الصفحة الاولى

مجددا.. البرلمان يفشل في اختيار رئيس له.. مراقبون: حالة الانقسام السياسي تعطل عملية الانتخاب

بغداد ـ طريق الشعب

للمرة الرابعة على التوالي فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس له، خلفا لمحمد الحلبوسي، وأقدم على رفع فقرة «انتخاب الرئيس» من جدول أعمال جلسته التي عقدها امس السبت.

وتتواصل منذ أكثر من شهرين أزمة اختيار رئيس جديد للبرلمان بعد إقالة رئيسه السابق محمد الحلبوسي، بقرار من المحكمة الاتحادية العليا، في 14 تشرين الثاني الماضي، إثر إدانته بجريمة تزوير محاضر رسمية تتعلق بخطاب استقالة أحد النواب.

تأجيل الانتخابات

وعقد البرلمان جلسته يوم امس، بحضور180 نائباً، وترأسها النائب الأول لرئيس البرلمان محسن المندلاوي.

وذكرت الدائرة الإعلامية للبرلمان، في بيان، أن «البرلمان أجّل الفقرة الأولى من جدول أعماله الخاصة بانتخاب رئيس مجلس النواب، لحين حسم الدعاوى من المحكمة الاتحادية».

وواصل البرلمان عقد الجلسة التي تضمنت التصويت والقراءة لقوانين أخرى.

دعاوى أمام المحكمة

وتسلّمت المحكمة الاتحادية العليا، الأسبوع الماضي، دعوى تطالب ببطلان ترشيح شعلان الكريم لرئاسة البرلمان. وأقام الدعوى النائبان يوسف الكلابي وفالح الخزعلي عن «الإطار التنسيقي»، وتضمنت طلباً بإصدار أمر ولائي بإيقاف جلسة الانتخاب لحين حسم الدعوى.

وعلى أثرها، ردّ حزب «تقدم» برفع شكوى أمام المحكمة الاتحادية العليا ذاتها، أثار النائب عن الحزب هيبت الحلبوسي فيها، ما قال إنه «خروقات ومخالفات» حدثت من قبل النائب الأول لرئيس البرلمان محسن المندولاي، خلال جلسة مجلس النواب الأخيرة.

أسباب التأجيل

من جانبه، قال عضو تحالف «الإطار التنسيقي» عدي عبد الهادي، إن «تأجيل الجلسة سيكون لحين صدور قرار المحكمة الاتحادية»، مبينا في تصريح صحافي أن «عددا من النواب قدموا طلبات الى المحكمة الاتحادية تتمحور حول بطلان الجلسة الأولى لاختيار رئيس مجلس النواب وما نتج عنها، وأن المحكمة حددت الاثنين المقبل موعدا لإعلان قرارها بشأن ذلك».

وأضاف، أن «قرار المحكمة الاتحادية سيرسم خريطة طريق مهمة في تحديد بوصلة خيارات القوى السياسية في المرحلة المقبلة، وربما تسهم في تسريع وتيرة الحسم، خاصة أن الخلافات القائمة حاليا لا تساعد في خلق أية توافقات بشأن تقديم مرشح توافقي».

انقسام داخل الإطار

رئيس المركز العربي الأسترالي للدراسات الاستراتيجية، أحمد الياسري، أكد أن «الفشل في اختيار بديل للحلبوسي متوقع نتيجة الانقسام داخل كتلة الإطار التنسيقي التي تجاوزت مفهوم التوازن والتوافق اللذين طرحتهما في عملية تشكيل الحكومة».

وأضاف الياسري في حديث لـ»طريق الشعب»، أن «قوى الإطار التنسيقي بحاجة إلى الوقت لإيجاد حليف من «المكون السني» ليدعموه مقابل كتلة تقدم. وفي خضم كل هذا لا يزال الإطار التنسيقي يعزز فكرة الأحادية السياسية، خصوصًا بعد انتخابات مجالس المحافظات»، مبينا أن «الشراكة ما هي إلا عبارة عن غطاء لتنفيذ الأحادية السياسية».

ولفت إلى أن «الإطار التنسيقي لا يرغب في أن يكون رئيس المجلس غير مضمون أو خارج عن سيطرتهم، وليس تحت غطائهم، وهذا بالضبط ما أوقع الحلبوسي»، مبينا ان «أي مرشح يطرحه حزب تقدم سيتم رفضه».

ووصف الياسري، الدورة البرلمانية الحالية بأنها «الأفشل منذ نشوء الدولة العراقية وإلى يومنا هذا، من كل النواحي»، على حد تعبيره.

وحذّر من «استمرار تعزيز الأحادية السياسية، لأن العراق بلد لا يمكن أن يُقاد من قبل شخص أو مكون أو حزب أو تيار واحد، ولا بدّ أن تكون هناك مشاركة».

وخلص إلى أنّ «عملية التحول التي تقودها كتلة الإطار التنسيقي لم تحصل منذ سقوط النظام وحتى يومنا هذا، وهو السير نحو أحادية سياسية، وبرغم أن موضوع فشلها محسوم، إلا أننا نخشى أن يتحول هذا الفشل إلى فشل الدولة».

المحاصصة تعطل مؤسسات الدولة

من جانبه، أكد عضو مجلس النواب السابق، وائل عبد اللطيف، أن «القوى السياسية خرجت عن الإطار الديمقراطي وأصبحت هي المتحكمة في كل متطلبات البلد»، مشيرا إلى أنه «في المفاهيم الديمقراطية الحقيقية أن البرلمان هو الذي ينتخب رئيسًا له في حال غياب أو مرض أو إنهاء تكليف، حيث تنعقد جلسة لمجلس النواب ويفتح باب الترشح لرئاسة مجلس النواب، ويتنافس المرشحون على هذا المنصب، وبالتالي من يحصد أعلى الأصوات يكون رئيسًا للمجلس».

وأضاف د. عبد اللطيف لـ»طريق الشعب»، أن «المحاصصة القاتلة التي وضعوها هي التي تعطل أمورًا كثيرة في البلد، لهذا فإن الكثير من السياقات المعطلة سببها القوى السياسية التي تدير البلد»، مضيفا أن «قوانين عديدة معطلة منها مجلس الاتحاد والنفط والغاز وغيرها، وهذه المعطيات تشير إلى أن القوى الحاكمة لا تريد السير على وفق مفهوم المؤسسات الدستورية».

وخلص إلى القول: إن «البرلمان الذي يعجز عن انتخاب رئيس له ولا يملك قراره لا يعوّل عليه في إدارة أمور وشؤون البلاد في هذه الظروف الحرجة، في ظل مراعاة القوى السياسية ـ التي تدير البلد ـ للمصالح الحزبية والشخصية وتفضيلها على مصالح الدولة والشعب».

****************************************************************************

الحزب الشيوعي العراقي يعقد مجلسه الاستشاري الموسع

عقد الحزب الشيوعي العراقي يوم الجمعة ‏26‏/01‏/2024 اجتماعا موسعاً لمجلسه الاستشاري، حضره الرفيقات والرفاق أعضاء اللجنة المركزية ولجنة الرقابة المركزية، وسكرتاريو اللجان المحلية، وسكرتاريو المختصات المركزية، والعديد من الكوادر الحزبية والناشطين في سكرتاريات الانتخابات المركزية والمحلية، وفي المجالات النقابية والمهنية، وغيرها من أوجه العمل والنشاط الحزبيين.

وتوقف المجتمعون بحرص واهتمام كبيرين عند التطورات على الصعد المختلفة، عالمياً وإقليمياً ووطنيا.

كما ناقشوا وقائع الانتخابات الأخيرة لمجالس المحافظات ومشاركة الحزب فيها ضمن تحالف "قيم" المدني، وتحالفات أخرى في محافظات المثنى وكربلاء وصلاح الدين وكركوك.

وفي أجواء مفعمة بالمسؤولية والحرص الشيوعيين تجاه الحزب ودوره راهناً ومستقبلا، عبّر المجتمعون عن آرائهم في سياسة الحزب العامة، وفي تحالفاته ومشاركته في الانتخابات المذكورة وفي نتائجها. وجرى التعبير خلال ذلك عن أهمية وضرورة استخلاص العبر والدروس من هذه التجربة الانتخابية، وعن الثقة بقدرة الحزب ومنظماته ورفاقه على تخطي الثغرات والصعوبات، عبر المزيد من العمل على تطوير عمل الحزب وأدائه في مختلف المجالات، والالتصاق بقضايا المواطنين وتبنيها والدفاع عنها. وذلك ضمن توجه عام لاستنهاض وتعبئة قوى التغيير، ورفع وتيرة التصدي الجماهيري لمنظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت، لأجل الخلاص منها وفرض إرادة الشعب في التغيير المطلوب، والسير على طريق بناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

****************************************************************************

راصد الطريق.. وماذا عن الفاسدين؟

كشف وزير العمل عن استرداد 220 مليار دينار في العام الماضي من المتجاوزين على رواتب الحماية الاجتماعية، فيما تحدث عن 27 ألف متجاوز على شبكة الحماية الاجتماعية منذ انطلاق حملة استرداد الأموال المذكورة في العاشر من الشهر الحالي.

والكشف عن هذا الكم الهائل من المتجاوزين غير مستغرب، وكنا في «طريق الشعب» قد حذرنا أكثر من مرة، وعبر «راصد الطريق» بالتحديد، من وجود حالات فساد في مجال صرف الإعانات الى مستحقيها.

لكن المستغرب في حديث الوزير عن استرداد الأموال، هو عدم الإشارة فيه إلى مساءلة ومحاسبة هؤلاء المتجاوزين وتقديمهم إلى القضاء، ما يفتح الابواب أمام الجميع للتجاوز والسرقة.

وإذا كانت الحكومة غير راغبة في معاقبة هؤلاء المتجاوزين، أفليس من باب محاربة الفساد أن يُفتح تحقيق لمعرفة الجهات وتحديد المسؤولين الذين مكنوهم من التجاوز على أموال الرعاية وسهلوا حصولهم عليها؟ أم أن هؤلاء يتمتعون بالحصانة أيضًا؟!

سيبقى ملف الرعاية الاجتماعية يعاني من التجاوزات، ما دام المتنفذون يستغلونه ويسخرونه لخدمة مصالحهم وللاستحواذ على ما يستطيعون من أصوات الناخبين، ومعه يبقى الكثير من مستحقي الرعاية محرومين منها.

*******************************************************************************************

معلمو السليمانية يستأنفون اليوم احتجاجات عدم صرف الرواتب

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت محافظتا بغداد وميسان تظاهرتين احتجاجيتين؛ في الأولى طالب منظموها بوقف إجراءات بناء مركز للشرطة، فيما دعت التظاهرة الأخرى للتحقيق في مقتل طفل على يد القوات الأمنية.  وتعهد مجلس المعلمين في السليمانية بتنظيم تظاهرات كبرى، اليوم الاحد، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم.

*******************************************************************************************

الصفحة الثانية

تحرير ثلاث فتيات احتجزهن اشقاؤهن في بغداد

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية، امس السبت، تحرير ثلاث فتيات محتجزات داخل إحدى الدور بمنطقة الحسينية في بغداد.

وذكرت القيادة في بيان، أنه “في حادثة استثنائية من نوعها، تمكنت قطعات الشرطة الاتحادية من إنقاذ ثلاث فتيات تم احتجازهن في إحدى الدور بمنطقة الحسينية ببغداد”.

وأضاف البيان، “وفقًا للمعلومات الأمنية، قام أشقاء الفتيات الثلاث بتقييدهن بالسلاسل والأقفال داخل الدار وذلك نتيجة لمشاكل عائلية تعاني منها الأسرة”.

وأوضح، أنه “فور تلقي البلاغ، تحركت مفرزة من اللواء العشرين شرطة اتحادية للتعامل مع الوضع بإسناد الجهد الاستخباري، وتمت عملية مداهمة الدار وتحرير الفتيات المحتجزات وإلقاء القبض على الأخوة الثلاثة”.

وأشار، إلى أن “المعلومات الأولية بيّنت أن الفتيات عليهن آثار ضرب وكدمات وتعرضن لظروف قاسية وغير إنسانية”.

*********************************************************************************

مواطنون يطالبون ببناء مستوصف أو مدرسة بدلا من مركز شرطة معلمو السليمانية يستأنفون اليوم  احتجاجات عدم صرف الرواتب

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت محافظتا بغداد وميسان تظاهرتين احتجاجيتين؛ الأولى طالب منظموها بوقف إجراءات بناء مركز للشرطة، فيما دعت التظاهرة الأخرى للتحقيق في مقتل طفل على يد القوات الأمنية.

وتعهد مجلس المعلمين في السليمانية بتنظيم تظاهرات كبرى اليوم الاحد، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم.

مقتل طفل

استنكر عدد من وجهاء العشائر في ميسان ما قامت به قوة أمنية من فتح نار على مواطنين وصفتهم بالعزل في حادث راح ضحيته طفل وأصيب آخرون. فيما دعوا رئيس الوزراء ورئيس المحكمة الاتحادية لبيان موقفهم، لأنهم يراقبون رد فعل الحكومة على هذا الاعتداء، على حد تعبيرهم.

وقالوا خلال بيان مصور، إنهم يستنكرون فتح النار على الناس العزل من أبناء المحافظة، وفي منطقة تشهد حركة من مواطنين عزل وفتح النار بهذه الكيفية حتى وإن كان المواطن مطلوبا بتهمة يعتقدون أنها ليست صحيحة، فلا يحق لهم فتح النار عليه، وعائلته تحت أي طرف كان، وفق تعبيرهم.

مستوصف أو مدرسة

وناشد أهالي منطقة حي الشرطة في الدورة، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بايقاف العمل في مشروع انشاء مركز شرطة الدورة في المنطقة، مؤكدين ان منطقتهم بامس الحاجة الى بناء مستشفى او مستوصف صحي، وليس مركزا للشرطة.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، إنّ “أهالي منطقة الشرطة/ حي الخورنق/ محلة 846 ـ مجاور جامع حاتم السعدون، طالبوا الحكومة بتحويل موقع مشروع إنشاء مركز لشرطة الدورة في المنطقة، إلى مركز صحي أو مدرسة”.

التحضير للاحتجاج

من جانب اخر، دعا مجلس المعلمين والموظفين المعترضين، الى استمرار الاضراب عن الدوام، مؤكدا الاستعداد لتنظيم تظاهرة كبيرة اليوم الاحد احتجاجا على عدم صرف رواتبهم.

وذكر المجلس في بيان طالعته “طريق الشعب”، أن “الانتهاكات بحق المعلمين والموظفين لم تمنعنا من اختيار التظاهرات والمقاطعة الواسعة كوسيلة لإيصال الرسائل، بل لجأنا إلى عدة طرق وخيارات أخرى”.

وأضاف البيان، أن المجلس قام بتقديم شكوى إلى المحكمة الاتحادية ضد تعليق الترقيات وبانتظار النتائج”، موضحا أنه “تم إرسال وفد من ممثلي المعلمين والموظفين من كافة المدن والبلدات إلى بغداد، والغرض من الزيارة هو شرح المشاكل وتقديم الحلول لها”.

وأشار المجلس الى أن “جميع الكتل والشخصيات العراقية التي التقت بنا وعدتنا بدعمنا لتمرير تعديل الموازنة بما يلزم لإنقاذ موظفي الإقليم”.

وقرر المجلس الوطني للمعلمين والموظفين في إقليم كردستان “مواصلة زياراته إلى بغداد والضغط من أجل إقرار تعديل الموازنة وتثبيت مستحقات موظفي الإقليم كحق مهني بعيدا عن السياسة”، مخاطبا المعلمين المعترضين بالقول إن “دعمكم المستمر في كافة مدن المنطقة ومقاومتكم للضغوط غير الشرعية من قبل السلطات سيقربنا من تحقيق أهدافنا وإنهاء اللعبة التي لا معنى لها منذ ما يقرب من 10 سنوات”.

وأكد المجلس ان اليوم الأحد “ستنظم تظاهرة واسعة في كافة المدن والبلدات وسنواصل المقاطعة والنضال المدني”.

**************************************************************************************

النزاهة تكشف تلاعبا في أكثر من 20 مشروعا في ذي قار وناشطون يلعنون التستر على الفاسدين

بغداد ـ طريق الشعب

تقاسي محافظة ذي قار إهمالا كبيرا يبدو واضحاً في القطاعات الصحية والتعليمية والخدمية، برغم التخصيصات المالية الكبيرة التي تبتلعها جيوب الفاسدين منذ أكثر من عقدين، الأمر الذي جعل المحافظة تشكل أحد معاقل الاحتجاج الرافض للمحاصصة وسوء الإدارة وتبعات الفشل في إدارة الدولة.

ولا يكاد يمرّ يوم دون أن تشهد مناطق المحافظة تظاهرة هنا، ووقفة احتجاجية هناك تطالب بمعالجة ملف انعدام الخدمات وتوفير فرص العمل وانجاز المشاريع الخدمية المتلكئة وغير ذلك. 

وعبّر نشطاء في مدينة الناصرية عن غضبهم إزاء الهدر في المال العام وسوء تنفيذ المشاريع وحجم الفساد الواضح في المشاريع المنجزة، على الرغم من التخصيصات الضخمة لها.

تعطيل إحالة 18 مشروعاً

وكشفت هيئة النزاهة الاتحادية، أمس السبت، عن مُخالفاتٍ وشبهات فسادٍ، وعدم مُطابقةٍ للمُواصفات الفنيـة في أكثر من 20 مشروعاً بقيمة 31,000,000,000 مليار دينارٍ في مُحافظة ذي قار.

وأفاد مكتب الإعلام والاتصال الحكومي، عبر بيان تلقته “طريق الشعب”، بقيام اللجنة المركزية للمُراجعة والمُصادقة في مُحافظة ذي قار بتعطيل إحالة 18 مشروعاً في الشطرة وسوق الشيوخ وشارع النيل، مُبيناً أن قيمة المشاريع بلغت 19,322,533,500 مليار دينارٍ ضمن مشاريع الأمن الغذائي، ولم تصادق اللجنة على إحالتها أو تُنظم عقود تنفيذها من قبل المُحافظة؛ بالرغم من قيام لجنة تحليل وتقييم العطاءات بإحالتها للتنفيذ.

وأوضح مكتب الإعلام أن فريق عمل مكتب تحقيق الهيئة في ذي قار رصد عدم مُطابقة العمل بمشروع إنشاء شوارع في منطقة شارع 30 للمُواصفات الفنيـة، مُشيراً إلى أن تقرير شعبة التدقيق الخارجي في المكتب لفت إلى عدم وجود محاضر تسليم أو مباشرة بالعمل في المشروع البالغة كلفته 6,296,562,251 مليارات دينار، ومُخالفة الشركة المُنفذة لعددٍ من فقرات العقد، فضلاً عن عدم تنظيم محضر اجتماع لجنة تحليل وترسية العطاءات.

وأضاف المكتب، إنه تمت ملاحظة سوء تنفيذٍ  في مشروع إنشاء كورنيش الشطرة/ المرحلة الثانية المُنفذ من قبل شركة الفاو ضمن خطة تنمية الأقاليم للعام 2013 بكلفة 3,343,380,000 مليارات دينارٍ، لافتاً إلى وجود انهياراتٍ وتكسُراتٍ في الـصب الكونكـريتي، ووجود “تسـوسـات وشـرخ” في الـجـدار الـسانـد، ونزول الأرصفة في أماكن مُتفرقةٍ من المشروع، فضلاً عن عدم التأمين على المشروع؛ الأمر الذي أدى إلى امتناع الدائرة المستفيدة عن الاستلام النهائي للمشروع، مُنبهاً إلى مُخالفاتٍ فنيةٍ تم ارتكابها في مشروع تأهيل وتبليط طرقٍ ريفيةٍ بقضاء البطحاء بقيمة 2,373,246,000 ملياري دينار.

وأشار إلى وجود شبهات فسادٍ في 12 من معاملات تعويض الأشخاص المُتضررين من مُمارسة التعذيب من قبل النظام البائد تم صرف مبالغها من قبل لجنة التعويضات في ديوان المُحافظة، خلافاً للقانون والضوابط المعمول بها، وفي بلدية الناصرية تم ضبط تحريف في محضر تخصيص قطع أراضٍ من خلال إضافة أسماءٍ جديدةٍ وحذف أخرى من المحضر الأصلي المُصادق عليه من قبل المحافظ، فضلاً عن قيام البلدية بإدراج عقارٍ ضمن محاضر التخصيص الخاصة بالسجناء السياسيين  وتخصيصه إلى سجينٍ سياسيٍ، بالرغم من تخصيصه وتسجيله لورثة أحد العسكريين كما تُبينُ حاسبة البلديـة والسجلات.

وتابع إنه في بلديتي الرفاعي والشطرة تم تأشير مُغالاةٍ في الأسعار ومُخالفاتٍ في تأهيل الحديقة المُقابلة لصومعة الرفاعي المُنفذ من قبل البلـدية بكـلـفة 99,991,000 مليون ديـنار، وتجـهيـز ألـعابٍ لــ”حـديـقــة الفـراشـة” في الشطرة بمبلغ 35,054,000 مليون دينارٍ.

تحذيرات من التستر على الفاسدين

ودعا الناشط أكرم الغزي، الجهات الرقابية إلى تفعيل دورها في متابعة المشاريع وتشخيص الخلل، وإحالة الفاسدين إلى القضاء وعدم التستر على المقصرين.

ورهن الغزي في حديث مع “طريق الشعب”، سوء تنفيذ المشاريع في محافظة ذي قار بجملة من الأسباب من بينها “سوء اختيار الشركات، وشبهات وصفقات فساد في إحالة المشاريع إليها، وتدخل الأحزاب في هذا المجال”.

وقال، إن “المحاصصة الحزبية وتقاسم مغانم السلطة والعمولات التي يتلقاها المتنفذون من أصحاب الشركات، القت بظلالها على مجمل مفاصل تنفيذ المشاريع”، مردفا ان هناك “جهات خفية تقف خلف إحالة المشاريع إلى شركات غير رصينة ما تسبب بإهدار أموال صندوق إعمار ذي قار، عبر التنفيذ السيئ للمشاريع”.

وأضاف، “أننا لم نتحصل على أبسط حقوقنا كمواطنين”.

**************************************************************************************

إضاءة.. الانتخابات وظاهرة العزوف والمقاطعة

محمد عبدالرحمن

من الخطأ الفادح ان تُحصر قضية الديمقراطية بالانتخابات، مثلما يراد فرضه في بلدنا من قبل القوى المتنفذة، رغم أهمية الانتخابات كونها احد العناصر المهمة في العملية الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، عندما يؤخذ بمبدأ الأغلبية الفائزة التي يُسند اليها تشكيل الحكومات الاتحادية او الحكومات المحلية.

ونحن هنا نفترض ان تكون الانتخابات حرة ونزيهة وعادلة، وان تجرى في ظل منظومة انتخابية كفوءة وقادرة على تمكين المواطنين من التعبير الحر عن آرائهم ومن اختيار الاكفأ والأنزه، وان يستند الاختيار الى برامج سياسية سواء على الصعيد المحلي او الوطني، وليس الى دوافع طائفية او مناطقية او عشائرية، او أي عنوان آخر يبعد هذه الممارسة الديمقراطية عن جوهرها والمبتغى منها.

وإذ يدور اليوم جدل بشأن تشكيل الحكومات المحلية بعد اجراء انتخابات مجالس المحافظات، وما اسفرت عنه من هيمنة للقوى المتنفذة، مالكة السلطة والمال والسلاح، ومن تضييق لمساحة التمثيل والتنوع فيها جراء عوامل عدة، بينها القانون الانتخابي غير المنصف بما فرض من عتبة انتخابية اقصائية، وبما اتبع من إجراءات بيروقراطية حالت دون اشتراك كثيرين فيها، فاننا امام وضع يكاد يتكرر في كل انتخابات، سواء كانت  برلمانية او محلية، ونعني بذلك حرمان الكتل والقوائم الفائزة من حقها في تشكيل الحكومات وتبوء المواقع في مؤسسات الدولة. وعادة ما يفرض المتنفذون التوافقات والأعراف (الطائفية والاثنية) بديلا عن نتائج الانتخابات، وهذا ما يزيد بالتالي من حالة العزوف عند المواطنين الذين يتساءلون: لماذا تُجرى الانتخابات اساساً وتصرف عليها ملايين الدولارات من المال العام، اذا كان المحصلة العودة الى التوافق والتخادم المحاصصاتي!

