مواطنين وحرس وإدارات بعض المكاتب، بسبب تصرفات لم يتقبلها الأهالي، ومنها الضجيج وكثرة السيارات التي تضيّق على المنازل المجاورة للمكاتب، فضلا عن كثرة أعداد مراجعي تلك المكاتب، الأمر الذي يخرق هدوء المنطقة السكنية ويسلب راحة السكان، لا سيما أن هذه المكاتب تضاعفت بعد الانتخابات المحلية الأخيرة.

شكاوى كثيرة

وتتلقى الجهات الأمنية شكاوى كثيرة من مواطنين يسكنون بالقرب من تلك المكاتب، مع مطالبات بإغلاقها.

وتنقل وكالة أنباء “العربي الجديد” عن مسؤول أمني في وزارة الداخلية، قوله ان “عشرات الشكاوى ترد إلى الوزارة بشكل أسبوعي من قبل الأهالي، تطالب بإغلاق تلك المكاتب وإخراجها من المناطق السكنية”، مبينا أن “الوزارة تتعامل مع هذه الشكاوى بشكل قانوني. إذ أنها لا تستطيع أن تغلق أي مكتب من دون مسوغات قانونية”.ويشير المسؤول الذي لم تكشف وكالة الأنباء عن اسمه، إلى ان “مكاتب المسؤولين تستقبل أعدادا كبيرة من المراجعين، وأحيانا تقوم حماياتها بإغلاق الطريق عند وصول المسؤول وخروجه، الأمر الذي يثير الضجيج والإزعاج، وينتهي أحيانا إلى مشكلات ومشاجرات بين السكان وعناصر الحماية”.

ويلفت إلى أن “الأهالي يتخوفون من تعرض تلك المكاتب لهجمات تؤثر على أمن مناطقهم، وهذا من أبرز العوامل التي تدفعهم إلى تقديم الشكاوى”، مؤكدا أن “القانون لم يحدد أماكن معينة لافتتاح تلك المكاتب، وهو ما يتيح افتتاحها في أي مكان يراه المسؤول مناسبا، ومن دون قيود”!

عسكرة المناطق السكنية

من جانبه، يدعو الشيخ عبد الله العزاوي، وهو أحد وجهاء بغداد، الحكومة والبرلمان إلى تنظيم عمل تلك المكاتب، وإخراجها بعيدا عن المناطق السكنية.

ويقول في حديث صحفي أن “تلك المكاتب وما يرافقها من عناصر أمن، سلبت مدنية المناطق السكنية، وقامت بعسكرتها، خاصة مع وجود مظاهر السلاح”، مبينا ان “الكثيرين من المواطنين منزعجون من وجود هذه المكاتب، إلا أنهم يخشون الصدام معها أحيانا، لما للمسؤولين من سلطة. لذا فإن تقبّل وجود تلك المكاتب أمر فرض بالقوة على الأهالي”.

ويحمّل العزاوي الحكومة والبرلمان “مسؤولية ذلك”، مطالبا بـ”وضع ضوابط معينة تمنع المسؤولين من افتتاح مكاتبهم داخل الأحياء السكنية”.

تضييق وضجيج

إلى ذلك، يقول المواطن حسن الحياوي، وهو من أهالي حي الجهاد غربي بغداد، انه “دخلت في مشاجرة مع حرس مكتب أحد النواب، الملاصق لمنزلي،  وذلك بعد أن ضيقوا علينا بشكل كبير بعجلاتهم وأزعجونا بضجيجهم”، مشيرا في حديث صحفي إلى ان “التعامل مع هؤلاء صعب جدا، كونهم يتحدثون بلغة التسلط والقانون ويفرضون ما يريدونه بالقوة”.

ويلفت الحياوي إلى انه اضطر إلى عرض منزله للبيع، للبحث عن منزل آخر في منطقة تخلو من تلك المكاتب، بعد أن يئس من نقل المكتب إلى مكان آخر، منتقدا “موقف الحكومة الضعيف إزاء تلك المكاتب وأصحابها”.

**************************************************************************************

شكر وامتنان

باسمي وباسم كافة أبناء العائلة نتقدم ومن القلب بجزيل الشكر و الامتنان والتقدير الى كافة الأهل والأصدقاء والرفاق المعزين بوفاة العزيزة (ماريا الوكيل – أم رافد). وأخص بالذكر المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ومنظمتي الحزب في بريطانيا وبلغاريا، والأخوة ممثلي منظمات الأحزاب الوطنية العراقية في بريطانيا، وكل من شاركنا مجلس المواساة ومراسم الوداع الأخير، وقدم التعازي المعبرة عن المشاعر النبيلة والأخلاق الفاضلة، بالاتصال هاتفيا أو برسائل التعزية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كلماتكم هذه خففت عنا الكثير من الحزن والألم.                                                                                                                 

نشكركم على طيب أصلكم وصادق شعوركم، ونتمنى أن لا ترون أي مكروه.

الدكتور رضوان الوكيل والعائلة

لندن 18 / 01 / 2024

**********************************************************************************

راصد جوي: ارتفاع أكسيد الكبريت في أجواء البصرة

متابعة – طريق الشعب

كشف الراصد الجوي صادق عطية، أمس الاثنين، عن ارتفاع نسبة تلوث الهواء في أجواء البصرة، بسبب تحول اتجاه الرياح نحو المدينة، ما ينقل انبعاثات الآبار النفطية المنتشرة في المحافظة.

وقال في منشور له على “فيسبوك”، أنه “صباح اليوم تم رصد ارتفاع نسب غاز ثاني أكسيد الكبريت (SO2) في أجواء البصرة. إذ وصل تركيزه إلى حوالي 74 مليغراما في المتر المربع، بسبب تحول اتجاه الرياح السطحية إلى جنوبية شرقية”.

وحذر عطية من أن هذا الغاز “يعتبر ملوثاً للهواء، وهو عديم اللون ينتج عن حرق الوقود الأحفوري، بما في ذلك الفحم والنفط والغاز، ولا يمكننا رؤيته بالعين المجردة، ويشكل خطراً على صحة الإنسان ويؤثر سلباً على نقاوة هوائنا”.

************************************************************************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، الرفيقة الدكتورة خيرية الخالدي بوفاة والدتها.

 للفقيدة الذكر الطيب ولذويها الصبر والسلوان.

************************************************************************************

ذي قار دعوات لإطلاق 60 مليون أصبعية في الأهوار

متابعة – طريق الشعب

دعا رئيس جمعية الصيادين في هور الحمار بمحافظة ذي قار، ناجي السعيدي، وزارة الزراعة الى رفد الاهوار بـ 60 مليون اصبعية من سمك الكارب بمختلف انواعه، وذلك خلال شهر نيسان المقبل، الذي يسجل عادة زيادة في كميات المياه الواصلة إليه من نهر الفرات.

وقال في حديث صحفي، أن “أعدادا كبيرة من الصيادين عادت إلى أعمالها بعد تحسن الوضع المائي، الامر الذي يتطلب الحفاظ على ديمومة الاطلاقات المائية من قبل وزارة الموارد المائية، وإعادة الحياة للتنوع الاحيائي من خلال اطلاق كميات كبيرة من اصبعيات الأسماك ذات النوعية الجيدة”.

*****************************************************************************

السماوة مطالبات بتغطية فتحات المجاري المكشوفة

متابعة – طريق الشعب

طالب مواطنون في مدينة السماوة، مديرية المجاري بمعالجة مشكلة فتحات المجاري المكشوفة في عدد من شوارع المدينة. وقالوا في حديث صحفي، أن “ظاهرة اختفاء أغطية منهولات الصرف الصحي تفاقمت خلال الفترة الماضية، ما اضطر المواطنين إلى وضع إطارات أو صفائح حديدية لتغطية تلك الفتحات بشكل غير نظامي، تلافيا لحصول حوادث”.  ولفت المواطنون إلى ان هناك جماعات تقوم بسرقة تلك الأغطية وبيعها، داعين الجهات الأمنية إلى متابعة هذه الظاهرة، ومديرية المجاري إلى توفير أغطية للمنهولات المكشوفة، حفاظا على سلامة المواطنين وأطفالهم.

****************************************************************************************

تستطلع المنطقة بالكاميرات المسيرة عصابات سرقة الماشية تعود إلى أبو غريب!

متابعة – طريق الشعب

يشكو عدد من سكان المناطق الريفية في قضاء أبو غريب غربي بغداد، من عودة نشاط عصابات سرقة الماشية، التي تعتمد على الكاميرات المسيرة (الدرون) في استكشاف المنطقة قبل سرقتها.

وكانت هذه العصابات قد نفذت عمليات سرقة في الفترة السابقة، لكن نشاطها توقف على خلفية إلقاء القبض على عدد من أفرادها، لتعود اليوم مجددا وتثير قلق الأهالي.

وترسل العصابات طائرات الدرون للتحليق فوق المزارع وأماكن وجود الماشية، وتصويرها، ثم يقوم أفرادها بتنفيذ عمليات السرقة بعد ساعات قليلة – حسب ما يرويه عدد من الأهالي في حديث صحفي. 

أكثر المناطق التي تضرّرت من هذه السرقات، هي مناطق ناحية بوابة السلام، مثل الزيدان والرضوانية الغربية، فضلا عن مناطق أخرى ضمن ناحية النصر والسلام، لا سيما الحمدانية.

ويشك السكان في ان شخصيات متنفذة تتعاون مع هذه العصابات، لكون مناطقهم لا تتضمن سوى منفذ واحد، تقع عليه نقطة تفتيش مخصصة لدخول الماشية أو خروجها. وبذلك يرى الأهالي أنه من الصعب إخراج الماشية عبر تلك النقطة، بصورة غير نظامية.

وقبل شهر، ألقي القبض على عدد من سراق الماشية متلبسين بالجرم، وتم عرضهم أمام المحكمة قبل أن تعود السرقات مجددا، وتثير الشكوك في ان وراءها شبكة منظمة.

يقول مهند سعد، وهو من سكان منطقة الشيتي، أنه “في الأيام الماضية ازدادت عصابات سرقة الماشية وأرعبت السكان”، مبينا في حديث صحفي أن “العصابات تستخدم كاميرات مسيرة حديثة، في استطلاع المنطقة، ما يشكل تهديدا أمنيا للمواطنين وللقوات الأمنية أيضا”.

فيما يقول الشيخ محمود العبيدي، أحد مشايخ منطقة الرضوانية الغربية، أن “الناس باتوا غير آمنين على أنفسهم وعيالهم وحلالهم. في الليل نضع الأبقار خلف سياج المنزل، ثم نتفاجأ بسرقتها ولا نعلم من هي الجهة التي تسرقنا”.

ويلفت إلى انه “قبل خمسة أيام، تعرضت المنطقة المقابلة لنا إلى سرقة. وفيما تملك العصابة أسلحة، لا نمتلك نحن حتى بندقية صيد”!

إلى ذلك، يقول سلام جميل، وهو من سكان منطقة الكروشيين، أن “الأهالي بدأوا يهجرون المنطقة. ففي العام 2014 رحل الكثيرون إلى المدينة، وحاليا يتكرر الأمر”، داعيا إلى التحرك نحو هذه العصابات.  

وتنقل وكالات أنباء عن مصدر أمني قوله، أنه “بالفعل هناك تحركات لسرّاق الماشية”، مبينا أنه “قبل شهر تم القبض على أربعة سرّاق وسلموا إلى الشرطة المحلية، ثم عرضوا أمام القاضي”.

ويؤكد “نحن نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على الأمن، وبالفعل هذا الموضوع خطير ونحتاج إلى تعاون الجميع في مكافحته”، داعيا المواطنين إلى “تبليغنا عن هذه الحالات، وسنكون في المرصاد”.

************************************************************************************

قائم مقام الزبير: نحتاج خمس سنوات لإصدار البطاقة الوطنية للجميع!

متابعة – طريق الشعب

طالب قائم مقام قضاء الزبير غربي البصرة، عباس ماهر، بتمديد فترة العمل بهوية الأحوال المدنية (الجنسية)، لعدم قدرة القضاء على إصدار البطاقة الوطنية لجميع سكانه في الموعد المحدد من قبل وزارة الداخلية.

وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت أخيرا، أن يوم 1 آذار المقبل، سيكون موعدا لاعتماد البطاقة الوطنية كمستمسك رسمي وحيد.

وفي حديث صحفي، قال القائم مقام أن مدينته بحاجة إلى 5 سنوات إضافية لإنهاء عملية استبدال الجنسية بالبطاقة الوطنية، مبينا أن “هناك نقصا كبيرا في كوادر إصدار البطاقة الوطنية في الزبير، وسنعمل على تعزيز العدد بـ 10 موظفين لإدخال بيانات المراجعين”. وأشار إلى أنه “في حال توفير هؤلاء الموظفين، من المتوقع أن يتم إنجاز 400 استمارة في اليوم الواحد، ما يعادل 8 آلاف معاملة في الشهر،  وهو رقم جيد نسبياً”.

فيما لفت إلى أن “هناك 580 ألف شخص من أهالي الزبير، من أصل مليون نسمة، لم يصدروا حتى الآن بطاقاتهم الوطنية”. 

وتابع قوله أنه “مع وجود هذا العدد لن نستطيع إنجاز عملية الاستبدال في الوقت الذي حددته مديرية البطاقة الوطنية”.

