الصفحة الأولى

أمريكا تتوعد بالرد على مقتل جنودها.. التوترات في الشرق الأوسط تشتد والعراق في قلب الصراع

بغداد ـ طريق الشعب

تتفاقم التوترات الجيوسياسية في المنطقة مع استمرار عدوان الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودفعت هذا الاعمال العدائية الأوضاع في الشرق الأوسط الى التوتر بصورة خطرة، والعراق ليس في معزل عن ذلك، بعد ان تزايدت الهجمات على مناطق التواجد الأمريكي وكان اخرها الذي أدى الى مقتل 3 جنود واصابة العشرات في هجوم شن بطائرات مسيرة على قاعدة للجيش الأمريكي شمال شرقي الأردن.

مقتل 3 جنود

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان: «في 28 كانون الثاني، انه قد قُتل ثلاثة من عناصر الجيش الأمريكي وأصيب 34 اخرين في هجوم (بطائرة مُسيّرة) استهدف قاعدة في شمال شرق الأردن، بالقرب من الحدود السورية».

من جانبها، «المقاومة الإسلامية في العراق» أعلنت أمس الأول الأحد، في بيان استهدافها بواسطة الطيران المسيّر، أربع قواعد أميركية «ثلاث منها في سوريا، وهنّ (قاعدة الشدادي، قاعدة الركبان، وقاعدة التنف)، والرابعة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة وهي منشأة زفولون البحرية».

ويبعد البرج 22 نحو 20 كيلو متراً عن قاعدة التنف العسكرية السورية، حيث تتمركز أيضا قوة أميركية، و عدد من القوات الأمريكية والمستشارين العسكريين في البرج 22، معظمهم لتدريب القوات الأردنية، كما اعلن.

في السياق أفاد مسؤولون مقربون من الجماعات المسلحة العراقية، إن الهجوم بالطيران المسيّر على القاعدة العسكرية الأردنية التي تتواجد فيها القوات الأميركية، نفذه فصيل عراقي.

وقال ثلاثة مسؤولين مقربين من الفصائل المسلحة، لوسائل إعلام أميركية إن الهجوم على قاعدة عسكرية أميركية في الأردن نفذته جماعة عراقية مسلحة.

ويرى مراقبون ان هذه الفصائل تنفذ هجماتها من دون تشاور مع حكومة السوداني وعلى وفق تقديراتها هي.

الحكومة العراقية تدين

وأعربت الحكومة العراقية عن استنكارها للهجوم الأخير الذي استهدف الحدود السورية – الأردنية، والتي أسفرت عن قتلى وجرحى بين صفوف القوات الأميركية، مبدية استعدادها للعمل على «رسم قواعد تعامل أساسية تجنب المنطقة المزيد من التداعيات».

 وقال المتحدث باسم الحكومة، باسم العوادي، في بيان امس الاثنين، إن الحكومة العراقية «تستنكر التصعید المستمرّ وخصوصاً الهجوم الأخير الذي وقع على الحدود السوریة – الأردنیة»، مضيفة أنها «تتابع بقلق بالغ التطورات الأمنیة الخطیرة في المنطقة».

ودعا العراق إلى «وقف دوامة العنف»، مؤكداً «استعداده للعمل على رسم قواعد تعامل أساسية تجنب المنطقة المزيد من التداعيات، والحيلولة دون اتساع دائرة الصراع».

وحذرت الحكومة العراقية من «أن انعكاس ھذه التطورات يھدد السلم والأمن الإقلیمي والدولي، ويقوض جھود مكافحة الإرھاب والمخدرات، وكذلك يعرض التجارة والاقتصاد وإمدادات الطاقة للخطر»، على وفق البيان.

أمريكا تتوعد بالرد

وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد، بالرد بعد مقتل العسكريين، مُحملاً مسؤوليته لـ»فصائلَ موالية لإيران».

وقال بايدن في بيان: «الليلة الماضية، قُتل ثلاثة من أفراد الجيش الأمريكي، وأصيب آخرون، في هجوم بطائرة مُسيّرة على قواتنا المتمركزة في شمال شرق الأردن»،

وأشار إلى أن الهجوم «نفذته مجموعة من المسلحين الموالين لإيران تنشط في سوريا والعراق».

وأضاف الرئيس الأمريكي: «لا يساوركم شك في أننا سنحاسب جميع المسؤولين في الوقت والطريقة اللذين نختارهما».

ايران تنأى بنفسها

من جانبها نأت إيران بنفسها عن الهجوم، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).

ونقلت الوكالة عن المتحدّث باسم الوزارة ناصر كنعاني قوله إن «هذه الاتهامات غرضها سياسي ويهدف إلى قلب الحقائق في المنطقة»، وذلك تعقيباً منه على بيان لوزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون دعا فيه طهران إلى «وقف التصعيد» في المنطقة.

وأضاف كنعاني أن هذه الاتهامات «تُظهر أيضاً تأثّرها بأطراف ثالثة، بما في ذلك النظام الصهيوني قاتل الأطفال»، في إشارة منه إلى إسرائيل التي تواصل عدوانها على الفلسطينيين في قطاع غزة إثر الهجوم غير المسبوق على اسرائيل في 7 تشرين الأول.

وتابع المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية «سبق أن قلنا بوضوح إن جماعات المقاومة في هذه المنطقة ترد على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الصهيوني» وهي «لا تأتمر» بأوامر إيران و»تُقرّر أفعالها بناءً على مبادئها الخاصة».

الأردن: الهجوم خارج اراضينا

من جهته، أعلن وزير الاتصال الحكومي الأردني الناطق الرسمي باسم الحكومة مهند مبيضين الأحد أن الهجوم على القوات الأميركية الذي اسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين وقع داخل الأراضي السورية قرب حدود المملكة.

وقال الوزير لقناة «المملكة» الرسمية إن «الهجوم الذي استهدف القوات الأميركية قرب الحدود السورية لم يقع داخل الأردن»، موضحا أن «الهجوم استهدف قاعدة التنف في سوريا».

الحكومة غير قادرة على تجنب التداعيات

وحول الآثار المترتبة على الهجوم، يعتقد أستاذ السياسات العامة في جامعة بغداد، إحسان الشمري أن «الرد الأمريكي، بتصوري، سيكون عبارة عن ضربة شاملة لن تشمل العراق وحده، وإنما حتى الأراضي السورية وسوف تمتزج هذه الضربة ما بين الحرس الثوري الإيراني الذي يتواجد في سوريا وما بين الفصائل العراقية الموجودة في العراق وحتى في سوريا».

وأكد على أنه سيكون لهذه الضربة «انعكاس سياسي خصوصًا وأن حكومة السوداني غير قادرة على أن تتخذ موقفًا ضد الهجمات على الولايات المتحدة الأمريكية أو الحد من الهجمات الأمريكية ومحاولة تجنيب العراق أن يكون ساحة حرب».

كما أشار الشمري إلى أن «هذه الضربة الأمريكية المتوقعة، ستحدث انقسامًا كبيرًا جدًا في المشهد السياسي، خصوصًا وأن بعض هذه الضربات قد تستهدف عناوين حساسة جدًا، وبالتالي الوضع مرشح للانفجار».

ويعتقد الشمري أن «الولايات المتحدة الأمريكية باتت مقتنعة بأن السوداني عاجز بشكل كبير، ولا يمتلك القدرة على ضبط الأمور، وهذا بالتالي قد يؤدي إلى تجميد المفاوضات من جانب، ومن جانب آخر تخفيف الدعم لحكومة السوداني».

وعن الإجراء الحكومي الواجب اتخاذه قال الشمري: «الحكومة تأخرت كثيرًا، كان من المفترض أن تطبق سياسة عامة تجنب العراق هذه التداعيات، رغم أنها حاولت منذ بداية الهجمات في تشرين الأول الماضي بحديث مع الإطار التنسيقي الحاكم الذي يمثل ركيزته الأساسية الفصائل، وحديث مع إيران».

عجز عن المناورة

وتابع قائلًا إن كل هذا «لم يفضِ أو يصل بنا إلى نتيجة، بالتالي السوداني لا يمتلك الخيار أو القدرة على المناورة، وأقصى ما تمتلكه الحكومة الآن بيانات الشجب».

وبين أن «الصراع الأمريكي الإيراني الإسرائيلي بات أوضح على الصعيد العراقي، والحكومة، لأنها مكونة من الفصائل، ليس لديها القدرة على أن تناور أو تتخذ قرارًا بل على العكس، أعطت مؤشرات بأنها إلى جانب طرد القوات الأمريكية وهذا أدى إلى كسر موضوع التوازن الذي تحدثت عنه».

بدوره، يعتقد أستاذ العلوم السياسية عصام فيلي أن الولايات المتحدة الأمريكية والفصائل المسلحة يتعاملان باستقلالية وبعيدًا عن القرار الحكومي، حيث تذهب الأولى إلى وصف الثانية بأنها وكلاء إيران في المنطقة وهي تختار المكان المستهدف سواء في العراق أو سوريا أو إيران أو اليمن.

وأضاف أن «الفصائل أعلنت أنها غير معنية بمفاوضات الحكومة رغم إعلان مساعي الحكومة لكي يكون هناك شكل من أشكال الهدنة بعد أن أعلنت وجود جدول زمني لإجلاء القوات الأجنبية من العراق»، مبينًا أن «ملف العلاقة بين أمريكا والفصائل المسلحة يكاد أن يكون بمعزل عن الحكومة العراقية».

*****************************************************************************************

راصد الطريق.. حققوا .. قبل ان تقرروا!

أعلنت رئاسة مجلس النواب اتخاذ إجراءات قانونية بحق نائبتين سابقتين، اتهمتهما بانتهاك القوانين والقواعد البرلمانية، وحظرت دخولهما الى بناية المجلس ومنعت مشاركتهما في الأنشطة الرسمية داخله.

وقالت الرئاسة أن «الاساءة لمؤسسات الدولة لا تمثل حرية رأي وتعبير وستتم محاسبة المسيئين بموجب القانون».

وكانت النائبتان السابقتان قد تحدثتا عن تجاوزات داخل مجلس النواب، وعن حالات تحرش بالموظفات والنائبات.

في الاثناء توالت الاتهامات لبعض النواب بتقاضي الرشى مقابل التصويت لمرشح معين لرئاسة المجلس. فيما اعلن عن تشكيل لجنة للتحقيق، لكن نتائج عملها لم تعرف بعد، مع التوقع الا تتوصل جهودها الى نتيجة شأن غيرها من لجان التحقيق السابقة الكثيرة.

وجاء القرار المذكور لرئاسة المجلس في وقت لم يقدم فيه البرلمان أي انجاز تشريعي - رقابي حقيقي منذ بداية دورته الحالية، وبات معظم اعضائه منشغلين بالقضايا اليومية لضمان مقاعدهم البرلمانية لا غير. وهذا يشكل بالطبع انتهاكاً لحقوق المواطنين وحنثا باليمين الدستورية.

فلماذا لا تحقق رئاسة المجلس في ادعاءات النائبتين السابقتين أولا وقبل ان تنطق بمثل قرارها المذكور، الذي لا يعكس غير كونها تضيق ذرعاً بالرأي الآخر؟!

***************************************************************************************

القاضي هادي عزيز يتحدث عن «مفهوم الإبادة الجماعية»

بغداد – نورس حسن

ضيّف المجلس العراقي للسلم والتضامن، السبت 27 كانون الثاني، القاضي هادي عزيز، الذي تحدث في جلسة حوارية عن «مفهوم الإبادة الجماعية في القانون الدولي - غزة نموذجا»، حضرها جمع من المعنيين بالشأن السياسي والقانوني.

***************************************************************************************

الصفحة الثانية

الخزانة الامريكية تدرج مصرف «الهدى» على لائحة العقوبات

بغداد ـ طريق الشعب

أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الاثنين، مصرف “الهدى” العراقي، على لائحة العقوبات، باعتباره مصدر قلق رئيسي فيما يتعلق بغسيل الأموال.

وجاء في بيان للخزانة الأمريكية، أن “بنك الهدى، وهو بنك عراقي يعمل كقناة لتمويل الإرهاب، كمؤسسة مالية أجنبية يثير قلقًا رئيسيًا بشأن غسيل الأموال”، لافتاً إلى أن “شبكة إنفاذ قوانين الجرائم المالية (FinCEN) اقترح قاعدة من شأنها فصل البنك عن النظام المالي الأمريكي من خلال منع المؤسسات والوكالات المالية المحلية من فتح أو الاحتفاظ بحساب مراسل لبنك الهدى أو نيابة عنه، إضافة إلى فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) عقوبات على مالك البنك”.

وبحسب الخزانة، يقوم بنك الهدى، ورعاته الأجانب، بتحويل الأموال التي يمكن أن تدعم الأعمال المشروعة والتطلعات الاقتصادية للشعب العراقي، كما أن هؤلاء الممثلين السيئين يغذون العنف الذي يهدد استقرار العراق وحياة المواطنين الأمريكيين والعراقيين على حد سواء.

ووفق بيان الخزانة الأمريكية، استغل بنك الهدى لسنوات وصوله إلى الدولارات الأمريكية لدعم الجماعات المسلحة بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني، وكذلك المجاميع المسلحة المتحالفة مع إيران.

وأشار البيان إلى أن “رئيس مجلس إدارة بنك الهدى متواطئ في الأنشطة المالية غير المشروعة لبنك الهدى بما في ذلك غسيل الأموال من خلال شركات واجهة تخفي الطبيعة الحقيقية للأطراف المشاركة في المعاملات غير المشروعة.

******************************************************************************************

تحدث فيها القاضي هادي عزيز.. ندوة لمجلس السلم والتضامن عن «مفهوم الإبادة الجماعية في القانون الدولي - غزة نموذجا»

بغداد – نورس حسن

ضيّف المجلس العراقي للسلم والتضامن، السبت 27 كانون الثاني، القاضي هادي عزيز، الذي تحدث في جلسة حوارية عن “مفهوم الإبادة الجماعية في القانون الدولي - غزة نموذجا”، حضرها جمع من المعنيين بالشأن السياسي والقانوني.

أدار الجلسة التي احتضنتها قاعدة المجلس العراقي للسلم والتضامن في بغداد، سكرتير المجلس د. احمد علي إبراهيم، الذي بدأ حديثه بطرح أسئلة حول مفهوم الإبادة الجماعية؟ والتداعيات الدولية حول قرار محكمة العدل الدولية إزاء القضية الفلسطينية، ومن يدعم إسرائيل بارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني؟ ومن هم المستفيدون من استمرار الحرب في غزة؟

وأفاد د. احمد خلال حديثه بأن “إسرائيل ـ على الرغم من قرار المحكمة الدولية ـ اعتبرت موقف المحكمة لم يقدم ادانة واضحة لهم في الحرب على فلسطين”.

واعتبر د. احمد “قرار محكمة العدل الدولية مهم في المنطقة العربية والعالم بصورة عامة، وان أهميته تكمن في انه قدم من دولة جنوب افريقيا التي تعرضت ولسنوات طويلة الى حملات شرسة من الابادات الجماعية والتمييز العنصري”، منبّها الى ان “الدول العربية وعلى الرغم من رفع شعاراتها وادعاءاتها بدعم القضية الفلسطينية الا انها لم تقدم على رفع أي دعوى لدى المحاكم الدولية تجاه الجرائم الإسرائيلية في فلسطين، وما يرتكبونه يوميا من ابادات جماعية بشعة بحق الأطفال والنساء والشعب الفلسطيني بصورة عامة”.

وتطرق د. احمد الى فقرات دعوى جنوب أفريقيا موضحا انها “تتضمن 84 فقرة شاملة لجميع ما حدث من انتهاكات غير إنسانية في غزة”.

بعدها بدأ القاضي هادي عزيز حديثه حول البعد التاريخي لمصطلح “الإبادة الجماعية” والمراحل التي مرّ بها وصولا الى الاستقرار القانوني لدى المحاكم الدولية.

وتطرق القاضي الى الفرق بين المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، مبينا ان “المحكمة العدل الدولية تختص بحسم النزاعات بين الدول وهي معنية بالجرائم الدولية التي منها: جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب”. اما المحكمة الجنائية الدولية فانها “تختص بمحاكمة الاشخاص”.

وحول دعوى جنوب افريقيا، ذكر القاضي ان “المعاناة التي كانت تعانيها دولة جنوب افريقيا من جرائم فصل عنصري والاثار المدمرة باهظة الكلفة، جعلت منهم توأما مع الشعب الفلسطيني، وما يتعرضون اليه من دمار وابادات جماعية، الامر الذي جعل منهم في مقدمة الدول التي بادرت الى تقديم الدعوى لمحكمة العدل الدولية، والتي طالبت فيها بفرض إجراءات طارئة لوقف العدوان الإسرائيلي”.

واشار القاضي الى اللائحة التي كتبتها دولة جنوب أفريقيا، قائلا انها “تتكون من سبعة ملفات كتبت بحرفية عالية، وقد ازاحوا بموجبها العبء عن قضاة محكمة العدل الدولية من إقامة التحقيقات والعودة الى النصوص القانونية”، موضحا ان “اللائحة تضمنت طلبين الأول لزوم اصدار تدابير وقتية (قرار ولائي)، والآخر الدخول في موضوع الدعوى وحسم النزاع”.

وقال القاضي: ان “ما اعلن الى الان يتعلق بالتدابير الوقتية، واما الطلب الثاني فسيتم النظر اليه بعد اجراء التحقيقات اللازمة”. كما تطرق الى المشكلة التي يعاني منها القانون الدولي، إذ يقول ان “القانون يفتقر الى الاذرع التنفيذية وغياب السلطة التنفيذية، فضلا عن ان الاحكام التي تصدرها غير قابلة للطعن”، منبّها الى انه بعد اصدار الحكم يتم تحويل الدعوى الى مجلس الامن، الذي يأخذ على عاتقه اتخاذ التدابير اللازمة.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلاتهم، بضمنهم نائب رئيس مجلس السلم والتضامن د.حسان عاكف، ورئيس تحالف قيم المدني د.علي الرفيعي.

************************************************************************************************

تظاهرتان للفلاحين والخريجين في ميسان احتجاجات تأخر الرواتب في السليمانية تنتقل الى أربيل

بغداد ـ طريق الشعب

في سابقة لم يشهدها إقليم كردستان طوال الأشهر الماضية برغم تأخر الرواتب، دبّ حراك الإضراب والغضب بين صفوف الموظفين في محافظة أربيل، بعد ان كانت مقتصرة على موظفي السليمانية. فيما شهدت محافظة ميسان تظاهرتين احتجاجيتين للفلاحين والخريجين.

رواتب الإقليم

وشهدت محافظة أربيل، الاحد الماضي، إضرابا شاملا للمدرسين اسوة بمحافظة السليمانية، احتجاجا على تأخر اطلاق رواتبهم.

وذكرت وسائل اعلام محلية، أنه “في تطور هو الأول من نوعه منذ بداية العام الدراسي الجديد، أعلن معلمون ومدرسون في محافظة أربيل وأطرافها، أمس، الإضراب عن الدوام الرسمي لحين صرف رواتبهم الشهرية بشكل منتظم”.

المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان بيشوا هوراماني، أكد ان سبب التأخر هو عدم إرسال الحكومة الاتحادية مبلغ 618 مليار دينار إلى الإقليم، حتى الآن. وقال هوراماني في حديث صحفي: إن “حكومة الإقليم أبدت تعاونا مطلقا وتاما مع الحكومة الاتحادية في بغداد، وسلمتهم كافة البيانات والأرقام الخاصة بالموظفين وأعدادهم ورواتبهم”. وأضاف، أن “تأخير إرسال مبلغ 618 مليارا المخصصة لرواتب الموظفين في الإقليم تتحمله بغداد، لأننا سلمنا كل التفاصيل، ولم تبقَ أي طلب من قبل الحكومة الاتحادية إلا ونفذناه”. ومنذ أسبوعين، أقرّ مجلس الوزراء إرسال 618 مليار دينار الى اقليم كردستان لدفع رواتب الموظفين، الا انها لم تصل حتى الان، الامر الذي دفع موظفي عدد من دوائر اقليم كردستان في اربيل والسليمانية للإضراب.

الفلاحون

وتظاهر العشرات من المزارعين من أصحاب الأراضي في منطقة “الشطانية” الجزيرة ضمن قضاء الميمونة جنوب غرب محافظة ميسان، احتجاجا على قطع المياه عن أراضيهم، بسبب القلة المائية، متهمين مديرية الموارد المائية بعدم توزيع المياه بصورة عادلة، على حد تعبيرهم.

وقال عدد منهم، أنهم فقدوا مهن الزراعة وتربية الحيوانات بسبب قلة المياه، وإن أراضيهم طالها الجفاف بنسبة كبيرة ما تسبب بموت المزروعات، وهذا كلفهم الكثير، مطالبين الحكومة المركزية بالتدخل لإنصافهم لأنهم يعتقدون أن مديرية الموارد المائية المتمثلة بمديرها لم تنصفهم بالتوزيعات المائية، وتحججت بالمياه، وفق قولهم.

وكان مراقبون بيئيون حذروا في وقت سابق من إغفال ملف المياه وشحتها في المناطق التي تتذيل مصادر المياه، داعين الحكومتين المحلية والمركزية لإيلاء الملف اهتمام كونه يتناسب طرديا مع استمرار أزمة الجفاف، وقد تحرج وزارة الزراعة في خططها للموسم الزراعي الحالي.

الخريجون

من جانبهم، نظم خريجو الكليات التربوية والإدارية في ميسان تظاهرة أمام مبنى مكتب مجلس النواب، وسط مدينة العمارة، احتجاجا على ضوابط أدرجت ضمن التقديم على الدرجات الوظيفية التي تضمنتها الموازنة الاتحادية، مطالبين باستثنائهم من تلك الشروط.

وقال عدد منهم إنهم يتظاهرون منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ولا جديد يذكر بخصوص مطالبهم المتعلقة بالتوظيف الحكومي، وبعد أن أدرجت درجات وظيفية للخريجين ضمن موازنات 23 و24 الآن وضعت مفاضلة وضوابط على التقديم ما يحول دون توظيفهم وهم يستغربون وضع تلك الضوابط في هذا العام، بينما لم تعتمد في أعوام سابقة، لذا يطالبون بإنصافهم وإلغاء المفاضلة.

****************************************************************************************

رفيقات ورفاق محلية الثورة يطمئنون على صحة الرفيق غالي الخزعلي (ابو إخلاص)

بغداد ـ طريق الشعب

زار وفد من رفيقات ورفاق محلية الثورة (الصدر)، الرفيق غالي الخزعلي (ابو إخلاص) في منزله العامر، للاطمئنان على صحته، بعد إجرائه عملية جراحية كبرى خارج العراق تكللت بالنجاح.

وحظيت زيارة وفد المحلية بترحيب كبير وتقدير عال من عائلة رفيقنا أبو إخلاص.

وتحدث الرفيق أبو إخلاص عن رحلته العلاجية إلى الهند رفقة ولده، والعناية التي تلقاها هناك.