من جانب آخر اثارت الانتخابات الأخيرة من جديد موضوع العزوف والعازفين، وهم أوسع بكثير من المقاطعين وهناك تقدير بتكوينهم غالبية الـ (80) من المائة من المواطنين الذين يحق لهم الانتخاب ولا يساهمون فيه.

الملاحظ ان نسبة المشاركة الحقيقية في الانتخابات في اعوام 2018، 2021، 2023 كانت بحدود (20) في المائة، بل قال احدهم انها لم تزد عن (15) في المائة سنة 2021.

المشكلة هي انه لا وجود لحد معين، تنتهي عنده الشرعية القانونية لنسبة الفائزين في الانتخابات، وحتى اذا لم تزد عن 5 في المائة.

وهذا ما ينطبق مثلاً على مجلس النواب بتركيبته الحالية بعد انسحاب نواب التيار الصدري، وحضور نواب غير فائزين وينتمون الى كتل أخرى، فيما كان المنطقي ان يُحل هذا المجلس ويجري التوجه الى اجراء انتخابات جديدة مبكرة.

ان العزوف والمقاطعة امر جدي في الانتخابات العراقية، يُفترض التوقف عنده، والتمعن في أسبابه ودوافعه. فهو يتكرر في أوقات مختلفة، وقد غدا ظاهرة تستحق التوقف بعمق. وهذا العزوف يشمل الكل، بما فيها الكتل الفائزة التي انخفض عديد اصواتها في الانتخابات الأخيرة.

فهل هو ظاهرة عالمية، كما تقول بعض الدراسات، وأين فيها الخصوصية العراقية، التي تزيد من حدتها لتشمل الجميع بدون استثناء.

المؤكد ان هناك فجوة وعدم ثقة بين المواطنين والمنظومة الحاكمة ومؤسساتها، وهي تتعمق باستمرار وتعجز عن إيجاد مخارج حقيقية لأزمات البلاد. لذا فان رحيل المنظومة اصبح امراً مطلوباً، لكن من المؤكد ايضاً ان الحالة السلبية ستطيل من عمر هذه المنظومة، التي غدت عقبة كأداء على طريق بناء نظام ديمقراطي حقيقي، طالما تطلّع اليه العراقيون بعد الخلاص من الدكتاتورية المقبورة.

************************************************************************************

الصفحة الثالثة

مراقبون يشككون في إمكان الحكومة السيطرة على هجومات الفصائل لجنة مشتركة لإنهاء الوجود العسكری للتحالف الدولي في العراق

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن قيام متخصصين عسكريين بتولي مهمة إنهاء الوجود العسكري للتحالف الدولي ضد داعش، بعد مراجعات تجريها ثلاث مجامیع عمل.

وانطلقت امس السبت أعمال اللجنة العسكریة العلیا المشتركة بين العراق والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لـ «مراجعة مھمة التحالف الدولي في محاربة داعش».

إنھاء الوجود العسكری للتحالف

وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان طالعته «طريق الشعب»، أن متخصصين عسكريين سيتولون «إنھاء المھمة العسكریة للتحالف الدولي ضد داعش، بعد عقد من بدایة ھذه المھمة بالشراكة مع القوات الأمنیة والعسكریة العراقیة».

وبيّن، أن أعمال اللجنة العسكریة العلیا (HMC) ستبدأ «على مستوى ثلاث مجامیع عمل هي: (مستوى التهديد الذي يمثله تنظيم داعش) و(المتطلبات العملیاتیة والظرفیة) و(تعزيز القدرات المتنامية للقوات الأمنیة العراقیة)».

وفي ضوء ھذه المراجعة،»سیُصار إلى صیاغة جدول زمني محدد لإنھاء المھمة العسكریة للتحالف، والانتقال إلى علاقات أمنیة ثنائیة بین العراق والولایات المتحدة والدول الشريكة في التحالف، وإلى علاقات ثنائیة شاملة مع ھذه الدول».

البيان أكد أن ذلك يترافق مع الالتزام بـ»اتفاقية الإطار الستراتیجي الموقّعة بین العراق والولايات المتحدة عام 2008، وأيضاً الالتزام بسلامة مستشاري التحالف الدولي أثناء مرحلة التفاوض في كل أرجاء البلاد، والحفاظ على الاستقرار ومنع التصعید».

خفض تدريجي «مدروس» للمستشارين

وزارة الخارجية، أعلنت الخميس الماضي، نجاح المفاوضات بين الحكومتين العراقية والأميركية التي بدأت منذ آب 2023، وذلك لصياغة جدول زمني يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق وإنهاء المهمة العسكرية للتحالف ضد داعش.

الخارجية وفي بيان لها، قالت إنه «إيفاءً بالتزاماتها الوطنية وتماشياً مع تنامي قدرة القوات العراقية وكفاءتها، تعلن الحكومة العراقية، بالاتفاق مع حكومة الولايات المتحدة الأميركية، عن نجاح جولات التفاوض المستمرة بين الجانبين، التي بدأت منذ آب 2023 وانتهائها إلى ضرورة إطلاق اللجنة العسكرية العليا (HMC) على مستوى مجاميع العمل لتقييم تهديد داعش وخطره».

وأشار البيان إلى «صياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق، ومباشرة الخفض التدريجي المدروس لهم على الأرض العراقية، وإنهاء المهمة العسكرية للتحالف ضد داعش، والانتقال إلى علاقات ثنائية شاملة مع دول التحالف، سياسية واقتصادية وثقافية وأمنية وعسكرية، تتسق مع رؤية الحكومة العراقية».

وتابع بيان الخارجية، «نخص بالذكر اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تنظم العلاقات الشاملة بين العراق والولايات المتحدة الأميركية وتعكس الرغبة المشتركة في التعاون بين الجانبين بما يحقق مصالح البلدين، ويسهم بتعزيز دور العراق الإقليمي والدولي، بما يليق بمكانته التاريخية وبناء أفضل العلاقات مع المجتمع الدولي خدمةً لمصالح الشعب العراقي وتطلعاته».

وعبّر الجانبان عن «دعم أعمال اللجنة وتسهيل مهامها والامتناع عن كل ما يعرقل أو يؤخر عملها، فإن الحفاظ على مسار أعمال اللجنة ونجاحها في تحقيق مهمتها يعد مصلحة وطنية، إضافة إلى أنه يسهم في الحفاظ على استقرار العراق والمنطقة»، حسب البيان.

ترحيب أمريكي

بدورها، أعربت السفيرة الأميركية لدى العراق، آلينا رومانوسكي، عن ترحيبها ببدء أعمال اللجنة العسكرية العليا الأميركية العراقية HMC، وذلك بعد اتفاق بغداد وواشنطن على صياغة جدول زمني، لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق.

وفي تغريدة على منصة «إكس»، قالت رومانوسكي: «تبنى هذه اللجنة على المباحثات الثنائية السابقة والنجاحات التي حققتها حملة العراق لهزيمة داعش بالشراكة مع عملية العزم الصلب».

ورأت أن «الانتقال الى شراكة أمنية ثنائية مستدامة أمرٌ مهم»، مؤكدة التزام الولايات المتحدة المستمر بـ «دعم أمن المنطقة وسيادة العراق». 

وجاءت تغريدة رومانوسكي، بعد بيان لوزارة الدفاع الأميركية حول ما تم الاتفاق عليه بين العراق والولايات المتحدة.

«اتفاق تام»

من جانبه، أكد حسين علاوي مستشار رئيس الوزراء، أن هناك «اتفاقاً تاماً» بين الحكومة العراقية وقيادة التحالف الدولي على «إنهاء» مهامه، وما يجري هو «وضع جدول زمني» من خلال اللجنة العسكرية العليا.

حسين علاوي، قال إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني «قاد حواراً طويلاً لإنهاء وجود التحالف الدولي وإعادة النظر بعلاقات العراق كحكومة اتحادية ودول التحالف الدولي».

وشدد على أنه «كانت هناك استجابة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وسيجري حوار استراتيجي خلال الفترة الحالية والمقبلة في إطار إنهاء هذه المهام التي كان من المفروض أن تنتهي في 2017، كون الظروف التي أسست التحالف الدولي في أيلول 2014 قد انتهت وهي نهاية التنظيم الإرهابي داعش، وانتصار القوات المسلحة العراقية».

مستشار رئيس الوزراء أوضح أن اللجنة العسكرية «ستضع الإطار الفني بعد توفر الإرادة السياسية من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وكذلك دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة».

حسين علاوي لفت إلى أن وزارة الخارجية الأميركية «تمثل القرار السياسي الأمريكي، وبالتالي تعمل إلى جانب وزارة الدفاع الأمريكية على حوار استراتيجي مع الحكومة العراقية في إطار إنهاء مهام التحالف الدولي».

الحكومة لا تضمن السيطرة على الكاتيوشا

واستبعد رئيس مركز التفكير السياسي في العراق، احسان الشمري، ان تقدم الحكومة ضمانات للجانب الامريكي بعدم استهداف تواجدها في القواعد العسكرية على الرغم من انها تتجه الى اجراء مفاوضات انهاء هذا التواجد مع الجانب الامريكي، مشيرا الى ان بيانات الشجب والادانة التي تطلقها الحكومة بعد استهداف الاراضي العراقية، من دون القدرة على وقف الهجمات المتبادلة جعل الحكومة في دائرة الضعف.

وقال الشمري، في حديث صحفي، انه «على الرغم من ان الحكومة العراقية ماضية بعقد جولة مفاوضات لإنهاء تواجد التحالف الدولي، لكنها لا تمتلك ضمانات تقدمها للتحالف الدولي ولأمريكا على وجه الخصوص، بوقف الضربات التي تنفذها الفصائل، مع احتمالية ان تستمر هذه المفاوضات اشهر طويلة».

واضاف، انه «في ظل هذا الالتباس قد تستمر علميات الاستهداف المتقابلة، مع التذكير بان الرئيس الاميركي ومن خلال رسالته الى الكونغرس اعطى تفويضا حربيا للقوات الاميركية للدفاع عن نفسها».

*****************************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

فضائح «أممية»

اتهم تقرير أعدته سيمونا فولتين لصحيفة الغارديان، بعض الموظفين العاملين لدى الأمم المتحدة في العراق بطلب رشاوى مقابل مساعدة رجال الأعمال في الفوز بعقود في مشاريع إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب في البلاد.

فساد عميق

واشار التقرير إلى أن طلب الرشاوى يأتي تحت غطاء عمولات، وانه أحد ملفات الفساد وسوء الإدارة التي يعاني منها البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، والذي تم إطلاقه في عام 2015 بتمويل يصل إلى 1.5 مليار دولار من 30 جهة دولية مانحة.

وذكر التقرير بأن المجتمع الدولي قد ضخ، ومنذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، مليارات الدولارات من المساعدات إلى العراق، لكنه وبعد مرور عشرين عاماً، لا تزال البلاد تعاني من سوء الخدمات والبنية التحتية المتهالكة، على الرغم من كونها رابع أكبر منتج للنفط في العالم، تمّكن من تحقيق عائدات نفطية قياسية بلغت 115 مليار دولار في العام الماضي.

وأضافت فولتين بأن المراقبين يصفون الفساد والعمولات في العراق بأنها شريان الحياة للسياسة، وهو الأمر الذي دفع بالمنظمة الدولية إلى تنفيذ المشاريع بشكل مباشر لضمان الشفافية فيها أو في المؤسسات المحلية التي تتعاون معها.

الواقع مختلف

لكن المقابلات التي أجريت مع أكثر من عشرين من موظفي الأمم المتحدة الحاليين والسابقين والمقاولين والمسؤولين العراقيين والغربيين، أشارت، حسب التقرير، إلى أن الأمم المتحدة تعمل على تغذية ثقافة الرشوة في المجتمع العراقي، حيث يطلب موظفو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، رشاوى تصل إلى 15 بالمائة من قيمة العقد، وأن لا أحد قادر على الحصول على عقد دون أن يدفع.

وأكد التقرير على أن الصفقات قد تمت شخصياً وليس على الورق لتجنب اكتشافها، حيث يعمل العراقيون ذوو النفوذ في بعض الأحيان كضامنين، في وقت يأخذ فيه هؤلاء المتنفذون حصة من الرشوة.

ردود ووعود

ورداً على ما جاء في التقرير من اتهامات، وعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأخذ الأمر على محمل الجد، وبعدم التسامح مطلقا مع الاحتيال والفساد. غير أن دائرة التساؤل قد اتسعت رغم ذلك، خاصة حول صرف أموال طائلة في وقت قامت فيه المنظمة بالاستغناء عن العمالة والنفقات العامة الأخرى، الأمر الذي يثير المزيد من الشك حول الحصة من الميزانية التي تصل بالفعل إلى المجتمعات التي مزقتها الحرب.

وأشار التقرير إلى وجود شكوك قوية لدى العديد من العاملين في البرنامج حول توسعه وتمدده غير المبررين، واصفين هيكل الحوافز بالفاسد، حيث يتواطأ موظفو الأمم المتحدة مع المسؤولين الحكوميين، فيقوم هؤلاء بتجميل نتائج المشاريع وفوائدها للعراق لضمان المزيد من التمويل، مما يوفر رواتب وحوافز أكبر للموظفين وأموال ورشى للمسؤولين.

تقييم حذر للمنجزات

وذكرت فولتين أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، قد ادعى بأنه نجح في تحسين حياة 8.9 مليون عراقي، اي ما نسبته 20 بالمائة من السكان، لكن مراسلي الغارديان، الذين زاروا مشاريع البرنامج، أعربوا عن اعتقادهم بأن بعض هذه الأرقام ربما يكون مبالغا فيها، أو ان المنجز قد تحقق من قبل منظمات انسانية أخرى. وضرب التقرير أمثلة متعددة على ذلك، كاشفاً عن صرف أموال طائلة لتغطية تكاليف رحلات استمتاع مجانية لبعض المسؤولين، بدل تنفيذ مشاريع تدريب وتأهيل حقيقية للنازحين.

وأشار التقرير إلى اعترف المانحين بصعوبة متابعة كيفية إنفاق تمويلهم والاعتماد على برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإجراء المراقبة والتقييم من خلال وحدة داخلية وصفتها الوكالة بأنها “مستقلة تمامًا”، على الرغم من أنها تتبع إدارة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والذي يؤكد كثيرون على أن تقاريره لا تعكس الواقع على الأرض.

 **************************************************************************************

عين على الأحداث

وليش مندهشين؟

كشفت السلطات عن شبكة تزوير كبيرة من موظفين وضباط ومعقبين بمديرية التقاعد العامة وفروعها في الأنبار وصلاح الدين ووزارة التربية ومؤسسة الشهداء وموظفين في الشركة العالمية للبطاقة الذكية الخاصة بمعاملات تقاعد ضحايا الأرهاب، تعمل على ترويج معاملات تقاعدية لأسماء وهمية وسرقة الرواتب، مما أدى إلى هدر بالمال العام بلغ أكثر من ترليون دينار. هذا وبدا الخبر طبيعياً للناس، لاسيما بعد أن رأوا في أعلى سلطة تشريعية، لجنة للتحقيق بتلقي نواب رشاوى مقابل التصويت لأحد المرشحين لمنصب رئيسهم، فيما يتواصل مسلسل فضائح الفساد، دون ان يُحّاسب أحد أبطالها، من كبار المسؤولين وأزلام المتنفذين.

مو غسيل أموال!

رصدت إحدى شركات الإستثمار العقاري بلوغ أسعار العقارات في بعض مناطق العاصمة، أرقاماً قياسية، فاقت بها أسعار العقارات في الولايات المتحدة وبريطانيا. وتراوحت هذه الأرقام بين 4000 إلى 20000 دولار للمتر الواحد في اليرموك والكاظمية، وبين 3000 و 15000 دولار في المنصور والجادرية والحارثية. هذا وفيما لا يرى المختصون في هذا الإرتفاع أمراً طبيعياً، بات جلياً للجميع بأن وراء ذلك سعي اللصوص واصحاب الواردات غير الشرعية، لتبييض أموالهم، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة سكن حادة، ويعيش 20 بالمائة من شعبها في العشوائيات وفي ظروف سكن غير آدمية.   

نريد نفتهم!

أعلنت شركة سيمنس الألمانية، عن إن النقص في الطاقة الكهربائية في العراق وصل إلى 40 بالمائة من حاجة البلاد، وذلك وفق دراسة شاملة، قامت بها لتقييم وتحسين واقع المنظومة الوطنية للكهرباء، مشيرة إلى قيامها بتنفيذ منظومات للتبريد، أضافت أكثر من 800 ميغاواط للشبكة الوطنية. هذا وفي الوقت الذي أهدرت فيه الحكومات المتعاقبة اكثر من 80 مليار دولار على حل مشكلة الكهرباء حتى الآن، وافتضحت وعود الحكومة بمعالجة المشكلة نهائياً من خلال شركات رصينة مثل سيمنس، لم يعّد الناس ينتظرون تجهيزاً بالطاقة، بقدر حاجتهم لفهم خفايا مسلسل المهازل الذي امتدت حلقاته على مدى عشرين عاماً.

تيتي تيتي!

توقعت مجلة “سي وورلد” أن يحتل العراق مرتبة متأخرة في نمو اقتصاده لعام 2024، حيث جاء في المرتبة 121 عالميا من بين 189 دولة والمرتبة 12 عربياً بنسبة النمو الاقتصادي، في ظل ناتج محلي إجمالي يبلغ أكثر من 297 مليار دولار، ومع بلوغ نصيب الفرد أكثر من 5880 دولارا من الناتج المحلي الإجمالي. وفي الوقت الذي يرتبط ذلك التراجع بفشل خطط التنمية والسياسات النقدية المتلكأة واضطراب تصدير النفط، يرى المراقبون بضرورة الإسراع في اصلاح الاقتصاد والإهتمام بالقطاعات الإنتاجية، الزراعية والصناعية، وتوظيف العوائد النفطية لأغراض الاستثمار والتنمية ومكافحة البطالة، قبل فوات الآوان.

قتل للبشر وخراب اقتصادي

أعلنت منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عن تسجيل 100 حالة إصابة بالسرطان نتيجة للغازات المنبعثة في محافظة نينوى، مشيرة إلى أن الشركة العاملة في استخراج نفط القيارة اختلست مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية من الأهالي، وان المنظمة باتت تتلقى بين 20-25 حالة سرطان سنوياً بسبب ذلك. هذا ويذكر بان مشكلة حرق الغاز المصاحب لإنتاج النفط، باتت واحدةً من أكبر المشاكل المضّرة بالصحة العامة والبيئة وسبباً لتسارع التغيير المناخي في البلاد، إضافة لما تسببه من خسائر اقتصادية كبيرة، فيما لا زالت وعود الحكومة بمعالجة المشكلة معلقة في الهواء.

************************************************************************************

الصفحة الرابعة

دور الإيواء لا تسد الحاجة.. عراقيون مسنون في مواجهة الفقر والمرض والعزلة

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

تشكل شريحة كبار السن في العراق من أكثر الفئات تعرضا للمخاطر، إذ يواجه العديد منهم تحديات الفقر والمرض والعزلة، في خضمّ الأزمات التي يعيشها العراق منذ عقود، ويتزايد هذا التحدي بسبب عدم كفاية أعداد دور الرعاية، مما يؤدي إلى تقليل فرص الوصول اليها ويفاقم الضغوط على هذه الشريحة.

وكانت وزارة الداخلية اعلنت تسجيل (617) حالة اعتداء من الأبناء على الآباء خلال النصف الأول من العام 2020، والنسب في تزايد منذ تلك السنة.

دار الرشاد

يقول مدير دار المسنين (الرشاد)، علي عبد السادة الغراوي، «أن أبرز الأسباب التي تدعو المسّن لدخول دور الايواء، هو عجز عائلته عن خدمته لإصابته بأمراض صعبة كالجلطة الدماغية، أو ما يشبهها، ما يجعله مقعداً، فيقل الاهتمام به ورعايته من قبل ذويه، وينفر ويترك البيت. الى جانب أسباب أخرى تشمل المشاكل الأسرية بين الزوجة والأم او الأب، او سفر ذوي المسن للخارج وتركه وحيداً في البيت، بالإضافة الى جحود الأبناء».

ويضيف الغراوي في تصريح خص به «طريق الشعب»، أن «الرجال أكثر حضورا لدور الإيواء من النساء، ويبلغ العدد الكلي 134 شخصاً، منهم 84 رجلا و50 امرأة».

وعن الخدمات التي تتوفر في الدار، يوضح الغراوي أن «الدار توفر كامل الرعاية الصحية والاجتماعية، من الادوية الخاصة بالأمراض المزمنة وتقديم الملبس والمأكل، بالإضافة الى توفير كوادر للعناية بالحالات الخاصة»  مشيرا الى أن أبرز تحد يواجه عمل الدار هو «كثرة الأعداد المتدفقة للدار، في ظل عدم وجود طاقة استيعابية لإيوائهم».

ويبيّن الغراوي أن «دار الرشاد تحرص على ضمان التعاون مع الدوائر الحكومية والمنظمات الإنسانية، وان اخر تنسيق تم مع رابطة المصارف الخاصة، نتج عنه بناء مجمع من 34 غرفة نوم وصالات ترفيهية، كما يوجد تعاون مع كافة المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية، لأجل تقديم الرعاية الكاملة وإجراء العمليات الجراحية».

ويستدرك المتحدث قائلا، إن «الدار يقيم بشكل مستمر برامج ترفيهية واحتفالات وسفرات للمسنين بالتعاون مع المنظمات الإنسانية والفرق التطوعية والشرطة المجتمعية».

المجتمع المدني

تعمل بعض المنظمات الإنسانية الى جانب المؤسسات الحكومية، ساعية على توفير حياة كريمة لشريحة المسنين، وبطرق مختلفة، تعتمد على الإمكانيات المالية والبشرية.

تقول أسماء أحمد، عاملة في إحدى المنظمات الإنسانية، أن «المؤسسة تخصص اهتمامًا لافتًا لشريحة المسنين، نظرًا لتعرضهم للاستغلال والإهمال في بعض الأحيان».

وتضيف في حديث مع مراسل «طريق الشعب» أن «دور رعاية المسنين يعد مكانًا آمنًا بموجب القانون العراقي رقم 4 لسنة 1985، مع التأكيد على أنه يجب عليها الامتثال للقوانين وتحمل المسؤولية الشخصية عن أي انتهاك».

وتضيف أن «القصص التي ترصدها المنظمة تتسم بالمآساة والغموض، حيث يلجأ أغلب الأبناء لخداع ذويهم المسنين وتركهم في الشارع دون عودة، وتتفاقم الأمور أحيانًا بوقوع حالات من العنف والإهانة».

وتتابع بالقول: إن «المنظمة تقوم بزيارة دور الإيواء بانتظام، وتقدم المساعدات بحسب الموارد المتاحة، مثل توفير مستلزمات للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتلبية نداء المسنين الذين يناشدون المنظمة».

مشاكل اجتماعية

تقول الباحثة الاجتماعية، بلقيس الزاملي، أن «المتسولين من شريحة المسنين ينتشرون بكثرة في ازقة وساحات بغداد. كما تنقُل بعض البرامج التلفزيونية وبعض الصفحات في مواقع التواصل، قصصا حزينة عن تخلي الأبناء عن  ذويهم، حتى أصبحت دور المسنين لا تتسع لهم».

وتضيف لـ «طريق الشعب»، أن «من بين المسنين أشخاص أصحاء وبعضهم من يمتلك رواتب تقاعدية، إلا أنهم فوجئوا بعدم تقبلهم بين أبنائهم، أو تعنيفهم، أو الاستيلاء على أموالهم، فلجأ بعضهم إلى الشارع بحثًا عن ملاذ آمن يأويهم، في حين فضل آخرون الذهاب إلى دار المسنين لينضموا إلى من أجبرهم أبناؤهم على العيش في تلك الدور».

وتشير الزاملي إلى أن ارتفاع معدلات المسنين في دور الإيواء يعود إلى عدة تحديات اجتماعية، منها غياب الوازع الأخلاقي وفقدان الإحساس بالمسؤولية، بالإضافة الى الظروف المعيشية الصعبة والالتزام بالعمل، مما يؤدي إلى التقصير في رعاية الوالدين».