من جانبه، قال المواطن مازن لطيف أنه “أراجع مكتب البطاقة الوطنية منذ أسبوعين ولم أستلم بطاقتي حتى الآن. فأنا بحاجة لها لإكمال بعض المعاملات”، مؤكدا في حديث صحفي أنه “منذ الساعة 5 فجراً أقف أمام باب المكتب، لحين فتحه في الساعة 8 صباحا، وأكون في مقدمة المراجعين”.

فيما طالب المواطن حطاب الأسدي، بتوسعة الدائرة ورفدها بكوادر أكثر وأجهزة حديثة لحل مشكلة التعطيل في إجراء المعاملات، نظراً للكثافة السكانية العالية في الزبير.

ودعا إلى أن يكون العمل بنظام المناوبة (شفتين) في الصباح والمساء.

******************************************************************************

الزعفرانية «حي الجواهري» خارج نطاق الخدمات!

متابعة – طريق الشعب

يشكو سكان حي الجواهري في منطقة الزعفرانية جنوبي بغداد، من نقص الخدمات والبنى التحتية في حيهم، مشيرين إلى أن طرق الحي غير معبدة تنتشر عليها الحفر وتتراكم النفايات، في وقت لا تجد فيه المنطقة أي اهتمام حكومي.

وقال المواطن ياسر حامد، أن “منطقتنا لا تحظى بأي خدمات، بينما المناطق الزراعية القريبة منها، تتمتع بخدمات كاملة”، مبينا في حديث صحفي أنهم يعانون صيفا وشتاء جراء تدهور الواقع الخدمي.

أما المواطن قاسم علاوي، فيقول أن “الكهرباء والخدمات جميعها سيئة جداً في حي الجواهري”، لافتا إلى أن منطقتهم تعاني الإهمال الخدمي منذ أكثر من 10 سنين. وبينما رأى المواطن فارس حميد أن “من يسكن حي الجواهري يتخيل نفسه يسكن في منطقة نائية”، أكد أن مرشحين جاءوا للمنطقة قبل الانتخابات المحلية، ووعدوا أهلها بتوفير الخدمات، ثم اختفوا بعد الانتخابات!

**********************************************************************************

نقابة صيادلة ميسان: أوقفوا الاعتداءات المتكررة على الكوادر الطبية!

متابعة – طريق الشعب

دعا نقيب الصيادلة في ميسان معتمد حنون، الحكومة المحلية والجهات الأمنية إلى وضع حد لتكرار الاعتداءات على الكوادر الطبية والصحية، في ظل عدم استقرار الوضع الأمني في المحافظة.

وقال في حديث صحفي أن “هذه الاعتداءات قد تتسبب في هجرة الأطباء والكوادر الصحية، وعلى الجهات الأمنية أن تأخذ دورها في الحفاظ على هذه الكوادر، وعلى الأملاك العامة والمؤسسات الصحية في ظل أهمية ممارسة عمل الأطباء في المستشفيات”، مشيرا إلى أن “عدم وجود سيطرة على الوضع الأمني في المحافظة، يعقد الأمر كثيرا”.

**************************************************************************************

الصفحة السادسة

أوروبا وأستراليا تحثان إسرائيل على الالتزام بحل الدولتين الفلسطينيون يواصلون استهداف الاحتلال في غزة

متابعة – طريق الشعب

أكدت المقاومة الفلسطينية، انها تواصل استهداف عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي في مواقع مختلفة من قطاع غزة، وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الجيش عمّق ووسّع من عملياته في خان يونس جنوبي القطاع.

وتنشر المقاومة الفلسطينية بشكل مستمر، مقاطع مصورة لعمليات استهداف جنود الاحتلال في مختلف مناطق قطاع غزة.

وناقش الاتحاد الاوروبي خريطة طريق للسلام في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، فيما أعربت الحكومة الأسترالية عن دعمها حل الدولتين.

الاشتباك مع الاحتلال

وفي أحدث التطورات في المعارك البرية، تستمر المقاومة الفلسطينية في اشتباكها مع الاحتلال في عدة محاور، فيما شن الطيران الإسرائيلي، صباح أمس الإثنين، سلسلة غارات على خان يونس، وجددت المدفعية الإسرائيلية قصفها المكثف للمربعات السكنية ومحيط مراكز الإيواء، وذلك مع دخول الحرب على غزة يومها الـ 108، ما أوقع عشرات الشهداء ومئات الإصابات.

فشلتم في ترجمة الانتصار

وفي وقت وصل عدد شهداء الحرب على غزة من الفلسطينيين إلى أكثر من 25 ألف، أقر جيش الاحتلال بإصابة 13 عسكرياً في الـ 24 ساعة الماضية، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن “ما يقارب 130 من القادة والضباط الإسرائيليين الذين شاركوا في القتال في غزة وجهوا رسالة للحكومة، تطالب برفض عودة النازحين إلى بيوتهم في شمال القطاع قبل عودة المحتجزين الإسرائيليين”.

وقال الضباط الإسرائيليون: “لسوء الحظ، الجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية فشلا في ترجمة الانتصارات التي تحققت بشق الأنفس على المستوى التكتيكي إلى نصر واضح وساحق على المستوى النظامي والإستراتيجي.

فيما نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن “عائلات أسرى في غزة اقتحمت اجتماع لجنة المال بالكنيست مطالبات بالإفراج عن أبنائهن المحتجزين”.

أوروبا وأستراليا: حل الدولتين

عقد الاتحاد الاوروبي اجتماعاً لمناقشة إمكانية وقف الحرب في غزة، وقبل الاجتماع الذي عقد، أمس، أرسل السلك الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي ورقة إلى الدول الأعضاء تقترح خريطة طريق للسلام في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

واعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدة الحاجة الماسة إلى هدنة إنسانية. وأعرب وزير الخارجية الفرنسي عن أمله في أن “يتم فرض عقوبات على مرتكبي أعمال العنف بالضفة الغربية، في حين قالت وزيرة خارجية بلجيكا إن الصراع في غزة لن يحل بالسلاح، ويتعين إنهاء العنف”.

إلى ذلك أعربت الحكومة الأسترالية عن دعمها حل الدولتين، وعبرت عن خيبة أمل عميقة إزاء تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي رفض فيها الدعوات لإيجاد فرصة لإقامة دولة فلسطينية.

وأكدت الحكومة الأسترالية أنه “لا يمكن أن يكون هناك أي تقليص لمساحة أراضي غزة ولا أي وجود إسرائيلي دائم هناك”.

عشر نقاط

وتضمنت النقاط العشر التي تناولها اجتماع الاتحاد الاوروبي أمس، امكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنباً جنب إسرائيل، وتساعد الجهات الدولية الفاعلة على إعداد أرضية للسلام، مع ضرورة عقد مؤتمر للسلام تسبقه تحضيرات مكثفه، مع أهمية أن يتشاور المؤتمر مع طرفي الصراع مع استمرار الخطة حتى لو قرر أحد الجانبين الانسحاب.

تظاهرات ضد الحرب

تجمع عشرات المتظاهرين المناهضين للحرب، في حيفا، السبت الماضي، احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حاملين لافتات كتب عليها “أوقفوا الإبادة الجماعية”. واشتبك المتظاهرون مع الشرطة التي حاولت مصادرة لافتاتهم.

ويقول المنظمون المناهضون للحرب إنهم واجهوا قمعاً من الشرطة التي تسعى إلى قمع الانتقادات.

وخرج عشرات الآلاف، يوم الأحد الماضي، في تظاهرات بمدن أوروبية وعربية تنديدا بتواصل العدوان الإسرائيلي.

وشارك نحو 9 آلاف بمظاهرة في بروكسل تأييدا للفلسطينيين، وتأتي المسيرة عشية اجتماعات مرتقبة بين وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ونظرائهم الإسرائيلي والفلسطيني والمصري والسعودي والأردني للبحث في الحرب.

وكانت تظاهرة أخرى خرجت، السبت الفائت، من العاصمة الفرنسية باريس في مسيرة لدعم فلسطين باتجاه العاصمة البلجيكية بروكسل للمطالبة بفرض “عقوبات ضد إسرائيل بسبب انتهاكاتها في غزة”.

وفي إسبانيا، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز دعمه لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين تظاهروا، تأييدا للفلسطينيين في مدن إسبانية عدة.

وقال سانشيز خلال مؤتمر للحزب الاشتراكي: “نحن أيضا معهم جميعا”.

ونظمت مظاهرات دعت إليها منصة “شبكة” للتنديد باحتلال فلسطين تحت شعار “فلنوقف الإبادة في فلسطين” في مدن إسبانية كبرى بينها مدريد التي شهدت أكبر تظاهرة شارك فيها، بحسب الحكومة، 25 ألف شخص.

وفي مدينة الفنيدق شمال المغرب، شاركت عشرات الحقوقيات بالمغرب في وقفة احتجاجية ونددت بعجز المجتمع الدولي عن وقف الحرب.

وشهدت تونس العاصمة بدورها وقفة شعبية أمام مقر السفارة الأميركية، لتجديد المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ودعما لصمود المقاومة الفلسطينية.

******************************************************************************************

رئيس تحرير «طريق الشعب»: ندين اعتقال الرفيق هيثم دفع الله

بغداد – طريق الشعب

دان الرفيق مفيد الجزائري رئيس تحرير جريدة “طريق الشعب” التي يصدرها الحزب الشيوعي العراقي، اعتقال الرفيق هيثم دفع الله المدير التنفيذي لجريدة “الميدان” الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني، من قبل عناصر الدعم السريع  التي اقتحمت منزله شرق الخرطوم. وأكد الجزائري تضامن الحزب الشيوعي العراقي وكوادر “طريق الشعب” مع الرفيق هيثم دفع الله وطالب بأطلاق سراحه فوراً، مؤكداً أهمية مواصلة التضامن مع الشيوعي السوادني الذي يخوض نضالاً دائباً من أجل الديمقراطية وإعادة الثورة السودانية إلى مسارها السليم.

الشيوعي اللبناني يدين

وأدان المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني اعتقال الرفيق هيثم دفع الله، في تعدٍ واضح ومفضوح من قبل ميليشيات قوات الدعم السريع.

وذكر المكتب السياسي للحزب في بيان، تلقته “طريق الشعب”، إن الصراع على السلطة والنفوذ بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أدى إلى اندلاع صراعات أهلية دامية تدفع نتيجتها كل يوم فئات واسعة من الشعب السوداني، وخاصة القوى التقدمية والوطنية.

وأكد البيان، وقوف الشيوعي اللبناني إلى جانب الشيوعي السوداني في هذه المرحلة الخطيرة التي تهدد وحدة السودان وأمنه واستقراره، كما يقف إلى جانب صحيفة الميدان ورئيس تحريرها الذي تعرّض للاعتقال على يد هذه الميليشيات.

الحركة التقدمية الكويتية

وطالبت الحركة التقدمية الكويتية، بإطلاق سراح دفع الله، واكدت تجديد تضامنها مع نضال الشعب السوداني وقواه الحية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي السوداني والقوى الثورية والوطنية التقدمية في مواجهة آلة البطش العسكرية لقطبي سلطات الانقلاب المتحاربة والمدعومة من القوى الإمبريالية والرجعية.

وكان الرفيق فتحي محمد الفضل، رئيس مجلس الادارة لجريدة الميدان، قد اصدر نداء عاجلا إلى كافة منظمات حقوق الإنسان والصحافة العالمية والتقدمية والأحزاب الشيوعية والعمالية، غداة اعتقال المدير التنفيذي للجريدة، طالب فيه بشكل عاجل كافة منظمات حقوق الإنسان والصحافة الدولية والتقدمية والأحزاب الشيوعية والعمالية، بإدانة الاعتقال التعسفي للصحفي هيثم دفع الله.

***********************************************************************************

روسيا تدين الهجوم الأوكراني  على أوست لوغا

موسكو – وكالات

أفادت مصادر مسؤولة ان 27 شخصا قتلوا في سوق مزدحمة بمدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا. وأفاد مسؤولون أن حيّ تكستيلشتشيك الذي يبعد أقل من 15 كلم من خط الجبهة، تعرّض لقصف خلف مقتل “27 مدنيا وأصيب 25 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم فتيان”. واتهم الكرملين، أمس الإثنين، أوكرانيا بضرب محطة للغاز في ميناء أوست لوغا على الجانب الروسي من بحر البلطيق الروسي، الأحد، وهو ما تسبب في اندلاع حريق كبير في محطة للغاز تابعة لشركة نوفاتك. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: “يواصل نظام كييف إظهار وجهه الوحشي بضرب بنى تحتية مدنية”.

*****************************************************************************************

الألمان والفرنسيون يتظاهرون ضد اليمين المتطرف

متابعة - طريق الشعب

عمت المدن الالمانية والفرنسية تظاهرات حاشدة ضد سياسيات اليمين المتطرف، رافضة للسياسات الشعبوية التي تمارسها الاحزاب اليمينية المتطرفة، في حين دعا اتحاد سائقي القطارات في ألمانيا للإضراب لمدة ستة أيام، خلال الاسبوع الحالي.

عشرات المدن الألمانية

خرج مئات الآلاف في مدن كبيرة وصغيرة بألمانيا، منذ الجمعة ولمدة يومين، للتظاهر ضد اليمين المتطرف، ويقول المتظاهرون إنهم يدافعون عن الجمهورية والدستور والإنسانية.

ونظم المتظاهرون في عشرات المدن الألمانية ضد حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي وعقيدته المتطرفة.

