الصفحة الأولى

تحديات امام الحكومة في امتلاك القرار السيادي

 بغداد ـ طريق الشعب

تشهد بلادنا المزيد من التصعيد في الهجمات بين الفصائل المسلحة العراقية وقو الولايات المتحدة الأمريكية، التي استأنفت توجيه ضربات جويّة لفصائل تابعة للحشد الشعبي في محافظتي بابل والأنبار، تتهمها بالوقوف وراء الهجومات التي تستهدف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا.

وتأتي هذه الاعتداءات المرفوضة والمدانة لتزيد من الضغط الذي تتعرض له واشنطن من جانب بغداد لسحب قواتها من العراق.

وتعرّضت القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا لأكثر من 150 هجوماً منذ منتصف تشرين الأول، وفقاً للبنتاغون.

وكان الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، حذر في وقت سابق من تطورات في ملف الهجمات والهجمات المضادة التي تحصل على الساحة العراقية، مشيراً إلى أن العراق تلقى 3 تحذيرات دولية.

وقال فهمي في حديث تلفزيوني سابقا، إن «نتائج هذه العمليات لا تترتب على الحكومة فقط، بل على العراق بشكل عام»، مبينا أن «أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني متعددة، وإن أردنا الضغط على الكيان الصهيوني، فيجب أن يكون القرار عراقيًا. بمعنى أن تتخذ الدولة هذا القرار، وأن تكون قادرة على الدفاع عنه وتتحمل نتائجه».

تأكيد أمريكي سريع

ولم تتأخر القيادة المركزية الأميركية (سينتكوم) في تأكيد قيامها بقصف مقرات تابعة لإحدى فصائل الحشد الشعبي «رداً على الهجمات التي شنتها على قاعدة الأسد الجوية في غرب العراق في 20 كانون الثاني».

وقالت إن ضرباتها استهدفت مقارا ومواقع لتخزين الصواريخ والقذائف وقدرات الطائرات بدون طيار الهجومية أحادية الاتجاه. فيما توعدت الفصائل التي استهدفها القصف الأميركي برد حازم.

وفي الاثناء، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، «نحن لا نسعى إلى تصعيد الصراع في المنطقة، لكننا مستعدون تماما لاتخاذ المزيد من التدابير لحماية شعبنا ومرافقنا، لذا ندعو هذه الجماعات ورعاتها إلى وقف الهجمات على الفور». وقبل يوم واحد، كانت وزارة الخزانة الأمريكية قد وجّهت عقوبات إلى شركة فلاي بغداد وثلاثة من قادة الفصائل؛ إذ تواجه شركة الطيران اتهامات أمريكية بالعمل على الأسلحة والأموال المهربة لصالح الفصائل.

هذه الإجراءات الأمريكية، زادت من حرج حكومة السوداني وأحزاب الإطار التنسيقي أمام الشارع، كونها أثبتت عدم قدرة الحكومة على لجم جماح تلك الفصائل، وإقناع الجانب الأمريكي بإيقاف عمليات قصفه الجوي لمقار وقيادات فصائل محددة ضمن قوات الحشد الشعبي.

***********************************************************************************************

الشيوعي العراقي يهنئ نقيب المعلمين بنجاح المؤتمر العام

بغداد – طريق الشعب

زار سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، نقابة المعلمين العراقيين وكان في الاستقبال نقيب المعلمين عدي العيساوي وأعضاء الهيئة الإدارية المركزية.

وهنأ الرفيق رائد فهمي السيد العيساوي ومجلس النقابة بمناسبة انتهاء مؤتمر النقابة بنجاح وانتخاب الهيئة الإدارية المركزية.

وتحدث الرفيق عن ضرورة إشراك النقابة في مناقشة السياسات العامة للعملية التربوية وأن يكون لها دور في إصدار القرارات التي تخص الشأن التربوي والتعليمي وخصوصاً فيما يتعلق بحقوق المعلمين.

بدوره أعرب نقيب المعلمين عن اعتزازه بهذه الزيارة واستعرض في حديثه دور النقابة سابقاً والجهود التي تبذلها حالياً في سبيل ان يكون لها الدور الريادي في الإسهام بتطوير العملية التربوية.

وكان الى جانب الرفيق رائد فهمي، الرفيق حسين النجار عضو المكتب السياسي للحزب والرفيقة سهاد الخطيب عضو اللجنة المركزية

فيما كان في الاستقبال عباس السوداني نائب النقيب واحمد جسام والأمين المالي العام وأحمد شويلي الناطق الرسمي ورؤساء فروع النقابة في صلاح الدين وكركوك وذي قار.

**********************************************************************************************

راصد الطريق.. أموال من موازنة الدولة .. لأحزاب سياسية!

أشار كتاب صادر مؤخرًا عن وزارة المالية وموجه إلى مكتب النائب أمير كامل المعموري الى تخصيص 13 مليار دينار من أموال الموازنة الاتحادية للسنوات (2018و2019و2023) كمنحة مالية مقدمة للأحزاب السياسية.

الغريب في كتاب وزارة المالية هو عدم توضيحه كيفية توزيع هذه الأموال، ولمن ذهبت، ولماذا لم تُعلن في حينه أسماء الأحزاب التي تسلمت هذه الأموال؟

مضمون الكتاب يعد مؤشرًا خطيرًا، فليس معقولا أن تنحاز مؤسسات الدولة إلى طرف دون آخر! وهل من العدالة أن تحصر الأموال والمنح بأحزاب دون غيرها؟ لكن السؤال الآن هو: هل صُرفت هذه الأموال فعلا لتمويل احزاب سياسية أم ذهبت إلى جيوب الفاسدين والمنتفعين؟

دائرة الأحزاب في مفوضية الانتخابات ووزارة المالية مدعوتان إلى الكشف العاجل عن أسماء الجهات التي تلقت هذه الأموال، ولماذا صرفت لها دون غيرها؟

معلوم أن أبرز سبب لتعطيل تنفيذ قانون الأحزاب هو عدم رغبة المتنفذين بكشف مصادر تمويل أحزابهم.

لذا نُذكّر بأن تطبيق الديمقراطية الحقيقية يستلزم توفير العدالة وتكافؤ الفرص بين الأحزاب السياسية. فهل هذا هو الحال في عراقنا المبتلى بمنظومة التخادم المحاصصاتي؟

****************************************************************************************

الشيوعي العراقي: ندين انتهاك سيادة العراق وزعزعة أمنه واستقراره

نفذت الولايات المتحدة الامريكية أمس، ضربات لمواقع أمنية عراقية في جرف النصر (جرف الصخر)، وفي القائم.

وبشأن هذه الاعتداءات المنتهكة للسيادة العراقية والتي سبقتها اعتداءات مماثلة في الآونة الماضية، صرح الرفيق حسين النجار، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، قائلا: «ندين أي اعتداء على سيادة العراق، واي مسعى لزعزعة أمنه والمساس باستقلاله وبحرمة اراضيه ومياهه واجوائه». واعرب عن الأسف لوقوع ضحايا من المواطنين العراقيين، سواء من المدنيين او العسكريين.

وأضاف النجار في تصريح لـلمركز الإعلامي للحزب، ان «تكرار مثل هذه الاعتداءات والانتهاكات الفظة لسيادة العراق، واحتمالات التصعيد ووصوله الى مديات خطرة، امر تتحمل مسؤوليته الحكومة والقوى السياسية المشكلة لها والداعمة، كونها لم تعمل على توفير شروط ومستلزمات وضع حد لمثل هذه الاعتداءات، وحماية العراق ومواطنيه، وتفعيل عوامل انهاء أي وجود اجنبي على أراضينا، امريكيا كان او غيره».

وشدد الرفيق حسين النجار على «أهمية وضرورة ان يكون موقف الحكومة حازما ومتسقا في التعامل مع جميع اشكال الاعتداءات، ومن اية جهة جاءت».

بغداد

2024-01-24

********************************************************************************************

«قيم» يدين انتهاك السيادة

يجدّد تحالف قيم المدني رفضه أيَّ انتهاك للسيادة العراقية وقصف مدنه، تحت ذرائعَ وحجج عديدة. ويعلن تمسّكه بضرورة توفير مستلزمات إنهاء الوجود الأجنبي.

ويؤكد التحالف موقفَه الثابت في إدانة أيِّ عدوان أو اعتداء عسكري من أيِّ طرفٍ إقليمي أو أجنبي على السيادة العراقية، ويحمّلُ الحكومة والجهات السياسية الحاكمة مسؤولية عدم تجنيب البلد هذا التصعيد المستمر على الأراضي العراقية، ويحذّر من استمراره.

بغداد 24-1-2024

******************************************************************************************

مشاريع تحلية المياه مجرد استهلاك اعلامي

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

يواجه سكان محافظة البصرة جنوبي العراق خطرا بيئيا يتمثل في ارتفاع اللسان الملحي في مياه شط العرب؛ اذ رصد مكتب مفوضية حقوق الإنسان في المحافظة تلوث كبيرا و»إهمالاً ولا مبالاة» لمياه الشرب في مناطق شط العرب تحديداً.

وأكدت المفوضية في بيان لها، ضرورة توفير مياه صحية غير ملوثة في محافظة يلتقي فيها نهران عملاقان.

وأشارت إلى أن التلوث يشمل حتى المياه، فيما لمحت الى ان مشاريع تحلية المياه الحكومية موجودة في الإعلام فقط.

وأظهر المكتب جهود مدير ماء البصرة، لكنه أشار إلى الإهمال واللامبالاة في مناطق شاسعة في قضاء شط العرب.

وحذر المكتب من حدوث كارثة في السنوات القليلة المقبلة، مطالبا بملء خزانات المياه، في الوقت الذي وصلت فيه المياه الملوثة الى مناطق عدة في البصرة، مع التأكيد على أهمية عدم إهمال تحذيراته بشأن التلوث الخطير للمياه والهواء والتربة.

وكانت المفوضية أعلنت خلال 2018، أن محافظة البصرة منكوبة بسبب ما تشهده من كارثة بيئية، وارتفاع نسبة الملوحة في المياه ونقص الأدوية. ولفتت الانتباه إلى أن نسبة التلوث الكيماوي في مياه الشرب، التي تضخها محطات التحلية الحكومية، بلغت 100 في المائة، في حين بلغت نسبة التلوث الجرثومي 60 في المائة.

****************************************************************************************

الصفحة الثانية

كل خميس درس عظيم  في مقاومة الظلم والحرمان

جاسم الحلفي

تقول التجربة التاريخية لكفاح الشعوب من اجل تقرير مصيرها، ان لا قوة مهما بلغ جبروتها تستطيع كسر ارادة شعب يتوق للتحرر من نير الاستبداد والتسلط والحرمان. والشعب الفلسطيني الحر يمنحنا اليوم درسا هائلا في مقاومة الاحتلال والظلم والاستعباد، حيث يتصدى لأبشع واكبر مجزرة تنفذ لإبادته بتوحش رهيب، عنوانها حرب الابادة الجماعية (الابارتيد)، امام انظار دول الغرب (المتحضر)، التي اشاعت وهم احترامها لحقوق الانسان.

يتصدى الشعب الفلسطيني وحيدا لماكنة الموت البشعة، مكافحا صادقا في سبيل الحرية وحق الانسان في الحياة والكرامة، ويدفع من اجل ذلك ثمنا باهظا، مضحيا بالأرواح والممتلكات، ومقدما لشعوب العالم درسا بليغا لقيم الكرامة الإنسانية.

صمود الشعب الفلسطيني في غزة أذهل العالم، ووضع المحتلين في ازمة لا مخرج منها، ستنتج عنها تداعيات على مجمل الأوضاع في إسرائيل. صمودٌ اربك قيادة اركان جيش الاحتلال، بحيث تراجعت امس عن قرارها بتسريح جيش الاحتياط الذي أصدرته قبل أسبوع، وإعادت الى اتون حربها من سرحتهم قبل أسبوع، ولم تمهلهم لإتمام رقصة (سلامة بقائهم على قيد الحياة)،  اثر سحبهم من غزة. يبدو انها لا تستطيع الاستغناء عنهم، فخسائر الجيش تتزايد فادحة، دون تحقيق شيء من أهداف الحرب المعلنة.

ونحن نتابع صفحات صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ونشهد كل يوم الانكسارات العسكرية للمحتلين. لكن تصعب الإحاطة بانكسارات اسرائيل على الجبهة السياسية، حيث تفاقم ازمة حكومة اليمين، وقد ركز برنامج تحالف اليمين المتطرف الحاكم على عدم  بحث إقامة دولة فلسطينية، فيما أصبحت اليوم مقولة (لا امن لإسرائيل ولا امان دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس) مدوية بمعنى الكلمة. وهذا يحتم على حكومة الاحتلال اتخاذ جملة إجراءات، منها وقف العدوان وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وإعادة السلطة الفلسطينية، وتأكيد الوحدة السياسية بين الضفة الغربية وقطاع غزة في سياق رؤية مستقبلية لإقامة الدولة فلسطينية، وعدم اعاقة دخول المساعدات، وتهيئة مشاريع إعمار غزة وتعويضها عن خسائر العدوان والوحشي. لكن هذا ما لا تقبله حكومة تحالف اليمين المتطرف، واضعة نفسها في مأزق، واول من يتحسس مخاطر ذلك على مستقبله السياسي هو رئيس الحكومة نتنياهو، المهدد أصلا بعدد من فضائح الفساد، حيث سيتحمل مرارة مسؤولية الفشل الأمني والسياسي.

امام خسائر العدوان على غزة، وفشله في تحقيق ادنى الأهداف، وانعكاس الازمة على الوضع الاقتصادي الاجتماعي في إسرائيل، وفقدان الإسرائيليين الشعور بالأمان، مقابل الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني، وبسالة مقاومته المذهلة، وتصاعد حركة استنكار التوحش الإسرائيلي، وسعة التضامن الشعبي العالمي مع الشعب الفلسطيني، إضافة الى قضية الإبادة الجماعية المطروحة امام محكمة العدل الدولية، وأمور أخرى، كل هذا جعل الخلافات بين القيادات الإسرائيلية تتصاعد، خاصة بين الأقطاب (نتنياهو وغالانت وهاليفي وبيني غانتس)، حيث لا تتقبل عقولهم المأزومة غير استمرار الحرب. كما لا يجرأ أي من هؤلاء المتطرفين على الاعتراف بصعوبة تحقيق أهداف الحرب التي اعلنوها.

 مقابل ذلك تتبلور في دولة الكيان حركة اجتماعية نواتها اليسار ودعاة السلام، تطالب بوقف الحرب واللجوء الى خيار التفاوض وبناء السلام، وتشاركهم موضوعيا عائلات المحتجزين الإسرائيليين، حيث نظموا اعتصاما مفتوحا امام مقر نتنياهو، مطالبين بإنهاء الحرب واللجوء الى الحلول السلمية، التي تضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على أرضها وعاصمتها القدس.

*******************************************************************

الأمم المتحدة تحقق في تلقي موظفيها رشى في العراق

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عن فتح تحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن تقرير كشف تورط موظفين في البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في العراق بأخذ رشى لتمرير مشاريع خاصة بإعمار العراق، منذ عام 2003.

وقال بيان للناطق الرسمي لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، إنه “استجابة لما ورد في المقال الذي نُشرَ مؤخراً في صحيفة الغارديان البريطانية بشأن برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، يود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي التصريح بأننا نأخذ جميع الادعاءات على محمل الجد ونحقق فيها على وجه السرعة، وسنتخذ إجراءات حازمة ومناسبة إذا ثبت صحة أي من هذه الادعاءات”.

واضاف، ان “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لا يتسامح مطلقاً مع الاحتيال والفساد، وينطبق هذا على جميع موظفي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والموظفين غير التابعين له والموردين والشركاء المنفذين والأطراف المسؤولة”.

وأوضح، أن “عدم التسامح المطلق لا يعني عدم وجود مخاطر. لقد كان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي شفافاً مع المانحين والشركاء وعامة الشعب بشأن المخاطر والتحديات التشغيلية التي تلت أعواماً من الصراع في العراق”.

ولفت إلى أنه “يتم تقييم أي ادعاء بالرشوة أو الفساد أو الاحتيال بشكل شامل، وحيث يكون ذلك مناسباً، يتم التحقيق فيه من قبل مكتب التدقيق والتحقيقات المستقل التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي”.

***************************************************************************************

3 تظاهرات احتجاجية في بغداد واعتصام مستمر لأهالي نوروز في كركوك

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الاحتجاجات المطلبية في مناطق مختلفة من البلاد، حيث شهدت العاصمة بغداد 3 فعاليات احتجاجية، حملت مطالب متنوعة. فيما يواصل أهالي حي نوروز في كركوك اعتصامهم، احتجاجا على قرار اخلاء منازلهم.

وقرب وزارة التعليم العالي، نظم حملة الشهادات العليا ممن لا يحملون “كودات”، مطالبين الحكومة بإصدار اولمر تعيينهم اسوة باقرانهم، مؤكدين ان محاولة استبعادهم من التعيين “اجراء غير قانوني”.

وامام مبنى البنك المركزي، تظاهر العشرات من المواطنين المطالبين بسحب ودائعهم من مصرف الوركاء، مشيرين الى ان المصرف يرفض تسليم المودعين ودائعهم بحجة عدم وجود سيولة مالية.

وفي ساحة مظفر وسط مدينة الصدر، تظاهر العشرات من أصحاب الدراجات و”التكاتك” المحجوزة، مطالبين برفع الحجز عن مركباتهم.

معتصمو نوروز

وأكد معتصمو حي “نوروز” في محافظة كركوك، يوم الأربعاء، رفضهم الانسحاب من الاعتصام المفتوح منذ نحو أسبوعين لحين تنفيذ مطالبهم، مؤكدين تعرضهم لتهديدات كثيرة بغية فض اعتصامهم.

وقال أحمد شاهين، أحد المشاركين في الاعتصام: إن “مواقع اعلامية ومواقع تواصل اجتماعي اشاعت أنباء انسحابنا من الاعتصام وفضه، إلا أنه ما زال قائماً، رفضا لتجريدنا من منازلنا ومحاولات تشريدنا غير المبررة من قبل وزارة الدفاع”.

وأكد شاهين، أن “المعتصمين تعرضوا لضغوطات وتهديدات من اجل ارغامهم على الانسحاب، الا انهم ما زالوا صامدين في موقع الاعتصام في حي (نوروز)، رفضا لمحاولات الجيش العراقي إخراجنا من منازلنا دون أي مبرر قانوني”.

وجدد المعتصمون مطالبة رئيس الوزراء والجهات المعنية بإلغاء قرار وزارة الدفاع بإخلاء الحي من سكانه وافتعال أزمات معيشية وانسانية تدفع ثمنها مئات الأسر الساكنة في الحي.

ووجّهت الأمانة العامّة لمجلس الوزراء، في وقت سابق دائرة عقارات الدولة في وزارة المالية، بالتريّث في تنفيذ قرارها بشأن المنازل المتنازع عليها في حي نوروز، ضمن محافظة كركوك.

وجاء في وثيقة صادرة عن أمانة مجلس الوزراء، التي طالعتها “طريق الشعب”، أنه تقرر التريث في تنفيذ قرار يتعلق بمنازل مجمع دور ضباط وزارة الدفاع (مجمع الواسطي) في حي نوروز بمدينة كركوك، لحين صدور إبلاغ جديد من الأمانة.

وكان الجيش العراقي قد طالب بوقت سابق، بإخلاء 122 منزلاً تسكنها عائلات كوردية في حي نوروز بمدينة كركوك، حيث اقتحمت قوة تابعة للجيش، يوم (2 كانون الثاني 2024) الحي لتنفيذ إخلاء المنازل.

ويوجد 122 منزلاً في حي نوروز بمدينة كركوك، تعيش فيها نحو 170 عائلة، كان النظام السابق في العراق قد قام ببنائها لسكن المقربين منه.

وكان مجلس محافظة كركوك السابق، قد أصدر قراراً يسمح للعائلات بالبقاء في هذه المنازل العشوائية، والمنازل الـ 122 آنفة الذكر، لحين تعويضها من قبل الحكومة.

***********************************************************************************************

تحديات امام الحكومة في امتلاك القرار السيادي

مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، وصف الضربات الأميركية التي نُفذت في ساعة مبكرة من يوم أمس الأربعاء بأنها “لا تساعد على التهدئة” معتبرا إياها “اعتداء صارخا على السيادة العراقية”.

وأضاف الأعرجي في بيان، أنّ “على الجانب الأمريكي الضغط لإيقاف استمرار العدوان على غزة، بدلاً من استهداف وقصف مقرات مؤسسة وطنية عراقية”.

«تصعيد غير مسؤول»

وفي بيان أصدره الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول، دعا العراق المجتمع الدولي إلى تولّي مسؤوليته في دعم السلم والأمن، ومنع كل التجاوزات التي تهدد استقرار العراق وسيادته، مشيراً الى التعامل مع هذه العمليات على أنها “أفعال عدوانية”، في رد على القصف الأمريكي الي طال مقرات لإحدى فصائل الحشد الشعبي.

وقال رسول: “في إصرار واضح على الإضرار بالأمن والاستقرار في العراق، تعود الولايات المتحدة لتنفيذ ضربات جوية ضد أماكن وحدات عسكرية عراقية من الجيش والحشد الشعبي، في منطقتي جرف النصر والقائم”.

وأضاف، أنه “في الوقت الذي قطعت فيه التفاهمات، بشأن دور ومهام عناصر التحالف الدولي ومستشاريه المتواجدين في العراق، شوطاً إيجابياً على طريق تنظيم العلاقة المستقبلية، نجد هذه الأفعال ترتكب لتتسبب في عرقلة هذا المسار، والإساءة لكل الاتفاقات ومحاور التعاون الأمني المشترك”.

يحيى رسول، وصف الفعل بـ”المرفوض، ويقوّض سنوات من التعاون ويتجاوز على سيادة العراق بشكل سافر، ويؤدي إلى تصعيد غير مسؤول”.

البرلمان يطالب بإخراج القوات الأجنبية

وعقب اندلاع الحرب بين عناصر حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل في 7 تشرين الأول الماضي، تعالت الأصوات داخل العراق مطالبة بخروج القوات الأجنبية (التحالف الدولي، القوات الأمريكية) من العراق، رداً على الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل.

ودانت رئاسة مجلس النواب، أمس الأربعاء، “الاعتداء الأمريكي على المقرات الأمنية في بابل والأنبار”، معربة عن استنكارها “الشديد لاستمرار التجاوز السافر على السيادة العراقية، وعدم احترام المواثيق والاتفاقيات الدولية والثنائية من قبل الولايات المتحدة”.

وجددت الرئاسة في بيان لها، مطالبتها “الحكومة، في الإسراع في تنفيذ قرار مجلس النواب القاضي بإخراج القوات الأجنبية من البلاد وبشكل كامل، والتي بات وجودها يهدد أمن واستقرار العراق وسلامة أبنائه”، معتبرة “التهاون في تطبيقه مخالفة صريحة للتشريعات والإرادة الشعبية، وان سيادة العراق ودماء شعبه خط أحمر لا يمكن السماح بالتعدي عليهما” .

وأكد البيان ان مجلس النواب داعم لتوجهات الحكومة بتقديم شكوى رسمية لمجلس الامن الدولي بشأن تكرار الخروقات الأمريكية داخل الأراضي العراقية.

مستشار حكومي يحذف منشوره!

وحذف هشام الركابي، مستشار رئيس مجلس الوزراء، تدوينة على موقع (X)، أعلن فيها عن نية الحكومة تقديم شكوى إلى مجلس الأمن، بشأن القصف الأمريكي على القائم وجرف الصخر.

ضبط التصريحات الحكومية

بدوره، ابدى الناشط المدني علي البهادلي، استغرابه من عدم تمكن الحكومة من ضبط إيقاع التصريحات التي تصدر عنها بواسطة المتحدثين الرسميين او المستشارين.

وقال: ان “التخبط الإعلامي الذي شهدناه بعد قصف الاحتلال الأمريكي، يدل على الارتباك السياسي والإعلامي لدى الحكومة والكتل التي تدعمها”، معتبرا ان “نهج المحاصصة المتجذر أوصل عددا من المسؤولين الى مراكز القرار، وهم ليسوا مسؤولين امام رئيس مجلس الوزراء، انما امام رؤساء الكتل المتنفذة التي دفعت بهم الى هذه المناصب. وبالتالي فإن التصريحات التي تصدر عنهم في الكثير من الأحيان تعكس مواقف كتلهم السياسية وليس الحكومة”.

وشدد الناشط على ضرورة حصر التصريحات الرسمية بالناطقين الرسميين، وان تعمل الحكومة على تنفيذ الالتزامات التي وضعتها على نفسها في جدولة الانسحاب الأمريكي من العراق، وضبط الامن وحصر السلاح بيد القوات الأمنية الرسمية الدستورية.

****************************************************************************************

الصفحة الثالثة

مشاريع تحلية المياه مجرد استهلاك اعلامي تحذيرات رسمية: ارتفاع ملوحة شط العرب يهدد بكارثة بيئية

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

يواجه سكان محافظة البصرة جنوبي العراق خطرا بيئيا يتمثل في ارتفاع اللسان الملحي في مياه شط العرب؛ اذ رصد مكتب مفوضية حقوق الإنسان في المحافظة تلوثاً كبيرا و «إهمالاً ولا مبالاة» لمياه الشرب في مناطق شط العرب تحديداً.

