الصفحة الأولى

الهجرة: لدينا اليوم 32 الف عائلة نازحة عشر سنوات من المعاناة وسبعٌ من الوعود  نازحون: أربع حكومات تعهدت بإعادتنا الى ديارنا ولم تفِ!

بغداد ـ طريق الشعب

سبع سنوات مرّت على تحرير أراضي العراق من دنس تنظيم داعش الارهابي، في حرب دموية حصدت أرواح الالاف من الشباب، وما ان وضعت الحرب اوزارها، حتى صار العنوان الابرز للفترة التي اعقبتها: حل مشكلة النازحين، الذين عانوا الكثير من ويلات النزوح والاضطهاد ونتائج الحرب والإرهاب.

وبرغم تحديد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في الجلسة الاعتيادية الاسبوعية لمجلس الوزراء، يوم 30 حزيران 2024، موعداً لإغلاق المخيمات والإعادة الطوعية للنازحين، فإن الوعد سيكون كما يبدو امتداداً لسلسلة الوعود التي أطلقتها أربع حكومات سبقته، وعجزت عن الوفاء بها.

100 دونم

يقول مدير إعلام وزارة الهجرة والمهجرين، سيف صباح ان وزارته أطلقت استبيانا لمعرفة المعوقات التي تحول دون عودة النازحين. ويشمل الاستبيان الكثير من التفاصيل مثل امتلاك البطاقة الذكية والعوائل التي تسلمت المنحة والعوائل المنشطرة، وان كان دار المواطن مهدما وغيرها من التفاصيل.

ويضيف في حديث مع «طريق الشعب»، انه «بعد إكمال عملية الاستبيان سيتم وضع الخطة، حيث تم الحصول على 100 دونم، مقسمة كالآتي 50 دونما في سنجار و50 دونما في مدينة الموصل لبناء دور واطئة الكلفة، بهدف تأمين بنى تحتية للعائدين بالتعاون بين وزارة الهجرة والوزارات الأخرى، لأن تقديم الخدمات لهذه العوائل يعد أحد اهم التحديات».

ويلفت صباح الانتباه الى ان «وضع اي خطة متكاملة، لا بدّ من استبيان لأخذ عينات تشمل جميع المخيمات. نعم، لدينا صورة لكن الاستبيان سينقل صورة حقيقية اكثر واقعية ودقة. وبناء على هذه المعلومات توضع خطة لغلق المخيمات».

وعن أعداد النازحين قال: ان «اغلب النازحين اليوم هم من سنجار، ويبلغ عدد العوائل النازحة في المخيمات 32 الف عائلة تقريباً».

ويؤشر صباح أبرز المعوقات التي تحول دون عودة النازحين: «البنى التحتية وشح الخدمات»، مردفا أن هناك عملا جاريا بالتنسيق مع عدد من الوزارات من اجل معالجة تلك التحديات، وضمان عودة النازحين الى مدنهم».

ويكشف متحدث الوزارة عن قيام الاخيرة ببناء 2000 - 3000 دار واطئة الكلفة في قضاء سنجار، لتشجيع عودة النازحين لمناطقهم.

ماذا بعد الاغلاق؟

وعقد محافظ نينوى عبد القادر الدخيل، اخيراً، مؤتمراً صحفياً مع وزيرة الهجرة إيفان فائق جابرو، ناقش إمكانية إنهاء ملف النازحين، مؤكدين أن جميع المخيمات ستغلق نهاية حزيران المقبل كحد أقصى.

وبحسب ما أفاد به الدخيل خلال المؤتمر الصحفي فقد تم «تخصيص 50 دونماً في قضاءي الموصل وسنجار لبناء دور واطئة الكلفة للعائدين من المخيمات»، مستدركا بالقول: «اتخذنا قراراً بمباشرة جميع الدوائر في قضاء سنجار لعودة الحياة الطبيعية إليه».

ويبين في السياق انه تم «تعيين 50 موظفاً في موقع دائرة الهجرة في قضاء سنجار للتسريع في إنهاء ملف العائدين من مخيمات النزوح»، لافتا الى «تأكيد وزيرة الهجرة على زيادة مبلغ منحة العودة إلى 2 مليون دينار، لتشجيع العودة الطوعية للنازحين، اضافة الى صرف مبالغ التعويضات وإعطاء الأولوية لأبناء قضاء سنجار».

من جانبها، كشفت النائبة عن نينوى فيان دخيل، أن وزارة الهجرة والمهجرين قامت بتوزيع سلة صحية «منتهية الصلاحية» على النازحين في المحافظة، مضيفة أن الوزارة قامت أيضاً بتجهيز المخيمات بوقود غير مطابقة للمواصفات المعتمدة.

وقالت دخيل خلال مؤتمر صحفي عقدته بمبنى البرلمان، إن «وزارة الهجرة أرادت توزيع سلة صحية منتهية الصلاحية للنازحين، وبصفتي نائبة عن سنجار ومحافظة نينوى وعضو في اللجنة النزاهة، فإني أؤكد أن هناك مبالغ كبيرة رصدت لوزارة الهجرة والمهجرين على تقوم بواجباتها إلا أنه وللأسف ملفات الفساد في الوزارة كبيرة جداً».

وأضافت «كما أن النفط الأبيض المستخدم للطبخ الذي وزعته وزارة الهجرة على النازحين يحتوي على كمية كبيرة من الكبريت وهو خارج المواصفات المطلوبة، بمعنى أن النفط قابل للاحتراق السريع والتسبب بحالات اختناق جراء استنشاق الغازات المنبعثة منه عن الاحتراق».

وتابعت «توجهنا بالنداء إلى رئيس مجلس الوزراء لتجهيز النازحين بالنفط الأبيض خلال أشهر الشتاء لكن هذه المادة لم تصل إلا بعد دخول فصل الشتاء، كما أن وزارة الهجرة رفضت استبدال النفط بنوعية جيدة».

وأكدت دخيل «جميع هذه الوثائق والمعلومات موثقة لدينا وسيتم إضافتها إلى ملف استجواب وزيرة الهجرة والمهجرين في مجلس النواب».

آلاف العوائل!

مدير دائرة الهجرة في اقليم كردستان، ديانا جعفر حمو يقول: «دخلنا العام العاشر من نزوح أهالي سنجار وسهل نينوى، ولا تزال المعاناة شاخصة برغم ان هناك 4 حكومات تعاقبت، وأطلقت الوعود للنازحين، لكن لم ينفذ من تلك الوعود شيء»، راهناً عودة نازحي سنجار باستتباب الأمن ووجود خدمات وبنى تحتية علاوة على تعويض الأهالي.

وتابع قائلا ان اتفاقية سنجار «التي وقعت بين حكومتي بغداد والإقليم، لم يطبق اي بند من بنودها حتى الآن. وكان من بين البنود سحب مقرات الأحزاب غير الرسمية من مدينة سنجار وقراها، وتعيين 2500 مواطن من اهالي سنجار ضمن قوات الشرطة الاتحادية، ليتولوا مسؤولية حماية مناطقهم والعمل على استتباب الامن. كذلك تعويض الاهالي وتأهيل البنية التحتية».

ويضيف حمو لـ»طريق الشعب»، ان احد اهم البنود «كان تعويض الأهالي، لكن مرت 10 اعوام وبيوت الاهالي مدمرة، وتحتاج الى اعمار، علاوة على ان البنى التحتية متهالكة، وفي هذه الحالة يكون من الصعب على النازحين ان يعودوا ويعيشوا باستقرار، كما كان قبل العام 2014».

ويشدد حمو على ضرورة «تطبيق اتفاقية سنجار، وتوفير الخدمات وتعويضهم، لتشجيعهم على العودة الى مناطقهم وحياتهم الطبيعية وانهاء مسلسل المعاناة المستمر»، مضيفا أنه «قد تكون الحكومة الحالية جادة في معالجة ملف النازحين، لكن القوى المتنفذة تقوم بعرقلة تنفيذ الوعود. وبطبيعة الحال هذا لا يعفي الحكومة من مسؤوليتها».

ويشير حمو في ختام حديثه إلى «وجود 20 مخيما تضم 25,600 عائلة، اضافة الى 30,800 عائلة تعيش خارج مخيمات النزوح».

عجز وفشل

الصحفي الايزيدي ذياب غانم، يقول في مستهل حديثه ان «الحكومة عاجزة عن ايجاد حلول تنهي معاناة النازحين، وتتأثر بالتدخلات السياسية. بينما الضحايا واصحاب المعاناة لا يزالون مشردين بلا منازل ولا امكانية مادية للعودة. وهذا التعامل السيئ يؤثر في واقع الحال، ويدفع الايزيديين الى الهجرة».

ويسكن غانم الان في مخيم سردشتي على جبل سنجار قادما من مخيم برسفي في محافظة دهوك، وبحسب ما افاد به فهناك مأساة حقيقية في هذا المخيم القاسي، إذ يقول إنّ الحكومة التي تعجز عن توفير وتوزيع مادة النفط الابيض، لا يمكنها ان تنهي معاناة النازحين بشكل سليم وصحيح. وهذا التعامل من قبل الحكومة يمكن وصفه بانه قاس، بينما كل الحكومات المتعاقبة كذبت ولم تفِ باية وعود، حتى صرنا لا نثق بأيٍّ منها».

ويوضح ان هناك «230 عائلة تقطن في مخيم سردشتي على جبل سنجار، وهم بأمس الحاجة الى المساعدات سواء كانت مادية ام معنوية، علماً ان وزارة الهجرة والمهجرين أغلقت هذا المخيم، برغم بقاء عوائل عديدة بحاجة الى المساعدات»، مضيفا ان «العامل الاقتصادي هو ما يصعب الأوضاع؛ فالمدينة مدمرة، كذلك البيوت، إضافة إلى ان البنى التحتية متهالكة ومنهارة».

ويشير إلى أن «الحكومة تتعاطى بشكل طائفي مع ملف التعويضات بالنسبة للايزيديين، ولم نرى تعويضات على ارض الواقع رغم ان قضاء سنجار هو الأكثر تضرراً، وهذا التمييز يفاقم معاناة شعب تمتد جذوره لآلاف السنوات في هذه الأرض».

************************************************************************************************

راصد الطريق.. مجلس الخدمة.. أين سينتهى؟!

تعلن الحكومة الاتحادية وحكومات المحافظات بين الحين والآخر اطلاق درجات وظيفية بصفة عقود في دوائر ومؤسسات الدولة، وتفتح الباب امام الراغبين بالتسجيل عليها عبر روابط الكترونية، ولاحقا تُكشف أسماء المقبولين من قبل الوزارة او المحافظة.

هذا الاجراء يضرب عرض الحائط قانون مجلس الخدمة الاتحادي، الذي اوكل وفقا للمادة 9/ثانيا منه مهمة التعيين وإعادة التعيين والترقية في دوائر الدولة الى مجلس الخدمة الاتحادي، وعلى أساس معايير المهنية والكفاءة.

إن الالتفاف على القانون بهذه الطريقة، والادعاء أن هذه التعيينات هي مجرد عقود مؤقتة وأن مجلس الخدمة غير معني بها، تجافي الحقيقة. فالكل يعلم ان القوانين النافذة تنص على تثبيت أصحاب العقود حال إكمالهم عامين كمتعاقدين. وعليه، ولأن تثبيتهم هو «تحصيل حاصل» فلا بد أن تمر إجراءات التعاقد معهم عبر مجلس الخدمة الاتحادي.

إن تقزيم دور مجلس الخدمة وحصره في تعيين حملة الشهادات العليا والأوائل من خريجي الجامعات، انما يستهدف واقعا فتح الأبواب على مصاريعها امام المتنفذين، ليقرروا هم وليس المجلس من الذين سيتم اختيارهم اليوم كمتعاقدين ليكونوا بعد سنتين الموظفين المثبتين بالفعل.

*********************************************************************************************

الاحتجاجات المطلبية تتواصل.. والاضرابات في الإقليم تتسع

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الفعاليات الاحتجاجية في مدن مختلفة من البلاد، رافعة مطالب متنوعة، فيما تتسع رقعة الاعتصامات في إقليم كردستان احتجاجا على تأخر صرف رواتب الموظفين.

*************************************************************************************************

الصفحة الثانية

انخفاض الخزين المائي في سد العظيم إلى 110 ملايين متر مكعب

متابعة ـ طريق الشعب

بلغ مستوى مياه سد العظيم، التابع لمحافظة ديالى، شرقي العراق، مستوى منخفضاً جداً، حيث وصل الى 110 ملايين متر مكعب فقط.

 اكد مدير ناحية العظيم التابعة الى محافظة ديالى عبد الجبار العبيدي، تراجع مستوى الخزين المائي في سد العظيم.

وقال العبيدي، إن “منسوب المياه في سد العظيم بلغ نحو 110 ملايين متر مكعب فقط، من أصل مليار و600 مليون متر مكعب من طاقته الاستيعابية”.

وأشار مدير ناحية العظيم الى أن “تزويد الاهالي بمياه الاسالة الان يبلغ  8 أمتار مكعبة في الثانية فقط”، مردفاً: “ننتظر هطول الامطار كي يرتفع منسوب السد، وبخلافه نمر بوضع صعب”.

ويعتمد أهالي ناحية العظيم على الزراعة بنسبة 100%، كما انهم لا يملكون مصادر أخرى لمياه الشرب غير تلك القادمة من سد العظيم.

يقع سد العظيم على نهر العظيم، 133 كلم شمال شرق بغداد، ضمن محافظة ديالى في العراق، وهو من مشاريع الري للسيطرة على فيضان نهر العظيم، وتأمين كميات المياه اللازمة لري المساحات المزروعة في حوض العظيم، وكذلك يستفاد منه في توليد الطاقة الكهربائية.

***********************************************************************************

الاحتجاجات المطلبية تتواصل والاضرابات في الإقليم تتسع

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الفعاليات الاحتجاجية في مدن مختلفة من البلاد، رافعة مطالب متنوعة، فيما تتسع رقعة الاعتصامات في إقليم كردستان احتجاجا على تأخر صرف رواتب الموظفين.

الاضراب في الاقليم

وتوسعت الإضرابات والاحتجاجات داخل مدن إقليم كردستان، بعد انضمام موظفي عدد من الدوائر الخدمية الى الاضراب، احتجاجا على تأخر صرف الرواتب.

يقول عضو لجنة الاحتجاجات في السليمانية ميران محمد، إن “المحتجين غير مسؤولين عن توقف مصالح المواطنين وحياتهم اليومية”، فيما أكد أن “الخلل تتحمله الحكومة”.

وأوضح محمد أن “الموظف الذي لا يمتلك أجرة الذهاب الى مكان وظيفته كيف سيمارس عمله وكيف يطالبونه بالاستمرار في الدوام بشكل طبيعي ومنتظم؟”.

وأشار إلى أن “حكومة الإقليم وأحزاب السلطة يتحملون توقف الحياة بسبب عدم شعورهم بالمسؤولية تجاه معيشة الموظفين”، مبينا أن “ما يجري في السليمانية هو انعدام لمظاهر الحياة”.

وأعلنت دوائر كُتاب العدول والكهرباء والتسجيل العقاري وعدد من الملاكات التربوية والقطاع الصحي ودوائر أخرى في السليمانية وحلبجة ورابرين وكرميان الإضراب عن الدوام لحين صرف رواتبهم.

طلبة الاقليم

من جانبهم، دعا طلبة المرحلة 12 في محافظة السليمانية، وزارة التربية والتعليم في حكومة إقليم كردستان، بتقليص المناهج الدراسية بسبب الإضراب الذي واكب العام الدراسي منذ بدايته.

وقال ممثل الطلبة المحتجين، أيوب أحمد، خلال مؤتمر صحفي، إن “العام الدراسي أوشك على النهاية. ولغاية الآن هناك الكثير من المدرسين ممن لم يحضروا لقاعات الدراسة، وخلال الفصل الدراسي الأول لم يستطع أحد تجاوز أكثر من 20٪ من المناهج الدراسية، فكيف ممكن أن يتجاوز 80٪ من المناهج خلال الوقت المتبقي”.

وأضاف أحمد، أن وزير التربية تعهد بالحفاظ على مصلحة الطلبة. ونحن الآن أمام تهديد كبير بانتهاء العام الدراسي دون إتمام المناهج والتي سيكون ضحيتها الطلبة فقط.

وطالب بـ”تقليص المناهج الدراسية ليتمكنوا من أداء الامتحانات خصوصاً أنها ستكون في أجواء حارة”، داعياً في الوقت نفسه الطلبة جميعاً إلى “المشاركة في تظاهرات كبيرة يوم الأحد المقبل، أمام تربية السليمانية للمطالبة بحقَوقهم”.

الدارسون على نفقة الدفاع

وفي العاصمة بغداد، تظاهرة العشرات من الدارسين على نفقة وزارة الدفاع في منطقة العلاوي في بغداد، مطالبين الوزارة بترويج معاملاتهم بعد قرار الإيقاف في وقت سابق.

نظم العشرات من أصحاب الدراجات النارية و”التكتك والستوتة”، وقفة احتجاجية في ساحة مظفر بمدينة الصدر وانتقلوا منها إلى وزارة الداخلية، للمطالبة بحل مشاكل الدراجات المسجلة منها أصولياً وغير المسجلة والتي لا تتضمن القوانين العراقية آلية لتسجيلها.

وطالب أصحاب الدراجات بفتح التسجيل للمركبات ذات المحورين وذات الثلاث محاور (التكاتك والدراجات)، وإعادة تفعيل قانون 48 الذي يخص تسجيل المركبات غير المسجلة في الكمارك.

واحتج العشرات من أصحاب المولدات الأهلية، داخل مبنى قائممقامية مدينة بعقوبة في محافظة ديالى، جراء ضرائب جديدة فرضتها الجهات الحكومية على تجديد الإجازات السنوية.

وقال محمد العبيدي، وهو أحد أصحاب المولدات، “تفاجأنا عندما أردنا تجديد الإجازات الخاصة بمولداتنا بوجود استمارة تستوجب دفعنا ضرائب على الماء والكهرباء والمجاري والأرض التي نضع عليها مولداتنا، رغم أن بعضها خاصة ومؤجرة من أشخاص” موضحا ان “المبالغ التي فرضت عالية وهي أعلى من أرباح بعضنا”.

وأضاف العبيدي، أن “العشرات من أصحاب المولدات احتجوا مطالبين بإلغاء الضرائب المفروضة او تقليلها لتكون معقولة”.

وأشار إلى أن “القائممقام قابلنا وأكد انه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للنظر بمطالبنا، لكننا امهلناه حتى يوم 1/2/2024 وفي حال لم يتم إلغاء هذه الضرائب أو تقليلها فأننا سنقوم بإطفاء مولداتنا عن المدينة”.

***********************************************************************************

بسبب درجات الحرارة المعتدلة الملابس الشتوية تتكدس في محال بيعها

بغداد – طريق الشعب

يعاني اصحاب المحال التجارية للملابس تكدسا لبضائعهم الشتوية، بسبب عزوف المواطنين عن الشراء نتيجة لدفء الجو، فبعد ان قاموا بالتهيئة للموسم الشتوي وجدوا انفسهم يتكبدون خسائر مالية كبيرة.

تخفيضات

يقول ليث العامري، صاحب محل ملابس نسائية، إن “الموسم الشتوي في العادة تكثر خلاله طلبات الملابس، خاصة من النساء، وبسبب عشق أغلب الفتيات لهذا الموسم وبرودته الشديدة، يملْنَ لشراء السترات السميكة والمعاطف الثقيلة والجوارب الصوفية والقبعات والأوشحة”.

وأضاف أن “خلال بداية الموسم الشتوي كان الاقبال جيدا لكنه تضاءل بمجرد اعتدال الجو”.

ويبين خلال حديثه مع مراسل “طريق الشعب”، أن “أغلب أصحاب المحال اضطروا إلى الإعلان عن تخفيضات على الأسعار لمواجهة هذا العزوف، متحملين خسائر مالية كبيرة”.

ويشير إلى أن “بعض المحال عادت لعرض البضائع الصيفية، حيث تجد عليها مقبولية جيدة، وتأمل أن تكون حالة الطقس خلال الأيام المقبلة أكثر برودة”.

تبرر الطالبة الجامعية لينا مدحت أسباب عزوفها عن شراء الملابس الشتوية بانخفاض درجات الحرارة. لكن ما يجعلني أتردد أكثر هو أن هذه البرودة تستمر لفترة قصيرة فقط، ثم يعود الجو دافئاً مرة أخرى خلال النهار”.

وأشارت لينا خلال حديثها مع “طريق الشعب”، إلى أنها لاحظت أن الملابس الشتوية لا تتلاءم مع هذا النمط غير المتناسب للطقس، خاصة في الجامعة، حيث يكون الطلاب في حالة حركة ونشاط دائم.

وقالت: “أعتقد أن الطلاب يفضلون الحركة والنشاط في أوقات الاستراحة بين الدروس، وبالتالي فإن ارتداء الملابس الشتوية الثقيلة يجعلهم يشعرون بالحر والضيق، ما يجعلهم يترددون في شرائها”.

وفي السياق ذاته، يقول البائع حسن نعيم، صاحب محل لبيع السجادات الشتوية، إن “إقبال الزبائن على شراء السجادات والموكيت التركي والإيراني ضعيف جدًا هذا الموسم بسبب عدم برودة الشتاء حتى الآن، وهذا الأمر أدى إلى العزوف عن الشراء، بخلاف ما كنّا نشهده في هذه الأوقات خلال السنوات الماضية”.

وأضاف نعيم مستمرًا في حديثه مع مراسل “طريق الشعب”، ان “الموسم الشتوي لا يحمل سوى اسمه. وهذا ما كان واضحا منذ البداية، وحالة الركود التي نواجهها أدت إلى تخفيض الأسعار لغرض بيع البضاعة. نحن نتحمل خسائر كبيرة، برغم رفع أسعار الضرائب على البضائع المستوردة”.

حالة الطقس

يقول عامر الجابري، مدير الإعلام في دائرة الأرصاد الجوية، أنه من المتوقع في كل عام هطول أمطار خفيفة  بداية شهر تشرين الثاني، مع توقعات بزيادة حدة الأمطار في بداية شهر كانون الأول، الا ان هذا العام شهدنا انخفاضا في درجات الحرارة وكميات الامطار”.

وفي ما يتعلق بالتقنيات المستخدمة في التوقعات الجوية، أشار الجابري إلى قدرة الفريق على استخدام المعلومات الواردة من شعبة الأقمار الصناعية والمحطات الأوتوماتيكية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، التي نصبت حديثاً.

وأضاف أن “الدائرة تحافظ على اتصال وثيق مع المنظمة العالمية للرصد الجوي لتحسين دقة التوقعات”.

ومن ناحية أخرى، كشف الجابري أن “التوقعات الجوية تأثرت بشكل أساسي بضعف المنظومات الضغطية الجوية والمتمثلة بالمنخفضات الجوية خاصة في المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد”.

وأشار الى انه “لا يمكن الجزم بانعدام الامطار او استمرار الانخفاض في درجات الحرارة، خلال الشهرين المقبلين”. وذكر الجابري، أن الهيئة ستعمل على “نشر التقارير الاستباقية لمتابعة تطورات الحالة الجوية”.

***************************************************************************************

كل خميس.. النخب والوهم الزائف

جاسم الحلفي

ثلاث قضايا ارتايت التوقف عندها. الأولى هي التهديد الأمريكي بهجوم عسكري على اهداف في الشرق الأوسط، والثانية هي عدم اكتراث المثقفين بحرب الإبادة التي يتعرض لها شعب غزة، اما القضية الثالثة فهي حالة الغضب الشعبي التي عمّت اثر خروج العراق من كأس اسيا.

القلق يساورنا من أن يكون العراق أحد ساحات الهجمات الامريكية المتوقع تنفيذها.

والعراق لا يحتاج المزيد من التوتر قدر حاجته الى الاستقرار والسلام، بعيدا عن صراع الضواري القائم بين أمريكا وايران، والذي لا مصلحة لشعبنا فيه.  بعد كل الدماء الزكية التي نزفت في العراق، نرى الا ضرورة لاهدار قطرة دم عراقية هباء. وطغمة الحكم وحدها تتحمل مسؤولية تعرض العراق الى أي ضربة أمريكية. فهي المساهم الأساس الذي سهل للعاملين الإقليمي والدولي التحكم بالوضع العراقي، وجعله ساحة صراع لمصالح دولية. طغمة الحكم هي المسؤولة الوحيدة عن تهديد حياة أي مواطن (مواطنة) في أيّ شبر من ارض العراق.

ما يؤسف له هو صمت النخب ازاء كل ما يجري، فلا كلمة قيلت ولا فعل حدث. يبدو ان الاستكانة هي رد الفعل الذي اختاره عقل النخب. ربما تتصور ان حرب غزة لن تطالنا، لذا فنحن غير معنيين بها، متناسية تداخل وتشابك المصالح وتعقيداتها. فهي لا  تتمعن في مغزى مسيرة كفاح المثقفين والفاعلين الاجتماعيين بالعالم، الذين طالما تطوعوا للوقوف ضد الحروب ومشعليها، وابدعوا في ابتكار شتى الفعاليات التي تستنكر التهديد وترفض الحروب والعدوان على الشعوب. وهنا نشير الى التظاهرات الكبرى التي تشهدها عواصم ومدن عديدة في العالم أسبوعيا، مستنكرة حرب إسرائيل الإبادية على غزة. فيما شكلت اللامبالاة وعدم الاكتراث سمة رد فعل النخب العراقية، وكأنها غير معنية بقول كلمة حق امام المآسي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

ما يؤسف له هو موقف الصمت هذا الذي اصبح سلوكا تمارسه النخب العراقية، حيث لم نشهد لها موقف يبين عدم قبولها بالسياسات التي جعلت العراق متأخرا، يستفحل فيه ثالوث التخلف، رغم ما يمتلك من موارد واموال، إذ تتصاعد فيه نسب الامية والفقر والامراض. وشكّل هذا الى جانب الفساد والطائفية السياسية، احد مصادر ألم العراقيين المتطلعين الى رؤية بلدهم يتقدم في خطوات واثقة نحو أي نصر.