وقالت الجهات المنظمة للتظاهرة في بيان: حصلت تحركات احتجاجية في أربعين مدينة، في إشارة واضحة ضد البديل من أجل المانيا والانحرافات اليمينية في المجتمع الألماني”.

رفض قانون الهجرة في فرنسا

ونظمت أكثر من 160 مظاهرة في مختلف أنحاء فرنسا، الأحد، في تظاهرات حاشدة احتجاجًا على قانون الهجرة الجديد.

وتأتي التظاهرات للضغط على الحكومة وفي محاولة أخيرة لسحب قانون الهجرة الجديد قبل إعلان قرار المجلس الدستوري، في الخميس المقبل 25 من كانون الثاني. وطلب أصحاب الدعوة للتظاهر، من ممثلين وكتاب ونقابيين، من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عدم إصدار القانون. وبانضمامهم إلى دعوة أطلقتها في البداية 201 شخصية، يأمل هؤلاء أن يحشدوا عددا كبيرا من الناس خارج إطار الناشطين التقليديين، للضغط على الحكومة وحثها على عدم إصدار القانون، الذي تمّت الموافقة عليه، بأصوات “حزب التجمّع الوطني” اليميني المتطرف بشكل خاص. وانتقد السياسيون اليساريون الحكومة الفرنسية التي “أفسحت المجال أمام أفكار اليمين المتطرف”.

دعوة للأضراب في ألمانيا

دعا سائقو القطارات في ألمانيا إلى إضراب لستة أيام، حسبما ذكر اتحاد السائقين، في أطول تحرك من نوعه وسط خلاف متصاعد مع شركة السكك الحديد الوطنية (دويتشه بان) بشأن الأجور وساعات العمل.

ومن المقرر أن يبدأ الإضراب الأربعاء هذا الاسبوع ويستمر حتى الإثنين من الاسبوع المقبل.

وسيكون ذلك رابع إضراب لاتحاد سائقي القطارات في الأشهر القليلة الماضية بهدف الدفع بمطالبه لرفع الأجور في مواجهة التضخم، ولخفض ساعات العمل أسبوعيا من 38 إلى 35 ساعة دون المسّ بالرواتب.

***********************************************************************************

في مسعى لكسب المزيد من الناخبين الحزب الشيوعي الياباني.. قيادة جديدة وبرنامج معاصر

عادل محمد

خلال أيام 13 – 18 كانون الثاني الحالي، استضافت إحدى المدن القريبة على العاصمة اليابانية طوكيو أعمال المؤتمر التاسع والعشرين للحزب الشيوعي الياباني. وجاء انعقاد المؤتمر في وقت يتعرض فيه الحزب لضغوط كبيرة. في انتخابات 2022 العامة، انخفض عدد مقاعد الحزب إلى عشرة مقاعد، بدلا من اثني عشر معقدا في الدورة السابقة. ويعاني الحزب من تناقص عضويته، وتقدم سن الكثيرين منهم. لذلك رافق الترقب اعمال المؤتمر ونتائجه. وقبيل انعقاد المؤتمر ناقشت قيادة الحزب أفكارا بشأن تجديد قوامها. لقد استمر “شي كازو” رئيساً للحزب لأكثر من 23 عاماً ـ وهو أمر نادر الحدوث في المشهد الحزبي في البلاد، الذي يتميز بالتغيرات المستمرة في المواقع القيادية.

تم الخميس الفائت انتخاب نائبة رئيس الحزب السابقة تامورا توموكو رئيسة جديدة للحزب، وهي أول امرأة تنتخب لهذه الموقع القيادي الهام. ويعكس الانتخاب تغييرا في الأجيال، فزعيمة الحزب الجديدة تبلغ 58 عاما، ويبلغ سلفها 69 عاما. وبانتخاب امرأة وأكثر شبابا، يحاول الحزب جذب الناخبين الأصغر سنا.

وفي المؤتمر الصحفي، الذي عقد بعد نهاية أعمال المؤتمر، عبرت قيادة الحزب عن توجه نضالي. قالت تامورا إنها تريد بناء حزب أكبر. والهدف المعلن طموح جدا: في الانتخابات العامة المقبلة، يريد الحزب الشيوعي الحصول على 6.5 مليون صوت، أي مضاعفة اصواته التي حصل عليها في انتخابات عام 2021. ويريد الحزب تحقيق ذلك بواسطة توسيع النشاط العام وكسب أعضاء جدد.

مسارات قديمة

وعلى خلاف حديث المتابعين عن صعوبات وأزمة داخل الحزب، لم تعكس أجواء المؤتمر، الذي شارك في أعماله قرابة 800 مندوب، ما يشير إلى ذلك. لقد تم انتخاب لجنة مركزية جديدة وإقرار يرامج للفترة بين مؤتمرين.  وتجاهل المندوبون انتقادات الصحافة اليابانية والدوائر الأكاديمية خلال السنوات الأخيرة، والتي تضمنت ضرورة تغيير الاسم، وتجديد الحزب، وكذلك إعادة النظر في الهدف المعلن “تحقيق ثورة سلمية”، المركزية، والهرمية. الأمر الذي يعيق كسب الشبيبة او الحصول على أصواتهم في الانتخابات. يعد الحزب الشيوعي وفق الواقع الياباني حزبا صغير، إلا ان الحزب يمتلك شبكة تنظيمية تغطي جميع أنحاء البلاد. وبلعب الحزب دورا مهما كمدافع عن الديمقراطية والحريات الأساسية، ويريد الحزب اجتذاب الناخبين الشباب ليس فقط من خلال تغيير قيادته، بل وأيضاً من خلال برنامجه، الذي يغطي أربعة محاور رئيسية: قضية السلام، إعادة توزيع وتوسيع الرعاية الاجتماعية، حقوق الإنسان والتنوع، والتدابير ضد أزمة المناخ. وعبر نضاله من أجل تحقيق المساواة للأقليات والنساء وضد التغير المناخي، يريد الحزب الشيوعي ترسيخ نفسه كحزب معاصر. تتخلف اليابان كثيرًا عن الدول الصناعية الأخرى، خصوصا في ملف المساواة بين الجنسين. ويرى الحزب الشيوعي الياباني أسباب ذلك في استغلال العمالة النسائية الرخيصة والمناسبة للشركات اليابانية. بالإضافة إلى الذهنية المحافظة السائدة في المجتمع الياباني، والتي تضع الرجل في مركز الاهتمام. ويكمن التباين بين الجنسين في ساعات العمل الطويلة، والرؤية المحافظة لدور المرأة والرجل في المجتمع، ويقف ذلك وراء حرمان النساء اللاتي لديهن أطفال من دخول سوق العمل. ولذلك يريد الحزب الشيوعي تحديد ساعات العمل بثماني ساعات يوميا، كحد أعلى وزيادة الأجور من أجل خلق بيئة أكثر ملاءمة للأبوة حيث يتم تشجيع الرجال على تحمل المزيد من المسؤولية في تربية الأطفال والقيام بالأعمال المنزلية.

نحو تغيير الحكومة

وفي سبيل تحقيق أهدافه، يسعى الحزب إلى تغيير الحكومة. والوقت مناسب لذلك، لهبوط شعبية رئيس الوزراء كيشيدا فوميو من الحزب الديمقراطي الليبرالي في استطلاعات الراي. ويواجه استياء اليابانيين، لعدم المساعدة في مواجهة ارتفاع الأسعار.  وينتقد الحزب الشيوعي حالات الفساد في الحزب الديمقراطي الليبرالي، وتهديد رئيس الوزراء الصين وكوريا الشمالية وسياساته الاقتصادية الفاشلة. وشددت زعيمة الحزب الجديدة في كلمتها أمام المؤتمر على ضرورة إعادة هيكلة البلاد. وتأمل أن يستمر السخط بين السكان في النمو وأن تظهر حركة شعبية ضد الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم.  ومن المستبعد ان تكون الانتخابات العامة المقبلة قادرة على إحداث التغيير المرجو. ويعود ذلك، وفق استطلاعات الرأي، إلى عدم قدرة أكبر أحزاب المعارضة الحزب الديمقراطي الدستوري اليساري الليبرالي الاستفادة بالقدر الكافي من أزمة الحزب الحاكم. بالإضافة إلى ان التنسيق مع الحزب الشيوعي لا يسير كما كان سابق. ومع ذلك، يسعى الحزب الشيوعي إلى تضييق الخناق على الحزب الحاكم، لكي يضطر رئيس الوزراء إلى الذهاب إلى انتخابات مبكرة. وسيكون نجاح جهود الحزب الشيوعي الشرط الأساسي، لعودة الليبراليين اليساريين للتنسيق مع الشيوعيين.

***********************************************************************************

الصفحة السابعة

في مناسبة مرور مئة عام على رحيله.. لسبعة أسباب لا نترك لينين لأعدائه / بقلم: د. ميشائيل بري *

ترجمة وإعداد: رشيد غويلب

في ظل أكبر أزمة تواجهها الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، وفي عصر الحرب المطلقة ورأسمالية الكوارث، أصبح اليسار، على الأقل في أوروبا، مجرد ظل شاحب لذاته. ويعدّ حذف لينين من ذاكرة اليسار جزءا من هذا الانحدار التاريخي. فكيف يمكننا أن نتحدث عن ماركس ولوكسمبورغ وغرامشي وتشي جيفارا والليندي، دون الحديث عن لينين؟! كيف يكون تجديد اليسار ممكناً حين يُنكر جزء مهم من تراثه الثوري؟! ماذا يبقى من الاشتراكية إذا لم يكن للينين مكان في تاريخها؟!

لقد ترك اليسار جسد لينين للمنتصرين عبر التاريخ: الستالينيون ومعارضوهم الليبراليون. قام البعض بتحنيطه وجعله معبودًا لسلطتهم، بينما قام آخرون بتشويه صورته بدعوى كونه عدوًا للديمقراطية وحقوق الإنسان. ورأى اليسار الجديد نفسه في المقام الأول أنه يسار مناهض للينينية واحتفل بالانفصال عن إرثه. وبسقوط الاتحاد السوفييتي في عام 1991، وبدا أن الكلمة الأخيرة قد قيلت عن مؤسس هذه الدولة. لقد كان قادة الحزب نفسه الذي أسسه وشكله لينين هم من أصبحوا حفاري قبره.

إن عدم ترك لينين للأعداء حتى بعد مرور 100 عام على وفاته فيه فائدة هامة لليسار وهو يستعدً لساعة الخلاص التي كما كتب عنها فالتر بنيامين الفيلسوف والناقد وعالم الاجتماع الالماني في عام 1940، ستكون على جدول الأعمال «قبضة قوية وعلى ما يبدو وحشية». يتعلق الأمر بالتعلم من لينين ومن نتائج تعامله. وهذا يشمل معرفة ارتداد الوسائل والغايات، وأهمية ذلك الحد من الإنسانية الذي لا يُسمح لليساريين بتجاوزه، من أجل أنفسهم وأهدافهم. لأنه، وكما كتبت روزا لوكسمبورغ في عام 1918، في إشارة للثورة الروسية، فإن الطاقة الثورية لا تشكل في حد ذاتها «الروح الحقيقية للاشتراكية»، بل بارتباط لا ينفصم مع «الإنسانية الأكثر عطاءً».

الموضوعة الأولى: رفض لينين للحرب

بدأ صعود لينين كشخصية مغيّرة للتاريخ برفضه الحازم للحرب العالمية الأولى مع مطالبات عدد قليل آخر مثل كارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ، بتوجيه الأسلحة ضد العدو الرئيسي، الطبقة الحاكمة. لقد كان هذا الرفض راسخا. واستنتج لينين أن هذه الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بحرب أهلية ثورية. لم يكن يريد إصلاح سياسات الحاكمين، بل محاربتها. وركز هذا الرفض على جوهر طبيعة الحرب، وليس على المناسبة والسبب الملموس. واستمر في التصعيد طالما كان يأمل في إمكانية تمهيد الطريق للثورة. وكان الأمر يتعلق أيضا بتأمين مساحة للتسويات على أساس موقفه اليساري الخاص لتأكيد هذا الرفض. بالنسبة له، فإن المبدئية والمرونة لا يستبعد أحدهما الآخر، بل يعتمد كل منهما على الآخر. وأدى ذلك إلى عقد معاهدة السلام مع ألمانيا القيصرية وسياسة التعايش السلمي بعد عام 1921. وقد تم تحديد رفضه على أساس الفوائد المتحققة لصالح السياسة الثورية، التي يمكن أن تتحول فجأة إلى نعم محدودة للإصلاح والتنازلات إذا بدا أن هذا يخدم السلطة الاشتراكية.

الموضوعة الثانية: ديالكتيك لينين

تعاملت الأممية الثانية مع الديالكتيك مثل كلب ميت. فقد استسلمت لإيديولوجية التقدم التدريجي وأصبحت غير قادرة على التفكير في القطيعة مع السائد. وبالاعتماد على «القوانين العامة» التي اختزلوا الماركسية فيها، وأغلقوا عقولهم أمام إدراك أهمية الأحداث المنفردة في إمكانية الخروج من سجن التواطؤ العام مع الرأسمالية والإمبريالية.