ونقل الرفاق تحيات الرفيق رائد فهمي وقيادة الحزب ورفيقات ورفاق المحلية وتمنياتهم له بالصحة والعافية والعودة السريعة إلى نشاطه وخاصة الثقافي.

بدوره، أبدى الرفيق أبو إخلاص شكره وامتنانه للوفد الزائر ورفاقه بالمحلية ولقيادة الحزب على هذه المبادرة، متمنيا للجميع وافر الصحة والسلامة.

هذا وساهم في الزيارة عدد من اعضاء اللجنة المحلية وسكرتيرها الرفيق وجيه جبار والرفيق عزت ابو التمن عضو المكتب السياسي للحزب.

*****************************************************************************************

شيوعيو الرصافة الأولى يتفقدون الرفيق هاشم عباس

  بغداد – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى، الرفيق الأديب والشاعر هاشم عباس في منزله بمنطقة بسماية، وذلك للاطمئنان على وضعه الصحي بعد إجرائه عملية جراحية تكللت بالنجاح.

وتمنى الوفد للرفيق عباس الشفاء العاجل. ونقل إليه تحيات رفاقه وتمنياتهم له بالصحة الوافرة. فيما أعرب هو من جانبه عن شكره وامتنانه لرفاقه على زيارتهم.

وقد ضم الوفد كلا من الرفاق سامي مزبان ومحمد الازيرجاوي وجليل راضي.

************************************************************************************

الصفحة الثالثة

دكاكين لبيع البحوث العملية تهدد مستقبل الجامعات.. وباحثون يشكون غياب الدعم

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

انتشرت في السنوات الأخيرة، ظاهرة بيع البحوث العلمية في دكاكين صغيرة وعبر منصات التواصل الاجتماعي. ويستهدف هذا النشاط طلبة الدراسات العليا بشكل أساسي، فيما يحذر أكاديميون من خطورة هذه الظاهرة على المستوى العلمي في البلاد، خاصة مع حصول “سُراق” البحوث على مناصب تعليمية!

المال مقابل الشهادة

وقال الأستاذ الجامعي عمار العيثاوي، إن غالبية طلبة الدراسات العليا ليس لديهم تركيز جاد على البحث العلمي، بقدر مساعيهم لتحسين وضعهم المعيشي عبر الحصول على شهادات عليا”، مضيفا “لقد لاحظنا زيادة في عدد الطلبة الذين يلتحقون ببرامج الدراسات العليا في بلدان مثل تركيا وإيران خلال السنوات الأخيرة. ويبدو أن الغالبية العظمى منهم يعملون في القطاع الحكومي؛ حيث يسعون لتحسين رواتبهم وظروفهم المعيشية، من دون الاهتمام بتقديم إسهامات علمية مميزة”.

وأضاف العيثاوي لـ”طريق الشعب”، إن “الغاية المادية جعلت غالبية الطلبة يلجؤون إلى الطرق السهلة: إيجاد شخص يبيع البحوث”. ويرجع سبب انتشار الظاهرة خلال السنوات الأخيرة إلى عدة عوامل، منها “البيئة الأكاديمية والجامعية التي تفتقر فيها بعض الجامعات إلى الرصانة الأكاديمية، وتشهد حالات فساد وقبول رشاوى مقابل قبول البحوث “المسروقة والركيكة”.

وإلى جانب ذلك، يعاني الطلبة من نقص في التوجيه الأكاديمي والإشراف العلمي، ما يؤدي إلى تخصيص الوقت والجهد لمواضيع غير هادفة أو غير متخصصة، طبقا للعيثاوي.

ويشير إلى، أن “أسعار البحوث ليست باهضة، لكنها معيبة اخلاقيا وعلميا”.

ولحل هذه المشكلة، يقترح العيثاوي على وزارات التعليم العالي تشجيع البحث العلمي المحلي وتوفير الدعم المالي والموارد للباحثين والتدريسيين. كما يجب تحسين جودة التعليم العالي بشكل عام، وتوجيه الطلبة نحو مساراتهم المهنية بشكل أكثر فعالية، إذ يؤكد أن الوزارة تهمل الجزء المتعلق بالبحوث العلمية.

ويحذر المتحدث من تفاقم هذه الظاهرة؛ اذ يجدها تهدد المستوى العلمي في البلاد. ويقول إن “سرّاق البحوث أصبحوا أساتذة جامعيين، ويأخذون على عاتقهم نقل المعرفة، وهم لا يملكون أي أداة علمية”.

وطالب العيثاوي بتوفير المزيد من الدعم للباحثين في نشر أبحاثهم وتحقيق النتائج، والاهتمام بالبحوث المحلية. كما يجب على الجامعات والمؤسسات البحثية تعزيز الأخلاقيات البحثية والعلمية، وتقديم الدعم والتوجيه للطلاب والباحثين الجدد لتطوير مهاراتهم وأخلاقياتهم في مجال البحث العلمي.

غياب الدعم

في السياق ذاته، يقول أستاذ في جامعة التكنولوجيا حيدر ناصر، إنّ “الغاية الأسمى للجامعات والمؤسسات التعليمية هي تعزيز البحث العلمي والإبداع والمساهمة في تطوير المجتمع بشكل عام، وليس فقط تحسين وضع الموظفين المعيشي”. ويضيف، أنّ “مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن العشرات من العروض الخاصة بانشاء ومنح بحوث علمية مقابل مبلغ مالي”.

ويضيف خلال حديث مع “طريق الشعب”، أن “المؤسسات العلمية في العراق تركز شكلياً (أين سينشر البحث العلمي؟)، متجاهلة الهدف من البحث. كما لا توفر أي دعم للباحث او الطالب؛ حيث يضطر الكثير من الطلبة إلى تحمل تكاليف عالية مقابل نشر البحوث في منصات عالمية رصينة. وهذا يقودنا إلى مشكلة أخرى تتمثل بعدم قدرة العديد من الباحثين على نشر بحوثهم بسبب عدم قدرتهم على تغطيتها ماديا، بالرغم من امتلاكهم المؤهلات العلمية”.

ويتابع قائلاً: إنّ “الأجيال الحالية لا تتعب نفسها إنّما تميل الى أي طريقة سهلة، وأصبحت الشهادة وسيلة للتفاخر بين الناس، دون أي نتيجة ملموسة”.

من جانبه، يستغرب ناصر من غض النظر عن المكاتب التي تبيع وتنشر البحوث، مؤكداً أنها تشكل تهديداً لمستوى العلمي في البلاد.

عقوبات

وبالحديث عن الجانب القانوني، يقول مصطفى البياتي: إنّ “الدستور العراقي يتضمن قانوناً خاصاً يتحدث عن حماية حق المؤلف (رقم ٣ لسنة ١٩٧١)، يتكون من ٥٣ مادة، منها مادة واحدة معلقة”.

ويضيف خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن القانون يتيح للمؤلف عند وقع التعدي على حق من حقوقه المقررة بمقتضى احكام هذا القانون الحق بتعويض مناسب. ويؤخذ بالاعتبار المنزلة الثقافية للمؤلف والقيمة الادبية والعلمية والفنية للمصنف ومدى الفائدة التي حصل عليها المعتدي من استغلال المصنف.

ويوضح، أن العقوبات المفروضة تصل إلى “١٠ مليون دينار عراقي، وفي حالة تكرار الانتهاك وتعرض الشخص للادانة للمرة الثانية، تصل العقوبة إلى خمس سنوات في السجن بالإضافة إلى غرامة مالية لا تقل عن ١٠٠ مليون دينار عراقي”.

وحثّ البياتي الشرائح العلمية على التوجه نحو المحاكم وردع أي شخص يحاول سرقة بحوثهم، مشيراً إلى أهمية عدم التساهل أو تجاهل السكوت في مواجهة هذه الظاهرة، وبدلاً من ذلك يجب مواجهة المسؤولين بشكل شخصي لغرض الحد من انتشارها.

******************************************************************************************

أفكار من أوراق اليسار.. في وضوح الهدف

إبراهيم إسماعيل

تتزايد كل يوم أعداد الشبيبة في المجتمعات الرأسمالية، التي تصرح علناً بأن الاشتراكية ضرورة ملحة وفكرة ممكنة التطبيق، داعين إلى تجميع كل المؤمنين بها في جبهة نضالية فاعلة، معتبرين الوحدة، رغم بعض التنوع، هدفاً سامياً.

ويبدو أن هذا التوجه الجاد، رغم تواضع سرعته، هو ما بات يخيف العدو النيوليبرالي، إذ يُعتقد بأن أكثر من خمس الشباب الأمريكي يتفق على أن الشيوعية هي النظام الاقتصادي المثالي، وإن 60 بالمائة يريدون نظاماً اشتراكياً، في وقت لا تعتبر اعداد أقرانهم في اوربا، أقل كثيراً من ذلك.

ولعل من أبرز العوامل التي تدفع الشبيبة بهذا الإتجاه، تفاقم التفاوت الطبقي واشتداد الظلم في العالم. فقد كشف أحدث تقرير عالمي أصدرته منظمة أوكسفام، عن تضاعف ثروة أغنى خمسة رجال في العالم خلال السنوات الثلاث الماضية، التي تدهورت خلالها، الحالة المعاشية لأكثر من نصف سكان العالم إلى دون مستوى الفقر. كما تشير احصائيات أخرى إلى أن مليار انسان يستحوذون على 85 بالمائة من الناتج العالمي وعلى 60 بالمائة من الإنتاج الغذائي، تاركين لثمانية مليارات من البشر 15 بالمائة فقط من المدخرات العالمية و40 بالمائة من الغذاء. وفيما يستولي 1 بالمائة من الأمريكيين على نصف الدخل الوطني، تتبخر امتيازات ما سمي بدولة الرفاه في الولايات المتحدة واوربا، جراء التضخم وارتفاع الأسعار والفؤائد على القروض، وتتسع الهوة بين نسبة ما يخصصه الأغنياء وما يمكن للفقراء رصده للتعليم والرعاية الصحية، لتصل إلى 300 ضعف. 

ولقطع الطريق على هذا التوجه وإمكانية تطوره، دأبت قوى الليبرالية الجديدة على تشديد سياستها اليمينية المتطرفة، عبر خصخصة الخدمات الاجتماعية وتقليص نفوذ الحركات الاجتماعية والنقابات، وتخفيض الضرائب على الرأسماليين وتقليل تعويض البطالة وأيام المرض وامتيازات الأمهات الحوامل والمرضعات وزيادة تخصيصات قوى القمع وتسريع سباق التسلح، وبث الأفكار العنصرية والدعوة لقضم الحريات عبر “عقلنتها”.

ويشخّص بعض اليساريين أسباب التقدم الذي تحققه مخططات الليبرالية الجديدة، بافتقار عدد من القوى اليسارية إلى تعريف واضح للاشتراكية وإلى تحديد معالم الطريق للوصول اليها. ففي الوقت الذي راحت بعضها، تصف المجتمع الاشتراكي بأنه مجتمع المواطنين الأحرار المتساوين، وإن الطريق إليه يمر عبر تنظيم مختلف وأكثر انسانية للعمل، تواصل القوى الأصولية تمسكها بالقوانين العامة دون أن تجيب على الإسئلة التي أشهرها زلزال انهيار التجربة الأولى، فيما تحدق قوى أخرى في الفراغ رغم مرور السنين.

وإذا كان الإصرار على الصيغ التقليدية، دون تعديل ما شاخ منها، قد أضّر بشعبية هذه القوى وقدرتها على تعبئة قواعدها الاجتماعية، فإن المنتظرين لم يكونوا أفضل حظاً، في مجتمعات تتغير بسرعة لم يسبق لها مثيل، فيما يتعذر على الناس تبني أطروحات بعض المجددين، لأنهم لا يجدون فروقاً جوهرية، بينها وبين ما عرفوه عن أحزاب يسار الوسط.

ولهذا تعلو اليوم أصوات يسارية كثيرة لتؤكد على أن التجديد يجب أن يرتكز على قاعدة مناهضة الرأسمالية والسعي للقضاء عليها، وأن اختلفت طرق تحقيق ذلك، مع إدراك الجميع بأن قيام المجتمع الاشتراكي يتطلب عملية تاريخية طويلة ومعقدة. كما يربط يساريون كثيرون بقوة بين حماية البيئة وبين السير قدماً نحو المجتمع الاشتراكي، لأن مواجهة التغير المناخي المخيف يوازي مخاطر الحرب النووية على مستقبل البشرية، والتي طالما ناضل اليسار لتجنبها. ولهذا تدعو هذه الأطياف لبرامج بيئية، مختلفة شكلاً ومضموناً عن ما تدعيه الرأسمالية، وأن يقترن النضال ضد الإستغلال والحرب بالنضال لإيقاف التغيير المناخي.

**************************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

حول انسحاب  قوات التحالف الدولي

نشرت صحيفة (ذا ناشينول) الأنكليزية مقالاً للكاتبين روبرت تولاست ومينا الدروبي، حول المباحثات التي تجريها الحكومة العراقية لترتيب خروج قوات التحالف الدولي، والبالغ عددها 2500 عسكري، من أراضيها. ونقلت الصحيفة في المقال تحذيرات لبعض المحللين من أن يتم الإنسحاب قبل ان تستكمل بغداد تحضيراتها للتعامل مع أية مشكلة أمنية تطفو على السطح، لاسيما وان لبعض هذه المشاكل جذوراً عميقة، حسب تصورهم.

تصريحات يعوزها الوضوح

واشار الكاتبان إلى أن بغداد وواشنطن أعلنتا في وقت متقارب عن اجتماع للجنة عسكرية عليا بينهما، وذلك لمناقشة “الانتقال إلى شراكة أمنية ثنائية دائمة” بين البلدين، رغم أن دعوات رئيس الحكومة العراقية، من بغداد ودافوس، كانت تهدف لتنفيذ خروج منظم للقوات الأمريكية من العراق، بعد أن يتوصل الطرفان إلى تفاهم بشأن جدول زمني لإنهاء مهمة المستشارين الدوليين، خاصة حين لم يعد تنظيم داعش مصدراً لتهديد البلاد. وأشار الكاتبان إلى أن لسلسلة الهجمات والهجمات المضادة التي تبادلتها فصائل عراقية مسلحة مع القوات الأمريكية في الآونة الأخيرة، والتي أدت إلى سقوط ضحايا من الجانبين، صلة ما ربما بالأمر.

صعود داعش

وذكر المقال بأن القوات الأمريكية، التي دعتها حكومة بغداد العام 2014، للقدوم ومساعدتها في حربها ضد إرهاب داعش، دخلت في اشتباكات متباينة الحدة، مع فصائل عراقية، منذ خفوت تأثير داعش، في أواخر 2017، وفي 2020 وبعد حرب غزة. ويبدو، حسب الكاتبين، أن القوات العراقية قد فقدت بعد رحيل الأمريكان في العام 2011 بعض فاعليتها بسبب زيادة الفساد، مما أضعف من قدرتها على التنسيق والتصدي لهجمات داعش. ونقلا عن بعض المحللين تخوفهما من تكرار الأمر لأن العديد من الأسباب السابقة لا تزال قائمة، على حد تعبيرهم، رغم أن الدعم الذي تقدمه القوات اليوم للعراق، بات محدوداً قياساً بتلك الفترة.

صراع رغم الإنسحاب

ونقل المقال عن بعض الخبراء الأمنيين مخاوفهم من استمرار الصراع بين بعض الفصائل العراقية وبين الأمريكان، حتى بعد انسحابهم، مشيرين إلى أن الهجمات ربما ستشن من خارج البلاد، وفي ظروف تتخلص فيها واشنطن من الاحراج، الذي يسببه حالياً تدخل قواتها الموجودة على الأرض في الصراع. وحذر المقال من مخاطر قيام واشنطن بسحب قواتها وسفارتها، وبالتالي التخلي عن سياسة ضبط النفس، أو أي خطط للتعاون مع بغداد. وتوقع الكاتبان أن لا يكون الإنسحاب جدياً، أو ربما يُعمد إلى تغطية التواجد الأمريكي أو الفرنسي أو الكندي، باتفاقيات ثنائية مع الحكومة العراقية.

جدول زمني

من جهته أكد تقرير نشرته شبكة “سي أن أن” الأمريكية على أن هناك قوى عراقية تضغط لتحديد مواعيد زمنية واضحة، لأنسحاب القوات الأمريكية من البلاد، في سياق المباحثات حول ذلك. وأشار التقرير إلى أن واشنطن تفضل جدولا زمنيا يعتمد على الظروف في العراق، بما في ذلك الهزيمة المستمرة لتنظيم داعش واستقرار الحكومة وقوات الأمن العراقية، إلاّ أن هناك قوى داخل الحكومة تفضل تحديد المواعيد بغض النظر عن الاستقرار والوضع الأمني، فيما لم يحدد حتى الآن أي موعد نهائي لاختتام مناقشات اللجنة العسكرية العليا، أو نتيجتها النهائية، وهو ما سيوفر للدبلوماسيين فرصاً للتلاعب بتوقيت واتجاه المحادثات والتوصل إلى مجموعة واسعة من النتائج المحتملة.

******************************************************************************************

الصفحة الرابعة

التخطيط لا تملك أرقاما دقيقة بشأنها وتُعوّل على التعداد السكاني.. الهجرة الداخلية.. التخطيط لا تملك أرقاما دقيقة بشأنها وتُعوّل على التعداد السكاني تحديات اقتصادية وخدمية وتغيّرات مناخية

بغداد ـ محمد التميمي

تعد الهجرة الداخلية أحد اهم الملفات التي لم تحظ باهتمام صناع القرار الحكومي: لا خطط ولا آليات عمل ولا دراسات من شأنها ان تعالج هذا الملف بصورة جدية، فيما لا تزال أسباب هذا النوع من الهجرة قائمة الى يومنا هذا منذ عقود طوال، بل وظهرت عوامل جديدة ساعدت في مفاقمة الازمة.

ما هي الهجرة الداخلية؟

التعريف المبسط لها هو تنقل السكان بين مناطق مختلفة داخل حدود بلد معين.

وتحدث لأسباب متنوعة ومختلفة، منها البحث عن فرص عمل وتحسين الوضع الاقتصادي، او البحث عن الأمان والفرار من المناطق المضطربة أمنيًا والسكن في أماكن أكثر استقرارا، او بسبب التغيرات البيئية والمناخية.

ولهذا النوع من الهجرة تداعيات عديدة وآثار مترتبة، تشمل الضغط على البنية التحتية حيث سيتزايد الطلب على الخدمات في المناطق المستقبلة، واحداث تغيرات اجتماعية وثقافية، اضافة الى التحديات الاقتصادية الناجمة عن ضغط كبير على سوق العمل.

وفي هذا السياق فإن فهم هذه الأسباب والتداعيات يجب ان يكون هو المنطلق في تشكيل ووضع سياسات وخطط فعّالة لإدارة التحديات المترتبة على الهجرة الداخلية.

الهجرة بسبب المناخ

وكشفت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة عن هجرة قرابة 21 ألف عائلة، بسبب ظروف الجفاف في 12 محافظة من محافظات وسط وجنوب العراق، مؤكدة أنّ 74 بالمئة من النازحين بسبب المناخ ذهبوا باتجاه مراكز مدن المحافظات ذي قار وميسان والقادسية والمثنى.

فيما حذرت تقارير دولية، في وقت سابق، من تأثيرات تغيّر المناخ الذي أسهم في تزايد الهجرة من الريف إلى المدن، استجابة للتدهور البيئي والمخاطر الطبيعية، فضلاً عن المشاكل الاجتماعية المتمثلة بإرسال العائلات النازحة أطفالها للعمل في المدن لتوفير مصادر العيش.

وسجل برنامج المنظمة لتتبع حالات الطوارئ المناخية في العراق نزوح أكثر من 130 ألف شخص من عام 2016 وحتى أيلول 2023، بسبب الآثار السلبية لتغير المناخ في مناطقهم الأصلية. بينما قال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق جيورجي جيغاوري، في وقت سابق، إن تغير المناخ وانعكاسات التصحر والجفاف في العراق ليس مجرد مشكلة بيئية، مبيناً احتمالية أن تتحول إلى أزمة إنسانية.

الاستقرار السكاني هو الحل

وزارة التخطيط لا تملك ارقاما دقيقة في ما يخص الهجرة الداخلية، انما تعول على تنفيذ التعداد العام للسكان الذي سيمنحها ارقاما واحصائيات وافية، كما أوضح المتحدث الرسمي للوزارة عبد الزهرة الهنداوي، الذي قال ان السياسة السكانية التي أطلقتها الوزارة في العام الماضي 2023، ركزت في جوانب منها على معالجة اسباب الهجرة الداخلية والخارجية، من خلال معالجة الاسباب التي ادت اليها.

وأضاف قائلا: ان «الظروف التي مرّ بها العراق خلال السنوات الماضية والتغير المناخي وشح المياه ادى الى حدوث هجرة من الريف الى المدينة. كما ان الوضع الاقتصادي ايضاً كان سبباً في استمرار هذه الهجرة سواء على المستوى الداخلي او الخارجي»، مبينا ان «التوجهات اليوم صوب تحقيق التنمية في المناطق التي شهدت هجرة او كانت طاردة للسكان، ودفعتهم للهجرة الى مناطق اخرى».

وكشف الهنداوي في حديثه لـ «طريق الشعب»، عن ان «مشاريع التنمية ستشمل مستويين حظري وريفي، حيث وضعت خطة لتنمية الريف عبر تطوير القرى الريفية، واتخذنا نماذج من القرى تم تطويرها بشكل نموذجي، لتعمم التجربة على باقي القرى».

وتابع بالقول: انهم يعملون في الوقت ذاته «من خلال الصندوق الاجتماعي للتنمية. هناك أكثر من 570 قرية شُملت بمشاريع الصندوق الاجتماعي للتنمية في كل محافظات العراق، بما فيها محافظات اقليم كردستان، لإقامة مشاريع خدماتية مثل بناء مدارس ومراكز صحية ومد خطوط كهرباء وخطوط مياه صالحة للشرب وجسور».

وزاد على حديثه منوها الى ان هذا «من شأنه ان يحقق حالة من الاستقرار السكاني، لان ضعف الخدمات او قلتها في بعض المناطق يعدان سببا من اسباب الهجرة، كما تم استحداث صندوق لدعم المناطق الاكثر فقرا. وسيكون له دور في دعم جهود التنمية في المناطق الفقيرة التي هاجر نسبة كبيرة من اهاليها، بحثا عن حياة أفضل».

وشدد في السياق على ضرورة «الاهتمام بهذه المناطق من اجل ضمان حالة الاستقرار السكاني، والهدف الاساسي في منطلقات عملنا هو تحقيق هذا الاستقرار سواء كان في الريف ام المدن، من خلال توفير متطلبات الحياة الاساسية».

وفي ما يتعلق بالتنمية الصناعية في هذه المدن، اوضح الهنداوي قائلاً: ان «الوزارة في المراحل الاخيرة من اعداد خطة خمسية للتنمية. وفي هذه الخطة هناك مساحة للقطاع الصناعي، ونقصد الصناعات بمختلف اصنافها، كونها تمثل أحد المرتكزات الاساسية للخطط التنموية».