وتُظهر الإحصائيات أن المسنين يتعرضون لأشكال مختلفة من العنف، وهذا يتزايد خلال فترات الحظر الصحي. وبالرغم من وجود منظمات مدنية وتطوعية ودولية، الا ان برامج دعم المسنين في العراق لا تزال ضعيفة، حسب قول الزاملي.

******************************************************************************

في بادية محافظة ميسان خبير بيئي ينجح في زراعة الصحراء بتقنية الزراعة العميقة

بغداد ـ طريق الشعب

حين تتوفر الإرادة والتصميم والطموح، لن يكون هناك مكان للمستحيل، خصوصا في قاموس العراقيين، المصممين على الابتكار والابداع رغم كل الظروف.

من هذا المنطلق بدأ الباحث والخبير البيئي احمد صالح نعمة، إطلاق مشروع جديد للزراعة بدون ماء، والذي يهدف من خلاله الى احياء البوادي العراقية، مسجلاً الابتكار ـ الزراعة العميقة ـ  بأسمه وتحت شعار «ازرع الصحراء بدون ماء».

زراعة 564 شجرة

وللتعرف اكثر الى ابتكار الخبير الزراعي، وكشف حيثيات تفاصيله، أجرت «طريق الشعب»، حواراً مع صاحب المبادرة، التي ولدت بعد صدفة جرت معه اثناء ممارسة هوايته بجمع الحصى، والتي تمخضت عن تجارب مثمرة ونتائج طيبة، وتبعث على الأمل.

وأوضح نعمة في الحوار، بأنه كان هناك حفار في منطقة الطيب «يحفر بعمق مترين في شهر تموز او آب، وحين نزلت الى الحفرة وجدت أن هناك نوعاً من الرطوبة والبرودة، وتساءلت حينها ماذا لو تركنا جذور النباتات تصل الى هذه المنطقة، فلربما لن تحتاج الى ماء او سقي».

وتابع قائلا انه بدأ يفكر بكيفية «انزال الجذر الى عمق المترين، واستعملت شتلة طولها 3 امتار، وزرعتها بعمق مترين ليبقى منها متر واحد فوق الارض، ومضيت بالتجربة وزرعت 5 اشجار في منطقة الطيب ومنطقة خويسة والمنزلية، معتمداً على شجرة البيزيا وهي شجرة معمرة من العائلة السيسبانية، ومن الاشجار الضخمة جدا، وتبرد نفسها ذاتيا ونظامها الخضري و ورقياتها ممتازة».

وزاد على حديثه بالقول: ان التجربة نجحت بعد عامين «هذه السنة دخلت حيز التنفيذ على نطاق واسع، واطلقنا حملات تطوعية ساندنا فيها الأصدقاء بتبرعاتهم ، ونجحنا خلال 7 حملات في زراعة 564 شجرة، أغلبها من نوع البيزيا و الدفلة، لأن اوراقها شمعية وتتحمل الحرارة، وكذلك اليوكالبتوز. وفي بعض الأماكن ذات الرطوبة العالية زرعنا نبات البمبر. وقد مضى على عملية الزراعة 3 اشهر والى الآن قوامها جيد وصحتها جيدة».

وذكر الخبير البيئي انه تم الاتصال بهم «من قبل منظمة الفاو والعتبة العباسية ـ مزارع فدك ـ لتعميم التجربة، ونتمنى ان تأخذ التجربة نطاقها الاوسع بعد اجتياز الصيف القادم، لننجح في زراعة البوادي بدون ماء «.

مجموعة محددات

وحدد نعمة في السياق، مجموعة من المحددات لهذه العملية، حيث «يجب ان تكون الزراعة في شهري تشرين الاول او تشرين الثاني، أي عند وجود امطار و رطوبة عالية. فخلال 7 اشهر ـ من شهر تشرين الاول وحتى حزيران ـ يمكن للجذور التعرف الى التربة وانتاج البكتيريا الخاصة بها. كذلك المضادات الحيوية المطلوبة، فتنمو الجذور بشكل كبير وتجمع الكلوروفيل حتى تستعد العصارة الخضرية لاستقبال أشهر الحر الاربعة».

وتابع حديثه عن هذه المحددات محذراً من «استعمال الأشجار التي يتعفن جذعها ويموت بعد الدفن في التربة، وان لا تخمد المياه في عمق المترين لشهرين او اكثر في حال غمرت الأرض بالمياه، لانها يجب ان تحتفظ بالرطوبة لا بالمياه المباشرة، التي تسبب مرض تغدق الجذور، وبالتالي تعفنها والنتيجة موت النباتات».

وفي ما يتعلق بأهدافه قال انه يطمح الى «زراعة المزيد من البوادي لأن العالم وليس العراق فقط، في حيرة بطريقة توفير المياه وترشيدها والحصول عليها في الأماكن الخالية من مصادر الماء الرئيسية كالأنهار والينابيع»، مبينا انه «اذا عممت تجربتنا التي أثبتت نجاحها ستكون بمثابة ثورة في عالم الزراعة وبإمكاننا ان نعود بالغابات الى مناطقنا والى بؤر التواجد البيولوجي».

خلق الحياة من العدم

واكد ضرورة وأهمية «الدعم الحكومي والشعبي والإسناد في تعميم التجربة على العراق، لكن حتى الآن نحن لم نفتح باب التبرع أمام الناس، ولا شك في ان المواطنين سيساهمون بقوة في دعم الحملة، لأن التجربة أثبتت انهم يحبون مثل هذه الحملات»، مشددا على ان «تنظر الحكومة لمثل هذه المبادرات بعين الاعتبار وتمد يد العون لأصحابها».

وتكمن اهمية هذه العملية بحسب ما يراه المتحدث في ان زراعة البادية «ستطفئ جمرة في القلب، فالحسرة كبيرة على واقع البوادي العراقية قياسا بنظيراتها في دول الجوار التي تكون خضراء ومخدومة وتزهو بالأشجار»، مبينا ان «نجاح العملية وتكوين البؤر هي نواة للتكوين البيولوجي، ابتداء من إنتاج الأشجار للبكتيريا التي ستجذب الحشرة والطيور وثم الحيوانات الأكبر، اي سيكون هناك سلم غذائي يفضي الى خلق حياة من العدم ومنطقة جذب بدل ان تكون قفراء وميتة».

استثمار ناجح

ولفت الى انه يمكن «استغلال البوادي بشكل مثالي لتكون وجهة سياحية ممتازة وتعود بما تعود عليه من فوائد كثيرة وكبيرة، لذلك فإن العملية ليست خاسرة بل هي استثمار رابح، خصوصاً وان بوادينا مميزة وجميلة. ومن الممكن ان تكون منطقة جذب سياحي».

وخلص الى القول ان «العراق يملك على اقل تقدير بادية واحدة في كل محافظة، وجميع هذه البوادي بالإمكان الاستفادة منها خصوصا وان بعضها يتمتع بتنوع بيولوجي مميز. نتمنى ان نعود بهذا البلد الى سابق عهده: بلد النخيل والزراعة والخضرة».

**********************************************************************************

الفاسدون يشكلون «حجر عثرة» أمام تمريره في البرلمان قانون الإصلاح الاقتصادي: مشروع حكومي لفك الأحادية الريعية

بغداد ـ محمد التميمي

في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة، تبرز ضرورة ملحة لإجراء اصلاح اقتصادي تستهدف تحقيق الاستقرار المالي وتعزيز التنمية، لكن هذا يتطلب تثبيت مجموعة من الركائز، تبدأ بإصلاح القطاعين المالي والمصرفي، ما يسهم في بناء اقتصاد مستدام متنوع، يخدم مصلحة البلد بشكل شامل وفعّال.

رئيس الوزراء التقى مؤخرا المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، على هامش مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي المنعقد في سويسرا، مؤكدا أن «الإصلاح النظامين المصرفي والمالي بوابة وأساس لكل الإصلاحات».

تبقى هذه القناعة غير كافية لمكافحة الفساد الذي ينهش بجسد الدولة من كل حَدَب وصوب، وملاحقة عصابات الابتزاز والقوى المتنفذة التي يصفها اقتصاديون بأنها «حجر عثرة» أمام أية محاولة إصلاح اقتصادي حقيقي. فهل سيجد قانون الإصلاح الاقتصادي طريقه الى النور عبر مجلس النواب، وان مُرّر هل سيطبق؟

تنويع مصادر الإنتاج

المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، لخّص القانون بانه «يعكس رؤية الدولة بالشراكة بينها وبين القطاع الخاص، وهذا سيقرّب الاقتصاد من السوق الاجتماعي، ويعطي مرونة للدولة في تعاطيها مع القطاع الخاص ضمن استثمارات اوسع واكبر في كل المجالات».

وقال صالح في تصريح لـ»طريق الشعب»، إنّ مشروع القانون يستهدف «رفع معدلات النمو الاقتصادي، اضافة الى المساهمة في تنويع الاقتصاد وفك الاحادية الريعية للاقتصاد بتنويع مصادر الناتج المحلي الاجمالي».

وأضاف صالح، ان الهدف الابرز يتعلق بقضية عدم الاعتماد الكلي على النفط في التنمية، وبدلا من ذلك سيتم الاعتماد على كل موارد البلد، وكيفية توظيف القطاع الخاص في بناء رأس المال الاجتماعي والاقتصادي. فهذا بكل تأكيد سيرفع نسبة التشغيل داخل الاقتصاد؛ حيث من الضروري ان تنخفض البطالة من مرتبتين عشريتين الى مرتبة عشرية واحدة»،

وخلص صالح الى ان القانون اخذ طريقه إلى البرلمان لتشريعه، داعيا النواب الى اعتبار هذا القانون «استراتيجية مهمة للعراق من اجل تحقيق التقدم الاقتصادي».

ضرورة حتمية 

الخبير الاقتصادي، همام الشماع يقول: ان الاصلاح الاقتصادي قبل كل شيء يتركز على مسألتين اولاهما: اصلاح النظامين المصرفي والمالي والأخرى هي الاصلاح الهيكلي في الاقتصاد. فهما على صلة ببعضهما ومترابطتان بشكل وثيق.

وأضاف الشماع في حديث مع «طريق الشعب» بالقول: ان «الاقتصاد العراقي معتمد كلياً على النفط، الذي يغطي نسبة 70 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي. وبشكل غير مباشر يشكل 95 في المائة من الناتج المحلي. ما معناه ان كل القطاعات معتمدة على النفط. وبالتالي لا بد من تنويع الاقتصاد، عبر إشراك القطاع الخاص في هذه المهمة».

وتابع حديث ان «مساهمة القطاع الخاص تعتمد على الدور الذي تلعبه المصارف، التي يتوجب عليها اعتماد أنظمة الكترونية، وتعزيز الثقة بهذا النظام، واجراء اصلاحات حقيقية فيه، سيكون لديها القدرة على الاقراض ثم يبدأ الاقتصاد بالتنوع»، مردفا كلامه بأن إنجاح مهمة القطاع الخاص والاستثمارات مرهون بالقضاء على الفساد وعصابات الابتزاز.

وذكر أن «المعوقات الكبيرة امام الاصلاح الاقتصادي تتمثل بالفساد وبالنظام السياسي القائم على المحاصصة ودور العصابات المسلحة التي تقوم بابتزاز المواطنين والمستثمرين، كما تفعل التنظيمات الارهابية».

*********************************************************************************

الصفحة الخامسة

ذبابها ينقل الكوليرا والزحار المطامر العشوائية: بؤر وبائية تحاصر السكان

متابعة – طريق الشعب

في ظل عشوائية التعامل مع ملف النظافة، تحوّلت خلال السنوات الأخيرة، في بغداد والمحافظات، مساحات واسعة من الأراضي المتروكة القريبة من الأحياء السكنية أو الواقعة في داخلها، إلى مواقع للطمر الصحي أو إلى ساحات لتجميع نفايات البلدية قبل نقلها إلى المطامر، الأمر الذي ينذر بمخاطر صحية كبيرة على السكان. وفيما تواصل أحياء سكنية عديدة متضررة من تلك الظاهرة، المطالبة بنقل المطامر إلى أماكن بعيدة غير مأهولة، يرى اختصاصيون أن هذه المواقع تشبه “القنابل النووية”!

ويعد “الطمر الصحي” في العراق “غير صحي” في حقيقته، لا سيما إذا كان واقعا بالقرب من المناطق السكنية. إذ يتكاثر في تلك المواقع الذباب والبعوض وغير ذلك من الحشرات التي تنقل أمراضا وأوبئة انتقالية، مثل الكوليرا والزحار، فضلا عن الأمراض الجلدية المختلفة – حسب استشاري طب الأسرة حسن القزاز.

ويضيف القزاز في حديث صحفي أن “الأمر لا يتوقف فقط على الحشرات. إذ تتجمع في تلك المواقع حيوانات تنقل الأمراض أيضا، مثل الكلاب والقطط”، مشيرا إلى ان “الروائح الكريهة المنبعثة من المطامر، تؤذي السكان، لذلك يضطر البعض إلى حرق النفايات، وبالتالي تنبعث منها أدخنة مضرة بالصحة”.

بؤر خصبة للجراثيم

تؤدي عملية الطمر غير النظامية لنفايات البلدية، إلى تحول هذه المواقع إلى بؤر خصبة لتكاثر الجراثيم والبكتيريا الضارة والفيروسات والعوامل المعدية - حسب مدير قسم مراقبة وتقييم الأنشطة الصناعية والخدمية في وزارة البيئة، جليل حسين سلمان، الذي يضيف في حديث صحفي أن “جامعي القمامة يعبثون بتلك المطامر، الأمر الذي يعرضهم للإصابة بأمراض مختلفة، فضلا عن الإصابة بجروح في حال عبثهم بالنفايات الحادة، التي تطرح مع القمامة المنزلية”.

ويرى سلمان أن “الطرق السليمة للتخلص من النفايات تتمثل في الالتزام بتعليمات إدارة نفايات البلدية، والتشريعات البيئية التي تنظم هذا الموضوع، والتي تشمل إنشاء مواقع للطمر الصحي خارج حدود البلدية بمسافة لا تقل عن 2 كيلومتر، وعن التجمعات السكنية ومحرمات الطرق العامة بمسافة لا تقل عن كيلومتر واحد”.

ويتابع قوله: “كذلك يجب توفير المتطلبات البيئية داخل مواقع الطمر، والالتزام برفع النفايات من المحطات الوسطية (مواقع التجميع) ضمن التوقيتات الزمنية المناسبة”، مبينا أن “التعامل المثالي مع النفايات يستلزم تنفيذ مبادئ التنمية المستدامة، المتمثلة في تقليل حجم النفايات المطروحة، وفرز النفايات وإعادة تدويرها واستثمارها في توليد الطاقة الكهربائية أو إنتاج الغاز الحيوي والأسمدة”.

ويوضح سلمان أن “عملية حرق النفايات بالقرب من المناطق السكنية تنطوي على مخاطر كبيرة بسبب انبعاث الدايوكسينات والفيورينات، وهي مواد مسرطنة تنتج عن حرق المواد البلاستيكية الموجودة ضمن النفايات، فضلاً عن انبعاث أكاسيد الغازات التي يمكن أن يؤدي استنشاقها إلى الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى التأثيرات البيئية المتمثلة في تردي نوعية الهواء المحيط”.

قنابل نووية!

من جهته، يشير الخبير البيئي رمضان حمزة، إلى أن “النفايات في العراق، سواء المنزلية أم الصناعية بأنواعها الصلبة والسائلة والغازية، حالها كحال بقية الملوثات المنتشرة في البلاد. وتكمن خطورة النفايات في الغازات المنبعثة منها أو الأدخنة الناتجة عن حرقها”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا: “تكثر في مواقع الطمر حيوانات سائبة وقوارض وحشرات ملوثة، قد تدخل إلى المنازل وتنقل الأمراض إلى سكانها”، واصفا المطامر العشوائية بـ “القنابل النووية”!

ويوضح حمزة أن “مواقع الطمر كانت في السابق بعيدة عن مراكز المدن، وكانت هناك ساحات خضراء تفصل بينها وبين المدن، لكن بسبب الزيادة السكانية والحروب والتغييرات الديموغرافية توسعت المناطق الهامشية وأصبحت جزءاً من نسيج المدينة. فيما بقيت المطامر في أماكنها، لذلك أصبحت قريبة من التجمعات السكانية”.

تدوير النفايات

وعن عملية إعادة تدوير النفايات، يرى حمزة أن “لها فوائد كثيرة، في حال فُرزت النفايات وعولجت بالشكل الصحيح. فمثلا النفايات الطبية خطرة، ويجب معالجتها داخل المستشفيات قبل طرحها، كما يجب عدم خلطها مع النفايات الأخرى، بل ينبغي جمعها في مناطق خاصة”.

ويبيّن أنه “رغم وجود معمل لإعادة التدوير في قضاء المحمودية، إلا ان حجمه لا يتناسب مع كمية النفايات المطروحة، لذلك على البلديات والمحافظات توزيع أكياس ملوّنة لفرز النفايات ونقلها بسيارات خاصة”.

ويدعو الخبير البيئي، رئيس الوزراء والوزارات المعنية إلى “ضرورة إعادة النظر في وجود مواقع الطمر الصحي داخل المناطق السكنية، كذلك في المعالجات، من خلال الاستفادة من تجارب الدول في هذا الشأن”.

مصادر النفايات

وفي السياق، يقول المهتم بالشأن البيئي علي قاسم، ان “معالجة النفايات في العراق تفتقر للدراسة، وأن معرفة مصادر النفايات أهم من معالجتها. إذ يجب معرفة ما يستهلكهُ المجتمع وما يخلفهُ”.

ويوضح في حديث صحفي أنه “لو نظرنا إلى كومة نفايات في أحد الشوارع، سنجد أن النفايات البلاستيكية تُشكل النسبة الأكبر فيها، وهذه تكون غالبا ذات الاستعمال الواحد، وهُنا يجب مراجعة الإنتاج والاستهلاك وفرض ضوابط على المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد لتقليلها في الأسواق، وبهذا سيلجأ المستهلك لشراء المنتجات ذات الاستخدامات المتعددة”.

ويضرب قاسم مثالاً على ذلك قناني المياه الكبيرة القابلة لإعادة الاستخدام والمستخدمة في أجهزة تبريد المياه (البراد). إذ يرى أن هذه القناني الكبيرة يُمكن أن تُعوض عن القناني الصغيرة ذات الاستخدام الواحد.

وعن وجود النفايات قرب المدن، يؤكد أن “له آثاراً سلبية من جانبين: الأول مخاطر قصيرة الأمد، حيث تتسبب النفايات في تلوث الهواء، خاصة بعد حرقها. أما الجانب الآخر فهو المخاطر بعيدة الأمد. إذ إن بعض النفايات الصلبة تتحول إلى مسرطنة إذا ما بقيت لفترة طويلة في التربة دون معالجة”.

*********************************************************************************************

حراس جامعة البصرة: رصاص النزاعات العشائرية يخترق كرفاناتنا!

متابعة – طريق الشعب

ناشد عدد من حرّاس مقر جامعة البصرة في منطقة كرمة علي شمالي المحافظة، الجهات المعنية بناء غرف خاصة بهم من الطابوق بدل الكرفانات، مبينين أن المنطقة تشهد باستمرار نزاعات عشائرية مسلحة، وأن الرصاص يخترق الكرفانات بسهولة، ما يشكل خطرا على حياتهم.

وقال أحد الحراس في حديث صحفي، أن “هناك إطلاق نار يتكرر في المنطقة، بسبب النزاعات العشائرية، وفي هذه الاثناء نضطر إلى الخروج من الكرفانات خوفا من أن يخترقها الرصاص ويصيبنا”، مؤكدا أن أحد زملائه حارس في كلية الزراعة، أصيب برصاصة بعد أن اخترقت غرفته الكرفانية.

************************************************************************************

في كربلاء فرع توزيع المنتجات النفطية يكرّم متقاعديه

كربلاء - حسين الخزعلي

أقام فرع توزيع المنتجات النفطية في كربلاء، حفل تكريم لموظفيه الذين بلغوا السن التقاعدي، تثمينا لما قدموه من خدمات كبيرة طيلة مدة خدمتهم الوظيفية.

وخلال الحفل الذي أقيم في ديوان الفرع، ألقى مدير الفرع المهندس علي عبد اللطيف الموسوي كلمة أعرب فيها، باسمه ونيابة عن إدارة الشركة، عن الشكر والتقدير إلى الموظفين المتقاعدين، إكراماً لسني حياتهم التي أمضوها في خدمة مدينة كربلاء المقدسة وأبنائها، متمنياً لهم العمر المديد وحياة ملؤها السعادة والتوفيق.

وأضاف قائلا في كلمته: “ستبقى دائرتكم مشرعة القلوب والأبواب لكم تثمينا لجهودكم الكبيرة التي بذلتموها طيلة حياتكم الوظيفية”.

ثم وزع الموسوي على المتقاعدين ألواحا تقديرية وهدايا عينية.

هذا وأعرب المتقاعدون عن شكرهم وتقديرهم إلى الفرع، على هذه المبادرة، معاهدين على الاستمرار في تقديم الخدمات التطوعية خلال مواسم الزيارات الدينية.

************************************************************************************************

أكول.. إلى متى يتجرع أهالي البصرة الملوحة؟!

طارق العبودي

قبل سقوط النظام البعثي كان ماء الإسالة يصل إلى منازل أهالي البصرة غير صالح للاستهلاك البشري، بسبب ارتفاع نسبة ملوحته وتلوّثه بفعل تلوّث مياه شط العرب. بعدها تم إنشاء «مشروع ماء العباس»، وهو عبارة عن قناة مائية تبدأ من هور الدملج جنوبي مدينة الكوت، وتمر عبر محافظة ذي قار وصولاّ إلى البصرة. وقد صار هذا المشروع يغذي أهالي البصرة بمياه ذات نسبة ملوحة أقل.

وبعد سقوط النظام البعثي، نزحت أعداد كبيرة من المواطنين إلى البصرة، من المحافظات القريبة منها، الأمر الذي زاد عدد السكان قرابة مليوني مواطن، ليصل سكان المحافظة إلى نحو 5 ملايين نسمة. ما يعني أن حصة مياه الشرب التي تصل من «قناة البدعة» لم تعد كافية، ما انتهى إلى أزمة مائية حادة.

ولمعالجة هذه الازمة، تم إنشاء محطات تحلية صغيرة، إلا انها لم تسد حاجة الأهالي سوى ما نسبته 30 في المائة، ما أدى إلى ضغط جماهيري دفع الحكومة إلى الاتفاق مع اليابان على تقديم الأخيرة منحة لإنشاء مشروع لتحلية المياه في ناحية الهارثة، سمي بـ «المشروع الياباني»، وتبلغ طاقته الإنتاجية من الماء الصالح للشرب بحدود 4 آلاف متر مكعب في الساعة، ما يعني أنه يغذي نصف مناطق البصرة.

وبالرغم من ذلك، بقيت الأزمة قائمة، وتواصلت معها الضغوط الجماهيرية من أهالي المناطق غير المستفيدة من المشروع، للحصول على حصصها من المياه الصالحة للشرب أسوة بالمناطق الأخرى. لذلك، تم إنشاء محطة إضافية في منطقة محيلة التابعة إلى قضاء أبي الخصيب، تعمل بطاقة 3 آلاف متر مكعب في الساعة. إلا أن هذا المشروع، هو الآخر لم يسد حاجة القضاء من ماء الشرب، فعاد الضغط الجماهيري مجددا. لذلك، وعدت حكومة البصرة بإنشاء محطة إضافية كبيرة على غرار «المشروع الياباني»، في قضاء الفاو، تبلغ طاقتها الإنتاجية بحدود 5 آلاف متر مكعب في الساعة. وهذا المشروع لو أنجز، سيسد حاجة أهالي الفاو من الماء، وسيصدر الفائض إلى مركز المحافظة.

أهالي البصرة يأملون من الحكومة المحلية الجديدة جعل هذا المشروع من أولويات برنامجها الخدمي، وتنفيذه في أسرع وقت لإنقاذهم من معاناتهم المزمنة مع مياه الشرب.