لقد وجد لينين في رسائل ماركس – انجلس التي صدرت قبل الحرب العالمية الأولى، مصدرا لنهج شيوعي ثوري. ووظف لينين الشعور بحالة العجز شبه التام خلال الأشهر الأولى من منفاه السويسري لدراسة هذا الجدل في مصدره - في عمل هيجل الأكثر تجريدًا، «علم المنطق». وبدلا من التطور التدريجي، ظهرت له أولوية «القفزات»، والتي قلبت كل شيء بشكل غير متوقع رأسًا على عقب. لقد أعاد لينين اكتشاف هيغل كمفكر ثوري لليسار. بالنسبة لسياسة يسارية مقنعة، لا يكفي أن تكون مصيبا في «العموم»، بل من المهم أيضا الالتزام بحزم بالقضايا المنفردة التي تؤثر على الجماهير في لحظة معينة لتوظيفها في سياق سياسة اليسار. ومن يفشل هنا، يفشل أيضا «بما هو عام» ويصبح بلا أهمية.

يعاني اليسار من مرض عدم التعامل مع التناقضات الحقيقية للطبقة العاملة الحقيقية في الظروف الحقيقية للنظام العالمي الإمبريالي والمنافسة الرأسمالية. وهذا التعامل يتطلب أيضا مواجهة «المواقف المسبقة « القومية والأثنية والأبوية، التي تنشأ في مثل هذه الظروف من أجل اكتساب، المزيد من القوة للسياسة اليسارية حتى من هذه «القذارة». وعندما يتحقق النجاح في ذلك، يمكن في العصر الامبريالي الابحار ضد العاصفة.

الموضوعة الثالثة: تحليل لينين للمرحلة

النقص أو عدم الدقة في التحليل المعاصر، هو العنوان الرئيسي الذي يتم استخدامه دوما لتفسير ضعف اليسار. بالتأكيد ليس هناك نقص في مثل هذه التحليلات. وما ينقصنا الآن هو التحليل المعاصر المبني على أسئلة استراتيجية تؤدي إلى استنتاجات واضحة تخدم استراتيجية اليسار. وفي كثير من الأحيان، يرتبط نقاء انتقاد الرأسمالية بعدم التعامل مع التأثيرات «غير النقية» التي تُخلفها هذه الظروف على الطبقات العاملة. لذلك تظل التحليلات حاليا عقيمة.

في السنوات القليلة بين نهاية عام 1914 وعام 1916، لم يكتف لينين بنشر كتاب «الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية» (العنوان الاصلي «الامبريالية أحدث مراحل الامبريالية» – المترجم)، بل بحث مرة أخرى في المسألة الزراعية لأنه رأى أن مصير الثورة يتحدد من خلال سلوك الفلاحين في الثورة المقبلة. ولم يسأل أولا عن الحدود الطبقية لهذه القوى، بل، وبعيدا عن الانغلاق، بحث في قدرة هذه القوى على تغيير المجتمع.

ما هي الاتجاهات المحددة للحاضر؟ ما هي السيناريوهات الواقعية، وأين يمكن توقع حدوث الثلم في النظام المهمين؟ ما هي الإمكانيات المتاحة، من مواقع الضعف، لتشكيل تحالفات قوية، من أجل التدخل الحاسم في المواقف المفتوحة، وما العمل بعد ذلك؟ طرح لينين على نفسه هذه الأسئلة بعد عام 1914، وبالتالي كان مستعدًا أكثر من أي يساري آخر للحظة الثورية في سنوات 1917- 1919. وهذه هي الأسئلة التي يطرحها اليسار اليوم أيضا.

الموضوعة الرابعة: رؤية لينين وبرنامجه الفوري

في خضم رعب الحرب العالمية الأولى والتغيرات السياسية السريعة في روسيا بعد ثورة شباط، وتعرضه للاضطهاد وتهمة العمالة مدفوعة الثمن لألمانيا، انخرط لينين بشكل مباشر في الإعداد لاستيلاء البلاشفة على السلطة السياسية، وكتب من ملجأه السري في فنلندا عمله «الدولة والثورة». وجمع فيه وبشكل مفاجئ، بين   فكرة الإدارة الذاتية المباشرة للمجتمع من قبل العمال المسلحين من الأسفل، والإدارة الاقتصادية من قبل العمال في المصانع وفكرة أعلى مركزية للسلطة في أيدي الطبقة العاملة من ناحية أخرى. وبدا الكتاب وكأنه عمل مشترك لماركس وباكونين (أبرز ممثلي التيار الفوضوي-المترجم)، أي ان لينين مارس الجمع بين منهجين متباينين.

وفي نفس الوقت الذي كان لينين منغمرا في تأليف كتابه «الدولة والثورة»، طور، وهو يوظف المناقشات حول اقتصاد الحرب والمعرفة المكتسبة في التخطيط والسيطرة على الاقتصاد من خلال الاحتكار المتحالف مع الدولة برنامجا لتحقيق الاستقرار في روسيا بمعنى رأسمالية الدولة بقيادة حكومة ثورية. كان هذا هو البرنامج الذي عاد إليه في عام 1918 والذي عاد إليه مرة أخرى عند الانتقال إلى السياسة الاقتصادية الجديدة (النيب) في نهاية عام 1920.

كانت رؤى لينين متناقضة بشدة، ولم يكن برنامجه المباشر مرتبطا عضويا بهذه الرؤى. وقد فتح هذا الطريق لتركيز دكتاتورية قاسية، وكذلك على الديمقراطية الأكثر جذرية، والإلغاء الفوري للأسواق والقانون بالإضافة إلى تعزيزهما. وبالتالي يمكن تبرير شيوعية الحرب ورأسمالية الدولة باعتبارها سياسات اشتراكية. وكان كل شيء يعتمد على توازن القوى والقرارات السياسية فقط. وكان ذلك تعسفياً للغاية بالنسبة لسياسة يسارية بعيدة المدى.

الموضوعة الخامسة: حزب لينين

على أبعد تقدير، عندما أسس مجلة «إيسكرا» (الشرارة) في عام 1900، كان تركيز لينين على مسألة إنشاء حزب من الثوريين المحترفين الذين سيكونون قادرين على الجمع بين النضال من أجل المصالح الاقتصادية للعمال وا لنضال السياسي. للإطاحة بالقيصرية. وفي كتابه «ما العمل؟» الصادر عام 1902، كتب بوضوح شديد: «أعطونا منظمة من الثوريين، وسوف نقلب روسيا رأساً على عقب!» وقد نشأ هذا التركيز مباشرة من العجز، والخبرة السيئة، من محاولات تدريب وتعليم العمال دون أن يتمكنوا من إلغاء التجزئة والانفصال عن النضال الاقتصادي والسياسي. لقد أراد لينين التخلص من هذه «الحرفة اليدوية»، كما أسماها ساخرا، وطوّر مفهوم «حزب من طراز جديد».

ما هي أشكال التنظيم التي يمكن استخدامها اليوم لشن نضالات ناجحة تجمع بين القضايا البيئية والاجتماعية في تحول جذري، وتجمع بين المطالب الاقتصادية وإعادة الهيكلة الاقتصادية طويلة الأمد، وتنفيذ سياسات سلام هجومية مع الحفاظ على أمننا، وتقديم مساهمة مقنعة لتنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية العالمية المستدامة؟  من الواضح انه بدون مثل هذه الأشكال من التنظيم، لن تتفكك رأسمالية الكوارث، بل ستغرق في همجية مفتوحة.

الموضوعة السادسة:  نضال لينين للوصول إلى السلطة

في ظل الوضع الحالي، يتعين على اليسار أن يدرك بشكل مؤلم ما يعنيه العجز. إنه يؤدي إلى التشرذم والتفكك والعجز العميق في مواجهة الأخطار المتزايدة، والانحدار المحتمل إلى الهمجية المفتوحة. السلطة هي إغواء. لكن بدون السلطة، كل شيء ليس سوى نية فارغة. في عام 1920، أعادت كلارا زيتكن إنتاج ملاحظة لروزا لوكسمبورغ حول لينين في عام 1907: «ألقي نظرة فاحصة عليه! هذا هو لينين. هذه الجمجمة العنيدة الصلبة! جمجمة فلاح روسي حقيقي مع بعض الخطوط الآسيوية القليلة ً. تنوي هذه الجمجمة هدم الجدران. ربما بسبب ذلك يتحطم، لكنه لن يستسلم أبدًا».

قاد لينين اليسار الاشتراكي إلى سلطة غير مسبوقة. ومن أجل الوصول اليها وضمانها، كان بإمكانه أن يكون قاسيًا ويُخضع كل شيء لهذه المهمة الوحيدة. لكنه بعد فوات الأوان وبلا جدوى، حاول، وهو يصارع مرضه المميت، منع إساءة استخدام ستالين لهذه السلطة وإنشاء قوات مضادة. وتشهد كلماته الأخيرة، اي وصيته، على فشله في مواجهة قوى الحكم غير المنضبط التي أطلقها هو نفسه، في نضاله من أجل وصول الحزب البلشفي إلى السلطة.

الموضوعة السابعة: فشل لينين هو فشلنا

لقد أصبحت أزمة الحضارة الرأسمالية الليبرالية عضوية وعامة. ولهذا السبب بالتحديد، ومن أجل إنهاء هذه الحالة الدائمة من الكارثة، حان الوقت للنظر إلى الوراء، وكما يقول فالتر بنيامين، «لإعداد وجبة للماضي» من أجل التوجه إلى المستقبل. ولا يمكن فصل تأثير لينين الهائل عن عدم النجاح في بناء نظام سياسي لا ينكر الحرية الفردية، ويتيح التعلم، ولا يضحي بها من أجل مجرد صراع على السلطة.

لقد حاول لينين مواجهة أسباب عدم النجاح في السنوات الأخيرة من حياته. كانت كتاباته منذ عام 1922 وأوائل عام 1923، قبل ان تخونه القدرة على الكلام، عبارة عن عمليات بحث جديدة ومفتوحة. في عهد ستالين، تعرضت للتضييق والخنق، قبل أن تبدأ من جديد في عهد خروتشوف ولاحقًا غورباتشوف. اما في جمهورية الصين الشعبية، فلم تتوقف المحاولات خلال الحرب الأهلية، ولكن أيضا في الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن العشرين. ولم تنقطع منذ عام 1978. لقد أصبح من الواضح أن دولة الحزب التي وضع لينين أسسها وحدد ملامحها العامة، أصبحت غير قادرة ان تجدد نفسها.

من يستطيعون التعلم من التاريخ، هم وحدهم الذين يدعون الرفيقات والرفاق الذين سبقونا في البحث عن إنسانية متحررة، للحديث معهم عن محاولاتهم العظيمة، وعن فشلهم أيضا. وينتمي لينين إلى طاولة الحوار هذه أيضا. إذا لم نتمكن من نكون منصفين معه، فلن يكون لنا مستقبل.

********************

* البروفيسور ميشائيل بري، المولود عام 1954، درس الفلسفة وعمل في مؤسسات علمية مختلفة. أحد مفكري حزب اليسار الألماني، ورئيس المجلس الاستشاري العلمي للمؤسسة، في مؤسسة روزا لوكسمبورغ. له العديد من الكتب والبحوث والمقالات الفكرية، ومشارك نشط في المؤتمرات والسمنارات الفكرية في المانيا والعالم. وفي السنوات الأخيرة أصدر سلسلة من الكتيبات بعنوان: اكتشفوا لينين مجددا، اكتشفوا روزا لوكسمبورغ مجددا، واكتشفوا الاشتراكية مجددا. واكتشفوا اشتراكية الصين مجددا. والترجمة هنا هي لنص مساهمته المختصر المنشور في جريدة نويز دويجلاند في 19 كانون الثاني 2024، في حين نشر النص الكامل للمساهمة على موقع مؤسسة روزا لوكسمبورغ.

********************************************************************************************

الصفحة التاسعة

ميدفيديف إلى ربع نهائي أستراليا.. وخروج أزارينكا وسفيتولينا

ملبورن ـ وكالات

تأهَّل الروسي دانيل ميدفيديف، إلى ربع نهائي بطولة أستراليا المفتوحة، بعد التغلب على البرتغالي نونو بورجيس، أمس الإثنين. وحسم الروسي المصنف الثالث على البطولة، المباراة بـ 3 مجموعات مقابل مجموعة واحدة بواقع (6-3)، (7-6)، (5-7)، (6-1). وبحسب أرقام «أوبتا»، يملك ميدفيديف نسبة انتصارات تصل إلى 80.6 بالمائة على الملاعب الصلبة ببطولات الجراند سلام (54 انتصارًا، 13 هزيمة)، وهو واحد من 10 لاعبين في العصر الحديث يملكون نسبة انتصارات تتخطى 80 بالمائة على تلك الأرضية بعد خوض 30 مباراة على الأقل. ويواجه ميدفيديف في ربع النهائي البولندي هوبرت هوركاتش، المصنف التاسع على البطولة، الذي أنهى مغامرة الفرنسي آرثر كازو المشارك ببطاقة دعوة، بالتفوق عليه بنتيجة (7-6)، (7-6)، (6-4).

******************************************************************************************

بطموح العلامة الكاملة العراق يواصل الاستعداد لمواجهة فيتنام

متابعة ـ طريق الشعب

واصل منتخبنا الوطنيّ تدريباته، امس الاثنين، تحضيراً لمُواجهةِ منتخب فيتنام، غدا الأربعاء، في الساعة الثانية والنصف ظهراً في ستاد جاسم بن حمد الخاصّ بنادي السد.

وذكر بيان لاتحاد الكرة أن «التدريبات التي احتضنتها مراكزُ التدريب في نادي الغرافة ، شارك فيها جميعُ اللاعبين الذين بدوا في جاهزيةٍ تامةٍ للمشاركة في مباراة فيتنام المُقبلة ضمن إطار مبارياتِ الجولة الثالثة لفرق المجموعة الرابعة لمنافسات كأس آسيا 2023 والتي سوف يتحدد من خلالها ولجميع المجموعات مواجهات الدور ثمن النهائي».

