الصفحة الأولى

على طريق الشعب.. في ذكرى انقلاب 8 شباط الاسود.. كي لا تتكرر المأساة

في مثل هذا اليوم قبل 61 عاماً، نجحت قطعان من الذئاب البعثية والشوفينية، مستندة الى تحالف بغيض من بقايا الإقطاعيين والكومبرادور والبرجوازية العقارية والبيروقراطية العسكرية المشبعة بالفكر الرجعي والشوفيني، وبدعم وتمويل من الغرب الإستعماري، في اسقاط حكومة ثورة 14 تموز والسيطرة على السلطة، وتحطيم ما تحقق من إنجازات على صعيد الإستقلال السياسي والبناء الاقتصادي–الاجتماعي وضمان الحريات والعدالة الاجتماعية، وفي اغراق البلاد بحمامات دم راح ضحيتها الآلاف من خيرة ابناء شعبنا عربا وكردا وتركمانا وكلدو آشوريين، شيوعيين ووطنيين ديمقراطيين وتقدميين، وفي طليعتهم قادة حزبنا الأماجد سلام عادل وجمال الحيدري ومحمد صالح العبلي وحسن عوينة ونافع يونس ومحمد حسين أبو العيس وعبد الرحيم شريف وجورج تلو، وغيرهم الآلاف من كوادر الحزب واعضائه، ممن أبوا الا أن يفتدوا العراق بأرواحهم وأن يُّبقوا راية الحزب والشعب خفاقة على الدوام.

وبقيت أحداث الإنقلاب المشؤوم وتفاصيله محط شجب وادانة متواصلين من العراقيين وكل المدافعين عن الحرية والعدالة في العالم، وتحولت ذكراه الى فرصة مهمة للتعرف على دروسه والعبر التي تستقى منه، وأبرزها ما يختزنه شعبنا من طاقات ثورية، اشرق الكثير منها في المآثر التي إجترحها مقاومو المذبحة، وفي صمودهم بوجه أبشع أشكال القمع والتعذيب الوحشيين، وتمسكهم بالقيم التي حددت مسارهم الكفاحي المجيد.

كما أشارت تلك الدروس الى اهمية ادراك المخاطر التي ستحيق بالعراقيين، إذا ما مُزقت هويتهم الوطنية الجامعة وهُددت وحدتهم، واذا ما سُلبت ثروات وخيرات وطنهم وغابت العدالة عن توزيعها، وفي حال جرى التهاون مع أي إنتهاك لقيم الحرية والديمقراطية وشُوهّت مؤسساتها واضعفت قوة القانون وهيبة الدولة، وأفرغ التبادل السلمي للسلطة من محتواه الحقيقي.  

كذلك بيّنت دروس شباط الأسود والسنون التي تلته، العوامل التي مكنت البغاة وأسيادهم المستعمرين من النجاح، وفي الصميم منها غياب وحدة قوى الشعب، والفشل في تطهير أجهزة الدولة من الفساد والفاسدين، وانفلات السلاح وعدم حصره بيد الدولة، وغياب مبدأ تكافؤ الفرص في كل مجالات الحياة.

ونحن إذ نستذكر مأساة شباط الأسود، وننحني تمجيداً لشهدائها، ونؤكد على التمسك بكل الأهداف الوطنية والطبقية التي ضحوا من أجلها، نعاهد شعبنا على مواصلة الكفاح من أجل تغيير موازين القوى لصالحه، وتحقيق التغيير الشامل وصيانة استقلال البلاد وإخراجها من الأزمة الشاملة التي تعيشها في ظل منظومة المحاصصة، ومن أجل إقامة نظام ديمقراطي إتحادي يطلق إستراتيجيات تنموية ويكافح الفساد والفقر والبطالة والأمية ونزعات العنف، ويحقق العدالة الاجتماعية.

وبديهي أن يتطلب ذلك تحركاً جاداً ودؤوباً من قوى شعبنا التي يهمها انقاذ الوطن مما هو فيه، وأن تعمل على تعزيز العمل الوطني والديمقراطي، وبلورة معارضة  مدنية - ديمقراطية  وشعبية واسعة  لمنهج الحكم الحالي، ولمنظومة المحاصصة والفساد ونهجها، ولفتح الآفاق للسير على طريق التغيير الشامل وبناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة.