لم تدرك النخب اندفاع وحماسة العراقيين وتأهبهم لمساندة أي انجاز يمكن ان يتحقق على أي صعيد. ومن هذه الزاوية وبناء على فواعل أخرى، جاءت مؤازرتهم للفريق العراقي وهو يخوض المنافسة الرياضية على كأس اسيا، وجاء غضبهم حين خرج الفريق العراقي من المنافسة امام منتخب الأردن. ومن دون الخوض في تفاصيل المباراة ودور الحكم وقدرات الفريق الدفاعية وغير ذلك، تشعر وكأنهم فقدوا فرحة كانوا يحتاجونها، ونصرا كانوا يتمنونه، وكأن الفوز الرياضي هو طوق نجاتهم من واقعهم المعيشي المزري، في ظل الانقسام الطبقي الحاد، واتساع الفجوة المعيشية بين القلة المترفة من النهّابين ووضعهم المُخمّلي وبين المنهوبين المكبلين بالحرمان.

ان من واجب النخب الامعان في التفكير في مغزى الخيبة الشعبية ورد الفعل على  خسارة لعبة على كأس، فيما لا تجد رد فعل مناسبا على الصعيد الشعبي، تعبيرا عن الغضب من خسارة المليارات المنهوبة. هناك غضب شعبي عارم من قرار حَكَمٍ أفسد مباراة، فيما غاب أيّ نوع من الغضب على افساد مؤسسات دولة بكاملها.

هذا ما يجب ان تتوقف النخب عنده، وان تقف مع شعبها، وتنشر وتعمق الوعي بإمكانية التغيير، وتبشر بالأمل الصادق، لا ان تسقط في فخ الوهم الزائف الذي تجيد صناعته ماكنة اعلام طغمة الحكم.

***********************************************************************************

الصفحة الثالثة

العراقيون يتصدرون قائمة الهدر الغذائي في المنطقة.. والسبب «كرم الضيافة»!

بغداد – تبارك عبد المجيد

يعكس نمط تناول العراقيين للطعام، تقاليد وعادات موروثة ومفاهيم متجذرة، ونتيجة لذلك لوحظت خلال السنوات الاخيرة زيادة في كميات الطعام المهدور، الامر الذي يعكس جوانب سلبية عديدة.

خلق تكافل اجتماعي

يقول الباحث في الشأن الاقتصادي، د. صفوان القصي، أن “العراقيين يعتبرون تناول الطعام من وسائل الترفيه الأساسية، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء لتناول وجبات شهية والاستمتاع بالأطعمة المحلية الشهيرة. كما يعرف العراقيون بميلهم إلى تهيئة وجبات الطعام بمقادير تفوق الحاجة الفعلية، مما يعكس ثقافة السخاء والترحيب التي تميز المجتمع العراقي”.

ويضيف في حديث مع “طريق الشعب”، أن هناك اهمية لترشيد الاستهلاك في كافة الجوانب، سواء على مستوى المواد الغذائية او بقية الخدمات من قبل الافراد والمؤسسات الحكومية”، مؤكدا أن ذلك الترشيد يؤدي “الى رفع مستوى التنمية في البلاد”.

ويشير الى وجود حاجة للاستثمار في انشاء طرق التنمية لغرض تسهيل مرور المواد الغذائية بسلاسة وامان، وهذا يرتبط ايضا بترشيد الاستهلاك. ودعا الى النظر في ملف الرعاية الاجتماعية ومفردات البطاقة التموينية، وتسهيل اجراءات تدبيرها من داخل البلد.

وشدد على ضرورة نشر ثقافة منع الاستهلاك، وادخال نظام التكافل الاجتماعي بين الفئات ذات المستويات الاقتصادية المختلفة، لكي يشعر المواطن بحالة من التماسك.

وتشير البيانات إلى أن هدر الطعام يمثل تحديًا كبيرًا يتطلب توعية وجهودا مشتركة للحد منه، حيث تنعكس الآثار السلبية على الاقتصاد والبيئة، ويعتبر تعزيز ثقافة الاستهلاك العقلاني والتفكير بالآخرين خطوات أساسية نحو تغيير إيجابي في هذا السياق.

الأكثر استهلاكا

وشغل العراق المركز الأول عربياً والسادس عالمياً من إجمالي 196 دولة، بأكثر الدول التي تهدر أكبر قدر من الغذاء لعام 2023، بحسب مجلة ceoworld الأمريكية.

وذكرت المجلة، في تقرير لها، أن “هدر الطعام يعد مشكلة عالمية لها آثار سلبية على البيئة والمجتمعات واقتصاديات البلدان”.

ووفقًا لتقرير مؤشر هدر الغذاء الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يتم هدر ما يقرب من 931 مليون طن من الطعام كل عام، وهو ما يمثل 8 إلى 10 بالمائة من انبعاثات الكربون العالمية المرتبطة بالأغذية غير المستهلكة.

وأضاف التقرير، أن “مؤشر هدر الطعام كشف أيضا أن حوالي 17 بالمائة من إنتاج الغذاء العالمي يتم إهداره، حيث تكون الأسر مسؤولة عن 61 بالمائة من هذا الهدر الغذائي، تليها الخدمات الغذائية بنسبة 26 بالمائة، وصناعة البيع بالتجزئة بنسبة 13 بالمائة”.

وبحسب التقرير، فإن نصيب الفرد من هدر الطعام المنزلي هو نفسه في الدول ذات الدخل المتوسط الأدنى، والدول ذات الدخل المتوسط الأعلى، والدول ذات الدخل المرتفع، وبلغ نصيب الفرد العراقي من بقايا الطعام 120 كغم. بينما بلغت من بقايا الطعام السنوية 4.7 ملايين طن.

ويعكس سلوك العراقيين تجاه الطعام التباهي والشراء بكميات إضافية تفوق الاحتياجات الأساسية، ما يعتبر عنصرًا من عناصر الاحتفال والاجتماعات الاجتماعية.

تلوث البيئة

تقول الناشطة البيئية، نجوان علي أن “العوائل العراقية تعرف بكرمها من خلال كمية الطعام الذي تعده لضيوفها، اذ يتوزع على مائدة الطعام مختلف الاطباق العراقية، وبعد ان كانت تلك الظاهرة تنتشر في المنازل اصبحت تنتقل الى المطاعم، اذ باتت بعض الاسر تفضل اجراء العزائم في الخارج، لتجنب المجهود”.

وتبين لـ “طريق الشعب”، أن “تلك العادات سببت هدرا كبيرا للمال والطعام، حيث ترمي اغلب المطاعم مخلفات الطعام في النفايات عوضا عن ترتيبه ومنحه للعمال في نهاية اليوم او توزيعه في حال كان صالحا للاستعمال”، مضيفة ان “مشكلة هدر الطعام وتلوث البيئة تتزامن مع مشكلة ارتفاع نسب الفقر في البلاد، ما يفرز طبقتين متضادتين في المستوى المعيشي”.

وتشير الى ان “نفايات الطعام تعد سببا اساسيا في تلوث البيئة، حيث يساهم في انبعاث غازات مسببة للتغير المناخي”.

يعاني العراق من مشكلة هدر الطعام والإسراف فيه حتى بات يصنّف ضمن البلدان الأكثر هدراً للطعام، في وقت يعيش الملايين من مواطنيه تحت خط الفقر.

إسراف في المطاعم

 يقول موظف استقبال في أحد المطاعم البغدادية، أن “الكثير من المواطنين يفضلون إضافة كميات زائدة من الطعام في المناسبات الاجتماعية، ما يؤدي إلى تلف الطعام ويساهم في إسرافه”، مضيفا ان “الاشخاص يميلون الى ملء صحونهم بشكل مبالغ به عندما يكون بوفي الطعام مفتوحا”.

واقترح في حديثه مع “طريق الشعب”، على المطاعم الفاخرة ان تستخدم الطعام الصالح للأكل وتقديمه للفئات المحتاجة بشكل لائق او حتى منحه للحيوانات السائبة”.

وكانت وزارة التخطيط، دعت في 2023، إلى تشريع قانون لتنظيم ومُكافحة هدر الطعام وتشجيع إعادة توزيعه وتدويره والتبرع به، مطالبة بتعزيز الزراعة والصناعة المُستدامتين وزيادة الإنتاج الزراعي وتحسين التغذية، وتحقيق الأمن الغذائي.

********************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العلاقات العراقية الأمريكية بين تفاقم الصراع ووعود الانسحاب

اهتمت الصحف العالمية والأمريكية منها بشكل خاص، بقضية المفاوضات المرتقبة بين بغداد وواشنطن حول انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، وتداعيات الهجمات والهجمات المضادة التي جرت بين هذه القوات وفصائل مسلحة، وآخرها هجوم بطائرات مسيرة على قاعدة التنف عند الحدود الاردنية-العراقية-السورية، والذي أدى إلى مقتل 3 جنود أمريكيين وجرح أكثر من ثلاثين أخرين.

أين سيردون؟

فقد نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، واسعة الإطلاع، مقالاً لنانسي يوسف ومايكل غورون، توقعا فيه أن ترد إدارة بايدن على الهجوم الذي استهدف القاعدة الأمريكية في التنف بضرب أهداف خارج الأراضي الإيرانية، مسلطة الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه واشنطن في مسعاها لاحتواء العنف في الشرق الأوسط، والذي سيؤدي أي خطأ فيه إلى توريط واشنطن وحلفائها بشكل أعمق في النزاع. وتوقعت الصحيفة مواصلة الفصائل المسلحة مهاجمة الأمريكيين حتى مع تواصل بغداد وواشنطن للمفاوضات الهادفة سحب قوات التحالف من العراق.

دعوات للانتقام

كما نشرت الصحيفة مقالاً اخر كتبه تايلر باغر وياسمين ابو طالب وابليجايل هاوسلونر، أشاروا فيه إلى أهمية الاجتماع الذي عقده بايدن مع كبار مساعديه لمراجعة الردود الأمريكية المحتملة على الهجوم، والذي جاء في وقت بدا فيه البيت الأبيض قلقًا من الانجرار إلى الصراع في الشرق الأوسط، رغم الضغوط التي تسلطها دعوة الجمهوريين إلى انتقام شديد وسريع. وأشار المقال إلى أن تنفيذ بايدن لوعوده بمحاسبة جميع المسؤولين عن ما حدث، تفتقد للوضوح، لاسيما بعد أن رفض جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، الإجابة على الأسئلة المتعلقة بطبيعة أو توقيت أي ضربة انتقامية أمريكية.

واعتبر المقال الهجوم المميت الذي وقع يوم الأحد، حدثاً مهماً في سياق الدعم الأمريكي التام لاعتداءات إسرائيل على قطاع غزة، لاسيما وإنه يأتي في إطار حملة انتخابية شرسة مع الجمهوريين، الذين نقل عنهم المقال وصفهم تصريح كيربي بأنه مجرد هراء تام.

تورط أم انسحاب

من جانبه حذر “معهد كوينزي” من ارتفاع إحتمالية التورط العسكري الأمريكي في المنطقة، وتحوله إلى مواجهة عسكرية مع إيران، داعياً واشنطن إلى سحب قواتها من العراق وسوريا. وذكر التقرير بأن إدارة بايدن كانت منهمكة في التخطيط لسحب قواتها من البلدين، عند حدوث هجوم التنف الأخير، وذلك بسبب تصاعد العنف إقليمياً، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي المدمر على الفلسطينيين في قطاع غزة والغضب المرتبط به ضد الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل، اضافة إلى أن تنفيذ المهمة الأصلية لقواتها، والمتمثلة بالقضاء على داعش ومنع امتداد النفوذ الإيراني في العراق، باتت غير ممكنة، حيث صارت حماية وجود القوات نفسها لنفسها المهمة الحقيقية.

خيارات صعبة

ووجد ادريو تابلر ومارتين غروس، في مقال كتباه لموقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أمام بايدن خيارين معقدين، إما دفع إسرائيل إلى وقف إطلاق النار في غزة أو المخاطرة بالتصعيد المستمر في المنطقة، مؤكدين على أن حدوث خسائر بشرية في القوات الأمريكية قد يؤدي إلى رد عسكري أمريكي قوي لن يكون المهاجمون مستعدين له، خاصة بعد أن صار جلياً بأن من أهدافهم قتل الأمريكيين وليس فقط ازعاجهم.

وعبر المقال عن الإعتقاد بأن حدوث الهجمات والهجمات المباشرة بالتزامن مع مناقشة سياسية استمرت لعدة أشهر في إدارة بايدن حول عمليات النشر المستقبلية للقوات الأمريكية في سوريا والعراق، قد أثرت على وضوح الرؤى، حيث كان هناك شعور بأن الساسة العراقيين يريدون وجود قوات أميركية هناك لموازنة إيران، وهو ما دفع البيت الأبيض إلى تأجيل تبني سياسة أوباما التي طالما دعت إلى تركيز الاهتمام على آسيا، بدل الشرق الأوسط. وأضاف الكاتبان إلى أن العودة لهذه السياسة قد يُفسر اليوم وكأنه هزيمة، مما يضعف شعبية بايدن، الذي سبق له أن خسر ثلث شعبيته، إثر الإنسحاب المثير للجدل من افغانستان.

**************************************************************************************

عين على الأحداث

مَنْ وراء تهريب العملة؟

كشفت مصادر صحفية عراقية عن قيام جهات متنفذة بتجنيد أعداد من العمال الأجانب لاستغلالهم في عمليات تهريب العملة الصعبة خارج العراق، عن طريق شركات مملوكة لهذه الجهات أو متواطئة معها. هذا وفيما اعترفت وزارة العمل بتهرب أصحاب مكاتب استقدام العمال والمشاريع من إعطاء الأعداد الحقيقية وبعدم معرفتها لتلك الأعداد، يرى الناس بأن مصالح الطغمة الفاسدة باتت أكثر أهمية لدى الحكومة، من إصلاح الاقتصاد الوطني أو ايجاد حل لبقاء ثلث الشباب بلا عمل أو تطبيق سياسة نقدية سليمة، مؤكدين على أن لا مستقبل للعراق بغير الخلاص من منظومة المحاصصة هذه.

بغداد ما اشتبكت عليك الأعصر!

حلت عاصمتنا الحبيبة في مرتبة متأخرة بقائمة المدن الأكثر أمانا للسفر، بينما تصدرت ست مدن عربية قائمة العواصم العشر الأكثر أماناً على الأرض. ويعتمد هذا التقييم الدولي على معدلات الجريمة والدور القوي للشرطة ومدى استقرار الحكومة وقدرتها على تحقيق مستويات السلامة. وفيما جمعت أبو ظبي 97.73 نقطة لتكون العاصمة الأعلى أماناً، جمعت بغداد 57.77 نقطة فقط لتحل بالمرتبة 264 من بين 300 مدينة حول العالم. هذا ويبدو التقييم صحيحاً للأسف، في ظل تفشي الفساد وضعف هيبة الدولة وتغول السلاح المنفلت وعصابات الجريمة المنظمة التي تحتمي بالأوليغارشية المتنفذة. 

عين الحسود

نقل المتحدث باسم حكومة إقليم كوردستان عن قناة الجزيرة قولها، إن 20 بالمائة من الرواتب في العراق، أي ما مجموعه 10 مليار دولار سنوياً، تذهب إلى موظفين وهميين، وهو الرقم الذي ارتفع، في خبر مماثل نقلته قناة الحرة، ليصل إلى 300 مليار دولار، إضافة إلى وجود 22 ألف موظف وهمي و50 ألف جندي فضائي. هذا وفيما أشارت معطيات سابقة بأن تكاليف الفضائيين تصل إلى 50 ترليون دينار سنوياً، بما في ذلك ما ابتلت به مؤسسات الإقليم نفسه، يرى الناس ضرورة إعادة تدقيق ملاكات كل المؤسسات الحكومية والأمنية والعسكرية وذلك لإيقاف هدر المال العام وقطع تموين المتنفذين.

عن الفساد الجمركي

احتفلت الدول قبل أيام باليوم العالمي للجمارك، والذي يوافق إنشاء المنظمة الدولية لهذا القطاع، ويتم فيه تسليط الضوء على انجازاته وما يواجهه من مشاكل. هذا ولم تتمكن مؤسسة الجمارك العراقية من إحياء العيد، جراء ما تشهده من تحديات لم يجر حلها منذ سنوات طويلة، كهيمنة أحزاب وفصائل مسلحة ومافيات وعصابات على المنافذ الحدودية، البالغ عددها 21 منفذا، 11 منها بري و6 بحري و4 جوي، والتي لم تتجاوز عائدتها أكثر من 250 مليون دولار فقط، جراء اعفاء 40 بالمائة من الإستيرادات البالغة قيمتها 60 مليار دولار من الضرائب، مما سبب هدراً بالمال العام بلغ 15 مليار دولار.

يكدح أبو كلاش!

كشف مدير عام الطرق في محافظة إيلام الإيرانية عن استخدام سبعة ملايين مسافر معبر زرباطية، ذهاباً وإياباً خلال عام، مؤكداً على أن 20 بالمائة منهم عبروا خلال الزيارة الأربعينية. هذا ويأتي الخبر تزامناً مع تصاعد شكاوى السكان من الظروف القاسية التي يعانون منها كغياب الخدمات والفقر والجفاف وحرائق البساتين وانتشار المخدرات، إضافة إلى تواصل التلوث البيئي بسبب آبار النفط، في الوقت الذي يبقى فيه تساؤل الناس عن مصير الأموال التي تُجبى في المنفذ الحدودي وتلك التي خصصتها شركة النفط كمنافع اجتماعية للسكان بلا جواب، لاسيما وإن هناك من يقول بأن قوى متنفذة من بغداد تستولي عليها.

*************************************************************************************

الصفحة الرابعة

دشنت 1600 حملة بمشاركة جهات تطوعية في عموم المحافظات الشرطة البيئية.. تحديات تفوق الإمكانيات المتاحة

بغداد ـ محمد التميمي

في الوقت الذي رفعت فيه التغيرات المناخية سقف التحديات البيئية، إضافة الى مجموعة عوامل اخرى، تواصل الشرطة البيئية عملها في ظروف صعبة، ومجموعة معوقات أبرزها شح الكوادر، ما يمنعها من تأدية عملها على أتم صورة برغم الجهود المبذولة.

والشرطة البيئية هي جهاز تنفيذي مكلف بمراقبة وحماية البيئة، بالشراكة مع مؤسسات اخرى معنية بالبيئة. وتعنى بالدرجة الاساس بتطبيق القوانين واللوائح البيئية، ورصد التلوث والتدابير الوقائية. كما تشمل نشاطاتها مراقبة المصانع والشركات لضمان الامتثال للمعايير البيئية، ومكافحة التلوث والصيد غير المشروع وغيرها.

كما لها دور كبير ومهم في تعزيز التوعية البيئية وتشكيل سلوك المجتمع نحو حماية البيئة والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة. وللتعرف اكثر على هذا الجهاز وطبيعة نشاطاته وماهي المعوقات والاحتياجات، اجرت «طريق الشعب» حوارا صحافيا مع مدير قسم الشرطة البيئية، العميد الكيمياوي فراس سليم.

المهمات والواجبات

 قال سليم: ان الشرطة البيئية تأسست في العام 2008 وتعنى بالأمن البيئي، وفق قانون اصول المحاكمات الجزائية، المادة 39 التي خولت ضباط الشرطة البيئية بالضبط القضائي في الجرائم البيئية بوجهين: الوجه الاول هو الضبط الاداري ومراقبة الانتهاكات البيئية والضبط القضائي والقاء القبض على  المخالفين واحالتهم الى المحاكم.

وبين قائلا: ان المادة «25 من قانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 لسنة 2009 نصت على تأسيس قسم الشرطة البيئية، الذي تأسس ضمن النظام الداخلي رقم 1 لسنة 2015، وهذا النظام حدد واجبات الشرطة البيئية، والتي تتضمن مرافقة المراقب البيئي في وزارة البيئة ومكافحة الصيد الجائر وحماية الموائل ومراقبة ملوثات الهواء والمشاركة في الورش والندوات الخاصة بالبيئة، وحدد أيضا ارتباطات الشرطة البيئة؛ وهما ارتباط إداري بوزارة الداخلية وارتباط فني بوزارة البيئة.

وأضاف قائلاً: ان «البيئة العراقية ليست منظومة منفردة وهي جزء من منظومة البيئة العالمية، وكحال مختلف الدول نعاني اليوم من التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، وجملة من العوامل والتحديات التي تقف امام بيئتنا».

ولفت في حديثه مع «طريق الشعب»، الى ان «التحديات البيئية اكبر من جهودنا وهي تحتاج الى موارد بشرية ومادية كبيرة، برغم ان الجهات المعنية لا تدخر جهدا في العمل المضني، الا التحديات لا تزال اكبر، ورغم هذا فنحن نواكب كل هذا بجدية وتفان في سبيل حماية وتحسين البيئة، لكننا نحتاج الى دعم اكبر لمواجهة هذه التحديات».

وواصل حديثه، انهم بحاجة الى  «موارد بشرية لكون النطاق الجغرافي  للملوثات كبيرا جدا. ففي الاهوار على سبيل المثال نحن بحاجة الى مركز. والمسطحات المائية بحاجة الى مراقبات مستمرة»، مشدداً على ضرورة توفير «الدعم المادي ورفد الشرطة بكوادر اكثر لتغطية الرقع الجغرافية بشكل اكبر».

قلة الكوادر

وفي ما يخص الصيد الجائر قال العميد: ان «القوانين واضحة وتمنع صيد الحيوانات النادرة او المهددة بالانقراض منعاً باتاً، ويحال المخالف الى المحاكم المختصة بمجرد ضبطه. كذلك الحال بالنسبة للأسماك حيث يمنع استخدام المتفجرات والمواد الكيميائية والكهرباء في صيدها».

وأوضح ان «الصيد الجائر يتركز في مساحات واسعة جداً. بينما كوادرنا قليلة جدا ولا تغطي هذه المناطق، ومع ذلك تنظم الشرطة البيئية بشكل مستمر جولات مستمرة الا ان الكوادر بواقع الحال قليلة، وتم بالفعل احالة الكثير من المخالفين الى القضاء».

وعي شبابي عال

وأكد سليم «أهمية جهاز الشرطة البيئية في الحفاظ على الأمن البيئي، خاصة وانها تلعب دوراً كبيراً في هذا الشأن ولديها تنسيق مع مختلف الوزارات ومهام عديدة ومختلفة ومتشعبة، وبرغم الدعم الكبير المقدم لنا من وزارتي البيئة والداخلية الا ان التحديات اكبر من امكانيات الشرطة البيئية حالياً».

واشاد مدير الشرطة البيئية بوعي وحماس الشباب  العراقي الذي يمد يد العون الى الشرطة البيئية ويشاركون في مختلف حملاتنا التي تخص التشجير والنفايات، وجميعهم يحملون وعيا كبيرا في داخلهم وحرصا شديدا على بيئتهم، وهي سابقة مهمة جداً تصب في صالح النهوض بواقعنا البيئية».

30 الف شجرة

واردف بالقول ان هناك من لا يعير البيئة اي اهتمام، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، اصحاب المعامل الذين يرتكبون مخالفات بيئية ويجري تنبيههم الا انهم مستمرون في ذلك، بسبب قلة الوعي وعدم تحمل المسؤولية».

واكد المتحدث ان حملاتهم التوعوية «مستمرة ولن تتوقف، ووصلت حتى الان الى 1600 حملة استهدفت مختلف شرائح المجتمع من طلاب وحرفيين وغيرهم، وبمشاركة 37 الف متطوع. ومع ذلك نحن نطمح الى المزيد من هذه الحملات».

وبين ان هناك تنسيقا مع المنظمات المختصة بالبيئة والشباب المتطوع، من اجل المحافظة على ديمومة هذا التواصل والتنسيق، خصوصا مع الشباب الذي يساندونا دوما، ويشاركوننا في حملات التشجير التي يجري تنظيمها، وزرعوا معنا ما يقارب 30 الف شجرة في بغداد والمحافظات ولا تزال الحملة مستمرة».

حماية الاشجار المعمرة

وفي ما يتعلق بالأشجار المعمرة، كشف سيادة العميد عن «تشكيل مفارز لحماية الاشجار المعمرة ومنع قطعها، وتم ترقيم الاشجار بأرقام تسلسلية وثبتت في سجلاتنا. وبهذا نكون قد ضمنا امن وسلامة اشجارنا المعمرة، وستتم محاسبة المخالف وفق القانون العراقي».

وذكر ان قطع اشجار الكرادة توقف بعد ان تدخلت الشرطة البيئية وفاتحت الجهات المعنية في الأمر، مؤكدا ان هذه الاشجار جزء من هويتنا وهي ارث مهم ودورها البيئي مهم ايضا لذلك فان الحفاظ عليها مسؤولية مشتركة بيننا جميعاً.

**********************************************************************************

قد يموت الطفل ان يصله الدور هواء أجهزة الإنعاش في مستشفيات بابل لا يتسع للأطفال المختنقين

بغداد – تبارك عبد المجيد

يعيش الأهالي في محافظة بابل حالة من الألم في ظل فقدان أطفالهم، نتيجة لعدم توفر أجهزة إنعاش في المستشفيات الحكومية بالمحافظة؛ إذ يخلق النقص في التجهيزات الطبية حالة من الحزن واليأس في وجوه العديد من الأسر.

أجهزة إنعاش شحيحة

وتتحدث رسل حسين عن تعرض ابنة أحد أقاربها للوفاة، بسبب غياب أجهزة الإنعاش الرئوي في مستشفى المسيب في المحافظة.