وأضاف» من المؤمل أن يخوضَ منتخبنا في الـ29 من الشهر الحالي مباراةَ دور الـ16 في ستاد خليفة الدوليّ مع أحد المنتخبات الحائزة على المركز الثالث في (المجموعة الثانية أو الخامسة أو السادسة).

وعلى صعيدٍ متصلٍ، يعقد  اليوم الثلاثاء في الساعة 11:00 صباحاً المؤتمرُ الصحفيّ الخاص بمدربِ المنتخب الوطنيّ خيسوس كاساس في المركز الصحفيّ (مشيرب) إلى جانبِ لاعب المنتخب الوطنيّ بشار رسن».

**************************************************************************************

راسل وجيمس يقودان ليكرز للفوز على بليزرز بدوري السلة الأمريكي

لوس انجليس ـ وكالات

سجل دي أنغيلو راسل 34 نقطة، وأضاف ليبرون جيمس 28 نقطة ليقودا فريق لوس أنجليس ليكرز للفوز على بورتلاند ترايل بليزرز (134-100) في المباراة التي جمعتهما مساء الأحد، ضمن منافسات دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين.

وأضاف أوستين ريافيس 15 نقطة، وأنتوني دافيز 14 نقطة و14 متابعة لفريق ليكرز الذي حقق انتصاره الـ 22 هذا الموسم، مقابل الخسارة في نفس العدد من المباريات.

في المقابل سجل، مالكولم بروغدون 23 نقطة ومرر 9 تمريرات حاسمة، وأضاف أنفيرني سيمونز 10 نقاط، وغيرامي جرانت 17 نقطة لفريق بليزرز، الذي تلقى خسارته الأولى بعد انتصارين متتالين.

وفي بقية المباريات، فاز دنفر ناغيتس على واشنطن ويزاردز (113-104)، وأورلاندو ماجيك على ميامي هيت (105-87).

كما تغلب فريق بوسطن سلتيكس على هيوستن روكتس (116-107)، وفينيكس صنز على إنديانا بيسرز (117- 110).

****************************************************************************************

الزوراء يعسكر في البصرة ويلاقي الميناء والنفط ودياً

متابعة ـ طريق الشعب

أعلنت إدارة نادي الزوراء الرياضي، أمس الاثنين، عن إقامة معسكر تدريبي لفريقها الكروي في البصرة يبدأ نهاية الشهر الجاري استعدادا للمباريات القادمة من دوري نجوم العراق. وقال عضو الإدارة ومشرف الفريق عبد الكريم عبد الرزاق، إن «الفريق سيقيم معسكراً تدريبياً في محافظة البصرة يبدأ يوم 31 من الشهر الجاري ويستمر لمدة أسبوع استعداداً لملاقاة فريق الشرطة في الجولة 13 التي تنطلق بعد انتهاء مهمة منتخبنا الوطني في بطولة آسيا».

وأضاف «الإدارة اتفقت مع إدارتي الميناء ونفط البصرة لخوض مباراتين وديتين خلال معسكر الفريق في البصرة»، مبيناً أن «الزوراء سيواجه في الودية الأولى فريق الميناء يوم 2 من شباط المقبل ويلاقي في الودية الثانية يوم 6 من شباط فريق نادي نفط البصرة».

يذكر أن نادي الزوراء يحتل المركز الثالث بترتيب فرق دوري نجوم العراق بعد انتهاء الجولة 12 برصيد 23 نقطة.

*************************************************************************************

فرحان شكور ينتقل إلى صفوف غاز الشمال

متابعة ـ طريق الشعب

أعلنت الهيئة الإدارية لنادي غاز الشمال الرياضي أمس الاثنين تعاقدها مع اللاعب فرحان شكور لتمثيل فريق النادي بكرة القدم في الدوري الممتاز.

وقال رئيس نادي غاز الشمال وريا جلال إن» الهيئة الإدارية لنادينا تعاقدت مع اللاعب الدولي السابق فرحان شكور لتمثيل فريق الكرة في الدوري الممتاز للموسم الحالي قادماً من نادي الكرخ».

وأضاف جلال أن « التعاقد مع شكور إضافة مهمة لتعزيز خط الهجوم لغاز الشمال خلال منافسات الدوري للخبرة الكبيرة والمهارة التي يتميز بها اللاعب فضلاً عن تمثيله للمنتخبات الوطنية وهي عوامل إيجابية سعت إدارة غاز الشمال في تحقيقها خلال فترة تعاقدها مع اللاعبين»، مشيراً إلى أن» اللاعب فرحان مثل المنتخبات الوطنية العراقية والعديد من الأندية العربية منها الفيصلي الأردني وبعض الأندية العراقية في الدوري العراقي الممتاز».

**************************************************************************************

نسور قاسيون يطمحون للعبور الى الدور المقبل من بوابة الهند

متابعة ـ طريق الشعب

يتمسك المنتخب السوري بفرصته في التأهل لثمن نهائي بطولة كأس آسيا، لكنه سيكون مطالبا بالفوز على الهند، عندما يلتقيان اليوم الثلاثاء، في ختام دور المجموعات.

وينتظر منتخب نسور قاسيون، هدية أستراليا أمام أوزبكستان، في المباراة التي ستقام بنفس التوقيت.

ويتواجد المنتخب الأسترالي على قمة المجموعة برصيد 6 نقاط، وضمن التأهل لدور الـ 16، فيما يحتل منتخب أوزبكستان المركز الثاني برصيد 4 نقاط.

ويتواجد المنتخب السوري في المركز الثالث برصيد نقطة واحدة، فيما يقبع المنتخب الهندي في قاع الترتيب بلا نقاط.

ولدى سوريا، فرصتين لعبور دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخه، الأولى هي الفوز على المنتخب الهندي بثلاثية نظيفة مع خسارة أوزبكستان أمام أستراليا بهدفين نظيفين، ليتأهل في المركز الثاني متفوقا بفارق الأهداف على أوزبكستان، خاصة وأن المواجهة التي جمعت بين المنتخب السوري ونظيره الأوزبكي انتهت بالتعادل السلبي.

وتتمثل الفرصة الثانية للمنتخب السوري لعبور دور المجموعات، هي فوزه على المنتخب الهندي بأكبر عدد ممكن من الأهداف، مع تعادل أوزبكستان أو فوزه، وانتظار نهاية دور المجموعات لمعرفة ما إذا كان سيتواجد ضمن أفضل 4 منتخبات احتلت المركز الثالث أم لا.

ولن تكون مهمة المنتخب السوري في الفوز بالمباراة سهلة، لا سيما وأن المنتخب الهندي لا زالت أمامه فرصة ضئيلة للتأهل كأحد أفضل 4 منتخبات احتلت المركز الثالث، بشرط الفوز على المنتخب السوري وأن تسير نتائج مباريات المجموعات الأخرى في مصلحته.

وسيحاول المنتخب الهندي بكل قوته لتحقيق الفوز في هذه المباراة، من أجل ترك انطباع جيد لدى الجماهير، في حال فشله في التأهل والخروج من البطولة.

في الوقت نفسه، سيكون لدى المنتخب الأوزبكي، مهمة صعبة لضمان التأهل المباشر لدور الـ 16، دون الدخول في حسابات معقدة، عندما يواجه المنتخب الأسترالي، الذي ضمن التأهل للدور التالي.

وكفي المنتخب الأوزبكي، التعادل أو الفوز بأي نتيجة ليتأهل لدور الـ 16 مباشرة، ولكنه يسعى بكل قوته للفوز بالمباراة من أجل تصدر المجموعة ومواجهة منافس أسهل نسبيا في ثمن النهائي.

في المقابل، يدخل المنتخب الأسترالي، المباراة بحثا عن تحقيق العلامة الكاملة للحفاظ على صدارة المجموعة، والتأكيد على أنه سينافس على التتويج بلقب البطولة.

*****************************************************************************************

وقفة رياضية.. هل تنجح القيادة الأولمبية الجديدة في عملها؟

منعم جابر

يبقى العمل الرياضي في المؤسسات الرياضية مرهوناً بحجم الإنجاز والرغبة والاستعداد والتحضير الناجح ونوعية العمل والتخطيط للعاملين المجتهدين والقادرين، وحسن القيادة والرغبة في الإصلاح والتغيير،                     وليس من الضروري أن يكون القائد بطلاً أولمبياً او لاعباً نجماً في المنتخبات العراقية المختلفة. وقد أثبت البعض القدرة على القيادة للمؤسسات الرياضية ولم يكونوا أبطالاً ونجوماً في ألعاب محددة. بل أننا وجدنا البعض من هؤلاء القيادات الرياضية لديهم الرغبة والاستعداد للعمل الجاد والمخلص وتقديم الخبرات الإدارية الناجحة والتوجه لخدمة الرياضة وقيادة مؤسساتها بأمانة وإخلاص، وهذا الفعل برز أيام زمان حيث قدم بعض العاملين في المؤسسات الرياضية صورا لامعة وأفعالاً زاهية وأمانة غالية وتحولوا بفعل أدائهم وادوارهم القيادية إلى قادة من الطراز الأول حتى تمكنوا ان يقودوا أنديتهم واتحاداتهم الرياضية، وأن يقدموا صورة زاهية في العمل الرياضي مما اصبحوا مضرباً للأمثال والقدرات القيادية، إلا أن الحال تغير هذه الأيام حيث سيطر البعض من قادة المؤسسات الرياضية وتحولوا إلى نماذج ضعيفة وبائسة وفاشلة وتحولت أنديتهم واتحاداتهم إلى مهزلة وضاعت الرياضة وهزلت نتائجها وفقدت بريقها. واليوم وجدنا أن قيادة الرياضة العراقية غير قادرة على تقديم المستوى المرضي ولا النتائج الجيدة وتفشى فيها الفساد المالي والتلاعب بمقدراتها دون حسيب او رقيب، وزحف إلى المفاصل الرياضية الكثير من الطارئين والانتهازيين وقناصي الفرص، وهذا الحال تطلب معالجة سريعة ودقيقة للعمل على استئصال (الأورام) والقيح المنتشر في جسم الرياضة والألعاب. وقد كانت مبادرة شجاعة من البعض لإعادة الثقة وتصحيح المسار لأعلى جهة قيادية في الرياضة العراقية. وهنا نقول للكابتن رعد حمودي لقد عملت في قيادة الأولمبية لمدة أربعة عشر عاماً وكان فيها الغث والسمين أما آن لكم ان تترجل؟ وتفسح المجال لغيرك. أنا اعتقد انكم قدمتم جهداً مقبولاً فعليكم ان تغادروا الميدان لان المطلوب هو القبول بحساب تقييم للفترات السابقات وأنتم قدمتم جهدكم فافسحوا المجال لغيركم وهذا ما حصول. ما هو المطلوب من القيادة الجديدة في المرحلة القادمة والجديدة؟

اهلاً ومرحباً بالقيادة الجديدة، المطلوب منها الجدية في العمل وإبعاد العناصر الكسولة والخاملة والمشبوهة والمتلاعبة بالمال العام والباحثة عن السفر والمكاسب وان تبحثوا عن الشباب والنشطاء والقادرين على تقديم الاحسن والأفضل لاتحاداتها وانديتها الرياضية وان تضع برنامجاً جاداً وجدياً يبحث عن الإنجاز الأولمبي بالتعاون مع الحكومة وإعداد برامج لإعداد البطل الأولمبي بجدية واعتبار ذلك مهمة وطنية طال انتظارها حيث لم تقدم الرياضة الإنجاز المطوب منذ أول مشاركة أولمبية للعراق في أولمبياد لندن عام 1948 حيث لم نحصل إلا على وسام أولمبي نحاسي للرباع البصري الراحل عبدالواحد عزيز في دورة روما الأولمبية عام 1960، وبقيت (خزينتنا) خاوية من أي ميدالية أولمبية تذكر منذ أكثر من ستين  عاماً. واليوم رست سفينة الرياضة عند الدكتور عقيل مفتن وهو رجل أعمال ورئيس اتحاد رياضي مركزي. أملنا ان يخدم رياضة الوطن ويعتمد على الخبرات الرياضية من الأكاديميين ويؤسس لرياضة تخدم الوطن وتقدم صورة زاهية عنها ويبعد عنها الطارئين والكسالى والفاسدين والانتهازيين. أملنا أن تقدم رياضتنا المستوى المطلوب وان تسعى لتحقيق حلم الشباب العراقي بتقديم ميدالية أولمبية تسعد شقيقتها اليتيمة، أملنا كبير ان تقدم رياضتنا إنجازات جديدة ومكاسب رياضية متطورة تجعل رياضتنا تفتخر بها.. ولنا عودة.

***********************************************************************************************

الصفحة العاشرة

اللهجة الشعبية في حوارات فؤاد التكرلي السردية

ريسان الخزعلي

(1)

ما بين اللهجة واللغة وشائج ارتباط متنوعة، وبالوقت الذي تكون اللهجة مشتقة وبتحريفٍ ما من اللغة على الأعم، فإنَّ اللغة هي الأخرى تشترك مع اللهجة في الكثير من المفردات.