الاستقرار الاقتصادي

على صعيد متصل، قال الخبير الاقتصادي صالح الهماشي، إن الهجرة الداخلية ليست بجديدة على العراق، إذ بدأت منذ أربعينيات القرن الماضي ثم الخمسينيات، عازيا ذلك الى ضعف النشاط الاقتصادي في الكثير من المدن العراقية.

وأضاف في حديث مع «طريق الشعب»، ان «النشاط الاقتصادي هو المحرك للهجرة، وقد يؤدي الى هجرة جماعية او فردية من منطقة الى أخرى»، مبينا انه «بعد التسعينات وفي ظل تركز المراكز الصناعية والاقتصادية في بغداد، ارتفعت معدلات الهجرة الداخلية من جميع المحافظات نحو بغداد».

وتابع قائلا: انه بعد العام 2003 «لم تضع الحكومات المتعاقبة اي خطة لمعالجة الهجرة الداخلية وبقي الوضع على ما هو عليه، وما زالت الهجرة مستمرة الى بغداد والى بعض المدن مثل البصرة والموصل حتى بعد حملات الاعمار، فهذه المدن الثلاث تعتبر مراكز اقتصادية مهمة. بينما المدن الأخرى ضعيفة جدا: لا يوجد بها منشآت صناعية او مشاريع ومراكز مالية».

ونبّه الخبير الى ان الهجرة تساهم في زيادة الكثافة السكانية في تلك المدن، ما يصعب تقديم الخدمات بصورة مناسبة وكافية، علاوة على ان هذه المدن لم تشهد توسعة، كما ان مساحتها غير قادرة على استيعاب المزيد من البشر، فمدينة بغداد ناهز عدد سكانها 9 ملايين ونصف المليون، وما زالت هناك هجرة وكثافة سكانية عالية، الامر الذي سيفاقم البطالة الموجودة».

وأشار الى ان 90 في المائة من الهجرة تكون الى بغداد، و10 في المائة تتوزع بين الموصل والبصرة، معللا ذلك بأن النظام السياسي «غير واضح المعالم»، وان صناع القرار يتصارعون على المناصب، ويتكالبون على مصالحهم.

وأردف الهماشي بالقول: ان «معالجة هذا الملف يكون عبر توزيع الثروة بشكل عادل. ونقصد هنا توزيع المنشآت الصناعية والمراكز المالية والتجارية على المدن العراقية بصورة متساوية. لدينا محافظات تتسم بمواصفات عديدة وتتميز كل منها بغناها بالموارد والمقومات التي تجعل منها بيئة جاذبة وليست طاردة، ولكن هذا لم يحدث».

******************************************************************************************

الحكومة تعلن خطة تسجيل الأسلحة الشخصية.. ومراقبون يشكّكون في إمكان حصر السلاح بيد الدولة

متابعة ـ طريق الشعب

جاء قرار تسجيل الأسلحة الشخصية للمواطنين، الذي أعلنته وزارة الداخلية بناء على إقرار السياسة الوطنية لتنظيم الأسلحة وحصرها بيد الدولة، ليفتح الحديث عن عوامل السيطرة على السلاح المنفلت والحد من النزاعات.

وتحاول الحكومة ضبط السلاح المتفلت في العاصمة بغداد وبقية محافظات البلاد، عبر «استمارة إلكترونية» لتسجيل الأسلحة الشخصية للمواطنين، حسب بيان صادر عن الوزارة.

وذكرت في بيان، أن “الاهتمام الحكومي بأمن المواطن واستقراره يأتي في مقدمة سلم الاهتمامات، ولذلك تم إقرار السياسة الوطنية لتنظيم الأسلحة وحصرها بيد الدولة، التي انبثقت عنها اللجنة الدائمة لتنظيم الأسلحة في وزارة الداخلية”.

وأطلقت وزارة الداخلية استمارة إلكترونية لتسجيل أسلحة المواطنين من خلال الموقع الإلكتروني لـ»بوابة أور» في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وستكون على ثلاث مراحل مع إنشاء 697 مكتباً للتسجيل في مراكز الشرطة المحلية في عموم مناطق العراق عدا إقليم كردستان، بحسب بيان للوزارة.

تفاصيل الخطة

أوضحت وزارة الداخلية، امس الإثنين، إجراءاتها بشأن تسجيل الأسلحة المملوكة للمواطنين وفيما أكدت السماح بقطعة واحدة من السلاح الخفيف لكل أسرة، شددت على منع حيازة الأسلحة المتوسطة والثقيلة.

وقال الناطق باسم الوزارة وخلية الإعلام الأمني العميد مقداد الموسوي صحفي إن «لدى الوزارة خطة لتسجيل الأسلحة الخفيفة وشراء المتوسطة، كجزء من البرنامج الحكومي، وشرعت وزارة الداخلية بصفتها رئيسة لجنة ضمت عدة وزارة منها وزارتي العدل والخارجية وشبكة الإعلام العراقي وديوان الوقف الشيعي وديوان الوقف السني ووزارات أخرى، شرعت بالتهيئة للموضوع، وبدأ العمل بهذا البرنامج قبل عام بالتحديد اي بعد تشكيل الحكومة».

وأضاف الموسوي، أن «البرنامج ينفذ على مراحل معدة لتراكم كميات كبيرة من الأسلحة من تركة الجيش السابق والتهريب وما نتج من العمليات المسلحة والأحداث في 2014، ووصلنا بهذا البرنامج إلى المرحلة المهمة وهي مرحلة تسجيل الأسلحة ورمَزنا كل أسلحة دوائر الدولة، وكانت وزارة الداخلية أول جهة رمز سلاحها والآن دخلنا في مرحلة تسجيل أسلحة المواطنين».

وتابع أن «من حق أي مواطن رب أسرة يمتلك داراً سكنية الاحتفاظ بقطعة سلاح واحدة، وحتى لو بلغ عدد المواطنين عشرة في الدار الواحدة فأنه يحق فقط الاحتفاظ بقطعة سلاح واحدة خفيفة اما مسدس أو بندقية، وعلى أرباب الأسر ملء الاستمارة الخاصة بتسجيل السلاح عبر بوابة أور الالكترونية التابعة إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وبعدة خطوات وبعدها تستكمل وزارة الداخلية الإجراءات وتسلم الإجازة ونذهب إلى مراحل أخرى».

وبين الموسوي «حددنا 697 مركزا لتسليم الأسلحة في 15 محافظة، وهذه المراكز مهمتها  المباشرة واستلام الملفات والمداولة والتنسيق مع المركز في بغداد، وعندما تملأ الاستمارة تؤشر في المحافظة بضمن المركز الموجود ضمن الرقعة الجغرافية، للمتابعة مع اللجنة الدائمة لحصر السلاح بيد الدولة الموجودة في وزارة الداخلية، لتستكمل اجراءاتها بالكامل وتحولها إلى المديرية العامة للهويات والإجازات الخاصة بمنح الإجازة التي ستكون للحيازة فقط وليست للحمل».

وأشار إلى أن «إجازة بالحيازة تعني هذا السلاح مجاز رسمياً، والفرق أن حيازة السلاح تكون فقط داخل الدار، أما في حال إجازة الحمل فبإمكان أي شخص أن يحتفظ بهذا السلاح ويتحرك به ضمن وقت محدد ولوزير الداخلية صلاحية المنح في هذا الموضوع».

وأكد الموسوي أن «عدد الدور في البلاد كبير جدا، ولا يمكن السماح بحمل الاسلحة خارج الدور في الطرقات او في السيارات او غيرها، بل يحتفظ بها للحماية الشخصية داخل الدار فقط، وفي حال إخراجها من الدار يعامل مخرجها معاملة الخارج على القانون».

ونوه الموسوي بأننا «ذهبنا باتجاه شراء الأسلحة المتوسطة خصوصاً وغيرها بقيمة مليار دينار دفعة أولى لكل محافظة ومليارين لبغداد»، مضيفاً أنه «قبل  إعلان إطلاق عملية التسجيل كانت هناك حملة توعية وعمل مكثف في هذا الجانب، وسنذهب باتجاه مسار آخر في موضوع التوعية الإعلامية، فالبيان الذي اطلقته وزارة الداخلية مؤخرا عمم على كل قنوات وزارة الداخلية الإعلامية في بغداد والمحافظات وجميع التشكيلات والقيادات، وشبكة الإعلام العراقي عضو في هذه اللجنة وعملت بشكل كبير في هذا الموضوع، وسنعقد ورش عمل ومؤتمرات تعريفية في المحافظات، واستعننا ايضا بمدراء العشائر في وزارة الداخلية ومدراء مراكز تسجيل الأسلحة لكون وزارة الداخلية تبدأ من المخافر الحدودية وتنتهي في أزقة المدن بالتالي مواردها وإمكانياتها ومديرياتها واسعة ومتعددة ومتشعبة».

وأكد أن «وزارة الداخلية هي جهة إنفاذ قانون، والحكومة والبرنامج الحكومي يسمحان بالاحتفاظ بقطعة واحدة من السلاح الخفيف، ولن نسمح بأي سلاح غير السلاح الخفيف، أما السلاح الساند او المتوسط او الثقيل فهي جميعا غير مسموح به إطلاقاً ويتم التعامل مع الحائز معاملة السارق والخارج عن القانون».

تعقيدات مزدوجة

من جانبه، يقول المراقب الأمني عمر العبيدي إن «موضوع حصر السلاح بيد الدولة معقد ولا تمكن معالجته، كون الأسلحة التي تملكها العشائر تعد بالنسبة إليها هوية متجذرة داخل المجتمع، لأنها تستخدم في مناسبات الأفراح وحتى في التشييع والنزاعات التي تحصل يومياً، أما السلاح الذي تملكه الجماعات المسلحة فهو أمر مستبعد أن يطبق عليها».

ويؤكد أن «في العراق أكثر من 8 ملايين قطعة سلاح غير مرخصة، ناهيك بسلاح أفراد الفصائل… فكيف تتم مواجهة هذا الملف والجميع يعرف أن سبب انتشار السلاح المتفلت هو الجماعات الإسلامية؟».

ماذا يقول القانون؟

وينص قانون الأسلحة (رقم 15 لسنة 2017) على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة واحدة كل من حمل أو باع أو اشترى أسلحة نارية أو عتادها من دون إجازة من سلطة الإصدار، وبغرامة لا تقل عن 500 ألف دينار (350 دولاراً تقريباً) ولا تزيد على مليون دينار (700 دولار أميركي).

لكن القانون أجاز إمكان فتح محال خاصة ببيع الأسلحة النارية من مقتنيات المواطنين، وذلك بترخيص من سلطة الإصدار المتمثلة بوزارة الداخلية.

وحدد شروط حيازة السلاح بأن يكون الشخص قد أكمل الخامسة والعشرين من عمره، وأن يكون حسن السيرة والسلوك وغير محكوم بجناية أو جنحة مخلة بالشرف، وغير مصاب بإعاقة بدنية أو مرض عقلي أو نفسي يمنعه من استعمال السلاح، على أن يؤيد ذلك بتقرير من لجنة طبية رسمية.

رسالة لجذب الاستثمارات

ويلفت المراقب السياسي نجم القصاب إلى أن «خطوة الحكومة الأخيرة حصر السلاح بيد الدولة هي بمثابة رسالة تطمينية للشركات العربية والدولية بأن الحكومة تحاول حصر السلاح بيد القوات الأمنية العراقية»، لكن في الوقت نفسه بحسب قول القصاب «من الصعب جداً أن تستطيع الحكومة حصر السلاح بيد الدولة، لأن الكثير من المواطنين لا يبيعون أسلحتهم بسبب عدم حاجتهم للمال، وبالتالي فإن السلاح كثير وثمة حتى مناطق تقوم ببيع السلاح وشرائه علناً أمام السلطات الأمنية».

***************************************************************************************

الصفحة الحامسة

بينما تتصاعد نسب الفقر.. العراق يهدر 5 ملايين طن من الطعام سنويا!

متابعة – طريق الشعب

وفقا لأرقام صادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن الفرد العراقي يهدر نحو 120 كيلوغراماً من الطعام سنوياً، وإن إجمالي الهدر السنوي للمواطنين يصل إلى نحو 5 ملايين طن، ما يجعل العراق في المقدمة بين أكثر البلدان هدراً للطعام في العالم. وتشكل العادات والتقاليد الموروثة السبب الرئيس لهذا الهدر. إذ ان معظم العراقيين – حسب ما يرى متابعون - يفضلون تحضير كميات طعام أكبر من الحاجة عند تناولهم وجباتهم داخل المنازل أو في المطاعم.

وتشكل النفايات العضوية (وأهمها بقايا الطعام)، النسبة الأكبر من النفايات المنزلية المطروحة في العراق، والتي تعد أحد عوامل التلوّث البيئي البارزة، نظرا لما تخلّفه من روائح كريهة وغازات سامة، فضلا عن كونها تصبح ملاذا للحشرات والجراثيم والبكتريا الناقلة للأمراض وللحيوانات السائبة. في حين لا تجري معالجة هذه النفايات بالطرق العلمية.

موائد المناسبات

يقول سهيل حردان، وهو شيف متخصص في إعداد الطعام للمناسبات الاجتماعية الكبيرة، انه “في العراق، لا يتم إعداد الطعام للولائم وفقا لكميات دقيقة محسوبة. لذا لن يتجنب صاحب الوليمة مشكلة الطعام الفائض والهدر الكبير”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا: “يخبرني أشخاص يطلبون مني أن أجهّز موائد كبيرة لإحياء مناسباتهم الاجتماعية، بأنهم يريدون أن تفوق كميات الطعام حاجة العدد المتوقع للحاضرين. لذلك نجهز أحيانا ضعف الحاجة أو أكثر”.

فيما يعزو عبد السلام المحمداوي، وهو أحد وجهاء قبيلة البو محمد في بغداد، سبب إعداد طعام أكثر من الحاجة في المناسبات إلى “عادات لا يمكن تجاوزها، رغم أننا ندرك جيداً أضرارها وسلبياتها”.

ويؤكد في حديث صحفي أن “العائلات التي تعد طعاماً كثيراً في ولائمها تحاول قدر الإمكان تجنب رمي الفائض. إذ توزعه على الفقراء. كما ترمي ما يزيد على الحاجة في أماكن مفتوحة كي تأكله الطيور، أو في النهر لتأكله الأسماك”.

وتسعى جهات رسمية إلى وضع حدّ لهدر الطعام. ففي آب الماضي دعت وزارة التخطيط إلى تشريع قانون خاص بمكافحة هدر الطعام، وتشجيع إعادة توزيعه وتدويره والتبرع به.

ملايين الدنانير تُطبخ وتُهدر!

حارث الغريري، وهو من سكان قرية في قضاء أبو غريب غربي بغداد، يتحدث عن وليمة أقامتها عائلته في زفاف شقيقه.

ويقول في حديث صحفي أنه “كان المتوقع أن يحضر نحو 300 شخص. لكن جرى إعداد طعام لأكثر من ألف شخص، فكان الطعام المتبقي في القدور الكبيرة، أكثر مما تناوله الحاضرون”، مؤكدا أن “تكلفة الطعام كانت كبيرة جداً، وقد خففها قليلاً امتلاك عائلتي أكثر من 200 رأس غنم و27 بقرة. إذ استهلكت الوليمة ثورين و50 رأس غنم. وقد كلّف الطعام عائلتي 20 مليون دينار”!

وينوّه الغريري إلى أنه “نعلم جيداً اننا نتصرف بشكل خاطئ، لكننا اعتدنا على هذه التقاليد، وعلى توزيع فائض الطعام على العائلات الفقيرة في القرى، وتقديم الطعام الذي يستعاد من الموائد، وهو بكميات كبيرة، إلى الدواب والطيور والأسماك. نعلم جيداً أضرار إعداد طعام يتجاوز الحاجة، وأنه من الضروري عدم الإسراف، لكن العادات المتوارثة أقوى منا، ولطالما قررنا الابتعاد عنها وحاولنا تغييرها، إلا انه من الصعب أن نفعل ذلك”.

قلة الوعي

من جانبه، يرى الباحث الاجتماعي فراس العيسى، أن “قلة الوعي تشكل السبب الرئيس لاستمرار ظاهرة هدر الطعام في العراق، إلى جانب العادات الاجتماعية الموروثة التي تشجع على تقديم كميات كبيرة في المناسبات، حتى إذا حصل هدر كبير”، موضحا في حديث صحفي أن “هدر الطعام يحصل غالبا في الأرياف والمناطق المعروفة بالتزامها بالعادات القبلية. إذ يرى الناس هناك أنه من المعيب أن يقدموا وجبات طعام لا تفيض عن حاجة المدعويين”!

ويرى العيسى أن “المجتمع يحتاج إلى التوعية بالأضرار الاقتصادية والبيئية الناجمة عن هدر الطعام”، مستدركا “لكن ذلك لا يعني أن من يهدرون الطعام هم فقط من الطبقة ذات التعليم المحدود، إنما العكس، فكثيرون ممن يقومون بذلك، يكونون من ذوي مقامات ومراكز اجتماعية مهمة، بينهم ضباط وأطباء ووجهاء، لكن العادات القبلية تسيطر عليهم ما يجعلهم يحتاجون بدورهم إلى توعية”.

اضرار اقتصادية وبيئية

يؤثر هدر الطعام سلباً في الاقتصاد والبيئة، في وقت يعتبر فيه اقتصاد العراق هشّاً - حسب ما ورد في تقرير صادر أخيرا عن البنك الدولي، صنّف اقتصاد البلد بأنه “ريعي يعتمد على موارد النفط”. فيما وصف البيئة العراقية بأنها “كارثية نتيجة تزايد مستويات التصحر والجفاف، وعدم اتخاذ إجراءات تساعد في تحسين البيئة وتعالج مشكلاتها”.

ويقول الخبير البيئي أحمد عباس، أن “الطعام، عند رميه في المكبات يتحلل وينتج عنه غاز الميثان الذي يعتبر أحد الغازات الدفيئة المساهمة في تغيّر المناخ”.

ويتابع في حديث صحفي قوله ان “إنتاج الطعام يستهلك موارد طبيعية ضخمة مثل الماء والأراضي الزراعية والطاقة، وبالتالي عندما يهدر الطعام تهدر هذه الموارد أيضاً. والتخلص من الطعام بطرق غير ملائمة، يلوّث المياه والتربة، ما يؤثر في البيئة المحيطة ويضر بالتنوع البيولوجي”.

ويلفت عباس إلى ان “الاستهلاك المفرط للطعام يزيد الضغط على الأراضي الزراعية المنتجة للمحاصيل. ولأن إنتاج الطعام يعتمد بشكل كبير على المياه، سيؤدي هدره إلى استنزاف المياه التي استُخدمت في إنتاجه، وأيضاً الأموال التي أنفقت على إنتاجه ونقله وتخزينه”.

ويعتبر برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن “هدر الأغذية له آثار بيئية واجتماعية واقتصادية كبيرة. وعلى سبيل المثال، في وقت لا يزال فيه العمل المناخي متأخراً عن الركب، ترتبط ما بين 8 و10 في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية بالأغذية التي لا يتم استهلاكها”.

***************************************************************************************

30 عاما و «حي النداء» النجفي بلا خدمات!

متابعة – طريق الشعب

منذ أن تم توزيع ارضه عام 1993 كقطع أراضٍ على موظفين وشرائح أخرى، لم يحظ حي النداء في مدينة النجف بالخدمات أسوة بغيره من الأحياء السكنية. فيما تقول البلدية إنها تعمل على إدراجه على قائمة أعمالها المقبلة.

هذا الحي الذي يعد من أكبر أحياء مناطق شمالي النجف، والذي يقع على مقربة من طريق كربلاء، يخلو من خدمات المياه والكهرباء والبنى التحتية، مثل شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار.

يقول كاظم ضرغام، أحد سكان الحي، أن “منطقتنا مكتظة بالسكان، لكنها تعاني نقص الخدمات”، مؤكدا في حديث صحفي أن “شبكتي الماء والكهرباء في الحي غير نظاميتين. وقد طالبنا البلدية مرات عدة بإيجاد حل لمشكلاتنا الخدمية، لكنها دعتنا إلى الانتظار لحين إنجاز العمل في المدينة القديمة والمناطق القريبة من حيّنا”.

من جانبه، يقول مدير إعلام بلدية النجف بشار السوداني، أن البلدية تعمل على إدراج حي النداء في جدول أعمالها القادمة، لتأهيله من ناحيتي البنى التحتية والكهرباء، مبينا في حديث صحفي أنه “بعد الانتهاء من البنى التحتية سنعمل على إكساء شوارع الحي”. 

ويلفت إلى أنه “لدينا موازنة ثلاثية، وسنعمل على إدراج هذه المشاريع ضمن الموازنة. لكن مشكلة حي النداء هي عدم توفر التخصيصات المالية”.

***********************************************************************************

الأهالي: عيّنوا حارسا! حديقة عامة في «العامرية» تتعرض للتخريب

متابعة – طريق الشعب

تتعرّض “حديقة الجمعية” في منطقة العامرية غربي بغداد، إلى التخريب المستمر، في وقت يطالب فيه الأهالي بتعيين حارس لمنع ضعاف النفوس من العبث في الحديقة وأثاثها ومحتوياتها.

وتتوسط هذه الحديقة منطقة العامرية، وتقع على شارع يربط بين شارعي “المنظمة” و”العمل الشعبي”، وهي وجهة مفضلة للسكان. كما انها تقع على مقربة من ملعب لكرة القدم، ما يجعلها مقصدا للشباب والفتيان.

وفي حديث صحفي، يقول المواطن هيثم سلمان، أن “بعض الشباب يجلسون في الحديقة من الغروب إلى آخر الليل، فيرمون الأوساخ على الأرض، ويعمدون إلى كسر المقاعد والأراجيح”.

فيما يقول المواطن سلام الربيعي، أن “الحديقة بحاجة إلى حارس. ويمكن الاستفادة في ذلك من كبار السن العاطلين عن العمل. على أن يكون للحارس اتصال مباشر مع الشرطة، كي يبلغ عن حالات التخريب”، مقترحا أيضا “نصب كاميرات مراقبة في محيط الحديقة”.

ويشير الربيعي إلى أن الحديقة بحاجة أيضا إلى الترتيب والاهتمام، وتعديل الأرض وتكثيف المساحة الخضراء.

وتنقل وكالات أنباء عن مركز بلدي في المنطقة، قوله أن “الحفاظ على الحديقة مرهون بالدرجة الأولى بالأهالي. فمن واجب أمانة بغداد والبلدية تهيئة الحدائق العامة وإدامتها بين فترة وأخرى، لكن موضوع التخريب يسبب لنا إرباكاً، لكونه سيتطلب سحب المحتويات المتضرّرة وتصليحها أو استبدالها، وهذا يحتاج إلى إجراءات إدارية وتخصيصات مالية”.

****************************************************************************************

صورة مع جسر الرئيس!

بسام السينمائي

أمس، انزعجت من مشهد قدوم عوائل لالتقاط صور مع جسر الوزيرية الجديد، الدقائق فارقت منتصف الليل بقليل، وهو مشهد يتحمل تأويلات كثيرة، الأهم فيها، الفرحة التي تقترن بإنشاء جسر طوله قد لا يتخطى الكيلومتر!