تقول حسين لـ «طريق الشعب»، إن «الطفلة تبلغ من العمر أربع سنوات. وكانت مصابة بمرض التهاب الرئة الذي يسبب ضيق تنفس حاد، ما يتطلب إدخالها بين فترة وأخرى إلى المستشفى لانعاشها رئويا»، مشيرة إلى أن «أهل الطفلة يواجهون في كل مرة صعوبة باستحصال جهاز إنعاش».

وعبّرت حسين عن استيائها من الواقع الصحي العام في البلاد، فيما قالت ان «من المعيب ان نطالب اليوم بأبسط حقوقنا. غير معقول ان ندخل للمستشفى ونخرج امواتا!».

أب يفقد طفلين

أما صباح المسعودي، فتحدث عن فاجعة أخيه الذي فقد طفلين خلال عشرة أيام فقط.

يقول المسعودي لـ»طريق الشعب»، إن «ابنة أخي رقدت ثلاثة أيام في مستشفى الامام علي في ناحية جبلة بمحافظة بابل، وكانت تنتظر وضعها على جهاز الإنعاش الوحيد في المستشفى، لكنها توفيت قبل أن يصلها الدور».

ويضيف لـ «طريق الشعب»، قائلاً أنه «بعد مرور أسبوع، مرّ ابن أخي ـ شقيق الطفلة المتوفية ـ بانتكاسة صحية، وبعد الفحوصات اتضح أن لديه مشاكل في التنفس ايضا، الأمر الذي يتطلب وضعه على جهاز الإنعاش، لكن الطفل لم يستطع التحمل أكثر من ١٢ ساعة، فالتحق بأخته، وللسبب نفسه».

ويحمل المسعودي الجهات الحكومية كافة وعلى رأسها وزارة الصحة، مسؤولية وفاة ولدي شقيقه.

حسين عامر، (موظف في مستشفى بابل الاهلي)، يقول أن «اغلب الأهالي ينتظرون وقتاً طويلا حتى يفرغ أحد الاسرة».

ويضيف أن «الأطباء في الردهة يحاولون بذل ما في وسعهم لضمان عدم تضرر أي طفل، وفي بعض الأحيان يتشارك كل أثنين في سرير واحد، لكن أحيانا يخرج الامر عن سيطرتهم بسبب قلة الاسرة».

ويردف كلامه لـ «طريق الشعب»، قائلاً أنه «بسبب نقص الأجهزة توفى العديد من الأطفال»، مستذكرا حالة طفل بقيت عالقة في ذهنه، حيث توفى طفل لم يتجاوز عمره سنتين، ولم يستطع الانتظار 3 أيام للحصول على سرير شاغل في الإنعاش.

ويزيد بالقول، أن «بعض الأهالي يضطرون الى الذهاب للمستشفيات الاهلية، إذ تصل كلفة العلاج نحو 6 مليون دينار لبضعة أيام، وهذا المال لا يتوفر عند العوائل الفقيرة، التي تجبر على الانتظار».

وتقدر اعداد الافراد البالغين من العمر 15 وما دون في محافظة بابل بنحو 861.655، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء.

لا تسد الحاجة

تقول مديرة قسم الإنعاش الرئوي في مستشفى بابل للأطفال، وجدان عبد سبتي، أن «المستشفى تملك 18 سريرا فقط مزوداً بأجهزة الإنعاش»، مؤكدة أن 9 منها مخصصة لحديثي الولادة، والمتبقي للأطفال من عمر شهرين فما فوق».

وتردف سبتي كلامها لـ «طريق الشعب»، قائلة إن «المستشفى تستقبل مرضى من كافة الاقضية ونواحي المحافظة، ما يجعل عدد الاسرة غير كاف مقارنة بعدد السكان، خاصة ان هناك حالات تتطلب الرقود في الردهة لأكثر من 3 أيام قبل التماثل للشفاء».

وأكدت وجود «حاجة لافتتاح ردهات إنعاش رئوي في جميع المستشفيات الموجودة في أقضية ونواحي بابل، لتخفيف الزخم الحاصل»، مشددة على «أهمية بناء مستشفى أطفال تخصصي، يقدم خدمات متكاملة للمرضى من الأطفال، وتحديداً الإنعاش الرئوي».

********************************************************************************

أثر الاقتراض على عملية النمو الاقتصادي

إبراهيم المشهداني

تعتبر القروض الخارجية التي تلجأ اليها الدول النامية في الغالب، من العقبات الكأداء التي تقف أمام عملية النمو الاقتصادي من خلال حجم ومقدار هذه الديون وشروط تسديدها ، وقد اثبتت التجارب العالمية في العديد من البلدان النامية أنها تدخل اقتصاداتها في حلقة مفرغة تتسبب في إضعاف قدرة البلد على التسديد في المدى الطويل والمتوسط وبالتالي انعكاسها على مستوى التطور الاقتصادي فضلا عن دورها في تنميط شكل النظام السياسي بالنظر إلى الشروط المجحفة التي بضعها المقرضون الذين يحتكرون عمليات الإقراض بفعل هيمنة الدول الكبرى المسيطرة على صناديق الاقراض المعروفة خارج المبادي التي وضعت عام 1945 في اتفاقية (بريتون وودز )التي شاركت فيها 44 دولة.

وجدير بالتنويه أن مقدار الديون السيادية 25 مليار دولار تدفع خلال الفترة 2020 – 2028 وهناك ديون خارج نادي باريس وهي ديون سيادية تعود لعام 1990 يتطلب شطبها تعود لأربعة دول خليجية وهي السعودية والكويت وقطر والامارات وثمانية عالمية منها بولندا والبرازيل وتركيا، واجمالي هذا الدين 43 مليار دولار.

وفي العراق لنا تجربة قاسية مع هذه الصناديق لا مجال للدخول في تفاصيلها في هذا المجال المحدود لكننا سنتحدث عن تداعيات هذه القروض بما فيها القروض الداخلية من حيث الأسباب والنتائج، فحسب تصريحات المستشار المالي لرئيس الحكومة د. مظهر محمد صالح ففي عام 2020 بلغ مجموع الديون الخارجية والداخلية 134.4 مليار دولار وأن حجم الديون الداخلية 60 مليار دولار. إن أهم الأسباب التي تستدعي هذه القروض هي حجم العجوزات التخمينية في الموازنات السنوية التي تتحول عمليا إلى عجوزات حقيقية تتطلب التغطية عن طريق القروض حيث الافتقار إلى قطاع انتاجي حقيقي كفيل بتوفير الأموال الكافية لتغطية هذه العجوزات الناجمة بالأصل عن مبالغات مفرطة في النفقات العامة في الموازنات السنوية، ولابد من التنويه في هذا المجال أن الدراسات البحثية البرلمانية تشير إلى أن الوزارات المخولة بالاقتراض المؤشرة في الموازنات السنوية هي وزارة الكهرباء والنفط والبلديات والاعمار والإسكان والنقل والصحة والتربية والتعليم العالي والتجارة والتخطيط وامانة بغداد، لكن وزارة الكهرباء تهيمن على معظم هذه القروض للفترة 2018—2022 مع العلم أن الخدمات السنوية لهذه القروض تبلغ ما يزيد عن 10 مليارات وان نسبة التخصيصات الممولة من القروض الخارجية إلى النفقات الرأسمالية 20 في المائة ونسبتها إلى تخصيصات المشاريع الاستثمارية المحلية 26 في المائة وهي نسب عالية اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الوفورات المالية المتوقعة من الإيرادات النفطية في الأجل القصير، ومهما كان حجم الاحتياطات النقدية المتوافرة فانه لا تبرر اطلاق العنان لهذا الحجم من الاقتراض لوزارات تهيمن عليها جهات عرفت بفسادها خاصة وان هذه الاحتياطات قد تراكمت بفعل ارتفاع أسعار النفط المعرضة للانهيار بفعل العوامل الظرفية الدولية.

وهناك الشكل الآخر من القروض التي أخذ العراق ينتهجها، وتتمثل بالاتفاق مع الشركات الاجنبية على تنفيذ المشاريع التي لا تتوفر لدى الحكومة الاموال اللازمة لها، مما تضطر إلى الدفع بالأجل ولكن بمدة أقصر من القروض المالية من المؤسسات الدولية،  ولكنها باهظة ايضا اذا اخذنا بالاعتبار ارتفاع قيمتها وهي في النهاية شكل من أشكال القروض مما ستتحول، اذا استمر الامر على هذا الحال، إلى أعباء حقيقية ومرهقة اذا لم تتخذ الدولة استراتيجية اقتصادية تنموية قائمة على أساس تفعيل القطاعات الانتاجية السلعية وزيادة مساهمتها في الانتاج المحلي الاجمالي وسد الطلب المحلي وتحقيق مصادر مالية اخرى بالإضافة إلى قطاع البترول من خلال تنظيم عملية توطيد التعرفة الكمركية والسياسات الضريبية التصاعدية، والأهم من كل ذلك الترشيق الانفاقي ابتداء من أعلى الهرم الحكومي والتركيز على الاحتياجات الملحة وتقليص حجم الانفاق لأغراض خدمات شخصية غير مبررة، وحملة حقيقية للقضاء على الفاسدين الذين قد يلتفون على هذه القروض حسب العادة، وتفعيل الاجهزة الرقابية على أن يكون الجميع تحت مساءلة القانون.

****************************************************************************************

الصفحة الخامسة

من تداعيات أزمة المياه خطر الاندثار يُحدِق بحرفة صناعة الزوارق

متابعة – طريق الشعب

على إثر أزمة المياه المتواصلة وعزوف أعداد كبيرة من صيادي الأسماك عن مزاولة المهنة بعد أن أصبحت غير مجدية، واجهت حرفة صناعة الزوارق الخشبية في العراق، تراجعا حادا، ما يهدد باندثارها.

وتعتبر صناعة الزوارق من الصناعات القديمة في بلاد الرافدين. وقد ازدهرت في الستينيات حتى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي. لكن أزمة المياه التي تشهدها البلاد اليوم، اضطرت الكثيرين من صناع القوارب وصيادي الأسماك، إلى ترك مهنهم التي ورثها معظمهم عن الآباء والأجداد، ليبدأوا البحث عن مهن أخرى لا تعتمد على توفر المياه، يؤمّنون بواسطتها قوت عائلاتهم، ما جعلهم يلتحقون بركب المزارعين، أبرز المتأثرين بالأزمة المائية والتغيّر المناخي.

في حديث صحفي، يقول أبو سجاد (50 عاماً)، وهو صانع زوارق في محافظة النجف، أن “الطلب على مصنوعاتنا من الأبلام والكعد، كان مرتفعا في السابق، لكن اليوم، وبسبب شح المياه في الأنهر، وتوقف عمل الكثيرين من الصيادين، ضعف الطلب على الزوارق، خاصة من سكان المحافظات الجنوبية، الأمر الذي يهدد مهنتنا بالاندثار”.

أما صياد السمك أبو علي (40 عاما)، أيضا من النجف، فهو لم يترك مهنته، شأن صانع الزوارق أبو سجاد، لكن تفاقم الأزمة قد يدفعه إلى تركها قريبا، بالرغم من اعتزازه بهذه الصنعة التي ورثها عن والده وجده. 

يقول أبو علي في حديث صحفي أن “الصيد تراجع كثيرا مقارنة بالسنوات السابقة، نتيجة انحسار المياه، الأمر الذي قد يضطرني إلى ترك المهنة والبحث عن عمل آخر”.

إلى ذلك، يتفق الخبيران في مجال المياه، تحسين الموسوي وعادل المختار، على أن مهنة صيد الأسماك، لا سيما في الأهوار، تضررت كثيرا نتيجة أزمة المياه.

ويوضحان في حديث صحفي، أن “حركة المشحوف في الأهوار، سواء للصيد أم للتنقل، باتت صعبة، خاصة بعد تحوّل بعض المسطحات المائية إلى برك صغيرة”.

ولم تتأثر حرفة صناعة الزوارق الخشبية بأزمة المياه وحسب، فمنذ تسعينيات القرن الماضي بدأت هذه الحرفة تتراجع بعد شيوع الزوارق المصنوعة من الصفيح أو الفيبر كلاس، والتي يفضلها الصيادون نظرا لخفة وزنها وسرعتها. 

وعن ذلك يقول صانع القوارب الخشبية في منطقة الكريمات ببغداد، عباس عبد الكريم، أنه “منذ العام 1990 بدأت صناعة القوارب الخشبية تتراجع شيئا فشيئا، وذلك لأسباب عدة، يقف في مقدمتها ارتفاع أسعار الخشب، لا سيما خشب الصاج الذي تصنع منه. إضافة إلى ذلك أن الكثيرين من أصحاب المهنة وخبرائها الكبار، أما غادروا الحياة أو تركوا العمل بسبب تقدم السن”، مشيرا في حديث صحفي سابق إلى أن “القوارب المصنوعة من المعادن والفيبر كلاس، أصبحت منافسا قويا للقوارب الخشبية”.

وكان أستاذ التاريخ في الجامعة العراقية ببغداد، د. دحام السعدي، قد أفاد في حديث صحفي سابق بأن “صناعة القوارب الخشبية في العراق على صلة وثيقة بتوفر المياه في نهري دجلة والفرات”، لافتا إلى أن “هذه الحرفة التراثية التي ارتبطت بتاريخ العراق الموغل في القدم، تواجه اليوم خطر الاندثار. وعلى الرغم من أن بعض صناع القوارب في بغداد ومدن الوسط والجنوب لا يزالون يحاولون المحافظة على مهنتهم، إلا أن أعدادهم تتراجع يوما بعد آخر”.

ودعا د. السعدي الجهات المعنية بالتراث، إلى دعم أصحاب هذه الحرفة، للمحافظة على جزء مهم من تراث وادي الرافدين.

***********************************************************************************

توزيع 22 ألف أسطوانة غاز يوميا في كربلاء

كربلاء - حسين الجزائري

تواصل شركة المنتجات النفطية – فرع كربلاء توزيع أسطوانات الغاز السائل على المواطنين في عموم المحافظة، لتلبية احتياجاتهم اليومية من الغاز السائل المستخدم في الطبخ. فيما قامت بزيادة الطاقة التوزيعية وأعداد وكلاء التوزيع الجوالين، الذين يبلغ عددهم 327 وكيلا. وقال مدير الفرع المهندس علي عبد اللطيف الموسوي، انه تم توزيع 660 ألف اسطوانة غاز خلال شهر كانون الثاني الفائت، بواقع 22 ألف اسطوانة يوميا، مبينا أنه تم تعزيز واردات المحافظة من الغاز السائل بكمية 8250 طنا شهريا، يتم خزنها في معامل تعبئة الغاز لضمان توفير الاحتياج المطلوب للمحافظة.

*****************************************************************************************

استدارة حيوية في «الحبيبية» تتحوّل إلى مكب نفايات

متابعة – طريق الشعب

تحوّلت استدارة حيوية في منطقة الحبيبية شرقي بغداد، إلى مكب للنفايات والمياه الآسنة، بسبب اضطرار سكان “دور العمّال” في المنطقة إلى رمي نفاياتهم هناك، لتعذّر وصول كابسات البلدية إلى أبواب منازلهم. هذه الاستدارة أو “الفلكة” حسب تسميتها المحلية، تقع بالقرب من “جامع فاطمة الكلابية”. وقد تحوّلت إلى مطمر صغير بعد أن تراكمت فيها النفايات والمياه الآسنة، ما تسبب في عرقلة مرور المركبات، واستقطب الحيوانات السائبة والقوارض. الأمر المثير للجدل، هو أن سكان “دور العمال” يرمون نفاياتهم في الاستدارة، في الوقت الذي يرفض فيه سكان آخرون ذلك. بينما يبرر من يُقدم على هذا الفعل باضطراره إلى ذلك، نظرا لتعذر وصول سيارات البلدية إلى أزقتهم الضيقة. ويؤكد عدد من سكان “دور العمال”، في حديث صحفي، أن “آليات البلدية لا تصل إلى أبواب منازلنا، بسبب ضيق أزقتنا. لذلك نضطر إلى جمع النفايات ورميها في الاستدارة، على أمل أن تأتي آليات البلدية وترفعها”.

من جانبه، يقول المواطن سيد كريم، أن “رمي النفايات في هذا المكان العام أمر غير مقبول، وظاهرة غير حضارية”، لافتا إلى أن السكان ناشدوا البلدية أكثر من مرة إيجاد حل لهذه المشكلة، لكن دون جدوى.

*******************************************************************************

أطنان من السكراب في مدخل «حي المشاتل» البغدادي

متابعة – طريق الشعب

تحوّل مدخل حي المشاتل شرقي بغداد، إلى مخزن كبير تتكدس فيه أطنان من الحديد السكراب، ما يثير استياء السكان. فيما تقول أمانة العاصمة إنها وجهت إنذاراً لأصحاب السكراب، الذين يشغلون مكانا عاما، مؤكدة أنها لن تتساهل معهم إذا لم يزيلوا أكداسهم. ويشكو سكان الحي من إقدام أشخاص على تحويل قطعة أرض عند مدخل الحي إلى مخزن للسكراب، تتكدس فيه أطنان من الحديد، وتمتد إلى الشارع العام الرابط بين الحي ومناطق شمالي المشتل والكمالية والعبيدي. ويطالب الأهالي أمانة بغداد بمعالجة هذه المشكلة، التي تتسبب في تضييق مدخل الحي،  وتخلّف منظرا لا يليق بشوارع العاصمة. وفي حديث صحفي، يقول المواطن جمال علاء، أن أكوام الحديد تتزايد في مدخل الحي، مؤكدا أن الأهالي ناشدوا الجهات المعنية أكثر من مرة معالجة هذه المشكلة. ويوضح أن الموقع أصبح مكانا لبيع وشراء وكبس السكراب، ومجمعا للنفايات ومأوى للحيوانات السائبة. وحسب ما أكده مصدر في أمانة العاصمة، فإنه تم توجيه إنذارات للمتجاوزين، مع مطالبتهم بإخلاء المكان، كون الأمر مخالفة صريحة يحاسب عليها القانون، مشيرا إلى أن شكاوى كثيرة في هذا الشأن تسلمتها الأمانة من الأهالي.

******************************************************************************************

أكول.. الخدمات الطبية..  تردٍّ وغلاء فاحش!

طارق العبودي

يعاني العراقيون، لا سيما الطبقات الفقيرة منهم، تردي الخدمات الطبية وضعف الرعاية الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية. والأمثلة على ذلك كثيرة، منها عند مراجعة المواطن أحد المستشفيات يلاحظ تزاحم المراجعين بمختلف الأعمار، نساء ورجالا. كما يشاهد تذمرهم واستياءهم جراء ضعف النظافة وعدم تلقيهم الفحص الدقيق من قبل الطبيب، نظرا لكثرة أعدادهم وقلة الكوادر الطبية.

ويقابل ذلك شح الأدوية في صيدليات المؤسسات الصحية الحكومية، ما يضطر المريض إلى شراء الدواء من الصيدليات الخاصة، بأسعار تفوق إمكاناته المالية.

أما المريض الذي يحتاج إلى إجراء عملية جراحية في مستشفى حكومي، فهنا – للأسف – يجري تخييره بين الدخول إلى الجناح العام أو الجناح الخاص. وعند اختياره الأخير، سيتطلب منه دفع نحو 500 ألف دينار إلى إدارة المستشفى، إضافة إلى مصاريف شراء الأدوية والمستلزمات الأخرى، من الصيدليات الخاصة، كونها بطبيعة الحال لا تتوفر في صيدلية المستشفى!

وإذا تطلب من المريض أخذ أشعة رنين أو مفراس في المستشفى الحكومي، فعليه أن ينتظر شهرا أو أكثر كي يأتي دوره، وفي حال كان وضعه حرجا سيضطر إلى مراجعة مراكز الأشعة الأهلية، وبالتالي دفع مبالغ طائلة. 

كثيرا ما يتساءل المواطنون: هل ان الدولة عاجزة عن توفير أجهزة طبية حديثة في مستشفياتها؟ أين تذهب الأموال الضخمة التي تخصصها الدولة للقطاع الصحي؟ أين تذهب رسوم التذاكر التي يدفعها المراجعون عند دخولهم إلى المستشفى، والتي تصل إلى 3 آلاف دينار عن الفرد الواحد؟!

معلوم أن غالبية مراجعي المستشفيات الحكومية هم من الفقراء وذوي الدخل المحدود، الذين لا يقوون على مراجعة العيادات الطبية الخاصة، كونها تستنزف منهم مبالغ خيالية، من معاينة إلى أشعة إلى تحاليل مختبرية وصولا إلى شراء الدواء من الصيدلية، وبالتالي يخرج المريض فارغ الجيوب!

متى تلتفت الحكومة إلى معاناة الناس جراء سوء الخدمات وشح الأدوية في المستشفيات الحكومية؟!

الحفاظ على صحة الإنسان من الحقوق الدستورية، وعلى الدولة أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الخصوص. لذلك يتطلب منها أن توفر الخدمات الصحية الجيدة لعموم أبناء الشعب.

********************************************************************************

مواساة

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الثانية، فقيدها الرفيق كامل نجم، احد رفاق خلية محمد الخضري، والذي توفي بعد معاناة طويلة مع المرض.

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

  • تتقدم سكرتارية رابطة المرأة العراقية بالتعازي الحارة للزميلة عالية الخفاجي (ام سالي)، سكرتيرة فرع الرابطة في الديوانية، وذلك بوفاة شقيقها وشقيق الشهيدة فوزية الخفاجي، كاظم محمد هادي الخفاجي، إثر مرض عضال.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

***********************************************************************************

الصفحة السادسة

مهمة عسكرية أوروبية في البحر الأحمر منتصف الشهر الحالي

بروكسل ـ وكالات

قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الدول الأعضاء في التكتل ترغب في إطلاق مهمة في البحر الأحمر بحلول منتصف شباط لحماية السفن من هجمات جماعة الحوثي اليمنية.

وحولت شركات شحن تجاري عديدة مسار السفن بسبب هجمات الحوثيين، الذين يسيطرون على جزء كبير من اليمن ويقولون إنهم يشنون الهجمات تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقال بوريل للصحفيين قبل اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي، «لن تكون جميع الدول الأعضاء مستعدة للمشاركة لكن لن يعرقل أحد (الأمر).. آمل أن يتسنى إطلاق المهمة في 17 من هذا الشهر (شباط)».

وأردف قائلا إن هناك مسعى لاختيار الدولة التي ستقود المهمة يوم الأربعاء وكذلك تحديد المقر الرئيس لها ومن سيشارك وبأي أصول.

ودشنت الولايات المتحدة ودول أخرى في كانون الأول مهمة لتهدئة المخاوف من أن يؤثر الاضطراب في أحد أهم المسارات التجارية في العالم على الاقتصاد العالمي.

لكن بعض حلفاء الولايات المتحدة خاصة الدول الأوروبية، أبدوا تحفظات بشأن الخطة، التي شهدت شن الولايات المتحدة وبريطانيا غارات جوية على مواقع للحوثيين، واعترضوا على فكرة الخضوع لقيادة واشنطن.

وذكر بوريل أن عملية الاتحاد الأوروبي سيطلق عليها اسم «أسبيديس» أي «الحامي» ويتمثل تفويضها في حماية التجارة واعتراض الهجمات، لكنها لن تشارك في شن ضربات على الحوثيين.

******************************************************************************************

الحكم على عمران خان بالسجن 14 عاما بتهمة الفساد

اسلام اباد ـ وكالات

حكم على رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان وزوجته امس الأربعاء بالسجن 14 عاما في قضية فساد تتعلق بهدايا تلقاها حين كان في السلطة.

وجاء ذلك بعد يوم من الحكم على عمران خان بالسجن عشرة أعوام بتهمة تسريب وثائق سرية، وقبل بضعة أيام من انتخابات تشريعية وإقليمية في الثامن من شباط، لم يسمح له بالترشح فيها.

وعلق متحدث باسم حزبه «حركة إنصاف» في رسالة إلى وسائل الإعلام «يوم آخر حزين في تاريخ نظامنا القضائي المفكّك».

ولم يتضح في الوقت الحاضر ما إذا كان الحكمان تراكميَين.

وجرت المحاكمتان في سجن أديلا حيث يحتجز عمران خان بعد اعتقاله في آب. وهو متهم في عشرات القضايا، وأعلن عدم أهليته للترشح لانتخابات لمدة خمس سنوات.

وأكد محامي الدفاع عن رئيس الوزراء السابق وزوجته سلمان صفدار الحكم لوكالة فرانس برس، موضحا «دين عمران خان وبشرى بيبي». فيما أفادت «حركة إنصاف» أن زوجته التي لم تحضر خلال المحاكمة سلمت نفسها لاحقا إلى الشرطة.

وكان عمران خان متّهما بتلقي هدايا صرح عنها بقيمة مخفضة حين كان في السلطة وباعها لاحقا بأسعار مرتفعة.

ويحتم القانون على رئيس الوزراء الإعلان عن كل الهدايا التي يتلقاها ولا يحق له بالاحتفاظ سوى بهدايا تكون قيمتها أدنى من مبلغ معين، أو يمكنه شراؤها بثمن محدد رسميا.

*******************************************************************************

إسرائيل تواصل ابادة الشعب الفلسطيني

وكالات أممية تحذر من عواقب كارثية لوقف تمويل أونروا

متابعة ـ طريق الشعب

قالت الأمم المتحدة إن إسرائيل لم تقدم لها، حتى الآن، ملفًا يتضمن اتهاماتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيما حذرت وكالات أممية من عواقب كارثية إثر وقف تمويل الوكالة على سكان قطاع غزة.

وفي الوقت ذاته، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني جرائم القتل والابادة الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني.

تحذير من قطع التمويل

وذكر ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي في نيويورك، أن إسرائيل نقلت للأونروا مزاعمها بتورط 12 من موظفي الوكالة في الهجوم الذي شنته حركة «حماس» في السابع من تشرين الأول الماضي.