إهمال ولامبالاة

وأكدت المفوضية في بيان لها، ضرورة توفير مياه صحية غير ملوثة في محافظة يلتقي فيها نهران عملاقان.

وأشارت إلى أن التلوث يشمل حتى المياه، فيما لمحت الى ان مشاريع تحلية المياه الحكومية موجودة في الإعلام فقط.

وأظهر المكتب جهود مدير ماء البصرة، لكنه أشار إلى الإهمال واللامبالاة في مناطق شاسعة في قضاء شط العرب.

وحذر المكتب من حدوث كارثة في السنوات القليلة المقبلة، مطالبا بملء خزانات المياه، في الوقت الذي وصلت فيه المياه الملوثة الى مناطق عدة في البصرة، مع التأكيد على أهمية عدم إهمال تحذيراته بشأن التلوث الخطير للمياه والهواء والتربة.

وكانت المفوضية أعلنت خلال 2018، أن محافظة البصرة منكوبة بسبب ما تشهده من كارثة بيئية، وارتفاع نسبة الملوحة في المياه ونقص الأدوية. ولفتت الانتباه إلى أن نسبة التلوث الكيماوي في مياه الشرب، التي تضخها محطات التحلية الحكومية، بلغت 100 في المائة، في حين بلغت نسبة التلوث الجرثومي 60 في المائة.

وضع معالجات حقيقية

 يقول سعد ناظم ناشط بيئي من محافظة البصرة، أن «حالات التسمم بسبب المياه انخفضت عن السنوات السابقة، لكن وضع الماء لا يزال غير جيد، ويتطلب إجراء مزيد من العمل لمنع حدوث ازمة بيئية وصحية أخرى».

واقترح خلال حديثه لـ «طريق الشعب»، على الحكومة المحلية، ان تبحث عن جذور المشاكل الرئيسية وتضع معالجات لها، بالإضافة الى أهمية الاستثمار في البنى التحتية وتحسين طريقة إدارة ملف المياه وتقليل التلوث والضرر البيئي.

ويعمل ناظم ضمن فريق «صحفيون من أجل البيئة والمناخ»، الذي يعمل بالشراكة مع الجهات المعنية بالبيئة في محافظة البصرة.

وأشرف الفريق على حملة المحافظة على البيئة ومكافحة التلوث من خلال تنظيف نهر البصرة السيمر، كونه يمر باهم مؤسسات الدولة الثقافية والفنية، والتي تعتبر من المناطق السياحية التي تستقطب السائحين، وتم توزيع بوسترات إرشادية تهدف لخلق الوعي البيئي لدى المواطنين وعدم رمي النفايات داخل النهر، وفق ناظم.

وشارك في الحملة مديرية بلدية البصرة، والبيئة، ودائرة مجاري البصرة.

فقدان نصف المياه

تقول الأمم المتحدة، إن 45 في المائة من المياه في البصرة يتم فقدانها جراء تسربها من شبكات الأنابيب القديمة والمتهالكة. كذلك جراء التجاوزات على تلك الشبكات.

حملات توعية

وتوقعت وزارة البيئة خلال العام الماضي ارتفاعًا خطيرًا في نسب التلوث والملوحة في المحافظات الجنوبية، نتيجة أزمة المياه المستمرة في البلاد، حيث حذرت الوزارة من استمرار ارتفاع نسب التلوث في بغداد والمحافظات دون اتخاذ إجراءات حازمة. فيما اعتبرت ان الوضع يتطلب إنشاء مدينة إدارية جديدة لمكافحة التلوث.

ووفقا لوزير البيئة نزار آميدي، فإن اقتراب فصل الصيف ونقص إمدادات المياه المتدفقة من الدول المجاورة، سيؤثر سلبًا على كميات المياه المتاحة في العراق، ما يتسبب في ارتفاع نسب الملوحة والتلوث، خاصة في المحافظات الجنوبية كالبصرة والمثنى وذي قار.

وثيقة المساهمات الوطنية

ويقول المتحدث باسم وزارة البيئة، أمير علي حسون، أن «الوزارة مستمرة بالتنسيق مع جميع الوزارات القطاعية لتنفيذ وثيقة المساهمات الوطنية العراقية NDC، التي تعتبر خارطة طريق لتنفيذ اتفاق باريس للمناخ. وسيتم إطلاق وثيقة خطة التخفيف الملائمة وطنياً، ووثيقة الاحتياجات التكنولوجية عام ٢٠٢٤، والتي تشكل جزءًا من الوثائق الوطنية لمواجهة التغيرات المناخية ومكافحة التلوث، وتعبر عن نهج الحكومة في مجال التغيرات المناخية».

ويؤكد حسون في حديث خصّ به «طريق الشعب»، أن «الوزارة كثفت جهودها خلال العام الماضي، ودشنت العديد من الورش التوعوية، التي سلطت الضوء على كيفية الحفاظ على البيئة ومكافحة التلوث والتغير المناخي».

تحذيرات

يقول الاستشاري البيئي د. جاسم المالكي من محافظة البصرة، إن «وجود ملوثات بيئية يعد تحديًا كبيرًا في المنطقة؛ حيث تلعب مياه الأنهار دورًا هامًا في نقل الملوثات، والتي تحدث عن طريق مياه المبازل ومخلفات المصانع والمنازل، التي تضاف إلى أنهر المنطقة، ما يسهم في ارتفاع نسب الملوحة».

ويؤكد المالكي خلال حديثه مع «طريق الشعب»، وجود «حاجة الملحة لتنسيق وزاري لمكافحة هذه الظواهر، والعمل على محاسبة المخالفين، إضافة إلى أهمية نشر الوعي حول مخاطر هذا التلوث وضرورة التحرك الحكومي نحو دول الجوار، وتكثيف الجهود الداخلية لإزالة الملوثات البيئية».

وبصفته مسؤولًا في إحدى المؤسسات الحكومية، يقدر المالكي نسب التلوث في بعض الأنهار، بنسبة 90 في المائة. كما وصلت نسب التسمم خلال عام ٢٠٢٠ لنحو ١١٠ أشخاص. اما في عام ٢٠٢١ فوصلت الى ٦٠ الف شخص»، مشيرا إلى أن تلك النسب تتزايد سنويًا في ظل ذبذبة إطلاقات المياه الواردة للعراق.

ويشدد المالكي على أن «الهدر وغياب الحلول الاستراتيجية يشكلان تهديدًا كبيرًا على الإنسان والثروة الحيوانية والزراعية»، محذرا من انتشار الكوليرا والإسهال بين السكان.

ويضيف، أن «الأعداد المرتفعة لحالات التسمم ونفوق المواشي، يتسبب في تصحر المساحات الزراعية وهجرة الأهالي». ويختتم المالكي بالتأكيد على أن محافظة البصرة تعيش في أزمة تلوث للمياه منذ سنوات، محذراً من تبعات خطرة على حياة سكان المنطقة، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة وسريعة لمعالجة هذا التحدي البيئي.

*********************************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق، ساحة لتصفية الحسابات أم دولة ذات سيادة؟

نشر موقع المجلس الأطلسي مقالاً حول الصراع الذي يحدث على الأرض العراقية بين الولايات المتحدة من جهة وإيران وحلفائها من جهة ثانية، والتي كان أبرزها ضرب مواقع مدنية في أربيل بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة والهجوم الجوي الذي نفذته طائرات أمريكية على موقع عسكري عراقي في وسط بغداد.

عمداً أم سهواً؟

ورداً على التساؤل عما إذا كانت الصواريخ البالستية قد أطلقت لتستهدف فعلاً البيوت التي دمرتها، أم أن ذلك حدث بعد أن ظلّت الصواريخ طريقها، أشار المقال إلى أن الصراع بين واشنطن وطهران، اتخذ منذ فترة طويلة شكل افعال وردود افعال انتقامية، غالباً ما لا تبدو متطابقة في المظهر والجوهر، لكنها متماثلة على نحو ما. وربما يأتي اغتيال رجل الإعمال الكردي في هذا السياق، كرد من طهران على اغتيال قادة عسكريين من قواتها أو قادة حلفائها.

بدائل العنف

ونقل المقال عن مسؤول كردستاني قوله، بأن مشكلة أربيل ليست في اختيار الأصدقاء، وانما في عدم قدرتها على اختيار الجيران، وتأكيده على أن العراق كان سيستجيب لطلب طهران، كبح جماح السلوك المناهض لإيران من داخل أراضيه، خاصة إذا ما كفت هي الأخرى عن استهداف خصومها وأعدائها على الأرض العراقية.

احترام قواعد الإشتباك

ويبدو، حسب كاتب المقال، أن طهران أرادت أيضاً ارسال رسالة إلى أربيل، تتعلق بنشاط أكراد مناهضين لها، يقيمون في كردستان العراق، من دون المخاطرة بشكل كبير بصراع إقليمي أوسع، لاسيما وقد صرحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الامريكي، بعدم استهداف الهجمات لأي أفراد أو منشآت أمريكية.

وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن هذه الهجمات لن تكون الأخيرة، حيث أعلنت طهران بأن (المعركة بين الخير والشر لا تنتهي أبداً)، رغم إحجام ايراني واضح عن التصعيد إلى حرب مع الغرب، ناصحاً الخبراء الذين يدعون إلى رد امريكي أكبر عليها، بأن يأخذوا هذه الأمور بنظر الإعتبار.

ساحة لتصفية الحسابات

ولموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، كتب سيان ماثيوس تقريراً، اشار فيه إلى أن العراق بات الساحة المفضلة لتصفية الحسابات بين واشنطن وطهران، مشيراً إلى أن تنديد بغداد بالهجمات الإيرانية والأمريكية داخل حدودها الوطنية، يكشف حجم الحرج الذي تعاني منه حكومة العراق، والقلق الذي يعيشه هذا البلد في ظل تصاعد القتال في غزة ومخاطر توسع نيرانه إلى خارجها من جهة، واستعراض العضلات الذي تقوم به كل من طهران وواشنطن، وهما يجدان من يقاتل خصومهما بالنيابة عنهما من جهة اخرى.

وأكد الكاتب على أن الصراع في العراق، يبدو ربما في أشد حالاته تعقيداً اليوم، حيث تمثل الحرب في فلسطين فرصة لطهران وحلفائها لإخراج القوات الامريكية من العراق، فيما تلوح الولايات المتحدة بعصا الدولار لمنع ذلك، لاسيما مع استفادة الأطراف الأولى من علاقات العراق الاقتصادية مع الغرب للحصول على الأموال.

ضعف الدولة

وذكر ماثيوس بأن ضعف وانقسام الحكومة العراقية قد أدى ويؤدي لعجزها عن التحكم بهذا الصراع بين القوى الأجنبية، على أراضيها، مشيراً إلى أن إدارة بايدن كانت قد بدأت مفاوضات مع بغداد، حول مستقبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، وهي المفاوضات التي توقفت بعد اندلاع الحرب في غزة، بسبب تغير نهج واشنطن، التي يعتمد وجودها في سوريا أيضاً على اتفاقها مع بغداد.

ولفت الكاتب الانتباه إلى أن الجميع مقتنع بأن بغداد تسعى إلى الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع واشنطن، بسبب ارتباط الموارد المالية للعراق بها وبشكل معقد، وحاجتها إلى الحماية الأمريكية من الدعاوى القضائية، وإصدار إعفاءات من العقوبات، وهو ما عكسته الحملة الامريكية الاخيرة على تبييض الأموال، والتي خلقت أزمة في تصريف العملة الوطنية.

****************************************************************************************

عين على الأحداث

مو بعد وكت!

أكدت وزارة النقل على سعيها لإعادة افتتاح 72 خطاً عاماً في بغداد، بعد أن أبرمت عقداً لتصنيع المظلات الحديثة، مشيرة إلى أن إعادة خطوط النقل العام، تهدف لخدمة ذوي الدخل المحدود وتقليل الزحامات والانبعاثات الغازية الملوثة. هذا ورغم ما يمثله الخبر من تغير نوعي في حياة المدينة، التي تفتقر للنقل العام منذ عقدين، في حالة نادرة بالعالم المعاصر، فقد استقبل الناس الاعلان بفرحة حذرة، حيث اعتاد “أولو الأمر” على إطلاق التصريحات والوعود، دون أن ينفذوها، مطالبين الحكومة بالإسراع في إعادة توفير خدمات النقل العام والشحن، وتأسيس شركات عامة ومختلطة وخاصة لتأمين ذلك.

لصوص حسنو النية!

أكدت لجنة النزاهة النيابية على أن المتهم الأول بسرقة القرن، حر طليق ويمارس عمله في جمع الأموال لتسديد سرقته، مشيرة إلى عدم توفر معلومات كافية لديها حول الملف، لتتمكن من متابعته وملاحقة المتورطين بالجريمة. وتساءلت اللجنة عن سبب السماح لهذا المتهم بحرية الحركة إذا كانت هناك جدية في محاسبته. هذا ويبدو أن سرقة اللصوص الظرفاء لمبلغ 2.5 مليار دولار فقط من أموال الضرائب، كانت بحسن نية كاملة، مما دفع الحكومة إلى التخلي عن وعودها بمعاقبتهم واستعادة المال المنهوب، مكتفية بتنبيههم عن خطأ فعلتهم، وامهالهم زمناً غير محدد لتصحيحها.

كي تكون بغداد أجمل

في سياق حملتها لتنظيف وتنظيم العاصمة، قامت السلطات بملاحقة أصحاب البسطات في الأسواق والتي يعتمد عليها كثير من الكادحين، كمصدر وحيد لرزقهم، متخذة قرارات بإزالتها، دون توفير البدائل المناسبة لأصحابها، في بلد تجاوزت فيه معدلات البطالة بين الشباب 30 بالمائة ويقع فيه 12 مليون مواطن تحت مستوى الفقر ويعيش 7 ملايين منهم في عشوائيات تفتقر لأبسط مستلزمات الحياة الآدمية. هذا ويطالب الناس الحكومة بالكف عن هذا الإضطهاد وانصاف هؤلاء المحرومين والمحتاجين وتوفير مساكن لائقة وفرص عمل منتج لهم، فبغداد لن تكون أجمل بالمجسّرات والحدائق، وهي محاصرة بالجوع والمرض والفقر ويخنقها الفساد والإستغلال.

هربجي كرد وعرب

استجابة لطلب فلاحي الوسط والجنوب، قررت وزارة الزراعة والموارد المائية في إقليم كوردستان حظر استيراد الطماطة حتى اشعار آخر، كي تتاح لهم الفرصة لتسويق منتوجهم بدون منافسة غير عادلة مع المستورد. هذا وفيما تم الكشف عن وصول انتاج الطماطة في منطقة الزبير وحدها إلى أكثر من 4 الاف طن، وهو ما يكفي لتلبية الطلب المحلي، طالب الفلاحون الحكومة بحماية المنتج النباتي والحيواني والمساعدة في تنظيم التسويق وتسهيل عملية التصدير وترشيد عمليات الاستيراد والتطبيق الفعلي للرزنامة الزراعية وتقديم كل اشكال الدعم لتحقيق الأمن الغذائي، في وقت مثلت فيه المبادرة الكردستانية مصداقاً للأخوة العربية الكردية.

نوب مگبعة ونوب مغشاية

حذرت جنين بلاسخارت، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، من خطر انجرار العراق إلى الصراع الدائر في الشرق الأوسط، مما يهدد وضعه الأمني والعسكري والاقتصادي، سواءً عبر حصول تصادم عسكري مع القوات الأمريكية، التي توصف بأنها “حليف” استراتيجي، أو في زعزعة الأمن الوطني أوفي تخفيض واردات العراق لدرجة قد يتعذر معها توفير الرواتب. الناس الذين اقلقتهم هذه التحذيرات، والتي جاءت في سياق صدامات عنيفة وهجمات متبادلة على أراضي بلدهم، أدهشتهم ردود المتنفذين المتناقضة على بلاسخارت، والتي اتسمت بالثناء والإعجاب حين تناسبهم مواقفها وبالذم والشتيمة، حين تخالفهم، دون أي اعتبار لمدى توافق التصريحات مع مصالح البلاد.

**********************************************************************************************

الصفحة الرابعة

عنف مدرسي «متوارث».. مراقبون يدعون لتفعيل دور الباحث الاجتماعي

بغداد – طريق الشعب

انتشر مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي في بداية شهر كانون الثاني الحالي، يظهر طالبة تتحدث عن تعرضها للعنف من قبل مدرستها، ما أثار غضب العديد من الاهالي، إذ قام بعضهم بمشاركة حالات عنف تعرض لها أطفالهم، الامر الذي علله مراقبون بعدم تفعيل دور الباحث الاجتماعي وتجاهل محاسبة مرتكبي العنف بأشد العقوبات.

إحدى الأمهات ذكرت في تعليقات على (فيسبوك) إلى أن ابنتها تتعرض للضرب بالعصا إذا تلكأت في تذكر القصيدة. وفي تعليق آخر ذكر أحد اولياء الامور ان ابنه لم يخبرهم بتعرضه للعنف.

في البصرة تناقلت الاخبار تعرض احدى الطالبات للاعتداء الجسدي من قبل أحد الأساتذة. واكد كادر المدرسة ان الأستاذ عليه العديد من الملاحظات الأخلاقية.

وسيلة للتأديب؟

 تعترف المدرسة سميرة عباس بوجود بعض «المعلمين الذين ينتهجون العقوبات البدنية واللفظية، التي تؤثر على صحة الأطفال جسديًا ونفسيًا وتعيق نموهم الطبيعي»، مردفة أن مدرستها تحرص على عدم التوجه نحو هذه الأساليب الوحشية.

خلال حديثها مع «طريق الشعب»، انتقدت عباس زملاءها في المهنة الذين «يعتمدون على الضرب والاهانة كوسيلة للتدريس». وقالت إن «تعنيف الأطفال ينتشر خاصةً في بداية الدوام المدرسي، ما يسبب للأطفال خوفاً من جوّ المدرسة، تحديدا المراحل الابتدائية الأولى، على الرغم من حاجتهم إلى الشعور بالأمان، وتعزيز رغبتهم في التعلم».

وبيّنت أن من الخطأ «اعتبار الضرب والعنف وسيلة لتحسين سلوكيات الأطفال، فهو بعيد تماما على ان يعد وسيلة للتربية. بل من شأنه ان يخلق مشاكل اجتماعية عديدة».

 وأكدت عباس، «أهمية تفعيل دور الباحث الاجتماعي لتحقيق تواصل دائم ومتابعة مع الأهالي في حالة عدم استجابة الأطفال للمواد الدراسية»، مستبعدة استخدام العنف في هذا السياق.

دور الباحث الاجتماعي

الباحثة الاجتماعية، هدى العامري، التي تعمل في المدرسة نفسها مع سميرة، تقول انه «في الفترات الأخيرة زاد الاهتمام بالباحث الاجتماعي»، لكنها تشدد على ضرورة زيادة الاستعانة بهم في المدارس، حيث يظل عددهم قليلاً مقارنةً بالحاجة الفعلية.

وتضيف في حديثها لـ «طريق الشعب»، أن «العنف لا يحدث فقط من قبل المعلمين، بل يُمارسه العديد من الأهالي تجاه بناتهم. فالفتيات يواجهن العديد من المشاكل النفسية بسبب ذلك، وأسمع قصصًا عجيبة من قبل الطالبات».

ودعت إلى أهمية «تفعيل القوانين التي تحاسب مرتكبي العنف في المدارس، فيما حثت الأهالي والمعلمين على تحمّل التلاميذ، وأن يصبروا في تعاملهم معهم ويسامحوهم عن الأخطاء البسيطة، ويقللوا من مستوى العقوبة في حال كانت الأخطاء كبيرة، دون اللجوء نهائيا إلى الضرب او الإهانة».

عنف متوارث

يقول الناشط في مجال التعليم علي حاكم، مؤسس المدرسة الحرة، إن «بعض الأجيال توارثت العنف، وعلى الرغم من تعرضهم للعنف وتأثرهم به، إلا أنهم ينقلونه للأجيال الجديدة».

وينتقد حاكم بشدة المدرس التربوي الذي يمارس الضرب تجاه تلاميذه، بادعاء تحسين السلوك والمستوى المهني.

ويضيف حاكم في حديثه لـ «طريق الشعب»، أن «خلق الخوف والرعب في قلوب التلاميذ لا يُعتبر أسلوبًا لائقًا بشخصية المعلم، ما يؤدي إلى تغيب غالبية الطلاب عن الدراسة وعدم اهتمامهم بها، ويتحول الاستيقاظ صباحا والذهاب للمدرسة أكبر كوابيسهم». ويشدد على أهمية جعل المدرسة مساحة آمنة للتعلم وتصحيح الأخطاء واكتساب المهارات والمعلومات للتلاميذ، من خلال الاهتمام بالدروس الترفيهية وتفعيل دور الباحث الاجتماعي والنفسي في المدارس، مع إيجاد بدائل للممارسات العنيفة.

وأسس علي حاكم المدرسة الحرة منذ سنوات، وهي مؤسسة تطوعية تسعى إلى خلق رؤى وأساليب جديدة في التعليم. ويأمل حاكم أن تتبنى الحكومة فكرة مشروعه وتطبيقها في المؤسسات التربوية الحكومية.

****************************************************************************************

النمو السكاني يفاقم أزمة السكن في العراق.. والحكومة: معالجتها تتطلب جهوداً كبيرة

بغداد ـ طريق الشعب

تتفاقم مشكلة السكن في العراق بشكل سريع، في بلد يشهد معدل نمو سكاني يبلغ 3 في المائة سنويًا، ما يخلق بطالة جديدة وتنافسا على الخدمات الأساسية.

إحصائية «مقلقة»

وزير الإعمار والإسكان، بنكين ريكاني، أعلن عن إحصائية «مقلقة»، تفيد بارتفاع نسبة العجز في وحدات السكن إلى حوالي 31 في المائة خاصة في العاصمة بغداد. وبلغ إجمالي الوحدات السكنية، المنجزة وغير المنجزة، 1,132,548. فيما بلغ إجمالي السكان في بغداد حوالي 1,710,219 حتى عام 2022، وذلك وفقًا لتقارير وزارة الإعمار والإسكان.

ضغط

يقول المختص في مجال العمارة، ليث علي أن أزمة السكن في بغداد خلقت العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية.

ويبين، أن ابرز المشاكل تتمثل بـ «العشوائيات وما ولدت من تداعيات اجتماعية وأمنية، بالإضافة ضغطها على الخدمات الأساسية، وبعض المدن تشهد انعداماً شاملا للخدمات الضرورية».

ويقول علي لمراسل «طريق الشعب»، إنّ «أزمة السكن في ظل زيادة عدد السكان، أدت إلى خلق ازدحام، ما يضطر العديد من الأسر للعيش في مساكن ضيّقة وغير مناسبة، نتيجة لنقص الوحدات السكنية او ارتفاع أسعار العقارات والإيجارات».

ويجد علي، أن «من المهم الخروج من الحلول التقليدية وعدم الاستمرار بذات الخطوات السابقة التي ساهمت بشكل مباشر او غير مباشر في تفاقم أزمة السكن»، مستدركا بالقول: إن عدم حلها يؤثر على الصحة العامة والنمو الحضري، إضافة إلى تراجع مستوى الحياة الاجتماعية في المدن».

التأثير الاقتصادي

يقول الباحث في الشأن الاقتصادي، عبد السلام حسن، إن «الازمات السياسية والأمنية وما ولدته من مشاكل اجتماعية واقتصادية، بالإضافة إلى تشريد عدد كبير من المواطنين وتدمير العديد من المنازل والبنية التحتية، اثر على الوضع السكني في مراكز المدن، وتحديدا العاصمة بغداد».

ويردف كلامه لـ «طريق الشعب»، قائلاً إن «ازمة السكن سببّت تصاعدا في حدة التنافس بين شركات القطاع الخاص، بينما القدرة الشرائية لدى المواطنين تتراجع، ما يجعلهم غير قادرين على الوفاء بالتزامات الإيجار أو شراء منازل».

ويضيف أن «أزمة السكن في بغداد تشكل تحديدا اقتصادياً كبيراً، وتزيد الطلب على الخدمات الأساسية، ما يتطلب تدخلاً شاملاً وحقيقياً من قبل السلطات المعنية، ووضع استراتيجيات اقتصادية وسياسية، يساهم في تحسن من الوضع المعيشي للمواطنين».

ويؤكد، أن «الحلول الترقيعية لا بد من تجاوزها. وعلى الحكومة ان تسرع في إنجاز التعداد السكاني واكمال المشاريع السكنية التي تعهدت بها»، مشددا على أهمية وجود «إرادة حقيقية وتعاون بين جميع المؤسسات الحكومية».

من الجدير بالذكر أن وزارة الاعمار والإسكان أعلنت خلال عام ٢٠٢٠، انجاز تصاميم ١٠ مدن سكنية: اثنتين منها في محافظة بغداد. كما اكدت الوزارة تخطيطها لتوفير مليون وحدة سكنية خلال عشرة أعوام.

الاف الوحدات السكانية

البرنامج الوزاري للحكومة الحالية دعا إلى التوجه نحو بناء المدن التي توفر آلاف الوحدات السكنية، في ظل حاجة البلد لبناء المشاريع السكنية الكبيرة.

يقول المتحدث باسم وزارة الإعمار والإسكان العراقية نبيل الصفار: إن «ازمة السكن في العراق تفاقمت بسبب الزيادة السكانية، ما تتطلب معالجتها جهدا كبيرا وعملا متواصلا»، مبينا ان هناك «مشاريع استراتيجية للسنوات القادمة، لمعالجة ازمة السكن».