اي شعور يمكنه تفسير هذه الفرحة، آباء وامهات يقفزون مع اطفالهم لالتقاط صورة مع جسر، ذاكرة هؤلاء الاطفال مع هذه اللحظة وهم يستعيدون حياتهم بعد سنوات، وكيف تشكلت ايامهم مع هذه السعادة، كلها كيف ستكون؟

انا الذي على الجانب الآخر من الشارع، انحنيت لذكرياتي، ومرّت مسرعة امامي ذاكرة الطفل، تذكرت كيف ان والدي كان يصحبنا الى سينما النصر او سميراميس لحضور آخر الافلام انتاجا وعرضا، أو تلك الليالي الكثيرة والطويلة في شارع “ابو نؤاس”.

على الرغم من شعوري بالفروقات بين ذاكرتين، هؤلاء ونحن الاطفال، واننا ربما كنا اكثر حظا، لكني في ايام كثيرة، بعد ان كبرنا، كنت اتمنى استقرارا اكثر، لنفهم ان الحياة فيها اجمل وأهم مما عشناه، لكنها صارت وانتهت هكذا!

واليوم ازاحم هؤلاء الاطفال، واحاول التفكير معهم حين يكبرون، واسأل كما سيسألون مستقبلا، هؤلاء الذين سينجون من المحرقة ويمكنهم التفكير، ما الذي ستعنيه لهم صورة مع جسر الرئيس، الجسر الذي يراه آباؤهم انجازا يستحق ان تتصور معه العائلة؟!

*************************************************************************************

الغلاء يرغم قصابي أبوغريب  على إغلاق محالهم

متابعة – طريق الشعب

اضطر عدد من القصّابين في مناطق قضاء أبو غريب غربي بغداد، إلى إغلاق محالهم بسبب ارتفاع أسعار اللحوم، في وقت توقف فيه عدد من أصحاب حقول الدواجن في القضاء، عن الإنتاج، نظرا لارتفاع أسعار الأعلاف، الأمر الذي اضطر الأهالي إلى شراء الدجاج المنتج في أربيل.

ووصل سعر لحم الغنم في أبو غريب، إلى 22 ألف دينار للكيلوغرام الواحد، مقابل 18 ألفا للكيلوغرام من لحم العجل. ووفقا لعدد من القصابين، فإن غلاء أسعار اللحوم “المبالغ فيه” أدى إلى عزوف الزبائن عن شرائها، وهو ما اضطر القصّابين لإغلاق محالهم إلى إشعار آخر.

يقول القصاب ياسر الثامر، أن “الزبائن لا يشترون اللحوم منذ فترة، بسبب ارتفاع أسعارها، لذلك اضطررت لترك العمل. فالغالبية تحوّلت إلى شراء لحوم الدواجن”، مشيرا في حديث صحفي إلى أنه “لا يمكنني المغامرة بذبح خروف أو عجل، مع هذا التراجع في المبيعات”. ويضيف أنه “انتظرنا فترة على أمل أن تنخفض أسعار اللحوم، لكن للأسف ظلت الأسعار كما هي ولم تنخفض”. وتنقل وكالات أنباء عن عدد من باعة الدجاج والسمك في أبو غريب، قولهم أن “الحقول القريبة من منطقتنا شبه متوقفة عن العمل، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف. إذ ان سعر الطن يصل إلى أكثر من مليون دينار”، لافتين إلى أنهم يعتمدون على الدجاج الوارد من أربيل، والذي يباع بأسعار مناسبة تصل إلى ألفين و500 دينار للكيلوغرام الواحد. أما بالنسبة للسمك، فيشير الباعة إلى أنه يأتيهم من التاجي والدورة بأسعار مناسبة.

*****************************************************************************************

حي الجهاد البلدية رفعت حاوية النفايات إلى إشعار آخر!

متابعة – طريق الشعب

أثار اختفاء إحدى حاويات جمع النفايات من موقعها في تقاطع حيوي بحي الجهاد غربي بغداد، الجدل بين السكان، الذين اتهموا فرق البلدية بنقلها إلى مكان آخر، وتركوا التقاطع ليتحول إلى مكب نفايات!

وفي المقابل، بررت البلدية الأمر بقدم الحاوية وتهالكها، ما يتطلب استبدالها بأخرى، وهذه لم تتوفر بعد!

وكانت هذه الحاوية مركونة على رصيف الشارع العام لمنطقة الديوان التابعة للحي. وبعد أن رفعتها البلدية، اضطر المواطنون وأصحاب المحال التجارية إلى رمي نفاياتهم على الرصيف في موقع الحاوية نفسه.

يقول محمد داود، وهو صاحب محل تجاري، أن النفايات باتت تتراكم في موقع الحاوية، مشيرا في حديث صحفي، إلى أن عمال البلدية رفعوا هذه الحاوية إضافة إلى حاويات أخرى من مناطق متفرقة في حي الجهاد.  ويضيف قائلا أنه “من غير المعقول أن ترفع حاوية جمع نفايات، من دون جلب أخرى بدلا عنها. فهذا الأمر يبدد جهود عمال النظافة”.  فيما يقول المواطن ياسر علوان، أن “المشكلة لا تتعلق فقط بغياب الحاوية، فهناك البعض من السكان أساسا لا يرمون نفاياتهم داخل الحاويات، إنما بالقرب منها”!

ويشير إلى ان “كابسة البلدية لا تزور المنطقة بشكل منتظم، ولا ترفع النفايات طوعيا. ففي كل مرة نضطر لتقديم طلب رسمي، وبعدها أما تأتينا الكابسة أو لا تأتي”!

وتنقل وكالات أنباء عن مصدر في قسم النظافة بالبلدية، قوله أنه “رفعنا الحاوية لأنها قديمة ومتهالكة ولم تعد صالحة للاستخدام. ننتظر أن تزوّدنا المخازن بحاويات جديدة كي نوزعها على المناطق”.

*******************************************************************************************

مواساة

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق قاسم صبحي غيدان الركابي، الذي توفي إثر وعكة صحية مفاجئة.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لأهله ورفاقه في قرية العواشق.

***********************************************************************************************

الصفحة السادسة

تظاهرات واسعة في مدن عديدة تطالب بوقف العدوان الصهيوني.. إعلان عالمي: فظائع غزة تحدّ أخلاقي للعالم

متابعة – طريق الشعب

ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين في اليوم الـ 115 للحرب في غزة، إلى أكثر 26,422 شهيداً، وإصابة ما لا يقل عن 65,087 آخرين.

وفيما استمرت التحركات الصهيونية المعادية للشعب الفلسطيني، شارك الآلاف، وبينهم وزراء من اليمين الاسرائيلي المتطرف، في مؤتمر بالقدس طالب بإعادة بناء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة.

في الاثناء دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الدول المانحة إلى ضمان استمرار تدفق المساعدات للمدنيين في غزة، جاء ذلك غداة إيقاف عدد من الدول منح المساعدات إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد اتهام موظفين فيها بالضلوع في هجمات “طوفان الاقصى”.

في السياق، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه وثق مواصلة جيش الاحتلال بالوتيرة ذاتها قتل المدنيين وتهجيرهم قسرا وتجويعهم في غزة، وذلك بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية الذي ألزم إسرائيل باتخاذ تدابير لمنع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في القطاع.

وأشار المرصد إلى أنه وثق قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 373 فلسطينيا - منهم 345 مدنيا- إضافة إلى أكثر من 643 إصابة، إلى جانب عمليات القصف التي لا تتوقف.

“ تحديٍ أخلاقي للعالم”

حذر إعلان عالمي وقّعت عليه شخصيات من أنحاء العالم من أن “الفظائع الجارية في قطاع غزة تمثل تحديا أخلاقيا للعالم أجمع، رافضا في الوقت ذاته سياسة غض النظر عن الجرائم الشنيعة ضد الإنسانية”.

وضمت قائمة أول الموقعين على البيان أكثر من 100 شخصية من أنحاء العالم، من بينهم قادة دول وحكومات ووزراء سابقون وحائزون على جوائز دولية بارزة وعلماء مسلمون وقادة كنائس ومفكرون وكتاب وأدباء وفنانون من بلدان عدة.

وبيّن الإعلان أن هذه التطورات كشفت أن العالم يعاني اختلالات جسيمة وأزمة أخلاقية متفاقمة ومعضلة قيمية مستعصية وممارسات دعائية مضللة، محذرا من العواقب التي يجرها تغييب المواثيق والشرائع وإسقاط القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني على السلم العالمي ومصالح الشعوب.

وأشار الموقعون على الإعلان إلى أن “العدوان الرهيب الجاري ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أفقد شعوبا وجماهير حول العالم ما تبقى لديها من ثقة بأخلاقيات النظام الدولي وبعمل العدالة الجنائية الدولية وبمفعول القيم والمبادئ والمواثيق والشعارات في الواقع”.

ورأى الموقعون أن “ما يجري في فلسطين يعيد إلى الأذهان فصولا مرعبة من ذاكرة العهد الاستعماري، إن هذا يؤكد أهمية فتح ملفات الاستعمار ومحاكمته أخلاقيا ومبدئيا واستلهام العظات اللازمة منه للحاضر والمستقبل”.

وحذرت الشخصيات الموقعة على الإعلان العالمي من نهج احتكار الحقيقة ومصادرة القيم والمبادئ وتشغيلها انتقائيا حسب مصالح القوى الدولية وفرض سردية أحادية على العالم تقوم على التحيز والغطرسة والتجاهل والتبرير.

تظاهرات احتجاج لا تتوقف

جوهانسبرغ

نظم صحفيون في جنوب إفريقيا وقفة احتجاجية في مدينة جوهانسبرغ، يوم الأحد، للتنديد باستهداف إسرائيل للصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة.

وتحدث الصحفيون الحاضرون خلال الوقفة الاحتجاجية عن التحديات التي يواجهونها في تقاريرهم لتغطية الحرب، بما في ذلك مفهوم “الموضوعية”.

وتقول ديشني سوبراماني، منظِمة هذه الوقفة: “الموضوعية تشغلنا كصفيين، خاصة وسط هذه الإبادة الجماعية التي تحدث، لم نعد نعرف كيف نعبر عن أنفسنا ونصف ما يحدث”.

مدريد

تظاهر آلاف الاشخاص، السبت، في مدريد حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات مناهضة لإسرائيل، معتبرين أنها “إبادة جماعية”.

ولوح المتظاهرون بالأعلام الفلسطينية وكذلك ببعض أعلام جنوب إفريقيا غداة صدور قرار محكمة العدل الدولية.

فرجينيا

وفي الولايات المتحدة، نصب المتظاهرون الخيام أمام منزل وزير الخارجية أنتوني بلينكن في ولاية فيرجينيا، وطالبوا بوقف إطلاق النار في غزة.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: “بلينكن يدعم إرهاب إسرائيل”، و”بلينكن دع غزة تعيش”، و”بلينكن دموي”.

فيينا

وفي النمسا، انطلقت مسيرة سيارات ضخمة في العاصمة فيينا تضامنا مع غزة، وحمل بها المتظاهرون العلم الفلسطيني ورددوا شعارات داعمة للقضية الفلسطينية.

بريمن

وتظاهر المئات في مدينة بريمن الألمانية حيث حمل المتظاهرون أعلام فلسطين وجنوب أفريقيا، رافعين لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل “أوقفوا الإبادة الجماعية”، و”ألمانيا مزدوجة المعايير”، وهتف المتظاهرون أن الحل الوحيد للسلام هو إنهاء احتلال فلسطين.

فرنسا وكوالامبور وهولندا

وفي فرنسا، ندد المتظاهرون باستمرار القصف الإسرائيلي على غزة، هاتفين أن “الإنسانية تُغتال مع استمرار قتل الأطفال بالقطاع المحاصر”. كما خرجت مظاهرات حاشدة في كوالامبور للمطالبة بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفي هولندا للمطالبة بإنهاء الحصار.

ميلانو

كما انطلقت مظاهرة حاشدة في ميلانو الإيطالية تطالب بإنقاذ غزة من العدوان الإسرائيلي وبتحرير فلسطين من الاحتلال.

ورغم أن وزارة الداخلية الإيطالية حظرت المسيرات بدعوى الحفاظ على الأمن العام، فإن طلابا ومجموعات يسارية وفلسطينيين ومسلمين في البلاد، خرجوا بالآلاف إلى الشوارع والساحات للتعبير عن تأييدهم لحقوق الشعب الفلسطيني، والتنديد بالهجمات الإسرائيلية على غزة.

“لها صلة بروسيا”

قالت الرئيسة السابقة لمجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إنها ترى أن بعض الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة قد يكون لها صلة بروسيا، وطلبت من مكتب التحقيقات الاتحادي إجراء تحقيق في تمويل هذه الاحتجاجات.

وقالت بيلوسي” “بالنسبة لنا  ان الدعوة إلى وقف إطلاق النار هي رسالة من السيد بوتين... لا تنخدعوا، هذا مرتبط بشكل مباشر بما يود (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) رؤيته”.

*****************************************************************************************

مع تحرك أوروبي متزامن المزارعون الفرنسيون يقطعون الطرق السريعة

باريس - وكالات

تصاعدت حركة احتجاج المزارعين في فرنسا بعد عجز السلطات عن تهدئتهم والذين، اعتبروها غير كافية.

وأعلن الأمين العام لنقابة “المزارعين الشباب” المرتبطة بالنقابة الكبيرة للمزارعين FNSEA بييريك أوريل استئناف إقامة حواجز على الطرق في بداية هذا الأسبوع”.

وقطع المزارعون ثمانية طرق رئيسية في سريعة في باريس باستخدام الجرارات.

وأعلن المزارعون المحتجون إقامة ثماني نقاط لتعطيل حركة السير، أمس الإثنين على الطرق السريعة الرئيسية حول باريس.

ويهدف المزارعون من وراء ذلك ممارسة الضغط على الحكومة مع نقل التحرك إلى باريس وعدة مدن كبيرة مثل ليون.

وتشهد عدة دول أوروبية تعبئة مماثلة فقد أغلق مزارعون بلجيكيون، الأحد الفائت، طريقا سريعا في جنوب بلجيكا، لينضموا إلى تعبئة مماثلة للحراك الغاضب الذي يشهده قطاع الزراعة في فرنسا وألمانيا.

وقال بيار دولست، المتحدث باسم اتحاد المزارعين الشباب في بلجيكا والذي نظم التظاهرة، إنه أصبح “من المستحيل كسب دخل لائق” من الزراعة.

وكتب اتحاد الزراعة في مقاطعة والونيا البلجيكية على موقعه الإلكتروني “أوروبا لا تكف عن الضغط على مزارعيها وسحقهم”.

********************************************************************************************

3 دول جديدة تقاطع « أونروا» وايرلندا والنرويج تتعهدان بعدم قطع المساعدات

رام الله ـ وكالات

ارتفع إلى 12 عدد الدول التي أعلنت وقف تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بحجة أن 12 موظفا بها شاركوا في عملية طوفان الأقصى وفق المزاعم الإسرائيلية، في وقت حذرت فيه الوكالة من توقف خدماتها نهاية الشهر القادم.

وقررت المفوضية الأوروبية مراجعة التمويل المقدم لوكالة الأونروا، وأنه لا تمويل إضافيا للوكالة حتى نهاية شباط المقبل. وانضمت رومانيا والنمسا واليابان إلى قائمة الدول التي تبنت الموقف الإسرائيلي وأعلنت وقف دعها للوكالة.

ودعت الدول الثلاث إلى إجراء تحقيق في المزاعم الإسرائيلية، وقد ردت الأونروا على الاتهامات الإسرائيلية بطرد الموظفين المتهمين، ووعدت بإجراء تحقيق شامل واتخاذ إجراءات قانونية إذا ثبتت مشاركتهم.

وسبق ذلك وقف كل من الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا تمويلها للوكالة الدولية، ورغم ما طالبت به هذه الدول من إجراء تحقيق في المزاعم الإسرائيلية، فإنها اتخذت مواقفها قبل إجراء التحقيق وقبل صدور نتائج تثبت صحة المزاعم الإسرائيلية. ورحبت دول أخرى، مثل أيرلندا والنرويج، بإجراء تحقيق في المزاعم الإسرائيلية، لكنها قالت إنها لن تقطع المساعدات.

****************************************************************************************

أوغندا: نتبرأ من القاضية التي  رفضت إدانة الاحتلال الصهيوني

كامبالا - وكالات

نأت أوغندا بنفسها عن رأي قاضية أوغندية في محكمة العدل الدولية يخالف قرار هيئة المحكمة، في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، وقالت إن تصريحاتها لا تعكس موقف كمبالا.

وقالت الحكومة الأوغندية السبت: “موقف القاضية سيبوتيندي يمثل رأيها الشخصي والمستقل، ولا يعكس بأي حال من الأحوال موقف حكومة جمهورية أوغندا”.

وأضافت أن الحكومة أيدت موقف دول حركة عدم الانحياز بشأن الصراع، الذي اتخذته خلال قمتها في العاصمة الأوغندية في وقت سابق.

**************************************************************************************

بهدف التهدئة.. وزير خارجية إيران يزور باكستان

اسلام اباد - وكالات

زار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أمس، باكستان لإجراء محادثات بهدف تهدئة التوتر الناتج عن تبادل الضربات مؤخرا عبر الحدود بين البلدين.

وتأتي الزيارة بعد تدهور العلاقات بين البلدين الجارين بعد الهجوم الصاروخي المتبادل بينهما، وتسبب ذلك بتوتر دبلوماسي، غير أن الدولتين أعلنتا لاحقاً عودة علاقاتهما الدبلوماسية إلى طبيعتها، على أن يزور وزير الخارجية الإيراني إسلام آباد. في سياق اخر أعدمت إيران أربعة أشخاص اتهمتهم السلطات بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي بعد تسللهم بشكل غير قانوني من إقليم كردستان العراق إلى إيران ورفضت المحكمة العليا طعنا تقدم به هؤلاء ضد حكم الإعدام الذي نفذ صباح أمس الإثنين، بحسب وسائل إعلام ايرانية.

*************************************************************************************

وصفت بالتطور النوعي.. قراءة في الاحتجاجات المستمرة ضد النازيين الجدد في المانيا

رشيد غويلب

استمرت وتوسعت الاحتجاجات ضد صعود اليمين المتطرف والنازيين الجدد، وحزب البديل من أجل ألمانيا، باعتباره الذراع البرلماني لهذه القوى، خلال عطلة نهاية الأسبوع. وخرجت أكبر التظاهرات مرة أخرى في عواصم الولايات الاتحادية حيث تجمع السبت قرابة 100 ألف متظاهر في مدينة دوسلدورف. وفي هامبورغ، دعت حركة “جمعة من أجل المستقبل” إلى الاحتجاج الأحد الفائت تحت شعار “هامبورغ تقف معًا - من أجل التنوع والديمقراطية”.  واستجاب للنداء قرابة 100 ألف ناشط. وتميزت تظاهرات الأسبوع الثاني هذا الأسبوع بنقل نشطاء المجتمع المدني الاحتجاج إلى العديد من البلدات الصغيرة. وكانت هناك المئات من المسيرات في جميع أنحاء البلاد.

استذكار جرائم النازية

وفي سياق الاحتجاجات يتم استذكار جرائم النازية. في 27 كانون الثاني مرت الذكرى التاسعة والسبعون لتحرير معسكر الإبادة في أوشفيتز. وفي فيتزينهاوزن، شمال ولاية هيسن، في الساحة الرئيسية، تم التذكير بأسماء الضحايا خلال الحكم النازي. وفي العديد من الأماكن كانت هناك دعوات إلى ألا يعيد التاريخ نفسه. قال عمدة دوسلدورف، ستيفان كيلر من الديمقراطي المسيحي، إنه في عام 1930 تم التقليل من المخاطر التي كانت تواجه أول ديمقراطية ألمانية. وحذر قائلا: “لا يجب أن يحدث هذا لنا مرة أخرى”. “إننا نصرخ بوجه المتطرفين: لن تشكلوا الأغلبية مرة أخرى”.

لقد انطلق الاحتجاج الجماهيري بعد الكشف عن اجتماع سري للمتطرفين اليمينيين في بوتسدام في نهاية نشرين الثاني الفائت، تناول خططا لطرد ملايين المهاجرين، بما في ذلك حملة الجنسية الألمانية. وقالت زعيمة الحزب ا الديمقراطي الاجتماعي، ساسكيا إسكين، إن هذه الخطط أدت إلى “رعب شديد” بين أوساط واسعة من السكان و”يبدو أن الحدث كان بمثابة صدمة إيقاظ للأغلبية الصامتة الكبيرة في بلدنا”.

أهمية الاحتجاجات

الاحتجاجات تمثل مؤشرا مهما للغاية يحمل رمزية كبيرة، خاصة في “عام الانتخابات الكبرى”: انتخابات البرلمان الأوربي، وانتخابات عدد من برلمانات الولايات في المانيا. لقد شكلت التعبئة على مستوى ألمانيا ضد التطرف اليميني، تفوقا لحركة الاحتجاج الديمقراطية على نفسها، واتسعت إلى ما هو أبعد من الشبكات المناهضة للفاشية وتحالفات المجتمع المدني المعروفة. وشارك فيها مواطنون ابتعدوا عن المشاركة في الشأن العام، بما في ذلك سكان القصبات الصغيرة، في شرق المانيا، حيث صعود اليمين المتطرف يمثل مشهدا فريدا.

لقد شكل الكشف عن الخطط العنصرية السرية، واهتمام الإعلام الواسع فيه، عاملا مهما في استنهاض وتجميع القوى، وتسليط الضوء على المواقف المناهضة للإنسانية والديمقراطية ــ والتي أصبحت الآن متاحة كأهداف سياسية ملموسة، واعادتها إلى الوعي العام مرة أخرى، ونشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، بشكل جعل الكثيرين يتلمسون خطر ما يحدث.

آفاق الحدث

من المهم جدا إيقاظ المترددين والهادئين للغاية.  والاحتجاجات تمثل وجها واحدا من العملة. اما الوجه الثاني فهو التواصل مع الذين ابتعدوا بالفعل عن الثقافة الديمقراطية.  وتبيان خطورة العيش في مجتمع يقوده اليمين المتطرف والنازيون الجدد. ومن الضروري فضح وعود حزب البديل من أجل ألمانيا الكاذبة، وهناك حاجة أيضاً إلى طرح سياسة حقيقية من مختلف الأحزاب الديمقراطية. ولا ينبغي لحزب البديل من أجل ألمانيا أن يكون بديلاً. والمعركة الجارية في جوهرها، معركة للدفاع عن الديمقراطية في إطارها العام، ولكنها تمثل فرصة لترسيخ القيم التقدمية، باعتبارها ضمانا لاستمرار الديمقراطية وتعميقها.