اللهجة، وكل لهجة لابدَّ أن يكون لها ارتباط بلغةٍ ما، إن لم تكن قد كانت لغةً في زمنٍ ما، ومَن يُحصي المفردات الشعبية العراقية المتداولة على سبيل المثال، سيجد جذورها السومرية والبابلية والآشورية والأكدية والآرامية.

(2)

مفردات اللهجة وبفعل التراكم الزمني لها تسللت إلى اللغة، وأصبحت مقبولة الاستخدام أدبياً، كما انَّ مفردات اللغة بعد تداخل الريف مع المدينة وبالعكس، واشتباكات الحياة اليومية وما حصل من تداخل اختلاط متنوع الطبقات في : الشارع،العمل، السوق، المدرسة، المقهى..الخ، تكون هذه المفردات قد وجدت مستقرها في الشفاهية والتداول اليومي، وهنا لابدَّ من الإشارة، بأن لكلٍّ من اللغة واللهجة استخداماتهما الخاصة والعامة.

(3)

اللهجة الشعبية العراقية، تمتلك طاقة تعبيرية كامنة خاصة بها، قد لا تستطيع اللغة أن تكون بديلاً عنها، حتى وإن كانت قادمة ومتشكلة من ظلالها، كما في الشعر الشعبي العراقي الحديث والاغنية الشعبية السبعينية. وبفعل هذه الطاقة التعبيرية الخاصة، تمَّ استخدام اللهجة الشعبية العراقية في الحوارات السردية (القصصية والروائية) بصورة قصدية واضحة، كما في قصص وروايات المبدع الكبير/ فؤاد التكرلي/ كمثال للاستشهاد وليس للحصر والتحديد، حيث أنَّ قصصاً وروايات لمبدعين آخرين قد استخدمت الحوار الشعبي، إلّا أنَّ التكرلي كان الأكثرتأصيلاً له.

في قصة بعنوان ( الغراب) للتكرلي يعود تاريخها الى عام 1962 منشورة في مجلة الاديب العراقي العدد الثالث، كان الحوار وعلى طول مساحة القصة مكتوباً باللهجة الشعبية، وقد جاء لضرورات فنية أملتها طبيعة القصة ومناخها وحدثها وزمانها ومكانها..، لذلك كان الاستخدام تشكيلاً إبداعياً منحَ القصة حيوية متدفقة، مرتبطة بالحياة الواقعية اليومية.

كان الحوار بين أُم وابنتها، وهذا استهلاله:

عيني نجوبه شويّه على كيفج.

ياالله، شويّه على كيفج عيوني انت ِ

لو باقيه عندي هالليله يا يوم، شيصير،

 دشّوفيني ابها الحال..،شواكَع بيدي

ياعيني يانجوبه. اللهم يا ارحم الراحمين، هذا اخوج واكَع

فد نوبه وينرادله امداراه ليل نهار، والّا آني اجوز منّج ياعيني..،

ديري بالچ يايوم،

هاي الدرْجَه شويّه عاليه، هوّه شلون بيت مصخّم،

تاليها حظّي خلّاني اكَعد نِزل ابكَبه.

ميخالف عيني نجوبه،

چم يوم وتنكَضي. ميخالف. ياربي عليك.

القاص/ الروائي الكبير فؤاد التكرلي، كان بارعاً في استخدام اللهجة الشعبية العراقية، البغدادية تحديداً، في قصصه ورواياته، وقد منحها موقع التوازي مع اللغة في الحوار، بدراية العارف، عارف اللغة واللهجة، وكلما كان ذلك ضرورة فنية تتطلبها اشتراطات وعيه وتماساته مع الحياة اليومية...

*********************************************************************************************

الشيوعيه مدرسة

عبد الله شرهان مهدي

تبقه مدرسة الحزب معروفه

والفكر من الرفاق احروفه

تنزف ادروس الكرامه بهلحياة

وفلسفة حب الوطن موصوفه

من فهد تأخذ مداها بكل زمان

عفه وأخلاق الرفاق اتشوفه

قمة الحزب الشيوعي ابهلبلاد

شيدت صرح الوطن بجفوفه

والعداله اول درسهم بالحقوق

جفهم ابيض والنزاهه اطوفه

والجريده ابأسم وادي الرافدين

والحزب رافعها فوك ارفوفه

نكرة السلمان فندق للرفاق

والمشانق للبطل موصوفه

****************************************************************************************

رسالة الى فاسد

خضير الجبوري

الفگر غربه بالوطن مگيوله

تريد اصدگ بيك مو معقوله

اشّفت وياك آنه من هذا العمر

بعوز خلصته يفاسد والقهر

مايطب جيبي فلس راس الشهر

وانت بالجكساره تلعب جوله

انت ما تشبع تظل دومك اتبوگ

ولك مو هذا الشعب هم اله احگوگ

حتى ملينه الطماطه بالريوگ

النوب صعدت گمنه ناكل توله

للرعايه اتقدمينه وي البشر

آنه واولادي الجناسي والصور

انتظرنه هواي صار اشجم شهر

تطلع الاسماء ما مشموله

بالشهاده ابني يگلي وين اروح

ادرس وتعبان متحمل اجروح

ادري بهلال الوظيفه ما يلوح

وفكرة الهجره اصبحتلي سوله

صاعد الدولار واصل للسماء

والمريض ايطيح ما يلگه دواء

ذوله بالحبوبي مصاصة دماء

بين وصفه وابره والكانوله

فلوس ماعندي اروحن للطبيب

وانت يا مسؤل تسبح بالحليب

آنه عايش بالوطن لكن غريب

الله منكم ينتقم محلوله

لا صناعه لا زراعه لا عمل

والتجاره النوب بائت بالفشل

ماي ماكو ونغسل الكم يا سمل

گوه نسحب ماي من اللوله

اعترف انتم نجحتو بالفساد

والحشيشه انتشرت بكل البلاد

كافي ولكم خافو من رب العباد

باجر اتلاگونه شتگلّوله

*******************************************************************************************

جــرح العــراق

محمد جواد الكعبي

عراق آنه أرد أنشدك ليش صار وياك

كل هذا الظلم والجور ببلادك 

گليط أنته وبخيت هواي لاذت بيك

جبان ونذل هسه اليذبح أولادك 

مسيح وصرت مصلوب ليل نهار

بسم الدين صاح اليوم جلادك 

گضينه العمر وياك بالشوغات

ماشفنه الفرح من يوم ميلادك 

أسمع ناي يعزف حزن دوم وياك

وغير الحزن مانسمع بألحانك 

چنت أنته حديقة وجنه بيك ورود

ماضل ورد بس الشوك بجنانك 

شمس أنته وتضوي فوگ كل الناس

صدگ تطلب ضوه من شمس جيرانك 

يل بيت الجميل العالية أسوارك

أبن بيتك عجيبة الهدم بنيانك 

عبوات وذبح وتفجير سيارات

وأيتام وآرامل يوم ماخذ يوم 

شياطين وأراذل حاربونه أسنين

ذبحونه ذبح بسم الصلاة والصوم 

هم تصفه بعد ماصدگ آنه بعيد

ساعته من شوف الفار  صاحب بوم 

مالومك بعد يل تبچي مالوم

من شفت العراق اليوم مالوم

*********************************************************************************************

موقد عتب

خضير الزبيدي

على عتبة مضيفك

وكفت الروح

وصرت فنجان

يفتر بالدواوين

ما جاست كهوتي النار لولاك

ولا رجفت كفو

جفوف المعزين

يا موكد عذابي ابيش اطفيك

لو وشل دمعه

أو نشفت العين

لرب الناس هاي الناس مطلوبه

بس انه أصبحت

مطلوب لثنين

********************************************************************************************

معـانـاتـي

زهير العسكري

مـعـانـاتـي حـرگ بالـروح دخـان

ثعاويـله جزت لـخيوط الـهـدوم

عجايب بالوكت شفت المچربات

صار الزّين شين أو حيل مذموم

ليـش إلي تودّه ابـطيب تبـجـيــل

عكس ظنّك يجازي ابّخة سمــوم

ويـن اشـرد گفاي مشابـچ ارمــاح

ركش الفول هـيج اعليه الــهمـوم

عفـا روحي تـلاگي الروج عـالــيه

خشب صندل تصّد الماي وتــعوم

إذا رايـد تـفـوز اعـله الّـيــكرهـون

أبـد لا تلــتـفت لِلنّـاقص أعــلــوم

ولا تنـدم عـلى الـمـا يــــوم ودّاك

ترى ابگلبه حسد وعليك معتــوم

تجاهل كل حچي من الما يحبون

بير اظلم نفوس الـبعض جرثــوم

ختامـي بالبـحر مـوزونـه الأبيـات

كلامي الّـوافر او تـوقيع مـبصـوم

**********************************************************************************************

رخصوك

ماجد العتابي‏

رخصوك

بسوكهم ماوجهوك

وبينوا عيب الزمن بسلالك..

يل عشت عمرك جرح   يدي ويطيب

ماشلت غيظ وشكيت احوالك

تطفه بعيونك شمس  ربك تغيب

ويطفه وياها ويغيب خيالك

مناطر يطر الفجر  كبل الصلاة

دمعة العوز توضى كبالك

بحيلك تعزب  اذا مربينه ضيج

جروحك تشرها وتروف سمالك

يوكف بعينك وجع جرحك تلوب

ولاتسمعه الاه شنهي شجالك

ياثكل همك.

جبل يهوى ويطيح

وانته ريح بريح طولت بالك

أه.

وجم اه نسمع من تنام

شهكت عيون الروازن   وتندي الحالك

كبرت الدنيا.

وكبرنا.

وكلنه خير

وماتنيت .

وغاب عنه اهلالك

بحسرة المامش مشيت شحصليت

ولاحويت من الثمر بشتالك

********************************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

الجديد في مجلتي «الأقلام» و «الثقافة الأجنبية»

* صدر العدد الجديد من المجلة العريقة “الأقلام” والتي يرأس تحريرها الشاعر د. عارف الساعدي، وهو خاص بالمسرح. وقد تضمن ستة نصوص مسرحية، الى جانب دراسات مسرحية ابرزها: “مسرح التشهير/ صعود الاذلال عبر الانترنت” لتشارلي تايسون. ترجمة د. رعد كريم عبد عون، و “مسرح البساط/ تجربة في مسرح الفضاءات المتنوعة” امحمود أبو العباس. و “مقاربة تطبيقية لأثر شكسبير في المسرح العربي” للدكتور احسن تليلاتي.

* كذلك صدر عدد جديد من مجلة “الثقافة الأجنبية” التي يرأس تحريرها كامل عويد العامري، وقد تضمن محوراً عن الخيال والتخيل ودراسات مهمة منها: “تحولات غابة الحليب/ الدراما التي صهرت المجاز بالرمز” لديلان توماس. ترجمة علي كامل و “قراءة فرانتز فانون” لانطونيو توماس. ترجمة امير دوشي و” الوطن الآخر” لفاديم كريد ترجمة تحسين رزاق عزيز و “أدت ستويل/ قصائد مختارة” ترجمة ماجد الحيدر.

المجلتان تصدران عن دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة العراقية.

 

******************************************************************************************

لعبة السرد الفانتازي (1 - 2 ) في رواية «بنات غائب طعمة فرمان»

د. سمير الخليل

من منطلق الاستهلال تضعنا رواية (بنات غائب طعمة فرمان) الصادرة عن منشورات مسكلياني، تونس 2023 للروائي خضير فليح الزيدي إزاء عوالم متعددة تنطوي على لعبة سردية يستوحي من خلالها سيرة وأعمال وشخصيّات غائب طعمة فرمان على وفق متن حكائي افتراضي يتّخذ من النسق الفانتازي وسيلة للكشف والحفر في كثير من الثيمات والرؤى والاستحضارات والتناصّات والإحالات يستدعي فيها الكاتب أجواء (روايات) غائب نفسها إلى جانب التعمّق في سيرته ومواقفه ومكابداته في الإغتراب والهجرة واحباطاته الأخرى التي جعلته يشبه مصائر أبطاله التي تشي بالانكسار، وتبدأ اللعبة السردية في استهلال يكشف لنا عن أجواء مجلس عزاء يقام له:

“على حائط المسجد عُلقت لافتة قماش سوداء، خُطَّ عليها: “يشارك أبطال الروايات العربية ابناء عمومتهم من ابطال الروايات العراقية الثماني في هذا المصاب الجلل لموت مؤلفها غائب طعمة فرمان، سائلين المولى المغفرة والرحمة لروح الفقيد”، والحق أنه لا يوجد فقيد ولا وفاة مسجّلة رسمياً ولا هم يحزنون، فقد أشبع المؤلف موتاً، وهذا هو جوهر القضية، فكيف يقام على امتداد ثلاثة أيام مجلس عزاء رسمي على روح المغفور له السيد كاتب الروايات البغدادية (غائب طعمة فرمان بن رزوقي) مجلس بهي حضره وجهاء أحياء الرصافة القديمة ومختارو القطاعات وموظفون كبار وكتّاب القصص وأصحاب المكتبات ودور النشر وباعة الصحف الجوّالون”.  وهذا الاستدعاء او الاستحضار الفانتازي لشخصيّة الكاتب شكّل نقطة البدء للتوّغل في عوالم افتراضية لمتابعة وجوده وفق منطق الاستدعاء وخلق بنية سردية – درامية للجمع بين شخصيّات عاش معها وعاصرها مثل شخصيّة (تاجر القطن عبد الرزاق البيرقدار) الذي كان يهيء له غرفة في المصنع لكتابة رواياته فيها وقد عرف التاجر بحبّه للثقافة والأدب ومصاحبة المثقفين، وتوغّل الكاتب كثيراً في تضخيم لعبة الاستحضار فأوجد لقاء وحواراً وتواصلاً بين غائب وبين شخصياته مع فرضية ما حدث لها بعد مرور عقود من السنين مثل شخصيّة (سليمة الخبازة) و (حمادي العربنجي) و (تماضر) و (حسين) و (مصطفى) و (صاحب البيسكلجي) وغيرها.