ويؤكد الصفار في حديث خصّ به «طريق الشعب»، أن «الوزارة تعمل على انشاء مجمعات سكنية في اطراف كافة المحافظات، لضمان التوسعة وسيتم ذلك من خلال التعاون مع الإدارات المحلية»، مضيفا أن المدن ستبنى وفق المواصفات الحديثة، ويمكن ان يستفيد منها جميع الطبقات المجتمعية.

ويزيد بالقول: إن «الإدارات المحلية ستكون مسؤولة عن توفير الأراضي الشاسعة والواقعة ضمن مخططات البلدية لضمان وصول الكهرباء والماء».

يشار إلى أن وزارة الاعمار والإسكان كانت قد أعلنت عن إنشاء خمس مدن للاستثمار، إلا أنّ 4 منها أُكملت متطلبات إحالتها إلى عدد من الشركات الاستثمارية، وسيُباشر فيها قريباً، لتوفير نحو 130 ألف وحدة سكنية كمرحلة أولى.

ومن ضمن المدن السكنية التي وضع الحجر الأساس لها؛ مدينة الجواهري غرب العاصمة بغداد، خلال نهاية العام الماضي.

*********************************************************************************************

الشراكة بين القطاعين العام والخاص

إبراهيم المشهداني

يحظى موضوع الشراكة بين القطاعين العام والخاص باهتمام كبير من قبل المهتمين بالشأن الاقتصادي على المستوى العالمي ولعل التجربة الصينية تعطى مثالا لهذا النهج، لما لها حسب تقدير الباحثين الاقتصاديين وخاصة العاملين في صندوق النقد الدول والبنك الدولي بعد التأكد حسب زعمهم من أن عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية تعتمد على الجمع بين موارد وطاقات وخبرات كلا القطاعين في إنشاء  وتشغيل المشاريع المتنوعة  انطلاقا من ان التطور الاقتصادي المتزايد أثبت فشل كلا القطاعين في تحقيق المزيد من النمو الاقتصادي كلا على انفراد في الكثير من الدول ولاسيما النامية منها ذات النهج الاشتراكي وهي دعوة واضحة للذهاب إلى هيكلة الاقتصاد الحكومي عن طريق الخصخصة.

ويبدو ان الحكومة والبرلمان في العراق مهتمان كثيرا في تفعيل مشروع قانون الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص، ومن خلال التنسيق بينهما تم عقد أربع ورش تهدف إلى إعداد مسودة الشراكة بين القطاعين عبر إمكانية تفعيله للارتقاء بجودة السلع والخدمات المقدمة للمواطنين، والغرض من هذه الورش جمع البيانات المتعلقة بالتحديات التي تواجه الاستثمار ومعاناة المواطن من مشاريع الاستثمار في الإدارات السابقة خاصة وأن فكرة تشريع القانون بدأت منذ عام 2019.

ويبدو أن المسؤولين عن رسم السياسة الاقتصادية قد انطلقوا من المشاكل التي تواجه القطاع العام بعضها تكمن في القطاع نفسه وبعضها تكمن في طريقة تمسك المسؤولين برسم السياسة الني وضع أسسها الحكم الإداري الأمريكي التي تركز على الانفتاح الاقتصادي ونظام الاقتصاد الحر، الذي لم ينتج  إلا على دخول  البضائع  الأجنبية المستوردة  وهيمنة  سياسة الاغراق  وتحطيم المنتج الوطني وهو ما دعا إلى  أطروحة الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص وفق  عقد طويل الاجل  والتوقف عند  الملامح الجديدة التي ظهرت بعد احتلال العراق في التاسع من اذار 2003 وما أعقبه من آثار سلبية جراء السياسات الاقتصادية لسلطة الاحتلال ومنها التبدل الجذري للشروط التي تحكم نهج التطور المتمثلة بأتباع نهج اللبرالية الجديدة لصالح التطور الرأسمالي، بزعم انهيار مشروع الدولة في سياستها التنموية القائمة على القطاع الحكومي مع تجاهل  طبيعة هذه المرحلة ومقتضياتها الموضوعية، مع أن المقاربة  العقلانية  في هذه الظروف منصبة على تجنيب الشعب العراقي شرور الرأسمالية المتوحشة ومعالجة الاختلالات في الاقتصاد العراقي الذي يتصف بالتردي المريع في بنيته الأساسية والانخفاض المستمر في معدلات النمو في الناتج المحلي الاجمالي وتدهور قطاعاته الاقتصادية السلعية.

ان القطاع المختلط في العراق تمتد جذوره إلى عشرات السنين الماضية منذ تأسيس شركة السمنت العراقية بدعم من المصرف الزراعي، وكان السبب في ذلك عدم قدرة القطاع الخاص على تنفيذ المشاريع الصناعية الكبيرة. ومن المعروف أن عدد مشاريع القطاع المختلط 42 شركة ومن أبرزها على سبيل المثال شركة الصناعات الالكترونية وشركة الصناعات الخفيفة وشركة الهلال الصناعية والشركة الوطنية للصناعات الكيميائية والبلاستيكية وغيرها، وقد لعبت هذه المصانع دورا ما زالت تختزنه الذاكرة العراقية، ويمتلك هذا القطاع أفضل الأراضي والأبنية والبنى التحتية غير أن الدولة كالمعتاد قد أهملت هذا القطاع.

إن السير في هذه الوجهة الإصلاحية الهادفة كما معلن إلى إصلاح الاقتصاد العراقي وتنويعه عبر المشاركة بين القطاعين العام والخاص تتطلب حزمة من الإجراءات نذكر منها ما يلي:

  1. أعادة النظر في تدعيم القطاع المختلط وتوفير الأجواء الملائمة لتوسيع منظومته المؤسسية من المشاريع الأفضل جدوى في توسيع العمالة الكثيفة عبر تقديم التسهيلات الائتمانية وإدخال عناصر التكنولوجية في خطوط الإنتاج وتحديث المكائن في المشاريع القديمة.
  2. تدعيم مشاريع القطاع الخاص القائمة والارتقاء بنشاطها وخاصة توفير مصادر التمويل الداعم عبر الموازنة الاتحادية الحالية والارتقاء بمستواها لكي تكون جاهزة للمشاركة مع القطاع العام وفق عقود طويلة الأجل تتمتع بالشفافية والمرونة القابلة لإجراء التغييرات التشريعية والبنيوية إذا اقتضت متطلبات التنمية الاقتصادية موضوعيا.
  3. اختيار الإدارات التي تتمتع بمستوى عال من الكفاءة والخبرة القادرة على التنفيذ والمتابعة والمراقبة وتطوير الإنتاج من خلال الحوكمة ومعايير الجودة.

************************************************************************************************

الصفحة الخامسة

رغم تحسن الوضع الأمني «جدار سامراء» ما زال قائما والأهالي يرونه «كابوسا»!

متابعة – طريق الشعب

في تقرير صحفي، سلطت قناة “ان بي سي” الأمريكية الضوء على الجدار الخرساني الذي نُصب حول مدينة سامراء عام 2008، بهدف حمايتها من الهجمات الإرهابية على إثر تفجير مرقد الإمامين العسكريين عام 2006. لكن بعد التحسن الأمني الذي شهدته المدينة، صار الأهالي ينظرون إلى هذا السياج بمثابة السجن الذي يقوض تمدد المدينة عمرانيا وتنمويا ويفصلها عن بقية المدن. 

ووفقا للتقرير الذي ترجمته وكالة أنباء “شفق نيوز”، فإن السلطات تؤكد ضرورة بقاء هذا الجدار الذي يبلغ طوله 12 كيلومترا، لمنع خطر الإرهاب، حتى بعد تحسن الأمن تدريجيا في أنحاء البلد كافة.

وذكّر التقرير بهجوم تنظيم القاعدة عام 2006 على مدينة سامراء، والذي تسبب في تدمير القبة الذهبية لمرقد الإمامين العسكريين، ما أشعل “صراعاً طائفياً وحشياً قتل فيه عشرات الآلاف من الأشخاص”، مضيفاً أنه بعد ذلك بعام، وقع هجوم ثان أدى إلى تدمير المئذنتين في المرقد.

عرقلة التوسع العمراني

الآلاف من أبناء سامراء يمتلكون قطع أراض تقع خارج الجدار، ولا يستطيعون بناء منازل عليها بسبب افتقار تلك المنطقة الآن للخدمات، الأمر الذي يرغمهم بالسكن في منازل مستأجرة داخل المدينة.

ويحلم خالد إبراهيم (52 عاما) ببناء منزل على قطعة أرض يملكها تقع على مشارف سامراء، لكن الجدار الاسمنتي يحول دون ذلك، ويعرقل التوسع العمراني الذي باتت تفرضه ضرورات الحياة.

ويبيّن إبراهيم أن الجدار صار يشكل عبئاً على الحياة اليومية في المدينة التي ارتفع عدد سكانها من 300 إلى 400 ألف نسمة منذ العام 2008، ما أدى إلى زيادة أسعار العقارات ومبالغ الإيجارات.

ويرى إبراهيم، الجدار “كابوسا وأسوأ من السجن”!

وحسب التقرير، فإن إبراهيم وولديه يعملون جميعاً عمالا بأجرة يومية، وهم يستأجرون حالياً منزلاً في سامراء مقابل نحو 180 دولاراً شهرياً، وهذا المبلغ كبير بالنسبة لهم، ويثقل كواهلهم باعتبارهم من ذوي الدخل المحدود. لكن إبراهيم يمتلك أرضاً خارج الجدار مباشرة، ويرغب في بناء منزل عليها، غير ان الحاجز  يجعل هذه الفكرة مستحيلة التنفيذ. ويؤكد إبراهيم أن “قوات الأمن لا تسمح لنا بالاقتراب من الجدار”، مضيفاً أنه “لا توجد خدمات ولا ماء ولا كهرباء في المنطقة خلف الجدار. لذلك ان السكن هناك يشبه الحياة في المنفى”!

توسيع محيط الجدار

في المقابل، يشير التقرير إلى أن عمليات رفع الجدران الإسمنتية تجري حالياً في شوارع بغداد، والتي كانت تحيط بعض الدوائر والمكاتب الحكومية والسفارات وغيرها.

وحسب التقرير، فإنه توجد حالياً 3 منافذ للدخول إلى سامراء عبر الجدار، ترابط فيها نقاط تفتيش مشددة. لكن السلطات، وإدراكاً منها لشعور الإحباط الذي أصاب السكان، تعتزم البدء بالعمل في غضون شهر من أجل تغيير خارطة الجدار. إذ إنها تنوي توسيع محيطه بمقدار 3 إلى 7 كيلومترات، وزيادة عدد نقاط الدخول إلى 6، وإضافة أبراج وكاميرات مراقبة.

وينقل التقرير عن نائب محافظ صلاح الدين رياض طايس السامرائي، قوله ان البناء خارج الجدار ليس محظوراً بشكل رسمي، إلا أن وجود الجدار يعرقل توسع المدينة، مضيفاً أن الناس اختاروا ألا يقومون بعمليات بناء على الجانب الآخر، خوفاً من أن يجدوا أنفسهم معزولين عن بقية المدينة.

وعلى الرغم من ذلك، يرى السامرائي ان بقاء الجدار يأتي بهدف “ضمان عدم تكرار كارثة 2006 التي أدت إلى حرب طائفية”، موضحا أنه “برغم تحسن الوضع الأمني، إلا أنه لا تزال هناك خلايا نائمة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي”.

إلى ذلك، ينقل التقرير عن المتقاعد ليث إبراهيم (64 عاماً)، تحذيره أيضاً من أن المنطقة خارج الجدار غير آمنة، لكنه يلفت إلى أن “هناك نقصا في الأراضي والمساكن داخل المدينة، وان أسعار العقارات ترتفع يوماً بعد يوم”.

***************************************************************************************

تخريب «متعمّد» لملاعب بسماية!

متابعة – طريق الشعب

أبدى عدد من أهالي مدينة بسماية السكنية جنوب شرقي بغداد، استياءهم من تعرّض ملعب  المدينة الكبير وبقية ملاعبها، إلى تخريب وصفوه بـ “المتعمّد”، مطالبين الجهات الحكومية وهيئة الاستثمار بالتدخّل الفوري للمحافظة على الممتلكات العامة في المدينة، ومنها الملاعب الرياضية.

وقال سلام يحيى، أحد سكان بسماية، أن “الملعب الكبير ملك للجميع، لكن للأسف خرّبه البعض وأهمله المسؤولون عنه”.

فيما قال نهاد محسن، أن “أسيجة الملعب دُمّرت، ومقاعد الجمهور تم قلعها. فقد بدأنا نلاحظ التخريب الذي يقوم به ذوو النفوس الضعيفة”، مضيفا في حديث صحفي: “نحن بصدد جمع التبرّعات من أجل تأهيل الملعب الكبير والملاعب الأخرى، لكون شركة الصيانة تقول ان إدامة الملاعب ليست من اختصاصها. فيما هيئة الاستثمار صامتة”!

************************************************************************************

قرية منكوبة في المقدادية

المقدادية – طريق الشعب

شكا لفيف من أهالي “قرية توكل” في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، من عدم إقدام الحكومة على إعمار قريتهم بعد تعرضها إلى الدمار على يد الإرهاب الداعشي.

ونقلا عن مراسل “طريق الشعب” في ديالى طاهر أحمد زيدان، فإن هذه القرية منكوبة، وأن الحكومة لا تزال عاجزة عن اداء دورها في إعادة إعمار منازل أهالي القرية، مؤكدا أن الأهالي يطالبون بالتفاتة حقيقية من قبل الحكومة، لانتشالهم من معاناتهم.

*******************************************************************************************

شكر على تعزية

يسرني ان أتقدم بوافر الشكر وعظيم الامتنان للرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي والرفاق أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب وممثلي المنظمات الحزبية والسادة امير قبيلة السادة المشاهدة الشيخ عامر الفراس وشيوخ ووجهاء العشيرة الذين تجشموا عناء الحضور لمراسم العزاء برحيل عقيلتي ام سلام. والشكر والعرفان لمن شارك في مراسم التشييع وحضور مراسم العزاء ومن اتصل هاتفيا مواسيا بهذا المصاب الجلل متمنيا للجميع دوام الصحة والسعادة وتجنب كل مكروه.

إبراهيم المشهداني

******************************************************************************************

شكر وامتنان

افتتح في الآونة الأخيرة مجمع الامل الطبي الخيري في منطقة حي النصر بقضاء الزوراء، من اجل تقديم الخدمات الطبية والصحية لسكان المنطقة والمناطق المجاورة، وتجدر الإشارة الى ان القضاء يفتقر الى المستشفيات الحكومية، وان اقرب مستشفى إلى المنطقة، يبعد اكثر من 25 كيلومترا. ويسكن هذه القضاء حسب التقديرات اكثر من 800 الف نسمة.

ويقدم هذا المركز خدمات طبية من فحوصات وعلاجات على مدار 24 ساعة، ويتقاضى جراء ذلك أجورا رمزية، بالاضافة الى انه يقدم فحوصات وعلاجات مجانية للحالات الطارئة بوجود كادر طبي متميز.

الشكر والتقدير للقائمين على هذا المشروع والكادر الطبي

إبراهيم النجار

*************************************************************************************************

مواساة

  • تنعى المختصة المندائية في الحزب الشيوعي العراقي، الرفيقة النصيرة، وعضو رابطة المرأة العراقية وعد هاشم لفتة الشبيبي.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لذويها.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، نائب سكرتيرها الرفيق تيسير حذر عبد علي العتابي، وذلك بوفاة ابن عمه الأستاذ التربوي شدهان جابر عبد الله.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الرفيق كاظم رضا زاهدي، الذي كان مثالاً للإخلاص والطيبة والأخلاق والالتزام.

له الذكر العطر ولرفاقه وذويه جميل الصبر والسلوان.

******************************************************************************************

الصفحة السادسة

نحو استعادة الاحزاب السياسية السودانية زمام المبادرة

الخرطوم - قرشي عوض

 مع تطاول امد الحرب في السودان تزايد التفكير بشأن دور الجماهير في ايقافها، بدلا من انتظار المساعي الدولية. وقد برز هذا الاتجاه في اللقاء الذي جمع ثلاثة احزاب كبيرة في الاسبوع الثاني من شهر كانون الثاني٢٠٢٤ في القاهرة. وفي خطوة اعتبر مراقبون انها تشكل نقطة البداية لانتزاع الاحزاب السودانية زمام المبادرة ضمن توسيع الجبهة المدنية السياسية لإيقاف الحرب.

فقد اجتمع ممثلون لأحزاب الأمة القومي والشيوعي وحزب البعث وبحثوا الاوضاع المتردية جراء الحرب، ونظروا في كيفية توحيد الرؤي والمواقف لمعالجة التحديات، واتفقوا علي ضرورة العمل على الوقف الفوري للحرب، وعلى ضمان وحدة السودان وسلامة اراضيه واستقلاله، وادانة الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين من قبل قوات الدعم السريع، والقصف العشوائي المدفعي والجوي علي منازل المواطنين من قبل الجيش، والاعتقالات المتكررة للمواطنين ولأعضاء لجان المقاومة والناشطين السياسيين من قبل طرفي الحرب. وقد ادانوا تصعيد خطاب الكراهية والعنصرية ومساعي التحشيد اليائسة وتسليح المواطنين، وأكدوا ضرورة بذل الجهود في الجانب الانساني والتصدي لخطر المجاعة.

وجاء اللقاء عقب انتقادات وجهها الحزب الشيوعي لاجتماع اديس ابابا بين جبهة القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) بقيادة عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السابق، ومحمد حمدان دقلو حميدتي قائد قوات الدعم السريع. حيث قال الشيوعي عن ذلك الاجتماع انه يمضي في اتجاه تكريس شراكة الدم السابقة بين تحالف قوى الحرية والتغيير الشريك في (تقدم) وبين العساكر. كما انه أغفل مبدأ المحاسبة على الانتهاكات التي ارتكبتها تلك القوات. كذلك انتقدت قيادات في حزب الامة القومي ما أسمته بحملة العلاقات العامة لتلميع صورة الدعم السريع، التي تنشط فيها جهات دولية واقليمية وتشارك فيها قيادات في (تقدم).

وقد اتصلنا بأكثر من مصدر في حزب الامة لاستجلاء موقفهم من اجتماع القاهرة، لكنهم امتنعوا عن التعليق. في حين قال صديق فاروق القيادي الشيوعي لـ (طريق الشعب) ان لقاء الاحزاب الثلاثة جاء مواصلة للقاءات قيادات الاحزاب السودانية للبحث في مشتركاتها. وانه شكل محاولة لوضع حزب الامة في الموقف الاقرب لتطلعات جماهيره وقواعده، فيما ظلت مواقف قياداته تتوزع بين الانحياز لقوى وحلفاء النظام البائد والتحالف مع مليشيا الجنجويد. كما ان اللقاء بحسب فاروق يعطي الضوء الاخضر لقواعد وفرعيات هذه الاحزاب للتحرك وفق معطيات واقعها، لتأسيس العمل القاعدي الحقيقي والميداني المشترك للمقاومة الرافضة للحرب، والتي تهدف بالأساس لقطع الطريق علي محاولات الاسلاميين عزل ومنع النشاط القاعدي لهذه الأحزاب، بحجة استمرار النشاط العسكري. فيما يقتضي عمل المقاومة تجريم طرفي الحرب.

ويذهب في نفس الاتجاه الناشط السياسي اليساري مهيد صديق ويقول ان اي تقارب جاد على اسس تعزيز الديمقراطية وقطع دابر الحرب وبناء السلام الشامل والعادل والمستدام، أمر مهم جدا. ويضيف ان هذه الخطوة مهمة وتحتاج لمزيد من التحرك تجاه بقية القوى السياسية عبر برنامج عمل يعيد زمام المبادرة للحركة السياسية.

ويشير مهيد الى ان اساس بناء جبهة واسعة لا يكون بالتقارب مع طرفي الحرب بل بعزلهم ومحاصرتهم. وعلي حد تعبيره فان "جبهة القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) بدأت بداية خاطئة بالتقارب مع حميدتي، وقدمت له فروض العفو والولاء دون اية مكاسب لصالح قضية العدالة او حل الاسباب الجذرية لهذه الحرب". فيما يعتبر الكاتب الشيوعي صديق الزيلعي اللقاء خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه يأخذ عليه عدم وضوحه بشأن خلق جبهة مدنية موسعة.

معلوم ان الاحزاب الثلاثة تنادي بإقامة جبهة شعبية واسعة لإيقاف الحرب ووضع البلاد في مسار الديمقراطية والسير في طريق تحقيق اهداف ثورة ديسمبر. وهي المهمة التي يعتقد القيادي الشيوعي صديق فاروق انها لابد ان تعتمد علي العمل القاعدي وسط الجماهير، ولمساعدتها على انتزاع دورها وإبراز القيادات الميدانية للمقاومة المدنية.

**************************************************************************************

الامم المتحدة: من حق الشعب الفلسطيني بناء دولته المستقلة

متابعة – طريق الشعب

تواصل دولة الاحتلال الصهيوني قصف قطاع غزة بالتزامن مع الهجوم الذي تشنه قواتها البرية. أما على حدودها الشمالية، فالتوتر على أشده والمناوشات مستمرة مع حزب الله.

وتستمر تداعيات مقتل 21 جنديًا إسرائيليًا في غزة خلال عملية للفصائل الفلسطينية، حيث يواصل جيش الاحتلال التحقيق بالأسباب.

من جانبها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية: إن “الإمدادات الطبية والغذائية والوقود بدأت تنفد في مجمع ناصر الطبي بعد محاصرته”.

ليس لديهم حق النقض

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاحتلال الاسرائيلي، الثلاثاء، من أن “رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحل الدولتين، سيؤدي إلى إطالة أمد الصراع الذي يهدد السلام العالمي”.

وقال غوتيريش في مجلس الامن، إن “حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة بالكامل يجب أن يعترف به الجميع”.

وأضاف، أن البديل المتمثل في حل الدولة الواحدة “مع وجود هذا العدد الكبير من الفلسطينيين في الداخل دون أي إحساس حقيقي بالحرية والحقوق والكرامة... لن يكون من الممكن تصوره”.

بدوره، قال منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إنه “لا مجال بأن يكون لإسرائيل “حق النقض” في أن تكون هناك دولة للفلسطينيين.

وقال بوريل خلال مؤتمر صحفي “يحب توضيح أمر: لا يمكن أن يكون لإسرائيل حق الفيتو على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره”.

كم طفلاً تنوي قتله؟

وقاطع ناشطون مؤيدون للقضية الفلسطينية الرئيس الأميركي جو بايدن أكثر من مرة أثناء خطاب كان يلقيه في تجمع انتخابي بولاية فرجينيا، ما اضطره مرارا للتوقف عن الكلام.

وصرخ أحد الناشطين في وجه بايدن وسأله كم من الأطفال ينوي قتلهم، ورفع آخرون شعارات تطالب بوقف “التمويل الأميركي للإبادة الجماعية”.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن “مؤتمرا حاشدا سينظم في القدس المحتلة، يوم الأحد المقبل، لتشجيع الاستيطان في قطاع غزة، ويشارك فيه نحو 20 وزيرا إسرائيليا، بعضهم من حزب الليكود اليميني المتطرف الحاكم. ونقلت عن وزير السياحة حاييم كاتس، دعوته لعودة المستوطنات الإسرائيلية في غزة، وتأكيده على أن الاستيطان هو السبيل الوحيد لجلب الأمن لإسرائيل.

“تموّل حماس وتؤوي قادتها”

وقال رئيس الوزراء الإسرئيلي بنيامين نتنياهو في تسجيل مسرب، خلال اجتماع عقد مؤخرا مع عائلات المحتجزين في غزة، إنّ “دور الوساطة الذي تلعبه قطر بين إسرائيل وحماس، يُعدّ إشكالياً، معبراً عن خيبة أمله تجاه واشنطن لعدم ممارسة المزيد من الضغوط على الدولة الخليجية، التي تستضيف قادة حماس”، حسب تعبيره.

وفي التسجيل سُمع رئيس الوزراء الإسرائيلي وهو يقول لعائلات الاسرى: “ينبغي عليكم مخاطبة قلوب المجتمع الدولي، لممارسة الضغوط على أولئك الذين يمكنهم ممارسة الضغط (على حماس)”.

وشدد نتانياهو على أنه يجب الضغط على قطر أولاً، موضحاً: أن “قطر، من وجهة نظري، لا تختلف في جوهرها عن الأمم المتحدة والصليب الأحمر.. إنها أكثر إشكالية”.

وأضاف نتنياهو: “ليس لدي أي أوهام بشأن القطريين، لديهم نفوذ على حماس لأن الدوحة تمولهم”.

وكان موقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي أفاد بأن الاحتلال الاسرائيلي اقترح على حماس، عبر الوسيطين القطري والمصري، هدنة لشهرين في الحرب الدائرة بين الطرفين، مقابل إطلاق الحركة سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم في قطاع غزة.

وبموجب الاقتراح الإسرائيلي أيضا، سيتم السماح لقائد حماس يحيى السنوار وغيره من رؤوس الحركة في غزة، بالانتقال إلى بلدان أخرى.

ولذات الموضوع قالت ثلاثة مصادر لوكالة رويترز: إنّ “إسرائيل وحماس تتوافقان من حيث المبدأ على أن تبادل الأسرى يمكن أن يتم خلال وقف إطلاق النار لمدة شهر، ولكن خطة الإطار تتعثر بسبب خلافات الجانبين حول كيفية التوصل إلى وقف دائم للقتال”.