وأضاف دوغاريك، أن إسرائيل لم تقدم، حتى الآن، ملفا خطيا بشأن تلك المزاعم، مشيرا إلى أن إنهاء مهام الموظفين المعنيين والتحقيق الذي تجريه الوكالة تمّ في ضوء الاتهامات الإسرائيلية.

وذكر المتحدث الأممي، أن الأونروا شاركت سابقا لائحة موظفيها مع الدولة المضيفة، كما شاركتها مع إسرائيل، دون أن تعبر الأخيرة عن أية مخاوف بشأنها.

وأعلن رؤساء وكالات انسانية تابعة للأمم المتحدة في بيان مشترك، امس الأربعاء أن قطع التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) سيكون له «عواقب كارثية» على غزة.

وقال بيان صادر عن اللجنة الدائمة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة التي تشمل الشركاء الرئيسيين المعنيين بالشؤون الإنسانية داخل المنظمة وخارجها، إن «سحب التمويل من الأونروا أمر خطر، وقد يؤدي إلى انهيار النظام الإنساني في غزة، مع عواقب إنسانية وحقوقية بعيدة المدى في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي جميع أنحاء المنطقة».

لا بديل عنها

من جانبها، صرّحت سيخريد كاخ، كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، بأنه لا يمكن لأي هيئة أن تحلّ مكان وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة.

وجاء ذلك في تصريح للصحفيين بعد جلسة مغلقة عُقدت في مجلس الأمن، لمناقشة آخر التطورات في قطاع غزة.

وأوضحت كاخ أن القضايا الرئيسة التي نُوقشت في الجلسة تتعلق بتوفير وسائل لنقل المساعدات إلى غزة، وتوفير بيئة مناسبة لعمليات التوزيع.

وأضافت أنه لا يمكن لأي منظمة أخرى أن تأخذ محلّ الأونروا، حيث إنها تتمتع بقدرات وإمكانات وبنية هائلة، كما تمتلك معرفة كبيرة بمجتمع غزة.

بدوره، قال وزير الخارجية النروجي لرويترز إن بلاده تحض الدول التي قطعت تمويلها لوكالة الأونروا على النظر في عواقب قرارها على سكان غزة.

وأعلنت النرويج يوم الأحد الماضي، أنها ستواصل تمويلها للأونروا بعد اتهامات بأن بعض موظفي الوكالة شاركوا في هجوم حركة «حماس» على إسرائيل في السابع من تشرين الأول، على عكس عدد من الدول التي أوقفت التمويل مؤقتا.

ومنذ أيام يشن الاحتلال حملة على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ويزعم أن حركة حماس تستخدم البنية التحتية للوكالة لشن هجمات.

وعلى الرغم من أن التحقيقات في المزاعم الإسرائيلية لا تزال في بدايتها، فإن الولايات المتحدة ودولا أوروبية أخرى واليابان أعلنت تعليق مساعداتها للأونروا. وفي المقابل، أكدت إسبانيا وأيرلندا والنرويج أنها لن تقطع المساعدات.

إسرائيل تواصل الابادة

وعلى الصعيد الميداني، أعلن جيش الاحتلال، عن مقتل ثلاثة من أفراده، وهم ضابطان وجندي، خلال المعارك في قطاع غزة، مع المقاومة الفلسطينية.

وقتل اثنان من الضباط في معارك شمال غزة، فيما قتل الجندي في الجنوب، خلال المعارك الدائرة في خانيونس.

يشار إلى أن حصيلة قتلى الاحتلال، من الضباط والجنود، منذ عملية طوفان الأقصى، ارتفعت إلى 560 قتيلا، منهم  224 قتيلًا في المعارك البرية داخل غزة، فيما أعلن الاحتلال عن وجود مئات المصابين عدد منهم في حال الخطر، داخل المستشفيات.

وكشفت مصادر فلسطينية، عن ارتكاب الاحتلال مجزرة بحق معتقلين فلسطينيين في غزة، عبر إعدامهم، وإلقاء جثامينهم بين النفايات شمال قطاع غزة.

وأشارت إلى أن 30 جثمانا عثر عليها، مكومة فوق بعضها، داخل مكب نفايات في مدرسة حمد، أغلبها داخل أكياس سوداء، وعليها أربطة بلاستيكية تتبع لجيش الاحتلال، وعليها كتابات عبرية وأرقام تسلسلية، فضلا عن جثامين أخرى ألقيت معها.

وقال نشطاء إن جثامين الشهداء كانت مكبلة الأيدي، وبعضهم معصوب العينين، وجميعهم تم إعدامهم برصاص الاحتلال.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، امس الأربعاء، عن ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 26900 شهيد، منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

وقالت في بيان، إن حصيلة ضحايا العدوان ارتفعت إلى 26900 شهيد و65949 مصابا بجروح مختلفة.

وأضافت أن جيش الاحتلال ارتكب 16 مجزرة في قطاع غزة راح ضحيتها 150 شهيدا و313 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.

***********************************************************************************

واشنطن تعيد تفعيل العقوبات على فنزويلا

واشنطن ـ وكالات

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستعيد فرض عقوبات على قطاع النفط والغاز الفنزويلي، معتبرة أن الرئيس نيكولاس مادورو لم يفِ بالتزاماته بإجراء انتخابات رئاسية نزيهة هذا العام.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان: «في غياب التقدم خصوصا في ما يتعلق بالسماح لجميع المرشحين بالمنافسة في الانتخابات الرئاسية هذا العام، لن تجدد الولايات المتحدة الترخيص (الذي يسمح بشراء النفط والغاز الفنزويليين) عندما ينتهي العمل بموجبه في 18 نيسان 2024».

وسارعت فنزويلا إلى التنديد بقرار واشنطن. وكتبت نائبة الرئيس دلسي رودريغيز على منصة إكس: «فنزويلا بأكملها ترفض الابتزاز الفظ وغير اللائق والإنذار الذي عبرت عنه حكومة الولايات المتحدة».

وأضافت «إذا قاموا بالخطوة الخاطئة المتمثلة بتكثيف العدوان الاقتصادي على فنزويلا... فاعتبارا من 13 شباط ستُلغى رحلات عودة المهاجرين الفنزويليين على الفور».

وبدأت الولايات المتحدة في إعادة المهاجرين الفنزويليين إلى وطنهم على متن رحلات مستأجرة في تشرين الأول، بعد اتفاق بين مادورو والرئيس الأميركي جو بايدن من أجل «الإعادة المنظمة والآمنة والقانونية» للمهاجرين الفنزويليين غير المسجلين.

وكانت واشنطن أعلنت الاثنين أنها ستعيد فرض عقوبات على شركة «مينيرفين» العامة التي تدير مناجم الذهب.

وأشارت هيئة الرقابة المالية (أوفاك) التابعة لوزارة الخزانة الأميركية في مذكرة، إلى أنها ستعطي مهلة حتى 13 شباط «لاستكمال أي معاملات جارية» مع «مينيرفين».

***************************************************************************************

عامل آخر لمواصلة أردوغان غطرسته مقاتلات أمريكية حديثة مقابل الموافقة على انضمام السويد للناتو

رشيد غويلب

بعد عام ونصف من لعبة جر الحبل السياسي، وافق البرلمان التركي على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وصوت مساء 24 كانون الأول 2024، وحصل القرار على 287، مقابل 55 ضده، وامتنع 4 أعضاء عن التصويت. وكانت لجنة الشؤون الخارجية قد وافقت بالفعل على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في 26 كانون الأول 2023.

وسيدخل القرار حيز التنفيذ بعد مصادقة الرئيس التركي عليه خلال 15 يوما من تاريخ اصداره.

والعقبة الأخيرة أمام المسار المثير للجدل الذي تخلت بموجبه السويد عن حيادها العسكري الذي دام قروناً، هي موافقة البرلمان الهنغاري ايضا. وفي الوقت الذي احتفلت فيه حكومة السويد برئاسة اليميني المحافظ أولف كريسترسون بموافقة البرلمان التركي، تعهد رئيس الوزراء المجري اليميني الشعبوي فيكتور أوربان بالمضي قدماً في التصديق الذي طال انتظاره على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال أوربان بعد محادثة مع السكرتير العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ على منصة «اكس» إنه سيحث البرلمان على التصويت لصالح القرار في أقرب وقت ممكن. من جانبه رحب ستولتنبرغ بدعم أوربان، لكن أوربان لم يحدد موعدا لإجراء التصويت.

وإذا صادق أردوغان على قرار البرلمان التركي، ونفذ أوربان وعده، فسيرتفع قريبا العلم السويدي في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل إلى جانب الدول الـ 31 الاعضاء الأخرى، بعد عام على انضمام فنلندا المجاورة. وكانت الدولتان الاسكندنافيتان قد أعلنتا عن عزمهما على الانضمام إلى الناتو بقيادة الولايات المتحدة في وقت واحد تقريبًا، اي في نيسان 2022. وبررتا هذا التغيير السياسي والانتقال من الحياد الى الانضمام لحلف الناتو بالغزو الروسي لأوكرانيا. في ذلك الوقت، كان الديمقراطيون الاجتماعيون يحكمون كلا البلدين، السويد تحت حكم ماغدالينا أندرسون، وفنلندا تحت حكم سانا مارين. وفي هذه الاثناء تحكم البلدين تحالفات محافظة – يمنية متطرفة.

وحتى قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط 2022، كانت هناك اكثرية في فلندا والسويد ضد فكرة الانضمام للناتو، ولكن مع بدء الحرب والحدود الطويلة التي تفصل بين فنلندا وروسيا، تغير، خلال بضعة أشهر، الرأي العام جذريًا، وشمل ذلك الغالبية العظمى من القوى السياسية في البلدين.

وخلال هذين العامين، وافقت السويد وفنلندا عمليا على جميع مطالب اردوغان: من رفع حظر الأسلحة إلى تسليم معارضي النظام التركي الذين لجأوا إلى السويد وفنلندا، وفي 2022، في ذروة الحملة الانتخابية في السويد جرت مضايقة المعارضين للنظام التركي. وقبل بضعة أشهر، أقر البرلمان السويدي أيضًا قانونًا جديدًا لمكافحة الإرهاب، دخل حيز التنفيذ في الأول من حزيران 2023، يتيح تسليم جميع المواطنين الذين يعتبرهم القانون «أتباعًا أو مؤيدين لمنظمات إرهابية» إلى تركيا. ويشمل هذا التوصيف اعضاء حزب العمال الكردستاني في تركيا، وجميع تشكيلات حماية الشعب في سوريا، التي يلعب الكرد فيها دورا رئيسيا.

وبموازاة الجهود الحثيثة التي بذلتها السويد وفنلندا لتلبية مطالب أردوغان المتعنتة، أجرت تركيا مفاوضات مع الولايات المتحدة، في كانون الأول 2023، اعطت بموجبها الولايات المتحدة الضوء الاخضر لتزويد تركيا بمقاتلات أمريكية من طراز «اف 16» مقابل الموافقة على انضمام السويد للناتو.

ودون أي اعتراض من أعضاء الناتو الآخرين، استمر أردوغان، في الأشهر الأخيرة، بتكثيف قصفه الإرهابي، للمناطق الجبلية في كردستان العراق، وكذلك البنية التحتية المدنية في شمال وشرق سوريا، بهدف تدمير تجربة الادارة الذاتية وطرد السكان الكرد.

وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون إن السويد باتت على بعد خطوة واحدة من نيل العضوية الكاملة في حلف شمال الأطلسي. وأضاف على منصة إكس «نحن اليوم على بعد خطوة واحدة من نيل العضوية الكاملة في حلف شمال الأطلسي. وان تصويت البرلمان التركي بكامل هيئته لصالح انضمام السويد للحلف أمر إيجابي».

وقال السكرتير العام للناتو ستولتنبرغ في بيان «أرحب بتصويت البرلمان التركي لصالح المصادقة على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي» مضيفا أنه «يعوّل على المجر لإنجاز مصادقتها في أقرب وقت ممكن ايضا»

ورحب العديد من بلدان أوربا الغربية، وفي مقدمتها المانيا الاتحادية، بقرار البرلمان التركي، معتبرة القرار مهما وصحيحا. وإن انضمام السويد المرتقب، مثل سابقه انضمام فنلندا، من شأنه أن يعمق تعزيز قدرات حلف الناتو.

************************************************************************************

الصفحة السابعة

زواج القاصرات.. بين الفقر وضعف الحماية القانونية

بغداد – طريق الشعب

دفع ارتفاع معدلات العنف الأسري والتدهور الاقتصادي، الكثير من الأسر إلى تزويج أبنائهم وبناتهم، وهم لم يبلغوا سن الرشد بعد، الأمر الذي أضاع على المرأة حقوقها القانونية وبات يعرضها للعديد من المخاطر الصحية.

وعلى الرغم من رفض المحاكم التصديق على مثل هذه الزيجات، والتي تتم عند مكاتب شيوخ وخارج القضاء، اعتبر ناشطون وقانونيون الأمر ظاهرة مجتمعية غير قانونية، وتفضي غالباً إلى الطلاق.

مشروع فاشل

وتقول رئيسة منظمة تموز للتنمية الاجتماعية فيان الشيخ علي إن “زواج القاصرات بات ظاهرة مجتمعية كبيرة خاصة في مناطق القرى والأرياف والمحافظات الجنوبية مقارنة بالمدن، وذلك لأسباب تتعلق أهمها بتراجع مستوى الوعي التعليمي وشح فرص العمل التي خلفت تحديات اقتصادية كبيرة”. ووصفت الشيخ علي زواج القاصرات “بالمشروع الفاشل في الغالب، لكونه يتم على حساب حقوق وصحة المرأة والعائلة التي تتكون فيما بعد”. وشددت على ان “زواج القاصرين (الذكور والإناث)، تتبناه العوائل التي تعاني من قصور في الوعي التعليمي والامكانيات الاقتصادية”.

من جانبها عدت مديرة منظمة التقوى في محافظة البصرة د. عواطف المصطفى، أن الزواج المبكر غير ناجح بنسبة 98 بالمائة وهو ظاهرة باتت تشكل خطورة بالنسبة للنساء خاصة في جنوب البلاد، مشددة على ضرورة تحسين المستوى المعيشي للأسر العراقية خاصة بالمناطق الجنوبية لأن الفقر هو سبب رئيسي لزواج القاصرات.

غياب الرادع القانوني

وبهذا الصدد، ترى فيان الشيخ علي أن “البلاد تعاني من تراجع السلطة القانونية، مما أدى إلى ارتفاع نسب زواج القاصرات التي تتم خارج المحاكم ولدى مكاتب رجال الدين، مما يولد مشكلة مركبة تتمثل بضياع حقوق المرأة القانونية والتأخير في استحصال المستمسكات الرسمية التي تحتاجها الأسرة فيما بعد”.

وتنوه د. عواطف المصطفى مديرة منظمة التقوى إلى أن الرادع القانوني على الرغم من توفره، إلا أنه بسيط ولا يرتقي إلى مسؤولية الإصلاح المجتمعي”، داعية إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات والحلول ومنها منع الزواج خارج المحكمة وتشديد العقوبة والغرامة للمتزوجين خارج المحكمة بالإضافة إلى معاقبة ولي الأمر الذي يقوم بتزويج بناته القاصرات او مبكرا.

 وحول الموقف القانوني من زواج القاصرين تقول المحامية مروة عبد الرضا إن “العقوبة القانوينة على زواج القاصرين تترتب على الزوج فقط ولا يعاقب القانون رجل الدين وأولياء الأمور، على الرغم من مشاركتهم في ارتكاب جريمة زواج القاصرين”، منبهة إلى ان “القانون يحاسب الزوج فقط حتى لو كان هو الآخر قاصرا وفق قانون الأحداث”.

دور محدود لمنظمات المجتمع المدني

وعن دور منظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق المرأة، افادت رئيسة منظمة تموز للتنمية الاجتماعية فيان الشيخ علي، بأن هذه المنظمات دعت دوماً إلى تنفيذ حاسم لإجراءات المنع القانوني لحالات الزواج خارج المحاكم وتشديد العقوبة، إلاّ ان غياب الجدية في اتخاذ اللازم، أحال دون تحقيق ذلك إلى الآن.

منبهة إلى أن “دور منظمات المجتمع المدني يقتصر في هذا الجانب على نشر الوعي ورفع التوصيات والمقترحات إلى الحكومة والبرلمان لاتخاذ اللازم وذلك للحد من هذه الظواهر إلى جانب المساعدة في توثيق الزواجات واسترداد الحقوق والتأكيد على حقوق المرأة القانونية”. وتدعو د. عواطف المصطفى من جهتها إلى معالجة هذه الظاهرة والحد منها عن طريق توعية النساء بحقوقهن الاجتماعية والقانونية، والتوعية بمخاطر الزواج المبكر والاستعانة بمستشارة طبية وباحثة اجتماعية، وتطالب منظمات المجتمع المدني بحملات مناصرة للحد من الزواج خارج المحكمة بالإضافة إلى كتابة البحوث والتقارير من قبل الأكاديميين والنشطاء التي تبين مخاطر الزواج المبكر، ومساهمة الإعلام بتوعية المجتمع بأكمله.

وتنوه المحامية مروة عبد الرضا، إلى دور منظمات المجتمع المدني قائلة “يجب ان يكون الدور توعوياً منذ البداية، يرافقه العمل على حملات دفاع لتعديل القوانين بما يضمن عدم تعرض النساء إلى زواج مبكر وبما يضمن حقوقهن حال تعرضهن إلى الزواج المبكر”، مشيرة إلى ان “منظمات المجتمع المدني تتجنب التطرق إلى تعديل قانون الاحوال الشخصية تجنبا إلى توجيه النشاط والعمل بالمذاهب بدلا عن القانون”.

زواج القاصر يسلبها حقوقها

وتؤكد مديرة منظمة التقوى في محافظة البصرة د. عواطف المصطفى على ان زواج البنت خارج المحكمة يسلب منها حقوقها القانونية فضلا عن ضياع حقوق الاطفال مستقبلاً.

 وتضيف د. عواطف ان “الزواج خارج المحكمة هو عرف اجتماعي مرتبط بعادات سببها قلة الوعي، وفي معظم الأحيان يتسبب بفقدان النسب للاطفال لظروف كثيرة منها وفاة الأب أو الطلاق، او امتناع الأب عن التسجيل القانوني للزواج”.

*******************************************************************************************

الأونروا تلقي الضوء على أزمة النساء والفتيات ومعاناتهن في غزة

متابعة – طريق الشعب

سلطت وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) الضوء على حالة النساء والفتيات في قطاع غزة في ظل نزوح أكثر من مليون منهن منذ بدء التصعيد في تشرين الأول/أكتوبر، وانتقالهن إلى ملاجئ مكتظة بشكل لا يطاق، حيث تندر الخصوصية أو تنعدم وخصوصا للنساء والفتيات.

وقالت الأونروا “على سبيل المثال، يعد الملجأ في مركز تدريب خان يونس التابع للوكالة واحدا من أكبر الملاجئ في جنوب غزة بوجود 40000 نازح وتسجيل 140 ولادة فيه منذ بداية الحرب، إن الاكتظاظ في رفح يعني أن أكثر من 480 شخصا يتشاركون مرحاضا واحدا”.

وقالت مديرة الإعلام والتواصل في الأونروا، جولييت توما، إنه أثناء وجودها في غزة الأسبوع الماضي “أخبرتني العديد من النساء أنهن لا يأكلن ولا يشربن ليس فقط لأنه لا يوجد ما يكفي لذلك، ولكن أيضا للحد من الوقت الذي يتعين عليهن قضاؤه في استخدام الصحيات القذرة وغير الصحية”.

ميساء، مساعدة مسؤول الحماية من فريق الحماية التابع للأونروا في مركز تدريب خان يونس، قالت بدورها إن الفريق يتلقى طلبات عديدة من النازحات للحصول على الفوط الصحية، وأكدت أن “نقص وندرة هذه المستلزمات في السوق المحلية له تأثير نفسي وجسدي على النساء”.

وفي هذا الشأن، تنقل أم شابة موجودة في المركز، تجربتها حيث أشارت إلى أن محاولات استخدام البدائل المؤقتة المصنوعة في المنزل للفوط الصحية تؤثر سلبا على صحتها، وأنها تتعرض لإحراج كبير داخل عائلتها ومجتمع النازحين.

ويوجد في غزة أكثر من 690,000 امرأة وفتاة مراهقة، يحتجن إلى منتجات النظافة الصحية، بالإضافة إلى سبل الوصول إلى المياه والصحيات والخصوصية.

وقالت الوكالة إنه ولسوء الحظ، لا تستطيع الأونروا تلبية الطلب المرتفع على مستلزمات النظافة الشخصية، حيث إن المخزون إما قد نفد تماما أو وصل إلى مستويات منخفضة للغاية. وتُعَرض هذه الندرة النساء والفتيات لخطر الإصابة بالتهابات الجهاز التناسلي والمسالك البولية والمخاطر المرتبطة بالحماية. وأدى إغلاق معظم المتاجر والصيدليات في خان يونس إلى تفاقم هذا الوضع.

الدكتورة نسرين، التي تعمل في مركز الأونروا الصحي الذي يخدم ملجأ مركز تدريب خان يونس قالت إن مستلزمات النظافة الصحية التي يتم توزيعها على النساء في الملجأ لا تشمل فوطا صحية كافية. وأضافت “أدت ندرة هذا المنتج في الأسواق إلى ارتفاع الأسعار، ما جعل من الصعب على النازحين تحمل تكاليفه”.

لكن الأونروا شددت على الحاجة إلى أكثر من ذلك بكثير للتخفيف من الحالة الإنسانية الكارثية، التي تتسم بالحدة بشكل خاص بين النساء والفتيات المعرضات للمخاطر.

***************************************************************************************

قيود وتحديات أسرية كبيرة تواجه ربات المنازل

بغداد – نورس حسن

تعيش ملايين من النساء كربات منازل، تحت سيطرة مجتمع أبوي ذكوري بحت، يحدد ما يجب أن تكون عليه أمام الناس، ويعمل على الحد من قدراتها ويقلل من قيمة ما تصنع وتحقق مهما بلغ شأنه علوا. وتبدأ الفتاة، ومنذ طفولتها بتلقي الإشارات من قبل أسرتها بأنها فتاة، وعليها الكثير من الإشتراطات التي يعتقد المجتمع بصوابها.  المواطنة هناء حيدر من أهالي قضاء بلد، والتي أرغمها والدها مع اخواتها الثلاث على ترك التعليم بعد انهاء الدراسة الابتدائية، تقول لـ”طريق الشعب” إن “والدي كان لا يسمح بتعليم المرأة ظنا منه ان المرأة مهمتها إدارة الشؤون المنزلية لا أكثر، فيما كان يحرص على تعليم إخوتي ويحاسبهم حال تغيبهم ليوم واحد عن المدرسة إلى ان اتموا الدراسة الجامعية وبمختلف التخصصات”.

وتذكر أن ممارسات تحجيم المرأة خاصة في المناطق الزراعية لا يقتصر على حرمانها من التعليم بل يتعدى ذلك إلى إرغامها على الزواج.، وتشير إلى ان أختها الأكبر منها أرغمت من قبل إخوتها وبمساندة والدهم على الارتباط وهي ما تزال صغيرة ولا يتجاوز عمرها 17 عاما. وتفيد أن الهيمنة الذكورية على المرأة في المناطق الزراعية تتعدى إلى التدخل في جلوس المرأة ومع من عليها تناول الطعام على سفرة الغداء. وتؤكد هناء على أنها شخصياً قد تعرضت إلى الهيمنة الذكورية وذلك بتهديد زوجها لها على الزواج من أمرأة ثانية، إذا لم تلد طفلاً ذكراً.

لم تقتصر معاناة النساء ربات المنازل على المناطق الزراعية، ففي بغداد وعلى الرغم من اختلاف العادات المجتمعية إلا ان هناك الكثير من التحديات التي تعانيها المرأة. وتقول سارة ليث (25 عاما) إن والدها منعها من العمل بعد إتمام دراستها الجامعية. وتذكر لـ”طريق الشعب” أن “طموحي بعد الدراسة كان الحصول على عمل لتولي مسؤولية تدبير متطلباتي ومساعدة والدتي على تدبير بعض الشؤون المنزلية بحرية، خاصة وأن والدي كاسب وما يحصل عليه يسد متطلبات الغذاء اليومي لا أكثر”.

وتضيف سارة أنها وبعد تخرجها من كلية الإدارة والاقتصاد حصلت على فرصة عمل في أحد المراكز التجارية “إلا أن والدي عارض عملي ومنعني تحت تبرير (ماعندي بنية تشتغل) في وقت فرض فيه على أخي الذي لم يكن قد أتم تعليمه، على العمل لتحمل مسؤولية مصاريفي ومصاريفه الدراسية”.

وعن دور والدتها في مساندة طموحها أفادت سارة أن “والدتي إلى جانبي إلا انها غير قادرة على فرض موقفها على والدي الذي في العادة يستخدم القوة والصوت المرتفع حال معارضته”.

ولا تختلف معاناة المواطنة إسراء فاضل عن معاناة سارة الأسرية إلا أن إسراء تحدت واقعها واختارت الانفصال عن زوجها الذي منعها من التعليم والعمل وقصر دورها على إدارة الشؤون المنزلية وتربية الأبناء. وتقول إسراء لـ”طريق الشعب” إن زوجها وخلال أيام الخطوبة “وعدني بمساندة طموحي واكمال دراستي حتى الجامعية والعمل سوية على تربية أبنائنا”، وتتابع “وبالفعل تزوجت وانا مازلت طالبة في الصف السادس الاعدادي الا انه وبعد زواجي منعني من إكمال دراستي واقتصر دوري على الشؤون المنزلية وعندها بدأت مرحلة الخلافات اليومية”.

وتلفت إلى أنها لم تتحمل واقع الحال الذي لم ينسجم مع طموحها ونتيجة للخلافات الكثيرة وعلى الرغم من أنها رزقت بطفلين طلبت الطلاق مع التنازل عن كافة حقوقها باستثناء حضانة الأبناء.