*********************************************************************************

مواساة

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الثانية، رفيقها المناضل حارث خيري الحيدر (ابو يوسف)، الذي توفي بعد معاناة طويلة مع المرض.

في العام 2004، منذ بداية التغيير، ساهم الفقيد مع رفاقه الآخرين في تشكيل اللجنة المحلية. وأصبح عضوا فيها ثم سكرتيرا لها من 2010 إلى 2011. وهو من عائلة الحيدر المعروفة بنضالها الوطني المشرف.

له الذكر الطيب ولزوجته ام يوسف وابنه يوسف ورفاقه جميعا، الصبر الجميل.

*******************************************************************************************

سوق عشوائي لبيع الماشية وسط حي كربلائي

متابعة – طريق الشعب

لا تزال ظاهرة بيع الماشية على أرصفة الشارع الرئيس لحي الغدير وسط كربلاء، مستمرة، بالرغم من حملات البلدية التي ألزمت الباعة بمغادرة هذا المكان، الذي بات يعرف بـ “بورصة الأغنام”.

ويشكو أهالي الحي وأصحاب المحال المطلة على الشارع، من هذه الظاهرة غير الحضارية، مشيرين إلى أن المنطقة تعج بالروائح الكريهة، وأن الماشية تعيق الحركة في الشارع المكتظ أساسا بالمارة.

يقول المواطن كرار حسين، أن “رائحة الأغنام صارت تلتصق بملابسنا وننقلها معنا إلى المنازل”! مضيفا في حديث صحفي أن “النفايات وفضلات الحيوانات حوّلت المكان إلى ما يشبه المطمر، وباتت تجذب الحشرات”.

ويلفت إلى أن “مشروع تبليط الشارع الرئيس، دفع باعة الأغنام إلى الاقتراب أكثر من المحال والمنازل، ما أثار الفوضى في المنطقة”، مشيرا إلى أن “البلدية بين حين وآخر تنفذ حملات لرفع التجاوزات ومصادرة الماشية في بعض الأحيان، لكن لمجرد أن تنسحب، يعود الباعة إلى أماكنهم”.

من جانبه، يقول مختار المنطقة سوادي عبد السادة، أنه “منذ عام 2003 تزايدت أعداد باعة الماشية في هذا الشارع، حتى أصبح المكان يعرف بشارع بورصة الأغنام أو شارع وكفة الغنم”، مبينا في حديث صحفي أن “حملات البلدية مستمرة، لكنها لا تجدي نفعاً بسبب عدم تخصيص مكان محدد لهؤلاء الباعة”.

ويضيف قائلا أن “مشروع تأهيل الشارع الرئيس وشوارعه الخدمية الجاري حالياً، سيضع حدا لوجود باعة الماشية قرب المنازل والمحال، لكن البلدية ملزمة بتخصيص سوق نظامي لهؤلاء، يضمن عدم انقطاع سبل معيشتهم”.

******************************************************************************************

الحلة أزقة «حي المحاربين» تملأها الحفر!

الحلة – صادق النداوي

شكا جمع من أهالي “حي المحاربين” في مدينة الحلة، من تردي الواقع الخدمي في حيّهم، لا سيما في مجال الطرق.

وقالوا لـ “طريق الشعب”، أن هذا الحي، الذي معظم سكانه من الموظفين وذوي الدخل المحدود، تأسس ابان سبعينيات القرن الماضي، بمحاذاة “شارع 60”، ووقتها بلطت أزقته. وتابعوا أنه منذ ذلك الحين لم تشهد أزقة الحي أي إدامة أو إعمار، ما جعلها تمتلئ بالمطبات والحفر، التي تغمرها المياه الآسنة خلال موسم الأمطار، مؤكدين أن واقع الأزقة هذا يشل حركتهم ويعيق تنقلهم. ويأمل الأهالي من المسؤولين، زيارة حيهم، والاطلاع على واقعه “المأساوي”، والعمل على معالجة مشكلاته الخدمية. 

**************************************************************************************

الصفحة السادسة

تصاعد الضغط على إسرائيل بعد صدور القرار العدل الدولية: على إسرائيل أن تتخذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية

متابعة ـ طريق الشعب

أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في غزة، والتحريض المباشر عليها، فيما رفضت في حكمها الصادر، الجمعة، الطلب الإسرائيلي برد الدعوى التي أقامتها جنوب إفريقيا.

وصوتت أغلبية كبيرة من أعضاء لجنة المحكمة المؤلفة من 17 قاضيا لصالح اتخاذ إجراءات عاجلة تلبي معظم ما طلبته جنوب إفريقيا باستثناء توجيه الأمر بوقف الحرب على غزة.

وقالت المحكمة في النص الذي تلاه القضاة: إن على إسرائيل أن تتخذ “كل الإجراءات التي في وسعها لمنع ارتكاب جميع الأفعال ضمن نطاق المادة الثانية من اتفاقية الإبادة الجماعية”.

وذكرت المحكمة أنها تقرّ بحق الفلسطينيين في غزة بالحماية من أعمال الإبادة الجماعية، مؤكدة أن الشروط متوفرة لفرض تدابير مؤقتة على إسرائيل.

وأضافت المحكمة، أن على إسرائيل الالتزام بتجنب كل ما يتعلق بالقتل والاعتداء والتدمير بحق سكان غزة، وأن تضمن توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة في القطاع بشكل فوري.

وبموجب الحكم أيضا يتعين على إسرائيل أن ترفع تقريرا إلى المحكمة في غضون شهر بشأن كل التدابير المؤقتة.

مواقف فلسطينية

واعتبرت السلطة الفلسطينية أن طلب محكمة العدل الدولية من إسرائيل أن تبذل كل ما في وسعها لمنع وقوع أية أعمال إبادة في قطاع غزة، “يذكر العالم أن لا دولة فوق القانون”.

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن “القرار المصيري لمحكمة العدل الدولية يذكر العالم أن لا دولة فوق القانون وأن العدل يسري على الجميع ويضع حدا لثقافة الإجرام والإفلات من العقاب لإسرائيل، والتي تمثلت بعقود من الاحتلال والتطهير العرقي والاضطهاد والفصل العنصري”.

فيما أعرب حزب الشعب الفلسطيني عن بالغ ترحيبه بقرارات محكمة العدل الدولية في لاهاي، بعدم رد دعوى جنوب افريقيا ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي بتهمة ارتكابها جرائم إبادة جماعية، وتأكيد صلاحية المحكمة في النظر في الدعوى، الصادرة عن جلستها، الجمعة الفائت.

وقدر الحزب أهمية هذه القرارات، التي تشكل جزءا من المطالب التي تقدمت بها جنوب إفريقيا في دعواها ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي. وبالتالي هي غير كافية إلى حين الفصل النهائي في القضية من قبل المحكمة، إلا أنه يرحب بها من أجل وقف الابادة الجماعية المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

وشكر الحزب جنوب إفريقيا على مبادرتها. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي، بالدعوة الفورية لعقد اجتماع عاجل للمجلس، والشروع في ضمان التنفيذ الفوري لقرارات محكمة العدل الدولية ذات الصلة، واتخاذ قرار ملزم التنفيذ لوقف إطلاق النار ولجم كل أشكال العدوان الإسرائيلي على شعبنا والإبادة الجماعية التي يتعرض لها، وفك الحصار عنه وتمكين وصول جميع المساعدات والاحتياجات له في قطاع غزة، وعودة النازحين إلى منازلهم والمناطق التي أجبروا على تركها والنزوح منها.

ورحّب القيادي في الجبهة الديمقراطية تيسير خالد بتأكيد محكمة العدل الدولية بشأن التدابير المؤقتة الواجب اتخاذها بشأن الحرب الوحشية، التي تشنها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

وأكد، أن الشعب الفلسطيني كان ينتظر من محكمة العدل الدولية ان تصدر قرارا مباشرا يلزم اسرائيل بوقف حربها الوحشية على قطاع غزة.

كما رحّبت حركة حماس بقرار محكمة العدل الدولية في طلب جنوب إفريقيا فرض تدابير طارئة على إسرائيل بسبب حربها في قطاع غزة ودعت حماس أيضا المجتمع الدولي إلى مطالبة إسرائيل بتنفيذ قرارات المحكمة ووقف ما وصفته بأنه “إبادة جماعية” مستمرة بحق الفلسطينيين.

رؤية قانونية

واعتبر المحامي الفلسطيني وائل عبدالرحيم، أن قرار محكمة العدل الدولية الصادر في القضية المرفوعة من دولة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل تاريخي لناحية اعترافه بحق الشعب الفلسطيني بالحماية، معتبراً أنه يكتسب دلالات سياسية وقانونية.

وأشار الى أن القرارات كانت بلغة اتفاقية مناهضة ومنع ارتكاب الابادة الجماعية، وتحديداً المادة الرقم 3 التي ذكرت 5 عناصر لارتكاب الجريمة ولم تشترط توافر هذه العناصر الخمسة.

جنوب إفريقيا ترحب

ورحّبت جنوب إفريقيا - صاحبة الدعوى - بالإجراءات المؤقتة التي فرضتها المحكمة على إسرائيل، واصفة الحكم بأنه “انتصار حاسم لسيادة القانون ومنعطف مهم في البحث عن العدالة للشعب الفلسطيني”.

وصرح سيريل رامافوزا رئيس جنوب إفريقيا الجمعة قائلا: إنه “يتوقع من إسرائيل الالتزام بحكم محكمة العدل الدولية بأن تتخذ تدابير لمنع ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة”.

وأضاف أن “شعب جنوب أفريقيا لن يقف متفرجا على جرائم ترتكب بحق شعب آخر”، مردفا “نؤمن بقوة أنه بعد قرار محكمة العدل لا بد من تنسيق الجهود لوقف إطلاق النار”.

إسرائيل والولايات المتحدة

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال الجمعة، إن تهمة الإبادة الجماعية الموجهة لإسرائيل في محكمة العدل الدولية “مشينة”. وكرر الادعاء بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وذكر متحدث باسم الخارجية الأمريكية بعد صدور القرار: “ما زلنا نعتقد أن مزاعم الإبادة الجماعية لا أساس لها من الصحة، ونشير إلى أن المحكمة لم تتوصل إلى قرار بشأن الإبادة الجماعية أو تدعو إلى وقف إطلاق النار في حكمها”.

بلدان عربية وشرق أوسطية

ورحّبت مصر والأردن والسعودية وقطر وتركيا وايران بالقرار مع المطالبة بدرجات مختلفة بمعاقبة إسرائيل على جرائمها التي ترتكبها في غزة

الاتحاد الأوروبي

بدوره، أكد الاتحاد الأوروبي أنه يتوقع تنفيذا “كاملا وفوريا” لقرار محكمة العدل الدولية الذي طلبت فيه من إسرائيل أن تبذل كل ما في وسعها لمنع وقوع أية أعمال إبادة في قطاع غزة.

وجاء في بيان مشترك لمسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل والمفوضية الأوروبية أن قرارات “محكمة العدل الدولية ملزمة للأطراف وعليها الالتزام بها. ويتوقع الاتحاد الأوروبي تنفيذها الكامل والفوري والفعال”. وفي الإطار نفسه جاء الموقف الفرنسي.

من جهتها، رحبت إسبانيا الجمعة بقرار محكمة العدل الدولية. وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في رسالة على منصة إكس “نرحب بقرار محكمة العدل الدولية ونطلب من الأطراف تنفيذ الإجراءات المؤقتة التي صدرت عنها”.

***************************************************************************************

استهداف أمريكي جديد للحوثيين والكونغرس يحذر

صنعاء - وكالات

نفذت الولايات المتحدة فجر السبت ضربة جوية جديدة على اليمن غداة هجوم صاروخي شنه الحوثيون على ناقلة نفط بريطانية في خليج عدن، بينما حذر نواب بالكونغرس الرئيس جو بايدن من عواقب استهداف الجماعة. وقالت القيادة الوسطى الأميركية، في بيان، إنها “استهدفت صاروخا مضادا للسفن كان الحوثيون يستعدون لإطلاقه في البحر الأحمر”. وأضافت أن “الصاروخ كان يمثل تهديدا وشيكا للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية بالمنطقة”. ويأتي الاستهداف الأميركي، لما قالت واشنطن إنه صاروخ مضاد للسفن غربي اليمن غداة إعلان المتحدث باسم قوات الحوثيين يحيى سريع عن قصف ناقلة نفط بريطانية في خليج عدن بعدد من الصواريخ أطلقتها البحرية اليمنية. وفي غضون ذلك، وقع أكثر من 25 نائبا أميركيا، من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، رسالة موجهة إلى الرئيس بايدن، يعربون فيها عن قلقهم الشديد إزاء الضربات العسكرية الأميركية غير المصرح بها ضد الحوثيين.  وطالب النواب إدارة الرئيس بالحصول على إذن من الكونغرس قبل إشراك الولايات المتحدة في “صراع آخر” بالشرق الأوسط، معتبرين أن الضربات الأميركية غير المصرح بها في اليمن تنتهك الدستور والنظام الأساسي للولايات المتحدة.

***************************************************************************************

قُتل فيها الآلاف.. قاض دولي يزور معسكرات لاجئين بالسودان

الخرطوم – وكالات

وصل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، صباح أمس، إلى معسكر فرشنا للاجئين السودانيين بشرق تشاد، بحسب ما نقلت وكالات أنباء. وبدأ خان اجتماعاته في المعسكر، الذي يعد واحدا من 14 معسكرا يضم قدامى اللاجئين السودانيين الذين شردوا من دارفور خلال عامي 2003 و2004.  كما سيزور أيضا معسكر أدري للاجئين، الذي يضم مئات الآلاف من السودانيين الفارين من غرب دارفور ومدينة الجنينة التي قتل فيها وحدها نحو 15 ألف شخص العام الماضي بحسب تقارير أممية. وأفاد تقرير للأمم المتحدة، أن ما بين عشرة آلاف و15 ألف شخص قتلوا في مدينة واحدة في منطقة غرب دارفور بالسودان العام الماضي في أعمال عنف عرقية نفذتها قوات الدعم السريع شبه العسكرية. وتركت الحرب ما يقرب من نصف سكان السودان البالغ عددهم 49 مليون نسمة في حاجة إلى المساعدة. في حين فر أكثر من 7.5 مليون شخص من منازلهم، مما جعل من السودان أكبر أزمة نزوح على مستوى العالم، كما أن الجوع ينتشر.

**********************************************************************************************

فرنسا: قانون الهجرة الجديد يدخل حيز التنفيذ بعد نشره في الجريدة الرسمية

باريس - وكالات

نشرت حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، النص الرسمي لقانون الهجرة الجديد في الجريدة الرسمية، امس السبت، وقدمت إلى المسؤولين التعليمات الأولى بشأن تطبيقه. ودعا ماكرون وزير الداخلية جيرار دارمانان إلى بذل كلّ ما في وسعه من أجل تنفيذ قانون الهجرة في أسرع وقت. وكان المجلس الدستوري الفرنسي رفض الخميس أجزاء واسعة من قانون الهجرة ولاسيما تدابير أقرت بضغط من اليمين في كانون الأول، وبعد شهر على إقراره في البرلمان في 19 كانون الأول، رفض الأعضاء التسعة في المجلس المناط به البت في مدى دستورية القوانين، غالبية التدابير التي أثارت انتقادات واحتجاجات كبيرة، لا سيما تقليص حصول الأجانب من غير الأوروبيين على إعانات، وتحديد حصص هجرة سنوية وتشديد شروط لم شمل العائلات. وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان عبر منصة اكس: ان “المجلس الدستوري يصادق على نص الحكومة بالكامل”، مضيفا أن “السلطة التنفيذية أخذت علما برفض الكثير من البنود التي أضافها البرلمان لعدم احترامها الإجراءات البرلمانية المرعية”.

********************************************************************************************

إسرائيل تسعى لطرد «الأونروا» وأمريكا وحلفاؤها يوقفون تمويلها

رام الله ـ وكالات

تسعى إسرائيل إلى “طرد” وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من قطاع غزة، وفق خطة قالت إنها ستضمن ألا تكون موجودة في اليوم التالي لانتهاء الحرب. فيما اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن التحريض الإسرائيلي “مُبيَّت لشطب قضية اللاجئين”، وسط إعلان عدة دول غربية تعليق أي تمويل إضافي للوكالة، على خلفية مزاعم بـ”تورط” موظفين بالوكالة في هجمات 7 تشرين الاول على إسرائيل.

وقال المفوض العام لـ”الأونروا” فيليب لازاريني، الجمعة، إن السلطات الإسرائيلية “زوَّدت الأونروا بمعلومات بشأن الضلوع المزعوم لعدد من موظفي الوكالة في الهجمات المروعة على إسرائيل في السابع من أكتوبر”.

وإثر ذلك، أعلنت الوكالة إنهاء عقود بعض العاملين لديها، وبدء التحقيق في تلك المزاعم، فيما أعلنت الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وإيطاليا وأستراليا، وقف أي تمويل إضافي للوكالة.

خطة إسرائيلية لـ”طرد” الأونروا

وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال امس السبت، إن وزارته تعتزم وضع هدف مركزي في نشاطها للترويج لسياسة من شأنها أن تضمن ألا تكون “الأونروا” موجودة في اليوم التالي لانتهاء الحرب على قطاع غزة.

وأضاف كاتس في بيان، أن “عناصر أخرى ستحل محل الأونروا، وسنعمل على تعزيز الدعم في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى في العالم للسياسة الرامية إلى إنهاء أنشطة وكالة الأونروا في غزة”، مطالباً الأمم المتحدة بـ”اتخاذ إجراءات ضد مسؤولي الوكالة التابعة لها”.

تعليق تمويل “الأونروا”

وعلَّقت واشنطن، أي تمويل إضافي لـ”الأونروا” إلى حين الانتهاء من “فحص المزاعم الخاصة بموظفي الوكالة”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: “علقت وزارة الخارجية مؤقتاً تمويلات إضافية لأونروا لحين انتهائها من فحص هذه المزاعم والخطوات التي تتخذها الأمم المتحدة للتعامل معها”.

وأشار إلى أن واشنطن “منزعجة للغاية” إزاء تلك المزاعم، وأنها ترحب بتحقيق الأمم المتحدة، وتعهُّد أمينها العام أنطونيو غوتيريش بالرد إذا ثبتت صحة المزاعم.

وأعلنت بريطانيا انضمامها إلى الولايات المتحدة في “الوقف المؤقت” للتمويل الموجه إلى “الأونروا” في قطاع غزة في المستقبل. كما أعلنت كندا تعليق أي تمويل إضافي لـ”الأونروا”، وعلى خطاها إيطاليا.

ورحَّب كاتس بقرار الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وبريطانيا تعليق مساعداتها للوكالة. وقال “نهنئ الحكومة الأميركية على قرارها وقف تمويل الأونروا، بعد أن تبين أن بعض موظفيها شاركوا في الهجوم”، على حد زعمه.

تحريض مبيَّت

ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها ما وصفته بأنه “حملة تحريض ممنهجة” من جانب إسرائيل ضد الأونروا، معتبرة أن الاتهامات التي ساقها أكثر من مسؤول إسرائيلي للوكالة “أحكاماً مسبقة وعداءً مُبيَّتا”.

وأضافت، “تسعى (إسرائيل) بجميع السبل لوقف عمل الأونروا، لشطب قضية اللاجئين وحقهم الأصيل بالعودة، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة”.

وأشارت إلى أن “الموقف السياسي الذي يجب أن تتبناه الأونروا، حسب التفويض الممنوح لها، هو الدفاع عن حقوق اللاجئين الذين تمثلهم، وفي مقدمتها حقهم في الحماية، وفي مقاومة الاحتلال بكل السبل المتاحة. كذلك حقهم في العودة إلى الديار التي هُجّروا منها بالقوة”.

«التحرير الفلسطينية»

تطلب العدول عن القرار

حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، طالب الدول التي أعلنت وقف دعمها لوكالة الأونروا، بالعدول فوراً عن قرارها.

وأضاف الشيخ، أن القرار ينطوي على “مخاطر سياسية وإغاثية كبيرة”. وأشار إلى أنه “في ظل العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني نحن أحوج ما نكون إلى دعم هذه المنظمة الدولية، وليس وقف الدعم والمساعدة عنها”.

خطة من 3 مراحل

وكشفت وثيقة الخارجية الإسرائيلية عن خطة لإخراج “الأونروا” من غزة، في أعقاب الحرب.

وأوصى تقرير الخارجية الإسرائيلية، والذي تم تصنيفه بأنه “شديد السرية”، بتنفيذ خطة إخراج “الأونروا” من غزة على 3 مراحل: الأولى هي الكشف في تقرير شامل عن تعاون مزعوم بين حركة “حماس” والوكالة الأممية، التي تقدم الرعاية والخدمات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين من حربي 1948 و1967 وأحفادهم.

وأشار تقرير إسرائيلي إلى أن المرحلة الثانية “قد تشمل تقليص عمليات الأونروا في القطاع الفلسطيني، والبحث عن منظمات مختلفة لتقديم خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية للفلسطينيين في غزة”.

أما المرحلة الثالثة، فستكون عبارة عن “عملية نقل كل مهام وكالة الأونروا إلى الهيئة التي ستحكم غزة بعد انتهاء الحرب”.

***********************************************************************************************

الصفحة السابعة

الغزيون ضحايا الحرب: مجاعة، نقص المياه ومخاطر الأوبئة

د. ماهر الشريف *

يواجه الفلسطينيون في قطاع غزة، جراء الحرب التدميرية التي تشنها إسرائيل عليهم منذ أكثر من مئة يوم، أوضاعاً معيشية قاسية جداً؛ فمن يفلت منهم من الموت على يد جيش الاحتلال وآلته الحربية، يواجه مخاطر المجاعة، ونقص المياه والتعرض للأمراض والأوبئة.

معاناة الجوع واستمرار ارتفاع خطر المجاعة 

في 20 كانون الأول/ديسمبر 2023، نُقل عن “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” تأكيده أن أكثر من 71 بالمائة من الفلسطينيين في قطاع غزة يعانون من الجوع الشديد. فوفقاً لنتائج دراسة تحليلية أجراها المرصد، وشملت عينة مكونة من 1200 شخص، أفاد 98بالمائة من المشاركين بأنهم يتناولون كميات غير كافية من الطعام، بينما اعترف 64بالمائة منهم باللجوء أحياناً إلى تناول العشب والأطعمة غير الناضجة والمواد منتهية الصلاحية لسد جوعهم [1].

في 15 كانون الثاني/يناير الجاري، حذرت وكالات الأمم المتحدة من أن استمرار ارتفاع خطر المجاعة، بات يفرض إحداث تغيير جذري في تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. فمع أن الأمم المتحدة، ووكالات المعونة الدولية والمنظمات غير الحكومية، قد تمكنت حتى الآن من إيصال مساعدات إنسانية محدودة إلى غزة، إلا “أن الكميات لا تكفي على الإطلاق لمنع التقاء الجوع وسوء التغذية والمرض، ويعتبر نقص الغذاء ومياه الشرب والمساعدة الطبية خطيراً بصورة خاصة في مناطق القطاع الشمالية”.

وقد أشار تقرير صادر عن “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي والتغذية (IPC)” إلى مستويات كارثية لانعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة، مؤكداً أن معظم الغزيين تقريباً “يتجاهلون وجبات الطعام كل يوم، في حين أن العديد من البالغين يعانون من الجوع حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام”. وتتوقع اليونيسف أن يزيد الهزال بين الأطفال في الأسابيع المقبلة بنسبة 30 بالمائة تقريباً مقارنة بالوضع الذي كان سائداً قبل الحرب، وهو “أخطر أشكال سوء التغذية على بقاء الأطفال، والذي سيؤثر على ما يصل إلى 10.000 طفل”.

وخلصت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لـ “برنامج الأغذية العالمي” إلى أن سكان قطاع غزة “معرضون لخطر المجاعة على الرغم من أنهم على بعد أميال قليلة من الشاحنات الممتلئة بالأغذية؛ فكل ساعة ضائعة تعرض حياة عدد لا يحصى من الناس للخطر، ويمكننا أن نبقي المجاعة بعيدة عنا، ولكن فقط إذا تمكّنا من توصيل كميات كافية من الغذاء وضمان الوصول الآمن إلى جميع المحتاجين، أينما كانوا”.