إن ساحات النقاش البناء مهمة للتماسك الاجتماعي. واليمين المتطرف يسعى لتحقيق الانقسام بشأن القيم المشتركة، ولهذا أطلق حزب البديل من أجل المانيا على جريدته اسم “الانفصال”: إنهم يريدون الانقسام، ويريدون تدمير هذا المجتمع وإقامة نظام مناهض للحداثة والحريات. والوسيلة الوحيدة للمواجهة هو الحوار الجدلي سوية بشأن المستقبل لاجتماعي، حول مضامين تمتد من العدالة الاجتماعية والبيئية، إلى نظام الملكية. ومن الضروري اجراء هذه المناقشات دون أي خوف التواصل مع أوسع الأوساط.

 فرص تجاوز السائد

انطلاقا من أن الأزمات الراهنة هي جزء من الديمقراطية الليبرالية، وبعيدا عن التفاؤل الديمقراطي، من المناسب أيضاً، مناقشة ما مدى قدرة الأطر الليبرالية على احتواء المشاكل. لقد أصبحت التناقضات المتأصلة ونتائجها أكثر وضوحا. ويؤثر النظام غير المتكافئ هيكليا، الذي يتبنى أساليب مدمرة في الإنتاج والاستهلاك، بشكل متزايد على المجتمع ويثير أزمات سياسية وأزمات في الشرعية. وفي نهاية المطاف، يشعر الكثير من الناس أن الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو. وبالتالي فإن التحدي يكمن في مناقشة الرؤى والمفاهيم الفعالة مع بعضها البعض، ومواصلة دفع عملية التحول الديمقراطي في المجتمع. ومستقبلا ستزداد الأمور سوءا. ولمعالجة ثغرات البدائل، من الضروري تطوير أفكار أكثر تقدمية وديمقراطية في سياق مناقشة آفاق المستقبل.

وبالتالي فالاحتجاجات الديمقراطية لا تحافظ على الوضع الراهن فقط، بل تمثل فرصة لتجاوزه.

*******************************************************************************************

الصفحة السابعة

فلاحو ديالى يفقدون أراضيهم الزراعية  بسبب انحسار مياه النهر

بغداد ـ طريق الشعب

تزداد معاناة الفلاح العراقي عاماً بعد آخر، في ظل تأزم الوضع البيئي وما ينتجه من قلة الأمطار، بالإضافة إلى انحسار كميات المياه الواردة من دول المنبع. وفي ديالى تحديداً يحذر الفلاحون من اختفاء الأراضي المزروعة، ما لم تتدخل الحكومة.

وبحسب مصادر حكومية فإن ديالى تضم أكثر من 135 ألف دونم من البساتين المسجلة رسمياً، لا تتجاوز المساحات المجرفة منها سوى 4000 دونم حتى منتصف العام الماضي، حسب مديرية الزراعة في المحافظة.

تخسفات إيجابية

يقول عقيل اغاجان (يعمل في بيع وشراء العقارات الزراعية بالمحافظة)، إنّ “الفلاح في المنطقة بات يتحمل ضعف المسؤولية في عملية الزراعة، خاصة بعد اختفاء الدعم الحكومي وانحسار كميات المياه في نهري دجلة والفرات، واضطراره إلى توفير الأسمدة بنفسه”، مبيناً أنه “في السنوات السابقة، كانت الحكومة ترش الأراضي الزراعية بمبيدات تحمي المزروعات، اما اليوم فبات الفلاح يسعى للحفاظ على المزروعات بشكل فردي، وفي أغلب الاحيان دون ان يحقق نتائج بسبب انتشار بعض الحشرات المضرة”.

ويضيف اغاجان لـ “طريق الشعب”، أن “العديد من الفلاحين أصبحوا يتوجهون إلى بيع أراضيهم او تحويل جنسها، لما تسببه لهم من خسارة مالية كبيرة. ففي أطراف قرى العنبكية وغيرها من القرى التي تتواجد على ضفاف نهر ديالى، تشهد البساتين تخسفات ازالت جزءا من أراضيها”.

ويستدرك قائلاً ان “هناك حسنة واحدة في هذا الأمر، وهي ظهور ينابيع مياه ذات مستوى أملاح منخفض وتصلح للزراعة، وراحت تتدفق إلى النهر بشكل مباشر”.

قد تختفي!

 يقول محمد سلمان (أحد مزارعي قرى العنبكية)، إن “التخسفات ضربت قبل بضعة أشهر عددا ليس بالقليل من البساتين القريبة من النهر، وذلك بسبب انحسار مياه نهر ديالى لفترات طويلة وبنسب عالية، وبروز عيون مياه ساهمت بتآكل الضفاف وانهيارها بشكل شبه كامل”.

ويؤكد سلمان لـ “طريق الشعب”، أن “الينابيع التي ظهرت تحوي مياها أكثر عذوبة من نهر ديالى، ويصلح استعمالها للزراعة”، مضيفا أنه “يزيد عمر بعض الأشجار في هذه المنطقة على أكثر من قرن”.  وطالب سلمان بتكثيف الدعم الحكومي وتعويضهم عن الخسائر الفادحة التي تحملوها. فيما حذّر من اختفاء البساتين في محافظته بسبب العوامل المناخية والإهمال الحكومي.  ويشتهر بستان سلمان بزراعة نخيل التمر، بأصناف متعددة تزيد على 50 صنفا بينها البرحي والمجهول والأشرسي والقرنفل والتبرزل الموصوف بأنه حلم الشعراء والملوك.  وبعد جني المحصول تتم تعبئته في سلال تحتوي الواحدة منها على 2 كغم أو أقل من ذلك بقليل، ويعرض في الأسواق بأشكال جذابة، حيث تباع السلة بـ 3-5 ألف دينار عراقي، تبعاً لحجم ونوع الرطب.

منتج الخس

من جانبه، يقول مسؤول إعلام دائرة الزراعة في محافظة ديالى، محمد المندلاوي أن “الموسم الحالي شهد غزارة في زراعة وإنتاج محصول الخس وبجودة عالية، بفعل الأمطار واستخدام تقنيات الري الحديثة، مقارنة بالأعوام السابقة “، مشيرا إلى ان “الخس العراقي طرد المستورد من الأسواق بشكل نهائي، لأول مرة منذ سنوات”.

ويبيّن المندلاوي لـ “طريق الشعب”، أن “الخطة الشتوية شملت 19 مقاطعة زراعية وهي أقل من المواسم الماضية من ناحية المساحة. كما تم تقليص الدعم للفلاحين واقتصر على تزويد بعضهم بالبذور”، مرجعا السبب إلى “التحديات المائية، وانحسار خزين السدود الرئيسية منها حمرين”.

فيما أشار إلى وجود خطط لتوسيع زراعة محصول الخس في المواسم القادمة، حيث سيؤدي تحسن الوضع المائي، إلى زيادة الخطة الزراعية.

*********************************************************************************************

لمصلحة مَنْ فَتحُ السوق المحلية  أمام الطماطم المستوردة؟

عبد الكريم عبد الله بلال*

قبل أيام أعلنت مديرية زراعة النجف عن أن محافظة النجف حققت الاكتفاء الذاتي من منتوج الطماطم فقد بلغ الانتاج اليومي (١٠٠٠) طن من الطماطم في حين أن الاستهلاك اليومي للمحافظة (٢٠٠) طن وبالتالي الفائض من الناتج  (٨٠٠) طن يتطلب تصديره إلى بقية المحافظات العراقية أو تحويله إلى معجون الطماطم، وهذا لا يمكن تحقيقه في ظل ضعف الصناعات التحويلية وقلة معامل معجون الطماطم على الرغم من قيام وزارة الزراعة باستيراد العديد من معامل المعجون قبل عدة سنوات والتي بقيت مركونة في مخازن شركة التجهيزات الزراعية ولم يتم استثمارها لا من الفلاحين ( الجمعيات الفلاحية ) او التجار والصناعيين العراقيين. واليوم تتكرر نفس المعاناة لمنتجي الطماطم في البصرة الزبير حيث يشكو الفلاحون من وفرة الانتاج! وبقائه محملاً في السيارات أمام علاوي الخضرة وذلك بسبب فتح الاسواق امام الطماطم الايرانية أضافة لمضايقات الكويتيين للفلاحين في الزبير، وعلى الرغم من جودة الطماطم العراقية الا ان المستهلك لا يقدم على شرائها بسبب ارتفاع سعرها عن المستورد الإيراني، نقول الا توجد حلول لإنقاذ الفلاح العراقي منتج الطماطم وغيرها من الخضر والمحاصيل من الخسارة المتواصلة وما يترتب عليها من هجرة الفلاح لأرضه وبالتالي الزيادة في عمليات التصحر وما لها من تأثير على البيئة أضافة لازدياد البطالة وما لها من تأثيرات اجتماعية مثل الجريمة والجريمة المنظمة وزيادة وانتشار المخدرات …. لذلك نقترح:

اولاً -أيقاف استيراد اي منتوج في حالة زيادة انتاجه ووفرته في الأسواق المحلية وعلى قسم الاقتصاد في وزارة الزراعة متابعة ذلك وبدقة وفي كافة المحافظات.

ثانياً - إعداد دراسة دقيقة من قبل الهيئة العامة للاستثمار في وزارة الزراعة ومديرياتها عن حاجة العراق إلى المعامل والمصانع التحويلية في القطاع الزراعي.

ثالثاً - دعوة الرأسمال الوطني الشركات والتجار والصناعيين العراقيين واتحاد الجمعيات الفلاحية للاستثمار في القطاع الزراعي من خلال الاعلان والندوات مع تسهيل الفرص الاستثمارية لهم وتسهيل عمليات الاستيراد للمعامل والمصانع التحويلية.

رابعاً - دعوة المصرفين الزراعي والصناعي لتسهيل شروط التسليف للمستثمرين في قطاع الصناعات التحويلية الزراعية.

خامساً - دعوة وزارة الداخلية وقواها الأمنية لمراقبة المنافذ الحدودية ومنع دخول المواد الزراعية بشكل غير شرعي.

ـــــــــــــــــــــــــــ

* مهندس زراعي استشاري

*******************************************************************************************

إقليم كردستان يفرض ضرائب على المنتجات الزراعية المستوردة

أربيل ـ طريق الشعب

قررت حكومة إقليم كردستان، فرض المزيد من الضرائب على المنتجات الزراعية المستوردة من الخارج.

وذكر وزير التجارة والصناعة في إقليم كردستان، كمال مسلم، أن “حكومة الإقليم فرضت مزيداً من الضرائب على المنتجات الزراعية المماثلة المستوردة وذلك لحماية ودعم المنتج المحلي”. وتابع مسلم، ان “هذا الاجراء يهدف إلى حماية المنتج المحلي من محصول الطماطم للموسم الزراعي الحالي، ودعم الفلاحين.

وفي وقت سابق، قررت وزارة الزراعة والموارد المائية في إقليم كردستان، منع استيراد وإدخال الطماطم إلى الاقليم وذلك من خلال التنسيق مع الحكومة الاتحادية.

من جانبها، أعلنت وزارة الزراعة ومصادر المياه في حكومة إقليم كردستان، عن الاتفاق مع الحكومة الاتحادية على بناء أربعة سدود إستراتيجية.

وقالت وزيرة الزراعة بيكرد طالباني في مؤتمر صحفي، إن الوزارة توصلت لاتفاق مع الحكومة الاتحادية وسيتم الشروع بناء السدود الأربعة خلال العام الحالي.

وأضافت أن حكومة الإقليم وعلى الرغم من الأزمات التي عانت منها إلا أنها تمكنت من بناء ثمانية سدود متوسطة الحجم، مؤكدة المضي في عملية خزن المياه عن طريق إقامة السدود والنواظم.

يذكر أن هناك 23 سداً في عموم مناطق إقليم كردستان تستهدف إنتاج الطاقة الكهربائية والإرواء والسياحة والعديد من المجالات الأخرى في الاستفادة من السدود.

وتأتي هذه الخطوات في إطار مساعي التشكيلة التاسعة لحكومة إقليم كوردستان للمحافظة على المياه والوقاية من تأثيرات الجفاف.

***********************************************************************************************

خبير زراعي: طرق دعم الفلاحين عديمة الفائدة!

متابعة ـ طريق الشعب

أكد الخبير الزراعي، عادل المختار أن “القطاع الزراعي العراقي يعاني من تدهور كبير وصل إلى مرحلة خطرة في ظل الظروف الحالية من أزمة المياه، وتكلفة الإنتاج العالية التي لا تنافس المستورد، والتسويق الزراعي”.

وقال المختار، كما أن “الطرق التي يعتمدها العراق منذ سنوات من دعم الفلاحين والمزارعين ومنع الاستيراد، هي طرق عديمة الفائدة، لأن أي متغير في السوق سوف يتسبب بالخسارة للقطاع الزراعي”.

وأضاف انه “نتيجة لهذه العوامل الثلاثة، هناك تدهور لقطاعات كثيرة، منها توقف تربية الأبقار، وتعثر الزراعة وعدم توسعها بسب التسويق الزراعي، وأيضاً تعطل الطائرات الزراعية منذ سنوات، وتعثر الإرشاد الزراعي وعدم ممارسة دوره الحقيقي، كما أن البساتين تعاني من وضع مترد خاصة البساتين القديمة التي تعتمد على طرق الري التقليدية في ظل أزمة المياه”.

وحذّر المختار، بأن “الجفاف قد يستمر لسنوات مقبلة في ظل توقعات تشير إلى أن الصيف المقبل هو الأسوأ في تاريخ العراق، ما سيلقي بظلاله على القطاع الزراعي وسيؤدي إلى هجرة الريف نحو المدينة”.

*********************************************************************************************

هل يعود العراق الى زراعة الشلب مجدداً؟

متابعة ـ طريق الشعب

عاد الأمل مجددا لمزارعي الشلب بعد اعلان وزارة الزراعة نجاح تجربة زراعة بعض أنواعه في محافظة النجف، الامر الذي يفتح الباب امام إمكانية عودة زراعته بعد انقطاع دام عامين.

ويقول المتحدث باسم وزارة الزراعة محمد الخزاعي، أن “محطة أبحاث المشخاب نجحت في استزراع هذا الصنف المهم واستنباط صنفين جديدين رز الغري والياسمين عبر زراعتهما بطرق الري الحديثة باستخدام المرشات، ما يفتح الباب لتعميم هذه التجربة في الموسم المقبل، وإعادة زراعة هذا الصنف على شكل واسع في محافظات النجف والديوانية والمثنى”.

وكانت وزارة الزراعة اتخذت قراراٌ بتعليق زراعة الأرز في موسمي 2022 و2023 على التوالي، بسبب أزمة المياه الناجمة عن قلة الإمدادات المائية الواردة إلى نهري دجلة والفرات وتراجُع معدل سقوط الأمطار، في عام 2018، ولمواجهة جفاف قاس غير معهود.

وأعلنت وزارة الزراعة العراقية نجاح دائرة البحوث الزراعية في زراعة الأرز من صنف “الغري” باستخدام نظام السقي بالمرشات في قضاء المشخاب بمحافظة النجف.

وأوضح وزير الزراعة عباس جبر المالكي أنه جرى التحول بمحصول الشلب من خلال المرشات الثابتة، وكانت محطة أبحاث (المشخاب) إحدى أقضية محافظة النجف بوسط البلاد محلًّا لزراعة عدة أصناف من الرز.

وأوضحت الوزارة في بيان أن الإنتاج مشجع بأكثر من طن للدونم الواحد (الدونم يعادل 2500 متر في العراق) بزراعة صنف (الغري)، بالإضافة إلى صنف (الياسمين)، والصنفان حققا نجاحًا كبيرًا، لذلك ستجري زراعتهما بكميات كبيرة في الموسم المقبل.

التجربة نُفذت من خلال تقييم أداء خمسة أصناف من الأرز تحت نظام الري بالمرشات الثابتة، والأصناف هي (عنبر33) و(الياسمين) و(الفرات) و(دجلة) والصنف الجديد (الغري)، كما يقول عبد الكاظم جواد موسى، المدير التنفيذي لبرنامج إكثار بذور الرتب العليا لمحصول الأرز بالوزارة.

يوضح موسى أن (الغري) هو ”تركيب وراثي مستنبط من التهجين بين صنف عنبر 33 وصنف الفرات، وتم تسجيله واعتماده في عام 2022 “.

”نتائج التجربة أظهرت تفوق صنف الغري على بقية الأصناف في صفات المحصول ومكوناته“، وفق موسى .

يقول موسى: ”تنفيذ التجربة سيعاد في الموسم المقبل في عدة مواقع، من بينها حقول إيضاحية لدى المزارعين، ومن ثم تسجيل التوصيات اللازمة لهذه التجربة“.

بلغ إنتاج العراق من الأرز عام 2022، 11 ألف طن فقط، بانخفاض قدره أكثر من 97% عن عام 2021، الذي بلغ فيه الإنتاج أكثر من 422 ألف طن.

يشرح الخبير الزراعي المهندس تحسين علي محمد، أن موسم زراعة الشلب يستغرق ٤-٥ أشهر، ويُزرع بين مايو ويونيو، ويُحصد بين أكتوبر وبداية نوفمبر، وخلال مدة الإبذار ونمو الباذرات لا بد من الغمر بالمياه وحتى بلوغ ارتفاع السيقان نحو ١٥ سنتيمترًا، ويحتاج إلى أجواء الرطوبة العالية حتى نضج السنابل وعقدها.

ويستطرد: ”حتى لو استُخدم الري بالرش يجب أن تتوافر الرطوبة المطلوبة، أو بمعنى آخر تقارُب مدد الري، وبعد اكتمال النضج يمكن استخدام الرش، شريطة تقارب المرات لحين التأكد من جفاف السنابل، وتكون في أواخر شهر سبتمبر ومنتصف أكتوبر قبل الحصاد“.

لذلك يقول محمد: ”إن التجربة تنجح أكثر في مناطق الأهوار“، مشيرًا إلى أن ”المرشات يمكن استخدامها في جميع المحاصيل الحقلية“.

والتجربة تتسق مع ما أوصت به دراسة نُشرت عام 2022 أجريت في كلية علوم الهندسة الزراعية بجامعة بغداد، من الاتجاه إلى استخدام أنظمة الري الحديثة مع الأرز في حالة وجود شحة مائية.

يؤكد مدير الموارد المائية في محافظة النجف شاكر فايز، أن ”الهدف من التجربة هو تخفيف الضغط على المياه المستهلكة وتقليلها“، مشيرًا إلى أنه عند تعميم التجربة في المناطق القابلة لزراعة الأرز سوف تكون فعالة، خاصة وأن لدى الفلاحين مساحات كبيرة للزراعة.

ويرى فايز أن ”النجاح يتمثل في تطور القدرات الفنية وتقليل استهلاك المياه، وهذه مؤشرات مشجعة جدًّا“، منوهًا بسعي الوزارة لنشر تلك التجربة في عموم البلاد من خلال زيارة المواقع الصالحة للزراعة ولقاءات الفلاحين.

*********************************************************************************************

الصفحة الثامنة

نساء ضد الحرب..  لتسقط كل الأسلحة

ترجمة وإعداد: علي السالم

جونيلا لوندال  (كاتبة وناشطة نسائية)

نريد أن نتحدث عن السلام، ففي كواليس المحادثات العامة الجارية لتوسيع حلف شمال الأطلسي ودعم حكومة كييف والضخ المتواصل للأسلحة من أجل تغذية الحرب في غزة، تتسرب في الغالب سموم الشعور بالتفوق ومعاداة السامية وكراهية الإسلام، بحجة حماية الأمن!

في الأسابيع الأخيرة، لقي الآلاف من الفلسطينيين حتفهم جراء القصف الأسرائيلي على غزة، وكان 70 بالمائة منهم من النساء والأطفال، حسب تقارير منظمة الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين الأونروا. وتشير وزارة الصحة في تل ابيب إلى مقتل أكثر من 1200 شخص وإصابة ما يقرب من 3500 آخرين. ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، فأن أكثر من 3450 طفلا قتلوا في غزة خلال الحرب التي اندلعت في 7 تشرين الأول.

نساء من أجل السلام

نريد أن نتحدث عن السلام، عن نضال نساء العالم من أجله. نذهب للمكتبة للبحث عن دور النساء المدافعات عن السلام. نتصفح كتب التاريخ ونقرأ كيف تعرضت النساء اللاتي ناضلن من أجل السلام، مرارًا وتكرارًا للسخرية والرسوم الكاريكاتورية، إذ أعتبرت أفكار السلام أصلاً مخصصة فقط للنساء المسنات والرجال المحنطين.

في قبو المكتبة، نجد بيرثا فون سوتنر، التي تولت وظيفة السكرتيرة الخاصة لألفريد نوبل، وأصبحت في نهاية المطاف من جماعات الضغط القوية من أجل السلام وألهمت ملك الديناميت لتأسيس جائزة نوبل للسلام، واصدرت كتابها الشهير (تسقط الأسلحة) في العام 1889، وكيف تمكنت بيرتا من التأثير الإيجابي على قرارات مؤتمر السلام في لاهاي عام 1915.

وفي الطابق السفلي أيضاً توجد إلين كي التي ترسم صورة فون سوتنر كرسولة للسلام في كتاب امرأتان رائدتان في الكفاح ضد الحرب، والذي صدر في عام 1918. بدأت إلين كي بنفسها كتابها الأكثر مبيعًا «قرن الطفل» من خلال تشبيه القرن الجديد بطفل عارٍ يهبط على كرة مليئة بالأسلحة، وكانت قد اصدرت قبلها كتاب «الحرب والسلام والمستقبل» في 1914.

ونجد أيضًا إلين فاجنر التي كانت ناشطة سلام وصحفية وكاتبة، والتي شاركت في مؤتمر المرأة العالمي في لاهاي عام 1915، واطلقت بكتابها (المنبه) في العام 1941، نداء اليقظة الذي جعل الكثير من الناس يستيقظون، ويدركون الحاجة لصنع السلام بشكل مشترك بإعتباره قضية وجودية معاصرة.

وعند المدخل، نجد المدافعين عن السلام، وهم يحتفون بمرور قرن على ولادة الناشطة سارة ليدمان، إحدى أقوى أصوات السلام والمقاومة المدنية في العصر الحديث. ففي عام 1960 ذهبت إلى جنوب أفريقيا وبعد سنوات قليلة إلى كينيا حيث كتبت روايات سياسية. في عام 1966، صدر كتاب التحقيقات «محادثات في هانوي» بعد إقامة لمدة شهر في فيتنام. قي عام 1967، كانت واحدة من أعضاء محكمة راسل في ستوكهولم إلى جانب برتراند راسل وجان بول سارتر وسيمون دي بوفوار، وهي محكمة أنشئت لمحاسبة الولايات المتحدة عن جرائم الحرب في فيتنام.

وفيما نحن منهمكات في البحث، ظهر وزير التراث الثقافي الإسرائيلي على الراديو وأقترح شن هجوم نووي على قطاع غزة، حتى لو تم التضحية بالرهائن، رغم الإدعاءات الرسمية لحكومته بأنها لا تمتلك أسلحة نووية. فتجمدت الدهشة على وجوهنا وأدركنا بأن الحديث عن السلام يبقى كما كان، غارقاً في جحيم الصراع على الموارد للوصول إلى طموحات النمو، ويبقون يعتبرون السلام أمراً ساذجًا ويوتوبيا مستحيلة.