وبعد صراع لعدة أشهر لاستكمال إجراءات الطلاق، تمكنت إسراء من اكمال دراستها الجامعية في الكلية التقنية والحصول بعدها على عمل في إحدى الشركات الاهلية وهي تطمح الآن إلى اكمال الدراسات العليا بتخصصها اضافة إلى استقلالية العيش مع اطفالها التي تتولى رعايتهم بمفردها.

************************************************************************************

عين المرأة.. انتهاكات بشعة تطال النساء والكل يتفرج

انتصار الميالي

منذ اندلاع الحرب على غزة قطعت إسرائيل الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود عن نحو 2.3 مليون فلسطيني، يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية. والحرب والحصار على غزة يعنيان الحرب والحصار على النساء ، ولا ادري كيف يقف العالم متفرجاً أمام كل الانتهاكات الانسانية والمجازر وجرائم الابادة خلال أكثر من 115 يوما ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي. وبأصوات متحشرجة تقولها الام والزوجة والابنة والاخت والفتاة والطفلة: متى تنتهي هذه الحرب ونرجع إلى بيوتنا؟

قصص مروعة لفتيات نزحن بدون عوائلهن بحثاً عن الامان الغائب بسبب ظروف الحرب الصعبة  للغاية، وأشدها صرخات النساء الحوامل ممن واجهن الولادة في الطرقات وتحت الانقاض أو في المشافي المحاصرة وبدون مسكنات في أحيان كثيرة جدا.

النظام الصحي في قطاع غزة في حالة “انهيار تام”، فثُلث المستشفيات خرج عن الخدمة، وهذا يزيد الضغط على المرافق الطبية التي لا تزال تعمل وتحاول تقديم المساعدة والخدمات. وهناك حوالي 50ألف امرأة حامل تأثرت بهذا الصراع، ومع ذلك يواصلن رعاية أطفالهن والمرضى والمسنين. وتضطر الأمهات الى خلط حليب الأطفال بالمياه الملوثة عندما يجدنه، ويبقين هنّ بلا طعام ليأكل أطفالهن، ويتحملن مخاطر كثيرة في الملاجئ المكتظة، وبعضهن أضطررن لأستخدام حبوب منع الحمل لتأخير الدورة الشهرية رغم اضرار ذلك، نظرا لنقص الاحتياجات الخاصة.

 قتلٌ واختطاف وجوع ونزوح .. كلها مخاطر جديدة على النساء، ورغم صلابة وقوة نساء غزة فان ما يواجهنه خطير جدا.

في الوقت نفسه تواجه النساء السودانيات واقعا لا يقل سوءا عن واقع المرأة الفلسطينية، حيث يتعرضن للاغتصاب والخطف والتهجير القسري ويجبرن بالقوة على مساعدة المسلحين، إضافة لمعاناتهن جراء ظواهر الرق والاتجار بالبشر، مما يخلف عندهن آثاراً نفسية ونوبات قلق واكتئاب وعصبية مفرطة وشعور بفقدان الأمان، ولا يغادرهن الاحساس بالخوف والميل للكآبة والإحباط وصعوبة التواصل مع الأصدقاء المقربين، نتيجة شعورهن بالدونية، فيفضلن العزلة الاجتماعية والانزواء.

كل هذه الانتهاكات الخطيرة والصور البشعة التي تعززها الشهادات المؤلمة، ورغم المطالبات بالتحرك السريع لحماية النساء في غزة وفي السودان ، تجعلنا نحن النساء نشعر بان ما تتعرض له المرأة اليوم يشكل خطراً على جميع النساء في المنطقة، خصوصا علينا نحن العراقيات اللواتي اكتوينا بنار جرائم داعش العالقة في الاذهان.

ودعما للتحرك الذي طلبت فيه جنوب إفريقيا من محكمة العدل الدولية إصدار قرار بوقف فوري للحرب في غزة، نطالب نحن حكوماتنا بمغادرة اصدار البيانات السياسية المجردة،  والانطلاق نحو وضع حلول رادعة للانتهاكات التي من شأنها ان تأخذ بعداً أبشع مما نتصوره، لأن ما يهددنا كنساء وفتيات هو تهديد للشعوب والاوطان وللأرض.

*************************************************************************************

منتخب العراق للسيدات يشرع بمعسكره التدريبي في فرنسا

متابعة – طريق الشعب

شرعَ مُنتخب العراق الوطنيّ للسيدات، اخيرا، بمعسكرهِ التدريبي في مجمع (كلير فونتين) شمالي العاصمةِ الفرنسيّة باريس تحضيراً للمشاركةِ في بُطولةِ اتحاد غرب آسيا التي تستضيفها المملكةُ العربية السعودية الشهر المقبل.

ويأتي هذا المعسكرُ ضمن برنامج بروتوكول التعاون بين الاتحاد العراقيّ لكرة القدم وسفارةِ جمهوريّة فرنسا في بغداد، حيث يشمل إقامةَ معسكرات تدريبيّة للمُنتخباتِ النسويّة للارتقاء في مستوياتِ الملاكات الفنيّة واللاعبات.

أشرف على التدريباتِ الملاكُ التدريبيّ بقيادةِ المدرب صالح راضي ومساعديه ناجي كاظم ووليد ضهد، ومدرب حراس المرمى عبد الكريم سهيل، وشارك فيه (26) لاعبةً تمّ اختيارهن لتَمثيلِ منتخب العراق الوطنيّ في الاستحقاقاتِ المقبلة.

وسيستمر معسكرُ المنتخب، الذي يتضمن وحدتين تدريبيتين يومياً، لمدة أسبوعٍ واحدٍ، يعود بعدها المنتخبُ إلى بغداد قبل أن يدخل معسكراً تدريبياً خارجياً آخر يشمل خوض عدد من المبارياتِ التجريبيّة، الهدف منها الوقوف على جاهزيةِ المنتخب وإمكانيات اللاعبات.

ومن المقرر أن يدخل المنتخب بعدها في منافساتِ البطولة التي تنطلق في 19 من شهر شباط وتستمر حتى 29 منه. وتشارك في المنافسات ثمانية منتخبات، هي العراق ولبنان الاردن وفلسطين وسوريا وغوام والنيبال، اضافة إلى السعودية مستضيفة البطولة.

*******************************************************************************************

الصفحة الثامنة

من اجل الحزب.. دائماً

مزهر بن مدلول

عمل حزبنا لعقود طويلة وسط ظروف صعبة وشديدة التعقيد، واستطاع خلالها ان يقارع ببسالة الحكومات الرجعية والاستبدادية المتعاقبة من جهة، وان يقف على قدميه متصديا لكل محاولات النيل من وحدته من جهة اخرى. لكنّ نظرة سريعة وعميقة الى ذلك التاريخ، تجعلنا ان نتبين، ان الظروف التي نعيشها اليوم تختلف جذريا عن سابقتها، وهذا ما يدفعنا بشكل جدي ومسؤول الى قراءة تجربتنا التاريخية بصورة نقدية وموضوعية لكي نتمكن من اداء مهامنا الجديدة التي يتطلبها عالمنا الجديد، الخالي من القيود، والمستند على قاعدة التعددية والحوار المفتوح والتفاعل الشامل الذي فرضته الثورة الرقمية.

لقد جرت تحولات هائلة وتبدلات كبيرة في جميع قطاعات الحياة وميادينها، وظهرت بيئة جديدة من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. ونتيجة الى التقدم السريع في مجال العلوم وتكنلوجيا الاتصالات، يعيش العالم في فضاء رقمي لا يمكن الاستهانة به او تجاهله. ان هذا الفضاء الذي فرض نفسه بقوة، غيّر طريقة حياة البشر، وخلق انسانا مختلفا في وعيه وتفكيره ومزاجه واحتياجاته (السوسيو نفسية). بمعنى اخر ان هذا الانسان المختلف في تفكيره وآماله والذي يطمح الى ان يكون فاعلا ومتفاعلا، لم يجد في التنظيم الحزبي ما يمنحه الفرصة الكافية لكي يكون كذلك، بينما يستجيب المجتمع الافتراضي للكثير من تطلعاته واحلامه.

ولهذا تقع على الحزب مسؤولية المراهنة في خوض السباق مع هذه التحولات الكبيرة والمتسارعة، من اجل ان يواكب روح العصر ويتفاعل معه ايجابيا. ولكي يستطيع حزبنا ان يقدم اجابات شافية على ما تطرحه الحياة من اسئلة ومستجدات، وان يقدم للجيل الجديد مساحة اضافية الى ما تمنحه اياه شبكات التواصل الاجتماعي في التاثير والممارسة السياسية، عليه ان يعيد صياغة اساليب ومبادئ حياته الداخلية، وطريقة رسم سياساته التكتيكية والاستراتيجية، وآليات علاقاته في المجتمع وفئاته المختلفة بطريقة لا تتعارض مع المتغيرات الحاصلة في الوعي والمزاج العام الذي خلقته وسائل التواصل وتكنلوجيا المعلومات. وعليه ايضا ان يثقف رفاقه واصدقاءه بأهمية محاربة الافكار الانعزالية والجمود العقائدي، وان يشيع الحيوية النضالية والحضور المميز لمنظماته، وان يوصي بالابتعاد عن جميع الممارسات والشعارات الديماغوجية التي لا تعبّر عن السردية اليومية لابناء شعبنا.

ان القواعد والاساليب التنظيمية المتبعة في الحياة الحزبية الداخلية، تكاد تكون هي نفسها منذ السنوات الاولى لتاسيس الحزب وحتى يومنا هذا، ولم يطرأ عليها تغيير جوهري يمكن الاشارة له، فبالرغم من اختلاف الظروف التي عمل في ظلها الحزب جذريا، ظلت تلك الاساليب التنظيمية في الداخل والخارج تتمتع بقدسية لا يمكن الاقتراب منها والمساس بها، وهذا ما ادى الى اتساع الفجوة بين البنية التنظيمية والاداء السياسي لمنظمات الحزب.

لقد سبق وان تفاءلنا بالنوايا والتوجهات التي تدعو منظمات الحزب الى النقاش الواسع من اجل ايجاد حلول مناسبة لمشكلات الحزب التنظيمية والاعلامية، تجسد ذلك في الورقتين: 1: الورقة التنظيمية المقدمة الى المجلس الحزبي السابع المنعقد في 24 شباط 2023. و 2: الورقة الاعلامية المقدمة الى اجتماع الاعلام المركزي الموسع، ولكن للاسف، لم يحصل الاهتمام الكافي بمئات الافكار والاراء والمعالجات التي قدمها الرفاق على ضوء هاتين الورقتين.

اما اليوم، وقد اظهرت نتائج انتخابات مجالس المحافظات حجم الهوة بين منظمات الحزب والقاعدة الجماهيرية، فالامر يقتضي وباسرع وقت ممكن (( مراجعة شاملة لسياسات الحزب في جميع ميادين عمله، ورسم سياسات جديدة تستند بالدرجة الاولى الى مصالح شعبنا وبلدنا، وتعمل على تنفيذها قيادة، تستلهم عزيمتها واصرارها من التراث الثوري الطويل لحزبنا )).

*****************************************************************************************

انتخاب مجالس المحافظات..  وتسيّد قوى السلطة الطائفية الاثنية

صلاح وهابي

اهم الأسباب التي افضت لذلك، تخلف البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية، التي رافقت تخلف الوعي الطبقي والثقافي وضعف ادراك أهمية المشاركة الفعالة في الانتخابات. ويمكن هنا الإشارة الى عدم وجود واقعية في تقدير ضعف القوى المدنية الديمقراطية وتفككها، وعدم تطبيق قانون الأحزاب، الذي لا يبيح المشاركة في الانتخابات لمن يمتلك السلاح او المليشيات، واستخدام المال العام، وتعديل  قانون سانت ليغو بشكل يناسب مقاس أحزاب السلطة، والتصويت الخاص الذي رفع نسبة المشاركين إلى 40 بالمائة كما ذكرت المفوضية. فمن بين 16 مليون ناخب كان 5.6 مليون منهم ممن يحق لهم التصويت الخاص، وهذا أمر مؤثر، في مجتمعنا الذي تسوده أوضاع مربكة وغير مستقرة أمنياً ويتفشى فيه السلاح المنفلت وعصابات الجريمة وتنتشر فيه المخدرات، حيث هناك 19 ألف تاجر لها. كما أن ناخبي التصويت الخاص غالباً ما تم اختيارهم على أسس طائفية قومية، مما يُسبب دخولهم في عملية الإقتراع، ضعف الجانب الديمقراطي لها، فينبغي أن يكونوا على الحياد.

الأمر الأخر يتعلق بمفوضية الانتخابات، التي تتعرض لإنتقادات حادة بكونها مرتهنة لأحزاب المحاصصة والعشائرية، مما افقدها الكثير من حياديتها وقدرتها على بث روح المشاركة الجمعية في الإقتراع، وهو ما انعكس على النتائج لصالح قوى وأحزاب الدولة. كما ينبغي ان لا ننسى، صعوبة ضبط الانتخابات في الاقضية والنواحي وفشل بعض الانظمة الالكترونية في نقل النتائج للمركز، حيث تم نقلها بالواسطة لفرزها باليد، مما فسح ربما للتدخل البشري بها لتغير بعض النتائج.

استعمال المال العام والخاص في شراء ذمم البعض من قبل أحزاب السلطة، ترك أثاراً سلبية على النتائج، وحدث في كثير من الأحيان خلال يوم الانتخابات وأمام اعين الجهات الأمنية والمفوضية وقرب مراكز الانتخابات دون رادع قانوني .

وبالتأكيد كان لفشل مجالس المحافظات وحتى البرلمانات في الدورات السابقة، في القيام بدورها في خدمة المواطنين وبناء مدنهم، تأثيره السلبي على المشاركة، حيث رأى الناس في اعضاء المجالس، مجموعة من المقاولين او التجار والقومسيونجية، وأفقدهم ثقتهم بهذه المجالس، فنأوا بانفسهم عن المشاركة في الانتخابات والشؤون العامة .كما اثرت مقاطعة التيار الصدري لهذه الانتخابات، على جماهيريتها وكثافة المنتخبين ونتائجها، وتعاطف معه الكثير.

يضع البعض كل اللوم على قيادة أحزاب ومسؤولي كتل تحالف (قيم المدني) بالحصول على 6 مقاعد فقط، وهو رقم لا يتناسب مع شعبية هذا التحالف، أو يلوم قيادة الحزب، في وقت لم يكلف هذا البعض نفسه مسؤولية الذهاب إلى مراكز الانتخابات القريبة من سكنه والإدلاء بصوته والمساهمة في عملية التغيير. وعلى اية حال، فإن  بعض مرشحي تحالف (قيم المدني) لم يكن جماهيرياً وحتى معروفا من كثير من القواعد الشعبية، إضافة لقلة مساحة الدعاية لهم والمال المخصص لذلك.

نأت قاعدة القوى المدنية الديمقراطية من الكتاب والمفكرين والمثقفين بشكل كبير بنفسها عن المشاركة بهذه الانتخابات، والتزمت الحياد والحذر والوقوف على التل، ناسين او متناسين بأنهم يمكن ان يكونوا قادة التغيير وشعلته، ويدفعوا المواطنين للمشاركة الفعالة لتطوير العملية السياسية نحو عراق افضل .

كما ينسى البعض التغيرات التاريخية لمجتمعنا والعالم من صعود اليمين في معظم البرلمانات الغربية وغيرها، ويبقى يحلم بالماضي وبالتاريخ النضالي وبجماهيرية الحزب، ويسقط احلامه على الحاضر. يقول لينين : فلندفع بواحد من مناضلينا داخل اعتى البرلمانات رجعية ، لكي ينشر مبادئنا داخل البرلمان ونعرف ما يدور في غرفه المظلمة.

وختاماً، وبعيدا عن ان العملية الانتخابية بتنوعها ودلالاتها كمقود للعملية السياسية، لم تعط للقوى الديمقراطية دورها المنتظر، فإن كل مألاتها ستاخذ افقا أعلى لمسيرة شعبنا، وسيعرقل اي تقاعس للقوى المدنية الديمقراطية، الصراع ويضعفه لصالح الأحزاب الزبائنية، التي تقف بوجه التغيير ويقتل الجهد الواعي المخلص ويحرق الزمن، وما فاتنا ليس بالقليل. كما أن علينا أن ندرك بأن الصراع طويل ويمكن أن يمتد لعدة عقود، ولا يمكن اختزاله بالمشاركة الجماهيرية الواسعة في هذه الانتخابات فقط.

***************************************************************************************

الآن أكتب بالتفصيل

د. محمود القبطان

سبق لي وكتبت مقدمة عما جرى في انتخابات مجالس المحافظات، وأكتب هنا الان وجهة نظري كاملة بعد النتائج السلبية لتحالف “قيم” المدني عامة وللحزب الشيوعي العراقي خاصة.

اولاَ. احدد الناخبين بثلاثة اقسام:

  1. الملتزمون الحزبيون الذين لم يذهبوا للانتخابات، و منهم من لم يجدد بطاقته ومن جلس في البيت، وكان سيقول بأنه ادى الواجب، لو كنا قد ربحنا.
  2. من غير الملتزمين تنظيمياً، والذين يعتقدون بأنهم يعرفون النتائج مسبقاً، ويدعون الى القنوط كالقائلين (خلي يبطلون .. أكعدوا واسكتوا.. هيّه مبينة). وهؤلاء الفاشلون، ليسوا اقلية ويبثون بين الأخرين اليأس من امكانية حدوث تغيير.
  3. هناك من غير الملتزمين تنظيمياً، من لازال يؤمن بأمكانية حدوث تغيير عبر قوى التغيير الديمقراطية الحقيقية. هؤلاء ذهبوا للانتخابات ووضعوا بصمتهم للحزب الشيوعي تحديداً، رغم علمهم بقانون الانتخابات، الذي فصّل حسب مقاسات القوى المتنفذة في الدولة منذ 2003. هؤلاء لم ييأسوا من التغيير وان تطلب الامر وقتاً.

ما العمل؟

بدأ الحزب بعد الانتخابات، بسلسلة من الاجتماعات والموسعات، لسماع رأي الجميع، بشأن ما حدث، وعن سبل الوصول الى حلول للتلكؤات والى الطرق الجديدة التي يجب اتباعها في التحضير لانتخابات البرلمان القادمة، وتفادي الأخطاء غير المتعمدة مستقبلاً. وعليه، فأنا على يقين، بأن قيادة الحزب ستأخذ بما تتوصل اليه الموسعات، وهو ما اشارت اليه “طريق الشعب” حين كتبت تقول (ستخضع هذه التجربة الى الدراسة والبحث والتحليل وتقديم تقييم شامل ذي ابعاد فكرية وسياسية وتنظيمية، مراجعة نقدية شاملة).

في انتخابات مجالس المحافظات 2009، حصل التيار الديمقراطي على 11 مقعدا للمدنيين والشيوعيين،  في البصرة والمثنى وبغداد على سبيل المثال وليس الحصر. فأين يكمن الخلل في الانتخابات الأخيرة؟ اما ما حصل عليه تحالف “قيم” المدني في الانتخابات الأخيرة فكان ستة مقاعد متفرقة، وهو رقم لا يتناسب والعمل الحثيث من اجل اقامة هذا التحالف وقواه الديمقراطية. لا يمكن ان نُعلق خسارتنا على شماعة قانون الانتخابات لان لو ذهب الجميع للإدلاء بأصواتهم لتغيرت المعادلة وهو امر حتمي. هل قصّر الرفاق في حملاتهم الانتخابية؟ أقول، وبكل تأكيد انهم عملوا ليل نهار من اجل أن يفوز مرشحونا بعضوية مجالس المحافظات، رغم ما جرى من تضييق على حملاتنا من قبل قوى أخرى، ربما معارضة للانتخابات او قوى متنفذة.

اجزم ان التحالفات الانتخابية الأفضل لنا، كحزب او كقوى مدنية ديمقراطية هي التالية:

  1. ان يقدم كل حزب مرشحيه مع الاحتفاظ بالتحالف. كل حزب يركن الى اعضائه واصدقائه، فإن حصل على عتبة انتخابية يدخل البرلمان او مجالس المحافظات. الاحزاب الرابحة بالتحالف ستأخذ استحقاقها في المجلس. أما ان ننزل بمرشحينا مع باقي مرشحي التحالف، بقائمة واحدة فسوف نُضُيّع اصواتنا المتشتتة.
  2. التعرف عن قرب على أسباب امتناع بعض أعضاء الحزب عن تحديث بطاقاتهم الانتخابية والبعض الاخر الذي لم يذهب للانتخابات. نرى ان الأحزاب الأخرى والمسيطرة على السلطة تُرغم أعضاءها وربما بالاغراء او الاكراه للذهاب للانتخابات، يعني هناك التزام لا مفر منه.
  3. ضرورة الالتزام بتوجيهات الحزب بغض النظر عن وجهة النظر الشخصية، إن كانت مخالفة ام لا.
  4. ان لا نعتمد على ما يسمى بالكوتا في ترشيح بعض الرفاق لاسيما من هو غير معروف منهم. وان يبذل جميع الرفاق في كافة المحليات كل ما يمكنهم من فعاليات لانجاح مرشحينا.
  5. ان يكون حق للناخب ان يُدلي بصوته اينما كان في محافظته او حتى في عموم العراق، حتى لا تبقى قوى معينة فعالة تفرض ارادتها على الناخب سواء منعه من الانتخابات او فرض أسماء معينة عليه.
  6. امر آخر هو ان البعض مهما وصل في ترتيبه الحزبي لاسيما الكوادر الوسطية، يجب ان يتمتع بالمرونة والمبدأية مع الرفاق. فالموقع الحزبي يتطلب ان يكون صاحب كاريزما في كيفية قيادة المنظمة المعنية بشكل كفوء وبعيدأ عن الشخصنة، لان قيادة منظمة ما لا تعني ان الرفيق المعني قادر على استيعاب كل المهام.
  7. أما ما صدر من (مقالات) صفراء ضد الحزب وما تم ترويجه تشفياً، فإنه يدل على نقص في الالتزام على الأقل، وهو ليس اكثر من قصر نظر. أن ما يريد البعض الوصول اليه، هو النيل من الحزب وعبثا يحاولون سواء باسطرهم المشبوهة ان ينالوا من الحزب، لان الحزب ليس ملكا عقارياً لاحد يمكن التنازل عنه، وانما مؤسسة عمرها المديد 90 عاماً، وسوف يستمر بنفس الاسم مع وصول القيادات الشابة لمواقع قيادية لتأخذ من الاخرين التجربة السياسية والفكرية وتسير بالحزب الى الامام مع الاخذ بنظر الاعتبار التغيرات في المجتمع العراقي.

لم ننتهي بعد، ولم تنتهي العملية السياسية، ولذلك كلنا أمل بالتغيير القادم على ايدي القوى المدنية الديمقراطية التي تؤمن بوحدة العراق ارضا وجوا والحفاظ على سيادته. النصر قادم  لا محال وان طال الوقت .

******************************************************************************************

الى القوى المدنية.. لنفكر بصوت مرتفع

ماجد فيادي

تنطلق القوى المدنية من فكرة مفادها، ان مشاركة اكبر عدد من الناخبين، سيغير خارطة الأحزاب الممثلة فى البرلمان او فى مجالس المحافظات، باتجاه زيادة عدد مقاعدها على حساب الأحزاب الحاكمة الفاسدة. في كل مرة تطرح القوى المدنية هذه الفكرة، لا تقدم أي مبررات على واقعيتها، ومع تكرارها المستمر لهذه الفكرة، جعلتها من كلاسيكيات خطابها السياسي.

تهدف فكرة اقامة الانتخابات، الى توسيع دائرة اتخاذ القرار، بمعنى ان يمثل كل عضو برلمان او مجلس محلي اكبر عدد من افراد الشعب، تمهيدا لتحقيق الديمقراطية وضمان تقديم الخدمات، وصولا الى تحقيق مصالح الشعب، ضمن تطبيق قاعدة العدالة الاجتماعية، بواسطة برلمان يمثل كل الوان الفسيفساء الفكري والعرقي والديني.

ولو طبقنا هذه الفكرة على واقع الشعب العراقي، سنجد من الصعب جدا تحقيقها، لان الأحزاب الحاكمة والأحزاب المعارضة لها، لم تتمكن من كسب ثقة الناخبين العراقيين. وهو ما يعكسه تراجع الخط البياني لمشاركة الناخبين بعد انتخابات 2014 وصولا الى انتخابات 2023، استنادا الى بيانات مفوضية الانتخابات المستقلة، التي تُنتَقَد وتُتَهم دائما بانحيازها الى الأحزاب الحاكمة الفاسدة.

لقد اثبتت الأحزاب الحاكمة فسادها، فكان من المنطقي ان لا تجد تأييدا واسعاً بين الناخبين، اما الأحزاب المعارضة فقد وقعت بأخطاء تكتيكية، جعلتها غير مفضلة لدى الشعب العراقي، وأخرى إستراتيجية، اظهرتها بمظهر الضعيف غير القادر على احداث التغيير اذا ما وصلت للسلطة.

ان تحليل واقع الأحزاب المدنية يعكس صورتها المخترقة، وغير المنسجمة، ومواقفها المتقاطعة، وعدم ارتباطها برابط متفق عليه وكلها فقيرة ماديا.