تطورات الحرب على غزة

واستشهد عشرات المواطنين الفلسطينيين، وأصيب آخرون بقصف الاحتلال الوحشي المتواصل على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، التي تشهد قصفا عنيفا منذ أيام.

وأعلنت مصادر طبية في غزة، سقوط 50 شهيدا، و120 مصابا، خلال الساعات الـ24 الأخيرة. فيما وصل عدد الشهداء حتى نهار امس الى اكثر من 25700 شهيد.

******************************************************************************************

موسكو تتهم كييف بإسقاط طائرة الأسرى الأوكرانيين

موسكو – وكالات

اتهمت موسكو، امس، كييف بإسقاط طائرة عسكرية روسية كانت تقل 65 أسير حرب أوكرانياً في منطقة بيلغورود، حسبما قالت وزارة الدفاع الروسية، مؤكدة أنها لاحظت “إطلاق صاروخين”، وأن الجنود كان يتم نقلهم لإجراء عملية تبادل.

وقال المسؤول المحلي فياتشيسلاف غلادكوف: إن جميع من كانوا على متن الطائرة قتلوا. وكتب حاكم مقاطعة بيلغورود على “تليغرام”: “وقع حادث في كوروشانسكي، وتعمل حاليا فرق التحقيق والطوارئ في موقع الحادث. سنعلن عن ملابسات الحادث لاحقا”.

بدوره، اتهم رئيس مجلس الدوما الروسي كييف بإسقاط الطائرة. وقال في المجلس: “قتلوا جنودهم في الجو وكانت أمهاتهم وأولادهم بانتظارهم”.

وقال فياتشيسلاف فولودين أمام النواب الروس: “أسقطوا طيارينا الذين كانوا يقومون بمهمة إنسانية (...) بصواريخ أمريكية وألمانية”.

ولم يصدر حتّى ساعة اعداد الخبر أيّ تعليق عن السلطات الأوكرانية.

****************************************************************************************

دراسة: اليمينيون سيهيمنون على البرلمان الأوروبي

متابعة – طريق الشعب

قال تقرير لمركز أبحاث أوروبي إن “المعارضين للوحدة الأوروبية يقتربون من السيطرة على البرلمان الأوروبي لأول مرة في تاريخه خلال الانتخابات المقرر إقامتها في حزيران القادم”.

وطبقاً للتقرير الذي أصدره المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR)، ستفوز الأحزاب اليمينية الشعبوية بالصدارة في تسع دول بالاتحاد بما فيها النمسا وبلجيكا وفرنسا وهولندا. وستحصل على المراكز الثانية والثالثة في تسع دول أوروبية أخرى.

ويتوقع التقرير أن “يحل تحالف الأحزاب اليمينية الشعبوية محل تحالف الأغلبية بالبرلمان الحالي. كذلك تقول الدراسة إن الأحزاب اليمينية الشعبوية قد تعرقل خطط الاتحاد المتعلقة بمواجهة التغير المناخي والسياسات المتعلقة بحماية البيئة”. كما يمكن بحسب الدراسة أن تتقوض قدرة المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي على اتخاذ قرارات السياسة الخارجية مثل دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا.

******************************************************************************************

المحكمة الدستورية الألمانية تقضي بوقف تمويل حزب نازي جديد

رشيد غويلب

قضتْ المحكمة الدستورية العليا في ألمانيا بوقف التمويل الحكومي، لمدة ست سنوات، عن “الحزب القومي الديمقراطي” اليميني المتطرف، وهو احد اقدم الاحزاب النازية التي نشطت في المانيا الغربية، بعد الحرب العالمية الثانية. وجاء قرار المحكمة الصادر في 23 كانون الثاني 2024، بناءً على طلب السلطتين التنفيذية والتشريعية في البلاد (الحكومة والبرلمان الاتحادي والمجلس الاتحادي). ويعد الأول من نوعه في المانيا.

وكان الحزب المذكور قد غيّر اسمه في حزيران الفائت الى حزب “الوطن”. ويضم في صفوفه 3 آلاف عضو، وفق معطياته الرسمية. وينص قرار المحكمة على حرمان الحزب من تلقي الدعم من المال العام (اموال دافعي الضرائب).  وقالت المحكمة: ان الحزب المدان انتقل من رفض النظام الديمقراطي الحر الى محاربته.

وسبق للمحكمة الدستورية أن ردت طلبات لحظر الحزب في عامي 2017 و2023، لأنها اقتنعت حينها بعدم وجود دليل على قدرة الحزب على تحقيق اهدافه المعادية للدستور، لكنها أشارت إلى أن الحزب يمثل “مفهومًا سياسيًا يهدف إلى القضاء على النظام الأساسي الديمقراطي الحر القائم”. وبعد الحكم تم اجراء تعديل دستوري، يقضي بحرمان الأحزاب المعادية للدستور من الاستفادة من المال العام.

وقال مختصون بالقانون الدستوري في المانيا ان سياسة الحزب “القومي الديمقراطي”، تتقاطع مع عدم المساس بكرامة الانسان التي ينص عليها الدستور الالماني، لان الحزب يتمسك بالمفهوم العرقي للشعب وفكرة “المجتمع القومي” الألماني. ومن أجل تحقيق “المجتمع القومي الألماني” فإنه يدعو إلى فصل الثقافات والمجموعات العرقية، ووضع قانون شامل “للمجتمع القومي الالماني”، والحط قانونيا من قيمة الثقافات والمجموعات السكانية الأخرى، أي اللاجئين والمهاجرين. كذلك الى معاداة المسلمين والسامية، واقليات اجتماعية تعتمد خياراتها الخاصة في الحياة. ويشدد الحقوقيون على ان الحزب المذكور يريد استبدال النظام الدستوري بدولة قومية استبدادية.

ردود الفعل الحكومية

وقال المستشار الالماني اولاف شولس ان القرار يؤكد أنه “لا يمكن إعطاء مساحة كبيرة لأعداء الحرية”. وشددت وزيرة الداخلية الالمانية فيزر على أن قرار المحكمة أرسل إشارة واضحة: “دولتنا الديمقراطية لا تمول أعداء الدستور”، وإن العقبات الدستورية أمام الإجراءات المستقبلية لا تزال كبيرة. ولكن “لدينا الآن أداة أخرى لحماية ديمقراطيتنا”.

واعترف زعيم الحزب القومي الديمقراطي فرانك فرانز كتابيا بأن الحكم لم يكن في صالح حزبه. “ولكن كل من يتصور أن هذا من شأنه أن يخرجنا من اللعبة ويعوقنا عن التقدم فهو مخطئ للغاية”. وبدعم من أعضائه والجهات المانحة، فإن الحزب سوف يمضي في طريقه.

امكانية توظيف القرار

ويدور نقاش واسع في المانيا حول امكانية الاستفادة من القرار لوقف تمويل “حزب البديل من اجل المانيا” اليميني المتطرف الذي يشكل قوة كبيرة في البرلمان الاتحادي وبرلمانات الولايات والمدن، ويشكل خطرا جديا على النظام الديمقراطي. لان قرار المحكمة اشار الى ان تصريحات برلمانيي الحزب كأفراد تجعل الحزب تحت طائلة القانون. وهذا الايضاح يمكن ان يؤثر على حزب البديل من اجل المانيا، في حين ان الحزب القومي الديمقراطي لا يملك اي تمثيل برلماني منذ 2021. وعليه إذا أراد المدعي العام أن يثبت في المستقبل أن حزب البديل من أجل ألمانيا غير دستوري، فمن الممكن استخدام تصريحات ممثليه في البرلمان وكوادره، لحظر نشاط الحزب او ايقاف تمويله من المال العام. وبحسب تقارير، فان 44 في المائة من تمويل حزب البديل من أجل ألمانيا، مصدرها المال العام، وفي حال ايقاف تمويل الحزب، فانه سيصاب بضعف كبير.

تظاهرات حاشدة ضد اليمين المتطرف

وكانت العديد من المدن الالمانية قد شهدت ولأكثر من اسبوع تظاهرات حاشدة ضد اليمين المتطرف والنازيين الجدد، شارك فيها اكثر من 800 الف، وانظمت الى التظاهرات اوساط لم تشارك سابقا في مناهضة النازيين الجدد.

وجاءت التظاهرات على خلفية كشف شبكة “كوريكتيف” للتحقيقات الصحفية في 10 كانون الثاني 2024 عن اجتماع سري. وقالت الشبكة في تحقيق لها إن مسؤولين بارزين في حزب “البديل” اليميني المتطرف، عقدوا اجتماعًا مع نازيين جدد ورجال أعمال وحتى أعضاء في حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاجتماعي المسيحي المحافظيْن لمناقشة “خطة” طرد ملايين المهاجرين وذوي الأصول المهاجرة من ألمانيا، وحتى ولو كانوا يحملون الجنسية الألمانية.

********************************************************************************************

الصفحة السابعة

«ملتقى الحوار النقابي» لتوحيد جهود الاتحادات والنقابات العمالية

بغداد – طريق الشعب

أيد مؤتمر الاتحادات والنقابات العمالية العراقية والمجلس النقابي العمالي، أخيرا، دعوة الاتحادات والنقابات العمالية لتأسيس (ملتقى الحوار النقابي) بهدف توحيد الجهود وحل الخلافات القائمة والعمل سوية لرفع القيود عن حرية العمل النقابي.

ويقول رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال جمهورية العراق كريم سندال بهذا الصدد، في حوار مع «طريق الشعب» إنه «على الرغم من مصادقة العراق على اتفاقيات حرية العمل النقابي إلا أن هناك الكثير من إجراءات التقييد التي تفرضها السلطات على النقابات العمالية عند مطالبتها بحقوق العمال».

وعن ملتقى الحوار النقابي أفاد سندال أن «من أولويات الحكومة هو التوجه نحو القطاع الخاص الذي يعاني العمال فيه من العديد من الانتهاكات جراء ضعف الرقابة القانونية»، ويتابع « وبالتالي ارتأى عدد من الاتحادات والنقابات العمالية التوجه نحو مؤتمر يضم الاتحادات والنقابات العمالية والمجلس النقابي العمالين وذلك لتأسيس ملتقى الحوار النقابي، الذي ستكون من أولى مهامه تصحيح مسار الحركة العمالية وتوحيد جهودها».

النقاط الاساسية للملتقى

وتطرق سندال خلال حديثة إلى النقاط الاساسية لعمل الملتقى والمتمثلة بمعالجة مشكلة «اعتماد الحكومة على اتحاد وحيد الجانب»، «ومطالبة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بتنفيذ توصيات بعثة الاتصال لمنظمة العمل الدولية»، معرباً عن اعتقاده بأن «ملتقى الحوار النقابي عالج خلال اجتماعه الثاني الخلافات القائمة بين الاتحادات والنقابات العمالية، فباتت قضايا العمال والمطالبة بحقوقهم من أهم محاور الاجتماعات، فيما اعتبر مؤتمر الاتحادات والنقابات العمالية والمجلس النقابي العمالي، و خلال اجتماعهما الاخير، ملتقى الحوار النقابي شريكاً أساسياً لهما).

وأضاف سندال بأن «الملتقى ضم إلى الآن 10 اتحادات عمالية من أصل 13 اتحاد، وان الباب مفتوح لانضمام جميع الاتحادت للعمل سوية لنصرة قضايا العمال والمطالبة بحقوقهم التي يؤكدها قانون التقاعد والضمان الاجتماعي المُشرع مؤخراً».

توحيد النقابات العمالية

ويعرب الامين العام لاتحاد نقابات عمال العراق عدنان الصفار، والذي شارك في الاجتماع الاخير لمتلقى الحوار النقابي، عن تضامنه مع مهمة توحيد عمل الاتحادات والنقابات العمالية، قائلاً لـ «طريق الشعب» إنه «في ظل التحديات التي تمر بها الحركة النقابية العمالية بات من الضروري توحيد الجهد النقابي العمالي بغية تمثيل عمال البلاد ومطالبهم بالشكل الصحيح».

ويضيف الصفار أن أهمية ملتقى الحوار تأتي من «تبادل وجهات النظر ومواجهة التحديات التي تعترض الحركة النقابية والعمل المنظم لتشريع قانون حرية العمل النقابي في جميع قطاعات العمل بضمنها القطاع الحكومي».

ويذكر الصفار أنه خلال «الاجتماع الاخير الذي عقد في أربيل في 20 تشرين الثاني الماضي لمتلقى الحوار النقابي، تم تأسيس لجنة تحضيرية تضم اعضاء من مؤتمر الاتحادات والمجلس النقابي للاعداد لملتقى الحوار النقابي الذي من المؤمل عقدة في نهاية شباط القادم».

ويعاني العمال في القطاع الخاص من إجراءات عمل تعسفية يفرضها أرباب العمل عليهم حال مطالبتم بحقوقهم القانونية، ومنحهم أجور عمل لا تتناسب حتى مع الحد الأدنى الذي حدده القانون للأجور.

ويرى صادق العزاوي، الذي يعمل في إحدى شركات القطاع الخاص، أن العمل اليوم لم يعد كما كان في السابق بسبب اغراق السوق المحلية بالمواد المستوردة، الأمر الذي أثر سلبا على طبيعة عمل العمالة المحلية وأصبح الاستغناء عنهم امرأً وارداً جداً، كما ان دور النقابات العمالية هو الآخر أصبح هامشيا بسبب التأثيرات السياسية والحزبية وتفضيل المصالح الشخصية».

وأوضح العزاوي أن النقابات العمالية لها تأثيرات سياسية واجتماعية واقتصادية، لما كانت تمتلكه من قوة وموارد بشرية كبيرة نابعة من قوة القطاعات الإنتاجية في العراق، إلا أن وضع العمال اليوم سيّئ للغاية، ودور النقابة غائب تماماً عن أي تأثير يمكن أن يستفيد منه العاملون.

تراجع مستوى النقابات العمالية

وأشار إلى أن «انعدام فرص التطوير وإعادة تأهيل العمال لكي يستجيبوا لحاجات سوق العمل ومتطلباته، جعل من العمال ذوي المهارات عالة على سوق العمل، ومهددين دوماً بالاستغناء عن خدماتهم وحرمانهم من استحقاقاتهم المالية».

ولم يقتصر واقع الحال على عمال القطاع الخاص بل تعدى الوضع إلى عمال القطاع الحكومي (الموظفين) الذين يتقاضون أجور عمل قليلة. ويقول قدامة عادل وهو عامل صيانة على الملاك الدائم في وزارة التربية لـ»طريق الشعب» انه يتقاضى اجور عمل قليلة لا تتجاوز 300 الف دينار شهريا على الرغم من خدمتة الوظيفة التي تجاوزت 20 عاما. ويفيد ان «الدائرة التي يعمل لصالحها عملت مؤخرا على فرض عقوبات بقطع رواتب وتسجيل غيابات كل من يحاول الخروج بتظاهرات للمطالبة بتعديل الرواتب وفق سلم وظيفي عادل لجميع الموظفين في القطاع الحكومي».

******************************************************************************************

الاحتلال يعتقل أكثر من 265 عاملاً فلسطينياً  في الأسبوع الماضي

متابعة – طريق الشعب

تواصل قوات الاحتلال الصهيوني حملات اعتقالات للعمال، فبعد مرور أكثر من 110 أيام على العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية، أصدر الاتحاد العام لنقابات عمال غزة في وقت سابق بياناً عن اعتقال أكثر من 256 عاملا فلسطينيا في الضفة الغربية في وقت سابق من هذا الاسبوع، بما فيهم عمّال من قطاع غزّة كانوا يعملون داخل الخط الأخضر ولجأوا إلى الضفة بعد عملية طوفان الأقصى.

ولفت البيان، إلى أن عدد العمّال الفلسطينيين بالداخل المُحتل الذين توقفت أعمالهم بلغ 195 ألف عامل منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة في السابع من تشرين أول الماضي.

وأشار البيان إلى أن الاتحاد رصد ما يُقارب 10 آلاف عامل من غزّة، كانوا يتواجدون في أماكن عملهم منذ السابع من تشرين أول الماضي، واستُقبِل نحو 5838 عاملاً منهم في فروع الاتحاد بالضفة الغربية، وجرى تأمين كل احتياجاتهم المتعلقة بالمسكن والمأكل والملبس. ووفق البيان، فإن سلطات الاحتلال منذ بدء عدوانها على قطاع غزّة، اعتقلت أكثر من 4000 عامل خلال تواجدهم بأماكن عملهم في الداخل الفلسطيني المُحتل، وجرى الإفراج عن 3200 منهم وإعادتهم إلى قطاع غزة. وما تزال حملة الاعتقالات التي تشنّها سلطات الاحتلال في الضفة الغربية مستمرة.

وطالب الاتحاد بوقف إطلاق النار والعدوان المتصاعد على قطاع غزّة، وتوفير المساعدات الطبية والإنسانية والحماية العاجلة للطواقم الطبية، وضرورة الكف عن ملاحقة العمّال في مختلف أماكن تواجدهم بالداخل المُحتل والضفة الغربية.

كما طالب بالسماح للعمّال بالعودة الآمنة إلى منازلهم في الضفة الغربية وقطاع غزّة وتوفير الحماية لهم، والإفراج الفوري والعاجل عن جميع العمّال المعتقلين.

بدوره، طالب مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية، المجتمع الدولي بضرورة وقف هذه الانتهاكات الصارخة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والعمال الفلسطينيون.

وشدد الفينيق على ضرورة وقف الإبادة الجماعية التي ما يزال يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزّة والاعتداءات والاقتحامات اليومية لمدن وبلدات وقرى الضفة الغربية وتدمير البنية التحتية فيها وهدم البيوت والمنشآت الحيوية فيها.

وذكر التقرير الذي أصدره الفينيق في تشرين الثاني الماضي بعنوان “الاحتلال يُقطّع أوصال عمّال قطاع غزّة”، إن عمّال قطاع غزّة العاملين في فلسطين المحتلة يعانون بشكل متواصل من الانتهاكات، وأبرزها صعوبة التنقل عبر الحواجز الإسرائيلية وإجراءات الحصول على تصاريح عمل في الداخل الفلسطيني المحتل.

وأكد التقرير على أن الاحتلال مارس أشكالا واسعة من الانتهاكات وألغى تصاريح العمل لجميع العمّال من قطاع غزّة والذي يُقدر عددهم بنحو 19 ألف عامل، واشترط على أحد الحواجز تعرية عمّال غزيّين ليبقوا على قيد الحياة، فيما بعض العمّال لم يحصلوا على أجورهم المستحقة، وبعضهم مزّق جنود الاحتلال بطاقاتهم الشخصية وسلبوهم أموالهم التي حصلوا عليها من عملهم.

يأتي هذا في الوقت الذي تعلن فيه وزارة المالية الإسرائيلية عن تكبد الكيان الصهيوني خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة منع دخول العمال الفلسطينيين. حيث نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن 12 عضوًا من الكنيست (البرلمان) قولهم إن تجمد القطاعات الاقتصادية نتيجة منع دخول العمال الفلسطينيين إلى داخل الخط الأخضر للعمل، يكّلف 3.1 مليارات شيكل يوميًا (820 مليون دولار) بناء على بيانات من وزارة المالية.

وحذر وزير الدفاع يوآف غالانت من أن “عدم السماح للفلسطينيين بالعمل في إسرائيل من شأنه أن يقوي حركة حماس بالضفة الغربية، ويؤدي في المجمل إلى تدهور الوضع الأمني والاقتصادي”.

وكان موقع “والا” الإسرائيلي ذكر في وقت سابق هذا الأسبوع، أن سلطة السكان والهجرة تدرس اقتراحًا من رئيس جمعية المقاولين، عيران سيف، بشأن إنشاء ملف شخصي لكل عامل ينوي القدوم إلى إسرائيل، بهدف تسهيل دخول العمال الفلسطينيين الأكبر سنًا الذين لديهم “سجل أمني نظيف” بجانب الذين يعملون هناك منذ سنوات.

وأضاف أعضاء الكنيست أنه، منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تجمدت القطاعات المركزية للاقتصاد بسبب اعتمادها على العمال من الضفة وغزة، مقترحين أن يتم استقدام العدد المطلوب من العمال من عدد من الدول الأخرى، وفق جيروزاليم بوست.

*****************************************************************************************

في «ملتقى الحوار النقابي» هل سنتوحد بالحوار؟

نورس حسن

تشرق في تاريخ الحركات النقابية العمالية في العراق صور الكثير من البطولات والتضحيات، بفضل دورها في نصرة قضايا العمال والمطالبة بحقوقهم، ومصارعة السلطات وأرباب العمل منذ عقود طويلة للكف عن حرمان العمال بشتى الوسائل، وهي صور يصعب رؤيتها اليوم. فالنقابات العمالية مثل جميع مؤسسات المجتمع المدني تأثرت بالصراعات السياسية وتداعياتها، وانعكس ذلك سلبا على طبيعة وحرية العمل النقابي. كما فرضت هذه الصراعات الضيقة نفسها على التشريعات والقوانين، وشتتت واضعفت النضال النقابي، وتبعت ذلك إجراءات بحرمان عدد منها من ممارسة  حرية العمل وفق القانون. وعلى الرغم من وجود 13 اتحاداً، معنية جميعا بالدفاع عن حقوق العمال، مازال الشغيلة يعانون الأّمرين وفي جميع قطاعات العمل، جراء ضعف الرقابة الحكومية على أرباب العمل الذين يمتنعون عن شمول العمال بالضمان الاجتماعي ويرغمونهم على العمل ساعات طويلة مقابل أجور قليلة، فضلا عن غياب دور الاتحادات والنقابات العمالية التي تقع عليها مسؤولية الدفاع عن مصالح العمال ومنع حدوث أي نوع من أنواع الانتهاكات في مواقع العمل.

إن مساعي الاتحادات والنقابات العمالية لتأسيس “ملتقى الحوار النقابي” بغية توحيد جهودها ومواقفها، خطوة بالاتجاة الصحيح وان جاءت متأخرة.

فالقطاع الخاص الذي تعمل الحكومة عمليا على تعزيزه يعد في مقدمة القطاعات التي تنتهك فيها الحقوق العمالية، وبالتالي بات العمل على توحيد جهود الاتحادات والنقابات العمالية ضرورة ملحة لردع المخالفات القانونية.

ويبقى السؤول الأهم من كل هذا، هل ستتمكن فعلا الاتحادات والنقابات العمالية من توحيد جهودها في ملتقى الحوار النقابي والعمل سوية لاعادة النشاط النقابي وسط العمال بشكل يردع كل من يحاول الالتفاف على القانون وينتهك حق العامل؟

********************************************************************************************

المهن الحرة: الشمول بالضمان الاجتماعي دعاية انتخابية

بغداد – طريق الشعب

عبر عدد من عمال المهن الحرة عن استيائهم من التأخير في تنفيذ قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال والذي وعدت الحكومة بتنفيذه وشمول جميع العمال بالضمان الاجتماعي قبل انتخابات مجالس المحافظات.

ويقول عامل النجارة سهيل عبد الله لـ”طريق الشعب” إن “حاجة الحكومة لتنفيذ قانون التقاعد والضمان الاجتماعي لم تعد مهمة، بعد ان حسمت نتائج الانتخابات لصالح أحزابها وباتت قضية المواطن آخر هّم لهم”.

واعتبر العامل النجار أن الشعب اعتاد على سماع الوعود الحكومية قبل كل انتخابات والتي اغلبها وعود غير صادقة والغاية منها الكسب الانتخابي باصوات الفقراء الذي يجري التحرك بينهم ايام الترويج الانتخابي لا أكثر”.

اما المواطن كريم عباس وهو عامل بناء فيشير إلى انه ترقب بحرص شديد الاعلان الحكومي عن دخول القانون حيز التنفيذ. ويقول لـ”طريق الشعب” إنه “راجع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية من أجل الشمول بالضمان الاجتماعي، الا انه فوجيء برد القائمين هناك عن عدم وجود تعليمات حول الشمول الجديد لعمال المهن الحرة وان الشمول يقتصر إلى الآن على العاملين في القطاعين الخاص والمختلط”.

ويرى العامل كريم ان “عمال البناء هم الفئات الاكثر مظلومية بسبب هيمنة العمالة الاجنبية ودخول البناء الجاهز، الأمر الذي قلص من فرص العمل لهم”. ويضيف”كما تسببت الهجرة من الريف إلى المدينة تحديات اخرى امام عمال البناء”، موضحاً “ فالعمال المهاجرون إلى المدينة يتقاضون أجور عمل أقل وبالتالي يفضلهم أرباب العمل”.

*******************************************************************************************

تظاهرة حاشدة لأصحاب البسطيات في ديالى

بعقوبة – طريق الشعب

نظم العشرات من أصحاب الأكشاك والبسطات في سوق مدينة بعقوبة، الاثنين الماضي، تظاهرة حاشدة أمام مبنى المحافظة، احتجاجاً على محاولة جهات قالوا أنها “متنفذة” إجبارهم على دفع إيجارات بمبالغ كبيرة لقاء استمرار عملهم على بسطياتهم.

ويقول صاحب الكشك طه مخلف سلمان إن “هناك عناصر تابعة لجهات متنفذة غير معلوم من يقف وراءها يطالبون عمال البسطيات بدفع إيجارات بأرقام خيالية”.

ويوضح “على مالك عربة الخضروات ان يدفع إيجار 300 ألف دينار شهريا وأيجار الكشك (مترين مربعة) 800 ألف دينار، مقابل استمراره في عمله”، معتبرا المبالغ التي تفرض كبيرة مقارنة مع الأرباح اليومية لاصحاب البسطيات.