وفي هذه المناسبة نجدد، ومعنا كل الخيّرين من بنات وأبناء شعبنا، مطالبة الدولة العراقية، بسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، بإنصاف ضحايا 8 شباط، ورد الإعتبار القانوني والمعنوي لهم، وطرح سيرهم العطرة وبطولاتهم في الإعلام والمناهج المدرسية، لتتعلم الأجيال الشابة كيف إجترح أولئك البواسل مأثرة التصدي للفاشست، وكيف كانت أرواحهم ثمناً لنضال أسفر عن تخليص العراق من الطغاة في ما بعد.

لنهر الدمِ و الدموعِ اللذين روَيا ترابَ بلادنا.. نقول مجداُ وسلاما. للشهداء، إذ يشكلون للعراقِ ظلاً ونخيلاً، نقول مجدا وسلاما.

والخزي والعار للقتلة والمجرمين الطغاة، والظفر لأهداف شعبنا في الحرية والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.

*********************************************************************************************

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي تعقد اجتماعها الدوري

عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي اجتماعها الدوري الاعتيادي، يومي الخميس والجمعة 1-2 شباط 2024 في بغداد، وبحث الاجتماع أبرز مستجدات الوضع السياسي، ونتائج انتخابات مجالس المحافظات ومشاركة حزبنا فيها، والتطورات الجارية في المنطقة ومنها استمرار حرب الإبادة على غزة من قبل الكيان الصهيوني المحتل، وتداعياتها على المستوى الدولي والإقليمي وعلى الوضع الداخلي في العراق.

وأولى الاجتماع اهتماما خاصا لتقييم نتائج انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة وعدم حصول الحزب على تمثيل في مجالس المحافظات التي أنتجت هيمنة ذات القوى السياسية على المشهد السياسي نتيجة استخدامها للمال السياسي وشراء الذمم وتوظيف أجهزة الدولة مؤسساتها لصالح قوائم القوى المتنفذة، وعدم تطبيق قانون الأحزاب، ودور الجماعات المسلحة والخطاب الطائفي في الدعاية الانتخابية وغيرها من العوامل الموضوعية التي مكنتها من السيطرة على مجالس المحافظات، كما توقف الاجتماع عند الأسباب الذاتية وعمل وأداء هيئات الحزب القيادية وعموم منظمات الحزب.

وأكد الاجتماع على أن الأزمة البنيوية الراهنة التي تواجهها البلاد لا يمكن أن تحل إلا من خلال مشروع التغيير الشامل الذي يعمل الحزب على تحقيقه عبر تشكيل أوسع اصطفاف سياسي وشعبي، وتقوية الحراك الجماهيري المتعدد الأشكال ليكون القوة المعول عليها في الخلاص من منظومة المحاصصة والطائفية السياسية والفساد وبناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية، كما توقف الاجتماع عند تحالفات الحزب السياسية والانتخابية مؤكدا ضرورتها مع إجراء مراجعة تقييمية لها بغية استخلاص الدروس من أجل ترصينها وتعزيز مقومات استمرارها وتطورها.

وأكد اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي معارضته لمنظومة المحاصصة والفساد وللسلاح المنفلت ولنهج الليبرالية الجديدة الذي تقوم عليه سياساتها في المجال الاقتصادي والتي أثبتت عجزها عن معالجة أسباب الفقر وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والحياتية والخدمية للمواطنين، حيث الأغلبية الواسعة من أبناء شعبنا التي تعاني من أوضاع في غاية الصعوبة والتعقيد.

واتخذ الاجتماع جملة من القرارات التي من شأنها الارتقاء بعمل الحزب ودوره في الحياة السياسية وتقوية التنظيم الحزبي ونشاطه على الصعيد الجماهيري وتبني مطالب المواطنين والدفاع عنها والاستفادة القصوى من دروس وعبر التقييم الشامل لمشاركة الحزب في انتخابات مجالس المحافظات في تطوير عمل ونشاط الحزب ومنظماته على مختلف الصعد.