كيف نستعيد الأمل بالسلام اليوم؟

في عام 1956، قالت سارة ليدمان « نحن لا نحترم السلام كما يستحق، ومع ذلك ندرك أنه أمر غير قابل للتصرف. لذلك نناشد الأمم المتحدة أن تنقذ السلام وفي إطاره تعيد الحرية للشعوب المضطهدة. وعندما نناشد الأمم المتحدة، يجب علينا أن نفعل ذلك باقتناع شديد. ليس هناك ما هو أخطر الآن من عبارات مثل «ما فائدة مما تقوله الأمم المتحدة، القوى العظمى تفعل ما تريد على أي حال».

هل تغير شيء منذ ذلك الحين؟ هل يمكن أن نتحدث عن السلام اليوم؟ ألم يأن الأوان للتذكير بقرار الأمم المتحدة رقم 1325 الذي صدر عام 2000، والمتعلق بحق المرأة في المشاركة وفي الأمن والسلام وإعادة الإعمار؟! ألم يحن الوقت للإصغاء لنداءات السلام التي تصدرها الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية (منظمة ICAN)، والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام في أوسلو، والتي تضم في صفوفها حوالي مائة جهة فاعلة تعمل ضد الأسلحة النووية، بما في ذلك أطباء ضد الأسلحة النووية، والجمعية السويدية للسلام والتحكيم، والنساء للنساء، والاتحاد النسائي الدولي للسلام والحرية؟! كيف يمكننا مواصلة الحديث عن السلام وعدد القتلى في غزة بازدياد، ومستشفياتها أصبحت خارج الخدمة تمامًا، بسبب نقص الوقود أو الكهرباء لتقديم الرعاية.

لماذا أصوات النساء مهمة جدًا؟

تجيب الدراسات على أن المجتمعات التي يتم فيها تمكين المرأة من المشاركة النشطة في السياسة والاقتصاد والثقافة والحياة المجتمعية، تكون أقل ميلاً للعنف وأكثر ديمقراطية واحتراماً لحقوق الإنسان. وعلى الرغم من ذلك، فإن النساء غائبات بشكل شبه كامل عن معظم مفاوضات السلام الرسمية وعن عمليات صنع القرار مما يترك دوماً عواقب سلبية على تنظيم اتفاقيات السلام وتنفيذها. في تشرين الثاني الماضي، كتبت بلسم كرم (*) تقول: مهمتنا الأصغر، نحن الذين نشتغل بالكلمات، يجب أن تكون في مكان ما لصياغة أنفسنا حول ما نراه. على الأقل، أن نكون مكبرات للمعلومات التي تأتي عن الحرب . هذا الخلل في قدرة الصوت على التحدث بوضوح عن المأساة، لكنه يبقى صامتا في وجه الواقع، يجعله بلا مصداقية ولا قيم بارزة.

لا أعلم. كل ما أعرفه هو أن سارة ليدمان ادعت عدة مرات أن عملها الرئيسي، جاء بفضل مشاركتها في الدفاع عن فيتنام.

وسيسيليا ويدنهايم (ناشطة أممية)

بدلا من الثلج، تسقط القنابل الآن على غزة، فيما تبقى أمنية الأطفال الوحيدة هي اللعب بسلام. وبدلاً من النور والفرح، تشتد المعاناة وعدم اليقين وتهز القنابل وعدوانية الجيش والرعب وفقدان الأحبة، أركان الحياة اليومية هناك.

إحصائيات مرعبة

ورغم أن لا أحد ينبغي أن يكون فوق القانون الدولي، فإن القصف الشامل لغزة، وزيادة العنف ضد المدنيين في بقية أنحاء فلسطين، لا يمكن تبريره بما جرى في 7 أكتوبر. فقد كان 70 بالمائة من الضحايا من النساء والأطفال. أرواح بريئة لا تحلم إلا بالعيش بسلام. الأمهات اللاتي يرغبن في رؤية أطفالهن يكبرون في سلام وأمان. الأطفال الذين ربما يحلمون بتعلم ركوب الدراجة أو السباحة أو مجرد الضحك واللعب مع أصدقائهم، فيما تنطفـئ، بدلا من ذلك، أضواؤهم.

تشير تقارير هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى أن هناك حاليًا حوالي 50000 امرأة حامل في غزة. وهذا يعني أن حوالي 5000 طفل سيولدون في بؤس غزة في الشهر المقبل، أي حوالي 180 طفلاً يوميًا. وتشير التقديرات أيضًا إلى أن ما يصل إلى أكثر من 10000 طفل أصبحوا بلا آباء بالفعل.

وبما أن المستشفيات ليس لديها كهرباء صالحة للعمل وغيرها من المعدات الضرورية، فإن الأمهات الحوامل ليس لديهن إمكانية الحصول على المساعدة. إن الأطفال حديثي الولادة الذين يولدون بمضاعفات ليس لديهم أي فرصة للبقاء على قيد الحياة نظرًا لعدم وجود المعدات الطبية المناسبة. يضطر الآباء الجدد إلى رؤية اطفالهم حديثي الولادة يموتون، دون أن يتمكنوا من فعل شيء لتجنب ذلك، إنها صدمة ستظل راسخة في ذاكرة وحياة هؤلاء الآباء إلى الأبد.

يجب أن يتوقف إطلاق النار، نحن المدافعات عن السلام، نطالب الأمم المتحدة، بأن تفعل شيئا وتنهي المعاناة والاحتلال وتعيد الأمن والسلام للمنطقة.

لينا ستينبرغ (كاتبة)

إنه العام الجديد 2024، وما زالت أحلام السلام، هي نفسها، معلقة في الهواء. هل يبدو ذلك مأساوياً؟ نعم، لكن هذا للأسف هو المدى الذي وصلت إليه الأمور، حيث يتم التضييق على المنظمات والشخصيات المدافعة عن السلام، فيما تقرع طبول الحرب، وتنتشر الدعوات للمزيد من التسلح. هل يمكن لأحد أن يتحدث عن مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا؟ بين الاسرائيليين والفلسطينيين؟ هل يمكن أن ندافع عن التضامن الدولي؟ هل يمكن أن نطالب بنزع سلاحنا واتباع سياسة عدم الانحياز؟ بالطبع لا. بل وأكثر، يمكن أن نتعرض للسخرية والتخوين، بسبب اسئلتنا هذه، وأن تُتهم بالعمالة لبوتين ومعاداة السامية ومناصرة التطرف «الإسلامي» وبالكثير من التهم الأخرى.

عودة للسلاح

إنه العام الجديد 2024، والعالم منهمك بإعادة التسلح. فوفقا لمعهد السلام، لا تزال الولايات المتحدة في المقدمة، بإنفاق ضخم يبلغ 292 مليار دولار سنويا على الدفاع، في وقت تضاعف فيه الإنفاق العسكري الروسي أكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 2000، وكان التسلح في الصين الأسرع، حيث تضاعف الإنفاق الحربي لأكثر من أربعة أضعاف خلال نفس الفترة، ومن المتوقع أن تحتل الصين المركز الأول في عشرينيات هذا القرن.

إنه العام الجديد 2024، ويبدو كل شيء وكأنه مألوف جدًا. أوجه التشابه مع السنوات التي سبقت عام 1914 تبدو مخيفة. من المؤكد أننا نتذكر دروس التاريخ المدرسية حول الحرب العالمية الأولى، كيف تصاعدت فيها الأفكار القومية العنصرية واشتد سباق التسلح والعسكرة المتطرفة، وتم اختبار آلات قتل جديدة وأسلحة كيميائية وقنابل، وتم إنفاق مبالغ فلكية على أجهزة الحرب في العالم، حتى بات اندلاع الحرب، التي أدت لمقتل 10 ملايين جندي و7 ملايين مدني، أمر لا مفر منه. ولكن، لابد أن نتذكر أيضاً بأنهم أسكتوا حينها حركات السلام وقمعوا الأصوات المعارضة لإعادة التسلح، كما يحدث اليوم تماماً.

لنقاوم الحرب إذن!

ورغم ذلك، تأسست في ألمانيا في العام 1914 منظمة Deutsche Liga für Menschenrechte، وهي منظمة لحقوق الإنسان، ضمت ألبرت أينشتاين وليلي جاناش وستيفان شفايغ وغيرهم، ونشطت عشرات المنظمات الأخرى، ولا اعتقد انه بدون ذلك النشاط، كان يمكن لعصبة الأمم أو للأمم المتحدة أن ترى النور!

ورغم صعوبة الواقع اليوم، فإن النزعة السلمية ما زالت قوية لدى الناس، لذلك دعونا نقاوم حرارة الحرب، دعونا نقف مستعدين، معًا، ونتجرأ على الإيمان بأننا سننتصر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

* كاتبة سويدية من أصل عراقي

**************************************************************************************

الصفحة التاسعة

علي الحمادي على رادار إيبسويتش تاون

متابعة ـ طريق الشعب

أفاد موقع «The Sportsman» المتخصص بالأخبار الرياضية، امس الاثنين، بأن نادي إيبسويتش تاون الإنكليزي يقترب من التعاقد مع مهاجم المنتخب العراقي علي الحمادي.

وبحسب الموقع فإن علي الحمادي البالغ من العمر 21 عامًا على وشك التوقيع مع إيبسويتش تاون، حيث ينتهي عقد الحمادي مع ويمبلدون في حزيران 2025.

فيما ذكر موقع «eadt» أن قيمة الصفقة ستزيد قليلًا عن مليون جنيه إسترليني مع إضافات أخرى.

***************************************************************************************

كاساس: الحَكَم سرق الفوز العراق يودع بطولة آسيا بالخسارة أمام الأردن

متابعة ـ طريق الشعب

تعرض أسود الرافدين للهزيمة أمام المنتخب في الدقائق الأخيرة من المواجهة المثيرة بعد سيناريو درامي، عقب اللعب بنقص عددي جعلتهم يتلقون هدفين في الوقت المضاف بدل الضائع (3-2)، بعد أن كانوا متقدمين (2-1).

وعقب المباراة تعرض الحكم الإيراني الى عاصفة من الانتقادات الذي أدار مباراة المنتخب الوطني العراقي أمام نظيره الأردني في جولة الأقصاء في بطولة كأس آسيا.

وتسبب طرد الحكم الإيراني للمهاجم العراقي أيمن حسين، بخسارة المنتخب العراقي بثلاثة اهداف، بعد أن كان متقدمًا بهدفين.

واعتبر الجمهور العراقي أن طرد حسين كان غير عادل، وأنه جاء بسبب احتفاله بالهدف بطريقة استفزازية، حيث جلس على الأرض وقام بتقليد حركة الأكل، في إشارة إلى طريقة احتفال لاعبي المنتخب الأردني بعد تسجيلهم الهدف الأول.

أكد مدرب المنتخب الوطني العراقي خيسوس كاساس أن انتصار المنتخب على الأردن “سُرق” من قبل الحكم الإيراني.

وقال كاساس في المؤتمر الصحفي عقب المباراة: “الانتصار على الأردن سُرق من قبل الحكم.. لا يمكن طرد بسبب احتفال لاعب، هذا غير موجود في كرة القدم.. بنفس الحالة للاعبي الأردن، لم يفعل الحكم شيئًا، ولم تكن هناك عقوبات إدارية، إنه شيء غريب!”.

وقال الإعلامي الرياضي مصطفى الآغا في تغريدة على منصة أكس: “لا اظنه اساء أبداً وبقناعتي لا يستحق الطرد”.

من جانبه، أكد المحلل الرياضي واللاعب القطري السابق ماجد الخليفي، أن “الحكم أخطأ اليوم في الإنذار الأول وفي الإنذار الثاني لأيمن حسين واحتفاله كان طبيعياً كردة فعل”.

************************************************************************************

كيف قلب سينر تأخره الى إنتصار تاريخي أمام ميدفيديف؟

ملبورن ـ وكالات

كتب الإيطالي يانيك سينر، التاريخ بالتتويج بلقب أستراليا المفتوحة أمس الأحد، بعدما قلب تأخره في النهائي أمام دانيل ميدفيديف إلى انتصار بنتيجة (3-6)، و(3-6)، و(6-4)، و(6-4)، و(6-3)، ليتوج بأول ألقابه في الجراند سلام.

يأتي ذلك بعدما فرض ميدفيديف هيمنة كبيرة في بداية المباراة وتقدم (6-3)، و(5-1)، و(15-15) على شوط الإرسال، ومن بعد تلك النقطة سدد الروسي إرسال وتبعه بتسديدة بالفورهاند في الشبكة، ومن ثم بدأت المباراة تنقلب بصورة درامية للإيطالي مع تراجع كبير في مستوى الروسي.

وعانى ميدفيديف كثيرًا للفوز بالمجموعة الثانية، وكان ذلك مؤشرًا لما سيحدث في باقي المباراة بعدما وجد سينر بريقه المفقود من تلك المرحلة ولم يتراجع، ففي لمح البصر فقد ميدفيديف سيطرته على التبادلات المطلقة ليعاني للفوز بأني نقطة.

وشعر سينير براحة كبيرة في تسديد الكرات، وبدروه لم يجد ميدفيديف تلك الراحة إلى نهاية اللقاء.

النقاط من الخط الخلفي

بدأ سينير النهائي بصورة ضعيفة في التبادلات من الخط الخلفي، وظهر كما لو كان يرغب فقط في إعادة الكرات دون القدرة على تسديدها في أماكن ذات فاعلية في أرض الملعب، ومن ثم انقلبت الأمور وأصبح ذلك حال ميدفيديف بداية من نهاية المجموعة الثانية.

ففي أول مجموعتين فاز سينير بـ 38 بالمائة فقط من التبادلات من الخط الخلفي، لكن بعدها وجد السرعة المناسبة والارتفاع والدوران والعمق المطلوب، ليزعج ميدفيديف كثيرًا، ليفوز بـ 63 بالمائة من التبادلات في آخر مجموعتين، بحسب موقع رابطة اللاعبين المحترفين.

طول التبادلات

لم يتألق سينير في التبادلات القصيرة (0-4) في أول مجموعتين بالفوز بـ 43         بالمائة منها، في الوقت الذي أظهر فيه الروسي حينها الصلابة، وتغيرت الأمور في المجموعة الثالثة بفوز الإيطالي بـ 61 بالمائة من التبادلات القصيرة، وفي آخر 3 مجموعات فاز سينير بـ 58 بالمائة منها.

الضربات الأمامية والخلفية

لم تعمل التسديدات الأمامية لسينير في بداية المباراة، بتسديد 5 كرات قاضية فقط في أول مجموعتين ومرتكبًا 17 خطأ مباشرا، وفي المجموعات الثلاث التالية سدد 17 كرة قاضية وارتكب 26 خطأ.

بدوره، سدد ميدفيديف 8 تسديدات قاضية بالفورهاند في أول مجموعتين، لكنه لم يسدد سوى 5 كرات قاضية في المجموعات الثلاث التالية.

وسدد ميدفيديف 8 كرات قاضية بالباكهاند مقابل 5 لسينر، في الوقت الذي حسمت في المواجهة عن طريق التبادلات من الخط الخلفي.

وبشكل عام، فاز سينير بـ 142 نقطة مقابل 141 نقطة لميدفيديف خلال المواجهة، لكن كما كان واضحًا، سيطر الروسي على أول 85 دقيقة ليفوز بأول مجموعتين، وفرض سينير الهيمنة في الـ 139 دقيقة التالية ليفوز باللقب.

****************************************************************************************

وقفة رياضية.. قيادة الأندية الرياضية أساس نهوض الرياضة العراقية

منعم جابر

الكل يعرف أن قيادة الرياضة العراقية هي قدرة وكفاءة القيادة وأساس نجاحها هو امكانياتها على فرز وإيجاد قيادات في الأندية كفوءة ومتمكنة، أي أن الأندية الرياضية وقدرتها في إيجاد قيادات كفوءة وقدرات عالية قادرة على التفاعل مع الواقع الرياضي وامكانيات صناعة كفاءات علمية وأكاديمية رياضية تحمل مواصفات متميزة قادرة على صناعة قيادات رياضية متمكنة تتصف بقدرات عالية وامكانيات علمية متطورة. أما أن نجد أن القطاع الرياضي ومؤسساته الأولى (الأندية الرياضية) تقودها كفاءات وقيادات جاهلة ومتخلفة هنا يحصل الإخفاق والفشل وبالتالي نجد أن هذه المؤسسات الرياضية  (الأندية الرياضية) فاشلة وبقيادات نصف أمية وليس لها مواصفات نموذجية عالية المستوى هنا يحصل (الطلاق) بين هذه المؤسسات الرياضية (الأندية الرياضية) التي نعتبرها روح الرياضية العراقية وأساسها، أما من يعمل على إبراز قيادات فاشلة ونصف متعلمة فأنه سوف يحكم على هذا القطاع فالفشل الأكيد، فالأندية الرياضية مؤسسات تسعى الدولة ان ترعاها وتديمها وتواصل دعمها فلا يجب ان يتحكم بها الجهلة والفاسدون لأنهم أساس (بلاوي) الأندية الرياضية ومشكلتها الأساسية، لهذا السبب نطالب بإصدار قانون جديد للأندية والاتحادات الرياضية يساهم في إبعاد المشبوهين والفاسدين والجهلة ومن أصحاب السوابق، لأن رياضة الوطن عرفت الكثيرين من  أصحاب السوابق والمتلاعبين بالمال العام وهنا يتوجب علينا أن نبعد كل العناصر الفاسدة، وان نخطط لرياضتنا ان تكون رياضة نظيفة وان يكون العاملون فيها على قدر المسؤولية والكفاءة والنزاهة وإبعاد المشبوهين والفاسدين والمتلاعبين بالمال العام ومن أصحاب السوابق والفاشلين في الانتخابات السابقة واعتماد مبدأ إعادة الثقة بالهيئة الإدارية للأندية الرياضية كل سنتين لتطهير الهيئات الإدارية من الكسالى والمتلاعبين. لأننا نطالب ان تكون الهيئات الإدارية واعضاؤها ومكاتبها شعلة من النشاط والحركة وأداء الواجب والمهام بشوق ولهفة وتقديم النماذج المخلصة والوفية لرياضتها وانديتها، أما أن نجد أن الأندية الرياضية ان تعتمد في تحركاتها وعملها على شخص واحد او اثنين من أعضاء إداراتها أمام الباقي فأنهم يغطون في نوم عميق، وقد تجدني عزيزي القارئ مهتماً بواقع الهيئات الإدارية وقياداتها في الأندية الرياضية التي تتواجد في الساحة الرياضية فأنها ستكون هي الهيئة العامة للاتحادات الرياضية ومنها ستبرز الهيئات الإدارية للاتحادات الرياضية وعندها سنجد نماذج كسولة وفاشلة وفاسدة في إدارات الاتحادات الرياضية والتي ستشكل أساس الهيئات العامة لقيادة الرياضة العراقية وهنا الطامة الكبرى أي الهيئة العامة للجنة الأولمبية الوطنية العراقية قائدة الرياضة العراقية، عليه أقول وأطالب الجهات الرسمية المشرفة على الرياضة العراقية أن تعتني بقيادة الأندية الرياضية وتهتم بها لأنها أساس الرياضية والطابوقة الاولى لرياضة الوطن. وعلى هذا الأساس نسمي أنديتنا الرياضية بأنها الحجر الأساس لرياضة الوطن، عليه أقول لقيادة الرياضة ان يهتموا بقانون الأندية الرياضية ويحسنوا تشريعه ويحددوا تفاصيله وأن يؤكدوا على إبعاد الطارئين والفاشلين والفاسدين من العودة ثانية لقيادة هذه الأندية التي هي روح الرياضة العراقية ونطالب بان تمارس الهيئات العامة للأندية الرياضية بتطبيق مبدأ (إعادة الثقة) بقيادة الأندية كل سنتين أي منتصف الدورة الانتخابية لتجديد الثقة بالهيئات الإدارية ووضعها تحت التجربة والمسؤولية إضافة إلى العمل على عدم السماح لأعضاء الهيئات الإدارية لأكثر من  دورتين انتخابيتين لضخ دماء جديدة في الإدارات لأن البعض من الإدارات تسعى لان تبقى إلى الأبد او ان تورث إلى الأبناء ثم الاحفاد وهذا عمل يقضي على فكرة احتكار المناصب وتوريثها.. ولنا عودة.

******************************************************************************************

الصفحة العاشرة

ومضات الحقيقة الوجدانية في مراثي العتابي

اسامة البدران

إن ملحمة كربلاء تجسد من الناحية الأدبية عنصر المأساة عند اغلب الأدباء و الشعراء وهي بشخصياتها واحداثها تعتبر أهم حافز وجداني تراجيدي لكل من يطلب الالهام في ابيات شعره الذي يحمل طابع الحزن سواء كان الشعر بلون الانشودة أم مقفى أو حرا كان أو قصة لتروى ويكثر اللون الحزين في التراث الشعبي العراقي المتمثل بشعر الابوذية والعتابة والزهيري والدارمي وغيره من الوان الشعر التراثي الشعبي في مدارس العراق الشعرية النادرة واشتهر القاء الكلام الحر المقفى كمهنة يمارسها فرد جوال يسمى الحكواتي وكان يستخدم الوان الشعر الشعبي في القاء القصص بشقيها المأساة والملهاة..