عبر هذه الفرضية الفانتازية كان لابد أن تتوّج اللعبة وترصد كثيراً من الظواهر التي تعبّر عن المفارقة والتناقض وحجم التحوّلات والتقلّبات التي حدثت، ووسمت بطابعها كلّ جوانب الحياة وتشكّلاتها سياسياً وسيوسيولوجياً وسايكولوجيّاً وثقافيّاً وطبقياً، بدأ الروائي يمسك بخيوط البنية أو المبنى الحكائي لجمع المتناقضات والكشف عن المفارقة في التحوّلات وبطريقة الاستدعاء ومسرحة الأحداث والتصادم بين الشخصيّات الحقيقية والشخصيّات المتخيلة، ويتعمّق في رسم ملامح البناء الفني الذي يمزج الحقيقة بالخيال والحاضر بالماضي والذاتي بالموضوعي ويقدّم رؤية لمساحة التناقض بين عوالم الكاتب ورواياته وبين حركية وأزمة الواقع ولذا يلجأ إلى قصديّة استدعاء الأحداث في سنوات 2006- 2007، التي شهدت فوضى واضطراباً بنيوياً في المجتمع العراقي نتيجة إفرازات الواقع السياسي العاصف والدراماتيكي بعد الاحتلال؛ ووضع (غائب) وشخصيّاته مبثوثات سيرته الذاتية هو الذي أدّى إلى خلق عوالم التضاد والتناقض وتعميق روح المفارقة التي تكشف تصادم القيم والتداعيات فهو تصادم بين الماضي والحاضر بين الحقيقة والافتراض بين فعل الاستدعاء وفعل التأويل وفعل الكشف الجديد القائم على فرضية هذا الاحتدام الكلّي بين الثنائيات المتضادة.

وسعى الكاتب أن يقدّم رواية تحمل نكهة (فرمانية) في مجمل أجوائها وفرضياتها وشخصياتها وقدّم النسق الفانتازي بشقيّه العجائبي والغرائبي والفرق أن النمط الأوّل يقوم على فعل يخرق قوانين المنطق والواقع ويستحيل حدوثه، مثل حضور غائب ونزوله في – مطار بغداد والتحقيق معه من قبل أجهزة أمنيّة. أو وجود بعض الفرضيات الغرائبية التي تنطوي أيضاً على خرق المألوف لكنّها تنتمي إلى النسق الغرائبي محتمل الحدوث وفق المنطق الواقعي مثل شخصيّة (هاني بارت) بكل مواصفاتها السلوكيّة والثقافية والتي تنتشر بين أوساط المثقفين وأجواء وطقوس شارع المتنبي.

وتصبح رواية (بنات غائب ....) هي نوع من الشهادة على الحاضر ومحاكمته وفق المساحة التي حدثت ووفق التحوّلات التي غيّرت معالم الواقع بعد أن كانت شخصيّات الكاتب أليفة ومألوفة أصبحت هي الأخرى تعاني اغتراباً للمتغيرات الهائلة التي استجدّت وجعلتها تنتمي إلى واقع آخر مختلفاً تماماً.

من هذه القصدية الفنيّة والسردية انطلق الكاتب نحو تأسيس بنية فانتازيّة للكشف عن القطيعة بين الحاضر والماضي، والقطيعة بين القيم الكميّة والقيم النوعية والتضاد بين الفكر والواقع والسلوك العياني البراغماتي وتهويمات النسق الأدبي وقيمه.

ولعلّ العتبة التي ثبّتها الكاتب قبل الشروع بالمبنى السردي تحمل إشارة إلى السعي لإعادة اكتشاف غائب وعوالمه ومرحلته التاريخية كنوع من النزعة التوكيدية ومجابهة النسيان، وأن التناقض الذي رصده (غائب) في رواياته ينطلق أو ينبعث من جديد.

يذكر الكاتب في عتبة ما قبل البدء، مقولة تعود لغائب نفسه مما يعمّق دلالة الإحالة:

“يموت الكاتب عندما يُنسى... غائب”.

وكان لابد للروائي أن يوغل في لعبة الاستحضار وخلط وقائع الماضي والحاضر والارتكاز على فرضية أو بؤرة التناقض الذي يمثّل أحد موّجهات السرد والبناء الفني لكلّ مكونات السرد من شخصيّات وأمكنة وأحداث وأزمنة تسعى إلى إيجاد أو استحضار أجواء ترتكز على مسرحة الأحداث وخلق أجواء التداخل بين الشخصيّات والقيم والأجواء والتداعيات، ومن خلال نسق درامي ينطوي على تشويق وإثارة وملمح بوليسي لاسيما محاولة البحث المضني عن شخصيّة غائب من قبل (المحامي جبر الشوك) و (دلال البيرقدار) و (الكاتب المغمور هاني بارت)، وكذلك الغموض في تحطيم تمثال غائب في نهاية الرواية، ويمكن رصد كثير من الظواهر الفنية والتقنيات السردية التي كان لابدّ أن يلجأ إليها الكاتب للامساك بخيوط اللّعبة وإضفاء التنوع والتعدد ومستويات التوظيف في مجمل المسار الذي رسمه للمبنى الحكائي.

وما يلفت من هذه الظواهر لجوء الكاتب إلى كتابة فصول قصيرة مختزلة لضمان التصاعد الدرامي وعدم الاستغراق في الاسترسال الفائض ووسم كل فصل بعنوان فرعي لكن العناوين كانت تنتمي إلى استعارة الجمل والتوصيفات التي تستعمل في وصف حالة الاجواء والطقس وهي إشارة سيميائية للدلالة على التبدّل والتقلب في أجواء ومراحل التاريخ والانقلاب الزمني والقيمي وقد حملت الفصول هذه العناوين على سبيل الذكر لا الحصر (رياح نشطة مصحوبة بزوابع نفسيّة) و (غبار يتصاعد) و (نبوءة بمنخفض جوي خطير) و (غيوم قطنية) و (انخفاض طفيف في درجات العاطفة ليلاً) و (اكتمال القمر هذه الليلة) وغيرها من العناوين التي تحمل مثل هذه الدلالات للكشف عن التحوّلات التاريخية ووصف الحالة الشعورية والنفسية التي تكابدها الشخصيّات، فبعد فرضية حضور الكاتب غائب إلى بغداد، تبدأ الأحداث تتصاعد وتتشابك:

“لقد عاد الرجل – الغائب الحي – من المهجر بعد سماعه خبر موته المزعوم في الإعلام، وعندما اقيم له مجلس عزاء في مسجد الرحمة، حضر نخبة من أبطال رواياته من أبناء (المربعة) للتأكّد من موته لا من حياته، كما غاب ابطال مخطوطته الأخيرة غير المكتملة (بنات غائب طعمة فرمان) وحسب رواية المحامي جبر الشوك، كان قد تركها على طاولة الكتابة في غرفة المصنع وغادر البلد، وغرفة المصنع هذه هي المكان الذي كتب فيه معظم رواياته”.

وبذلك وظفّت الرواية ملمحاً من ملامح (الميتاسرد) بوجود مخطوط افتراضي لرواية أخيرة للكاتب تحمل عنوان رواية خضير الزيدي نفسها، لم يتسنَ له انجازها، ولابدّ من شخصيّات (دلال البيرقدار) و (المحامي) و (هاني بارت) من البحث عنها وعن وجود الكاتب وتلك هي العقدة الدرامية أو البؤرة السردية التي صاغها الكاتب لمواصلة اجواء الافتراض الفانتازي وتأسيس سنن الاستدعاء والاشتغال على التناقض والمفارقة والسخرية أو الاقتراب من التشويق البوليسي والكوميديا السوداء حين قررت (دلال) إحدى بنات (عبد الرزاق البيرقدار) أن تبحث عن وجود (غائب) وتسليمه المخطوط الأخير الذي تركه وكان يعمل معها ويقوم بخدمتها المحامي (جبر الشوك) الذي يستعين بالمثقف المهمش هاني بارت في مهمة البحث، لصلة قرابة به، وتتحوّل الرواية في أحد مستوياتها إلى روايات نسق التحرّي والتنقيب وما يرافقه من أحداث متشابكة ومن مفارقات ومصادفات وتقابلات وتقاطعت.

وقد حضرت (دلال البيرقدار) لمتابعة هذه المهمّة مع إيحاء آخر بوجود صراع بينها وبين اخواتها على إرث (البيرقدار): “بعد اسبوع واحد فقط كانت دلال البيرقدار تنزل بكل ثقة وشموخ من الطائرة التي حطّت في مطار بغداد، ولا عجب أن تشمخ وهي الملقبة بـ(قمر الرصافة) وأنسب ما تُشبه به (سجادة كاشان) فارسية لا يبليها الزمن ولا يخضعها لسطانه”. وكان السبب في حضورها إلى بغداد، وقيامها بالبحث عن روايات عرفت بأنّها كانت تعشقها ولقّبت بعاشقة الروايات إلى جانب أمور اجتماعية أخرى، “وعقب حلول دلال ببلدها بعد غياب طويل كان لزاماً عليها انجاز الأمرين المذكورين في برقية المحامي جبر الشوك، تصفية ما بقي من أملاك متفرقة في شعاب بغداد القديمة من جهة صوب الرصافة الضارب في القدم، وملاقاة الروائي غائب طعمة فرمان، لكن لم يذكر في البرقية أنها كانت تود تسليم الروائي الشيخ مخطوطة احتفظت بها طوال سنوات غيابه بوصفها أمانة”.

وتبدأ الأحداث وهي تتصاعد في مسارات متباينة فهناك عملية البحث عن الروائي (غائب) وهناك (المخطوط) الذي يجب التأكد منه وتحريره من جديد وهناك الصراع بين بنات (البيرقدار) حول الإرث ومشاكل التركة.

ووسط هذه المسارات نجد شخصيّة (غائب) وقد تحولت إلى محور مركزي يحرّك ويغذّي هذه المسارات ويضفي عليها نوعاً من الهيمنة والحضور بوصفه الغائب الحاضر والبطل السردي الذي تتمركز حوله الرواية بكل مساراتها وفرضياتها ورؤاها.

ونلحظ أنّ شخصيّات رواية (الزيدي) هي الأخرى تكتسب حضوراً وكأنها تبعث في زمن آخر وقد خرجت من متون الكتب إلى أرض الواقع المحتدم، وليس من المستغرب أن تتضمن الرواية كثيراً من الأفكار والإيحاء والانزياح والتأويل نتيجة هذه المفارقة الزمنية واللّعبة في تحريك الحاضر باتّجاه الماضي وتحريك المتخيّل باتّجاه الواقعي وتحريك دلالة اليومي باتّجاه التاريخي، فالتناقضات التي حملتها أعمال (غائب) بكل أبعادها التاريخية والسياسية والسايكولوجية والطبقية تراكمت وتصاعدت مع انحراف حركية الواقع لتتحوّل إلى واقع رث ومشوّه تجسد بسنوات الاحتراب الداخلي وتهشيم السلم الأهلي، وهذه الدلالة تتعزز حين اختار الكاتب أحداث روايته متزامنة مع هذا التصاعد الاحتدامي السلبي، وبدت الحياة تشبه أجواء (طولة أحمد آغا) ولم يعُد هناك (جيران) ولا (نخلة) سوى مخاض يومي يعكس تقاليد العنف والموت المجاني، وتبعثر القيم وانهيار المثل والأخلاقيات القديمة، وهذه التخريجات على مستوى تحريك الأفق الدلالي للمعنى كانت نتيجة للإنزياح الذي أحدثه النسق (الفانتازي) في الكشف وتعرية الواقع اليومي والنسغ التاريخي المتراكم.

*******************************************************************************************

قصيدتان

د. هشام عبد الكريم

 مرثية

كلّما قلت لنفسي :

سأكون

كان غيري

لأراني في سكون

...     ...     ...

حمل التاريخ نعشي

فانتهيت

صخرة جرداء

لا مجدا ً

ولا وطنا ً بنيت

...    ...     ...

رحلت

أعوام أزمنتي تباعا

وحياتي

قُصّ جنحاها

فعاشت التياعا

...    ...    ...

أيها العام الجديد

قد شممت ُ

قبيل أن حليت

موتا ً

من بعيد

وخرابا ً وعذابا ً وسقام

لا تقل لي :

سوف تنهض يا هشام

أنت والحدباء

من تحت الركام

...    ...    ...

لا تُمنيني ولا ترم

حبالا ً من حلم

فأنا المسكين

ما زلت المحاصر

في دهاليز العدم

...    ...    ...

لم يعد

حبلك ينجيني

فقد طال العذاب

واستحال العمر

طقسا ً من سراب

...    ...    ...

إنهم قتلوا

أميم أخي

وهم شلّوا يميني

فعلام اليوم

ترسم لي خرائط

من جُمان

انظر تر الإنسان

محزونا ً مهان

...    ...    ...