وتابع الاجتماع ايضاً التحضيرات لاحياء الذكرى الـ 90 لميلاد الحزب ودعا منظماته إلى إقامة الأنشطة الواسعة التي تليق بهذه المناسبة العزيزة على قلوب الشيوعيين وأصدقائهم وغيرهم من الوطنيين والديمقراطيين في عموم العراق.

وفي ختام الاجتماع وبروح شيوعية معهودة جرى تجديد انتخاب سكرتير اللجنة المركزية ونائبه وانتخاب المكتب السياسي. وستصدر اللجنة المركزية للحزب بلاغاً سياسياً ضافياً في وقت لاحق عن نتائج الاجتماع.

المركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي

بغداد 4-2-2024

*********************************************************************************************

راصد الطريق.. لا نزال ننتظر الجواب الشافي!

صدر عن مجلس الخدمة الاتحادي رد غير مباشر على رصدنا المنشور في هذا المكان من عدد جريدتنا الصادر يوم الخميس الماضي، الأول من شباط، تحت عنوان «مجلس الخدمة.. أين سينتهي؟!».

وكنا أشرنا في رصدنا المذكور إلى محاولة تقزيم دور مجلس الخدمة الاتحادي، وقصره على تعيين حملة الشهادات العليا والأوائل من الخريجين، فيما يجري غض النظر عن مئات ألوف العقود التي تُبرمها المحافظات وفقًا لأهواء المتنفذين، ليثبّت أصحابها لاحقا على الملاك الدائم بعيدا عن المجلس. وقد رد المجلس عبر وكالة الأنباء الرسمية نافيا أن «يكون اهتمام المجلس فقط بأصحاب الشهادات العليا والطلبة الأوائل» ومشيرًا إلى أنه «في أكثر من مناسبة قدم رؤى ومقترحات للسلطات التشريعية والتنفيذية بشأن مختلف الاختصاصات من حملة شهادتي البكالوريوس والدبلوم».

حَسَنٌ أن تسعى مؤسسات الدولة للرد على ما يُطرح عبر وسائل الإعلام من ملاحظات واستفهامات وتشخيصات لأوجه خلل، لكن يتوجب أن يكون الرد ناجعًا وبعيدًا عن إسقاط الفرض. والمجلس لم يرِدْ على استفسارنا الأساسي عن سبب عدم مرور العقود المذكورة عبر المجلس. أم أن المجلس لا إجابة عنده على ذلك؟ ومتى تُطلق يده؟

**************************************************************************************

الصفحة الثانية

الحكومة تحدد موعداً جديداً لإغلاق مخيمات النازحين

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين ومسؤول فروع الوزارة، علي عباس، تأجيل موعد اغلاق مخيمات النازحين الى تموز المقبل.

وقال عباس أنهم سوف يجتمعون مع الجهات المعنية في وزارة داخلية إقليم كردستان لبحث آليات إغلاق مخيمات النازحين واحتياجات النازحين المقيمين في المخيمات وتأمين الخدمات لهم خلال فترة بقائهم في المخيمات.

وأشار المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين إلى أنه لغرض إتمام الإجراءات والتمهيد التام لعودة النازحين إلى ديارهم، تم تأجيل موعد إغلاق المخيمات شهراً آخر، وسيتعين إغلاق المخيمات في إقليم كردستان بحلول 30 تموز من هذه السنة.

يذكر أن مجلس الوزراء قرر في جلسته المنعقدة في 2 من كانون الثاني 2024، تأمين احتياجات النازحين العائدين إلى مناطقهم، وأن يكون 30 حزيران من هذا العام موعداً أخيراً لإغلاق جميع مخيمات النازحين وعودة النازحين طواعية إلى ديارهم.

وتشير آخر إحصائية من وزارة الهجرة والمهجرين إلى وجود 24 مخيماً في إقليم كردستان، وعن عدد النازحين المقيمين في المخيمات، قال المتحدث باسم الوزارة إن آخر إحصائية لهم تشير إلى ما بين 35000 و37000 ألف عائلة تقيم في المخيمات ويبلغ تعدادها نحو 120 ألف نسمة.