بينما قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة “الأونروا”، إن “تدفق المساعدات الحالي يعد هزيلاً مقارنة ببحر الاحتياجات الإنسانية”، مقدّراً أن المساعدات الإنسانية “لن تكون كافية لوقف تفاقم الجوع بين السكان”. ويشدد مسؤولو وكالات الأمم المتحدة “على الحاجة الملحة لرفع الحواجز والقيود المفروضة على إيصال المساعدات إلى غزة وداخلها، واستئناف الحركة التجارية”، ويكررون دعوتهم “إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية للسماح بنشر عملية إنسانية ضخمة ومتعددة الوكالات ذات أهمية حيوية” [2].

وفي رفح، جنوب قطاع غزة، لا يملك السكان ما يكفي من الطعام، إذ تعيش الأغلبية الساحقة من الأسر على وجبة واحدة فقط يومياً في الوقت الحالي، تكون عبارة عن علب طعام، أو كمية من الخبز في بعض الأحيان، كما يقول الصحفي الفلسطيني أنس بابا. وتدفع المعاناة من الجوع بعض السكان إلى مهاجمة الشاحنات التي تنقل صناديق المساعدات الإنسانية لنهب محتوياتها. وكانت وكالة “الأونروا” قد أصدرت، في أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر الفائت، بياناً أعلنت فيه أن “آلاف الأشخاص اقتحموا عدة مستودعات ومراكز توزيع في وسط قطاع غزة وجنوبه”، وأن “هؤلاء الغزيين، بدافع الجوع، حصلوا على الدقيق والسلع الأساسية للبقاء على قيد الحياة”، ورأت في هذا “علامة مثيرة للقلق على أن النظام المدني ينهار، بعد ثلاثة أسابيع من الحرب والحصار المحكم” [3].

نقص المياه وانهيار خدمات الصرف الصحي

أدى الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على قطاع غزة إلى انقطاعات كارثية في الوصول إلى المياه والكهرباء والوقود، وتمّ إغلاق مرافق معالجة المياه العادمة وتحلية المياه في منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر الفائت بسبب نقص الوقود والكهرباء، وهي حالياً غير صالحة للتشغيل تقريباً، وفقاً لسلطة المياه الفلسطينية.

وقد دفع النقص في المياه النظيفة خبراء الصحة العامة إلى التعبير عن “قلقهم العميق” بشأن خطر تفشي الأمراض المعدية، بما في ذلك الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والتيفوئيد. “أطفال قطاع غزة محرومون من 90 بالمائة من احتياجاتهم من المياه”، هذا ما حذرت منه منظمة “اليونيسيف”، في تقرير أصدرته في 19 كانون الأول/ديسمبر الفائت، ملاحظة “أن الأطفال النازحين حديثاً في جنوب قطاع غزة لا يحصلون إلا على 1.5 إلى 2 لتر من الماء يومياً للبقاء على قيد الحياة، وهي كمية أقل بكثير من التوصيات المتعلقة بالحد الأدنى الحيوي”، التي تقدر أن “كمية المياه اللازمة في حالات الطوارئ للشرب والغسيل والطهي هي 15 لتراً للشخص الواحد يومياً، أما للبقاء على قيد الحياة، فإن الحد الأدنى المقدر هو 3 لترات”. ومع وصول مئات الآلاف من النازحين، يعتقد أن نصفهم من الأطفال، إلى مدينة رفح، واستمرار تزايد الطلب، أصبحت “أنظمة إمدادات المياه والصرف الصحي في المدينة في حالة حرجة للغاية”، وخصوصاً في ظل “غياب إمدادات الطاقة، ونقص الوقود، وتقييد وصول المساعدات الإنسانية والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، إذ تعرض ما لا يقل عن 50 بالمائة من المياه والصرف الصحي للأضرار أو للتدمير”.

وقالت كاترين راسل، المديرة التنفيذية لـ “اليونيسف”: “إن الحصول على ما يكفي من المياه النظيفة هو مسألة حياة أو موت، والأطفال في غزة بالكاد يحصلون على ما يكفي للشرب، ويضطر الأطفال وأسرهم إلى استهلاك المياه من مصادر غير صحية أو شديدة الملوحة أو ملوثة؛ ومن دون مياه نظيفة، سيموت عدد أكبر من الأطفال بسبب الحرمان والمرض في الأيام المقبلة”.

ومن ناحية أخرى، تنتظر طوابير طويلة من النساء والأطفال المنهكين، في الملاجئ، لاستخدام المراحيض، إذ يصل عددهم في المتوسط إلى مرحاض واحد لكل 700 شخص، مما يدفع الناس إلى اللجوء إلى “استخدام الدلاء أو التغوط في العراء، بل إن أماكن الاستحمام أصبحت أقل توفراً”، وهو الوضع “الذي يقلل من خيارات النظافة إلى لا شيء تقريباً، ويؤثر بصورة خاصة على النساء والفتيات، مما يساهم في انتشار الأمراض”. ويضيف التقرير أن “اليونيسيف”، بمساعدة شركائها، “زوّدت زجاجات المياه لأكثر من 1.3 مليون شخص” منذ بداية الحرب، و”قدمت أكثر من 130,000 مجموعة من مستلزمات النظافة الأسرية، بما في ذلك منتجات الصحة والنظافة الشهرية”، وتمكنت، خلال الهدنة الإنسانية، من الوصول إلى شمال قطاع غزة على الرغم من ظروف الوصول الصعبة للغاية، وقامت “بتوزيع 260,000 لتر من المياه و10,000 مجموعة من مستلزمات النظافة” [4].

مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة

أدى نقص المياه والتلوث إلى إعاقة الوصول إلى الرعاية الصحية، مما أدى إلى تفشي الأمراض وإلى خلق أزمة صحية عامة. وأفادت “منظمة الصحة العالمية” أن “أنظمة المياه والصرف الصحي المتضررة وتناقص إمدادات التنظيف جعلت من المستحيل تقريباً الحفاظ على التدابير الأساسية للوقاية من العدوى ومكافحتها”.

وأدى استهلاك المياه الملوثة إلى زيادة كبيرة في خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية مثل الإسهال، وخصوصاً لدى الأطفال دون سن الخامسة، كما ارتفع عدد حالات الجفاف بصورة حادة، ولم يعد من الممكن حصر عدد حالات التهاب المعدة والأمعاء [5].

ومما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة أن جثامين آلاف الشهداء لا تزال مدفونة تحت الأنقاض، مهجورة منذ أسابيع طويلة، لا سيما في مناطق الحرب التي سارع السكان إلى إخلائها. كما يزيد من هذه المخاطر تكدس النفايات في الشوارع وأمام المستشفيات ومراكز إيواء النازحين، كما لاحظ رئيس بلدية غزة، يحيى السراج، في تصريحات أدلى بها في 19 كانون الأول/ديسمبر الفائت، مشيراً إلى “أن هناك نحو 70 ألف طن من النفايات مكدسة في هذه الأماكن”، ومعتبراً “أن استمرار العدوان وأزمة نفاد الوقود يشكلان تحدياً أمام توفير الخدمات الأساسية للمواطنين”.

وكان السراج أفاد في تصريحات صحفية سابقة، بأن جيش الاحتلال “دمّر أغلب الآليات الثقيلة والمتوسطة التي تعمل في خدمات البلدية جراء القصف المتعمد، في وقت تعاني فيه البلدية من نقص كبير بهذه الآليات”، وأضاف، أن الأوضاع في قطاع غزة ومدينة غزة بالتحديد “صعبة جداً، مناشداً الجميع بإدخال الكثير من الوقود والآليات المخصصة لإزالة الركام، وفتح الشوارع، وتوفير خدمات المياه والصرف الصحي للمواطنين”. وعلاوة على ذلك، يتوقع الخبراء أن تزداد الوفيات نتيجة تلوث التربة والغلاف الجوي وازدياد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بصورة حادة، بسبب استخدام القذائف والقنابل والصواريخ والذخائر، وبسبب استهلاك الوقود من قبل وحدات جيش الاحتلال البرية والبحرية والجوية، وبسبب الحرائق الناجمة عن القتال [6].                                                   

وكانت “منظمة الصحة العالمية” قد أعربت عن قلقها البالغ إزاء تزايد خطر انتشار الأوبئة والأمراض المعدية في قطاع غزة. وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في تدوينة نشرها في 15 كانون الأول/ديسمبر الفائت على منصة “إكس”: “مع استمرار تحرك سكان قطاع غزة بأعداد كبيرة نحو جنوب القطاع واضطرار بعض العائلات إلى الفرار أكثر من مرة، ولجوء الكثير من الناس إلى المرافق الصحية المزدحمة، نشعر أنا وزملائي في منظمة الصحة العالمية بقلق بالغ إزاء تزايد خطر تفشي الأمراض المعدية”، موضحاً بأن “نحو 180 ألف شخص يعانون من التهابات الجهاز التنفسي، إضافة إلى 136400 حالة إسهال، نصفهم من الأطفال دون سن 5 سنوات، و55400 شخص يعانون من الجرب، و5330 من الجدري، و42700 من طفح جلدي، بالإضافة إلى 4683 حالة يرقان حاد” [7].

وفي تحقيق نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، في 17 كانون الأول/ديسمبر الفائت، قالت تهاني أبو طعيمة، اللاجئة في مستشفى ناصر في خانيونس مع من تبقى أحياء من أفراد عائلتها: “نحن لسنا أكثر من هياكل عظمية حية”، وهي تعاني من سرطان الغدة الدرقية، كما أصيبت بعدوى خطيرة في الجهاز التنفسي، بينما تعاني ابنتها البالغة من العمر عامين من الإسهال والقيء والعطس وارتعاش من البرد وقلة الطعام. ويذكر التحقيق أن الأمم المتحدة حددت في قطاع غزة 14 مرضاً تنطوي على إمكانيات وبائية، من ضمنها جدري الماء، والطفح الجلدي، والتهابات المسالك البولية، والتهاب السحايا، والنكاف، والجرب، والحصبة، والتسمم الغذائي، كما نقل التحقيق عن “منظمة الصحة العالمية” قلقها، بصورة خاصة، من انتشار الإسهال المعدي واليرقان والتهابات الجهاز التنفسي. وبخصوص المساعدات الدولية المقدمة إلى سكان القطاع، يستشهد التحقيق بتانيا الحاج حسن، التي عملت في غزة مع منظمة “أطباء بلا حدود”، التي ترى في هذه المساعدات مجرد “مسكنات”، والتي تؤكد أنه من أجل مكافحة الأمراض المعدية، “يجب أن تكون المستشفيات الدائمة الموجودة في غزة قادرة على الاستخدام بأمان، من دون أن تتعرض للتهديد بالقصف أو الحصار، ومن دون التعرض لخطر الحرمان من الوقود اللازم للعمل أو الماء أو الأدوية الأساسية” [8].

من جهته، حذر ألكسندر فور، المنسق اللوجستي لـ”منظمة أطباء بلا حدود” الفرنسية في فلسطين، في حديث أجرته معه قناة TV5Monde من مخاطر “القنبلة الوبائية الموقوتة” في قطاع غزة، معتبراً أن “جميع المخاطر المرتبطة بالأمراض المنقولة بالمياه والعيوب في أنظمة الصرف الصحي والحصول على مياه الشرب كانت موجودة عملياً منذ بداية الحرب، لكنها تضاعفت عشرة أضعاف اليوم”، وخصوصاً بعد أن “أصبحت الهياكل القائمة، وتحديداً محطات تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي، خارج الخدمة”، جراء التفجيرات ونقص الوقود. بيد أن هذه المخاطر تزايدت كثيراً، كما تابع، بسبب الزيادة السكانية ومحدودية الموارد المتاحة، وذلك بعد أن استضاف “جنوب قطاع غزة، ولا سيما رفح وخان يونس، ما يقرب من 1.9 مليون نازح من إجمالي عدد السكان البالغ 2.2 مليون نسمة، وهذا الاختلاط يزيد من الاحتياجات ومخاطر الأمراض”.

ويلفت الانتباه إلى الأوبئة التي تنشأ من “انخفاض درجات الحرارة وهطول المطر، ونوم الكثير من الناس في الخارج، وهو ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة مثل التهاب الشعب الهوائية”، مقدّراً أن هذا الاكتظاظ السكاني في الجنوب “هو قنبلة وبائية موقوتة”، لا يمكن نزع فتيلها إلا “بوقف فوري لإطلاق النار، ووضع حد للقصف العشوائي، وإنهاء العمليات البرية التي تؤدي إلى نزوح السكان وزيادة الضغط الديموغرافي المكثف في الجنوب”، والسماح “بوصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة”، فضلاً عن إزالة الحظر الذي تفرضه إسرائيل على البضائع المستوردة إلى القطاع، ذلك إنه “في ظل الظروف الحالية، إذا ظهر وباء اليوم، فلن تتمكن أي جهة فاعلة من الاستجابة له؛ فإذا أخذنا حالة الكوليرا على سبيل المثال، فيجب معالجة المياه والأجسام بالكلور، إلا أن هذا المنتج محظور استيراده إلى قطاع غزة، وكذلك كل ما هو ضروري لإنتاج الطاقة مثل المولدات الكهربائية أو الألواح الشمسية”[9].  

خاتمة:

فرضت الأوضاع المعيشية القاسية جداً التي يواجهها سكان قطاع غزة، جراء حرب الإبادة المتعددة الأشكال التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي عليهم، على هيئة الأمم المتحدة ووكالاتها المختصة، مثل “برنامج الأغذية العالمي” و”اليونيسيف” و”منظمة الصحة العالمية” و”الأونروا”، أن تضع برامج عاجلة لإغاثة هؤلاء السكان، بحيث صار من ينجو منهم من آلة الحرب الإسرائيلية يعتمد على المساعدات الدولية من أجل بقائه على قيد الحياة. بيد أن التقييدات التي تضعها حكومة الحرب الإسرائيلية، جعلت هذه المساعدات غير قادرة على تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة ووكالاتها إلى المطالبة بفتح طرق دخول جديدة للمساعدات، وعبور عدد أكبر من الشاحنات الحدود كل يوم، وتخفيف القيود المفروضة على حركة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير الضمانات الأمنية للأشخاص الذين يحصلون على المساعدات ولمن يقومون بتوزيعها [10].

* باحث ومؤرخ - مؤسسة الدراسات الفلسطينية - بيروت

[1]https://www.jeune-independant.net/des-milliers-de-cadavres-abandonnes-sous-les-decombres-le-risque-des-epidemies-plane-sur-gaza/

[2]https://www.unicef.fr/article/a-gaza-pour-empecher-la-famine-et-les-epidemies-mortelles-un-acces-a-laide-accelere-et-securise-et-la-multiplication-des-voies-dapprovisionnement-sont-necessaires/

[3]https://www.francetvinfo.fr/monde/palestine/gaza/guerre-israel-hamas-on-se-rapproche-de-la-famine-a-gaza-alerte-l-onu_6302784.html;

https://www.lefigaro.fr/international/frappes-penuries-risque-d-epidemie-a-gaza-le-calvaire-des-civils-20231029

[4]https://www.unicef.org/fr/communiques-de-presse/gaza-les-enfants-sont-prives-de-90بالمائة25-de-leurs-besoins-en-eau

[5]https://www.hrw.org/fr/news/2023/11/16/gaza-les-coupures-deau-par-israel-provoquent-une-crise-de-sante-publique

 [6]- https://petra.gov.jo/Include/InnerPage.jsp?ID=268907&lang=ar&name=news&cat=news;

https://www.ouest-france.fr/monde/gaza/gaza-la-guerre-va-durablement-mettre-a-mal-lenvironnement-0da3b4c2-7c7a-11ee-bc47-f405893c2140

[7]https://www.jeune-independant.net/des-milliers-de-cadavres-abandonnes-sous-les-decombres-le-risque-des-epidemies-plane-sur-gaza/

[8]https://www.courrierinternational.com/article/guerre-israel-hamas-gaza-desormais-sous-la-menace-des-epidemies

[9]https://information.tv5monde.com/international/gaza-la-menace-dune-bombe-retardement-epidemiologique-2686328

[10]https://www.who.int/fr/news/item/15-01-2024-preventing-famine-and-deadly-disease-outbreak-in-gaza-requires-faster--safer-aid-access-and-more-supply-routes

************************************************************************************************

الصفحة الثامنة

عمر علي الشيخ .. الجندي المجهول*

فيصل الفؤادي

النشأة والانتماء

يطلق البعض على الرفيق عمر علي الشيخ أبو فاروق بالجندي المجهول، فأغلب الأحزاب العربية الشيوعية والقومية او غيرها لم تتعرف عليه، قيادي في الحزب الشيوعي العراقي منذ عام 1964. قاد التنظيم بعد عام 1963 في ظروف قاهرة وسرية، شيوعي لا يمكن المزايدة على أمميته وهو من أفضل من قادة التنظيم وذو شخصية صامدة ومتواضعة.

ولد عمر علي الشيخ في مدينة السليمانية عام 1926 درس في مدارسها وانتقل إلى بغداد لدراسة الهندسة وتخرج عام 1948- من كلية الهندسة ولم يمارس عملا، سجن بعد التخرج بنفس السنة وشارك في تأسيس اتحاد الطلبة العام في مؤتمر السباع في 14 نيسان 1948. انتمى للحزب في عام 1946 وأثناء تواجده في العاصمة بغداد كما يقول (أبو فاروق) (سُألت، هل تريد ان تلتقي مع الرفيق سكرتير الحزب، فقلت إذا هو يريدني التقي به ولم يحدث هذا اللقاء، ومنذ ذلك الوقت وانا ألوم (أدين) نفسي على هذا الموقف لماذا لم أذهب إليه ولم التق بالرفيق فهد. (محاضرة في عام 1984 عن تاريخ الحزب في مقر زيوه خلف العمادية في قاطع بهدينان).

بعد انقلاب شباط الأسود عام 1963 واسقاط حكومة عبد الكريم قاسم، عقدت لجنة إقليم كردستان للحزب الشيوعي العراقي اجتماعا لدراسة الأوضاع وتقرر أن يبقى عمر علي الشيخ في كركوك لمتابعة التنظيم الحزبي وتصفية بعض البيوت ونقل مطبعة الحزب (رونيو وتايب) إلى مناطق آمنة ضمن تشكيلات فصائل الأنصار للحزب الشيوعي العراقي ضمن الثورة الكردية، إضافة إلى أن تنظيمات الحزب في الإقليم سوف تعتمد على أسلوب العمل السري والعمل على صيانة الكادر الحزبي في المدن والقصبات.

قيادة العمل الحزبي بعد عام 1964

يقول عنه القيادي بهاء الدين نوري كان انسان بسيطا ومتواضعا لطيف المعشر، رغم أنه ميال إلى العزلة وقلة الكلام، ويضيف، ولم أسمع يوما بأنه كان طرفا في أية مشكلة مع سجين اخر.

قاد الرفيق أبو فاروق والذي أصبح عضو المكتب السياسي، التنظيم الحزبي في عام 1964 في ظروف غاية في الصعوبة حيث يشير بهاء، وعن طريق زكية (يقصد زكية خليفة) التقيت بعمر الشيخ الذي كان يضطلع بدور المسؤول الاول بالوكالة والذي بقي في العراق، وفي أواخر كانون الاول 1964 قبضت السلطة عليه وأصبحت أنا المسؤول من بعده. وكانت هذه الفترة من أصعب الفترات على الحزب حيث البلبلة التي أصابت التنظيم جراء ما سمي بخط آب، والذي اتخذته مجموعة من قيادة الحزب، جلهم كان يعيش في خارج البلاد لم يكونوا على تماس مباشر بقاعدة الحزب ودراية كافية بمشاعرهم وبمشاعر الجماهير الواسعة، ان ينفردوا بصوغ خط سياسي جديد تماما ودون أن يحاوروا القاعدة الحزبية ويستأنسوا برأيها في أي صورة من صور الشرعية الحزبية. لقد رسم الخط (خط آب) دون اعتبار للديمقراطية داخل الحزب وكان ذلك خطأ كبيرا دفع الحزب ثمنه غاليا.. فالحزب كان آنذاك يشكو مر الشكوى من مظاهر التسيب، ويشيع فيه ميل للتياسر دفعت إليه الآثار المأساوية التي خلفها انقلاب شباط 1963.

(أبو فاروق) مهندس الهروب من معتقل خلف السدة

يقول المناضل جاسم الحلوائي أبو شروق – تم نقل جميع المعتقلين إلى معتقل خلف السدة، كان المعتقل معسكرا للجيش أساسا، وهو غير محاط بالأسوار حيث الخطة تكون على الشكل التالي – تقوم شرطة القوة السيارة بحراسة المعتقل وتتبدل كل ثلاثة أشهر وخلال التبديل الذي يأخذ وقتا لا بأس به يختلط الحابل بالنابل لعدم معرفة أفراد السرية الجديدة بالطاقم القديم، وخلال هذا التبديل يصبح بإمكان اي معتقل يرتدي ملابس الشرطة ان يحمل بضع بطانيات ملفوفة، ويخرج من المعتقل بدون سؤال وجواب. وتقرر هروب أربعة وهم عمر علي الشيخ وتوفيق أحمد وسليم اسماعيل وأنا بملابس الشرطة.... وقفنا عمر علي الشيخ وأنا خارج القاووش.. وكان ضمن الخطة تحضير دميتين كبيرتين من أجل التمويه...وقام عمر علي الشيخ في صنع الدميتين وحشاهما بالبجامات والقمصان والملابس الرثة.. ووضعت بعد خروجنا من الشباك الحديدي وهي ملفوفة بالبطانيات. ويضيف كان عمر علي الشيخ دقيقا في الأمور إلى حد المبالغة أحيانا وكنت أعطيه الحق في ذلك خاصة وانه كان ضمن عمليتي الهروب الكبيرتين الفاشلتين في سجني الكوت وبعقوبة عام 1952 و1953.

اختار عمر علي الشيخ أن يتقمص هيئة حمال وقد هيأ دشداشة مرقوعة برقعة كبيرة من الخلف وجاكيت قديم وجراوية على غرار ما يلبسه الكوردي...وكان عمر علي الشيخ ينسق مع قيادة الحزب. تم الهروب يوم المواجهة وهو اليوم الاول من نيسان عام 1966 وصادف هذا التاريخ في تلك السنة العيد الاضحى فحشد الحزب للمواجهة أكبر مواجهة يشهدها هذا المعتقل. ويذكر جاسم الحلوائي في كلمة لابد منها، ان مهندس الهروب الناجح وقائده الرفيق عمر علي الشيخ ولم تبخل قيادة الحزب بأي مساعدة ممكنة.

وفي مكان آخر يقول الحلوائي نسبت إلى لجنة التنظيم المركزي وكان سكرتيرها الرفيق عمر علي الشيخ ومعه الرفيقان مهدي عبد الكريم وعبد الوهاب طاهر.

كان متابعا للعمل الحزبي والتنظيمي وتوزيع النشريات، حيث يذكر القيادي سليم اسماعيل، كان يزورني عمر علي الشيخ في المشتمل (للمطبعة) ويأتي لاستلام ماطبع، وفي إحدى المرات جاء ظهرا بسيارة (فوكس واكن) لأخذ كراس أنجز طبعه، والكراس معبأ بصناديق كارتون وعلينا نقله إلى السيارة وكان أبو فاروق على عجل ولديه موعد محدد لإيصال المطبوع. ويصف موقف الرفيق عندما دخل عليهم العميل مالك سيف حيث تحدث معه عن ما جرى في التحقيق وبأنه أصبح عميلا للحكومات السابقة والحالية، وانه سلم رقبة الرفيق فهد للمشنقة.

وعن مواقفه يذكر عزيز سباهي، في هذه الفترة ألقى القبض على عمر علي الشيخ عضو المكتب السياسي وكان يتولى أدارة مركز الحزب في بغداد. وكان اعتقاله مصادفة، فقد تعرف عليه أحد عملاء أجهزة الامن وهو يسير في ساحة التحرير في بغداد، لكن أجهزة الأمن لم تخرج منه بشيء.