ويذكر “ طالبوني بدفع 400 ألف دينار مقابل متر لبسطية ليست ملكي ولا ملكهم، نحن نعمل في السوق منذ عام 2003 ولدينا عوائل، أوضاعنا صعبة وأرزاقنا محدودة ونبيع الملابس والأدوات المستعملة (البالة) وما نحصل عليه يومياً نحو 30 ألف دينار”.

بدوره، افاد وسام مطلك، وهو صاحب بسطية، بأنهم قدموا شكوى للمحافظ، فوعدهم “بان يبقى المكان وسط السوق لعمال البسطيات، لكن الجهة المتنفذة أخبرتنا بأنها استأجرت الأكشاك ومكان البسطيات، وعلينا دفع الأموال لهم، مقابل استمرار عملنا”.

*************************************************************************************

الصفحة الثامنة

قراءة نقدية لنتائج الحزب الشيوعي العراقي في انتخابات مجالس المحافظات

 ماجد لفته العبيدي

يعتمد الفكر السياسي لحزبنا النهج الماركسي في قراءة وتحليل الاحداث والظواهر لرسم الخطط الانية والبعيدة والتي تعبر عن العلاقة الجدلية بين الامكانيات والواقع. ويعّد خطابنا السياسي تعبيراً مكثفاً عن الفكر السياسي  الماركسي. وإذا  تناولنا عملية المشاركة  في الانتخابات وفق هذه الرؤية، سوف لن اختلافاً بصدد المشاركة في الانتخابات باعتبارها واحدة من  الوسائل السلمية للنضال من اجل التغيير الشامل و الذي  نسعى من خلالها الى بث الوعي الديمقراطي الحقيقي بين صفوف الجماهير، و تهيئة الحامل الديمقراطي للتغير، وتغيير موازين القوى لصالح مشروع التغير الشامل.

إن الهدف من دراسة الظروف الموضوعية والذاتية يكمن في معرفة الاسباب التي تقف وراء خسارتنا في انتخابات مجالس المحافظات. فعلى الصعيد الموضوعي، نحن نواجه سياسة نظام المحاصصة الطائفية وما انتجه من قوانين وممارسات أصبحت كابحا حقيقيا للتغيير، وهناك مقاطعة من بعض القوى السياسية التقليدية والأحزاب والقوى التشرينية الجديدة بالإضافة الى المقاطعة الشعبية الذي تمثل  نسبة كبيرة جدا. ولو صدقنا بنسبة المشاركة التي أعلنت عنها المفوضية العليا للانتخابات وفق بيانها فإن “عدد المصوتين الكلي في التصويتين العام والخاص بلغ 6 ملايين و599 ألفا و668 ناخبا، بينما بلغت نسبة التصويت الكلية 41 بالمئة، واذا ما تم مقارنة بيانات المفوضية بعدد المشاركين والذين لهم حق الاشتراك والبالغ عددهم  17 مليون ناخب للاختيار من بين 6 آلاف مرشح يتنافسون على 285 مقعدا في 15 محافظة من اصل 18 محافظة (لان 3 محافظات منضوية في إقليم كردستان لم تشارك في انتخابات مجلس المحافظات)، يتبين لنا ان النسبة الحقيقية للمشاركة تمثل 38,82 بالمائة أي ان هناك 61,18 بالمائة ممن لهم حق الاقتراع، لم يشاركوا في الانتخابات، وهي نسبة عالية جداً.

أسباب عدم المشاركة والمقاطعة لم تعد خافية فهي معروفة قبل السباق الانتخابي، وتكمن في انعدام الثقة بالطبقة السياسية الحاكمة، والتزوير المتكرر للانتخابات والذي يجري التفنن به مع التطور التكنولوجي للأجهزة المستخدمة في التصويت والعد والفرز ولاسيما التصويت الخاص، بالإضافة الى عيوب قانون الانتخابات ونظام سانت ليغو لحساب الأصوات المعدل والذي  يخدم الاحزاب والقوى الجهوية والطائفية، وهيمنة الدولة العميقة والمليشيات والسلاح المنفلت و عدم تطبيق قانون الاحزاب.

وكنا نطرح  في خطابنا السياسي اليومي كل هذه الاسباب والمبررات، ناهيك عن ما تم طرحه حول مجالس المحافظات التي تعتبر اساس الفساد و الذي تم استغلالها استغلالا كاملا من قبل اللجان الاقتصادية للأحزاب المتحاصصة لسرقة أموال طائلة خلال السنوات السابقة. وكذلك اتفاقنا الضمني مع مطالب الانتفاضة التشرينية في حلها، ولكن حينما قررنا المشاركة كان كل هذا الكم الهائل من المبررات للمقاطعة وعدم المشاركة عالقا في الذاكرة الجمعية لمنظمات حزبنا وجماهيرنا وأنصارنا، ناهيك عن الجماهير الشعبية المكتوية بنار المحاصصة الطائفية والجهوية. ولهذا لم نستطع خلال هذه الفترة القصيرة من تغيير هذه القناعات بمشاركة منظماتنا وجماهيرنا والجماهير الشعبية التي كانت مع عدم المشاركة والمقاطعة!

كان علينا ان ندرس الواقع بعيدا عن الامنيات والقرارات الإرادوية، فوفق الاحصائيات كان هناك 6 ملايين من 17 مليون لهم حق المشاركة، لم يجددوا البطاقة البارومترية، وهناك  أيضا اكثر من مليونين من العوائل المتعففة، و 8 ملايين امي وحوالي 6 ملايين في الجهاز الإداري والقوى الأمنية وملايين العاطلين. وتتأثر أغلبية هؤلاء بدرجة كبيرة بسياسة التخادم والدعاية السياسية الزائفة بالإضافة الى الجهل والاصطفافات العشائرية والطائفية السياسية!

لقد كانت نسبة المشاركة المتوقعة اقل من 20بالمائة !! و التساؤل الهام والحارق هل تم حساب ذلك حين اتخاذ قرار المشاركة!! في الوقت الذي كان هناك تفاؤل كبير جدا في  الندوات والمقابلات عبر وسائل الاتصال والإعلام ووسائل التواصل من وجود توقعات بإمكانية الفوز هنا وهناك وذهب البعض الى تأكيد حصولنا على مقاعد في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة!!

أما على الصعيد الذاتي مثلت الانتخابات معركة سياسية لحزبنا الشيوعي العراقي والذي عمره 90 عاما  خاض خلالها العديد من المعارك الطبقية والسياسية وتعرض الى الانتكاسات والانتصارات والتراجع وواجه اعتى الانظمة الرجعية والدكتاتورية الفاشية وقدم آلاف الشهداء والمعتقلين والمطاردين والمشردين خلال تاريخه المجيد.

ويسعى الحزب في الوقت الراهن عبر النضال السلمي لتحقيق اهدافه بالتغير الشامل، ويقف في سلم اولوياته تحويل الحزب الى حزب جماهيري قادر على لعب دور رئيسي في النضال الوطني الديمقراطي، مما يتطلب منه بعد هذه النتائج الوقوف وقفة جادة لتقيم سياسته التنظيمية و العمل على تجديد وسائله النضالية وإشكاله الكفاحية وتجاوز الاساليب القديمة والبالية التي أدت الى الترهل والتسرب والبيروقراطية واللا أبالية والروتين القاتل الذي ساهم في العزلة عن الجماهير الواسعة وجعل من تراكم هذه الاشكاليات أزمة حقيقية يتطلب معالجتها عبر الحوار البناء داخل الحزب وخارجه لبناء حزب جديد بأشكال تنظيمية جديدة قادرة على تحشيد الجماهير في مختلف القطاعات، واعتماد الشفافية والمكاشفة واستمرارية تطوير الديمقراطية الحزبية والمشاركة الاوسع في صناعة القرارات وبناء الخطاب السياسي القادر على الوصول للجماهير وتحريكها للدفاع عن مصالحها، ومواصلة تجديد الحزب لتحويله الى حزب جماهيري انتخابي حقيقي.

ان نتائج الانتخابات المتواضعة التي حصلنا عليها لا تمثل نهاية العالم على الرغم من أنها انتكاسة حقيقية مقارنة بالجهود التي بذلت من قبل الحزب ومنظماته، لذا يتطلب منا ان نعيد تقيم سياستنا ومعالجة الخلل على جميع الاصعدة، و هذه المعالجات  تتم عبر قراءة فكرية واقعية وعلمية لنتائج الانتخابات لتعزيز وحدة الحزب من خلال القبول بالرأي والرأي الاخر وإعطاء مساحة أكبر للأقلية الفكرية للتعبير عن آرائها وتصوراتها  في صحافة وإعلام الحزب وإدارة الصراع الفكري في الحزب بما يخدم الحفاظ على الوحدة في اطار التنوع، وأول الخطوات هو تقييم سياستنا من قبل مجالس المحليات ومنظمات الخارج  وصولا الى المجلس الحزبي العام الذي ستكون الانتخابات هي جزء من التقييم الذي سوف يتناول سياستنا منذ 2003 حتى 2023، ولا يعني بأي حال من  الاحوال أنها عملية جلد ذاتي كما يحب تسميتها الفريق المعارض للتقييم، بل هي مراجعة عملية وعلمية وفق النهج الماركسي لتلمس الأخطاء وتقويم الخطاب السياسي، ولكي تكون هذه المراجعة حقيقية ورصينة يتطلب بنائها على الشفافية والمكاشفة والنقد والنقد الذاتي لتطوير عملية الديمقراطية والتجديد المتواصل لحزبنا الشيوعي العراقي .

****************************************************************************************

تنويه

 أثارت انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة نقاشا لا يزال متواصلا، ولا يقتصر على تناول هذه الانتخابات ونتائجها وحسب، بل تخطى ذلك الى مناقشة مجمل عملية الانتخابات، التي لا يمكن في جميع الأحوال فصلها وعزلها عن الوضع السياسي العام في البلد، وعن توازنات القوى فيه وطبيعة القوى الماسكة بالسلطة، والمنهج المتبع في إدارة شؤون البلد وفي بناء مؤسساته، المدنية والعسكرية، وواقع المنظومة الانتخابية.

ولأجل الاسهام في هذا النقاش يسرّ صفحة “وجهات في النظر” ان تستقبل مساهمات  الرفاق والأصدقاء والمتخصصين، لتدشين حوار بناء، نسعى لان يكون له دوره في تسليط الضوء على موضوعة الانتخابات، وعلى مجمل القضايا التي تخص وضع بلدنا السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي والأمني .

نتطلع الى نقاش مثمر مكثف يسلط الأضواء على قضايا الوطن والشعب الملحة، ويطرح المقترحات والبدائل لتعزيز دور قوى التغيير الديمقراطية، ومنها حزبنا الشيوعي العراقي، ولتمكينها من مراكمة النجاحات على طريق الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، وتحقيق شعار حصر السلاح بيد مؤسسات الدولة الدستورية، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية على قاعدة العدالة الاجتماعية.  

********************************************************************************************

قراءة سريعة لانتخابات مجالس المحافظات والمشاركة فيها  حلقة من حلقات النضال الجماهيري اليومي، ووسيلة في الكفاح السياسي

عبد اللطيف السعدي

نحن الشيوعيين العراقيين، بل وكل الوطنيين البعيدين عن نهج المحاصصات والتبعيات الطائفية، نتحمل مسؤوليات ضخمة. ونحن في الحزب الشيوعي العراقي، ولكوننا نحمل فكرا علميا، ومنهجا جدليا، في قراءة الواقع والتطورات وتشخيص مستلزماتها، تقع علينا مسؤولية اكبر في تحديد مواقف جادة وموضوعية، بعيدا عن العواطف أو الانجرار والتأثر بأحاديث الشارع اليومية، وهذا لا يعني عدم دراستها وتشخيص مسبباتها للنهوض بها في اطار دعوتنا وعملنا اليومي من اجل اعادة الروح والوعي لمجتمعنا بعد ما يقارب الأربعين عاما من الإفراغ والتسطيح في الرؤى والمواقف. وعلى هذا الأساس أرى وأقيم قضية الانتخابات المحلية الأخيرة، وأهمية المشاركة أو عدم المشاركة فيها.

الانتخابات بإستثناء أنها حق انساني اقرّته الشرائع والقوانين الدولية، وحق سياسي دستوري، فهي احدى وسائل وأساليب النضال اليومي، وهي ليست هدفا بحد ذاته، وبشكل متجرد. وارتباطا بتغير الظروف والموازين يجري تقرير خوضها أو الامتناع عنها وعلى قاعدة الخط السياسي العام والظروف التي يمر بها البلد وموقع الحزب والقوى الوطنية الديمقراطية أو المدنية.

اذن، المشاركة في الانتخابات تأتي على أساس دراسة جدلية عميقة لكل مكونات الواقع وقدرات القوى. وكما اختار الحزب في ظروف أخرى الامتناع بل ومقاطعة الانتخابات السابقة، ارتأى المشاركة في الأخيرة، اعتمادا على موقف تحليلي للأهداف القريبة وعلاقتها بالهدف الأبعد وهو تحقيق التغيير الشامل نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية. المشاركة، إذن كانت في احد أوجهها للتعبئة الجماهيرية، والتحشيد لأهداف وشعارات مرحلية، لخلق موازين قوى سياسية جديدة على الأرض. وهي اختبار لمدى قدرة القوى المدنية الصاعدة نحو الآفاق الأرحب. قد اتفق مع الرأي القائل، انه لم تكن كل عوامل اللجوء للمشاركة متوفرة، أو لم نصل لمثل هذا القرار، مع عمل مكثف لتنضيج وتراكم الأسس والعوامل، الى مستوى نضمن فيه تحقيق نتائج مرغوبة، أو أفضل. 

أقول أن ما شكّل أهميةً في قرار المشاركة، هو اعتبارها حلقة نضالية في سلسلة حلقات متواصلة ومترابطة، والنتائج ستعتمد على القدرة في توظيفها في مسارات الكفاح اللاحقة. حقق تحالف “قيم” ستة مقاعد، وهذا طبعاً بخس بحق القوى الديمقراطية المدنية. ولكن علينا أن لا ننسى ما تمّ بناؤه في سنوات ما بعد 2003 في عمليات ترسيخ المرجعيات والولاءات على أسس المصالح الضيقة وفي اطار نظام سياسي رسخته قوى المحاصصة وبنت مؤسساته بدعم إقليمي ودولي. وكل ذلك جاء على أرضية ما تركه النظام المقبور من إفراغ حقيقي لجوهر ومستوى الوعي الذي كان يسود مجتمعنا سنوات ما قبل وبعد ثورة تموز الخالدة.

 نظام المحاصصة بني على أساس هذا الواقع. لذا ليس سهلا وبضربة واحدة إنهاء التأثيرات الطائفية والولاءات الأثنية والحزبية الضيقة. شخصيا لم أتوقع الكثير غير ما قلته سابقا. ومع جل احترامي وتقديري لجهود بعض مرشحينا والمنظمات ولكن يبدو أنها لم تكن كافية أو مستوعبة للواقع الاجتماعي والثقافي، خاصة في بعض المحافظات والمناطق . اخيراً أعيد القول أنها سبيل كفاح طويل، معقد وصعب ولكنه لا يدعو لليأس والتشنج. واذا استفدنا من درسها وفي ضوء الواقع واستشراف التطورات المحلية والإقليمية، والدولية وأوجدنا الى جانب مشاركاتنا هذه وسائل وأساليب كفاحية أخرى بين الجماهير، وخاصة غير الواعية وهي الغالبة في مجتمعنا سنستطيع توسيع قوانا وإحداث ثغرات حقة في موازين القوى السياسية وأمامنا هدف التغيير الشامل.

*******************************************************************************************

ملاحظات عن نتائج انتخابات مجالس المحافظات العراقية 

أمير أمين

بعد سبات دام لأكثر من عشر سنوات، عادت المحافظات لانتخاب مجالس لها، ما عدا محافظات إقليم كردستان العراق، وتمت هذه العملية يوم 18 كانون الاول 2023، ولما انتهت وقبل ظهور نتائجها، كانت توقعاتي بفوز الشيوعيين ضمن قائمة “قيم” المدنية، متواضعة بسبب القوى المنضوية ضمن هذا التحالف قياساً للأحزاب والتحالفات السياسية الكبرى الاخرى. في المقابل، كنت قد توقعت فوز ثلاثة شيوعيين وخاصة رفيقتنا بشرى جعفر في بغداد ورفيق في الحلة وآخر في الديوانية، لكن الحظ لم يحالفهم للأسف، وهذا بالتأكيد مرتبط بعوائل ذاتية وأخرى موضوعية.

وحول حزبنا الشيوعي العراقي فإنه سبق له وأن شارك في انتخابات مجالس المحافظات او الانتخابات العامة على مستوى العراق، وفاز في عدد من المحافظات وخاصة في بغداد العاصمة، ولو ان هذا الفوز كان محدوداً ولا يتناسب مع حجم الهيكل الحزبي وجماهيرية الحزب وتاريخه النضالي على المستوى الوطني. ومن هنا لابد للخوض بالجانب الذاتي الخاص بالحزب حيث ان حملتنا كانت قد اشتغلت اذا جاز التعبير على الناس المثقفين وليس عامة الشعب كما هو المطلوب، إلاّ نادراً. ثم انه ليس عند الحزب الاموال الكافية لإنفاقها على الدعاية الانتخابية، وأكيد ان حزبنا لا ينافس ما صرف من أموال من قبل الاحزاب الاخرى القابضة على مفاتيح الحكم وبيدها الاموال الطائلة السائبة؟ والحملة تحتاج لصرف الملايين لكي تصل لأوسع القطاعات الجماهيرية لغرض كسبها للتصويت لمرشحينا. ومع هذا فأن مرشحتنا في بغداد الرفيقة بشرى ابو العيس حصلت على 1602 صوت فقط ! بينما في انتخابات سابقة حصل الرفيق رائد فهمي سكرتير الحزب على أكثر من 19000 صوت وقبل ذلك حصل الرفيق جاسم الحلفي عضو المكتب السياسي حينذاك على أكثر من 17000 صوت! فكيف تدنى التصويت للرفيقة بشرى الى هذا المستوى؟! ام أن اياد غير نظيفة تلاعبت بالأعداد المصوتة لها وحذفت بعضها حتى لا تفوز؟ هذا الشيء أيضاً وارد في وضع سياسي مربك تعمه الفوضى في العراق. وهناك عامل ذاتي آخر هو انه ليس لدى حزبنا العدد الكافي من المراقبين ووكلاء الكيان السياسي لمراقبة اداء المفوضية، منذ الساعات الاولى للتصويت، ولحد الساعة الاخيرة، حيث لاحظ رفاقنا حصول الكثير من الخروقات والتجاوزات، في كل مراحل التصويت والتأثير على توجهات الناس. وذكر لي احد الكوادر من بغداد انه حينما وصل لمركز التصويت شاهد عددا من الشباب يروجون لقائمة تخص نوري المالكي وبشكل علني، مما حدا به لإخبار الحرس وهم من الشرطة بهذه الممارسة الخاطئة وأمام أعينهم !! لكنهم لم يهتموا للأمر وقال له أحدهم، ان هذا لا يهمنا! وهناك نقطة تخص الجانب الذاتي وهي عزوف الكثير من الناس عن المشاركة، وهؤلاء هم أما ضد الاحزاب المتنفذة والمليشيات او انهم من الجماهير المدنية الديمقراطية، مما أضعف نسبة المشاركين بشكل عام. ثم ان هناك انقساما واضحا حول المشاركة من عدمها داخل الوسط الحزبي، الذي ادى الى عزوف الكثير عن المشاركة، او ان بعض الشيوعيين صوتوا الى قوائم اخرى!! علما ان قيادة الحزب شعرت بذلك قبيل اجراء عملية الانتخاب وحذرت من مغبة ذلك وإنها سوف تتخذ اجراءات انضباطية بحق المخالفين. لكن بعضهم لم يهتم للأمر وصّوت لقوائم أخرى او أنه لم يشارك في العملية! كما ان العملية عموما وقبل يوم التصويت، كانت ضعيفة، ولم تتم الاستفادة من قبل المرشحين للظهور بالفضائيات، كما فعل مرشحو القوائم الاخرى. وهذه طبعا تحتاج الى مال ونفوذ وتأثير من الحزب، وايضا ان تتقبل الوسائل الاعلامية مرشحينا وتنشر الدعاية لهم. ثم ان حزبنا يحتاج الى دراسة مزاج الناخب اي المواطن غير الحزبي في كل انتخابات ويبني عليها مواقفه وتوصياته في المراحل اللاحقة.

وحول تحالف “قيم” بشكل عام فهو ليس له تأثير جماهيري واعلامي، ولم يقم بأي تنسيق بالتثقيف وتوعية الناس ببرامجه وتوجهاته الانتخابية، إلا ما ندر وعلى نطاق ضيق لم يشمل رقعة العراق بشكل كامل، على الرغم من ان في هذه الانتخابات، لم تطرح برامج سياسية، والناس اصلا صارت غير مهتمة بالبرامج السياسية، بل ان ما يهمها هو الخدمات بشكل اساسي. وهنا تعتقد الناس ان الاحزاب الحاكمة يمكن ان تحققها لها لذلك توجه غالبيتها لانتخابها وعادت من جديد كما كانت لتتسيد المشهد برمته ، بالوقت الذي تدرك فيه هذه الجماهير اخفاقات هذه الاحزاب والكتل وروائح فسادها التي زكمت الانوف ..!

وحول العوامل الموضوعية فهي لا زالت على حالها والتي قاطع بسببها الحزب الشيوعي الانتخابات العامة السابقة فلا زال المال السائب بالمليارات يوزع كرشى وكسب ذمم المزيد من المؤيدين ولا زال الانفلات بالسلاح و الاحزاب الماسكة به تشترك في الانتخابات دون رادع.

وهناك ملاحظات جدية على المفوضية واعضائها وعلى قانون الانتخابات وقانون الاحزاب وغير ذلك، بل ازدادت تفاقماً، لكن الشيوعيين قرروا المشاركة بها على الرغم من كل الظروف آملين بأن القادم سيكون أفضل. وكما يشير حزبنا في بيانه الصادر في 24 كانون الاول 2023 حول النتائج الاولية للانتخابات: (..وإذ لم ترتقِ النتائج المعلنة إلى ما كنّا نطمح اليه، نعبّر عن تثميننا العالي للجهودِ الكبيرة التي بذلها رفيقاتُنا ورفاقُنا المرشحون وكذلك النشطاء في الحملة الانتخابية ومنظمات الحزب والداعمون له في التعريف بحزبنا الشيوعي ومواقفه ومشروعهِ للتغيير الشامل وكذلك بالتيار الديمقراطي وقوى التغيير الديمقراطية، وفي الوصول إلى شرائح اجتماعية جديدة ونسج علاقات معها، وهو ما يتطلب إدامتها وتطويرها وتعبئتها ضمن حركةٍ شعبية ضاغطة لتغيير ميزان القوى وكسرِ احتكار السلطة، وصولا إلى التغيير المنشود بتحقيق البديل المدني الديمقراطي والعدالة الاجتماعية، وهذا هو الهدفُ الأبرز في الحملة الانتخابية التي خاضها الحزب الشيوعي العراقي في إطار تحالف قيم المدني.).

ومن هنا لابد لهذا التحالف من الاستمرار وتقوية نفوذه بين الجماهير ودراسة هذه التجربة التي أخفق فيها او التي لم تكن بمستوى الطموح للتهيؤ للانتخابات البرلمانية القادمة برؤية جديدة، تفتح أمام الحزب وحلفائه ابواب النجاح خدمة لمصالح الشعب العراقي الذي يطمح للتغيير المنشود في ان يأخذ العراق مكانه اللائق أمام دول وشعوب العالم ويكون قدوة ومنارة للتأثير في دول أخرى.

*************************************************************************************************

الصفحة التاسعة

ياستريمسكا تواصل مغامرتها في أستراليا المفتوحة

ملبورن ـ وكالات

واصلت الأوكرانية ديانا ياستريمسكا مغامرتها في بطولة أستراليا المفتوحة، بعد تأهلها لنصف النهائي أمس الأربعاء. ونجحت ياستريمسكا القادمة من الأدوار التمهيدية في التغلب على التشيكية ليندا نوسكوفا بمجموعتين دون رد، بواقع (6-3) و(6-4) وذلك في غضون ساعة و18 دقيقة. وبحسب أرقام «أوبتا»، أصبحت ياستريمسكا رابع لاعبة في آخر 40 عامًا تصل إلى نصف نهائي أستراليا المفتوحة، بعد التغلب على لاعبة واحدة فقط من بين المصنفات الـ 50 الأوائل عالميًا، بعد غابريلا ساباتيني في عام 1994، ومارتينا هينغز في نسخة 1997 وأخيرًا دومينيكا سوبيلكوفا عام 2014. كما أصبحت خامس لاعبة قادمة من الأدوار التمهيدية تصل إلى نصف نهائي بطولة في الجراند سلام في العصر الحديث، بعد كريستين ماتيسون في أستراليا المفتوحة 1978، وألكسندرا ستيفنسون في ويمبلدون 1999 ونادية بودوروسكا في رولان جاروس 2020 وأخيرًا إيما رادوكانو في أمريكا المفتوحة 2021. وباتت ياستريمسكا بتصنيف 93 عالميًا، أقل مصنفة تصل إلى نصف نهائي أستراليا المفتوحة في آخر 40 عامًا. وتنتظر الأوكرانية في نصف النهائي الفائزة من مباراة الصينية كينوين زهينغ، المصنفة 12 على البطولة والروسية أنا كالينسكايا.