******************************************************************************

كل خميس..إسرائيل أزمة تلد أخرى

جاسم الحلفي

لم ينقذ عدم تأييد الكنيست الإسرائيلي الاثنين الفائت، اقتراح حجب الثقة عن حكومة بنيامين نتنياهو، الذي طرحه حزب «هناك مستقبل»، حكومة اليمين المتطرف من ازمتها المتفاقمة، وهي تواجه عدة ملفات حرجة في آن واحد. فهناك اعتصامات عوائل الرهائن المستمرة، ومطالباتها بوقف اطلاق النار وإعادة الرهائن، وهناك تصاعد وتيرة التظاهرات الغاضبة في الشوارع والساحات، وتداعيات قرار محكمة العدل الدولية، والقضايا المرفوعة امام محكمة الجنايات الدولية، والتظاهرات الأسبوعية للحركة الاجتماعية العالمية، الساخطة على دوامة حرب الإبادة التي ينفذها جيش الاحتلال، وفشل هذا الجيش في تحقيق أيّ هدف معلن، وكلفة الحرب وصعوبة ادارتها على أكثر من جبهة، وتفاقم الخلافات داخل المجلس الأمني المصغر بين نتنياهو وقادة الجيش، وأزمة الثقة بين نتنياهو وعدد من وزرائه وفي مقدمتهم وزير دفاعه يواف غالانت الذى يصطف معه زعماء اليمين المتطرف. هذا الى جانب جملة الازمات التي خلفتها سياسات نتانياهو اليمينية في الداخل الاسرائيلي قبل الحرب.

وكما هو حال المستبدين الذين يعيشون في وهم امتلاك القدرة المطلقة على تحقيق ما يرمون اليه، ما زال نتنياهو مع وزراء حكومته المتطرفين منفصلين عن الواقع، غارقين في أوهامهم الدينية، ورافضين ادراك حقيقة فشلهم في اخضاع شعب فلسطين، وكسر ارادته الحرة.

وقد أعاد نتنياهو  تأكيد أهدافه التي اعلنها قبل شن العدوان على غزة، اذ قال في اجتماع حكومته يوم 4شباط الجاري إن «إسرائيل لن تنهي الحرب قبل أن تكمل جميع أهدافها: القضاء على حماس، وعودة جميع الرهائن، والتأكد من أن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لإسرائيل». والمضحك هو انه بينما كان يصرح بذلك، ناقشت حكومته تفاصيل الهدنة ومقترح وقف القتال في قطاع غزة. وأسهم هذا في تصعيد وتيرة الخلاف بين نتنياهو ووزراء في حكومته. والمضحك اكثر هو انه بعيدا عن اجتماع الحكومة المشار اليه، كان الفريق التفاوضي الإسرائيلي يعكف على وضع النقاط على حروف صفقة تبادل الاسرى المزمع إعلانها قريبا.

ويتضح ان فشل نتنياهو في تحقيق أيّ هدف من الأهداف المعلنة المذكورة، رغم مرور 120 يوما على اعلان الحرب، انما يكشف الفشل المركب الذي يعصف بحكومة اليمين المتطرف في تل أبيب. كما كشفت الحرب على غزة مدى تفكك المجتمع الإسرائيلي الهجين وتصدع نسيجه، فضلا عن هشاشة مشروع (الدولة القومية) ذات الطابع الديني والعنصري الاستيطاني الاحتلالي، وجميع حكوماتها التي مارست نهجا فاشيا عدوانيا سافرا.

وفي هذا السياق ليس هناك ابلغ مما توصل اليه المؤرخ الإسرائيلي «إيلان بابيه»، وهو يتحدث

عن «انكشاف الطابع العنصري الوحشي للكيان الإسرائيلي، وتجاوزه للأعراف والقوانين الدولية». وهو يضيف قائلا ان «هذا العنف الإسرائيلي ليس جديدا فهو الوجه الدائم للصهيونية منذ تأسيس إسرائيل. ولذا فإن الحكومة الإسرائيلية ليس بمقدورها لعب دور الضحية، خاصة وأن قطاعات كبيرة من المجتمع المدني الغربي، لا يمكن خداعها بسهولة بهذا النفاق الذي تجلّى عند المقارنة مع الموقف من حالة أوكرانيا».