وجاء الاختراق من تشكيل الأحزاب الفاسدة لعدد من الأحزاب المدنية، بعد ان خلقت من ازلامها معارضين بطريقة مسرحية، او جرى دسهم داخل الأحزاب الناشئة. وجاء عدم الانسجام نتيجة انطلاقها من أيديولوجيات مختلفة، فمنهم الشيوعي والليبرالي والرأسمالي والإسلامي، وبعضهم بلا ايدلوجية حقيقية. هذا التباين انتج مواقفا متقاطعة في المنعطفات السياسية، عندما تكون بحاجة الى اتخاذ قرار موحد للوقوف بوجه الحاكمين، لذلك كان تباين المواقف مضرا بها اكثر مما هو مفيد لها. على سبيل المثال ما ظهر من مواقف بشأن قانون الانتخابات، بين مُطالِبٍ بتعدد الدوائر الانتخابية واخر يطالب ان يكون العراق دائرة انتخابية واحدة. غياب الرابط فيما بينها والمتمثل بالبرنامج السياسي، يجعلها تتأخر كثيرا في اعلان التحالف والاتفاق على الخطوط العريضة للمعارضة، ودائما ما تقدم نفسها في الوقت الضائع، أي قبل الانتخابات بأيام، فلا اتفاق سلس على البرنامج الانتخابي، ولا لديها الوقت الكافي لتعريف الجماهير ببرنامجها، ولا البرهنة على قدرتها في تطبيقه وعدم التراجع عنه، ولا جمهورها مقتنع حد الايمان ببرنامجها. 

وجاء فقرها المالي قياساً بأمكانيات الأحزاب الحاكمة، نتيجة سرقة المال العام على مدى عقدين، مستغلة اياه في صناعة المليشيات الحزبية والإنفاق على الحملات الانتخابية واستثمار أموال الشعب في مشاريع داخل وخارج البلد لتقوية سلطانها، في حين بقيت الأحزاب المدنية بلا مشاريع تمولها ولا اسناد قانوني منصف لها.

وحتى تكتمل الصورة امام القارئ، فان الأحزاب المدنية العريقة والناشئة، وقعت في أخطاء إستراتيجية وتكتيكية، وَسَعت الهوة بينها وبين الجماهير، تمثلت في المشاركة بالعملية السياسية بوجود المحتل، والتصويت لصالح دستور، اتضح انه مصمم لفرش الأرض والشروع بسرقة المال العام، والمشاركة في انتخابات مفصلة على مقاس الأحزاب الفاسدة وتشكيل أحزاب بالجملة لتحقيق طموحات شخصية مع انها لا تمتلك قاعدة جماهيرية، ومن ثم الدخول في تحالفات غير محسوبة.

وبالرغم من معرفتها، بخطأ الوثوق بالمحتل، الا ان بعضها لا يزال يراهن عليه. كلما اقتربت العملية السياسية من منعطف، يطفوا على السطح تقاطع خطابها السياسي امام الجماهير. إصرارها على المشاركة في انتخابات، تعلم جيدا ان غالبية الشعب العراقي يقاطعها، وسحب منها الشرعية.

هذه الأخطاء بالإضافة الى الأسباب الموضوعية التي تقف ورائها الأحزاب الحاكمة الفاسدة، كالتغيير المستمر لقانون الانتخابات واستغلال المال العام والتزوير بنتائج الانتخابات، لم تترك للناخبين العراقيين، ثقة في التصويت سواء لأحزاب مدنية او حتى من للحاكمة الفاسدة، من اجل بناء البلد وتقديم الخدمات وخلق فرص العمل وتحقيق مبدئ العدالة الاجتماعية، فكانت المقاطعة شعارا رفعته الجماهير، تَصاعَدَ تدريجيا، بعد ان كانت نسبة المشاركة في الانتخابات، عقب احتلال العراق وسقوط الصنم، من الأعلى في العالم. 

يتضح مما تقدم، ان الأحزاب المدنية العريقة والناشئة ساهمت، نتيجة اخطائها، في دفع المواطنين العراقيين الى مقاطعة الانتخابات، وحجب الثقة عن كل الأحزاب العراقية حتى المدنية منها، ولو فكرت الجماهير العراقية في المشاركة بالانتخابات، فإنها لن تجد من تمنحه الثقة للخروج من هذا المأزق. لهذا ننتظر من الأحزاب المدنية ان تعمل أولا على مد جسور الثقة مع الجماهير، بتغيير إستراتيجيتها وتكتيكاتها وطرح برامج انتخابية مقنعة، انطلاقا من موقفها تجاه العملية السياسية الجارية، خاصة آلية الانتخابات، وصولا الى تفاهماتها فيما بينها، وترسم خارطة طريق تلبي طموحات المواطنين، تقدم من خلالها، مواقفَ مختلفة عما عاشته منذ العام 2003 الى يومنا هذا، ولا تكتفي بتقديم برامج انتخابية مكتوبة على الورق، لان الشعب العراقي لم يعد يثق بالكلام، بل هو بحاجة الى مواقف صلبة وثابتة على طول الخط، يمكن من خلالها مد الجسور معه من جديد. ولا ننسى تغيير أدوات التواصل مع الجماهير، باللجوء الى استخدام كل سبل التواصل المباشر وكل وسائل التواصل الحديث، على ان يكون الثبات على المبادئ هو الأساس في عرض القوى المدنية نفسها على الجمهور. 

****************************************************************************************

الصفحة التاسعة

تايتم وبراون يتوهجان في فوز سلتيكس على بيسرز

واشنطن ـ وكالات

سجل جايسون تايتم 30 نقطة ليقود فريقه بوسطن سلتيكس للفوز على إنديانا بيسرز 129 / 124 ضمن منافسات دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين. وسجل غايلين براون 25 نقطة، وأضاف ديريك وايت 24 نقطة، ليساعدا في فوز سلتيكس على بيسرز 3 / 2 في سلسلة المواجهات المباشرة بين الفريقين هذا الموسم.

وكان بيسرز أقصى سلتيكس من منافسات دور الثمانية ببطولة «إن-سيزون» التي أقيمت في كانون الأول/ديسمبر الماضي.في المقابل، سجل آرون نيسميث 26 نقطة لفريق بيسرز و12 متابعة، وأضاف باسكال سيكام 23 نقطة، ومايلز تيرنر 17 نقطة.

وفي بقية المباريات، فاز أتالانتا هوكس على لوس أنجليس ليكرز 138 / 122، ونيويورك نيكس على يوتا جاز 118 / 103.

وتغلب تورنتو رابتورز على شيكاغو بولز 118 / 107، وجولدن ستيت واريورز على فيلادلفيا سفنتي سيكسرز 119 / 107.

***************************************************************************************

الجماهير العراقية في الدوحة تثمن جهود الكادر التدريبي واللاعبين

الدوحة ـ وكالات

نظمت الجماهير العراقية المتواجدة في العاصمة القطرية الدوحة، وقفة لدعم أسود الرافدين وتشجيعهم على نسيان إخفاق بطولة آسيا، وتحفيزهم نحو التحضير المثالي لتصفيات مونديال 2026.

واحتشد العشرات من المشجعين العراقيين وروابط الأندية عند مقر المنتخب العراقي قبل مغادرته الدوحة عائداً إلى بغداد ومدن اللاعبين المحترفين.

وأطلقت الجماهير هتافات المساندة والتحفيز للمدرب خيسوس كاساس، وطالبته بالاستمرار بمهمته بعيداً عن الضغوطات الإعلامية التي صدمته بعد نهاية اللقاء أمام الأردن والهزيمة بسيناريو مثير بالدقائق الأخيرة (2-3) ووداع البطولة الآسيوية من الدور ثمن النهائي.

وقال كاساس للجماهير المحتشدة: «مهما كثرت العثرات فسوف ننهض من جديد. شكرا للشعب العراقي الذي يدعمنا في كل الأوقات.. أنتم مثال للفخر».

وشارك عدد كبير من اللاعبين الجماهير الحاضرة بهذه الوقفة التضامنية، وعبروا عن شكرهم لما بذلوه في هذه البطولة وتحملهم أعباء السفر.

وقال أيمن حسين هداف العراق والبطولة حتى الآن: «شكراً لدعمكم رغم وداعنا البطولة.. نثمن مشاركتكم لتخفيف وطأة الهزيمة والوداع».

وأضاف: «أنا أتحمل الجزء الأكبر من الخسارة.. سامحوني يا جماهيرنا الوفية».

****************************************************************************************

اتحاد الكرة يحدد موعد استئناف مباريات الدوري

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم، أمس الأربعاء، موعد استئناف دوري نجوم العراق، بعد توقفه لارتباط المنتخب ببطولة كأس آسيا في قطر.

وودع المنتخب العراقي البطولة، بخسارة صعبة أمام نظيره الأردني الذي سجل هدفاً قاتلاً في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع بعد نهاية الوقت الأصلي للمباراة المثيرة للجدل، خاصة بعد أن شهدت طرد مهاجم العراق أيمن حسين.

وقال نائب رئيس لجنة الحكام في اتحاد الكرة، محمد عرب، إن «بطولة الدوري بجولته 13 ستستأنف يوم العاشر من شهر شباط المقبل، أسوة بدوريات دول كثيرة التي أغلبها مرتبطة بمنافساتها القارية، مؤكداً تهيئة حكام العراق لقيادة مباريات الجولات المقبلة من دوري نجوم العراق».

وأضاف عرب، أن «الاتحاد العراقي ارتأى أن يواصل منافسات بطولة كأس العراق خلال التوقف»، مشيراً إلى أن «الدور 32 انتهت وستواصل الأندية خوض مباريات الدور الثاني التي تنطلق يومي السبت والأحد».

ولفت إلى أن «عدداً كبيراً من حكام العراق حالياً مقيمون في معسكر تدريبي في أنطاليا لإعدادهم بشكل جيد للاستحقاقات المقبلة على المستويين الداخلي والخارجي».

ويتصدر فريق القوة الجوية ترتيب فرق دوري نجوم العراق لكرة القدم، بعد انتهاء الجولة 12 برصيد 30 نقطة.

***************************************************************************************

اليابان تقصي البحرين من كأس آسيا

الدوحة ـ وكالات

انتهى مشوار منتخب البحرين في بطولة كأس آسيا قطر 2024، عند دور الـ 16، بعد خسارته امس الأربعاء 1-3 أمام نظيره الياباني حامل اللقب أربع مرات، وأحد أبرز المرشّحين للتتويج باللقب، في المباراة التي أقيمت على استاد الثمامة بالعاصمة القطرية الدوحة.

وسجل ريتسو دوان متوسط ميدان فرايبورغ الألماني هدف التقدم لليابان في الدقيقة 31، لينهي منتخب الساموراي الشوط الأول، متقدمًا بهدف نظيف.

وفي الشوط الثاني، سجل تاكيفوسا كوبو نجم ريال سوسيداد الإسباني الهدف الثاني في الدقيقة 49، وأياسي يويدا نجم فينورد روتردام الهولندي الهدف الثالث للساموراي في الدقيقة 72، بينما سجل هدف البحرين الوحيد المدافع الياباني زيون سوزوكي بالخطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 64.

وبهذا الفوز، ضرب المنتخب الياباني موعدًا في دور ربع النهائي مع الفائز من مواجهة سوريا وإيران، التي يحتضنها استاد عبد الله بن خليفة في وقت لاحق من مساء امس الاربعاء.

*************************************************************************************

نجم فرنسا السابق يحدد أسباب رفض زيدان تدريب الجزائر

باريس ـ وكالات

كشف الفرنسي كريستوف دوغاري، نجم فرنسا السابق، أسباب رفض زيدان تدريب الجزائر خلفًا لبلماضي، مُشيرًا إلى أنّ زميله السابق، ربما يكون حدد وجهته التدريبية المُقبلة.

وسبق وذكرت تقارير صحفية أنّ الاتحاد الجزائري تواصل مع وكيل أعمال زيدان، من أجل جس نبضه بشأن فكرة تدريب بلده الأصلي الجزائر، بعدما قرر وليد صادي، التخلي عن خدمات بلماضي، عقب الخروج المبكر من كأس أمم أفريقيا 2024.

ولكن تقارير صحفية ذكرت أنّ المدرب الفرنسي ذا الأصول الجزائرية، رفض فكرة تدريب منتخب الجزائر حاليًّا، إذ لا يفكر حاليًّا في خوض تجربة مع المنتخبات المهتمة بالتعاقد معه، حيث سبق وأن رفض تدريب منتخبَي البرازيل والولايات المتحدة الأمريكية، في وقت ليس ببعيد. وسُئل دوغاري عن أسباب رفض زيدان تدريب الجزائر -وهو مقرب من زيزو- ليجيب بقوله في تصريحات عبر شبكة «RMC» الفرنسية: «أنا أشعر أن زيدان لديه أفكار أخرى في ذهنه، لديه حساسية تجاه بلد والديه، وأصوله بالطبع».

وأضاف: «إنه يحب الجزائر والجزائريين، هذا أمر مؤكد، ومن المؤكد أيضًا أنه يفعل الكثير من أجل الجزائر، أنا أتفهم أسباب رفضه، لديه طموحات أخرى، أعتقد أنه لديه اتفاق آخر أو شيء ما، ليس لدي معلومات ولكنني أشعر بذلك».

وزاد عن أسباب رفض زيدان تدريب الجزائر: «أفهم أنه من خلال تفكيره في كرة القدم التي يحبها، والتي يريد ترسيخها، فإنه يريد الذهاب إلى مكان آخر أكثر من المنتخب الجزائري، هو يريد التدريب كل يوم، أنا أتفهم قراره تمامًا».

وبسؤاله هل زيدان لا يزال ينتظر منتخب فرنسا حتى عام 2026، ليرد لاعب برشلونة السابق: «لا أعرف!، ليس لدي أيّ معلومات بصراحة، ولكن لديّ شعور بأنه لديه اتفاق مع نادٍ ما».

واختتم تصريحاته بالقول: «علينا ألا ننسى ليفربول على سبيل المثال، أفهم أنه يحظى بتفكيره، حيث كرة القدم التي يحبها، أعرف شغفه بكرة القدم، في النهاية لا يوجد شيء مستحيل، ولكن أعتقد أنه يجب أن يكون هناك وجهة ما وقد وافق عليها». وتترقب جماهير ليفربول هوية مدربها الجديد الذي سيقود الفريق بدءًا من الموسم القادم، حيث أعلن الألماني يورغن كلوب، مدرب الفريق، أنه سيرحل في 30 حزيران القادم.

***************************************************************************************

دعوة المرأة للمشاركة ببطولة كأس العراق بكرة القدم

منعم جابر

منذ سنوات بدأت البطولات النسوة التي يقيمها الاتحاد الدولي (الفيفا) وعلى أنواعها، حيث بدأت بطولات كاس العالم للساحات المكشوفة بكرة القدم وبطولات اوربا، وهكذا وجدنا ان كل القارات والمناطق والمجموعات تقيم بطولات متنوعة للنساء سواء في خماسي وسباعي الكرة للساحات المكشوفة وبهذا انتقلت اللعبة على مختلف المستويات وهذا ما بدأنا نألفه في مشاركة المرأة زميلها الرجل في اللعبة الخشنة (كرة القدم)، وقد بذل الفيفا جهوداً كبيرة وقدم مساعدات سخية للاتحادات الوطنية من أجل دعم وتشجيع النساء وأندية المرأة لإقامة البطولات والدوريات والمنافسات الكروية، وكان اتحادنا العراقي لكرة القدم قد حصل على مساعدات ومنح مالية كثيرة لمصلحة تطوير اللعبة النسوية ورعايتها والاهتمام بها. لكن المعنيين أهملوا هذا التوجه ولم يحققوا تقدما ولا خطوة واحدة في هذا المجال علماً اننا كنا قد مارسنا هذا النشاط قبل غيرنا من دول الجوار والمنطقة والإقليم حيث خاضت بناتنا أول مباراة بكرة القدم في الساحات المكشوفة عام 1973، وقد أقيمت أول مباراة بين طالبات كلية العلوم وطالبات كلية التربية الرياضية وعلى ملعب الكشافة وقد انطلقت هذه المباراة بشجاعة الطالبات وأدائهن الجميل والمشجع وانتهت لصالح بنات كلية التربية الرياضية، وكانت حماسة الجماهير الحاضرة في الملعب عالية وأداء اللاعبات مشجعاً. إلا أن هذه الشمعة التي أوقدت من بناتنا تم (اطفاؤها) مع الأسف، ومنذ أكثر من سنتين بدأت التوجهات لإنعاش كرة القدم النسوية وكانت خطواتها الأولى اختيار إحدى بناتنا لتمثيل المرأة في اتحاد الكرة وكانت خطوة محسوبة وناجحة وبدأت الخطوات تترى والنشاطات تتطور وهكذا نجد اليوم دعوة المرأة للمشاركة ببطولة كأس العراق بكرة القدم والتي من المقرر أن تقام في السنة القادمة. وهذا الخبر مفرحاً وسعيداً إلا أني أجد أن عدد الأندية والفرق المشاركة قليلاً، وأن بعض الأندية المعروفة في تشجيعها لكرة القدم الرجالية وممارستها هذه اللعبة أراها عاجزة عن المشاركة وان توجهاتها لكرة القدم الرجالية، وهذا عيب كبير فالمطوب من أندية معروفة بتأثيرها ودورها وفرقها الرجالية ان تجد لها اسماً في هذا المجال وان تحصد البطولات النسوية كما هو حالها في بطولات الرجال، وهنا أناشد أندية الشرطة والزوراء والقوة الجوية والطلبة والأندية النفطية المتنوعة والميناء البصري وبعض أندية محافظاتنا العزيزة ان يشدوا العزم على المشاركة في هذا النشاط لان بناتنا قادرات على تقديم صورة زاهية عن مستواهن ونتائجهن. خاصة وان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) سيدعم هذا  التوجه وبشكل قوي ومتميز وقد تصبح ممارسة كرة القدم النسوية شرطاً اساسياً للدعم والاهتمام باللعبة بشرط ممارستها من قبل الجنسين الرجال والنساء، هنا نجد ان جميع بلدان المنطقة والإقليم بدأوا بممارسة كرة القدم النسوية وبدون استثناء عليه أطالب وأقول لأحبتنا في الاتحاد العراقي لكرة القدم أن يوجه جميع الأندية الرياضية وخاصة في المستويات نجوم العراق والممتاز والأولى على فتح أبوابها لنشاطات كرة القدم النسوية وان يعتبروا ذلك من أهم واجبات الاندية الرياضية.

إن الاتحاد الدولي لكرة القدم مسؤول عن تطوير اللعبة والتعريف بها من أجل التشجيع على ممارستها لتحقيق الصحة والنشاط والحيوية والبروز في هكذا نشاط انساني. وان المطلوب من العوائل والمدارس الابتدائية والمتوسطة هو تشجيع بناتنا على ممارسة كرة القدم والتفوق فيها وها هي اللعبة قد تطورت وتقدمت في كل بلدان الجوار والمنطقة وحتى في إقليم كردستان فحري بنا ان ندعم توجهات بناتنا لممارسة اللعبة لأنها أصبحت لغة الشعوب.

املنا كبير في ان تتحول هذه الممارسة الشعبية الى نهوض وتطوير لغة مشتركة..

***************************************************************************************

الصفحة العاشرة

جون بيلجر ... سبارتاكوس الصحافة الغربيّة

سعيد محمد 

سوف يتذكر كل من يعنى بالحقيقة، ويؤمن بالتاريخ، ويقاتل من أجل العدالة الصحافي وصانع الأفلام الوثائقيّة الأسطورة الذي غاب يوم السبت في لندن عن أربعة وثمانين عاماً. طوال مسيرة مهنية مظفرة استمرت أكثر من خمسين عاماً، قرّع الرأسماليين وأصحاب السلطة حول العالم، وأخذ على عاتقه الشخصي مهمة الكشف عن جرائم الحكومات الغربيّة، وتوحش الإمبراطورية الأميركية على تعدد أشكاله حروباً وانقلابات وعقوبات وكذباً ممنهجاً، فكان جيشاً مقاتلاً تعداده رجل واحد. في وصيته الأخيرة، قال إنه متيقن بـ «أننا إذا بقينا صامتين بينما تستمر إمبراطورية الحرب الأميركية المنفلتة في مسلكها الدّموي، فإننا سنورث لأطفالنا وأحفادنا عالماً ذا مناخ مروع، وأحلاماً محطمة، وحالة من الحرب المستدامة». فهل نقبل بذلك أم نقاوم؟ تلك هي المسألة

«أنا، بطبعي، مناهض للاستبداد وأشك إلى الأبد في أي شيء يريد عملاء السلطة إخبارنا به. وأحس أنه من واجبي دائماً، أن أخبر الناس عندما يتم خداعهم أو تغذيتهم بالأكاذيب» (جون بيلجر ) انطفأ يوم السبت 30 كانون الأول  2003، منارة الصحافة الغربية، جون بيلجر عن 84 عاماً. الصحافي الأسترالي البريطاني الذي أثار، طوال نصف قرن، عواصف من جدل لا يهدأ في سياق حربه الفردية المتواصلة ضد الإمبراطورية الأميركية وتوحش منظومتها الرأسمالية، حصل على عشرات الجوائز المهنيّة المرموقة والعديد من شهادات الدكتوراه الفخريّة، لكنّ أرفع تكريم لمجمل نضاله الأممي ربما جاء على لسان بوق الدعاية الغربية الأعرق هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) التي وصفته يوماً ما بأنه «تهديد للحضارة الغربية».

لقد كان بالفعل كـ «سيف ديموقليس» مسلطاً على رؤوس طغاة الغرب في واشنطن ولندن وكانبيرا، ولم يسعفه الموت اللعين ساعات قليلة ليعلم وفقاً لوثائق رُفعت عنها السرية للتو بأن حكومة رئيس الوزراء الأسترالي سيء الذكر جون هوارد، أيدت خطة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش في العدوان على العراق (في 2003) وشاركت في الحرب التي ذهب ضحيتها ملايين الشهداء بناء على معلومات «شفهية» استعرضها رئيس الوزراء لا أكثر. انتصار تأخر ساعات عن بيلجر الذي كان صوتاً وحيداً يغرد خارج جوقة الصحافة الغربية عندما اختارت أن تكون شريكة متواطئة في سفك الدم العراقي حينها، فانتقد الأخرق بوش الابن حرب أميركا الصليبية الجديدة تحت غطاء مكافحة الإرهاب (المزعوم)، وجلد حليفيه الأشد حماسة منه لإطلاق جبروت ماكينة القتل الغربية ضد بلد صغير، توني بلير، رئيس الوزراء البريطانيّ، وذلك الـ«هوارد» الحقير. كتب بيلجر مقالات نارية، وألقى خطباً غاضبة، وتظاهر في الشوارع، وأطلق عملاً وثائقياً صار حجة على القتلة: «الحقيقة والأكاذيب: كسر الصمت بشأن الحرب على الإرهاب» (2006) بينما كان آلاف الصحافيين حول العالم، متطوعين بخيارهم أو عملاء مأجورين، يرددون أكاذيب تعدها مطابخ أجهزة الاستخبارات الغربيّة عن أسلحة دمار شامل يمتلكها نظام بغداد، ويتفلسفون في ضرورة تحقيق «انتقال ديموقراطي» في البلد العربي بمحض القوة.

لا موقف غالبية الإعلاميين الغربيين في دعم حرب الإمبراطورية على العراق كان مستغرباً، ولا موقف بيلجر. فالمهنة في ظل الأنظمة «الديموقراطية» تحولت منذ الحرب العالمية الأولى إلى ماخور لبيع الضمائر... ممارسة أقرب إلى الدعارة منها إلى العمل المحترم، ومجرد أداة في متناول النخب الحاكمة وأجهزة الاستخبارات. لكن بيلجر اختار باكراً أن يكون في الجانب الآخر كليّة: مقاتل عنيد من أجل الحقيقة والمستضعفين في العالم يوظف عمله الصحافي كسلاح في وجه الاستغلال، وجرائم الدول، والإبادات الجماعية، والبروباغندا الغربية المسمومة. استغل دعوته إلى حلقة نقاش في «جامعة كولومبيا» في نيويورك عام 2006، ليدين «الصحافيين الذين يتحملون الكثير من المسؤولية عن الدمار والأرواح التي فُقدت في العراق، سواء عبر تصفيقهم للعدوان، أو عبر تبنيهم الصمت المخجل وعدم تحدي وفضح أكاذيب بوش وبلير».

عدو الإمبراطورية، كان صوتاً لكل (رعاياها) المسحوقين والمغيبين عبر الكوكب: الفقراء الجياع، والمعوقون المظلومون، والمجندون التعساء، والشعوب المحاصرة، وضحايا العقوبات (الدولية)، وشهداء الحروب الإمبريالية، والمستهدفون بالانقلابات الأميركية، والبشر الذين عوملوا كفئران تجارب، والأقليات المعرضة للإبادة، والمهجرون من أرضهم، والأعراق المهانة، والمهمشون بالخصخصة النيوليبرالية، وأصحاب الأرض الأصليون الذين أُخضعوا للاحتلالات الاستيطانية، وكل الذين يقتلون ببطء بقرارات وسياسات النخب الغربية. وفي كل قضية تبناها، صنع ضجة وصخباً بداية من عام 1979 في كمبوديا عندما أماط اللثام في تحقيق له نشرته «ديلي ميرور» البريطانية عن الجرائم التي ارتكبها الخمير الحمر هناك وأودت بحياة مليوني شخص على الأقل من أصل مجمل عدد سكان لا يتجاوز سبعة ملايين، فيما كان مليونان آخران على شفير الموت جوعاً. نجا بيلجر من محاولة لاغتياله بعدما وضع على قائمة الاستهداف من قبل الخمير الحمر، لكن ذلك لم يردعه من إنجاز وثائقي يصور تلك المأساة (العام صفر: موت صامت في كمبوديا ـــــ 1979) شاهده أكثر من 150 مليون شخص حول العالم، وفاز بنحو 30 جائزة دوليّة وصنفه معهد الفيلم كأحد أهم عشرة أفلام وثائقية في القرن العشرين. في هذا العمل، بين بيلجر الدور الأميركي في خلخلة الأوضاع داخل كمبوديا عبر القصف (السري) العنيف، ما سمح بسيطرة بول بوت (زعيم الخمير الحمر) على السلطة، كما فضح امتناع الحكومات الأوروبيّة عن تقديم مساعدات للشعب الكمبودي خوفاً من إغضاب الأميركيين.