عمر علي الشيخ يعطي الضوء الأخضر في البدء بالكفاح المسلح

 بعد هجوم سلطة البعث باجهزتها المتنوعة على الحزب، أصبح الوضع صعبا لأعضاء الحزب ولهذا اضطر بعض الكادر وقيادة الحزب إلى اللجوء إلى الجبل وايجاد مكان مناسب للاختفاء والحفاظ على التنظيم والحزب. حيث يذكر القيادي أحمد باني خيلاني (أبو سرباز). كتبت رسالة إلى عمر علي الشيخ (أبو فاروق) حيث كان مختفيا في بغداد، وسلمتها إلى قادر رشيد (أبو شوان) وقد اشرت فيها أنه بامكاني الالتحاق بمنطقة قرداغ وتشكيل قوة مسلحة او أن أذهب إلى الحدود حيث الحركة المسلحة الناهضة وان النظام سيكون على معرفة بحملنا السلاح وبما أني عضو اللجنة المركزية، فان النظام سيحملكم المسؤولية ويهاجم مقرات الحزب فما هو رأيكم؟ وعند عودة الرفيق أبو شوان، أبلغني أن لقاءه مع الرفيق أبو فاروق تم في الشارع، وأنه قرأ الرسالة في السيارة وأن الرفيق أبلغه بأنه لايستطيع كتابة رسالة الي، ولكن أخبره كلما يستطيع من هذه الناحية فليفعله، ولا يهتم بنا وبالمقرات، إن المهم فتح طريق لانقاذ الرفاق والكوادر من أيدي النظام، فعندما رجع الرفيق أبو شوان وأخبرني بما قاله الرفيق أبو فاروق، قررت الخروج من المدينة والتوجه إلى قرداغ.... كما أنه يذكر في أواخر عام 1977، اتفقت مع أبو فاروق بأن نهيئ بعض البيوت في أربيل بمعزل عن المنظمة. وفي أيلول 1978 اقترحت على أبو فاروق اعطاءنا جهاز طباعة جيد لنقله إلى كردستان، قال لدينا عدة أجهزة تابعة لدار الرواد ونحن لا نستخدمها وبإمكانكم أخذها. كما كان يشرف على عمل الحزب حيث كتب رسالة إلى أبو سرباز وطلب منه ومن توما توماس الاختفاء لانه ليس من المستبعد ان يتم اعتقالهما بعد اعتقال مجموعة من الرفاق العسكريين (يوسف اسطيفان وسعيد مطر وحامد مقصود وملازم أحمد الجبوري والعاملين في مطبعة دار الرواد).248

شكل الحزب تنظيما سريا (قيادة ظل) يقوده الرفيق عمر علي الشيخ أبو فاروق عضو المكتب السياسي ومعه يوسف اسطيفان (أبو عامل) عضو اللجنة المركزية وعائدة ياسين (أم علي) مرشحة اللجنة المركزية.

بعد اجتماع اللجنة المركزية عقد اجتماع خاص لأعضاء اللجنة المركزية الذين سيعملون في كردستان، وتم تشكيل اللجنة العسكرية (هندرين) لادارة وقيادة الانصار عسكريا وحزبيا وتم توزيع العمل كالتالي:

عمر علي الشيخ مسؤول عن لجنة هندرين وهي القائدة حزبيا وعسكريا في كردستان. يوسف سليمان مسؤولا عن الأنصار. أحمد باني خيلاني مسؤولا حزبيا وعسكريا في السليمانية. توما توماس مسؤولا عسكريا في بهدينان. يوسف حنا مسؤولا حزبيا وعسكريا في كوستا. بهاء الدين نوري مسؤولا عن الإعلام والإذاعة.

صفات المناضل أبو فاروق

أحد الرفاق القياديين يقول - الذي لايعرف القيادي عمر علي الشيخ ودوره في الحزب لا يعرف شيئا عن العمل السري للشيوعيين، وهو القيادي المخضرم منذ 1964. حيث عمل في التنظيم السري في كل العهود منذ الزمن الملكي حتى نزوله مع مجموعة من الرفاق القياديين والكوادر عام 1990 و1991 إلى بغداد لإعادة التنظيم الحزبي.

أبو فاروق لا يحب ان يكون في العلن، فهو يعمل في العمل السري وتعايش معه منذ دخوله الحزب. ومن صفاته طيب وعفيف النفس متواضع ومخلص حريص على الحزب زاهد في حياته، وهناك الكثير من القصص تحكى عنه. الآن بلغ 97 من عمره متمنين له الصحة فهو أدى الامانة بكل اخلاص وشجاعة وبطولة. متزوج من المناضلة بخشان القيادية في الحزب الشيوعي الكردستاني ولديهم بنت واحدة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*هذا توصيف الرفيق حسان عاكف عضو المكتب   السياسي السابق

المصـادر

الحقيقة كما عشتها جاسم الحلوائي دار الرواد المزدهرة 2006

مذكراتي أحمد باني خيلاني دار الرواد المزدهرة 2009

المسيرة – صفحات من نضال كريم احمد مطبعة شهاب 2006

عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ج3–عزيز سباهي2006

الصراع-سليم اسماعيل البصري –مطبعة المدى 2006

رسالة من الرفيق جاسم الحلفي

********************************************************************************

  حسن علي محمود محمد «حسن شالي»

تاريخ الولادة: 1942

المدينة: قرية البوصباح / طوزخورماتو / كركوك.

تاريخ الاستشهاد: 6 نيسان1968

المنطقة: محلة الشورجة في كركوك.

ظروف الاستشهاد: اغتيال إثر نصب كمين له عندما كان عائدا من مهمة حزبية إلى داره بمنطقة الشورجة.

الحياة الاجتماعية والنضالية: خباز. انضم للحزب عام 1959. انتقل وعائلته إلى كركوك عام 1961. شارك في مقاومة انقلاب شباط 1963 في منطقة الجبارية، ثم في تأسيس قاعدة للأنصار في (خورنه وازان)، واستمر هو وشقيقه (عبد العزيز) مدة خمس سنوات بإيصال الرفاق إلى مناطق آمنة ألا ان دوائر الأمن رصدت تنقله بين كركوك ومنطقة جباري وقضاء طوزخورماتو فنصبت له كمينا. من عائلة عمالية شيوعية معروفة في كركوك قدمت أربعة شھداء أعزب.

************************************************************************************

عبد الرزاق مسلم ضمد الماجد

تاريخ الولادة: 1930

المدينة: محلة الصابئة / الناصرية.

تاريخ الاستشهاد:  21 آذار1968 الساعة السابعة مساءً.

المنطقة: كورنيش شط العرب / البصرة

ظروف الاستشهاد: اغتيل على يد عناصر الأمن في البصرة واستشهد في المستشفى بعد نصف ساعة من اصابته بإطلاقات نارية.

الحياة الاجتماعية والنضالية: أنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في الناصرية. انتسب إلى دار المعلمين العالية في بغداد عام1947 قسم اللغة العربية وتخرج عام 1951 وعين مدرسا في ثانوية الناصرية للبنين، عام 1956 نقل إلى الخالص ودار المعلمين في بعقوبة. بعد ثورة 14 تموز عاد إلى الناصرية وعين مديرا لثانويتھا. عام 1959 نقل إلى بغداد فعين مدرسا وبنفس الوقت مفتشا في مديرية تربية الرصافة، سافر عام 1960 إلى موسكو للدراسة وحصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة في 4 ايلول 1966 وعاد إلى العراق عام1966 . عين عام 1967 استاذا للفلسفة في جامعة البصرة ، كتب الكثير من البحوث والمقالات نشرت في معظم الصحف والمجلات العراقية والعربية آنذاك اضافة إلى اصداره مجموعة من الكتب الرصينة في حقل اختصاصه. شخصية اجتماعية وسياسية معروفة في الناصرية. ساهم في النضالات الجماهيرية قبل وبعد ثورة تموز 1958. عرف مناضلا شيوعيا وفي حركة الطلاب التقدمية داخل العراق وخارجه. متزوج وله خمسة ابناء. خرج طلاب البصرة وأھلھا في تشييعه الذي تحول إلى مظاهرة إدانة للقتلة.

*******************************************************************************************

جمال جلال الطالباني

تاريخ الولادة: 1927

المدينة: قرية باداوه / ناحية قره حسن / كركوك.  

تاريخ الاستشهاد: اواخر عام 1964

المنطقة: قرب آبار نفط كركوك / طريق ترجيل / كركوك.  

ظروف الاستشهاد: إثر تعرضه لكمين على يد عدد من المرتزقة، عندما كان متوجها إلى كركوك في مهمة حزبية.  

الحياة الاجتماعية والنضالية: مناضل معروف منذ العھد الملكي. عضو اللجنة المحلية في كركوك عضو المكتب الفلاحي في اقليم كردستان. أصبح بعد ثورة 41 تموز 1958 مسؤول اتحاد الجمعيات الفلاحية في كركوك وعضو اللجنة القيادية لأتحاد الجمعيات الفلاحية في الجمهورية العراقية. سجن في عھد عبد الكريم قاسم بسبب نضاله الفلاحي ودفاعه الصلب عن حقوق الفلاحين. تعرض في السجن للتعذيب الشديد بسبب مساعدته أحد الرفاق المحكومين بالإعدام للھروب من مركز الشرطة في كركوك. بعد خروجه من السجن انتقل إلى قرية ماشه وأصبح عضو لجنة الأطراف الحزبية وقبل انقلاب شباط 1963 انتقل للسكن في قرية باداوه وواصل نشاطه الحزبي بنكران ذات وھمة شيوعية عالية مما أثار حقد العناصر المرتزقة الذين دبروا مكيدة اغتياله بعد انقلاب شباط 1963.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: كتاب شهداء الحزب شهداء الوطن الجزء الثاني

**************************************************************************************

الصفحة التاسعة

سابالينكا تهزم تشينوين وتحتفظ بلقب بطولة أستراليا المفتوحة

ملبورن ـ وكالات

احتفظت البيلاروسية أرينا سابالينكا بلقب بطولة أستراليا المفتوحة أولى البطولات الأربع الكبرى، للعام الثاني على التوالي، بعدما تغلبت اليوم السبت على الصينية جنغ تشينوين، بنتيجة 6-3 و6-2.

وحسمت المصنفة الثانية عالميًّا بين لاعبات التنس المحترفات، المباراة النهائية في 76 دقيقة، أمام المصنفة 15 عالميًّا، على ملعب رود ليفر أرينا في ملبورن، لتحرز ثاني ألقابها الكبرى.

وباتت سابالينكا أول لاعبة تفوز ببطولة أستراليا المفتوحة عامين متتالين، بعد مواطنتها فيكتوريا أزارينكا التي حصدت البطولة عامي 2012 و2013. وترجمت ابنة الخامسة والعشرين تفوّقها الكبير في الأسبوعين الماضيين، وأنهت البطولة من دون أن تخسر أي مجموع.

***************************************************************************************

دور الـ 16 في كأس آسيا.. استراليا في اختبار سهل والامارات تخشى المفاجآت أسود الرافدين في مواجهة النشامى

والعنابي يصطدم بالفدائي الفلسطيني

متابعة ـ طريق الشعب

يصطدم منتخبنا الوطني بنظيره الأردني للمرة الثانية في تاريخ مشاركاتهما بكأس آسيا، عندما يلتقيان غدا الإثنين بدور الـ 16 من البطولة، على ملعب خليفة الدولي بالعاصمة القطرية الدوحة.

وتأهل أسود الرافدين إلى هذا الدور بعد تصدره للمجموعة الرابعة بالعلامة الكاملة بـ 9 نقاط، تاركا الوصافة لليابان (6 نقاط)، وإندونيسيا التي بلغت الدور ذاته مستفيدة من انتصارها الوحيد على فيتنام، وبالمقابل، بلغ النشامى الدور الثاني من البطولة بالمركز الثالث بالمجموعة الخامسة برصيد 4 نقاط بعد البحرين وكوريا الجنوبية، وسبق أن التقى العراق والأردن مرة وحيدة في بطولات آسيا، وتحديدا بنسخة أستراليا 2015 ضمن منافسات دور المجموعات، ونجح أسود الرافدين وقتها من الانتصار 1-0 سجله ياسر قاسم. وتعد هذه المواجهة الثانية للمنتخب العراقي أمام منافسه الأردني في غضون فترة قصيرة بعد اللقاء الذي جمعهما في عمان بالبطولة الرباعية التي جرت في تشرين الأول الماضي، وانتهى وقته الأصلي (2-2) قبل أن يحسمها العراق بركلات الترجيح (5-3).

وخاض منتخبنا الوطني أمس السبت، الوحدة التدريبة قبل الأخيرة، استعدادا، وسط عزيمة وإصرار على تجاوز المنتخب الأردني العنيد.

وفي ذات اليوم، يواجه المنتخب القطري مستضيف وحامل لقب البطولة، المنتخب الفلسطيني الذي تأهل للدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه.

وتنطلق منافسات الدور الثاني، غدا الاحد، حيث يتطلع المنتخب الأسترالي للعبور إلى دور الثمانية في بطولة كأس آسيا، عندما يواجه إندونيسيا التي تخوض منافسات هذا الدور للمرة الأولى في تاريخها، على إستاد جاسم بن حمد.

وستكون الفرصة، متاحة أمام المنتخب الأسترالي للتأهل إلى ربع النهائي؛ نظرًا لفارق الإمكانات والتاريخ بينه وإندونيسيا.

وفي ثاني مباريات الغد، يحتضن إستاد أحمد بن علي، مباراة منتخبي الإمارات وطاجيكستان.

ورغم الفارق الكبير في الإمكانات والتاريخ، واللذين يرجحان كفة الإمارات، إلا أن طاجيكستان، لديها طموح قوي للعبور إلى ربع النهائي، بعد أداء ونتائج متشابهة مع الإمارات في دور المجموعات.

**********************************************************************************

المصري مصطفى محمد يريد كتابة التاريخ

أبيدجان ـ وكالات

يسعى مصطفى محمد مهاجم الفراعنة، لكتابة التاريخ في مباراة مصر والكونغو الديمقراطية بدور الـ16 من مسابقة كأس أمم أفريقيا 2024، خلال الفترة الممتدة ما بين 13 كانون الثاني و11 شباط من العام الجاري 2024.

وتقام مباراة مصر والكونغو الديمقراطية في دور الـ16 من كأس أمم أفريقيا 2024، اليوم الأحد، في ملعب «سان بيدرو». ويُقدّم مصطفى محمد مستويات رائعة حتى الآن في كأس أمم أفريقيا 2024، إذ يُصنف مهاجم نانت من بين أحد أفضل لاعبي الفراعنة حتى الآن في البطولة القارية، مع تسجيله 3 أهداف في ثلاث مباريات بدور المجموعات في «الكان». وسجّل مصطفى محمد في كل من مبارياته الثلاث حتى الآن في أمم أفريقيا، وهو أول لاعب مصري يسجل في أول ثلاث مباريات في «الكان» مُنذ حسام حسن، الذي أنجز ذلك في نسخة 2000. ولم يسبق لأي لاعب مصري أن سجل في أول أربع مباريات في الكان، وكانا الوحيدين اللذين سجّلا أربعة أهداف ولكن في أربع مباريات مختلفة، غير متتالية؛ علي أبو جريشة الذي أحرز 4 أهداف في نسخة 1974، ومحمد ناجي جدو الذي وقع على 5 أهداف في نسخة 2010. وتأهل منتخب مصر إلى دور الـ16، بعدما احتل وصافة المجموعة الثانية برصيد 3 نقاط من 3 تعادلات، في حين بلغت الكونغو الديمقراطية ثمن النهائي بسيناريو مُشابه أيضًا، حيث تعادلت في 3 مواجهات وجمعت 3 نقاط أيضًا، لتتأهل في وصافة المجموعة السادسة.

***********************************************************************************

علي فرج ونور الشربيني يتوجان ببطولة مورغان 2024 للإسكواش

نيويورك ـ وكالات

تألق الثنائي المصري علي فرج ونور الشربيني في بطولة جي بي مورغان للأبطال لعام 2024 للإسكواش، لفئتي الرجال والسيدات، حيث توج فرج بجائزة الرجال، ونالت أيضًا المُصنفة الأولى عالميًّا، الشربيني بطولة السيدات، بعد مباراة مثيرة من 5 أشواط بمدينة نيويورك. وفازت الشربيني على مواطنتها، نوران جوهر، إذ كان نهائي السيدات تكرارًا لنهائي 2023 بين أفضل لاعبتين في العالم، حيث دخلت الشربيني المباراة النهائية بعد تعرضها لإصابة في الظهر خلال نصف النهائي يوم الأربعاء، ووجدت نفسها متأخرة بنتيجة (2-0). وفي رسالة مطولة عبر حسابها الرسمي بمنصة «إنستغرام»، وصفت الشربيني، هذا الانتصار بأنه كان خاصًّا بالنسبة لها، بعد الإصابة التي عانت منها في نصف النهائي، والتي كادت تجبرها على الانسحاب من البطولة. فيما فاز المصنف الأول عالميًّا للاسكواش المصري علي فرج على حامل اللقب البيروفي دييغو إلياس، ليفوز بالبطولة في فئة الرجال، ويواصل تحقيق أرقام قياسية في عدد مرات الفوز المتتالي، ومعززًا من صدارته للتصنيف العالمي للإسكواش.

وكانت هذه المرة الرابعة التي يتقابل فيها اللاعبان وجهًا لوجه على لقب بلاتيني، حيث فاز المصري بجميع المواجهات الأربع السابقة.

*************************************************************************************

وقفة رياضية.. هموم ومشاكل الرياضات الأخرى

منعم جابر

مرة أخرى أعود لأكتب عن هموم ومشاكل الرياضات والألعاب الأخرى بعد أن عجزت القيادات لمختلف الرياضات والألعاب الأخرى من إيجاد الحل المناسب لمشاكلها وفي مقدمتها الإهمال والتقصير المادي والمعنوي. فالرياضة لم تعد كرة قدم بل أنها نهج وفلسفة واهتمام ورعاية بجميع الألعاب والرياضات كما نص عليه الدستور في المادة 39 منه والتي تؤكد على أهمية الرياضة ودورها وضرورة دعم مؤسسات الدولة على تشجيع ممارستها وتوفير مستلزمات ولوازم ممارستها. هكذا نص الدستور العراقي بصراحة ووضوح ولكن الجميع يرى الرياضة بانها لعبة (طوبة فقط) وهذا ما وجدناه واضحاً وصريحاً في التصرف والسلوك الرسمي للحكومة من أن الدعم والاسناد مقتصر على اللعب الجماهيرية الأولى، بينما بقية الألعاب والنشاطات مهملة بالكامل وهذا ما نراه واضحاً نهجاً وسلوكاً في سياسة الدولة. فالمسؤولون مع كل الاحترام نجدهم يهرولون لدعم أي نشاطات ومسابقات ومنافسات تخص كرة القدم بينما لا نجد أي اهتمام في بقية الألعاب الرياضية، نعم كرة القدم هي اللعبة الجماهيرية الأولى التي تحظى بالاهتمام والرعاية والاقبال الجماهيري ولكن الواجب الرسمي والحكومي يتطلب الاهتمام بالألعاب الأخرى من حيث الرعاية والتشجيع وتوفير مستلزمات ولوازم ممارستها إضافة إلى أهمية تحضير القاعدة المادية من ملاعب  ومنشآت التي تساعد على ممارستها حتى بشكل جماهيري وشعبي، وهناك امثلة كثيرة وفي دول مختلة ومتنوعة مثلاً في كوبا نجد أن حلبات الملاكمة منتشرة في الحدائق والمتنزهات العامة لغرض دعم وتشجيع لعبة الملاكمة، وفي بلدان أخرى نجد ملاعب التنس تنتشر في الحدائق والمتنزهات لغرض جعل لعبة التنس تمارس جماهيريا، وهذا الحال ينطبق على كرة السلة وعلى لعبة الكرة الطائرة والكثير من الألعاب، فالدولة مسؤولة عن نشر كل الألعاب والرياضات التي يمارسها أبناء الشعب وان لا يترك الحال للصدفة والاجتهاد وبالتالي يتحول الوطن إلى ملعب كبير لكرة القدم فقط، وهذا ما نجده واضحاً وصريحاً في منهج الدولة والحكومة حيث الرعاية والاهتمام بكرة القدم، فالمسؤولون يتوجهون للحضور إلى نشاطات اللعبة فقط ونادراً ما نجد مسؤولاً حكومياً يتوجه لألعاب أخرى، وكذلك نجد الحال في بناء وتوفير البنية التحتية، اما بقية الألعاب فليس لها بنى تحتية ومنشآت خاصة وان وجدت فتكاد لا ترى بالعين المجردة، عكس ملاعب وساحات كرة القدم التي تملأ ارض الوطن من أقصاه إلى أقصاه وعلى الرغم من حاجتنا إلى الملاعب هذه ولكن ليس هذا الحال هو الصحيح.

أحبتي يا قادة الدولة والحكومة، أنتم مطالبون بتوفير القاعات والمضامير والمنشآت الرياضية لتسهيل ممارسة ألعابها ونجاح اتحاداتها وانديتها الرياضية وأن لا تكون كل الألعاب لكرة القدم فقط. فالكثير من ممارسي الألعاب الاخرى لا يمتلك قاعات ولا ساحات مكشوفة لممارسة هواياتها وألعابهم وهذا ما يؤدي بتلك الألعاب إلى الإهمال والضياع وخاصة في بقية المحافظات التي تتميز بممارسة ابنائها لألعاب محددة وأنواع من الرياضات التي تميزها وتبرز شخصيتها. وليكون شعارنا في المرحلة هذه (قاعة رياضية في كل محافظة) من أجل الارتقاء برياضة المحافظات والمدن العراقية.. ولنا عودة.

******************************************************************************************

دونتشيتش يسجل 73 نقطة ويعادل ثالث أرقام تشامبرلين في NBA

دالاس ـ وكالات

عادل السلوفيني لوكا دونتشيتش الرقم الثالث لأسطورة دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين «NBA» ويلت تشامبرلين، وأصبح رابع أفضل مسجل للنقاط في مباراة واحدة في تاريخ البطولة.

جاء ذلك بعدما دك لوكا دونتشيتش سلة أتلانتا هوكس بـ 73 نقطة، وقاد فريقه دالاس مافريكس إلى الفوز 148-143.

ولحق لوكا دونتشيتش بعظماء الدوري الأمريكي، خصوصًا الأسطورة ويلت تشامبرلين الذي يملك 3 أرقام قياسية أكبرها (100 نقطة عام 1962) وأيضًا 78 نقطة، ومرتين 73 نقطة، وهو رقم أدركه ديفيد تومسون والآن دونتشيتش، ويسبقهم حاليًّا كوبي براينت (81 نقطة في عام 2006).

وقدّم لوكا دونتشيتش أداءً خارقاً تضمّن تسجيله 41 نقطة قياسية لفريقه في الشوط الأوّل، ثم تابع تعملقه في الثاني، في ظل سيطرة دالاس على ضيفه، ليحقق فوزه الـ 20 من 25 مباراة.

وأضاف لوكا دونتشيتش 10 متابعات و7 تمريرات حاسمة، منهيًا المباراة بـ 25 محاولة ناجحة من أصل 33، و8 ثلاثيات من أصل 13، و15 رمية حرة من أصل 16.

وصنّف لاعب ريال مدريد الإسباني السابق أداءه بأنه «ربما الأفضل» في مسيرته، لكن مع خوض مافريكس المباراة بعد ثلاث خسارات متتالية، جعلته يتراجع إلى المركز الثاني في المنطقة الغربية، كان التركيز فقط على تحقيق الفوز، وقال: «كنا نعاني ولذلك انصب تركيزنا على تحقيق الفوز».

وأضاف ابن الـ 24 عامًا والذي اختير الخميس لخوض مباراة «كل النجوم» للمرة الخامسة: ”كنت أتجه (نحو السلة)، كما تعلمون، وفي الشوط الثاني، ضاعف الزملاء مساندتي طوال الوقت، لذا تابعت التسديد.. أحيانًا لم أكن أصدّق ما يحصل».

وأفسد الأداء التاريخي لدونتشيتش عودة الموزّع تراي يونغ من الإصابة، رغم أنه كان أفضل مسجلي هوكس مع 30 نقطة و11 تمريرة حاسمة، وذلك بعد غيابه عن مبارتين بسبب بروتوكول الارتجاج الدماغي.