*********************************************************************************************

ايمن حسين في صدارة الهدافين بالعلامة الكاملة.. العراق يتأهل الى دور 16 في كأس آسيا

متابعة ـ طريق الشعب

أكمل منتخبنا الدور الأول بالعلامة الكاملة بعد فوزه المثير على فيتنام 3-2 امس الأربعاء على ستاد جاسم بن حمد في الدوحة، ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة في كأس آسيا AFC قطر 2023.

وسجل ريبين سولاقا (47) والبديل أيمن حسين (73 و90+12 من ضربة جزاء) أهداف العراق، في حين أحرز بوي هوانغ فيت انه (42) والبديل نغوين فيت انه (90+1) هدفي فيتنام.

وشهدت المباراة الثانية ضمن ذات المجموعة، فوز اليابان على إندونيسيا 3-1 على ستاد الثمامة.

وتصدر العراق ترتيب المجموعة برصيد 9 نقاط كاملة من ثلاث مباريات، مقابل 6 نقاط لليابان، و3 لإندونيسيا، في حين بقي رصيد فيتنام خالياً من النقاط.

وحصل منتخب العراق واليابان على بطاقتي التأهل المباشر عن المجموعة، في حين ينتظر المنتخب الإندونيسي تحديد أفضل أربعة منتخبات حاصلة على المركز الثالث.

بعد تأمين التأهل إلى الدور ثمن النهائي من البطولة، أجرى خيسيوس كاساس المدير الفني لمنتخب العراق 10 تغييرات على التشكيلة الأساسية التي خاضت اللقاء السابق أمام اليابان، حيث أبقى على المدافع ريبين سولاقا فقط، وذلك لمنح الفرصة أمام بقية اللاعبين للمشاركة في الظهور الأخير للفريق في دور المجموعات.

وفرض المنتخب العراقي سيطرته على مجريات اللعب منذ بداية اللقاء بفضل الانتشار الجيد للاعبيه في منتصف الملعب، في المقابل حاول المنتخب الفيتنامي الوصول إلى مناطق نظيره في أكثر من مناسبة دون خطورة تذكر حتى الدقيقة (18) والتي ألغى فيها حكم اللقاء هدفاً لفيتنام بسبب التسلل.

وعلى الرغم من الأفضلية التامة للعراق، الا ان المنتخب الفيتنامي نجح في تسجيل هدف التقدم الأول حينما انبرى كوات فان كانغ لتنفيذ ركلة حرة مباشرة وأرسلها داخل منطقة الجزاء لتجد بوي هوانغ فيت انه الذي أسكنها في الزاوية اليسرى لمرمى أحمد باسل (42).

ولم تشهد الدقائق المتبقية أي جديد على مستوى النتيجة، لكن المنتخب الفيتنامي تعرض لضربة موجعة تمثلت بخروج لاعبه كوات فان كانغ بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية ثم الحمراء ليكمل الفريق اللقاء بعشرة لاعبين.

وأجرى المنتخب العراقي تبديلين مع بداية الشوط الثاني، حينما لعب علي جاسم وأيمن حسين بدلاً من بشار رسن وأحمد عادل عباس بهدف تعديل النتيجة وكان له ما أراد حينما عكس علي جاسم كرة داخل منطقة الجزاء من ركلة ركنية على رأس المتحفز ريبين سولاقا الذي أسكنها بنجاح في الزاوية اليمنى للمرمى الفيتنامي (47).

 ومع دخول إبراهيم بايش بسط المنتخب العراقي نفوذه في اللقاء وانحصرت الألعاب على مشارف منطقة الجزاء الفيتنامية، وتوغل المميز علي جاسم في الجهة اليسرى وعكس كرة عرضية بالمقاس على رأس أيمن حسين الذي حولها برأسه داخل الشباك هدف التقدم الثاني لمنتخب أسود الرافدين في الدقيقة (73).

وازداد اللقاء إثارة حينما احتسب الحكم ضربة الجزاء للعراق نفذها أيمن حسين لكنها ارتدت من القائم الأيمن (83).

وباغت المنتخب الفيتنامي نظيره العراقي بتسجيل هدف التعادل بعد هجمة منسقة وصلت الكرة فيها إلى نغوين كوانغ هاي داخل منطقة الجزاء وسددها بقوة داخل الشباك (90+1).

وقبل صافرة النهاية احتسب حكم اللقاء ضربة جزاء ثانية للعراق نتيجة تعرض يوسف الامين للإعثار داخل المنطقة من قبل فو مينه ترونغ، ونفذها هذه المرة بنجاح أيمن حسين على يسار الحارس نغوين فيليب (90+12)، ليقود منتخب بلاده إلى فوز ثمين وصدارة المجموعة بالعلامة الكاملة.

وبهدفي امس، حافظ المهاجم ايمن حسين على صدارة هدافي البطولة برصيد 5 اهداف.

*********************************************************************************************

انطلاق منافسات بطولة كأس العراق

متابعة ـ طريق الشعب

تنطلق يوم غدا الجمعة، منافسات بطولة كأس العراق لكرة القدم، بإقامة ثماني مواجهات ضمن الدور الـ 32 من البطولة.

ويلاقي النفط ضيفه الحسين على ملعب أمانة بغداد، ويواجه الميناء ضيفه الديوانية على ملعب الميناء، بينما يستضيف نوروز، نظيره الاتصالات على ملعب السليمانية، وسامراء يستقبل ضيفه أمانة بغداد على ملعب سامراء.

هذا ومن المقرر أن يستضيف الحدود نظيره غاز الشمال على ملعب الكرخ، في حين سيلاعب الشرقاط نظيره الفهد على ملعب الشرقاط، وسيواجه الرمادي ضيفه الكرخ على ملعب الرمادي، وأخيراً يستضيف الناصرية، نظيره نفط الوسط على ملعب الشطرة.

*************************************************************************************************

رقم سلبي غير مسبوق لمنتخب الجزائر

ياموسوكرو ـ وكالات

شهد خروج منتخب الجزائر من كأس الأمم الأفريقية 2023، المقامة حاليا في كوت ديفوار، رقما سلبيا للخضر عبر تاريخ مشاركتهم في البطولة.

وخسر منتخب الجزائر أمام نظيره الموريتاني، بهدف دون رد، وتذيل تريب المجموعة الرابعة، برصيد نقطتين فقط.

وبحسب شبكة «سكواوكا» للإحصائيات، فقد ودع منتخب الجزائر كأس الأمم الأفريقية من دور المجموعات للمرة الثانية على التوالي، وذلك لأول مرة في تاريخ الخضر.

ولم يحصد منتخب الجزائر سوى نقطتين فقط، من التعادل مع أنجولا وبوركينا فاسو.

وكان منتخب الجزائر قد ودع النسخة الماضية أيضا، من دور المجموعات، بعد احتلاله المركز الرابع في المجموعة الخامسة، التي ضمت كوت ديفوار وغينيا الاستوائية وسيراليون.

**********************************************************************************************

الكفة متوازنة في الصراع الآسيوي بين الأردن والبحرين

الدوحة ـ وكالات

يخوض المنتخب الأردني، اليوم الخميس مواجهة قوية أمام نظيره البحريني على ستاد خليفة الدولي في ختام لقاءاتهما ضمن المجموعة الخامسة لبطولة كأس آسيا المقامة في قطر.

ويتطلع منتخب النشامى لمواصلة مسيرته المميزة في البطولة والبحث عن 3 نقاط جديدة تجعله مرشحًا لحسم صدارة المجموعة.

ويتصدر النشامى ترتيب المجموعة برصيد 4 نقاط متفوقًا على كوريا الجنوبية بفارق الأهداف، يليهما البحرين بـ 3 نقاط ثم ماليزيا بلا رصيد.

ويعيش المنتخب الأردني في أفضل أحواله المعنوية والفنية بعدما حسم تأهله، وتبقى له معرفة إذا ما كان سيتأهل كبطل للمجموعة أو في الوصافة أو ضمن أفضل أصحاب المركز الثالث.

ويعد الفوز خيارًا مهمًا للنشامى بهدف الوصول للنقطة 7، وستكون حينها أعلى نقطة وصلها في دور المجموعات، عبر تاريخ مشاركاته في كأس آسيا، وتحقق ذلك مرتين عندما تأهل لدور الثمانية في نسخة 2011 بقطر، ولدور الـ 16 في نسخة 2019 بالإمارات.

مواجهة تاريخية

تعد مواجهة الغد الأولى التي تجمع الشقيقين الأردني والبحريني في بطولة كأس آسيا حيث لم يسبق لهما أن التقيا قبل ذلك.

ولن تكون المباراة سهلة على المنتخبين لكن كل منهما يطمح لتحقيق الفوز وتعزيز رصيده النقطي خاصة منتخب البحرين الذي سيسعى إلى تجنب الخسارة على أقل تقدير.

وكان الأردن قد استهل مشواره بالفوز على ماليزيا برباعية نظيفة ثم تعادل مع كوريا الجنوبية 2-2.

وبدأ منتخب البحرين مشواره بالخسارة أمام كوريا الجنوبية 1-3 ثم فاز على ماليزيا 1-0.

وكان المنتخبان قد التقيا آخر مرة عام 2021 في مباراة ودية أقيمت في المنامة وفاز فيها النشامى 2-1.

كفة متوازنة

بصرف النظر عن نتائج المنتخبين في البطولة، وتفوق الأردن على البحرين بفارق نقطة واحدة، إلا أن مواجهة الغد ستكون متكافئة من الناحية الفنية.

وتعتبر المواجهة صعبة على كلا الفريقين، استنادًا لطموحاتهما في تحقيق الفوز وكسب المزيد من الثقة للمضي بآمال كبيرة في البطولة.

ويتوقع ألا يقدم منتخب الأردن على تعديلات جوهرية في تشكيله للمباراة مع إمكانية منح بعض اللاعبين الفرصة بالمشاركة أمثال صالح راتب ويوسف أبو جلبوش وحمزة الدردور وأنس بني ياسين وعبد الله الفاخوري وفراس شلباية.

ويعول منتخب الأردن في حسم المباراة على رباعي الرعب الذي يقوده موسى التعمري برفقة يزن النعيمات وعلي علوان ومحمود مرضي حيث يشكل هؤلاء محور العمليات الهجومية.

وتقع على عاتق الحارس يزيد أبو ليلى ومن أمامه خط الدفاع عبد الله نصيب ويزن العرب وإحسان حداد وسالم العجالين ومن أمامهما نزار الرشدان ورجائي عايد مسؤولية إغلاق المساحات أمام لاعبي البحرين مع المساهمة في عملية البناء الهجومي.

ويغيب عن الأردن نجمه نور الروابدة الذي تعرض للإصابة بكسر في الضلع السادس أنهت مشاركته في البطولة. من جهته فإن فرصة البحرين بالتأهل تبدو كبيرة والنقاط الثلاث قد تكون كافية لكنه سيجتهد في سبيل تجنب الخسارة على أقل تقدير.

ويمتلك منتخب البحرين بقيادة الأرجنتيني خوان بيتزي لاعبين مميزين قادرين على فرض الضغط على المرمى الأردني حيث يبرز منه حارس المرمى إبراهيم لطف الله إلى جانب علي مدن وكميل الأسود ومحمد مرهون وموسيس أتيدي وعبد الله الحشاش.

********************************************************************************************

وقفة رياضية.. من يرسم سياسة الاحتراف

منعم جابر

منذ سنوات طويلة بدأ الكثير من الأندية المشاركة في دوريات الوطن وبالأخص بنشاط كرة القدم يمارس سياسة الاحتراف والعقود الكبيرة والمبالغ الطائلة ومع لاعبين أجانب وعرب ووطنيين. وهذه السياسة هي (احتراف مبطن) ومع استمرار السنين بدأت هذه السياسة ظاهرة للعلن ولا مجال لتبطينها، او تغطيتها واخفائها. ومع تزايد أعداد لاعبي كرة القدم المشاركين في الدوري الوطني بدأت المشاكل بالظهور والمخالفات والشكاوى ووصلت بعضها إلى محكمة (كأس) ورافقتها غرامات وعقوبات (قاسية)، ومع هذه العقوبات واصل بعض الأندية (شبه المحترفة) سياسته.. لكن انديتنا استمرت بهذه السياسة وهذا النهج حيث تستلم ميزانياتها من الحكومة وتدفع لمحترفيها مدربين ولاعبين (أجانب) المبالغ المطلوبة (على شكل عقود)، وكذلك أخذ بعض اللاعبين (الوطنيين) بتقليد هؤلاء الأجانب وربما بمبالغ اعلى. ولكن إدارات الأندية وفرق الدوري ظلت متبعة ذات السياسة والتي تعتمد فيها على دعم الأندية والمنح والبيانات التي تقدمها (الدولة). وقد تحملت الدولة أخطاء وسياسات الأندية في التعاقد والصفقات المالية دون تحذير ومحاسبة حيث وجدنا أن بعض اللاعبين والمدربين الأجانب والعرب والعراقيين كانوا دون المستوى الفني وضعيفي القدرات والامكانيات الفنية وتم انهاء عقودهم وتعرضت هذه الفرق للغرامات والعقوبات دون محاسبة المسؤولين عن عقد تلك الصفقات الفاشلة والمخيبة لآمال الجماهير ومشجعي الفرق، ولعل أسباب هذه السياسات غير الواقعية التي مارستها هذه الأندية وهي عديدة منها أن قادة الأندية او بعض أعضاء اداراتها من المشتركين في هذه الصفقات والعقود كانوا على غير دراية او معرفة بها بينما هم مصرون على عقد هذه العقود والزام إدارات الأندية بها (لغاية فينفس يعقوب).

إن ترك هذه السياسة لغير المختصين تؤدي بالضرورة إلى فشل الأندية وخسارتها وتحولها من أندية تحقق الربح إلى اندية خاسرة بسبب إخفاقات اداراتها، وهنا يتطلب من الأندية الداخلة إلى عالم الاحتراف حديثاً ان تختار عناصرها وكوادرها العاملة في مجالات التفاوض واستقطاب المدربين لفرقهم والعابهم ان يكونوا على مستوى المسؤولية وقدر من الخبرة والمعرفة لغرض حسن الاختيار. وهذا الحال لا يشمل فقط لاعبي الفريق ومحترفيه بل يشمل أيضاً مدربي الفرق من حيث مستوياتهم وقابلياتهم وخبراتهم التدريبية والفرق التي سبق وان دربوها واشرفوا عليها. وهذا يتطلب وجود خبرات عالية قادرة على انتقاء المدرب الكفء وطاقمه المنسجم وان تكون فترة عمله لا تقل عن موسم كروي لضمان تقديم المدرب كل خبراته لفريقه. اما ظاهرة التخلي عن المدرب وطاقمه بعد أول خسارة يمنى بها الفريق كما حصل مع الكثيرين مما تسبب في انهيار الفريق وتكريس لخسارات جديدة. وهنا ستؤدي قلة خبرة وضعف لجنة التعاقد مع المدربين إلى فشل متراكم وبالتالي انهيار الفريق، لذا أدعو فرقنا واداراتها ان تتصرف بعقلانية وحكمة وان تختار المدرب اولاً وهو الذي يختار اللاعبين من حيث المستوى ومراكز اللعب والفترات المناسبة لكل لاعب والموقع المناسب، عندها ستكون الاختيارات محصورة بالمدرب دون غيره. وأن اسقاط المدرب وتغييره بسرعة البرق ومع أول او ثاني خسارة لها مردودات سلبية على العملية التدريبية وعلى اللاعبين، وهذا التصرف مع المدربين غير مقبول في عالم الاحتراف، وما دمنا مستجدين على هذا العالم الجديد فعلينا ان نختار بروية وعقلانية بعيداً عن العواطف والصداقات.

وقد يرى البعض ان الدولة مسؤولة عن توفير المنح والدعومات المالية للأندية الرياضية من أجل ان تطبق سياسة الاحتراف، وأنا لا اتفق مع أصحاب هذا الرأي فالدولة معنية برياضة الهواة والرياضة بشكل عام اما في رياضة الاحتراف وحسب الاقتصاد الحر (اقتصاد السوق) فالدولة مسؤولة عن خطوتها الاولى اي في السلف والمنح والمساعدة في بناء المنشآت الرياضية والملاعب والمسابح، أما أن تقدم العطاءات والعقود وهبة المبالغ الكبيرة فهذا ليس من واجبها، والأندية الرياضة خلال استثماراتها ومنشآتها وعملها الرياضي تصبح لها القدرة على سد احتياجاتها وعقودها ولا تستقطع من لقمة العيش لمواطنيها لتسدد للأندية الرياضية المحترفة عقودها ورواتبها وتكاليفها. لهذا أقول لأحبتي قادة الأندية الرياضية (المحترفة) عليكم بان تطلبوا سلفاً وقروضاً طويلة الاجل لتساهموا بخلق اندية مستعدة وقادرة على تسيير نفسها والعابها ونشاطاتها ورياضتها لغرض التقدم ومواكبة أندية العالم المتطور وهنا لا اتفق مع قادة الأندية التي تطالب بميزانيات مليونية لتسيير عملها الرياضي بينما الجماهير والفقراء أحق بهذه الأموال من الأندية الرياضية.. ولنا عودة.

*********************************************************************************************

الصفحة العاشرة

«الرقابة على الإبداع».. حماية للقيم أم وصاية على المجتمعات؟

حمدي عابدين

عادت مصادرة أعمال الكتاب إلى الواجهة من جديد، وقامت السلطات في الآونة الأخيرة بمنع أكثر من عمل أدبي في عدة بلدان عربية من التداول، تحت دعاوى حماية القيم والأخلاق في المجتمع. ويرى الأدباء أن هذه الدعاوى لا علاقة لها بالإبداع، ويخشون من تفاقم الظاهرة، والتمادي في عمليات المنع والتقييد؛ ما يهدد حرية التفكير، ويضعها تحت وصاية رقابة تفعل ذلك من دون أي مبرر فني أو سند موضوعي، مثلما جرى للمجموعة القصصية «المكحلة»، للكاتب الليبي أحمد يوسف عقيلة، معلناً أن السلطات في بلاده منعتها من التداول، ودون إبداء أسباب، أيضاً أعلن الأديب الأردني إبراهيم نصر الله عن تعرض أعماله الشعرية للمنع من التداول، في «معرض عمان الدولي للكتاب»، ثم عودتها بعد اتصالات مضنية، وهو المصير نفسه الذي عانى منه الروائي المصري علاء فرغلي في آذار من العام الماضي، حين أعلن عن منع روايته «ممر بهلر» من التداول في مصر، وقد أثار ذلك حالة من الاستياء والاستهجان في الوسط الثقافي.

في هذا التحقيق تستطلع «الشرق الأوسط» آراء كتّاب وناشرين حول هذه الظاهرة، وما ينجم عنها من آثار سلبية على المبدع والثقافة عموماً:

تغييب الوعي

يقول الناقد الدكتور أيمن بكر إن الخطير في أمر الرقابة أنها «كلما اشتدت على الإبداع قطعت قنوات الوعي بالذات والعالم والتاريخ، وهي الموضوعات التي يقتحمها، وتجعل القارئ منشغلاً بمناقشتها وإعادة النظر فيها. وهكذا تسهم الرقابة في تغييب الوعي التاريخي والخوف من مراجعة الذات والفزع من محاولة فهم العالم، وكلها أمور تمهد الأرض للتطرف الفكري باسم الدين والعرق، وتقف في وجه المراجعات التي يثيرها الإبداع الجريء المقتحم للخطوط الحمراء.

ويضيف بكر: «لا توجد رقابة على الإبداع سوى في دول العالم التي تسمّى بالنامية، فهي التي تعاني من مشكلات أساسية في حرية التعبير. والرقابة هنا لا تلعب أي دور يتصل بالحفاظ على القيم الأخلاقية أو المجتمعية، فالمبدع لا يفرض ما يكتبه على أحد، ويتعامل مع الجميع بوصفهم كائنات ناضجة قادرة على الاختيار والفرز. كما أن القيم المجتمعية ليست هشة لدرجة أن يقلقها نص شعري أو روائي أو تحليل فلسفي مخالِف لها، كما أن تناولها بالنقد أو التهكم أو السخرية أو حتى الانتهاك يُعد قناة مهمة من قنوات إحياء هذه القيم وإبقاء النقاش حولها حاضراً في الوعي العام».

ويستشهد بكر بعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، أبرز ضحايا الرقابة في مصر، وأزمة كتابه «في الشعر الجاهلي» الصادر عام 1926، التي وصلت إلى القضاء نتيجة الجدل الذي صاحب صدوره، وتطور إلى حد الدعوة لقتله؛ ما اضطره إلى تغيير عنوان الكتاب ليصبح «في الأدب الجاهلي»، بعد أن قام بحذف فصل منه، ووضع بديلاً له، مع إضافة فصول أخرى.

إن قادة حملة الهجوم على العميد، كما يضيف، «لم يكونوا مدفوعين بنبل الدفاع عن الشعر، أو القيم والمبادئ، لكنهم كانوا فقط، وعلى رأسهم الأديب مصطفى صادق الرافعي، مهمومين بالتحريض ضده، وقد ابتعدت كتاباتهم عن قيم البحث النقدي، وشابها كثير من التهم؛ فهو من وجهة نظرهم (أداة استعمارية)، وزنديق وملحد، وقد وصل الأمر إلى حد السخرية منه، فسماه الرافعي في كتابه (تحت راية القرآن): (أبا مرجريت)، و(المبشر طه حسين)، و(أبا ألبرت)، ثم لم يكتف بذلك وطالب بإبعاده عن عمله الجامعي. بعد العميد، طالت سهام الرقابة صاحب نوبل الأديب نجيب محفوظ، ومنعت روايته (أولاد حارتنا) من الطباعة في مصر، رغم صدورها في حلقات بصحيفة (الأهرام) بين عامي 1959 و1960. وقد ظلت ذريعة للهجوم عليه وتكفيره حتى تعرض بسببها لمحاولة اغتيال في عام 1995، بطعنة سكين غادرة».

ويخلص بكر قائلاً: «رغم أن قرارات مصادرة الكتب ومنعها من التداول تتخذها سلطات ليست ذات صفة دينية، فإن كل ما تم بشأنها في كثير من الدول العربية كان بذرائع تتمسح بالدين، ويسوقها دائماً الذين ينصّبون أنفسهم أوصياء على المجتمعات، لكن هدفهم الأساسي يكمن في السيطرة على الخطاب وحركته داخل الثقافة، كجزء من السيطرة على الوعي بصورة عامة، ولأن الأمر لم يعد ممكناً في عصر السماوات المفتوحة، فقد تحولت الرقابة إلى جهاز منفصل عن الواقع يحاول فقط أن يرضي ذاته والقائمين عليه، دونما أي أثر حقيقي على الأرض».

أداة للدعاية

ويلفت محمد البعلي مدير «دار صفصافة للنشر»، إلى ملاحظة مهمة، حيث يرى أن فعالية الدور الرقابي، وبسبب ثورة المعلومات، تبدلت للنقيض، وتحولت لأداة للدعاية للكتب التي تسعى السلطات لمنعها، لكن رغم هذه التحولات هناك كثيرون من المبدعين يقعون تحت سيطرة رقيب داخلي، وهم يمارسون العملية الإبداعية. وهو يرى أن «هؤلاء المبدعين لم يتعرضوا لأي نوع من الرقابة الحكومية، لكنهم يقعون دائماً تحت طائلة سؤال الرقابة الذاتية، بمعنى أنهم ينشرون كتباً جريئة على المستوى السياسي والفلسفي والتاريخي، وأخرى تتناول رؤية الثقافة للجسد والمرأة، وطوال الوقت يطرح المحررون والكتاب أنفسهم أسئلة تخص إمكانية نشر هذه الكتب التي يرونها متجاوزة الحدود، وتكون الإجابة من طرفنا عملية، وهي اتخاذنا قرار النشر».

أما عن السؤال فيما إذا كان الهدف من الرقابة هو الخوف على القيم الاجتماعية والأخلاقية، فيقول البعلي إنها «محاولة لقصقصة ريش المجتمع، ووضع غمامة على عينيه، وجعله قاصراً بالإكراه. والهدف منها إثبات أن هناك سلطة تتحكم، ولديها قواعد يجب عدم تخطيها، وهي هنا تقوم بمحاولاتها لتغطية العقل ووضع حجاب عليه يمنعه من التفكير والنقد والقيام بدوره في طرح الأسئلة، لذا يجب أن تكون مقاومة الرقابة فرض عين على كل مبدع ومفكر مهموم بالمجال الثقافي».

لجان القراءة

ويتحدث الروائي الدكتور حاتم رضوان عن تجربته في إجازة نشر الأعمال الأدبية مع سلسلة «كتابات جديدة» التابعة لـ«الهيئة المصرية العامة للكتاب»، قائلاً إنها «لم تكن من أجل إجازة نشر أعمال لكتاب راسخين في مجال الأدب، وإنما من أجل التقييم الفني لعدد من الكتاب الشباب الذين يبدأون مشوار الكتابة مع عملهم الأول، وكانت في المقام الأول تقييماً فنياً لصلاحية النشر، وليست تقييماً أخلاقياً لحماية القيم أو فرض وصاية على المجتمع أو ممارسة دور رقابي ما».