وقال في فيلم تالٍ له في 1990 بأنّ قوات بريطانية خاصة من وحدات النخبة (ساس) دربت القتلة من الخمير الحمر. وقد تمكن بيلجر بفضل وثائقي «العام صفر» من جمع تبرّعات تجاوز مجموعها 45 مليون دولار صرفت بالكامل على أعمال الإغاثة في ذلك البلد المنكوب. كما ساعدت تقاريره الصحافية وفيلم وثائقي أنتجه عن تيمور الشرقيّة عام 1994 في وضع قضية ذلك الشعب المضطهد تحت الأضواء بعدما احتل الجيش الأندونيسي بلادهم بتواطؤ أميركي/ غربي، ونكل بهم. وفي فيلمه «الفصل العنصري لم يمت» (1998)، أجرى بيلجر مقابلة مع نيلسون مانديلا تسببت في إزعاج النخبة الحاكمة في جنوب أفريقيا من البيض والسود على حد سواء بعدما أسهب في وصف «الفصل العنصري الاقتصادي» الجديد الذي أبقى العديد من الغالبيّة السود في حيز الفقر. وكشف بيلجر في كتابيه «دفع الثمن: قتل أطفال العراق» (2000)، و«حكام العالم الجدد» (2001) عن دور عقوبات الأمم المتحدة في إنهاك العراق طوال عقد كامل تحضيراً للغزو الغربي الذي قادته الولايات المتحدة بدعم دول عربية. كما رصد منهجية تدخّل الولايات المتحدة في دول أميركا اللاتينية في عمليه «الحرب على الديمقراطية» (2007)، و«الحرب التي لا تراها» (2010)، وطرد الحكومة البريطانية لسكان جزر شاجوس، في المحيط الهندي في الستينيات حتى تتمكن الولايات المتحدة من إنشاء قاعدة عسكرية لها هناك في فيلمه «سرقة أمة» (2004).

خبرته وثقافته الأممية منحتا أعماله البصيرة للنظر في ما وراء الحدث المباشر، فنبه في وثائقياته إلى تململ الجنود الأميركيين من حرب فيتنام وتفكك الروح المعنوية لدى التشكيلات المقاتلة في مواجهة الفيتناميين الشجعان، إلى درجة أن بعض الضباط قُتلوا على أيدي جنودهم (انظر فيلم «التمرد الصامت» - 1970 الذي استدعى شكوى رسمية ضده من السفير الأميركي لدى لندن)، وأكد في عامي 1974 و2002 على ألا مناص من إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية (فلسطين ما زالت القضيّة - 2002)، وحذر في 2014 من تحول أوكرانيا إلى «مدينة ملاه للاستخبارات المركزيّة الأميركية». وكشف أن نظام كييف الانقلابي الجديد حينها يعد «لحرب عصابات يديرها حلف شمال الأطلسي ومن المرجح أن تمتد إلى روسيا نفسها»، وتوقع تصاعد العسكرة في اليابان، وخاطب في «الحرب على الصين» (2016) العالم كي يدرك نيات الولايات المتحدة المبيتة للتصعيد على نحو كارثي ضد بكين.

ولد بيلجر لأب نجّار في سيدني عام 1939، وأطلق أولى تجاربه الصحافية في مجلة المدرسة في الثانوية. وبعدها أكمل أربع سنوات من التدريب الصحافي الصارم في برنامج كان قد ابتدعه الصحافي الأسترالي الرائد براين بينتون، شكل الأسس للغته الدقيقة والمحترفة التي رافقت عمله الصحافي للسنوات الخمسين التالية.

كانت أستراليا أصغر من طموحاته، فغادرها في 1962 برفقة اثنين من زملائه إلى أوروبا، حيث أسسوا معاً في روما وكالة صحافة مستقلة لم يطل بها الوقت وأفلست، ما دفعه بعد انتقاله إلى لندن لقبول عرض عمل مع وكالة «رويترز» بداية في مكتبها للشرق الأوسط، ثم لدى صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية التي كانت حينها أكثر صحف بريطانيا مبيعاً. أصبح وهو في العشرين من عمره كبير مراسليها الدوليين، وغطى لها حرب فيتنام، وكمبوديا، كما نقل لقرائها الأجواء المضطربة في الولايات المتحدة في عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، إذ سار مع فقراء أميركا في مسيرتهم من ألاباما إلى واشنطن بعد اغتيال مارتن لوثر كينغ، وكان في عين المكان حيث اغتيل روبرت كينيدي، المرشح الرئاسي، في حزيران (يونيو) 1968. وفي بريطانيا، أدى مشروعه الاستقصائي حول 98 من الأطفال الذين تضرروا عند الولادة بسبب عقار الثاليدوميد، إلى الحصول على تسوية مالية خاصة لهم بعد استبعادهم بداية من تسوية الشركة الصانعة مع الحكومة البريطانية. كما قدم تقارير عن العنصرية المتفشية في المجتمع البريطاني، وانتشار الفقر، ومحاولات خنق القطاع الصحي العام خدمة لأغراض الخصخصة. وعلى الرغم من انشغالاته العالميّة، لم ينس مسقط رأسه، فأنتج عن أستراليا وشعوبها الأصلية وثائقيات عدة بين عامي 1983 – 2013 سجلت جوانب متعددة من تاريخ حزين أريد له أن يغيّب وينسى. وقد أعلنت المكتبة البريطانية في عام 2017 عن تأسيس أرشيف خاص يضم جميع أعماله المكتوبة والمصورة.

انشغل بيلجر في أيامه الأخيرة بقضيتين: فلسطين، وأسر صديقه جوليان أسانج واحتمال تسليمه إلى الجلاد الأميركي. كتب وتحدث وتظاهر من أجلهما لكنه مضى من دون أن يراهما خارج قضبان الوحش الإمبريالي الغربي. في مقالته الأخيرة التي نشرت الشهر الماضي قال: «جوليان (أسانج) وديفيد (ماكبرايد الذي كشف جرائم الحرب الأسترالية في أفغانستان) هما سبارتاكوس (بطل الحرية التاريخي ضد الإمبراطورية الرومانية). الفلسطينيون هم سبارتاكوس. الناس الذين ينزلون إلى الشوارع للتظاهر من أجل المبادئ والتضامن مع الضحايا هم سبارتاكوس. نحن جميعاً سبارتاكوس إذا أردنا أن نكون كذلك». بلى. لقد اختار جون بيلجر أن يكون سبارتاكوس، فكان سبارتاكوس الصحافة الغربية في زمن الإمبراطورية الأميركية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الأخبار” اللبنانية – 3 كانون الثاني 2023

************************************************************************************

طه حسين بعين محمود العالم

د. حسن مدن

قبل نحو خمسة عشر عاماً، نشرتُ هنا مقالاً بعنوان «العميد والشبّان الثلاثة»، حول لقاء جمع طه حسين مع محمود أمين العالم ومصطفى سويف ويوسف الشاروني، عندما كان الثلاثة شبّاناً، حيث قصدوا الدكتور طه حسين في بيته، ليستأنسوا بفكره ويستمعوا إليه، كما يجدر بشبان شغوفين بالمعرفة فعله في التعلم ممن هم أوسع منهم معرفة وخبرة وعلماً، ولسنا في حاجة للتذكير بأن «الشبّان» الثلاثة يومها، غدوا لاحقاً رموزاً فكرية وأدبية مهمة.

ومن الخلاصات التي وقف عندها محمود العالم من ذلك اللقاء قول طه حسين: إن وعي النخبة وحده ليس كافياً، إن لم يقترن بالعمل من أجل تعميمه ونشره، حتى يكون المجتمع محصناً بوجه احتمالات الردات إلى الوراء.

حكاية هذا اللقاء أتت في مقال للعالم بعنوان: «بعض اللحظات مع طه حسين»، نشره أول مرة في كتابه، «مواقف نقدية من التراث»، وتضمنه المجلد الثالث من أعماله الكاملة، وما هذه الزيارة إلا واحدة من «اللحظات» التي جمعته مع «العميد»، ورغم إقرار محمود العالم بغلوّه، هو وأنيس عبد العظيم، في نقد أوجه من فكر طه حسين في مقال قال فيه: إن به «استعلاء كبيراً»، لكن ذلك لم يثر ضغينة «العميد» ضد الرجلين، وربما رأى فيما وجّهاه من نقد إليه أنه لا يخلو من «نزق الشباب».

في اللقاء التلفزيوني الذي أدارته الإعلامية القديرة ليلى رستم، وجمع طه حسين مع نخبة من نجوم الأدب والفكر في مصر هم: يوسف السباعي، ثروت أباظة، أمين يوسف غراب، عبد الرحمن الشرقاوي، نجيب محفوظ، أنيس منصور، كامل زهيري، عبد الرحمن صدقي، عبد الرحمن بدوي، بالإضافة إلى محمود أمين العالم نفسه، خصّ «العميد» العالم بالذات بالثناء، حتى إنه بعد أن استمع إلى أسئلة بعض الحاضرين وليس كلهم، قال: «ما سمعناش رأي محمود العالم»، كأنه يستعجله الحديث، وفي نهاية اللقاء أخذ «العميد» على أدباء الجيل التالي له أنهم لا يقرؤون كما يكتبون، لكنه استثنى محمود العالم من ذلك.

آخر لقاء جمع الرجلين زيارة قام بها محمود العالم إلى «العميد» وكانت «لحظة تقترب بنا من النهاية»، حيث لم يمر وقت طويل حتى تُوفي «العميد»، وفي وصف هذا اللقاء قال العالم: «كنت أجلس إليه في بيته، لا أكاد أرى له جسداً، إلا بقية شيء لم يعد يملكه، وإنما يحمله له غيره، ولكنه لا يزال على شموخ حضوره الذاتي وصفائه الروحي ولمعانه الفكري».

وعن «العميد» نقل العالم قوله: «علينا بعلمنا وإنتاجنا وإبداعنا أن نكون أفضل امتداد لماضينا، وأفضل شركاء فاعلين مسهمين إسهاماً إيجابياً في عصرنا».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيفة “الخليج” – 4 كانون الثاني 2023

*************************************************************************************************

«فلسطين خيط الذاكرة» لتيريسا أرانغورين: سياسة إفراغ كل شيء

“فلسطين ملك للعرب مثلما إنكلترا ملك للإنكليز أو فرنسا للفرنسيين. ما يحدث في فلسطين منذ 1948 لا يمكن تبريره بأي قانون أخلاقي أو دولي. يجب أن يوضع حدّ لممارسات الاستيطان، وسياسات الفصل العنصري، وتهجير المدنيين من بيوتهم، وقتل جميع أشكال الثقافة الفلسطينية. إن وقوف العالم صامتاً وساكناً أمام مثل هذا الممارسات لا يمكن أن يفهم إلا تواطؤاً ضد الإنسانية وضد حقوق الإنسان”.

هذا مقطع من كتاب الكاتبة والصحافية الإسبانية تيريسا أرانغورين “فلسطين: خيط الذاكرة”، الذي صدر أول مرّة عام 2002، عن دار نشر “BARATARIA”، لكن نظراً لراهنية الأحداث التي تعصف بغزّة، وما تتعرض له من عدوان إسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول الفائت، قررت دار نشر “كانتارابيا”؛ التي تديرها المستعربة والمترجمة وأستاذة الأدب العربي في “جامعة مدريد المستقلة”، كارمن رويث، إصدار طبعة جديدة من الكتاب.

تكتسب هذه الطبعة أهمية كبرى، خصوصاً في ظل ما تواجهه غزّة من حرب إبادة صهيونية، لما لها من دور هام في دحض السردية الصهيونية المنتشرة، والتي عملت مؤلفة الكتاب، منذ كتبها الأولى المتعلقة بفلسطين، على توضيحها للقارئ الإسباني. فالكاتبة معروفة في الأوساط الثقافية الإسبانية، وهي مختصة في شؤون الشرق الأوسط، ولا سيما القضية الفلسطينية، إذ ليس هذا كتابها الأول عن فلسطين، فلها في هذا السياق العديد من الكتب، منها: “الزيتون المكسور: مشاهد من الاحتلال” (2006)؛ “ذاكرة ضد النسيان” (2015)

تتناول أرانغورين في كتابها الجرائم الإسرائيلية، والدور الذي لعبته بريطانيا، منذ “وعد بلفور” في عام 1917، في تجريد شعب بأكمله من حقوقه في الحرية والملكية والأرض والتاريخ. كما تعرّي الحملات الإعلامية التي يشنها الغرب على المقاومة الفلسطينية، وتضعها في مكانها الصحيح ضمن نضال الشعوب في سبيل الحرية.

وعلى الرغم من الخلفية السياسية والتاريخية التي تضع فيها القارئ، إلا أن الكتاب أيضاً يحتوي على العديد من الشهادات المباشرة والإنسانية التي أخذتها الصحافية بشكل مباشر من فلسطين، في أثناء زياراتها لفلسطين المحتلّة.

وتتعمق صاحبة “الزيتون المكسور” في كتابها بفكرة تجسيد الآخر في الفكر الاستعماري والعنصري، حيث تقول: “إن الآخر بالنسبة للعقلية المستعمرة، لا يتم التعامل معه على أساس إنساني، بل أثبتت التجربة التاريخية، أنه مجرد عنصر من المناظر الطبيعية الغريبة التي يعمل المستعمر على إفراغها بشكل كامل. قد يبزر هذا بشكل واضح إذا ما طبقناه على القضية الفلسطينية، حيث تريد الصهيونية أن تجعل المشهد خالياً. كيف تفعل ذلك: بالتخريب والتدمير والتهجير. إنّها سياسة إفراغ كل شيء: الأرض، والبيوت، والجذور والمدن وحتى اللغة. المقاومة الحقيقة تكمن في عدم السماح بسياسة التفريغ هذه، بل إعادة رسم المشهد كلما عمل المحتل على إفراغه بسياسته الاستيطانية والتوسعية”.

لا شك في أن إصدار هذه الطبعة الجديدة من كتاب من “فلسطين: خيط الذاكرة” يجسد جزءاً من فكرة الكاتبة حول إعادة رسم المشهد، لا سيما في الغرب، من أجل تفنيد البروبغندا الصهيونية، ونقل حقيقة النضال الفلسطيني.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 16 كانون الأول 2023

******************************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

عمر محمد الياس والحركة الشيوعية في الموصل

“عمر محمد الياس والحركة الشيوعية في الموصل 1934- 1960” عنوان كتاب من اعداد وتحقيق أ. د. عبد الفتاح علي بوتاني، تقديم معن عبد القادر مصطفى آل زكريا.

الكتاب يتناول (مذكرات مع نبذة عن تاريخ الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الموصل) عن طريق تناول المسيرة النضالية الباسلة للمناضل الشيوعي البارز عمر الياس الذي عدّ احد الرموز البارزة في التضحية والفداء. وكان المؤلف قد اصدر في العام الماضي كتابه “تاريخ الحزب الشيوعي العراقي في لواء الموصل 1934- 1970”.

*********************************************************************************************

قوة الحضور الرمزي في قصة «الطفل المخطوف» لمحمد خضير

ايمان عبدالحسين

النص الابداعي بنية تمتلك مكوناتها الداخلية تبعاً لرؤية الكاتب، وان كل ما يطرحه فيها لا بد ان يؤكد او يرفض شيئا ما. إن الموضوع حتى وان ظل ضمن إطار عمله في المطلق فان ما يطرحه لا بد ان يتاثر بالظروف المحيطة به بمختلف انواعها التي كانت سائدة في فترة الكتابة، فضلا عن الفكرة التي يحتويها النص فلا يمكن ان تكون مهما توغلت في خيالها وغرائبيتها سوى اشارة يوجهها الكاتب في إطار الرؤية الحقيقة للواقع وان التداخل فيما بينهما وارداً، وان الكاتب حين (يستخدم خياله لا يهرب من الحقيقية بل يلتمس الحقيقة كذلك في الخيال).

في وقفة لنا مع القصة القصيرة المعنونة (الطفل المخطوف) للقاص محمد خضير ومع اطلالتنا الاولى عليها نجد ان القاص قد جعل بؤرة النص وثيمته تفرض نفسها بجلاء اولاً عبر العتبة الاولى وهو العنوان الذي يعد في صلب النص، مبتدئه ومنطلقه، فالعنوان الذي يكون مدخلاً لنص القصة يقوم بالتبئير على مكونات القصة باكملها، وذلك عبر منحى يربط البداية في المحصلة النهائية ضمن مجال دلالي واحد هو ثيمة الخطف والفقدان الذي لم يترك الكاتب لفضول قارئه فسحة بان يتلقى ثيمة غيرها، جاعلاً من بدايتها ومتنها ومنتهاها لا ينحرف عن هذا الجانب.

القصة تمتاز بانفرادها بخصيصة الاقتراب من الواقع والابتعاد عنه في ذات الوقت، فالكاتب يضع قارئه مباشرة في حيز الفعل القصصي داخل الحدث دونما مواربه حتى ان خاتمة القصة لا تجيء بصورة مباغتة وكأن القارىء على موعد مع رؤية الصبي بهكذا صورة تنتهي نهاية سلبية،فهو لا يحاول كسر توقع المتلقي والذي نلمسه بجلاء عبر ما ورد من قول للام الطفل المخطوف ( مضى عام على اختطافه وكلما انقطع املي من عودته رسخ عندي انه صار واحدا منهم سمعت انهم عصابة من الاحداث صغار السن)، وان هذا الصراع الذي يتبأر حول ثيمة الخطف يحاول القاص رصده على امتداد القصة بمختلف حيثياتها، لأن الكاتب يريد ايصال رسالة محددة لذلك نراه لا يريد التوسع اكثر من هذه الثيمة مما ادى الى انعكاسها انعكاساً واضحاً متفرداً على القصة باكملها، جاعلاً من فكرة الخطف فكرة اساسية لا تتداعى وتتقاطع مع افكار اخرى، لا سيما ان القصة قصيرة ايضا لا يتجاوز عدد صفحاتها الصفحتين والنصف.

القاص يحاول الغوص وراء بنى قائمة على ثنائيات ضدية تطرح مواجهة الواقع في شرائحه المتنوعة، ومعاينة تحولاتة لتحقيق بنية مغايرة، وانه باتخاذه هذا الاسلوب الغرائبي يخلق صورة مضادة لواقع حقيقي عبر واقع خيالي يواجه القارىء فيه منذ البدء بشخصية استثنائية وهو السرطان الذي يميل القاص عبره الى تفوق التخيل وتجاوز البعد الواقعي، ولكن ليس على حساب المضمون الذي يطوي رسائل نقدية واضحة، فالخطف الذي هو المحور الاساسي التي تتحرك به القصة والذي هو حاضر بقوة على مفاصل القصة يتعزز عبرها، وان القاص يحاول فيها تقديم صورة مجازية مصغرة عن رؤيته لواقع الحال و اكتناه أبعاده.

 تبعا لهذا نجد ان القصة تتجسد في آليات تعبيرية مختلفة، من حيث التكنيك الفني تنشطر الى نصفين اولهما التكنيك الواقعي بما يحويه من شخوص واقعية متمثلة بشخصية الام والابن المخطوف، وفي ذات الوقت استخدام الخيال وفوق الواقعي عبر الشخصيات المتمثلة بالحيوانات المتمثلة (سراطين الساحل وسلاحفه وحلزوناته)،التي كما قلنا انها تواجه القارىء منذ البدء تأتي شاخصة منذ العناوين الفرعية -1 السرطان يخرج من ثقبه -2-السرطان يخطب في اهل الساحل، و منذ الاستهلال الذي هو منطلق ومدخل اساسي يلي العنوان ويعد رابطاً يشد القارىء اليه ( يطيب للسرطان ان يغادر ثقبه كلما حل نهار مثالي كهذا النهار من صيف المخطوفين) ان عدم ربط القاص قصته بتاريخ محدد جعل هذه القضية تعبر عن رمز معنوي في كل وقت فالخطف والفقدان هي رموز تشير الى كل زمان ومكان ولجوء القاص الى تكرار مفردة الخطف في اكثر من موقع في القصة ناشىء عن عمق الماساة، وكما يبدو ان الغرض من وراء الاستعانة بهكذا نوع من التناول الفنتازي والخيالي هدفه هو(الهروب هو تبيان الضيق وكبت الانفاس والرعب الذي يتميز بها عالمنا الانساني، تكشف الفنتازيا عن الانحطاط وتمعن فيه فهي اداة ليست للتسريه عن النفس والاسترجاع بل لتثبيت المخاوف والخسائر).

هذه الكتابة فوق الواقعية يمارسها الكاتب حينما يشعر بعدم الامان والذي بكثيرٍ من الاقتدار ان الوعي النقدي للقاص محمد خضير يأتي دوما مرتبطاً برؤيته لما يتبدى من حوله فهو الذي يؤكد على اننا(ما دمنا نعيش وما زلنا نعيش زمن الفقدان والنفي والضياع فان الغياب احساس اولي سابق على فاعلية الحضور)، وبهذا ينبغي لنا ان لا ننظر الى الجانبين الخيال / الواقع على انهما طرفي نقيض وعدم امكانية الفصل بينهما اذ ان الترابط بينهما وثيق فان كلاهما استطاع ان يعكس الضوء على ثيمة الخطف والفقدان الذي جاء مشكلا عنصراً مهماً في تحديد رؤية الكاتب الفكريه الى الواقع الذي نستشفه من قوله ان(قصصي حقا قصص افتراضية نهضت من الواقع الشيئي او العيني وفي كتبي كلها شفرة متنقلة شفرة لغوية ذات حمولة رؤيوية).

وان هذه الثيمة التي بدأت تباشيرها منذ البدء تستمر فاعلة على امتداد القصة الذي يكون مطلبها الاساسي الرغبة في ايجاد الصبي المفقود وافتدائه. ان هدف القاص الاساسي اعطاء الاولوية لمعنى الخطف ما جعل عبارة الخطف في قصة قصيرة تتكرر حوالي 17 مرة، فمحاولة البحث عن الطفل المفقود والرغبة في ايجاده ومحاولة افتدائه مطلب اخر يليه في الاهمية (اني على اتم استعداد لافتداء الطفل المخطوف بحياتي وتخليصه من ايدي العصابة التي تحتجزه عندها)، وهكذا نجد محمد خضير في هذا التأويل الذي يجده القارىء من استخدم العناصر الخيالية المتظافرة مع ما هو واقعي والذي يؤكد عليه الكاتب بقوله (ان ننفخ الروح في الطير كما نستطيع ان نحرك دمى الطين ونجعلها تنطق كالبشر)، من اجل التعبير الدرامي اللامباشر عن حالات انية تكون يد الشر هي المسيطرة فيها اما ما سواه فلا تأثير له فدوره سلبي وغير فاعل، فتكون الخيبة من عدم تحقيق الرغبة في الإنعتاق من سلطة الشر واضحة في القصة وذلك عبر الهروب والاحتماء في الثقوب (زمجرت الدراجات على الشارع الساحلي وانطلقت عاوية هادرة ثم انعطفت بالعصابة في درب الطفل المخطوف وعاد السكون الى شاطىء السرطان المتوحد في ثقبه) - (اسرعت السراطين الى ثقوبها، ولاذت الحلزونات بقواقعها وادارت السلاحف دروعها وانسرحت تحت بساط النهر المنكمش بلمسات القمر العصابة العصابة افرغ السرطان محاطه واسرع الى ثقبه) ان مفردة الثقوب وتكرارها هنا يشير رمزياً إلى الكون المحكوم بظاهرة الخوف والرعب من الفقدان والخطف التي ليست وقفاً على الانسان انما يشاركه الحيوان وحتى الجماد التي تنتظم بوجودها الذي يكسر المألوف ليمنح الكاتب امتداداً في الرؤية وكأن نهاية الخوف لا تتم إلا في الخروج من تلك الثقوب لفضاء الحرية لكنها تتحول في القصة رمزا للعزل ومكانا للاحتماء من واقع يحمل معه رائحة القتل ودوي الانفجارات،،وكأن القاص يريد ان يقول ان العنف متواصل ولا يريد ان ينجلي، وان الإستكانة وعدم الرغبة في المقاومة مستمرة في حضرة الشر، فهو تعبير عن الرغبة في تحقيق وانجاز الفعل وعن الاحباط لعدم تحقيقه في النهاية حيث تختبىء السرطانات في ثقوبهاالتماسا للنجاة، وهكذا يعلن الكاتب حضورهذه الثيمة في فلسفة كل الأشياء والكائنات، (ثقوب السماء التي تنطلق منها السمكات الطائرة واسباب انزعاجها وهديرها وتحليقها على رؤوس البشر المحشورين في ثقوبهم ) (وفاجأ السرطان حال خروجه من ثقبه فاتقى الضياء الغامر بذراعيه).

استنادا الى ذلك يمكن القول ان هذه القصة تحمل الكثير من المفارقة بما تمتلكه من قوة الحضور الرمزي الذي بمجرد ما يدخل تلافيف القصة لا بد ان يولد عددا من الدلالات، ولرب متسائل يتساءل انه على الرغم من وضوح وشفافية المضمون الذي تحمله وان الثيمة الاساسية ليست مخفية بين ثنايا القصة انما على سطحها لكننا بالمقابل نجد ان القاص يتعاطى مع هكذا غرائبية، فالقاص من جهة يحاول المباشرة في طرح الموضوع ولكنه في الوقت ذاته يحاول التشويش على القارىء باستخدام اشكالا غرائبية عبر التوغل في مناطق تعبيرية متنوعة واقامة بناء فني يعتمد على البنى الواقعية والخيال الذي (يهرب من الملموس ليختبىء في الرمزي الذي يستعصي عادة على ضوابط العقل ومنطقه).