والموت عرّش

في الشوارع

والدماء

تمد ّ كفيها

لترسم ما تبقّى

من فناء

الرصاص

1

الرصاص ُ المبالي بنا

جاء متخذا ً

من صدور أحبتنا

مسكنا

2

للرصاص

طقوس

    طقوس

فهو يغتالنا فجأة

ثم يطفئ فينا النفوس

3

وحين

تحس الرصاصة

برد الشتاء

تدق ّ

بُويبا ً

   بُويبا ً علينا

لتختار

من أهلنا ما تشاء

4

الرصاصة

روح بكف الجبان

يريد لها

أن تبدد عمرا ً

تخلّق من أرجوان

يريد لها

أن تغادر

فوّهة البندقية

صوب الجياع

وجموع

من العزّل الحالمين

بأوطان حب

وسعد مبين

5

يا لذاك الجبان

هل درى

أنه

محض إمعة

محض رقم مهان .

 ****************************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

في «بيتنا الثقافي»..  د. جواد بشارة عن «التجريب في السينما»

بغداد – طريق الشعب

ضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، السبت الماضي، الكاتب الموسوعي د. جواد بشارة، الذي تحدث في ندوة حوارية حول “التجريب في السينما”.

حضر الندوة التي التأمت على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، جمع من الاختصاصيين في السينما والمثقفين والمهتمين في الفن السابع. فيما أدارها الفنان طه رشيد، واستهلها بتقديم نبذة عن الضيف، وهو الكاتب والإعلامي والمحلل السياسي والباحث العلمي في مجال الكوسمولوجيا والناقد السينمائي، مبينا أن د. بشارة ولد في بابل عام 1955، وحصل على الليسانس في العلوم السينمائية والإعلامية في جامعة باريس عام 1977، وعلى الماجستير في الإخراج السينمائي في الجامعة ذاتها عام 1978.

وأضاف قائلا أن الضيف حاصل أيضا على دبلوم دراسات معمقة في النشاطات الإعلامية والسمعية والبصرية، عام 1980 في جامعة السوربون، وعلى الدكتوراه في السينما، فضلا عن دكتوراه الدولة في الأدب الفرنسي وعلاقته بوسائل التعبير السمعية، عام 1984 في جامعة باريس، مبينا أن د. بشارة أسس شركة للإنتاج السينمائي باسم “أفلام عشتار”، وأسس دار نشر باسم “بابلونيا” ساهمت في إخراج وطباعة ونشر كتب فرنسية.

وأشار رشيد إلى ان الضيف زاول العمل الصحفي والنقد السينمائي وكتابة الأبحاث والدراسات السينمائية والفنية، وان لديه خبرة واسعة في الإعلام الفرنسي والدولي والعلاقات العامة في المؤسسات الإعلامية الفرنسية. وقد نشر في صحف ومجلات عربية وأجنبية أكثر من 5 آلاف دراسة وبحث ومقالة، بين تأليف وترجمة، كما أصدر الكثير من الكتب، وهو مراسل لمجلات وصحف عربية عدة.

بعد ذلك، قدم د. بشارة نبذة عن تاريخ نشوء الفن السينمائي. فيما تطرق إلى بدايات إطلاعه على السينما التجريبية في فرنسا، مبينا أن “التجريب في السينما ليس وليد اليوم، وليس طارئاً على هذا الفن.  فقد بدأ  مع بداية السينما نفسها. وكان السينمائيون يبحثون ويجربون باستمرار وسائل لم تكن معروفة من قبل ويبتكرون حيلا سينمائية وعدسات خاصة وأشرطة ذات حساسية عالية”.

ثم عرّج على مراحل تطور السينما في أوربا، مشيرا إلى الأعمال التجريبية النادرة لبعض المخرجين الفرنسيين.

وقال أن “السينما التجريبية عالم خاص، يبدو معارضا لما يسمى بالسينما التجارية أو التقليدية”، لافتا إلى ان “السينما التجريبية تعود جذورها إلى عشرينيات القرن العشرين، وان الأفلام الأولى التي تحتوي على صور متحركة أنتجها الأخوان لوميير نهاية القرن التاسع عشر.. وهكذا تطورت السينما وبدأ تقنينها مع بداية القرن العشرين”.

ونوّه الضيف إلى انه “بعد الحرب العالمية الأولى، في أوربا المدمرة والفقيرة، استمتع الفنانون، كتّابا وصانعي أفلام ورسامين وما إلى ذلك، في إنتاج أفلام تهدف إلى السخرية من قواعد السينما”. فيما لفت إلى انه “كان من المفترض أن تكون السينما الروائية تصويرا واقعيا للحياة، لكن السينما الطليعية أرادت تأكيد الطبيعة الاصطناعية لهذا العرض، وإثبات بأنه ليست هناك طريقة واحدة لصنع السينما”.

وأشار إلى ان “السينما الأوربية في ذلك الوقت سخرت أيضا من القيم البرجوازية للطبقتين الوسطى والعليا، التي كانت حاضرة جدا في السينما الروائية. والحال أيضا في الولايات المتحدة التي تشهد ظهور حركة سينمائية مناضلة واحتجاجية، بمبادرة من نقاد أو محبين للسينما”.  وبعد أن أجاب د. بشارة عن أسئلة ومداخلات طرحها عدد من الحاضرين، قدم له عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق فاروق فياض، شهادة تقدير باسم المنتدى.

 ***************************************************************

يوميات

  • ينظم ملتقى الثقافة الموسيقية في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، هذا اليوم الثلاثاء، جلسة فنية يضيّف فيها «فرقة ينابيع» الموسيقية، لتقدم أغنيات وقطعا موسيقية بقيادة الفنان طلال علي.

الجلسة التي من المقرر أن يديرها الفنان ستار الناصر، تبدأ عند الساعة 5 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

  • يعقد قسم تمكين المرأة في شبكة الإعلام العراقي، بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب، غدا الأربعاء، جلسة ثقافية بعنوان «المرأة العراقية تعلن تضامنها مع المرأة الفلسطينية في غزة».

تتخلل الجلسة التي ستديرها الشاعرة غرام الربيعي، قراءات شعرية لمجموعة من الشاعرات، بمرافقة عاز العود جمال ناصر.

وستبدأ الجلسة عند الساعة 5 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.

********************************************************************************************

بحضور شيوعيي ديالى التشكيلي صالح رضا يفتتح معرضه الـ27

بعقوبة – طريق الشعب

تحت عنوان «الطبيعة نزهة الروح»، افتتح الفنان التشكيلي الرائد صالح رضا، الاثنين الماضي، معرضه الشخصي الـ27، وذلك على قاعة نقابة الفنانين العراقيين في ديالى، والكائنة في مبنى السراي القديم وسط بعقوبة.

وحضر افتتاح المعرض جمع من الفنانين والمثقفين ومتذوقي الفن التشكيلي، إلى جانب وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى ولجنة العلاقات الوطنية التابعة لها.

وقد ضم المعرض لوحات ملونة بمختلف الأحجام، تجسد في موضوعاتها الطبيعة ومعالمها وجمالها. فيما يعبّر بعضها عن كفاح الإنسان العراقي وصراعه مع الطبيعة من أجل الوصول إلى عالم أجمل – حسب انطباعات عدد من زائري المعرض.  

***********************************************************************************

رابطة المرأة في البصرة تعقد مؤتمرها الانتخابي

البصرة – صلاح عمران

عقد فرع رابطة المرأة العراقية في البصرة، صباح السبت الماضي، مؤتمره الانتخابي تحت شعار «من اجل المرأة وحضورها الفاعل في المجتمع»، وذلك برئاسة سكرتيرة الرابطة العامة في بغداد شميران مروكل والرابطية انتصار الميالي، وبمشاركة أعضاء الهيئة العامة للرابطة في مركز البصرة وأقضيتها.

عقد المؤتمر على «قاعة الشهيد هندال» في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، وافتتحته سكرتيرة فرع الرابطة منى مسعود، بكلمة. أعقبتها السيدة شميران بتقديم نبذة عن مسيرة الرابطة منذ تأسيسها في آذار 1952، وعن دورها في الدفاع عن حقوق المرأة.

بعد ذلك قرأت السيدة ربيعة مصطفى التقرير الإنجازي للرابطة، تلتها السيدة نوال سالم بقراءة التقرير المالي. ثم جرت المصادقة على التقريرين من قبل الجميع، ليتم فتح باب الترشيح للهيئة الإدارية الجديدة ولمنصب السكرتيرة، فضلا عن الترشيح لمهام مندوبات مؤتمر رابطة المرأة المقبل الذي سيعقد في وقت آخر من هذا العام في بغداد.

وانتهى التصويت إلى انتخاب السيدة ربيعة مصطفى سكرتيرة للرابطة.  

*****************************************************************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

الرفاق مستمرون في دعم حملة تبرعات بناء بيت العراقيين

استمر الرفيق جمعة الزيني (أبو علي) من البصرة، والرفيق يحيى طربال (أبو رعد) من المثنى في دعمهم الدوري لحملة تبرعات بناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، حيث قدم الرفيق أبو علي (500) ألف دينار، والرفيق أبو رعد (400) ألف دينار دعمًا لأربعة أشهر قادمة. نعبر عن اعتزازنا وتقديرنا لاستمرار الرفيقين في مبادرتهما النبيلة.

********************************************************************************************

إصدار

لذة النقد

عن “الهيئة العربية للمسرح” في الشارقة، صدر حديثا كتاب بعنوان “لذة النقد – تطبيقات في التجربة المسرحية في العراق”، من تأليف د. صميم حسب الله يحيى.

جاء على الغلاف الخلفي للكتاب: “بدأ المسرح العراقي بعد التغيير يعالج مواضيع الارهاب، والحروب المتعاقبة، فضلا عن تناول قصص الضحايا الذين سقطوا جراء المقابر الجماعية وغيرها من الحكايات التي أسهمت في إثارة تفاعل المتلقي معها.

امتازت الأشكال المسرحية بالخشونة والعنف البصري وذلك من أجل خلق معادل موضوعي بين واقعية الحياة وقسوتها وبين صالحدث الذي يقدم على خشبة المسرح”.

يقع الكتاب في 194 صفحة من القطع المتوسط.

***************************************************************************************

ليس مجرّد كلام.. تأرجح بين البطالة  وتزايد نسب الفقر

عبد السادة البصري

وأنا اقرأ ما تنشره الصحف ووكالات الأنباء عن نسبة البطالة في بلدنا التي وصلت الى 35 بالمائة، وصعود معدلات الفقر الى 29٫6 بالمائة أي شموله ما يقارب 12٫200 مليون مواطن، في بلد يعتبر الثالث في احتياطي النفط وايراداته التي تقرب من 10 مليارات دولار شهرياً، أصاب بحالة من الكآبة والقنوط !

 تظلّ كلمة البطالة ترنّ في أذني مثل طٓرقات (جاكوج) تحطّم كل صفائي وتأملاتي ، لأعود وأسأل: لماذا ؟ ألا يوجد عمل لهؤلاء العاطلين؟ فيأتيني الجواب أكثر قوّة من تلك الطرقات: وأين هو العمل ؟ كأن الحياة غادرت أرضنا، وصار العوز والقهر والبطالة ونزيف الدم هو المتحرّك الفعلي في كل مكان!

اتذكّر حينما أخفق أخي الكبير في دراسته سيق إلى الجيش، وبعد تأديته الخدمة العسكرية تم تعيينه في شركة الموانئ التي كان اسمها مؤسسة الموانئ العراقية، ليبدأ رحلة عملٍ لم تنقطع إلا بإحالته على التقاعد. بمعنى انه لم يكن عاطلاً بل قدّم خدمة لوطنه من خلال عمله اليومي في الموانئ، وغيره الكثير من الشباب الذين أصبحوا الآن كهولاً، منهم مَن غادر دنيانا ومنهم ما زال يعمل. كلهم لم يكونوا عاطلين أبداً. هناك العمّال والموظفون الذين قدّموا ويقدّمون الشيء الكثير والخدمة الجليلة لناسهم وأرضهم ولعوائلهم أيضاً.

لكننا ومنذ تسعينات القرن الماضي لم نسمع عن توظيف عمّال أو موظفين هنا وهناك إلا بشق الأنفس أو عن طريق (الواسطة). المصانع أكثرها متوقّف عن العمل ما أدى إلى ركود الصناعة، كذلك المشاريع الزراعية لم تؤدِ دورها المطلوب، لنصبح مستوردين ومستهلكين لكل ما يُنتج زراعياً وصناعياً في دول الجوار وغيرها!

وبالتالي ازدادت نسب البطالة، واكثر ضحاياها اليوم من خريجي المعاهد والكليّات الذين اصبحوا عبئا على اهاليهم من ناحية تكاليف الصرف اليومي، كما ازداد عدد الفقراء وما نشاهد من متسولين رغم عدم قناعتنا ببعضهم - اقصد المتسولين – بجانب ارتفاع نسبة الطلاق التي بعضها بسبب الفقر والبطالة وتزايد المشاكل الاسرية.

البطالة والفقر يؤديان في بعض الأحيان الى انحراف الشخص ليصير عبئاً ثقيلاً على المجتمع، وهذه إحدى المشاكل التي نواجهها دائما، لهذا علينا ان نفتح افاقاً جديدة ونوافذ للعمل وتقليل نسبة البطالة والفقر قدر الإمكان، كي ننقذ الناس والوطن لا ان نظلّ نتأرجح في بندول الصراعات والمحاصصة على المكاسب الفئوية والشخصية، متناسين ان بلدنا من أغنى البلدان وان علينا ان نجعل شعبنا أيضا من أغنى الشعوب.