ويضيف: «اتبعت في تقييمي عدداً من المعايير الفنية مع بعض المرونة، مراعياً أنه العمل الأول، وتتلخص في عدد من النقاط، مثل جدية الفكرة، أو الأفكار التي يطرحها النص والابتكار في عرضها ومعالجتها بعيداً عن المباشرة والسطحية ورؤية الكاتب لعالمه الذي يكتب عنه، فالفن والأدب ليسا نقلاً فجاً للواقع... ركزت أيضاً على الاهتمام بلغة السرد وسلامتها اللغوية والفنية وخلوها من أخطاء الكتابة والنحو والصرف والأسلوب مع بعض التجاوز في القليل الذي يمكن تصويبه، كما أوليت عناية خاصة بتكنيك الكتابة أو التقنية المتّبعة في كتابة النص، ومدى نجاح الكاتب في استخدامها، وفي المجمل كم الدهشة في النص المكتوب. للكاتب أن يعرض ما شاء من الأفكار بصورة فنية، مع الأخذ في الاعتبار أن ما يُنشر في هيئة رسمية تتبع الدولة يختلف عما يُنشر في دور النشر الخاصة من محاذير، مثل عدم الخروج عن الآداب العامة ووجود ألفاظ نابية وفجة أو ازدراء للأديان. وفي النهاية، أكتب تقريراً مفصلاً عن العمل أبين فيه مزاياه ومشكلاته أو عيوبه الفنية، وبعض المقترحات لعلاج هذه المشكلات إن أمكن لمساعدة الكاتب من أجل الوصول للأفضل، وتظل هذه المعايير نسبية وتتبع الذائقة، وقد تختلف من محكِّم لآخر، بدليل أن بعض الأعمال قد يجيزها محكِّم ويرفضها آخر، ويتم اللجوء لمحكم ثالث».

ضوابط الكتابة

ويتحدث الكاتب الدكتور عمّار علي حسن عن «إمكانية أن تكون هناك ضوابط للكتابة الأدبية، فالحرية مسألة نسبية وليست مطلقة في أي مجتمع، وحرية أي مبدع تنتهي حين تبدأ حريات الآخرين في الاعتقاد والفهم والسلوك. ورغم أن الفن القصصي رسخ أقدامه في مجتمعاتنا، وانتزع أصحابه اعترافاً قوياً، فإن النظرة القديمة لا تزال مسيطرة على أذهان البعض، خصوصاً من ينتمون إلى المؤسسات الدينية التقليدية. وإذا كانت هذه النظرة لا تنادي أبداً بوأد هذا الفن، بوصف القرآن الكريم نفسه اتخذ القصة وسيلة للتعلّم، فإنها تفرز تشددها حيال تفسير نص أدبي معين. وهنا تتعامل المؤسسات على أنه رأي بحت للكاتب، وتحاكمه على هذا الأساس».

وانتقد عمار «كتّاباً يغازلون الغرب في نصوصهم، ويجعلون من أعمالهم تجارب جنسية غارقة أحياناً في الابتذال والسوقية، وهناك من يجعلون اضطهاد المرأة وتدني حقوق الأقليات والحريات الدينية محاور أساسية تدور حولها بعض الأعمال الروائية والقصصية، وبعض السير الذاتية، بنصوص تبالغ في رسم السلبيات، بما يجعلها تشذ تماماً على الواقع وتبتعد كثيراً عن الحقيقة، لأن هذه المبالغة تروق للعقل الغربي، وتخدم مصالح قوى معينة، ومن ثم ترحب دور النشر والهيئات والسفارات الأجنبية بترجمتها».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«الشرق الأوسط» – 20 كانون الأول 2023

*****************************************************************************************

آن برونسويك شهادة فرنسية على فاشية الاحتلال في فلسطين

بين عامي 2004 و2010، زارت الكاتبة الفرنسية آن برونسويك فلسطين في رحلتين؛ حيث دونت يومياتها التي تتضمن معايشاتها في رام الله والقدس ونابلس وجنين وغزّة، برفقة فريق سينمائي، للكتابة حول واقع الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي باعتماد السينما الوثائقية.

جمعت برونسويك هذه اليوميات في كتاب بعنوان «مرحباً بكم في فلسطين»، والذي تصدر النسخة العربية منه قريباً عن «العائدون للنشر» في عمّان، بترجمة الباحث والأكاديمي المغربي عبد المنعم الشنتوف.

تشير برونسويك، في تقديمها للنسخة العربية، إلى أنه لم يتغير شيءٌ بعد قرابة عقدين من الزمان على كتابتها لهذه اليوميات، نظراً إلى ما آلت إليه الأوضاع مع جدار الفصل العنصري، وتنامي قوّة وشراسة اليمين المتطرف في الكيان الإسرائيلي الذي يطلق اليد لقطعان المستوطنين الذين يتصرفون مثل عصابات فاشية.

وتضيف: «أتيت لأرى ما تفعله الدولة اليهودية باسم كل يهود العالم، ومن ضمنهم أنا. أن أصغي إلى الرواية الأخرى للتاريخ. كنت في حاجة إلى ذاك على المستوى الشخصي كي أتخلص من عماي الخاص. لا يجوز أن يكون جهلي ذريعة أو عذراً».

أما الشنتوف، فيوضح أنه أجرى حديثاً مستفيضاً مع الكاتبة في ترجمة يومياتها إلى العربية، حيث أكدت أن الأهداف المنتظرة من هذه اليوميات، والمتمثلة في توعية الرأي العام الأوروبي والفرنسي بشكل خاص بخطورة الاستيطان والجدار العنصري والتهويد، قد ذهبت أدراج الرياح. وتبقى الحقيقة المفجعة - حسب قولها - تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وركون القوى الحية في فلسطين إلى ما يشبه الاستسلام للأمر الواقع. وعليه فإن أهمية اليوميات تكمن في قيمة التوثيق والشهادة.

ويرى الشنتوف أن ترجمة هذه اليوميات إلى اللغة العربية تمثل إسهاماً في تخصيب الذاكرة الفلسطينية، ومقاومة إرادة المحو والنسيان، وإتاحة الفرصة للذات العربية للإحاطة علماً بتفاصيل وحكايات ومصائر إنسانية أصبحت الآن جزءاً من تاريخ نكبة الشعب الفلسطيني التي لم تنته بعد.

كما تشكل استضافة اليوميات في الحقل التداولي العربي، بالإضافة إلى ما سبق ذكره، وسيلة لكشف القناع عن مواكب الزيف والنفاق والتضليل التي ترعاها الآلة الإعلامية الصهيونية، التي تسعى إلى الإيهام بتعايش لا وجود له إلا في أذهان من يروجون له، بحسب المترجم.

ويبين بأن الكاتبة اعتمدت لغة سردية رشيقة تحتفي بتفاصيل المكان وحركة الشخوص داخله، وتتلمس سبيلها إلى قرائها المفترضين في سهولة ويسر. وإذا كانت فلسطين هي الحكاية الإطار لليوميات، فإن الحكايات الأخرى التي تتناسل على امتداد السرد تتيح للقارئ ما يشبه جدارية مثيرة تضج بالألوان والروائح والشخوص.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«العربي الجديد» – 17 كانون الأول 2023

******************************************************************************************

المهاجرون أبطال على شاشات السينما

بعيداً من التجاذب السياسي باتت شخصية المهاجر حاضرة بشكل متزايد في أفلام سينمائية يكون فيها بطلاً، مثل فيلم «إيو كابيتانو» الذي بدأ عرضه أخيراً في عدد من الدول الأوروبية للمخرج الإيطالي ماتيو غاروني.

في السابع من شباط المقبل سيعرض فيلم «غرين بوردر» للمخرجة البولندية أنييشكا هولاند، حول محن المهاجرين العالقين على الحدود بين بولندا وبيلاروس، أما في السينما الفرنسية فتقع قضية الهجرة في صلب فيلم «لا تيت فرواد» الذي تنطلق عروضه في الـ17 من كانون الثاني الجاري، ويتناول مهربي المهاجرين في جبال الألب.

بعد 15 عاماً من فيلم «غومورا» عن المافيا في نابولي اختار غاروني في فيلمه الجديد أن يصور بشكل ملحمي قصة مؤثرة لشابين سنغاليين تجمعهما قرابة عائلية يقرران مغادرة بلدهما والانتقال إلى أوروبا لتحسين حياتهما، فيخوضان رحلة محفوفة بالأخطار عبر أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.

حصل «إيو كابيتانو» على عدد من الجوائز في مهرجان البندقية السينمائي الأخير، واختارته إيطاليا لتمثيلها في السباق إلى جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي

ولهذا الفيلم دلالة رمزية معبرة جداً في بلد تتولى السلطة فيه حكومة يمينية متطرفة، ويقع على خط المواجهة في موضوع المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.

يروي الفيلم قصة المراهقين السنغاليين سيدو (سيدو سار) وموسى (مصطفى فال)، وهما قريبان يقرران ترك أسرتهما من دون أن ينبسا بكلمة واحدة لتجربة حظهما في أوروبا، غير الفيلم حياة ممثله الرئيس سيدو سار، السنغالي البالغ من العمر 19 سنة الذي كانت بالنسبة إليه أول تجربة سينمائية نال عنها جائزة أفضل ممثل صاعد في البندقية.

وقال سيدو سار في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في باريس «كنت أحلم بأن أكون لاعب كرة قدم، لكن مشيئة الله» تسود.

تم تصوير الفيلم «إيو كابيتانو» في السنغال لكن أيضاً في المغرب، حيث التقى سيدو سار بمهاجرين عالقين هناك، بعد عديد من المحن.

يقول سار «أكثر ما حفزني لصنع هذا الفيلم هو أنني قلت لنفسي إنه قد يأتي أوروبيون لمساعدة هؤلاء الأشخاص العالقين في المغرب منذ نحو 10 سنوات، الفيلم مهم أيضاً لأفريقيا لإظهار ما يحصل هناك».

إذا كان موضوع الهجرة حاضراً في وسائل الإعلام والخطاب السياسي في أوروبا، فإن ماتيو غاروني فضل أن يتطرق إليه في فيلمه من دون أجواء بؤس، لكن من دون أن يتغاضى عن الأخطار على الحياة خلال مسيرات العبور الشاقة، وانتهى الأمر بالشابين بالوصول إلى إيطاليا على متن قارب مكتظ جداً.

هؤلاء الأشخاص «يحملون ملحمة معاصرة» كما يقول المخرج البالغ من العمر 55 سنة الذي قام بالتوثيق على نطاق واسع في الموقع، بخاصة في السنغال. وقال «عند تأليف هذه القصة كنت أفكر بمغامرة كبرى تعيدنا إلى كونراد أو إلى جاك لندن أو هوميروس».

وأضاف المخرج «لم أصنع هذا الفيلم بهدف تغيير العالم، بل لإعطاء الجمهور الفرصة لعيش هذه المغامرة من منظور مختلف، خلف الأرقام، هناك أشخاص لديهم أحلام مثلنا».

ومثل فيلم «غرين بوردر» يتساءل فيلم «إيو كابيتانو» عن مسؤولية الأوروبيين، وبحسب الأمم المتحدة فإن عبور المتوسط هو أخطر طريق هجرة بحرية في العالم مع إحصاء أكثر من 2571 حالة وفاة عام 2023.

في إيطاليا تم عرض الفيلم في مدارس عدة، كما أكد ماتيو غاروني، لكن عرض الأفلام لا يمر أحياناً من دون إثارة جدل، ففي 2022 رافقت إطلاق فيلم «أنغاجيه» وهو فيلم فرنسي عن المهاجرين في جبال الألب حملة كراهية موجهة ضد مخرجته إميلي فريش.

أما أنييشكا هولاند (75 سنة) التي حصلت على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في البندقية عن فيلمها «غرين بورد»، فقد تعرضت أيضاً لهجمات عنيفة من القوميين البولنديين، قبل أن يخسروا السلطة هذا الخريف في وارسو، وتهديدات بالقتل.

ـــــــــــــــــــ

أ ف ب – 1 كانون الثاني 2023

************************************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

الجديد في داري: سطور والاهوار

* عن دار سطور/ بغداد، صدر حديثاً كتاب للمؤرخ البارز حنا بطاطو بعنوان “الشيخ والفلاح في العراق 1917- 1958” ترجمة وتعليق د. صادق عبد طريخم، تقديم وتعليق د. سلمان رشيد محمد الهلالي.

ويعد حنا بطاطو مرجعاً مهماً في دراسة تاريخ العراق عن طريق كتابه الهام “العراق”.

* وعن دار اهوار/ بغداد، صدر مؤخراً كتاب هام يحمل عنوان: “الانسان في الفلسفة المعاصرة/ انسان ما بعد الحداثة وانسان الميديولوجيا” تأليف د. احمد حبيب كاظم. الكتاب يسلط الأضواء على فلسفة فوكو وموت الانسان. وريجيس دوبريه: انسان الميديولوجيا “علم الاعلام او الميديا والوسائطية”.

****************************************************************************************************

لعبة السرد الفانتازي (2 - 2 ) في رواية «بنات غائب طعمة فرمان»

د. سمير الخليل

وفي ذروة المأساة يتحدّث (غائب) نفسه عن الواقع وعن مصير شخصيّاته في هذا الزمن الأكثر غرابة في حواره مع السائق الذي يقلّه: “ربما سأستمتع بقصص هجرة الجيران إلى المنافي لا يهم، الغربة دربتني على تلّقي الصدمات الموجعة بصدر رحب، وسأتابع أيضاً ما حصل لصاحب البايسكلجي وحمادي العربنجي في هذه المدينة، ربما تحوّل البايسكلجي إلى سياسي معروف في واحدة من القوى السياسية، وهذا أمر طبيعي وفق نظرية التطور حتى (ابن الحولة) من الممكن أن يصبح رجلاً ورعاً وصاحب دين وتقوى، وكذلك تماضر قد تغدو سياسية ونائبة في البرلمان، وهذا أمر أصبح مألوفاً لكن المشكلة في شخصيّة (مصطفى الدلال) فهو الوحيد الذي سيعبث بدبلوماسية وزارة الخارجية وهذا الأمر متوقع الحدوث بالنظر إلى التحولات المريبة، أتمنى أن أجد مخلوقاتي على حالها التي أعرف، لأرسم مصائرها مرة أخرى وفق المخطط الجديد والتحوّلات الدرامية اللازمة يا عزيزي..

- وسليمة هذه ؟

- ما بها ؟

- هل عندها بنت مؤهلة للزواج يا حاج ؟

- لا طبعاً، عندها ولد يدعى حسين فهي لم تنجب من مصطفى قط، إنها ضحيتي التي جئت لتغيير مصيرها بصراحة أنا هنا لترميم صدوع رواياتي بعد ما تغيّرت الاحوال، لا تخف لقد جلبت نسخاً منها في حقيبتي

- والله يا حاج من الجنون العودة إلى بغداد في هذه الظروف، أنت ترتكب جريمة كبرى بحق نفسك بهذه العودة، بصراحة أنا خائف عليك أكثر مما أنت خائف على نفسك”.  ويمكن التقاط جزء من حوار غائب حول رغبته بتفقد شخصيّات رواياته ومصائرها في هذا الزمن ويتحدّث بشكل ساخر عما يمكن أن تكونه في هذه الظروف والملابسات التاريخية بهذه الصياغة التي تقترب من النسق العجائبي، يتواصل السرد باتّجاه بؤر ومنحدرات ومسارات جديدة يحتّمها الواقع الجديد، ولعلّ مخاطبته بكلمة (يا حاج)  من قبل السائق هي إشارة إلى إفرازات واقع العراق بعد الإحتلال.

إنَّ فكرة اللعبة الفانتازية تشير إلى أن الواقع أصبح أكثر غرابة وسريالية من المتخيل السردي لذا نجد مخيلة غائب لا تستطيع استيعاب هذا البون الشاسع والخروقات التي أصابت الحياة وحولتها إلى حياة أخرى تماماً لا تشبه الصورة والنسق القديم ولا تشبه أي صورة أخرى ترتكز على المغالاة والتحرّر من أي منطق وهذه الدلالات استطاعت الرواية عبر اشتغالاتها الجمالية ولعبتها السردية أن تمرّرها وتوظفها وتكشف عن المسكوت عنه واللامفكر فيه في تفاصيل المفارقة الفادحة بين اشتراطات الزمنين والمرحلتين، حتى أن غائباً يشعر بأنه صنع ضحايا وليس أبطالاً لروايات حين حصل هذا التجسيد بين المتخيّل والواقعي بين التجريد والتجسيد أيضاً ويشعر بالذنب إزاء مصير (سليمة الخبازة) التي تبدو أكثر خسارة في هذا الزمن وهي رمز الإستغلال والقسوة التي وقعت عليها في ذلك الزمن، فكيف يمكن أن تعيش في زمن التوحش والعنف والموت وانتشار المليشيات والمزيفين والصراع النفعي والضياع القيمي؟ وتلك هي بؤرة المفارقة في فرضية السرد ودلالاته وسحب الأبطال والشخصيّات والكاتب نفسه إلى واقع مأزوم ومن هذا التماحك تولد الأفكار والمقارنة والكشف والتعرية لكلا الواقعين المتخيّل الذي تحول إلى واقع والواقع الذي تحوّل إلى متخيّل أكثر ضراوة وقبحاً.

وهذه التبادلية أو تبادل الأدوار والإحلال والإزاحة هي خصائص الإشتغال الذهني الذي تعبّر عنه الفرضيّة الفانتازيّة بوصفها الدال الذي كشف عن مدلول أكثر تأثيراً وأكثر فضحاً وتوّغلاً في الواقع وبتوقيت التحولات التي طرأت وأزاحت كثيراً، وانتجت كثيراً من القيم الغريبة والصادمة ونجد الرواية في مسافات ومساحات كثيرة تثير مثل هذه الصدمة والادهاش وتقديم الواقع الجديد الذي يتحول بفعل الظروف التاريخية إلى متاهة سريالية وضياع لا يشمل أبطال الروايات القديمة بل يشمل أيضاً كلّ البشر الذين يعيشون تحت وطأة هذه الظروف المستجدّة والضاغطة والمتّصفة بالانحراف باتّجاه العدمية القيمية والصراع اليومي الغرائبي.

بعض الشخصيّات استطاعت أن تتكيف مع الواقع المزري الجديد مثل شخصيّة المحامي (جبر الشوك) الذي ينطلق من سلوك براغماتي يستطيع من خلاله أن يوظّف ثقافته الحياتية والقانونية للعيش في زمن آخر يحمل قيماً أخرى، ونجد شخصيّة (دلال البيرقدار) تتكيف مع الواقع بشكل معكوس حين تحمل قيماً مضادّة لهذا الواقع ممّا يجعل شخصيّتها في مربّع إشكالي فهي تعيش في واقع ترفضه وهي لم تتخل عن عشقها للروايات وتحدث طفرة في سلوكها حين تتعاطف مع شخصيّة الكاتب المغمور (هاني بارت) وتفترض فيه المعبّر عن الوعي والثقافة والنقاء القديم لكنّها في النهاية تصطدم لأن (هاني بارت) هو نتاج لواقع مرتبك ومضطرب يحمل بذور التشتّت وحماقة الحوادث وملامح الخراب العولمي، لاسيما أن الرواية قد وظّفت الحاسوب كرمز لتحوّل الإنسان وتماهيه في (السيبرنطيقا) والأتمتة والثقافة الرقمية.

ومثلما رفض غائب وشخصياته الواقع المتردّي حدثت مضاهاة في نوع الرفض حين تكشفت الأحداث عن رفض الواقع بكلّ مقاساته للكاتب وهزيمة شخصيّاته في الصراع الجديد، وعلى الرغم من الاحباطات النهائية والانكسار الذي يشبه تلك الانكسارات التي وسمت روايات غائب كانت رواية (بنات غائب..) هي الأخرى تحتفي بالنهايات التراجيدية، فلم يستطع (جبر الشوك) و(دلال) و(هاني بارت) من العثور على غائب ، ولم يستطيعوا إخراج الرواية الجديدة بطبعة جديدة، أي أنّهم بمعنى آخر لم يستطيعوا استعادة الموروث وتقديم الفكر القديم في مثابات الغرابة والتوحش الذي نسخ الواقع القديم .

كانت معاناة ومكابدة دلال هي الأكثر حضوراً وضراوة، وهي الشخصية الحالمة القادمة من الزمن القديم لمواجهة شراسة الحياة بنسختها الاحتلالية ولم تكن عودتها سوى حالة اغتراب وتصادم بين عشق الشخصيّات الروائية وبراغماتية الشخصيّات التي انتجها المنطق الجديد، “في ذلك اليوم يوم عودتها إلى أرض الوطن، ما إن بلغت قاعة المطار الخارجية حتى أسرعت تتأمل الأشخاص الموجودين هناك لاستقبال الوافدين، لعلّها تميّز بينهم المحامي جبر الشوك، على الصورة التي رسمتها له في مخيلتها وفقاً لنبرة صوته في الهاتف”.

إنَّ حضور الشخصيات وبهذه الطريقة الاستدعائية جعلها تقترب من روح الإثارة لاسيما أن الرواية كشفت أن التاجر (عبد الرزاق البيرقدار) قد تعرّض هو الآخر إلى جريمة قتل وحين وصل الكاتب إلى بغداد بدأت الشرطة بفتح الملف من جديد، أي أن هناك جريمة مؤجّلة على شكل ملف ينمو ويتصاعد ويؤدي إلى جرائم وارتكابات  متباينة ليتحوّل الواقع برمته إلى خريطة للخراب والتهشيم وسيادة الزيف والنزعة العشائرية واختفاء المعنى، وكل معنى وليس فقط المعنى الكامن في روايات الروائي الذي استدرج وتم استدعاءه إلى زمن لا يشبه زمانه ومآلاته وتصوّراته، وأصبحت الأحداث خارج منطق المخيّلة التي تخلّفت عن ملاحقة الإيقاع الجديد للحياة.

وبدت دلال هي الأقرب إلى أبطال غائب لأنها حملت قيمه وأصبحت عاشقة لرواياته، وما تضمنته من بعد إنساني وطبقي، ولذا فإنّها البطلة التي استحقت أن تكون المحور الإيجابي والقيمي الذي يجابه الخراب الجديد، ولم يكن إحباطها دليل انكسارها وهزيمتها بقدر ما كان تعرية وفضحاً وادانة للواقع وليس لها، وهي لم تحضر إلى هذا الواقع المتصارع بنزعة نفعية بل كانت تردّد المعنى القديم للحياة والقيم، فوجدت الوطن منفى آخر وهذا ما يفسّر رفضها للواقع واختيارها السفر والهجرة والعودة مرة أخرى إلى المنفى حين لم تجد وطن (غائب) ووطن أبيها الذي يرمز إلى الكدح ومحبّة الأدب والثقافة وليس مجرّد برجوازي وتاجر.

ولعل من تجليات هذه الشخصيّة أنها لم ترفض عشق (هاني بارت) لها، بل بالعكس كان يمكن أن تثمر هذه العلاقة لاسيما أنها أحدثت نقلة في شخصيّته وخلصته من طقوس الضياع والصعلكة والعدميّة السلوكية إلى رجل رصين وإيجابي لكنّه محكوم بقواعد الهيمنة الكلّية للقيم الجديدة فلم يستطع مضاهاة توجهها الإنساني إليه وانتهى به الأمر إلى أن يكون متّهماً بجانب تمثال غائب الذي تحطّم بفعل فؤوس وفعل غامض، وأظن أنَّ هانياً كان يهلوس إذ لم يتحمل صدمة قبول (دلال) به ورغبتها في مرافقته.

فغائب لا يمكنه التماهي مع الحياة المثيرة والمرعبة، ولم يكن أمامه سوى أن يتحوّل إلى كتلة صماء وتمثال يقف شاهداً على الخراب في إحدى ساحات بغداد، بغداد التي عشقها وتوغل في أزقّتها وحاناتها وأجوائها وفي أعماق القاع الذي عاشه في (العوينة) و(المربعة) و (شارع السلطان علي)، “بدا وكأنه مخمور خرج للتو من حانة (جبهة النهر) أو (شريف وحداد) التي تقابلها كان يترنّح لا يستطيع تمييز الملامح، هل تقدّم به العمر إلى هذا الحد أم أنَّ وجوه الناس قد صارت متشابهة كلها؟ كيف له أن يتعرّف على شخصياته إذا مرّت إحداها أو بعضها أو جميعها من أمامه؟ قد يمنعه الشرخ في عدستي نظارته من رؤيتها، عوّل على فرادة ملامحها وميزات أصواتها لكن دون جدوى، حتّى حدسه لم يسعفه “انتبه إلى حقيبتك يا شيخ”، قال له صاحب مقهى ذلك ليحذّره من (القفاصة)، انعطف إلى اليسار قبالة قاعة سينما الزوراء تماماً، سار في الزقاق الترابي الفقير المؤدّي إلى النهر، كما مشى في ذلك الزقاق وتنسم هواء النهر المنعش، وكم مرة عاد خفيفاً مثل خطّاف بعد لقاء تماضر.