وعلى غرار دونتشيتش، قدم ديفن بوكر أداءً خارقًا بتسجيله 62 نقطة لفينيكس صنز، بيد أن فريقه خسر 131-133 على أرض إنديانا بيسرز الذي أنهى سلسلة من سبعة انتصارات متتالية لسادس المنطقة الغربية.

وتعد هذه المباراة الثانية التي يسجل فيها بوكر 50 نقطة أو أكثر هذا الموسم، بعد تسجيله 52 نقطة في سلة نيو أورليانز مطلع هذا الشهر، ويبلغ رصيد بوكر القياسي 70 نقطة ضد بوسطن في عام 2017.

وحقق ممفيس غيزليز الأهم بفوزه على أورلاندو ماجيك 107-106، بفضل 30 نقطة من جارين جاكسون، وسجّل دونوفان ميتشل 32 نقطة، ليقود كليفلاند كافالييرز إلى الفوز على مضيفه ميلووكي باكس وصيف المنطقة الشرقية 112-100.

*************************************************************************************

الصفحة العاشرة

«نزع الاستعمار»: ما «القضايا العادلة» في النظام العالمي المعاصر؟

أحمد منتصر

قدمت حديقة حيوان “برونكس” في نيويورك اعتذارا رسميا، بعد مرور ما يزيد عن مئة عام على عرض إنسان، من ذوي البشرة السوداء، في قفص مع القرود، وهو طفل يسمى “أوتا بنغا”، تم اختطافه ممّا يعرف اليوم بجمهورية الكونغو الديمقراطية، واستخدم أداة للتسلية في الولايات المتحدة.(1)

 توالى أيضا عدد من الاعتذارات، من قِبل ملوك ورؤساء، سارعوا إلى غسل أيديهم من الأفعال المشينة، التي خلّفتها حقبة استعمارية سابقة، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تحدث عن ذاكرة الاستعمار في الجزائر، داعيا لتحقيق مصالحة تاريخية (2)؛ وملك هولندا فيليم ألكسندر، الذي طالب بالصفح عن التورّط التاريخي لبلاده في العبودية والاتجار بالبشر (3)؛ وزيارة ملك بلجيكا فيليب إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد عامين من تعبيره عن أسفه العميق، على الآلام التي سببها الحكم الاستعماري هناك؛ بجانب اعتراف ألمانيا رسميا بمسئوليتها عن الإبادة الجماعية في ناميبيا.(4)

ربما تفقد هذه الاعتذارات مصداقيتها، بالنظر إلى ما يحدث في عالمنا المعاصر، فإذا كان المقصود بالاعتذار هو الطموحات الاستعمارية في السيطرة على الموارد والثروات الطبيعية والبشرية واستغلالها، فيبدو أنه قد بدر عن الطريقة التي تمت بها هذه السيطرة فقط، لا عن السيطرة نفسها، في ظل استمرار سياسات الاستغلال والافقار؛ ومن جهة أخرى فإن تلك الاعتذارات، والمحتفين بها، أو حتى نقّادها المتشككين، لا تقول شيئا عن آليات ما يسمى “نزع الاستعمار”، التي اتبعتها الدول والحركات القومية الناشئة في العالم الثالث، بجيوشها وميليشياتها، وما ارتكبته من مجازر وجرائم، لا تقل عن جرائم الاستعمار في كثير من الأحيان، وغالبا بدعم واحدة أو أكثر من الدول، التي تعتذر اليوم عن ماضيها، فما بالك بالارتباط بدول لم تفكر يوما بالاعتذار، كما في حالة حلفاء السياسات الروسية.

كل هذا الخليط، من ممارسات “ماضٍ استعماري” و”نزعه”، لا يبدو إلا إعادة تهيئة الظروف لأشكال مما قد يسميه البعض “استعمارا جديدا”، من خلال شركات ومؤسسات متعددة الجنسيات، وما يختلط بها من تنظيمات “عالم سفلي”، مثل ميليشيات وعصابات وجماعات ضغط مرتبطة بدول “مارقة”.

في السياق نفسه، نجد مقطع فيديو (5) تم تداوله في نيسان2021، يظهر شابة فلسطينية، تسكن في حي الشيخ جراح بالقدس، وهي منى الكرد، توجه حديثها إلى مستوطن إسرائيلي يُدعى يعقوب فوتشي: “أنت تسرق منزلي!”، يرد يعقوب: “نعم. لكن إذا لم أسرقه أنا، فسوف يسرقه شخص آخر”. يقر يعقوب في إجابته بوجود السرقة، ولا يساوره أدنى شك في وقوعها، سواء كان هو السارق أم غيره، لكن ما يرفضه هو الصراخ في وجهه، وتحميله وحده المسؤولية. متحديا بذلك المنطق “العالمي” الذي يبرر “السيطرة”، رغم رفضه اللفظي للسرقة، أو بالأصح، يكشف تناقضاته.

هل يعقوب مجرد ظاهرة إسرائيلية، أم نراه في كل مكان، وكل شارع من شوارعنا؟ ربما لا يفصح ذلك الحوار عن استمرارية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي فحسب، باعتباره الشكل الأخير المتبقي من حقبة استعمارية ذات طابع استيطاني، بل يكشف لنا عن أخلاقيات “عالم الما بعديات”: بعد الاستعمار، وبعد الحداثة، الذي ما زال يحافظ على صيغ ما، لتمرير المجازر والإبادات والديكتاتوريات والقمع الداخلي، بدعاوى دينية وقومية، وأحيانا “تحررية”. كما يبدو مدخلا مناسبا لتناول التناقض الفج بين صيغ سائدة، مثل “مصالح مشتركة” و”تعاون دولي” من جهة، وبين أشكال مستحدثة من التبعية من جهة أخرى.

يأتي هذا في عصر ساد فيه شبه إجماع على الانتصار النهائي للرأسمالية، خصوصا بعد القضاء على النازية والفاشية وسقوط الاتحاد السوفييتي، الأمر الذي مهّد لإعلان “انتهاء عصر النزاعات المسلحة. إلى أن تم نقض هذا الإجماع باندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية في 2022، وتجدد الحرب على غزة في تشرين الأول 2023، الأمر الذي يدفع للتشكيك في إجماع عالم ما بعد الحرب الباردة، وطرح عديد من التساؤلات عن الأساطير المؤسسة لهذا الإجماع: مم تستمد قوتها؟ وما  السياسات والقيم التي أنتجها هذا الإجماع؟ وكيف تحولت صيغة “التعاون الدولي”، ومؤسسات ودول وتنظيمات “نزع الاستعمار”، إلى استعمار جديد؟ وكيف نتعامل مع ما نعتبره “قضايانا العادلة” وسط كل هذا؟

إلغاء العبودية: هل ضحّى الرأسماليون لأجل المستضعفين؟

ترجع أغلب الأدبيات، التي تناولت تأسيس “الولايات المتحدة”، أسباب الحرب الأهلية الأميركية، إلى صراع بين الشمال الأمريكي، الطامح بإلغاء العبودية؛ والجنوب، الذي يرغب في الإبقاء على استحقاق العبودية وامتيازاتها، بالتالي أصبح الشمال يعرف “بالولايات المتحدة”، التي ترمز لقيم الحرية والديمقراطية؛ أما الجنوب، الذي توحّد في “الولايات الكونفيدرالية”، فكان رمزا لماضٍ، يرتجى نبذه، والعمل على التحرر منه.

في مؤلفه الضخم “التاريخ الشعبي للولايات المتحدة”، يتحدى المؤرخ الأميركي هوارد زن هذه الافتراضات، متحدثا عن أن الصراع بين الشمال والجنوب لم يكن حول نظام العبودية، بوصفها مؤسسة أخلاقية، فالشماليون لم يشغلهم إلغاء العبودية، للدرجة التي تجعلهم يقدمون تضحيات في سبيله، كما لا يمكن اعتباره سببا لصراع حقيقي بين أهل الشمال والجنوب، إذ أن معظم الفقراء البيض من الفلاحين، لم يتمتعوا بنفوذ اقتصادي وسياسي، يسمح لهم بأن يكونوا في دائرة صنع القرار، لقد كانت الحرب في الواقع صراعا بين نخبتي الشمال والجنوب.

كانت النخبة الشمالية ترغب في التوسع الاقتصادي، الذي يتمثل في توفير الأراضي والعمل الحر والسوق الحرة، وتعريفات عالية لحماية أصحاب المصانع، وإنشاء بنك للولايات المتحدة، لكن الأرباح التي تحققها منظومة الرق في الجنوب كانت تعارض ذلك؛ فيما رأت النخبة الجنوبية أن أبرهام لينكولن والجمهوريين لا يشغلهم سوى استمرار نمط حياتهم، من متع ورفاهية، الأمر الذي استدعى انفصال الولايات الجنوبية عن الاتحاد، بمجرد انتخاب لينكولن رئيسا للبلاد، والعمل على تأسيس الكونفيدرالية. ومن ثم اندلعت الحرب الأهلية عام 1861، والتي خلّفت أكثر من 600 ألف قتيل، من إجمالي السكان الأميركيين، الذين كان عددهم ثلاثين مليونا آنذاك.(6)

دار الصراع إذن حول الطريقة التي تمكن النخب من سيطرة أكثر جدية وفعالية، ولخص هوارد زن منطقها بالقول: “ليس المبدأ في ألا يكون لإنسان الحق في امتلاك انسان آخر، لكن المبدأ هو أنه لا يستطيع أن يفعل ذلك، إلا إذا كان مواليا للولايات المتحدة”.

تم حسم الحرب الأهلية لصالح النخب الشمالية عام 1864، ليصبح انتصار الولايات المتحدة انتصارا للرأسمالية الصاعدة عالميا، وظهورا للأسماء اللامعة، حتى اليوم، التي حملت التوجّهات التوسّعية الجديدة، مثل جي بي مورجان وروكفيلر. وبمجرد انتهاء الحرب الأهلية، قامت تسع عشرة ولاية من الولايات الأربع والعشرين في الشمال بحرمان السود من حقوقهم الانتخابية، وبحلول عام 1900 كانت الولايات الجنوبية قد ضمت في دساتيرها ما يحرم السود من حق التصويت، بل وعزلهم عن البيض.(7)

ربما تفيدنا هذه القصة في فهم أنه من الممكن أن تطرح “قضية عادلة”، مثل القضاء على العبودية، أو حتى “نزع الاستعمار”، لكن بالإمعان فيما وراءها، مثل مخطط الفاعلين، والمصالح الحقيقية التي يراد تحقيقها، نرى أنها تمهد لعودة العبودية والاستعمار، بلباس جديد، ومن الباب الخلفي.

«شركاء التنمية»: الاقتصاد السياسي لـ«نزع الاستعمار» المعاصر

عقب الحرب العالمية الثانية، والتي خرجت منها القوى العظمى منهكة اقتصاديا وسياسيا، بالتزامن مع حراك داخلي داخل المستعمرات، التي رغبت في التخلص من الاستعمار الكلاسيكي، اجتمعت 44 دولة، على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، في مؤتمر “بريتون وودز”، لدراسة الوضع الاقتصادي بعد الحرب، وقد خرجت من هذا المؤتمر ثلاث منظمات أساسية، لتنظيم الوضع الجديد، وهي: البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية.

في كتابه “الإمبريالية الجديدة”، يرى ديفيد هارفي أن الولايات المتحدة الأميركية قامت باستغلال الوضع الاقتصادي والسياسي العالمي، من أجل تكوين “إمبراطورية”، تعمل في عصر جديد، وتنبذ نظريا صور الدم والدمار، فهو يرى أن أساس تكوين الإمبراطورية الأميركية لنفسها هو “الرأسمالية الإمبريالية”، وهي مشروع سياسي، يقوم فيه عدد من الفاعلين باستخدام سلطتهم على الموارد الطبيعية والبشرية، من أجل تحقيق أهداف سياسية واقتصادية بالأساس. يعمل هذا المشروع وفقا لمنطقين متضادين: منطق رأس المال غير المقيد بإقليم بعينه، الطامح بالتوسع المستمر وكسر الحدود؛ ومن جهة أخرى منطق الجغرافية – السياسية، الساعي نحو الإمساك بإقليم محدد، وفرض السيطرة عليه.

ولإيجاد مجال، يمكن للمنطقين أن يتضافرا فيه، فقد سعى ذلك المشروع لإيجاد منظمات، تتخطى سلطة الدول السيادية، بحيث تسمح لرأس المال بالتمدد الدائم، بينما تكون هذه المنظمات بدورها تحت سلطة دول بعينها، بحيث يسمح لمنطق الجغرافية – السياسة بالعمل وإحكام السيطرة أيضا. كما يرى هارفي أن هذا المشروع يحمل صورة داخلية لعالم مُقسَّـم بين مُسيطِر ومسيطَر عليه، لكن صورة السيطرة تغيرت، من كونها المحتل المباشر العنيف، إلى كونها “النظام العالمي”.(8)

وفق هذا السياق، نكون إزاء إجماع، تمكن من إرساء دعائم للسيطرة الجديدة، عن طريق خلق مؤسسات ومنظمات، تسبغ عليها صفات الحيادية والمصلحة العامة، وتقدم يد العون للمستعمرات وسلطاتها الجديدة، من خلال دمج اقتصاداتها وتنميتها، وفق صيغ تحقق ما يهدف له “التعاون الدولي”. ولكن بنظرة خاطفة على ما كان يقصَد بهذا الدمج، نجد أن “التعاون الدولي” لم يبتعد عما ذكره ديفيد هارفي، حول “تقسيم العالم بين مُسيطِر ومسيطَر عليه”.

لقد أصبح لدينا أخيرا “شركاء التنمية”، وأيضا “المانحون الدوليون”، وهي الأسماء التي تم إطلاقها على المؤسسات، التي من المفترض أن تعمل على نزع الاستعمار، وإدارة العالم وفق المسار الرأسمالي المعولم، من خلال سياسات، تمت الإشارة لها دوما بكونها “روشتة اقتصادية”، مثل “الديون مقابل التنمية”، وبرامج “التكييف الهيكلي”، وكثير من “برامج تناسب الدول منخفضة الدخل”، بشروط ميّسرة، وأحياناً كثيرة غير ميسّرة، ما يهم هو أن تكون ضمن عملاء البنك.(9)

بصدد هذا يخبرنا المفكر البلجيكي إريك توسان (10) أنه في دفة قيادة كل من البنك الدولي وصندوق النقد، لا يوجد سوى كاشفين اثنين: ذلك الذي يشير إلى معدل النمو ( مقاسا بمعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي)، والآخر الذي يشير إلى تسديد الديون.

ويبدو أن كل أشكال “نزع الاستعمار”، حتى العنيفة والعقائدية و”الثورية” منها، استفادت من هذا “النظام العالمي”، سواء بشكل مباشر، أو عبر العمل شبه المافيوي على هوامشه. وبالتأكيد يصعب أن نجد دولة اليوم، مهما كانت كارهة لـ”سياسة القطب الواحد”، أو “الشيطان الأكبر”، تخرج فعليا عن هذا النظام الشامل.

عصر «المقاومة»: مَنْ يجب أن نقاطع بالضبط؟

وفق هذا التحوّل تبقى هناك تساؤلات عن مدى ما تحقق من وعود حقبة التحرر الوطني، مع فشل السلطات القومية الناشئة في أن تحرر شعوبها من إملاءات وشروط القوى الاستعمارية الجديدة. فضلا عن التعقيدات، التي تحكم المواقف والانحيازات، تجاه ما نسميها “قضايا عادلة”، خاصة في ظل واقع العمل السياسي الحالي، الذي احتكرته الأنظمة الحاكمة والميليشيات، وتحالفاتها الإقليمية والعالمية؛ وتحديد الصراعات حصرا بكونها مع النظام الفلاني أو ضد النظام العلّاني، وفق منطق يعمل على إنكار الشعوب والطبقات، وواقع المعيشة واحتياجاتها. وبالتالي تغييب الأشكال التمثيلية الاعتيادية للأفراد، في حركات وأحزاب ومنظمات جماهيرية، عماّلية أو فلاحية أو طلابية، والتي أصبحت “موضة قديمة”، لصالح أشكال مستحدثة من مؤسسات ومنظمات “المجتمع المدني” والحركات الحقوقية، التي تمثل “إطارا فوقيا”، لتكوين نخبة سياسية، من خبراء في “السياسات العامة”، وقضايا الأقليات والجندر وغيرها.

يتجلى هذا التعقيد مع كل حدث كبير، وآخره في الحرب على غزة، والصعوبة التي يجدها الأفراد للتعبير عن تضامن أو موقف ما، في وقت تم غلق كل القنوات، التي يمرر فيها الأفراد آراءهم ومواقفهم.

اندلع جدل كبير حول مقاطعة “الفرنشايز” الشهيرة في عدد من الدول العربية: هل نقاطع لأنها تتعاون مع شركات تدعم إسرائيل؟ أم لا، لكي نحافظ على العمالة المحلية، التي ستتضرّر بفعل هذه المقاطعة؟ يفصح هذا الجدل عن معضلة “ماذا يمكن أن نفعله لكي ندافع عن قضايانا العادلة؟” في ظل سلاسل القيمة، التي جعلت سلعا كثيرة بلا بلد منشأ واحد محدد (11)؛ مثلما جعلت ملاذات الضرائب، في الجزر الكاريبية، الشركات وصناديق الاستثمار بلا موطن؛ وكما أضفت شبكات “اقتصاد الظل” على ميلشياتنا المحلية طابعا “عالميا”، مكنها من مد نشاطها بين عدة قارات.

تطوّر أدوات رأس المال التمويلي، جعل رأس المال متشابكا، بشكل قلل بشدة من وجود مصالح رأسمالية منفصلة أو متضاربة، أو متموضعة في مواجهة بعضها البعض. ربما يفصح هذا بالنهاية عن ضرورة تكوين المواقف بشكل مركب، بقدر ما تفرضه تعقيدات الواقع، وأيضا ضرورة إعادة تعريف “القضايا العادلة”، بإعادة النظر في الفاعلين والداعمين لها هنا وهناك، والجوهر الحقيقي للصراعات، الذي أصبح يشوبه الغموض أكثر وأكثر، بفعل تعقد شبكة المصالح، التي تضعنا في اختيار بين مُسيطِر جديد، أو سارق يدافع عن “مبدأ”، مثل يعقوب، الذي ربما عبر عن كل ذلك التعقيد بـ”براءة” قاتلة.

ـــــــــــــــــــــــــ

المصادر

 (1)  قصة أوتا بنغا الطفل الكونغولي الذي تم خطفه

(2)  حوار الرئيس إيمانويل ماكرون

 (3) حديث ملك هولندا

(4)   تقرير BBC

(5)  فيديو منى الكرد ويعقوب

(6)  التاريخ الشعبي للولايات المتحدة الجزء الأول، هوارد زن

(7)  نفس المصدر السابق

(8)  الإمبريالية الجديدة، ديفيد هارفي

(9)  ما هي برامج الإقراض المتاحة لدى صندوق النقد الدولي؟

(10) المال ضد الشعوب: البورصة أو الحياة، إريك توسان

(11) هل المقاطعة سلاح فعال لتحرير فلسطين

عن موقع (حيز) – 28 تشرين الثاني 2023

*************************************************************************************

قاموس اقتصادي فلسفي.. بريتون وودز

اعداد: د. صالح ياسر

بريتون وودز (Bretton Woods)‏ الاسم الشائع لمؤتمر النقد الدولي الذي انعقد من 1 إلى 22 يوليو 1944 في غابات بريتون في نيوهامبشر بالولايات المتحدة الأمريكية ويطلق عليه مؤتمر برتون وودز Bretton Woods Conference، ويعرف رسمياً باسم المؤتمر النقدي والمالي للأمم المتحدة. وقد حضر المؤتمر ممثلون لأربع وأربعين دولة. وقد وضعوا الخطط من أجل استقرار النظام العالمي المالي وتشجيع إنماء التجارة بعد الحرب العالمية الثانية. وتمنى الممثلون إزالة العقبات على المدى الطويل بشأن الإقراض والتجارة الدولية والمدفوعات. وقد رفع مؤتمر غابات بريتون خططه إلى منظمتين دوليتين هما: صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير. وقد عمل الصندوق على تشجيع الاستقرار المالي الدولي وذلك من خلال توفير المساعدات قصيرة الأجل لمساعدة الأعضاء الذين يواجهون عجزًا في ميزان المدفوعات، وقد أعطى البنك قروضًا دولية ذات آجال طويلة خاصة للدول ذات النمو المتدني.

كنتيجة للمؤتمر، تم انشاء نظام بريتون وودز لإدارة سعر التحويل بين العملات، والذي ظل سارياً حتى أوائل عقد السبعينيات من القرن العشرين.

فقد هدفت هذه الاتفاقية لتأسيس استقرار مالي دولي بمنع تبادل العملات بين البلدان، والحد من المضاربة في العملات الدولية. قبل بريتون وودز، كانت قاعدة تبادل الذهب—في غاية الأهمية بين 1876 والحرب العالمية الأولى—تتحكم في النظام الاقتصادي الدولي. ان مؤيدي هذه الصيغة يعتقدون انه تحت تبادل الذهب، تمتعت العملات بعصر جديد من الاستقرار بسبب دعم سعر الذهب لها.

*************************************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

في ذكرى رحيله الأربعين

معين بسيسو: في ذكرى رحيله الأربعين

أنت إن نطقتَ مُتْ.. وأنت إن سَكت مُتْ.. قُلها ومُتْ

******************************************************************************************

معين بسيسو: في ذكرى رحيله الأربعين.. الشاعر معين بسيسو يتجول بين قذائف غزة

عيسى قراقع

الشاعر الفلسطيني الغزاوي ابن حي الشجاعية معين بسيسو يتجول بين قذائف غزة، يتفقد بيته المدمر، وجيرانه، وأصدقاءه وأحباءه ومدرسته وخطواته السابقات واللاحقات، يلملم حطام المدينة ويخاطب الأحياء والأموات تحت الأرض وفوق الأرض، ومن خلال الجدار الكئيب، ومن فجوات الدجى والحطام. وفي غزة يمضغ الجائعون الأعشاب والتراب، ويعصر الظامئون الحجر، وفي غزة دم ونعوش وقبور ونار وبرد وملائكة، أطفال وغارات ونساء ودعاء وصراخ في الليل الذي لا ينام.

هذي هي الحسناءُ غزةُ في مآتِمها تدورْ

ما بينَ جوَعى في الخيامِ وبين عَطشى في القبورْ

ومعذَّبٍ يقتاتُ من دمهِ ويتعصرُ الجذورْ

الشاعر معين بسيسو لا يجد أحداً، الأصدقاء وأهل الحارة، الحبيبات، والأغنيات، والشقاوات، أشجار البرتقال والمنشورات والصحف، والكتاب والمكتبات، لا آذان ولا قرع أجراس، أين غزة؟ أين أنا الآن؟ كل ما حولي حريق ورماد وموت، لا أمهات ولا جدات ولا أحفاد لا ندوات ولا قصائد ولا صبايا، لا رسائل ولا اجتماعات، لا أرض ولا سماء.

كونوا معنا الآن

يا سود ويا بيض ويا حمر ويا صفر العالم

كونوا معنا الآن

نحن سنعطيكم شرف الإنسان

وشهادة ميلاد الإنسان

نحن سنعطيكم اسم الإنسان

الفلسطيني يصنع الأسطورة دائما في المسافة بين الدهشة والأحلام المتعسِّرة، وما الشعر سوى الحياة التي يقرأها الواقع بعد الموت في صحوته المتجددة، لهذا تفاجأ ما يسمى مجلس الحرب الصهيوني بوجود الشاعر معين بسيسو في غزة، جغرافيا سماوية أخرى فوق غزة وتحت غزة ، أبواب وفضاءات ومنازل وأرواح وأضواء، طبقات فوق طبقات من اللحم البشري والمتارس الإنسانية والثقافية والإيمانية، لم تستطع آلاف الأطنان من القنابل المتفجرة ولا آلاف الغارات الصهيونية أن تحطمها في هذه الحرب الإبادية الوحشية الانتقامية، وعندما تنفذ الذخيرة ننسف دبابة الفاتحين بشمعة أو أغنية.