لم اقرأ لشاعر يصور في قصائده علاقة المسيح عيسى ابن مريم بكربلاء حتى وصلت لي المجموعة الشعرية للشاعر كامل العتابي (من تولد ذي قار/ قضاء الرفاعي - 1958) وأول ما وقعت عيني عليه هو مجموعته التي تحمل عنوان (مراثي القباب/ ط- 2023) حيث وجدت أثناء تصفحها قصيدة من الشعر الشعبي تحمل عنوان (الحسين والمسيح) جسد فيها الشاعر قصة من متبناه الابداعي يقول فيها: (وهبط المسيح في أرض كربلاء بعد استشهاد الحسين) ويسرد الشاعر في هذه القصيدة قصة من ابداعه تحكي هبوط عيسى ابن مريم نبي الله بعد حادثة استشهاد الحسين وصحبه واهله في طف كربلاء ثم يقف باحثا عن فرد من امته اسمه وهب ابن عبد الله (وهب النصراني صاحب الحسين من شهداء معركة الطف) ويجسد الشاعر علاقة وهب الروحية بالقضية الحسينية وكأنها علاقة صراع بين الخير والشر ووجوب التحول لنصرة الخير في هذا الصراع ضد أي شر محدق كيزيد اللعين وجنده:

وهب لبى الحسين بعالم الارواح

مشعر كربلائي إبين الانصار

أن الشاعر هنا يؤصل لمبدأ اعظم من المباديء العقائدية الا وهو الجانب الانساني الذي يعبر فوق جميع المعايير والاعتبارات سواء كانت عقدية ام تاريخية ام قومية أو سياسية فالجانب الانساني هو سمة العقلاء والحكماء وهذا أن دل فعلى سلامة فطرة الشاعر وثقافته العالية وحسه الوطني وضميره الانساني المرهف:

هبط عيسى المسيح بشاطي الطفوف

فتش عن وهب وانجيلهم شار

شاف الجثة ٱية وگال قربان

وشم عطر العرس ما شم الاغبار

ولملم دمع عينه بجفن محتار

اوكف صوب البيوت التشتعل نار

سمع صوت الصليب بٱه واشجان

وسمع وحي الرسالة التنطق اسرار

 يعتقد الشاعر كامل العتابي بأن صفة الحزن قد رافقت السيرة الذاتية لعظماء أهل البيت والانبياء وقد وظف لأجل هذا الأمر كثيرا من الاحداث التاريخية والنصوص الدينية فما كان يخالجه من تعاطف وحزن ووجدان في اغلب سني حياته جعل بؤرته «كربلاء» التي انطوى فيها كل حزن الكون ومأساته وجعلها نقطة الانطلاق والبداية لتأبين أهل البيت وسرد المراثي بحقهم ودعم القصائد المنبرية لأجل استمرار هذا اللون الشعري الحر في هذه «البحبوحة» الزمنية بعد معاناة من القمع المذهبي والطائفي على يد طغاة الحكم والسياسة وفي هذه «البحبوحة»لم تسلم العمائم والمدارس الدينية من التلوث بشبهات الفساد المادي والانغماس في الملذات واستغلال الانفلات وغياب الرقيب بعد أن كانت مشهورة بالورع والتقوى والتقشف والعزلة عن الأمور السياسية٫ فيرى الشاعر هنا أن قبة الحسين عليه السلام تمثل في هذا العصر عباءة لستر عورات الدين وممثليه امام المجتمع بافرادهم وشخوصهم ومؤسساتهم والاحزاب التي ينتظمون تحت لواءها وقد التقت جميع أصول الدين بعد أن تفرقت بالفرع (الفقهي) عاشوراء كنايةً:

عباية دين گبتك ساترة إعلة الدين

لمت كل اصولة بفرع عاشوره

ومن باب توظيف النص التاريخي اطرد الشاعر في وصف محبي السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بمجموعهم ليمثلوا جسرا لها تعبر به شط الفرات لتشاركهم مراثيهم على ولدها الحسين في كربلاء فتبكي وتندبه معهم:

نذرنة حروفنه لطفك يابو الاحرار

وللزهرة الزچية ضلوعنا المعبر

كما واستخدم الشاعر الجناس في توظيف بعض صور النص القرٱني لايصال ما يروم إليه ويشعر به من حزن فوصف ماء الفرات وكأنه الحبر لدواته التي يكتب بها حروف قصائده الوجدانية وعتبه الشديد:

وكتبنه إعله الفرات بكثر مايه إعتاب

وشفنه على الجروف اهموم تتطشر

ويتجسد مصداق الكثرة في العتب كما في قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)/ لقمان)

ولا يتوقف الشاعر عند هذا الحد في استخدام الجناس وتوظيف الشكل القرٱني في نفس القصيدة فيقول واصفا يزيد اللعين:

رجما من جهنم فتوته إبعاشور وتبت كل إديكم يا نسل مكر

وهذا الشكل ورد في قوله تعالى: (تبت يدا أبي لهب وتب) فمهما كانت مرارة طعم المياع وحرارتها بالنسبة ليزيد والفسقة من جنده والتي لا تروي عطش من القي في جهنم وان كثرت كميتها عقابا على ما حل بالحسين بأمر من يزيد بقطع المياه عنه وحصاره كي يموت عطشا هو وعياله فأن حلاوة معرفة الحسين والسير على منهجه والتأسي بما حل به من مٱسي لهو الذ من السكر بحسب وصف الشاعر:

سلالة شوگ تحلة شما تمر إتزيد

وبالماي النشربة احسينة إمشكر

وتبقى خدمة الحسين بحسب وصف الشاعر لها بانها الذ من السكر والشهد لمحبيه واتباع منهجه ومن يحيي مراثيه ويندبه.. وعلى الرغم من ان عنوان هذه السلسلة الشعرية كان (مراثي القباب) أي أن محتواها يعبر عن (الحزن) ولكن الشاعر اراد أن يضفي طابع التغيير بوضعه قصيدة شعرية تعبيرا عن مشاعر الفرح التي تخالجه بمناسبة ولادة الزهراء فكتب:

محمد بيك رب العرش باهى اليوم

وملائكة السمه بخبر تتباره

واهل سبع الشداد إوياك فرحانين

يازهرة حياته الزهت بأقماره

وكعادة الوالهين بالعشق الحقيقي فلم يتوانى الشاعر بوصف نفسه كمجنون في حب الشهادة في سبيل الحق الذي جسده الحسين فقال:

انا المجنون چن عابس بيوم الكون

تسحگني الحوافر والجروح اكبار

وتتمثل عبقرية الشاعر كامل العتابي في عظمة (مراثي القباب) في صورة شعرية لم يحرك وجداني مثلها الا حينما استمع لقصائد كاظم اسماعيل الگاطع والمبدع سمير صبيح. فكانت ابياته تصدح بخطاب عتاب مباشر لوصف حاله الثائرة التي جادت بما يفوق الوصف لمجموعة من الابيات مكتملة البنيان ورائعة التفعيل ودقيقة في الوصف للوعة من عرف حقيقة أهل البيت عليهم السلام وتاريخهم الحقيقي الذي اجتمع الكون كله على تحريفه ربما لأن اسياد القوى الاستكبارية يخافون ان يصل كل فرد واله ومحب لهم لنفس ما وصل إليه الشاعر من حال فيدق ناقوس نهايتهم ، ولنقرأ بصمت هذا اللون الشعري الراقي منصتين لقلب العتابي وهو ينزف الما في محبة أهل البيت موظفا المصطلحات الشعبية التراثية لاحياء تراث سومر وذي قار الشعبي:

ياماي اليبرد چبد أبو الحملات؟

واسمك ياعلي ايبرد عطش چبدي

شنزفلك دمع؟! والوكت كله جروح

اشما عدهن تعدن ملن العندي

*******************************************************************************************

فضاء شعبي.. الوطن هو الهم الابرز في قصائد الشعراء الشباب

وجدان عبد العزيز

الحقيقة من خلال متابعاتي لما ينشر في الصحف من شعر شعبي، اجد هناك شباب حملوا هم الوطن (العراق) في ابداعاتهم الشعرية، ليكون الهم الابرز، وبقي الشعر الشعبي حاملا هموم الجميع والناطق الرسمي عن ذواتهم طوال فترات نضالات الشعب العراقي، ولاشك ان اغلبنا نتذوق الشعر الشعبي، وهذا نابع من مواجعنا والمصائب التي مرت علينا، فكان لهذا اللون من الشعر دور كبير في التعبير عن الهموم وتنمية الوعي الوطني عبر تاريخه الطويل، فهو ترجمة عفوية للشاعر في معاناته اليومية، بل معاناة كل قضايا وطنه بحس هو الأقرب إلي كل مشاعر الناس، ليعانق كل حلم وواقع، اي واقعنا الحالي، ناهيك عن انه يمثل قيمة ثقافية ورسالة تحاول ترسيخ القيم الوطنية الثابتة، عبر لغة عفوية صادقة، كونها نابعة من الذات الحاملة معاناة الاخرين، اي هناك اندماج لذات الشاعر مع الذات الموضوعية، التي تمثل عامة ابناء الوطن بحيث المتلقي يبقى منجذبا لهذه الاشعار، وبالمقابل تكون له حافزا في الاصطفاف مع رؤيتها الجادة في حب الوطن، يقول الشاعر مرتضى الاسدي:

(هذا انه العراقي معاند الموت/ الصدگ بيه ميت هذا مخدوع/ بعدهي حجايتي تغير الموازين/ طغه صوت الرصاص وصوتي مسموع)

فبكل صدق ووضوح انحاز الشاعر للعراق الوطن، وجعل ذاته وروحه في العراق، فصار ذاتاً محترقة من اجل العراق وحده بدليل قوله: (ثائر للوطن مو للملذات)، انه ذاتاً موضوعية للجميع، فهو لن يثور من اجل نفسه، انما ثار للوطن لا للملذات الفردية، والتي سرعان ما تنتهي، فالشاعر يريد وطنا بالكامل، محذراً بقوله: (بعدني بقمة الثورات مرفوع/ تحت ثورة شبابي تخلي خطين)، بمعنى انا صادق في اتجاهاتي الوطنية ومستميت فيها فعليك ايها الاخر المشكك في هذا ان تضع على اتجاهاتي الوطنية خطين وتتريث وتتأنّ، كي تتأكد ويتبين لك الخيط الابيض من الاسود، فالخيط الابيض وطنية الشاعر البائنة الواضحة، وتأكيدا لهذا يضيف الشاعر الاسدي قائلا: (عراقية ثورتي من المعاناة/ ومن دمي الشريف اعلاني مدفوع/ اسكت عالوجع واتغاظه عالضيم/ بس ما اسكت لون الوطن موجوع).. اذن ثيمة الوطن هي الرؤية الشعرية التي يحملها الشاعر الاسدي، ويضيف الشاعر عقيل الندى في قصيدة له اسماها (لوحة الثوار) بقوله:

(وهيه ثورة ولازم نحطلها لون/ ولوحة الثوار لازم بيها دم/ اثبت انته وحيل يتلاوه ويه حيل/ الخيل ينغر من تشد حبل اللجم/ وصير صرخة تزلزل ابيوت الطغاة/ والي عنده اتباع سواهم غنم/ وانته ارفع شانك ابگد العراق/ واكبر ابعين اليذمك بالقمم)

ليثبت نفس الرؤية والارادة المستميتة في الدفاع عن الوطن العراق، بعيدا عن اي فئوية ضيقة، سواء كانت طائفية او قومية، فالشاعر متمسك بالدالة الوطنية، اي انه عراقي مادمت اشرب من ماء دجلة والفرات واتنفس هواء الجنوب الممزوج بهواء الشمال، وتعساً للطغاة، فالشاعر عقيل الندى متأكد ان صرخته تزلزل بيوت الطغاة، كون قيمة الشاعر في رفع قيمة العراق (الوطن)، وهو مستعد ان يلون لوحة الدفاع عن العراق بالدم.

********************************************************************************************

معذورين

سفاح عبد الكريم (ابو وليد)

ليش انموت..!؟

ليش انموت وأحنه أمن الزغٌر للعّب محتاجين

ليش انموت عريّانين..!

لسٌه الذاكره اتحٌط روحي بالعشرين..،

،نلعّب بالرمّل بالگمره دويرّات..،

عدنه ارواح تتأمل فرح واوجوهنه ابساتين..

حسره الشوگ بينه والعمر مسكيّن

لاديره التلمنه اولا ضوه اولا ديّن..

بالفطرٌه نطيح افياي..

لو نبچي عمر عالراح معذورين..،،

*********************************************************************************

نص غنائي (الما يزور التحرير)

رياض النعماني  

إمسابك إعلى الزينات،  نلزم خفاره

عيد هاي الساحات،

وأحنا سهارى

إمحزمات أويه الناس ،. تركض مدنّا

نخلق احنا التاريخ ، نخلق وطنا

طلع شعبي للنار ، وبكل جساره

صوت من ذي قار .. للأنبار

وبنفس العباره

الما يزور التحرير

عمره خساره

يابسين امن الصبر

والصبر ناطر

دايرين بجوعنا، والجوع كافر

واكفين  اعلى الجرح، والجرح ساتر

بينا حيل الله ونخلنا

وشرف كل حره بوطنا

إشما خسرنا اهواي نربح بالخساره

صوت من ذي قار للأنبار،   وبنفس العباره

الما يزور التحرير عمره خساره

****************************************************************************************

قصيدتان

خضير الزبيدي

1- سؤال

انه اسأل

عليحبني

المايحبني

 شلي بيه

اليحبني لوطحت

كاظ كلبه

ابين اديه

دموعه تسبك ونته

مشكك

هدوم العليه

اليحبني

كون مثلي ما يقصر

يطي روحه

وكلشي اليكدر عليه

2- تحول

وره رايك

مشيت وعفت كلشي

وعلى نايك

عزفت احلى

 المواويل

بجيت بلا دمع

خافنك اضوج

وجمدت الدمع

بهداب رمشي

شلتك وسط روحي

اوبين الظلوع

اوبنيت أعلى الوفه

وياك عشي

كتلي الآخر الدنيا

انه وياك

ما تكصر خطوتي

وأظل امشي

شجاك اتبدلت

من حال

الى حال

جنت مثل الغزال

اوصرت

وحشي

بس شفت النبض

بالكلب متعوب

نخيت اهل الشماته

اشيل نعشي

*************************************************************************************

حزب حسين

حسين جهيد الحافظ

چذب من گال

حزب حسين يوم إيموت

أبو طبع إلچبير

أو  طائر العنقاء

يتمرض... ينجرح

يحترگ هم معقول

بس إيموت أبداً لا

 وحگ اللاء

من تحت الرماد إيگوم

يا ما گام

ذيب إيواكح الصحراء

تشهدله السمه والگاع

تشهدله الحروف

إمن الألف للياء

دونك أسأل التاريخ

عاين زين

هاي التسعه والسبعين

گبلهه

أتلاثه أو ستين

أو ذاك أشباط

يوم الصعدوا الطيبين

على أحبال المشانق

غنّوا أمعرسين

فهدنه

أو حازم

أو صارم

أو بعدهم

صعدوا أهوايه

رفعوا للمجد رايه

الحيدري

أو عادل سلام

مونليزا

وي سحر بن الحزب

فربال

أو نجيه

أو خالدة

أو أكرام

شموع أتطرز الأيام

بيهم أحبال المشانق

رسمت الدنيه مناجل

أتغنت أبشوگ المطارق

عانقت أفق السماء

عنفوان

أو  كبرياء

أسطورة

طائر العنقاء

بيهم صار حزب حسين

أبرگبة كل مناضل دين

بيه تتباهه السنين

لاوه أبشوگ چف الموت

أصبح للظلم تابوت

چذب من گال يوم ايموت

حزب حسين

أبد ميموت أبد ميموت

*******************************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

في المكتبة

- شارع دجلة/ سيرة ناقصة في حدث عاصف. تأليف الشاعر والناقد المسرحي المغترب عبد الخالق كيطان.

- جفرد/ شجرة الغرام 33/ رواية نصيف فلك. اصدار دار سطور- بغداد.

- من قال انني سأنسى/ رواية علي هليل السوداني. اصدار دار العرب ودار الصحيفة، بغداد- دمشق.

- الوان تسقط من كفي/ قصص حميد عمران الشريفي. اصدار اتحاد الادباء والكتاب – بغداد.

- العروج الى شيراز/ رواية عباس لطيف. اصدار دار كلكامش- بغداد.

- سيرة الفاسد/ تأليف زهير الجزائري. اصدار دار سطور – بغداد.

************************************************************************************

قصة قصيرة.. الكنيف**

للقاص الراحل فهد الاسدي

كنت قد عدت لتوي من الخارج فوجدت المشكلة مازالت قائمة –لم تنفع معها الوساطات والمحكمين لا بل حتى قوة السلطات الحكومية –الكنيف القائم بين منزلنا ومنزل جارنا مازال بؤرة للخلاف . لقد سهت سجلات الطابو ان تحدد ملكية ارض هذا الكنيف وراح كل منا يدعيها لنفسه ويمارس سلطة الحق فيه واول شخص حاول ان يضع حدا فاصلا بين منزلنا ومنزل جارنا هو موثق غريب كانوا يسمونه (المصباح) له يد واحدة ويعتمر قبعة قديمة ربما تعود الى أعوام مضت لا احد يذكر وقيل انه حاول وضع الكنيف بهذا الشكل لكي يبقى الخلاف دوما بيننا وبين جارنا لغرض في نفسه –

أذكر ان منازعات كثيرة كانت تدور بيننا وبين جيراننا تكدر صفو العلاقات بيننا لسنين.  ايام الصفو كانت قصيرة لكنها حلوة فمعها ما ألذ القبل بين امي وبين الجارة ومعها ما الذ الاحاديث بين ابي والجار وما الذ طعم الصداقة بين اولادنا واولاد الجار لكن ما ان تثور مشكلة الكنيف هذا ( وهي تثور غالبا حين تجري محاولة منا او منهم لتنظيفه او حين يعرض طارىء فيذكر او يطرح سؤالا خبيثا حول ملكية هذا الكنيف ) عندها يصير الاشراف منا ومنهم اردياء والبتولات منا ومنهم عاهرات ولا تدري كيف تتغير القناعات بهذه السرعة وتختلف الاحكام.

صباحا نصبت الجارة وبناتها مدفعيتها وراحت تمطرنا بالسباب –احتزمت امي واخواتي بحزام فالمعركة قادمة لاريب وحاولت الرد بالسلاح نفسه.

وقفت بوجه امي صائحا :

عيب أليسوا جيران وحق الجار على الجار – ردت أمي وهي تدفعني قائلة :

اووه كومة حجارة ولا هذه الجارة ، لاتنفع معهم الطيبة.

ورحت اقنع امي واخواتي ان من العار علي ان اسمح لهذه المشاجرة وانا احسب نفسي انسانا مثقفا متعلما –

تخاصرت امي وهي تتحدى : اذن لندع ثقافتك تخلصنا من شتائم ام ----

قبلت التحدي وفتحت باب الدار مواجها الجارة وظننت ان الامر ينتهي ما ان واجهت الجارة العزيزة حتى (عفطت) بوجهي وصاحت : هذه معركة حريم فما دخلك انت يا-

لم تثرني شتيمتها وبقيت ارنو اليها بنظرات العتاب، اغتنمت فرصة خف فيها انفعالها فقلت : يا خالة كل الامور تحل بالتفاهم وكأنني صببت الزيت على النار اذ صرخت : مع ناس مثلكم لا يفيد التفاهم..  قلت لها مابنا نحن ؟

صاحت : انتم انتم اردياء لؤماء حقودون

سالتها معقبا : وانتم ؟

اجابت : نحن الشرفاء الكرام المسامحون

عقبت : ونحن ؟

اجابت : انتم الانذال ناكرو الجميل الجبناء

عقبت بسرعة : وانتم ؟

اجابت : نحن الطيبون الاوفياء الشجعان

عقبت : ونحن ؟

اجابت : انتم المعتدون الظالمون الكفار

عقبت : وانتم؟

قالت : نحن المسالمون المظلومون المؤمنون

كانت قائمة الشتائم والتزكيات تتنوع من فم الجارة كلما واجهتها بسؤالي المقتضب : نحن وانتم – كانت تلهث وتجالد فكرها طويلا وتنفعل وهي تجيبني، وكنت قد ذهبت بلعبتي هذه طويلا حتى سقطت المراة اعياء” وهي تهتف باعياء :

اووه يا لطول بالك..

بعدها حملوها داخل الدار وحين ولجت الدار وجدت امي ايضا وقد سقطت اعياء –

قالوا لي لقد قتلت أمك أيضا،  أذ سددت وراءك الباب فكانت ترد بطريقة الجارة نفسها على اسئلتك وطننت ان المعركة قد حسمت طالما ان المراتين تعبتا من ترديد الشتائم والتزكيات.. الا انني وجد ان المعركة قد اشتد أوارها حين ركنوا المراتين الى الفراش وهما تعانيان من تعب القلب ووجدت نفسي مسؤولا اذ ان ثارا جديدا قد ظهر فقد نسي الطرفان الكنيف وانشغلا بالهم الجديد لقد  حالفنا اقارب واصدقاء كثيرون وحالفهم اقارب واصدقاء –

لقد انهمرت رشقات من الحجارة على دارنا ودار الجار فلم يبق بالمنزلين نافذة او باب سالمين  ساعات متواصلة وسيارة الاسعاف تنقل الجرحى من الطرفين وانا لائذ بزاويتي احاول ان احل لغز هذه المهزلة.

لقد لحق الدمار بالدارين كليهما وتجاورت اسرة الجرحى في المستشفى الا ان لسان الجراح كان تعبا خائرا وربما ساخرا –

لم يكن مدير الناحية الذي يجاور مسكنه مسكنينا يتدخل سابقا في نزاع من هذا النوع الا ان نزاع اليوم قد طال فحرمه نومة القيلولة كما ان قسما من الحجارة قد ناشت بعض زوايا داره وحين حاول ان يعاقب الطرفين لم يمنحه وضعهما الجريح فرصة، ذلك انه وجد لنفسه الراحة والتشفي الا انه فكر بان يحل النزاع لكي لا يثار فيقظ مضجعه او يهدد داره من جديد لذا عمد الى انتخاب لجنة من المحكمين لتسوية النزاع . حضرت اللجنة بعد ايام وراحت تخطط الحد بين الدارين في محاولة منها لتقسيم الكنيف بين منزلنا ومنزل الجار –الا انها عانت وهي تحاول عبثا غرز اعمدة الحد في الارض اذ انها ما ان تغرز عمودا الا وهاجت نتانة لا تطاق.

لقد سقط بعض اعضاء لجنة التحكيم صرعى النتانة وسقط كذلك العديد من العمال الذين استؤجروا لتقسيم الكنيف.

راحت النتانة تنتشر في الجو بين الطرقات والحواري فتسد الهواء على الناس –

فرّ المدير.. فرّ المحكمون.. فر المتنازعون، فرت كل البلدة.

ووجدت النتانة تتسلل الى مخدعي فرحت اركض ورائحة  الكنيف تطاردني وكنت اصرخ واواصل الصراخ كيلا اختنق :

اردموا الكنيف،  اردموا الكنيف.

ولعلكم لن تلحقوا بي حيا – أذ قد تخنقني رائحة الكنيف.

ــــــــــــــــــــــــــــ

* القصةتنشر لأول مرة.

** ورد في لسان العرب، (الكَنِيف) الخَلاء وكله راجع إلى السَّتر، وأَهل العراق يسمون ما أَشرعوا من أَعالي دُورهم كَنِيفاً، واشتقاق اسم الكَنِيف  كأَنه كُنِفَ في أَستر النواحي، والحظيرةُ تسمى كَنِيفاً لأَنها تكنف الإبل أَي تسترها من البرد، فعيل بمعنى فاعل.