بلغ ضفة النهر زفر زفرة وافقت تموّجاً خفيفاً ثم خنقت أنفاسه تلك الـ(أين) اللعينة: أين فندق الأمراء، من هذا الزقاق المظلم؟ أين أنا؟ وأين النخلة والجيران”. هذا المقطع السردي يكشف عن حالة الاغتراب الفادحة بين غائب والواقع الذي تدحرج وأصبح أسيراً لتحوّلات لم تخطر بذهنه وأصبح مثل الهائم الذي يتلمّس طريقه بحثاً عن ذاته وعن شخصياته، وهو يعاني شعوراً بالغربة بعد أن استحال كلّ شيء إلى بقايا وأطلال وكل ذلك يعكس الصراع السايكولوجي بين الذات والموضوع وبين الذات والآخر، ذلك الشعور الفادح نفسه وقد تجسّد في شخصية (دلال) التي بدت وكأنها إحدى شخصيات رواياته وهي تحمل الذاكرة القديمة والإحساس والوعي القديم الذي لا يجد صدى له في هذا الواقع الذي يعاني اضطراباً داخلياً ولم تجد سوى (هاني بارت) يمكن الإمساك به وإخراجه من هذا الجحيم والخراب ولم تكن تدرك بأنَّ قواعد اللّعبة أصبحت خارج المشاعر الحقيقية وخارج النسق القيمي وأجواء النقاء الرومانسي لاسيما وهي تعشق الروايات وتعيش في خيالها الذي لم يلوّثه الواقع المحتدم بالتناقضات، وحتّى السفر لم تفكّر به وحدها بل سعت لإنقاذ الآخر المتمثّل بشخصيّة (بارت):

“- سأسافر ؟     /  هذا متوقع      / لن أكون وحدي هذه المرة

- تقصدين الشوك  ؟   أقصدك أنت يا هاني

لم يجب وربما لم يكن يتنفس أيضاً، فسألته :

- ما بك ألا ترغب في أن تكون معي

- لا أرغب في أن أصدّق .

- لا تصدق ولكن وافق، أعرف أنّك الوحيد الذي لا يخذلني

- واعرف أنك لست مجنونة، فكيف؟ ومتى ؟ ولماذا؟ اتخذت هذا القرار .

- عزيزي .. انظر إلى نفسك كم تغيّرت، من عبثي حد الجنون إلى رجل رصين تدعوه امرأة مثلي إلى السفر لرفقتها ويرفض .

- هول المفاجأة جعلني مرتبكاً ، لا أعرف ما أقول سوى إني موافق .

- هناك شرط واحد فقط.

- سأنفذ قبل أن أعرف

- تحضر لي العم غائب بأية طريقة، هذا مهري ، مخطوطة رواية بنات غائب طعمة فرمان، لا تكتمل إلاّ بحضوره الروحي .

- نعم ؟!   /  - فقط “.

 ولعلّ الإشارات الموحية في هذا الحوار الدرامي وفي اللّحظات الأخيرة بين (دلال) و(هاني) تكشف عن الحلّ الذي يتجسّد بالحب ومغادرة المكان إلى جانب الشرط الآخر والأخير، وهو حضور (العم غائب)، ولعلّ الشرطين يقتربان من الاستحالة، لا عودة لغائب ولا مساحة تتقبل الحبّ بصيغته الجميلة والنقية؛ وينتهي الأمر باتّهام (هاني بارت) وسوقه إلى أجهزة التحقيق وهو يقف أمام الحطام أو بقايا تمثال غائب.

وليس من المستغرب أن نجد كثيراً من الشفرات والإحالات والإيحاء التي عبّرت عنها الرواية لتقديم صورة بانورامية لواقع ينتمي إلى العبث، ويذكّرنا بمنطق مسرح العبث لتنافر أجزاء اللّعبة وفداحة التصادم بين القيم المتضادّة والقطيعة بين زمن وآخر.

ومن معطيات هذا الاشتغال الجمالي وتوظيف مستويات عديدة لتعميق المعنى الكلّي للرواية، نجد جانباً آخر لا يقل ثقلاً أو أهمية يرتبط بالسعي الضمني للرواية وسعيها أساساً إلى الاحتفاء بغائب على وفق استعادة سردية ولعبة ذهنية، وكان هذا الاستحضار ينطوي على تضمين النسق السيري وحياة (غائب) ومكابداته وابداعه واغترابه وهجرته مع تسليط ضوء على شخصياته وتحولاتها حتى وصل التماهي معها في تحوله إلى شخصيّة (فرمانية) وبدأ يعاني إحساساً مضاعفاً بالغربة، الغربة عن نفسه وعما خلقه من عوالم وغربة عن الأمكنة التي وصفها وعاشها لكنّه لم يجد لها أي وجود محسوس في عودته الافتراضية. ولعلّ روايات (غائب طعمة) قد كشفت عن اهتمامه وتعاطفه ووصفه لنماذج من المرأة المستلبة التي تعاني القهر بكلّ أبعاده اجتماعياً وسايكولوجياً وطبقياً، ولذا كان الافتراض بوجود رواية لم تكتمل فكانت هي الأخرى تهتم بالمرأة فأصبح العنوان الذي يحمل دلالة عميقة هو (بنات غائب طعمة فرمان)، وفي ظني أنَّ الذي أراده (الزيدي) ليس على مستوى الحقيقة، إنما على مستوى التورية، فالبنات في العنوان تعني (بنات أفكاره) أي شخصياته، وليس من المستغرب القول إن شخصيّة (دلال البيرقدار) تشبه تماماً شخصية (تماضر) أو (سليمة الخبازة) أو (مظلومة)، ولابدّ من الإشارة إلى أنَّ (غائب) يمثّل الأمل المفقود الذي ينتظره الجميع ولم يأتِ، ولعل في اسمه ما يشي بالغياب فهو محسوس في كل الرواية ولكنه غير ملموس فلم يظهر حتى نهاية الرواية، لأنّه مفقود مثل الأمل. استطاعت الرواية عبر النسق الفانتازي أن تقدّم مسألة ذهنية تكشف عن القبح والخراب في ظل واقع مأزوم يرتكز على صراع المتضادات وتباين القيم والتوجّهات.

*********************************************************************************************

يا سيد المجد

جلال فاخر الشرع

تستصرخ الارض والنيران تضطـرمُ

أمـن مـجـيـر لـهــذا الـضـيــم والــعــــدمُ

والحيف أشـرعـة المجهـول تحـضنه

سفائن الـصـمـت حـيث الـمـوج يختصـمُ

وفـيضـه عـارم بل جـارف غـضبت

عــروقـــه مـــن جــحـيــم الآه يـحــتــدم

تـطـوي مـواقــدَ هـمّ مـن غــزارتهـا                  

و قــد تـرنــح مــن نـيـرانـهــا الـضـــرم

يـلـوك اجـسـادنـا بـالـهـم مـرتـعـشــا             

والـويـل جـوعـيَ اني ظـامـئ بـشـم

رعـشـى يدايَ وهــا انـي تـغـازلـنـي           

اوجـــاع جــرحــي بالارزاء تــنـثـلــــــم

قـد اســرج الـروح بالآلام افـزعـنـي          

و تاه غـــور فــــؤادي صــــارم خـــــذم

وطِفْتُ فـي عالم الذكرى وهـاجسهـا

صـحــوي شـعـائـره الـحــب و الـنـغــــم

عـزفـتـه وشـفـيـف الـفـكـر يمنحـنـي      

صــدى اشــتـيـاقــي الــى (بغداد) يضطرم

 يا بـُـرء جــرحـي الــذي اغـواره السـقــم

يا سـيـــدي  (وطني) يا انت يا قـــدري    

فـيـك ابـتـدأنـا حـيـاة غـيـظـهــا قــيَـــــم

(بغداد) نمضي وهذا (موطني) شمخـت

اسمى الحضارات فيه و العدى صُـدمــوا

يا سـيـد الـمـجـد يا رمـحـاً ايا (وطني)   

مـرقـاك يـسـمــو شـمـوخــاً انـه جــهــــم

الـواتـرون رقــاب الــغـــدر انّــهـــم           

صـوت الـفـداء هــموا والصـبـر و الـشـمـم

احــبـبـتــه وانا طـــفـــل اذوب بــــه           

رضـعـت مـنـه فـكـيـف الأن انـفـطـــــم؟

هو العراق (عراقي) انت يا (وطني)   

فـي سـاحـهـا كـنـت لـيـثـاً ايـهـا الـعَـلَــــم

ما خفت انت المدوّي في مجـامـرهـا

انت (الـعـراق) و انت الـصـحـو و الديَـم

هذا (العراق) وفيه الصحو والديم            

عِـبـرَ الـدهــور تـسـامـى فـيـهــمو الـحلــم

اكـبـرت يـومـكِ يا (بغداد) يـمـلـؤنـي             

عـشـق (العراق) وهـذي الارض تعتصم

صبراً (عراقي) فما عانيت قد ذُبحت

رأس الطـغـاة و سـور الـغـدر يـنـحـطــم

انّا سـلـكـنـا طـريق الـخـلــد نـركـبـه             

و التضحيات صـداهـا الـفـكـر و الـقَـسَـم

(عراق) يا بـهـجــة الـدنـيـا مـفـاتـنــه               

سـحــر تـرقــرق يـطـريـنـي فـأبـتـســـــم

مـازلـت لـلآن يـلـهـيـنـي ويسكـرني               

نـســيــــم ( بغداد ) بـالاطـيـاب يـزدحــــم

نشـوان ارمـضـنـي شـوقـي وارّقنـي       

حــب ( الـعـراق ) و جـرحـي فـيـه يلتئـم

فصغت من فرحي سلوى وعاطفـتي

تـعـانـقــا فـيـهــمــا الـشـعـــر و الـقـلــــم

******************************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

في ضيافة «منتدى بابل»..  الظاهر والأعسم يقدمان «مداخلات في الثقافة والإعلام»

الحلة – غانم الجاسور

ضيّف “منتدى بابل” الثقافي، الجمعة الماضية، الكاتبان والصحفيان رضا الظاهر وعبد المنعم الأعسم، اللذين قدما محاضرة بعنوان “مداخلات في الثقافة والإعلام”، بحضور جمع كبير من المثقفين والأدباء والمهتمين في الشأنين الثقافي والإعلامي، إلى جانب رفاق من شيوعيي كربلاء. 

المحاضرة التي احتضنتها قاعة “بي سي دي مول” وسط الحلة، أدارها د. علي إبراهيم، وافتتحها مقدما الشكر إلى القاص سليم الربيعي، على توفيره قاعة المول لإقامة المحاضرة.

ثم قدم نبذة عن الضيفين. وقال أن الظاهر كاتب وصحفي ومترجم مولود في قضاء الهندية، وانه درس الأدب الانكليزي وعمل في وسائل اعلام عديدة، منها “بي بي سي” ابان تسعينيات القرن الماضي، مضيفا أن الظاهر، وفي إطار مشروعه النقدي، درس العلاقة بين المرأة والأدب، وأصدر 3 كتب في هذا المجال. أما في الكتابة الصحفية، فهو معروف بعموده الصحفي “تأملات”، الذي وثقه في 5 كتب.

وتابع قائلا أن الظاهر له ترجمات في ميدان الجماليات، وفي المجال الفكري له إصدارات حول الماركسية.

أما عن الأعسم، فقال د. إبراهيم انه من أبناء قضاء المحمودية. انخرط مبكرا في النشاط الطلابي والسياسي والثقافي، وزاول العمل الصحفي بداية سبعينيات القرن الماضي، محررا في صحيفتي “التاخي” و”طريق الشعب”، مضيفا أن الأعسم، وبعد هجمة البعث ضد الشيوعيين والوطنيين، غادر إلى اليمن، وعمل في صحافتها، ثم انتقل عام 1982 إلى سوريا، وعمل في قنوات عديدة فيها، إضافة إلى عمله الصحفي في بيروت ولندن.

وأضاف قوله أن الأعسم تخصص في العمود الصحفي، وله عمود سياسي معروف عنوانه “جملة مفيدة”. كما انه ترأس تحرير “جريدة الصباح”، وأصدر خلال مسيرته 8 كتب.

بعدها ترك الحديث للظاهر، الذي ذكر أن في كل مجتمع ثقافات متباينة ومتعارضة. فهناك ثقافة رجعية متخلفة وظلامية، وهناك ثقافة محافظة، وثقافة تنويرية تقدمية تجديدية، مشيرا إلى انه عبر التاريخ، كان هناك صراع في كل المجتمعات، بين الثقافة السائدة، وهي ثقافة الحكام والسلطة، وثقافة المعارضة، أي معارضة السلطة.

وتابع أنه “بالتأكيد لا توجد ثقافة واحدة، إنما هناك تعدد في الثقافات. فثقافة التخلف والظلام والمحافظة والرجعية، تقابلها ثقافة التغيير والتنوير والتقدم والتطلع إلى الحرية”.

ثم تحدث عن كتابه “هل كان ماركس على حق؟”، موضحا أنه يقدم قراءة جديدة للماركسية “فأنا من الداعين إلى إعادة النظر في الماركسية، لأنه لا يوجد شيء في الحياة مقدس. والأحزاب الشيوعية التقليدية كانت تعتبر ماركس مقدسا”.

وانتهى الظاهر إلى أنه “يجب دائما اعادة النظر في كل شيء. إذ لا يوجد شيء مقدس ومطلق. فجوهر الماركسية هو النقد، واذا لم يكن لديك موقف نقدي فلا تُسمّ نفسك ماركسيا أو تنويريا”.

أما الشق الآخر من المحاضرة (الإعلام)، فغطاه الأعسم بحديثه.

وقال أن الإعلام وسائل مختلفة لإيصال المعلومات الى الجمهور، لترويجها واستقطاب الآراء حولها، مبينا أن وسائل الإعلام، سمعية كانت أم بصرية، لها رسالة منذ فجر التاريخ، تبلورت في العقود الأخيرة بما يسمى “المعاهدات”، وهي اتفاقيات دولية ملزمة تؤكد رسالة الاعلام باعتباره مهتما بشؤون العدالة وحقوق الانسان والحريات العامة وضد الاضطهاد والفساد.

واستدرك الأعسم قائلا انه حدثت تحولات متسارعة عندما دخل الاعلام الالكتروني، بعد أن كانت السلطة والحكومات والقوى المهيمنة تحتكر الاخبار ومجرياتها ووسائل ايصال المعلومة.

وبيّن ان الإعلام كان مقتصرا على شريحة معينة، أما اليوم، وفي وجود الإعلام الالكتروني، فقد أصبحت الملايين مساهمة في نشر الأخبار وترويجها.

*******************************************************************************************

مهندس سبعيني يصنع مجسّمات مصغرة لشواخص موصلية

 متابعة – طريق الشعب

يزاول عبد الله فتحي (74 عاما)، وهو مهندس زراعي متقاعد من أهالي الموصل، فن صناعة المجسمات المصغرة. وبعد تحرير مدينته من إرهاب داعش، بدأ يصنع نماذج مصغرة للعديد من مبانيها ومعالمها وشواخصها. إذ صنع على مدى 3 سنوات مجسمات لـ15 مبنى، ضمن مشروع يعدّه بمثابة عملية إعادة إحياء للمباني القديمة المتهالكة أو المدمرة بفعل الحرب، لكن بطريقته الخاصة.  يقول فتحي في حديث صحفي، أنه “بعد تحرير الموصل شاهدت مباني مهدمة، كنا تعايشنا معها سنوات طويلة. فتساءلت: لماذا لا أوثق هذه المباني بمجسمات صغيرة كي تعرفها الأجيال اللاحقة؟”.   ويضيف قائلا أن “كل ما تقع عيني عليه من مواد أولية يفيدني في عملي، سواء من الحاجيات المستعملة أم المواد التالفة، لذلك احاول الاستفادة من كل هذه المواد”، موضحا أنه صنع نحو 15 مجسما لمباني معروفة في الموصل، مثل عمارة الاحمدية ومبنى المحافظة وجامع الموصل الكبير وعمارة توما وعمارة عبيد القصاب وفندق الموصل والمستشفى العام.

ويمضي فتحي ساعات طويلة في صناعة النماذج المصغرة، وذلك باستخدام الخشب والحجر والطلاء والمواد اللاصقة، وهو يسعى إلى صناعة نماذج لجميع المباني الشهيرة في الموصل.

وفيما يلفت إلى أنه يلجأ في بعض الأحيان الى الانترنيت، ليتأكد من شكل المبنى قبل أن يقوم بتنفيذ مجسمه المصغر، يرى أنه “في عملي هذا أخرج شيئاً من الظلمات الى النور، وكأنني ساهمت في إعمار المدينة”!

***********************************************************************************************

يوميات

  • يضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، بعد غد السبت، الباحث رفعت عبد الرزاق ليتحدث في جلسة ثقافية عنوانها “حسين الرحال والحلقة الاشتراكية الأولى.. صفحات مطوية”.

الجلسة التي من المقرر أن يديرها السيد سعدون هليل، تبدأ عند الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

  • دعت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين إلى حضور معرضها السنوي “رسامون عراقيون”، الذي من المقرر أن تفتتحه عند الساعة 12 ظهر بعد غد السبت، في مقرها الكائن بالمنصور – شارع دمشق – مقابل متنزه الزوراء.

***********************************************************************************************

مهندس سبعيني يصنع مجسّمات مصغرة لشواخص موصلية

متابعة – طريق الشعب

يزاول عبد الله فتحي (74 عاما)، وهو مهندس زراعي متقاعد من أهالي الموصل، فن صناعة المجسمات المصغرة. وبعد تحرير مدينته من إرهاب داعش، بدأ يصنع نماذج مصغرة للعديد من مبانيها ومعالمها وشواخصها. إذ صنع على مدى 3 سنوات مجسمات لـ15 مبنى، ضمن مشروع يعدّه بمثابة عملية إعادة إحياء للمباني القديمة المتهالكة أو المدمرة بفعل الحرب، لكن بطريقته الخاصة.  يقول فتحي في حديث صحفي، أنه “بعد تحرير الموصل شاهدت مباني مهدمة، كنا تعايشنا معها سنوات طويلة. فتساءلت: لماذا لا أوثق هذه المباني بمجسمات صغيرة كي تعرفها الأجيال اللاحقة؟”.   ويضيف قائلا أن “كل ما تقع عيني عليه من مواد أولية يفيدني في عملي، سواء من الحاجيات المستعملة أم المواد التالفة، لذلك احاول الاستفادة من كل هذه المواد”، موضحا أنه صنع نحو 15 مجسما لمباني معروفة في الموصل، مثل عمارة الاحمدية ومبنى المحافظة وجامع الموصل الكبير وعمارة توما وعمارة عبيد القصاب وفندق الموصل والمستشفى العام.

ويمضي فتحي ساعات طويلة في صناعة النماذج المصغرة، وذلك باستخدام الخشب والحجر والطلاء والمواد اللاصقة، وهو يسعى إلى صناعة نماذج لجميع المباني الشهيرة في الموصل.

وفيما يلفت إلى أنه يلجأ في بعض الأحيان الى الانترنيت، ليتأكد من شكل المبنى قبل أن يقوم بتنفيذ مجسمه المصغر، يرى أنه “في عملي هذا أخرج شيئاً من الظلمات الى النور، وكأنني ساهمت في إعمار المدينة”!

*************************************************************************************************

العثور على 16 قطعة أثرية في الرفاعي

متابعة – طريق الشعب

أعلنت مفتشية آثار وتراث ذي قار، عثورها على 16 قطعة أثرية في موقع “أم العقارب” التابع لقضاء الرفاعي، وذلك خلال جولاتها التفتيشية التي تنظمها بالتعاون مع شرطة الآثار.

وقال مفتش آثار وتراث ذي قار شامل الرميض في بيان صحفي، أن القطع المكتشفة عبارة عن جرار وصحون فخارية وقرص مثقوب وأختام أسطوانية عليها نقوش، مبينا أن القطع تعود إلى فترات زمنية مختلفة، منها فترة العبيد وفترة الوركاء وعصر فجر السلالات.

ووفقا للبيان، فإن القطع تم تسليمها إلى مقر قيادة شرطة ذي قار، بحضور قائد الشرطة العميد مكي شناع الخيكاني، ليتم نقلها في ما بعد إلى المتحف الوطني في بغداد.

***********************************************************************************************

عزفت وغنّت «فرقة ينابيع» في ضيافة اتحاد الأدباء

متابعة – طريق الشعب

ضيّف ملتقى الثقافة الموسيقية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أول أمس الثلاثاء، “فرقة ينابيع” الموسيقية – الغنائية، في جلسة فنية حضرها جمع من الأدباء والمثقفين ومحبي الموسيقى والغناء.

أدار الجلسة التي نظمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، الفنان ستار الناصر، منوّها خلال تقديمه الفرقة، إلى أن “ينابيع سارت في فنها على نهج وطني، وأبحرت في الموسيغنائية العراقية، واستقت منها جمالية الكلمة واللحن والاداء والموقف الوطني الراسخ”.

بعدها قدمت الفرقة، بقيادة الفنان طلال علي، أغنيات عدة، بضمنها أغنية بعنوان “زار الرئيس المؤتمن”، من كلمات الشاعر أحمد مطر وألحان طلال علي ذاته.

وفي ختام الجلسة، أثنى الأمين العام للاتحاد الشاعر عمر السراي، على الفرقة، داعيا إياها إلى إقامة فعالياتها الفنية في باحة الاتحاد.

*************************************************************************************************

إصدار

من قال إنني سأنسى؟

عن “دار العراب” السورية و”دار الصحيفة العربية” العراقية، صدرت حديثا رواية بعنوان “من قال إنني سأنسى”، للكاتب علي هليل السوداني.

تصنف الرواية بكونها من أدب السيرة. إذ يسرد المؤلف ذكريات منتقاة عاشها خلال 4 عقود في مدينته بغداد.

تقع الرواية في 194 صفحة من القطع المتوسط.

***********************************************************************************************

اما بعد .. تحدٍّ ومعوّقات

منى سعيد

وراء النجاح قصص تحدٍ درامية، تجعلنا نتوقف عندها متأملين القدرة الفائقة العابرة للصعاب، بل وللمستحيل أحيانا.

قبل أيام افتتح معهد الفنون الجميلة للبنين في الكرخ معرضه السنوي لقسم الفنون التشكيلية. بناية هذا المعهد كانت مستغلة أصلا لسنوات من قبل مهجرين نازحين. وبحسب ما يذكر مدير المعهد السيد عمار عبد الحميد، لم تكن فيها أية غرفة أو مساحة صالحة لوضع لبنات لتأسيس المعهد في العام 2021. لكن بفعل إصرار شباب الكادر التدريسي وهممهم، سرعان ما تحول المكان إلى فضاء فني مناسب للتنفيس عن مواهب شابة خام، انضمت إليه بعد اجتيازها مرحلة الثالث المتوسط.

ويبيَّن السيد المدير انه على الرغم من تأخر الدراسة في العام الأول حتى الشهر الحادي عشر، فان الكادر التدريس أصر على طرد القبح وإظهار الجمال عبر إقامة أول معرض تشكيلي للمعهد بعد مدة وجيزة، في القاعات نفسها التي شهدت مآسي النازحين ومعاناتهم في سكنهم القسري.

يضم المعهد حاليا نحو 145 طالبا، منهم 45 طالبا في قسم الفنون التشكيلية الذين أبهرتنا نتاجاتهم الفنية وقصصهم الإنسانية العميقة في الوقت نفسه. إذ زُينت جدران البناية بجداريات رسم متقنة بإشراف الأستاذ حسنين غالب، بعدما حفز عند طلبته الانفتاح على مختلف مدارس الفن الواقعية منها والانطباعية وحتى التجريدية.

ولعل الكسب الأهم هو بلورة موهبة الشاب “طالب عبد الصمد” من ذوي الاحتياجات الخاصة، المصاب بالتوَّحد والذي تفتحت مواهبه الفنية عبر رسم جداريات رائعة ولوحات منفذة بحبات البن وأخرى بقطع المرايا المكسرة.. والقصة هنا لا تتعلق بالمعهد وبجهوده حسب، بل وبوالدة الطالب التي حرصت على إيصاله يوميا رغم بعد المسافة بين منطقة سكنهما في الزعفرانية، وحتى السيدية حيث المعهد، الأمر الذي دعا الإدارة الى الالتفات لجهودها وتثمينها، بالعمل على نقلها من مكان عملها وتشغيلها في المعهد نفسه.. وهي بدورها لم تنس كرم هذا الاحتواء، بل أخذت تقتطع مبالغ من بيع لوحات ولدها في المعارض، بعد اكتسبه شهرة مميزة، لتشتري بها ألوانا وأدوات رسم للطلبة، في حالة تكافل وعرفان.

تحدٍّ آخر لمسته بإكبار وإجلال كان لمدرسة التربية الفنية “هديل جليل كاظم” التي أخرجت مسرحية دمى لطيفة بعنوان “حكاية أحمد”، لاحظتها تغني وتؤشر بيدها بسعادة بالغة، وكأنها تضم العالم كله بفرح ونشاط. عرفت قصتها بعد العرض وما تنطوي عليه من مأساة أليمة كونها ترعى زوجا مشلولا مصابا في النخاع الشوكي، بفعل عمل إرهابي قبل سنوات سبب له عجزا تاما، رغم ذلك تجاوزت هذه السيدة الباسلة محنتها، والتزمت بإشاعة الفرح بين طلبة المعهد الذي أصبح متنفسا وحيدا لها.

يستقطب معهد الفنون منذ تأسيسه في بغداد على يد الفنان محي الدين حيدر في العام 1936 وحتى اليوم، معظم المواهب في الرسم والتمثيل والنحت والغناء والخط والطباعة والتصميم، واليوم تضم بغداد وحدها نحو 14 معهدا بينما تصل أعدادها الى نحو 57 معهدا في شتى أنحاء العراق. لكن أغلبها تنقصه أمور أساسية، كهذا المعهد الذي هو بحاجة ماسة الى قسم للتصميم وآخر للمسرح. لكنه بالنسبة الى المسرح يصطدم بواقع قرار عزل الشباب عن الشابات في معاهد الفنون، الأمر الذي يعيق تدريس مادة المسرح أصلا.