نعم لن نموت ولكننا

سنقتلع الموت من أرضنا

ولو أكل القيد من عظمنا

ولو أشعلوا النار في جسمنا

نعم لن نموت ولكننا

سنقتلع الموت من أرضنا

الشاعر معين بسيسو يتجول بين قذائف غزة، مدينتي نهارها رصاص وليلها رصاص، الصوت لا يزال، صوت المقاتل العنيد لا يزال، يرن في المعسكرات والتلال، وفي خطى النساء والأطفال والرجال، إلى الأمام، إلى الأمام، ظلالنا تقاتل الغزاة، وذكرياتنا تقاتل الغزاة، والصوت لا يزال، وتومض الأنفاس في الصدور، وينبض السلاح من جديد في يد المقاتل الشهيد، الحبر دم، والصوت دم، والقصيدة لا تكتمل إلا في المعركة، يلتحم العظم واللحم والدم.

أنا إن سقطت فخذ

مكاني يا رفيقي في الكفاح

وأحمل سلاحك لا يخفك

دمي يسيل من السلاح

أنا لم أمت، أنا لم أزل

أدعوك من خلف الجراح

الشاعر معين بسيسو يتجول بين قذائف غزة ، أشلاء تتطاير في الهواء وفي الدخان، البيوت والأزهار والذكريات، لم تتسع القصيدة لكل هذا الموت والغبار، كوابيس وسرديات عن الخراب والجرائم والبشاعة والأهوال، أصدقائي صاروا على الجدار مجرد صور، والجدار ينهار، القيم والمبادئ والثقافة الإنسانية تنهار، وإن أردت أن تحيا يجب أن يبقى مسدسك معك، وان اردت ان تكتب يجب ان يبقى مسدسك معك، فكن المقاتل والشاعر والبيان والانفجار، الميت والحي والمطبعة، الجسد والروح يلتحمان، فلا تبحث عن أرض جديدة، فالبراكين التي تخمد لا تهجرها النار الكبيرة.

الشاعر معين بسيسو يتجول بين قذائف غزة، اعتقالات جماعية دون تمييز، إذلال وضرب وتعذيب وتنكيل وتعرية وقرصنة، إخفاء قسري ومعسكرات جهنمية واعدامات وقوانين عنصرية تعسفية، القتل في الزنازين وغرف التحقيق، لا دواء ولا هواء ولا غطاء، نشعل الحطب ونوقد ضلوعنا، الدبابات والطائرات والمدافع والجلادون في كل مكان، ننام تحت الأنقاض، ننام في المقابر، ننام تحت لحاف الموت، يقتل طفل منّا كل عشر دقائق ، ويولد طفل آخر كل عشر دقائق، الحياة والموت يتسابقان في غزة، إنها معركة الحرية والبقاء، وما عليك سوى أن تترجم غزة إلى أكبر عدد من الجثث والشظايا والكلمات، أن تبني كوخاً من المطر والإسمنت والركام، أن تمشي بين القنابل لأنك لن تموت، ستمتلئ بالحياة، كن شهياً وشرساً في الموت، وشهياً وشرساً في الحياة، لا تنتظر النجدة، هكذا علمتني غزة، المستقبل فمه مليء بفلسطين، والوطن ليس معصوب العينين، امضِ من الوريد إلى الوريد إلى حدّ السكين.

إرادة الفأس أن تهوي السجون

ولا يبقى على الأرض من أحجارها حجرُ

فإشحذ فؤوسك يا إبن الشعب مقتلعاً

هذي القبور التي للشعب قد حفروا

وأنت لابد يا إبن النور تنتصرُ

وانت لا بد يا إبن الشعب تنتصرُ

الشاعر معين بسيسو يتجول بين قذائف غزة،  يحاول أن يقارب النص مع الواقع، بدأوا يتحدثون عن دولة فلسطينية على ارض تتعرض للإبادة الجماعية، الجحيم هنا في غزة، حق تقرير المصير والأحلام الوطنية المشروعة تمزقها القذائف من كل جهة، الموت يطرق كل الأبواب، العقول والمساجد والكنائس ومراكز الايواء والأجساد والمخيمات والحارات، أرض مجبولة بالجريمة، يذبحون الطبيعة والوردة، لا وقت لما بعد غزة، لا وقت للنقد والتحليل والهمس والخداع، كل شيء يتداعى من جنين حتى خان يونس، ومن القدس حتى رفح، لا وقت للغة الغامضة والخيال، نحن لا نبحث الان عن معبد في الآخرة، نبحث عن وطن لا يحتاج الى واسطة، يحتاج الى  الصمود والمقاومة في لحظة الحاضر الصارخة، لم يبق سوى الإبرة والخيط والمنديل والنقش على الجلد والازميل، شهداء وجرحى ومعتقلين ومفقودين، وغزة صارت ملكة عصر الصمت، لا وزن ولا قافية للموت، ليس الوطن مكاتب ولا الجرح موظف، إن علينا الآن أن نرجف، أن نصرخ، إما أن نقتل أو نؤسر، ليس هناك قدر ثالث، فلا تصلوا غزة بعد فوات الوقت.

أحبابي:

الفأس المدفونة في الجدران

تستيقظُ

فليستيقظ حراس الجدران

ليس يضمد جرح البركان

أكوام من حطب ودخان

لنضمد جرح البركان

بنار البركان

الشاعر معين بسيسو يتجول بين قذائف غزة، ينادي على الشاعر المرحوم أحمد دحبور، يوقظه من الغياب ويشعل تحت أنفاسه بابور الكاز، ولا مرة سبقت الأُغنية البندقية، ولا مرة كانت الموسيقى بلا شهقات وأنفاس تلهب الحنجرة، أين انت يا أحمد؟ أيها الشاعر الذي ربط شريانه من غزة حتى حيفا ولا زال صوته يصدح:

ويوم كبرت لم أصفح

حلفت بنومة الشهداء

بالجرح المشعشع ّفيَّ

لن أصفح

لان الكف سوف تلاطم المخرز

ولن تعجز

ألا لا يجهلن أحد علينا بعد

إن الكف لن تعجز

الشاعر معين بسيسو يتجول بين قذائف غزة، لم يعثر على قلمه ودفتره، أين الشاعر الشهيد سليم النفار؟ قتلوه مع افراد عائلته، تصدعت القصيدة وتلاشت بلا ارتدادات، تشتت طلاب المدرسة الاعدادية الذين يحفظون قصيدته بعنوان يا احبائي، والتي ادرجت في المنهاج التعليمي الفلسطيني، ويقال  أنهم عثروا على القصيدة في مخيم طولكرم في ليلة جمعة مشتبكة ومباركة

سنأتي ذات يوم يا احبائي

على مهل يقول الحق قولته

فلا تستأخروا حلماً

ولا تستعجلوا حيناً

فعطر الحق في ارواحنا باقٍ

على مهل سيأتينا

في غزة لا مجال الا أن تتحول القصيدة الى طائر او قنبلة، لا مكان اجلس فيه لأقرأ جسدي، لا مكتبة ولا صحف ولا ساحة ولا كتاب، لا مسجد ولا كنيسة، دمروا كل الرموز الثقافية، قتلوا المثقفين والكتاب والفنانين والاكاديميين والموسيقيين وأطفال فرقة الدبكة، دمروا الأضرحة، والنصب التذكارية، اللوحات والجداريات، إنها الابادة الثقافية للتاريخ وللمؤسسات الثقافية وإطفاء الذاكرة، اين انت ايتها الشاعرة الشهيدة هبة أبو ندى؟ نحن في الاعلى نبني مدينة ثانية، أطباء بلا مرضى ولا دماء، اساتذة بلا ازدحام، عائلات جديدة بلا ألم ولا حزن ، وصحفيون يصورون الجنة، شعراء يكتبون الحب الابدي كلهم من غزة، كلهم في الجنة، توجد غزة جديدة بلا حصار تتشكل الآن.

 الشاعر معين بسيسو يتجول بين قذائف غزة، بضع دقائق من الدم بقيت لإكمال النشيد في الرمل والرطوبة، بضع دقائق بقيت لإدخال الأكفان وفتح المعابر المغلقة ، بضع دقائق بقيت للاختيار والقرار، وما أجمل أن تموت في غزة، وما أجمل ان تعيش في غزة، تستطيع أن تعيش بجثتك الممزقة، وتعيش بيدك المبتورة وعينك المقلوعة، تستطيع أن تعيش في خيمة تجرفها السيول والعاصفة، وتعيش في الجوع والبرد والخوف والانتظار، سوف تعيش لأنك في غزة، الولادة المؤلمة، الحياة المتدحرجة العنيدة، ليس ككل الناس، أنت الشهيد والملصق والصورة والجمهور والبرهان والمعنى والمعجزة . أنا لم أمت، أنا لم أزل أدعوك من خلف الجراح

فأحمل سلاحك يا رفيقي واتجه نحو القتال

وارعد بصوتك، يا عبيد الأرض هبوا للنضال

يا أيها الموتى أفيقوا: إن عهد الموت زال.

****************************************************************************************

مؤسسة معين بسيسو: في الذكرى الأربعين لرحيل الشاعر الكبير

في 23 كانون الثاني ١٩٨٤ رحل الشاعر المناضل معين بسيسو، الذي ملأ الدنيا صخباً ثورياً بقصائده الحماسية الهادفة. توقف قلبه الكبير عن الخفقان وصوته، صوت الشاعر الأممي الغزير بكتاباته في الشعر، والمسرح، والأدب والسياسة دفاعاً عن الشعب والثورة والأحرار في كل العالم. غاب معين بسيسو وبقيت كلماته وأشعاره حاضرة تشكل نبراساً هادياً لكل القابضين على الجمر والمصرين على حمل الراية، وعلى الانحياز للعمال والكادحين والفقراء وكل المناضلين من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. 

وفي الذكرى الأربعين لرحيله يتذكره محبوه ورفاقه وأصدقاؤه الشعراء والأدباء، كما كل الوطنين والأحرار في العالم أجمع، ويفتقده شعبه الفلسطيني واللاجئون الفلسطينيون الذين يتذكرونه وهو يقود المظاهرة الكبرى لإسقاط مشروع التوطين في منتصف الخمسينيات ويهتف مرفوعاً على الاكتاف “لا توطين ولا إسكان يا عملاء الأمريكان”. كما يتذكره الفدائيون الفلسطينيون واللبنانيون خلال أيام الحصار الـ ٨٨ لعاصمة المقاومة بيروت حين وقف معهم على المتراس بكلماته المطرزة بالرصاص، فكان صوته أقوى من أصوات المدافع، وتتذكره رمال شاطئ غزة وهو فتيّ ثائر تتطاير خصلات شعره على جبينه.

يتذكره الأحرار والتقدميون الذين ناضل إلى جانبهم في سوريا والعراق ومصر، كما يتذكره التقدميون والأحرار من الكتاب والشعراء والأدباء في العالم أجمع وهو الذي أمضى إلى جانبهم سنوات طوال في الزنازين دفاعاً عن حقوق شعبنا كما عن حقوق العمال والكادحين، الفلسطينيون يفتقدونه وهم يعيشون في ظلام مدلهم، وغزة الجريحة تئن تحت وطأة العدوان، وكأنها كما رآها بسيسو في قصيدته “المدينة المحاصرة”، مردداً بصوته الراعد:

هذي هي الحسناءُ غزةُ في مآتِمها تدورْ، ما بينَ جوَعى في الخيامِ وبين عَطشى في القبورْ، ومعذَّبٍ يقتاتُ من دمهِ ويتعصرُ الجذورْ، صورٌ من الإذلالِ فاغضبْ أيها الشعبُ الأسيرْ، فسياطُهمْ كتبتْ مصائِرنَا على تلكَ الظهورْ

ستنهض غزة وهي ما زالت تذكره وتحفظ روح التحدي التي زرعها وهي قطعاً لن تخيب ظنه.

«مقتطفات»

غزة في 23/ 1/ 2024

*****************************************************************************************

سورة يوسف سلمان

معين بسيسو

دخلت زنزانة يوسف سلمان

كانت إلى جواره

غزالة حبلى وضعت رأسها

على ركبته

كان يوسف سلمان

قد شق فلذة من قميصه

يبلها في بقية من رذاذ البرق

في كفه

ويمسح وجه الغزالة

قلت السلام على النبي والرسالة

وانحنيت وقبلت بطنها

ورسمت على البطن شامة

رأيت سفينة ترسو على سُرَّتها

رأيت رفاقي البحارة القدامى

صاح يوسف سلمان

هذه هي العلامة

ناولني يوسف سلمان رغيفا.

كان الرغيف ملفوفاً بالحبال

كان على الرغيف توقيع يوسف سلمان

قال هذا هو الرغيف الأخير

تاج هذه الغزالة

وكسر الرغيف قمراً

أعطى نصفه لي

وأعطى نصفه الآخر للغزالة

قال امض معها

وبلغا الرساله

فراشة تُحلّق الآن بعيداً في الفضاء

وتختفي في سحابه

یا شجر الكيلوبتس العالي

في أديس أبابا

اورة من العراق حطت فوق راسي

وملأت بالحبر كأسي

وشقت الحوصلة

اخرجت رمانة كسرتها بجناحها

انتثرت أسماء رفاقي

اه أيتها السنبلة الحبلى بالعصافير

أيتها السنبلة

تفوح رائحة الزنبق البري

من المقصلة

أيتها الإوزة العراقية

رأيت في بغداد مليكة الفلسطينية

وسهرت في البصرة

كنت ضيف يوسف سلمان

قال نذهب الآن إلى سفينة تنزل الماء

للمرة الأولى

كانت السفينة التي دعاني إليها :

مطبعة

أيتها البجعة

ضعي بيضك الآن في هذه المطبعة

يوسف سلمان في البئر

يوسف الجميل

يوسف الذي يشق قمصانه

على يديه النخيل

لمن كل هذه النخلات

على شط دجلة الآن تميل

يوسف في البئر

وأنا على حافة البئر

والغزالة

تلد الآن على حافة البئر

برتقالة

هل قرأت كل ما هو مكتوب؟

قرات

هل رأيت كل ما هو مرسوم؟

رأيت

هل جاءك الصوت؟

جاءني الصوت

الصمت

الصمت

الصمت

صرخت

رأيت

في ساحة السجن حراس الزنازين

يطعمون الكلاب لقماً من الذهب

فتركض الجرائد الخشب

يصرح الآن شجر البن في عدن

جريدة حائط الإوز العراقي

من يكتبها الآن من؟

الحصان المرسوم في الهواء

يصل الآن للماء

هل تذهب الآن

يا يوسف سلمان

كان يوسف سلمان

كالسفينة التي تشم البحر

للمرة الأولى

سأذهب الآن

كل واحد يذهب الآن

في انتظاري نخلة

يجرها سمك القرش

اذهب الآن

نظرت

كانت الزنازين تمتد

كانها إلى آخر الأرض تمتد

صرخت

هل كل هذه البيوت

يا يوسف سلمان لنا ؟

كان سعف النخل

يلتف على صوته

كان سمك القرش يجر نخلة

إلى ساحة السجن

كان حراس الزنازين

يطعمون الكلاب مفاتيح الزنازين

ولقماً من الذهب

فتركض الجرائد الخشب

اورة من العراق حطت فوق راسي

وملأت بالحبر كأسي

ضعي على رأسك الرغيف

تاج يوسف سلمان

ولنمض

ايتها الغزالة

يد يوسف سلمان

تطفو على النهر رغيفاً وصولجانا

مَنْ يوقع الآن على رغيف

يوسف سلمان مَنْ

لِمَنْ؟

لِمَنْ؟

لِمَنْ؟

سوف نمضي نبلغ الرسالة؟

ايتها الغزالة

*************************************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

الشاعر الغنّام والملحن بدن في بيت شيوعيي البصرة

البصرة – طريق الشعب

أقام “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة و”دار الأدب البصري”، الثلاثاء الماضي، أمسية شعرية – موسيقية ضيّف فيها الشاعر الغنائي داود الغنام والفنان الموسيقي د. ناصر هاشم بدن، بحضور جمع من المثقفين ومحبي الشعر والموسيقى.

الأمسية التي أقيمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، أدارها الكاتب والإعلامي باسم محمد حسين، وافتتحها بفقرته الأسبوعية المعتادة “خارج الموضوع”. إذ عرض هذه المرة فيلما قصيرا عن تجربة فنانة صربية. وضمن الفقرة يطرح حسين سؤالا على الحاضرين، ثم يمنح صاحب الإجابة الصحيحة جائزة. وقد فاز بالجائزة هذا الأسبوع د. مشتاق التميمي.

ثم قدم مدير الأمسية نبذة مختصرة عن الشاعر الغنام، ليتحدث هو من جانبه عن سيرته الذاتية وبداياته الشعرية وهو في سن مبكرة جدا، مبينا أنه حينما كان في 17 من عمره، غنى من كلماته الفنان د. فاضل عواد، أغنية “لا تلوموني”، التي لحنها الفنان الراحل ذياب خليل.   

وتطرق الغنام إلى تجربته في الغناء، والتي لم تتكلل بالنجاح. فيما تحدث عن علاقاته بكبار الفنانين العراقيين، الذين كتب لهم أغنيات، أمثال الفقيد فؤاد سالم وكاظم الساهر وسيتا هاكوبيان والفقيد ياس خضر ومهند محسن، فضلا عن المطربتين العربيتين ميادة الحناوي وديانا حداد.

ونوّه إلى أنه في زمن النظام الدكتاتوري، استدعته إحدى الجهات الأمنية، بسبب علاقته مع الفنان فؤاد سالم وتواصله الهاتفي معه، لكنه تمكن من تخليص نفسه بذكاء - على حد قوله.

وفي سياق الأمسية، أدى الفنان د. ناصر هاشم، على العود، باقة من الأغنيات التي كتبها الغنّام. ثم قدم عدد من الحاضرين مداخلات حول تجربة الشاعر الضيف، وهم كل من الصحفي كاظم الزهيري ود. يسر الفرطوسي والناقد الفني خالد خضير والمهندس ظافر المظفر، فضلا عن مدير الأمسية.

وفي الختام، قدم “ملتقى جيكور” و”دار الأدب البصري” شهادات تقدير وهدايا تذكارية إلى الضيفين. فيما قلد الملتقى الرفيق خزعل ديوان (أبو هادي) قلادة الوفاء، تقديرا لحضوره المتواصل لأمسيات الملتقى وتفاعله معها.

************************************************************************************

حاليا في المكتبات العدد (442) كانون الثاني 2024 من مجلة «الثقافة الجديدة»

**************************************************************************************

الفنون الموسيقية تستذكر الملحن الراحل محمد نوشي

متابعة – طريق الشعب

استذكرت دائرة الفنون الموسيقية الملحن الراحل محمد نوشي ودوره في إبراز باقة من الأصوات العراقية المبدعة، وذلك في أمسية أقامتها أخيرا وحضرها جمع من الفنانين والمثقفين ومحبي الموسيقى والغناء.

وخلال الأمسية التي أقيمت على «قاعة الرباط» في مبنى الدائرة، قدم الناقد حيدر شاكر والشاعر كريم راضي، نبذة عن الملحن الراحل وإرثه اللحني، معرجين على مسيرته الحياتية وبدايات انطلاقه في فضاء التلحين وعلى أبرز الأعمال التي قدمها وأثرى بها الأرشيف الغنائي العراقي.

ووصف الناقد حيدر شاكر الملحن نوشي بـ «خيّاط الأغنية العراقية»، مشيرا إلى دقته في اختيار الأصوات الغنائية، أمثال الفنانة الراحلة لميعة توفيق. 

وفي سياق الأمسية، أدى الفنان الشاب برّاق مهنا أغنيات من ألحان الراحل.

********************************************************************************************

الموصل تحتضن معرضا تشكيليا جماعيا

متابعة – طريق الشعب

أقام قصر الثقافة والفنون في نينوى بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي في الموصل، أخيرا، معرضا تشكيليا جماعيا بعنوان “الفن ربيع القلوب”، شارك فيه 18 فنانا موصليا.

ضم المعرض الذي أقيم في مقر المعهد الفرنسي وسط الموصل، 30 لوحة، جسّد فيها الفنانون قضايا حياتية وإنسانية مختلفة. فيما عبر عدد من الرسوم عن القضية الفلسطينية، وعدد آخر حاكى التراث البغدادي.

وفي الختام، جرى توزيع شهادات تقدير على الفنانين المشاركين في المعرض.

**********************************************************************************

بالقصائد.. شاعرات العراق يتضامنّ مع نساء غزة

متابعة – طريق الشعب

تحت عنوان “المرأة العراقية تعلن تضامنها مع المرأة الفلسطينية في غزة”، احتضنت قاعة الجواهري في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الأربعاء الماضي، جلسة شعرية نسوية نظمها قسم تمكين المرأة في شبكة الإعلام العراقي بالتعاون مع الاتحاد.

حضر الجلسة جمع من الأدباء والمثقفين من كلا الجنسين، إلى جانب السفير الفلسطيني في بغداد أحمد محمود رويضي، الذي تجوّل في متحف الأدباء قبل انطلاق الجلسة.

وعلى أنغام عود الفنان جمال ناصر، افتتحت الشاعرة غرام الربيعي الجلسة بقصيدة تغنت فيها بفلسطين وشهدائها ومناضليها. ثم ألقى رئيس الاتحاد الناقد علي الفواز، كلمة أكد فيها أن “فلسطين قضيتنا وحقيقتنا التي يجب أن نصنع لها قصائدنا وأدبنا”.

وكانت للسفير الفلسطيني كلمة ثمّن فيها موقف العراق حكومة وشعبا وأدباء ومثقفين، من القضية الفلسطينية. أعقبته ممثلة شبكة الإعلام د. إسراء العطار، بكلمة قالت فيها أن الشاعرات العراقيات يبعثن عبر أشعارهن، الحب والدعم والتضامن إلى نساء فلسطين.

بعدها فتحت الشاعرة سمية المشتت باب القراءات الشعرية بقصيدة، أعقبتها الشاعرات علياء المالكي وسعاد محمد ورجاء الشجيري وحذام يوسف وزينب حسن الدليمي وليلى عبد الأمير، بقصائدهن.

************************************************************************************

يوميات

  • يضيّف الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بعد غد الثلاثاء، الفنان رزاق حيدر، ليتحدث عن تجربته في التمثيل.

الجلسة التي سيديرها د. صالح الصحن، تبدأ عند الساعة 5 عصرا على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

******************************************************************************

حسين الرحّال والحلقة الاشتراكية الأولى

بغداد – طريق الشعب

ضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد أمس السبت الباحث رفعت عبد الرزاق، الذي تحدث عن “حسين الرحال والحلقة الاشتراكية الأولى – صفحات مطوية”، حضرها جمع من المثقفين.

أدار الجلسة التي التأمت على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، السيد سعدون هليل، الذي قدم نبذة عن الرحال وعن بدايات دخول الفكر الماركسي إلى العراق.

وألقى الباحث عبد الرزاق الضوء على الحلقات الماركسية الأولى في العراق، والتي نشأت في بداية عشرينيات القرن الماضي، ملقيا الضوء على الدور الكبير لحسين الرحال فيها. 

*****************************************************************************

بازار حرفي  لدعم الشباب في الرمادي

متابعة – طريق الشعب

شهدت قاعة مديرية الرياضة والشباب في الرمادي، أخيرا، بازارا للحرف اليدوية أقامه قصر الثقافة والفنون في الأنبار بمشاركة عدد من الشباب الحرفيين من كلا الجنسين.

البازار الذي افتتحته مديرة “منظمة دار السلام” للإغاثة والتنمية نضال الشمري، زاره عدد من الشخصيات الإدارية والفنية والثقافية، إضافة إلى العديد من المواطنين.

وضم البازار أعمال حياكة وتطريز وملابس واكسسوارات وأعمالا فخارية وأطعمة. 

ويأتي هذا البازار ضمن نشاطات قصر الثقافة الداعمة للطاقات الشبابية فنيا وماديا.

*******************************************************************************

رابطة المرأة  تكسو الأطفال الأيتام والفقراء

بغداد – مروة فاضل

بالتعاون مع أحد الفرق التطوعية، وزعت سكرتارية رابطة المرأة في بغداد و”مكتبة الطفل العراقي” التابعة إلى الرابطة في مدينة الثورة (الصدر)، أخيرا، ملابس على الأطفال الأيتام والمتعففين في المدينة.

وشمل التوزيع نحو 30 طفلا. فيما جرى توزيع لحوم على عائلات متعففة تسكن في منطقة التجاوزات التابعة للمدينة.