وليس من المبالغة القول ان اتساع مفهوم الابداع لدى محمد خضيردائما وكما في هذه القصة ما يجعله يسعى دوما الى طرح علاقات انسانية بشكل جديد، ومحاولة النظر الى الواقع برؤية مختلفة والتعبيرعنه بما يتلاءم مع خصوصية القصة،وذلك اما لضرورة ابداعية جمالية اولوظيفة دلالية واسلوبية، ان الخلفية الفكرية لمحمد خضير التي تحققت من خلال التراكم المعرفي من توسع القراءات اي عبرما قرا من مؤلفات اثرت فيه ما جعلت قصصه تنطوي على معان خاصة وافكار متنوعة وايضا بناء ما تقتضيه تجربته الحياتية ورؤيته للاشياء، وربما ايضاً ايماناً من الكاتب من ان التعددية في التناول لا تضعف النص انما تقويه كما انه يؤمن من ان توظيف الغرائبية دلاليا ًقصد زحزحة المألوف والمعتاد والتعبير عن حاجة مطلوبة لمجاوزة للاطر التقليدية في الكتابة هو من اجل اثارة قارئه ومحاولة استفزازه للقراءة بما يخدم التواصل، ربما اسهمت هذه مجتمعة في هذا التنوع والجدة وربما لهذه الاسباب صعب تحييد رؤيته ضمن اتجاه بعينه، فهو الذي قطع اشواطا كبيرة من الابداع ومن العمر ووصل الى حقيقة بأن عليه ارتياد جوانب اخرى بارتياد عوالم من الاغتراب والفنتازيا وفي ارتياده الحقول المعرفية المتنوعة التي تمنحه غنى النص ومثل هذا التصدير يتكرر في اعماله فهو الذي يعلن (ان الشعور بالسفر والهجرة الى الاطراف هو ما ينبغي للكاتب الواقعي يفعله في نهاية العمر)، وهو الذي يعلن عن رغبته ايضا في محاولة الافراغ تماما من ميراث المراحل الواقعية الاولى التي تدفعه و تفسر أهمية الاستعانة بالغرائبية والتعويل عليها واستشف من ذلك من قول الكاتب (اعمالي الاخيرة سبيكة من الانظمة السردية والشعرية والفكرية المختلطة احاول الا تفوتني فرص لاثبات ان الشكل السردي يتسع لتفاعلات او تموجات او براهين عديدة).

***************************************************************************************

مَنْ لا يموتُ حينَ يَموتُ

طه الزرباطي

حينَ أعودُ

ولا أرانِيْ

أفتَقِدُكِ

أجنَحُ للسلامِ مع ذاكِرَتِي

أفتَحُ إسارِ اللّيْلِ عنْ شَعْرِكِ

أرْفَعُ الشواطئَ عن عَينيكِ

أفتَحُ الطلاسِمَ من ابتسامتِكِ

أرفعُ الجليدَ من أطرافِ أنامِلِكِ

باشتِعالي مَعْبَدَ عِشْقٍ

للغُرباءِ العاشِقينِ ..

حِينَ أعودُ ؛

أجِدُ قبرَ الصَمتِ مُنتَظِرَاً

وجُثَةُ حِيرَتِي مُسجاةً

أقرأُ آخِرَ نَصٍّ في عَتَبِ المَوْجِ

غَنَجاً لِضِفافِ الحُلُمِ

في هَدأةِ البحرِ أذوبُ

قصيدةُ تفعيلَةٍ ،

أو منثوراً كوجَعِ الريحِ بما يَحْمِلُ

صمتَاً لا يُشبِهُ الصَمتَ

أمنحُ الموجَ ما حَمِلْتُ من دُرَرِي

أعودُ اليَّ

أفتَحُ البابَ

بَحرٌ يَطرِقُ

صمتٌ يفتَحُ

أشربُ البحرَ ...

لا أثملُ

يَسألُنِي كيفَ ؟

لابُدَّ أنهُم جرَبُوهُ على أصدقائِهم المُقربينَ

قبلَ أنْ يكتَشِفوا الموتَ القابِعَ فيهِ

رُبما جربوا السُمَّ مراتٍ حتى تأكدوا تماما

سِرَّ الموتَ الهادئِ ...

الموتَ الحَبيبَ

حتى طوَّرَ الانسانُ سُميتَهُ بِنجاحٍ عَظيمٍ

هلْ أنَّ (بروتوس) أكثرُ الخائنينَ خِيانَةً

وهلْ تركتْ السياسةُ درباً غيرَ مُكتَشَفٍ

للخياناتِ

حتى حينَ لا أُحِبُكِ

أُحِبُكِ ...

الحُبُّ لا يُنفى

قدْ يتحوَّلُ غَضَبَاً عَنيدَاً

ثورةً مَجْنونَةً

ضَجيجاً صاخِباً

لكِنَهُ يبقى حُبَاً ...

حتى لو أحتَضَرَ مرّاتٍ...

بِسُمِّكَ القابِعِ فيكَ

حينَ يَكسِبُ حُريتهُ صُدفةً

يَحومُ البُلبُلُ حولَ قَفَصِهِ

يَرى الشفاهَ التي التقطَ مِنْها بَقايا طعامَهِ

وطنَهُ الأوَلَ

والأكتافَ التي رقصَ فوقَها بِغَنَجٍ

وغَرَّدَ

وغنَّى

وذَرَقَ مُستمتِعاً

عُشَهُ الحَميمَ ...

الحُريَّةٌ إحساسٌ فائقٌ بالتكوينِ

حاجةُ الحاجاتِ

والعِبادةُ الأولى

السياحَةُ الأخطرُ في البحثِ عَنْكَ فيكَ

جُزْءٌ مِنْكَ طارَ مع بُلبلكَ

وأجزاءٌ نَسيتَها على شهقاتِ قُبَلِكَ

أينما صُعِقْتَ ...

أينما سكَبْتَ روحَكَ في دِنِّها

وشَرِبتَها

وشَرِبَتْكَ

و( تثامَلْتُما )

وتَبَعثرتُما في بَعضِكُما

حتى صَعُبَ عليكما

أن تعودا مُتَكامِليْنِ

مُنْفَصِلَيْنِ

كائنينِ تامَيْنِ

هُناكَ تناقضٌ مَحْضٌ

تَرَكتُ فيكَ من يَقتَفيكَ

وتركتِ فيَّ ما يُبقيني مُشتعِلاً

كَنارٍ أبديةٍ

هُناكَ تناقِضٌ مَحْضٌ في اللعبَةِ

اكتَشِفني فيكَ

وأعِدْنِي اليَّ

لحظاتِ عِشقٍ

لو استطعْتَ

حينَ أعودُ ولا أركَ فيَّ

أشِكُ في المَرايا

أشِكُ في ذاكِرَةِ اللحظاتِ

أشِكُ في تَسلسُلِ الحِكاياتِ

في الرِّواةِ

في لُعبَةِ السَرْدِ

أشكُ في صَحْوي

أشكُّ في آخرِ قَطرةِ من الخَمرةِ

ارتَشفتُها من كأسِ هواكِ

عطَشاً أزلياً

عِصْيانَاً

كيفَ يموتُ أذن؟

منْ لا يموتُ

***************************************************************************************

قصص قصيرة جداً

هيثم بهنام بردى

ذكريات

في هدأة الهجيع الأخير من الليل استيقظ الكهل من نومه وأشعل عود ثقاب ونظر إلى الجسد الهرم الممدد بجانبه، همس.

-إيه، أيتها العجوز لقد غربت شمسنا.

-ماذا تقول أيها المخرف؟

فقال لنفسه دهشاً.

-إنها مستيقظة!

ثم رشقها بنظرة عاتبة وأسر لنفسه.

-مات كل شيء إلاّ اللسان.

ومن النافذة المقابلة للسرير تسللت خيوط فضية لفجر جديد فتمتم.

-إيه، لم يبق سوى اجترار الذكريات البعيدة.

وبتوالي اللحظات تعالى شخيره ليغمر سماء الغرفة.

الشقوق

على امتداد أفقي للبصر، وفي مواجهة عيني العجوز المستكينة على كرسيها الممدد على أرض الحقل المعشوشبة، بان جسدان فتيان لشاب غض يرتدي سروال (كاوبوي) عتيق، وفتاة بضة الوجه، وهما جالسان تحت فئ شجرة أثل عملاقة… غضت العجوز أطراف أهدابها ورأت الشناشيل المشرعة بوجه السماء، والستائر التي تفصل بين أبواب البيوت وجو الأزقة المزدانة بصخب الأطفال وصراخ الباعة… كانت كلما تنتهز فرصة خلو الغرفة من العائلة تنسل بخفة نحو النافذة، ترفع الستارة وتبصبص بعيون حذره، ولما تراه بوقفته في رأس الزقاق وهو يرتدي (صايته) البيضاء و (دميره) المقلم وطاقيته الصوفية، وكان ثمة تيار لذيذ يسري في حناياها وتتصور نفسها بملابس العروس، وهو بفتوته يقفل باب الغرفة ويستدير، يواجهها بعيون خجلى ويتقدم منها بتوجس فيما تغض هي أطرافها، يمد أصابعه برفق ويزيح البرقع عن وجهها و… تناهى إلى سمعها ضحكة رقيقة فعادت إلى نفسها وتلفتت نحو الشجرة فوجدتهما،.. الشاب منكب على وجه الفتاة، والفتاة تنصت بفرح وتبتسم بين الفينة والفينة، صرخت.

-أنتما.... ألا تخجلان؟!.

يبدو أنهما لم يسمعاها فضحك الشاب وأمالت الفتاة رأسها مغطية النصف الأيمن من وجهه، فيما انتاب العجوز شعور أرض خدش العطش جسدها وأحالها إلى شقوق مفتوحة الأشداق.

العاصفة

مثل عاصفة هوجاء دخل المقهى، نظرت إليه بدهشة، وجه تجاوز العقد الخامس بلحية كثة بيضاء، يرتدي معطفاً مطرياً مسربلاً حتى أسفل الركبة، يرتكز في مشيته على عصا غليظة ملساء، تفرس في الأرجاء ثم انزوى على مقعد قريب مني.

كان يدخن بشراهة، يمص الفلتر الأحمر ويكّز على حوافه بأسنانه النضيدة ويحملق بقسوة في الأوراق الملقاة أمامه على الطاولة، سأله النادل.

-قهوة مرة.

قال ذلك من دون أن ينظر إليه، وبين الفينة وأختها ينظر عبر الزجاج إلى واجهة السينما المزدانة بالنيون ثم يمسك القلم ويكتب.

-غريب أمر هذا الرجل.

همست لنفسي وأنا أراه يلقي قلمه فوق أوراقه بعصبية ظاهرة، وحين وافاه النادل بالقهوة طفق يراقب البخار المتصاعد أمام وجهه، وبغتة تناول القلم ووضعه في جيبه ثم حمل عصاته وخرج.

قمت وخطوت نحو طاولته وجلست مكانه… أوراق بيضاء، وأخرى تقتحمها دوائر مغلقة، وثالثة تنوء بكلمات مبعثرة لا يربطها رابط، وفنجان قهوة لم يمس بعد.

**************************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

في كربلاء.. عبد المنعم الأعسم يحاضر عن الإعلام ومستجداته

كربلاء – سلام القريني

ضيّف مركز “باهرون” للثقافة والفنون في كربلاء، أخيرا، الكاتب والصحفي عبد المنعم الأعسم، الذي تحدث حول “الإعلام ومستجداته – واقعه وتجلياته”، بحضور جمع من المثقفين والإعلاميين.

الجلسة التي احتضنتها قاعة “مقهى بن رضا علوان” في مركز المحافظة، أدارها منسق التيار الاجتماعي الديمقراطي في كربلاء عبد الجبار العلي، الذي قدم، باختصار، سيرة الضيف الذاتية، وسيرته المهنية الممتدة الى أكثر من نصف قرن، مبينا أن الأعسم، وبعد أن ترك وظيفته كمعلم في أحدى مدارس كركوك، تفرغ إلى العملين الصحفي والحزبي، وأن طريقه لم يكن خاليا من الصعوبات والتحديات، التي أقساها الملاحقة الأمنية، والسجن في “نكرة السلمان”، وبعده العيش في المنفى.

وتابع قائلا أن الأعسم نال شهادة الماجستير، وأصدر عددا من المؤلفات. وبعد التغيير عاد إلى الوطن وسخّر تجربته وخبرته للمساهمة في بناء دولة المواطنة المنشودة.

بعدها، تحدث الإعلامي صالح الحمداني عن مساهمات الأعسم في شبكة الإعلام العراقي، ورئاسته جريدة “الصباح”، مبينا أن الضيف تميّز في عموده الصحفي الشهير “جملة مفيدة”.

وفي معرض حديثه، قدم الأعسم نبذة تاريخية عن وثيقة العهد الدولي التي جرى التوقيع عليها عام 1965، والتي تعرضت إلى عشرات الخروقات في العراق، مبينا أن هذه الوثيقة تتضمن 53 مادة تعد أساسا للعمل المهني وتدعم النضال من اجل الحرية والعدل والسلام في العالم.

ثم كشف النقاب عن العديد من القضايا التي تتعلق بحل وزارة الثقافة بعد التغيير 2003 من قبل إدارة الاحتلال، مشيرا إلى ان هذا القرار الخطير صادقت عليه شخصيات إعلامية عراقية كانت في الخارج.

وتابع قائلا أن “الخطوة المهمة التي واجهتنا في تلك اللحظة، هي البحث عن البديل والوجهة العامة. فصار التوجه نحو هيئة الاعلام والاتصالات التي هيمنت عليها قوى الإسلام السياسي، وصارت المحاصصة الطائفية نهجا ثابتا لها”.

وفي هذا الخصوص، تحدث الأعسم عن تجربته في إدارة جريدة “الصباح”، والتي لم تدم طويلا “إذ لم ترق كتاباتي في ما يتعلق بالحركة الاحتجاجية ودعمها، لفرسان العملية السياسية. والحقيقة انهم أرادوا ان انحني لهم كما انحنى آخرون، لذا قدمت استقالتي”.

وأشار الضيف إلى الدور الكبير الذي لعبته منصة التواصل الاجتماعي والفاعلون من شباب حركة الاحتجاج، والذي لم يسقط فقط حكومة عادل عبد المهدي، بل انه زلزل النظام السياسي برمته، عندها صعد للبرلمان نواب لم يملكوا غير تلك المنصات، لذلك انتبهوا وحركوا جيوشهم الالكترونية.

ولفت إلى أن “العالم يتغير بسرعة مطردة، خصوصا بعد دخول الذكاء الاصطناعي وآليات أخرى للتصور تضعنا امام منعطفات جديدة لا بد من مواكبتها”.

وشهدت الجلسة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، بضمنهم الآنسة زينب عامر ود. حسن رياض وخليل الشافعي والقاص سلام القريني.

وفي الختام، قدم مدير مركز “باهرون” محسن الذهبي، لوح إبداع إلى الكاتب والصحفي عبد المنعم الأعسم.

*******************************************************************************************

يوميات

  • يضيّف منتدى «بيتنا الثقافي» في بغداد، بعد غد السبت، الحقوقي محمد السلامي ليلقي محاضرة بعنوان “شرعية العقوبات الدولية خارج نصوص ميثاق الامم المتحدة”.

تبدأ المحاضرة عند الساعة ١١ ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

  • يضيّف نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، بعد غد السبت، الشاعر كريم شغيدل، احتفاء بتجربته الشعرية.

وسيوقّع الضيف خلال جلسة الاحتفاء التي من المقرر أن يديرها الشاعر منذر عبد الحر، مجموعته الشعرية «الأسلاف الخونة»، وسيقرأ منتخبات من قصائده. فيما سيقدم عدد من الأدباء مداخلات نقدية حول تجربته.

تبدأ الجلسة عند الساعة 11 ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

************************************************************************************

60 فنانا عراقيا من الداخل والخارج جمعية التشكيليين تقيم معرض الرسم السنوي

متابعة – طريق الشعب

أقامت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، السبت الماضي، معرضها السنوي للرسم 2024، بمشاركة 60 فناناً عراقياً من داخل البلاد وخارجها.

وحضر افتتاح المعرض الذي أقيم على قاعة الجمعية في المنصور، والذي يستمر حتى يوم 15 شباط، جمهور من الفنانين والمثقفين والإعلاميين.

وفي حديث صحفي، قال مدير إدارة الجمعية صباح الحمد، أن “هذا المعرض يعد من أهم الفعاليات التي تقيمها الجمعية سنوياً، إضافة إلى كونه أهم معرض تشكيلي متخصص يقام على مستوى العراق”.

وبيّن أن “لكل فنان أسلوبه الخاص وتجربته الشخصية، وهذا التنوع كان جليا في أعمال المعرض”، مشيرا إلى أن “كل الفنانين المشاركين، من المحترفين”.

من جانبه، قال التشكيلي بسام ضياء، أحد المشاركين في المعرض، أنه “لا يوجد دعم مادي للفنان. وأنا لا أبيع لوحاتي، لكوني أعتبرها مثل بناتي”، مبينا أنه قدم في المعرض عملا يجسد حضارة وادي الرافدين. حيث رسم ملكا آشوريا وشخصا غريبا ينظر إليه بإعجاب.

فيما قال الفنان المغترب جبر علوان، أن “هذه أول مرة أزور فيها معرض الرسم الذي تقيمه الجمعية. وقد وجدت بعض الأعمال رائعة”، قائلا في حديث صحفي: “لا زلت أعتقد أن الفنان التشكيلي العراقي مهم، ولا بد أن يكون من أهم الفنانين في المنطقة العربية. وعندما يرى الشخص مثل هذا المعرض يجب أن يشعر بالفخر”.

بدورها قالت الفنانة هدى أسعد، أنها تشارك في هذا المعرض سنويا. فيما تحدثت عن عملها الذي عرضته، والذي جسد جذع شجرة وفق أسلوب التجريبية التعبيرية.

إلى ذلك، تحدث الفنان ستار لقمان عن موضوع لوحته التي عرضها في المعرض، مبينا أن العمل إنساني يتحدث عن العاطفة بين المرأة والرجل وعن المفارقات التي تحدث بينهما، مشيرا إلى ان عمله يحمل طابعا حزينا، وأنه أنجزه بالمزج بين الأسلوبين الواقعي والتعبيري.  

 

********************************************************************************************

علي الفواز عن «مهرجان المربد»: المثقفون سيكملون احتفالات البصرة بـ «خليجي 25»

البصرة – عبد السادة البصري

قال رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وعضو اللجنة العليا لـ “مهرجان المربد الشعري” الـ35، الناقد علي حسن الفواز، أن للمربد الجديد نكهة خاصة، تكشف عن حيوية الإعداد الكبير من قبل لجان متخصصة. فالتخصيصات المالية المدعومة من رئيس مجلس الوزراء ومحافظ البصرة، ستوفر للمهرجان اياما ثقافية من 7 إلى 10 شباط، حافلة بجماليات الشعر وبحيوية الاحتفاء الثقافي، ليُكمل بها المثقفون احتفالات مدينة البصرة بـ (خليجي 25)”.

وأضاف الفواز في حديث للجنة الاعلامية للمهرجان: “أحسب أن فكرة الاحتفاء جزء فاعل وحقيقي في مجال الصناعة الثقافية، وفي اهميتها لتمثيل حيوية المكان الثقافي البصري العراقي، ولهوية المدينة التاريخية، وبمشاركة كبيرة من المثقفين العرب والعراقيين في احياء اليوميات الشعرية والنقدية. حيث سيشارك في المهرجان اكثر من مائة شاعر وناقد وباحث من العرب، ومن عراقيي المهجر، فضلا عن العشرات من شعراء الوطن. وستكون هناك مساحات شعرية جديدة للالقاء الشعري”.

وعن المحور النقدي قال: “سيشارك 30 ناقدا وباحثا في المحاور النقدية الأربعة: محور احمد مطر/ الشاعر الذي سيحمل المهرجان اسمه، ومحور قصيدة النثر- اسئلتها ومتغيراتها، ومحور العلاقة بين السلطة والثقافي، ومحور الشعر وعالم الرقميات. وهي محاور اشكالية ومثيرة للجدل”.

وتابع قائلا: “ستكون هناك فعاليات فنية تتخلل أيام المهرجان، منها أوبريت غنائي، وحفل غنائي للفنانة بيدر البصري، فضلاً عن إقامة معارض تشكيلية وفعاليات موسيقية، مع فقرات فنية أخرى”.

****************************************************************************************

أدباء ديالى يستذكرون المخرج الراحل ثامر الزيدي

بعقوبة – طريق الشعب

نظم اتحاد الأدباء والكتاب في ديالى، أخيرا، جلسة استذكار للمخرج والفنان المسرحي الراحل ثامر الزيدي، ابن مدينة بعقوبة، وذلك في مناسبة مرور عام على رحيله.

وحضر الجلسة التي احتضنها مقر الاتحاد، جمع من الأدباء والمثقفين والفنانين، إلى جانب وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى.

وقد أدار الجلسة الكتبي كريم الدهلكي، واستهلها داعيا الحاضرين للوقوف دقيقة صمت إكراما للفقيد، الذي قدم أعمالا تنويرية كثيرة.

بعد ذلك، دعا الدهلكي شقيق الزيدي والأستاذ سالم الزيدي والأستاذ رائف، كي يتحدثوا عن الفقيد. وقد أسهب الزيدي بالحديث عن أعمال الفقيد المسرحية فضلا عن أعماله في مجال الرسوم المتحركة للأطفال، مبينا أن الفقيد أضاف للمسرح البعقوبي الكثير، وأخرج من بين ما أخرجه مسرحية “حكايات الناس”، وتمثيلية “العقدة”، ومسرحية “المهاجرون”.

وتابع أن الزيدي غادر العراق ابان تسعينيات القرن الماضي، وأقام في دولة المجر حتى وفاته. 

*****************************************************************************************

اصدار

عدد جديد من «النصير الشيوعي»

عن رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، صدر العدد (19) شباط 2024 من جريدة “النصير الشيوعي”.

ضم العدد بيانا صادرا عن اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في مناسبة يوم النصير الشيوعي 18 شباط، إضافة إلى كتابات عن مسيرة الحركة الانصارية وعن مواقف وبطولات العديد من الأنصار الشهداء والأحياء.

جاء العدد في 18 صفحة ملوّنة. 

 

***************************************************************************************

أما بعد ... جواد بشارة العارف بشتى المعارف

منى سعيد

بجهد حثيث وبإخلاص وتفان عكف الفنان والكاتب العراقي المغترب الدكتور جواد بشارة على تأليف وترجمة أكثر من 41 كتابا في شتى صنوف المعرفة، بتبحر الموسوعي العارف المتيقن من معلوماته، رغم عدم تخصصه في بعض المجالات العلمية البحثية الصرفة مثل الفيزياء، الأمر الذي يجعلنا نشبهه بعلماء العرب القدامى المعروفين، ممن جمعوا أكثر من اختصاص وألفوا فيها أبحاثا وكتبا.

يتمتع بشارة بخلق العلماء من تواضع جم وكرم سخي ونبل جميل، ومن كرمه تجشمه مثلا عناء إلقاء محاضرة أخيرا في قاعة “بيتنا الثقافي” بعنوان “ التجريب في السينما” لمدة ساعتين، رغم إصابته بانفلونزا شديدة وتعكر صفاء صوته، حيث أصرَّ على الالتزام بالموعد مُصرّحا: “ قررت المجيء حتى لو حُملت على نقّالة”.

هكذا هي أخلاق العلماء، سيما حين نتعرف على بعض من سيرته الذاتية التي تذكر انه حاصل على دبلوم اللغة والحضارة الفرنسيتين عام 1975، وعلى الماجستير في الإخراج السينمائي من جامعة السوربون، ودبلوم دراسات معمقة في النشاطات الإعلامية والسمعية والبصرية، والدكتوراه في السينما، وأخرى في الأدب الفرنسي . كتب ونشر ما يزيد عن خمسة آلاف دراسة وبحث ومقالة بين تأليف وترجمة، في مختلف المجالات الفنية والأدبية والاقتصادية والسياسية والإستراتيجية والعسكرية. وسينمائيا أنتج العديد من الأفلام القصيرة ونظَّم دورات سينمائية للشباب، فضلا عن تأسيسه شركة للإنتاج السينمائي باسم “أفلام عشتار”، فضلا عن عمله في الصحافة وفي الأدب وتأسيسه دارا للنشر باسم “بابلونيا”.

ذكر بشارة في محاضرته “التجريب في السينما” أن التجريب بدأ مع بداية نشوء السينما مثل تجريب أية ظاهرة جديدة في العالم، وأن له لغة وجمهور خاصين، معتمدا أساليب غير مألوفة في طرح الأفكار، كأن يعمل “كولاج” على شريط خام مستخدما قصاصات مهملة، معيدا إياها بطريقة فنية لا تحمل بالضرورة موضوعا أو قصة ما.. ومن أشهر تلك الأفلام فيلم طويل للمخرج جورج لوكاس بعنوان “25 ساعة”، استغرق عرضه فعليا 25 ساعة ولم يكن سوى عرض لشخص نائم طوال الوقت، وفيلم قصير جدا آخر لم يستغرق عرضه سوى جزء من الثانية للقطة واحدة تظهر وتختفي بسرعة.

في فرنسا حيث درس بشارة بدأت السينما تجريبية ثم كلاسيكية، ثم اتخذت مسارات وعناوين مختلفة منها الطليعية والمتكاملة، وكلها تعرض موضوعات نقدية تمس المجتمع، تُعرض في صالات للفن والتجربة في عروض خاصة كما في الحي اللاتيني الباريسي..

هذا النمط السينمائي كما غيره يشبّهه الدكتور بشارة بالدين الجديد، له مليارات المتابعين الذين يغذي ثقافاتهم وأرواحهم، وهو نتاج ثقافي وفكري على مستوى رفيع من المعاني الإنسانية العميقة المتمردة، التي تخاطب الناس بحرفية عالية.

محاضرة الدكتور بشارة كانت تنويرية تثقيفية غاية في الأهمية، تمنيت لو تقدم مرات على منصات جامعاتنا العراقية وكلياتها، وقد غزت أغلبها المعلومات الروتينية المكررة من دون آفاق مبتكرة جديدة.