*****************************************************************************************

لدمائهم سجد الحجر

حسينة بنيان

زعموا بأنّا نستمر

ولسوف يوماً ننتصر

منذ البراءةِ والصغر

قال المدير ُالمعتَبر

في خُطبةٍ  ثوريةٍ

يوم َالخميس المنتظر

نحن الصغار سنعتلي

نرمي أولئك بالبحر

وسيكبُر العربيُّ يوماً

سوف يعلو كالشجر

وثباً يلوِّحُ كالنمر

وكما يقول ويعتبر

حلماً نسيِّرُ للخُطا

في كلِّ جولات العمر

والخوفُ بات حليفَنا

صورٌ تصفُّ مع الصور

خدعوا العقول بأمرهم

وتجاوزوا ذاك الاثر

وترنّحوا وتطوّحوا

ثم أدّعوا يوم النصر

فنساؤكم حرثٌ لكم

سبقوا بها كُلَّ الحضر

ودواؤكم شهواتكم

فتجمّلوا رأس الشهر

فالنفطُ علّةُ يومكم

وحريقهُ لكمو مطر

تيجانكم أذنابكم

تهتزُّ دوماً تنتشر

حول الدخيل المفتري

أين المبادئُ والفكر

أن تفهموا لو تفهموا

فأمضوا على ذاك الاثر

قد بيعت الارض التي

كانت محطات السفر

منذُ القديم يراعنا

قلبَ الرثاء الى الفخر

وتأودت أحوالهُ

عند القضيّةِ فأنتحر

قد أحرقه كتابُنا

فلِمَ التوهّمُ بالظفر

ولنيلنا..وفراتنا

دولٌ تهدّدُ كالشرر

لا تهتفوا هيّا اكتفوا

وتناولوا كأسَ الخدر

هيّا أكتفوا بنسائكم

فهنَّ ربّات الحوَر

ونساؤكم حرثٌ لكم

أنّى تشاءوا تؤتمر

مثنى ثلاثٌ أو رُباعٌ

أو خُماسٌ لاضرر

حِطّوا سياجاً شامخاً

وتشبّثوا فوق السقر

وتشبّثوا لو تعلموا

حُرّاسُكم ولجوا الحُجر

وتطيّبوا بذخيركم

فذخيرُكم وطنٌ هُجر

وعقدتمو أوهامكم

ماذا جرى في المؤتمر

أتُطأطئون رؤوسكم

والطفلُ يُذبحُ كالبقر

وتصفّقون لقولِكم

ودمٌ يهرولُ كالنهر

ليس المهمُّ غطائَكم

حتى تدارون الضرر

بل والحصيلُ مقاعداً

ترجونها تاجاً صور

والى متى فجراحنا

صرخت وصاحت يابشر

الارضُ ليست أرضَكم

فضعوا الخيام بمنحدر

وتهافتوا نحو الصخور

ترادفوا تحت الحفر

ودعوا الطيور شهيدةً

فدماءؤها يُرسي الاثر

القدسُ منحرُ  بأسِكم

ولبأسِكم غلب القدر

فتيمموا بشضى القرى

والقوا صلاة المحتضر

وتعفّروا بدمائهم

لدمائهم سجد الحجر

*****************************************************************************************

الفنان مؤيد محسن وتأويل الوعي

رعد كريم عزيز

تتجلى في أعمال الفنان مؤيد محسن كل امكانات الرسم التشخيصي والقصدية الفكرية الفاعلة ,والانشاء العالي لقصة اللوحة واتجاهاتها التأويلية ,مستلهما بابل وتاريخها ورموزها الاسطورية بأسلوب سريالي يميل الى الوضوح الواقعي ,لانه تشرب حرفية الرسم منذ اعماله الاولى واضاف اليها الرؤيا السريالية في تنفيذ لوحات تتخذ من الانشاء لشخصيات بهياكل نحتية راسخة وكأنه يستعير جسده الرياضي ووجوده الحياتي في تشكيل شخصيات برموز تحتاج الى تأمل وتفسير وعناية نقدية فضلاً عن امكانية المشاهد الذي يمر على معرضه بروح المشاهدة للمتعة لان اعماله قريبة الى رؤية المشاهد الذي يبحث عن معنى ولون وانشاء .

ويتبنى الفنان مؤيد محسن النحت لأجساد عالية في فضاء مفتوح ولكنها بلا رأس في تأويل لغياب الوعي والمسير في متاهة العيش وسط خراب اثار بابل ولكن بالوان بهيجة ,اي تناقض هذا الذي يفضي الى المتعة وسط الحزن والعويل في خرائب بابل ,وهنا يحقق محسن وجودا فنيا فائق الجودة وحضورا جماهيريا بروح الدهشة والتقبل لتمثلات فنية تحوز كل الاتقان لونيا وتخطيطيا يضاهي كل ابداعات الرسم السريالي العالمي لان مؤيد محسن يملك كل مقومات التمكن والتفيذ الفني لافكار خاصة تمثله كرسام يسعى للوصول الى مكانة فنية وبصمة تشير دائما الى ان لوحاته لها العلامة الفارقة في الانشاء والتنفيذ واللون دون ان تزاحمها لوحات اخرى تستقطب مدارس اخرى تقترب من السريالية والواقعية ، وهو بذلك يختلف عن الكثير من مجايليه الذين اتخذوا من التجريد مدرسة بلا رجعة ، فيما يمزج قدراته الاكاديمية بالسريالية ،مطوعا قدراته في مواضيع سياسية تقترب من فن البوستر كمحتوى فكري ولكنها منفذة بقدرة انشائية متينة .

لذا حظي معرضه الاخير في قاعة (ذا كاليري) باهتمام الزوار والنقاد لان فنه قريب جدا من الذائقة العامة التي ترى ان الرسم له هدف يتناغم مع الظروف التي تحيط بالانسان واسئلته الوجودية ,وموقفه كمثقف من الاحداث التي تعج بها المنطقة العربية وهو بذلك يغامر بفه دون ان يحسب التبعات التجارية في عملية البيع والشراء، مؤيد محسن ينطلق من المحلية البابلية برموز شعبية مثل عربة التسوق الخشبية ولكنها تدور في شوارع اثار بابل او رامسفيلد جالسا قرب اسد بابل انها لوحات موقف ورؤيا لاحداث يتخذها الفنان باعتباره مثقفا فاعلا في المشهد الذي يرصد فيه الانسان وهو يتلقى الفواجع والصعوبات فالموسيقي يخترقه العمود والمرآة منكسرة وكانها خرجت من حرب فانية .

وتبقى تجربة الفنان مؤيد محسن تمثل مدرسة متميزة تتخذ من السريالية طريقا بنكهة عراقية خالصة وبمذاق بابلي استثنائي يستحق كل الاعجاب والثناء.

***********************************************************************************

الحب في زمن الشيخوخة والحرب

( نزلت علي هذه القصيدة الصوفية دون ارادتي كهطول قطرات الندی علی الورود والازهار وهي موحدة القوافي ومختلفة الاوزان )

لطيف هه لمه ت

اصطاد الشيب بفخه شبابي

وقلبي لم يزل يتغزل

بالنساء والابكار  

حین تولد البسمة بين شفتيك

تهطل منها شلالات الازهار

وحين عيناك تحبلان بالاسی

تبكي في دموعك النجوم والاقمار  

واينما تنزهت 

تحت خطواتك 

تنفجر الينابيع والانهار 

مني تعلمت ان تكتب اسمك

علی كل وردة :  الامطار

ومني تعلمت العواصف ان

تحفر باسنانها اسمك

علی كل حجر وجدار

ما احلی اسمك ان نقشته

علی قطرة ماء تحولت  

الی العسل مياه كل البحار

سكرت بشذی حبك قبل ان

يتعلم صنع الخمر اي خمار

ان قصة حبنا كالعطر

ينتقل عبيرها من دار الی الف دار

لو القيت ذرة من هيامي

علی اية ارض تتفخخ كل الفيافي بالنخيل والاشجار

احببتك قبل ان تولدي 

وقبل ان تحبل الآفاق بالانوار

عشقتك قبل ان يولد العشق

واكتويت بهواك قبل اكتشاف النار 

وقبل ان تبنی المنائر

جعلت من حبك في كل

درب حالك .. منار 

بعد حوار طويل طويل 

تستسلم المدن للغزاة

وانا استسلمت لحبك

دون اي حوار 

ابتكر ـ اديسون ـ الكهرباء

وانا اكتشفت قارة حبك

ألیس هذا .... ابتكار ؟

اتوضٱ بعبير‌ فمك كل ليلة

واعدد بقبلاتي اسماء الله الحسنی

الی ان يبتسم النهار  

احبك رغم ما بيننا من الفوارق

فانا منذ صغري اعوم ضد التیار 

غامرت في اعماق كل الاعاصیر

ان هواك اعمق اعصار 

مني تعلم الاخرس ان

يناديك باسمك 

وتعلم الٱمي ان ينثر عليك درر الاشعار 

وتغزلت بجمالك قبل ان

يتعلم الغزل عمر بن ابي ربيعة ... ونزار 

وعطرت شفاهي برحيق فمك

قبل ان يصنع العطر اي عطار 

قلبي قيثارة لها الف وتر ووتر

تغني لغرامك بكل تلك الاوتار

انا سكران بحبك دوما

كٱني شربت الخمر من آلاف الجرار

كلما عدت الی بيتنا

او خرجت منه

يشم شذی قبلاتك

الف جار وجار 

نساء الحي يسالنني

من اين اشتريت هذا العطر

لدی اي عطار؟

اقول لهن سرقته غفلة

من بين شفتي لؤلؤة نائمة

في اعماق بحر من البحار  

ابتسمي فلولا ابتساماتك الف شمس لا تكفي لاضاءة النهار

لقلت في حبك قصيدة لا تنتهي

لولا خوفي ان تقولي : شاعر ثرثار  ..

اخاف ان ابوح باسمك

واعلم ان الكتمان كالبوح سيف بتار .....

**********************************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

في مقر شيوعيي كربلاء.. صالح المانع عن تاريخ قضاء الحسينية

كربلاء - غانم الجاسور

ضيّفت المختصة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، أخيرا، الرفيق صالح المانع، الذي تحدث عن كتابه الموسوم «لمحات من تاريخ قضاء الحسينية في كربلاء».  حضر الجلسة التي التأمت على قاعة اللجنة المحلية، جمع من الشيوعيين وأصدقائهم. فيما أدارها مدير دائرة آثار كربلاء السابق حسين ياسر، الذي قدم سيرة الضيف. وقال أنه تخرج في كلية القانون، وله اهتمامات بالأدب والثقافة، وأصدر خلال مسيرته 3 كتب.

بعد ذلك، ألقى المانع الضوء على كتابه، مشيرا إلى أن قضاء الحسينية كبير ومترامي الاطراف، ويعد منطقة زراعية ذات طابع ريفي – عشائري. وأوضح أن أهالي الحسينية يمتهنون الزراعة وتربية الحيوانات. فيما لفت إلى أن هذه المنطقة كانت سابقا قرية تضم بيوتات متفرقة هنا وهناك، وخلال الـ100 سنة الأخيرة، تحولت إلى ناحية، ثم تطورت حتى أصبحت قضاءً عام 2005.  ولفت الضيف إلى أن الحسينية تشتهر بآثارها التي لا تزال شاخصة، مثل «تل العطيشي» و»حصوة إمام نوح» و»تلال الوند» و»مقابر الأنباط»، و»قرى الغاضرية القديمة» و»الهيابي» و»شمال الحر الكبير»، مبينا أن هذه الآثار بالإمكان أن تصبح معالم سياحية فيما لو تم استثمارها بالشكل الصحيح.

ثم تطرق إلى أنهار الحسينية القديمة، وأبرزها «أنهار جنة عدن» الأربعة المذكورة في «سفر التكوين». وفيما عرّف بالقبائل العربية التي سكنت المنطقة قبل الإسلام وبعده، نوّه إلى أنه تم اكتشاف ثلاث مقابر لليهود في هذه المنطقة.

وأشار إلى أن الحسينية شهدت صراعات عنيفة مع السلطات المتعاقبة. وبعد مساهمة أهلها في انتفاضة آذار 1991، قام المقبور صدام حسين بقطع المياه عن «نهر الحسينية».

وتحدث المانع عما تضمه الحسينية من مراقد ومساجد ومقابر ومغتسلات، مبينا أنه استند في هذه المعلومات على مصادر عديدة، أهمها «تاريخ حضارة وادي الرافدين» لأحمد سوسة، وكتاب التوراة، و»موجز تاريخ البلدان العراقية» لعبد الرزاق الحسني.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات، بضمنهم الرفيق سلام القريني وفاضل مناتي والحقوقية كوثر كاظم.

وفي الختام، قدم سكرتير اللجنة المحلية الرفيق صباح الحمد، شهادة تقدير إلى الرفيق صالح المانع.

*******************************************************************************************

يوميات

  • يضيّف الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، هذا اليوم الثلاثاء، الفنان رزاق حيدر، ليتحدث عن تجربته في التمثيل.

الجلسة التي سيديرها د. صالح الصحن، تبدأ عند الساعة 5 عصرا على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

  • يضيّف نادي الترجمة في الاتحاد العام للادباء والكتاب، غدا الأربعاء، المترجم ربيع عامر الطربوش، ليلقي محاضرة بعنوان “الصعوبات اللغوية وغير اللغوية في الترجمة الفورية”.

المحاضرة التي من المقرر أن يديرها عباس عزيز علي، تبدأ عند الساعة 5 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.

******************************************************************************************

«مكتبة شمس الأمومة» تطفئ شمعتها الرابعة

بغداد – طريق الشعب

أقامت “مكتبة شمس الأمومة” في بغداد، السبت الماضي، احتفالية في مناسبة الذكرى الرابعة لتأسيسها.

حضرت الاحتفالية سكرتيرة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل وعدد من الرابطيات، إلى جانب جمع من المثقفين من كلا الجنسين.  ومنذ تأسيسها، تفتح هذه المكتبة التي ترعاها الأديبة ورائدة العمل النسوي سافرة جميل حافظ، أبوابها أمام المثقفين وطلبة العلم، وتحتضن الطاقات الشابة وتعمل على تطويرها. 

*************************************************************************************

بعد أن رممتها اليونسكو بيوت البصرة التراثية تحتضن مهرجانا منوعا

متابعة – طريق الشعب

انطلقت أخيرا في مدينة البصرة، فعاليات مهرجان ثقافي فني منوع أقامته منظمة اليونسكو تحت شعار “إعادة إحياء المدن القديمة - الموصل والبصرة”.

واحتضن قسم من البيوت التراثية الـ 11 التي أنهت ترميمها منظمة اليونسكو بتمويل من الاتحاد الأوربي، فعاليات المهرجان. وقد تضمنت الفعاليات معرضا تشكيليا وعروضا للمجسمات وأخرى سينمائية، فضلا عن فقرات غنائية.

وفي حديث صحفي، قال ممثل اليونسكو في البصرة قصي الشمخاوي، أن هذا المهرجان الذي يستمر أسبوعين، يعرض فيه شباب موهوبون نتاجات إبداعية، بعد أن تلقوا تدريبا تحت إشراف اليونسكو، مبينا أن من بين ما تم عرضه مجسمات مصغرة لسفن تراثية قديمة اندثرت، مثل البلم العشاري وبلم الصياد. من جانبه، قال صانع المجسمات أسعد سلمان، أنه عرض ضمن فعاليات المهرجان مجسمات مصغرة لسفن وزوارق مثل البوم والسمبوت والجانبوت والشوعي، مبينا أن الغاية من مشاركته هي التعريف بالتراث البحري والنهري في البصرة.  وأقيم قسم من الفعاليات في بيتين تراثيين يشغلانهما اتحاد أدباء وكتاب البصرة وقصر الثقافة والفنون. وقد افتتح في سياق الفعاليات معرض رسم جماعي حمل عنوان “بصرة الأمس.. اليوم وإلى الأبد” شارك فيه 13 فنانا بصريا.

وجسدت اللوحات تفاصيل من يوميات البصريين قديما وحديثا. كما نقلت لمحات من واقع المدينة وتراثها وطبيعتها ونخيلها وشناشيلها وموروثها الشعبي والعمراني والثقافي والاجتماعي. فيما أبرز قسم من اللوحات مهارات مبدعي البصرة في العديد من الفنون والصناعات الشعبية.   

****************************************************************************************

رقصات فلكلورية عراقية على قمم «أبها» في السعودية

متابعة – طريق الشعب

تلبية لدعوة رسمية وجهتها إليها هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية، شاركت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية في “مهرجان قمم” الدولي للفنون الأدائية الجبلية بنسخته الثالثة، والذي أقيم أخيرا في مدينة أبها جنوب غربي السعودية، بمشاركة أكثر من 25 فرقة استعراضية تراثية عربية والعشرات من الفرق المحلية السعودية. 

وبحضور شخصيات رسمية مثلت دولا عربية وأجنبية، رفعت فرقة الفنون الشعبية العلم العراقي، بعد ان اعتلت قمة جبلية صمم عليها رمزان عراقيان، هما بوابة عشتار وملوية سامراء. إذ صمم القائمون على المهرجان مجسمات كبيرة لأبرز الشواخص التي تمثل الدول المشاركة.

وكرّس المهرجان فعالياته للتعريف بعراقة وأصالة الفنون الجبلية، والتعبير عن مكنونات الإرث الفني الأدائي لدى الشعوب.

وفي بيان صحفي صادر عن وزارة الثقافة، قال قائد الفرقة الوطنية للفنون الشعبية فؤاد ذنون، أن الجمهور السعودي أعجب بالفن العراقي، وتفاعل مع لوحات “الجوبي” التي قدمتها الفرقة.

*************************************************************************************************

اتحاد الأدباء يستقبل مستشارين وأكاديميين وأطباء عرباً

متابعة – طريق الشعب

زار وفد من المستشارين والأكاديميين والأطباء العرب، أول أمس الأحد، مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في بغداد.

وجاءت زيارة الوفد على هامش حضوره مؤتمر أعمال اللجنة العربية للتأهّب والاستجابة للطوارئ الصحية، الذي يقام في بغداد ضمن أعمال الجامعة العربية لمجلس وزراء الصحة العرب، والذي ضيّفته وزارة الصحة العراقية.

وكان في استقبال الوفد الأمين العام للاتحاد الشاعر عمر السراي وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي والمجلس المركزي. وقد استعرض السراي للزائرين تاريخ الاتحاد، مشيراً إلى الدور الريادي للمثقف العراقي وتأثيره في الثقافة العربية. 

بعدها اصطحب أمين متحف الأدباء الروائي حسن البحار، بمعية عدد من الأدباء، الوفد العربي إلى المتحف، وعرّفه بمقتنياته التي يزخر بها، وبما يضمه من إرث أدبي لأسماء عراقية كبيرة رفدت الوطن العربي بالشعر والقصة والرواية والنقد والفكر.

وفي حديث خاص للدائرة الإعلامية للاتحاد، اطلعت عليه “طريق الشعب”، قال مدير الصحة الدولية في وزارة الصحة د. وسام التميمي، ان “ما فعله الاتحاد باستقباله هذا رفع رؤوسنا جميعاً، لا سيما ان الوفد العربي من مصر وفلسطين والكويت واليمن، أصر على زيارة اتحاد أدباء العراق لأنه يعرف حجم العراق الثقافي، وما خروج أعضاء الوفد مبتسمين من مقر الاتحاد إلا دليل على عمقنا المعرفي”.

أما مستشار وزير الصحة والسكان اليمني د. عمر زين محمد السقاف، فقد قال ان “زيارتي هذه لاتحاد الأدباء أعادتني سنينا إلى الخلف حيث الجواهري والرصافي. وهذا المكان بالتحديد يذكرني بالشاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني الذي قرأ فيه قصيدته الشهيرة (حبيبنا بيت من صنعاء)، وجرى تكريمه هنا. فمرحى لبغداد واهل العراق”.

ووفقا للاتحاد، فإن هذه الزيارة جاءت بمبادرة من الطبيب الأديب محمود الخياط، الذي يشكل حلقة وصل بين الأدب والطب.

******************************************************************************************

ليس مجرّد كلام.. كنْ إنسانياً محبّاً للخير دائما

عبد السادة البصري

الأنانية البغيضة وذاتها المتضخّمة تجعل من المرء كائناً عدائياً، لا يتورّع عن فعل أي قبيح في سبيل إرضاء ذاته المريضة. أمّا المحبّة الحقيقية ونكران الذات والتسامح وفعل الخير فإنها من صفات النبلاء، ولا يمكن أن يمتلك جزءاً منها أيُّ كائنٍ أنانيّ النزعة يتملّكه الحقد ويكيل التهم جزافاً ويحرّض على قتل الآخرين كي يتسيّد الأمر والمكان، ليملأ جوفه بالسحت الحرام ويرضي غروره وأنانيته البشعة التي لا يعرفها إلاّ الممسوسون وخفافيش الظلام ومصاصو الدماء!

 كنّا ولا نزال لا نعرف من هذه الصفّة البغيضة والمؤذية للآخرين شيئاً، لأننا تربّينا على المحبّة ونكران الذات وفعل الخير. لكن عندما كبرنا ودخلنا الحياة العملية والثقافية صدمتنا هذه الأمراض التي تبتعد كلياً عن التسامح والإيثار وحبّ الخير للجميع. فبين آونة وأخرى يظهر شخص يريد السيطرة والاستحواذ على كل شيء، يختلق الخلافات والأزمات ويكيل التهم جزافاً وبكلّ صورها الرديئة، بينه وبين مَنْ يختلف معه في الرأي أو لا يقبل أفعاله المشينة!

أذكر عندما كنّا معتقلين في سجن الرضوانية  سيّء الصيت عام 1992 كان المراقب يسيطر على القاعة وبيده كلّ شيء، من توزيع الأكل وأماكن النوم إلى وقت الذهاب إلى الحمّام والتدخين، ويشترط أن تكون له الحصّة الكبرى في كل شيء. هو الآمر الناهي فإذا اختلف مع أحدنا نتيجة معارضة الآخر لسطوته وفساده، نُحرم من الراحة بشكل كامل ويشي بنا لننال عقاباً دون ذنب إرتكبناه !!

سقت هذه المقدمة الآن بسبب ارتكاب البعض افضع الأفعال والكتابات التي تودي بالآخرين إلى القتل دون ذنب اقترفوه، سوى أنهم لم ينصاعوا إلى أمره وطلبه بالتسيّد وإعطائه زمام أمورهم كما يفعل بعض السياسيين حين تتعارض مصالحهم الخاصة مع أيّ امرئ للأسف، إذ تجد البلاد تدخل في سلسلة من الأزمات والمشاكل التي يدفع ثمنها الأبرياء دائماً.

ذات مرة قرأت قصة اللودي جوديفا زوجة الأمير ليوفريك حاكم ولاية كوفنتري البريطانية في العصور الوسطى، التي ارتضت أن تسير في الشوارع عارية لتنفّذ شرط زوجها كي يخفف الضرائب عن المواطنين الفقراء. حيث قابلها الناس بالمحبة والتقدير معبّرين عن ذلك بغلق أبواب منازلهم ونوافذها كي تمرّ في الشوارع عارية دون أن يشاهدها أحد وليرضخ الأمير لطلبها صاغراً ويسمو فعلها الإنساني الكبير عالياً، كونها آثرت على نفسها كل ما فرضه الزوج الظالم من شرط في سبيل إنقاذ الناس، وقد خلّدها أحد الرسّامين بلوحة تظل مثالاً لعمل الخير ونكران الذات. وهناك أمثلة يرويها لنا التأريخ بأحرف من نور، غير الأفعال المشينة التي تودي بصاحبها إلى الحضيض وكره الناس له حين يستفحل المرض النفسي عنده وتتضخم أناه، ليصبح وحشاً لا يتورّع عن ايذاء أقرب الناس إليه!

العمل الإنساني بكل أشكاله لا يموت، بل يتذكره الناس بأجمل الحكايات وأحلاها ، خلافاً للفعل القبيح والدنيء الذي يظل وصمة عار في جبين فاعله وتطارده لعنة الناس أينما حلّ.

 فلا تجعل للأنانية مكاناً في حياتك وكن إنسانيا محبّاً للخير دائماً.