وهناك الشكل الآخر من القروض التي أخذ العراق ينتهجها، وتتمثل بالاتفاق مع الشركات الاجنبية على تنفيذ المشاريع التي لا تتوفر لدى الحكومة الاموال اللازمة لها، مما تضطر إلى الدفع بالأجل ولكن بمدة أقصر من القروض المالية من المؤسسات الدولية،  ولكنها باهظة ايضا اذا اخذنا بالاعتبار ارتفاع قيمتها وهي في النهاية شكل من أشكال القروض مما ستتحول، اذا استمر الامر على هذا الحال، إلى أعباء حقيقية ومرهقة اذا لم تتخذ الدولة استراتيجية اقتصادية تنموية قائمة على أساس تفعيل القطاعات الانتاجية السلعية وزيادة مساهمتها في الانتاج المحلي الاجمالي وسد الطلب المحلي وتحقيق مصادر مالية اخرى بالإضافة إلى قطاع البترول من خلال تنظيم عملية توطيد التعرفة الكمركية والسياسات الضريبية التصاعدية، والأهم من كل ذلك الترشيق الانفاقي ابتداء من أعلى الهرم الحكومي والتركيز على الاحتياجات الملحة وتقليص حجم الانفاق لأغراض خدمات شخصية غير مبررة، وحملة حقيقية للقضاء على الفاسدين الذين قد يلتفون على هذه القروض حسب العادة، وتفعيل الاجهزة الرقابية على أن يكون الجميع تحت مساءلة القانون.

**************************************************************************************

مستشار السوداني: خطة حكومية لشمول غالبية العراقيين «البالغين» بالدفع الالكتروني

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن مؤخراً عن ارتفاع إجمالي الودائع المحتفظ بها لدى المصارف العراقية، حيث تشير بيانات البنك المركزي العراقي إلى أن إجمالي الودائع المحتفظ بها لدى المصارف  ارتفع بنسبة 37% خلال السنتين الماضيتين، ومنذ عام 2021 وحتى 2022، ارتفع إجمالي عدد من لديهم حساب مصرفي في البنوك المحلية بنسبة 31%.

وفي الوقت الذي تباينت فيه الآراء واختلفت حول هذه الارقام، الا ان مختصين يؤكدون ان هذا الارتفاع غير ناجم عن تعزيز ثقة الناس بالنظام المصرفي، بل لا بد من اتخاذ جملة اجراءات لبناء الثقة في القطاع المصرفي الذي يجب ان يكون هو المنطلق.

95 في المائة 

المستشار المالي لرئيس الوزراء، د. مظهر محمد صالح عزا هذا الارتفاع الى احلال انظمة الدفع الالكتروني الذي لا يتم الا بحساب مصرفي غالباً، وهذا ما شجع على فتح حسابات مصرفية، والتي تعتبر واحدة من اساسيات الشمول المالي فكلما كثرت هذه الحسابات كان هناك شمول مالي اكبر».

واوضح صالح لـ»طريق الشعب»، بالقول ان «الشمول المالي يعني ايصال الخدمات المصرفية الى اكثر الشرائح الاجتماعية ضعفا، وايجاد صلة للناس بالمصارف، ما يتيح  فرص الحصول على قروض عبر التعاطي مع مؤسسات مالية تساعد في مكافحة الفقر، بمعنى ادق ان الشمول المالي يمكّننا من الوصول الى الفقراء بشكل اسهل».

واشار الى ان «هذه الطفرة جاءت بعد تعزيز الدفع الإلكتروني بفاعلية منذ نهاية 2023 والى وقتنا الحاضر»، مبينا ان هناك 15 مليون بالغ يملكون حسابات مصرفية، واذا وصلنا الى 25 مليونا في نهاية عام 2024، سنغطي تقريباً ما يقارب 95 في المائة من البالغين في العراق وهذا هو الهدف والطموح».

واختتم تصريحه بالقول انه «من المتوقع مع حلول انظمة الدفع الالكتروني والجباية الالكترونية والدفع عبر البطاقات التي تحتاج الى فتح حسابات مصرفية ربما سنحقق الهدف مع نهاية العام الحالي».

اسباب أخرى

المختص بالشأن المالي والمصرفي، مصطفى حنتوش، قدم عددا من الأسباب التي تقف وراء ارتفاع تلك النسب، من بينها: الاهتمام بالدفع الإلكتروني وعمليات الإيداع، وعمل وزارة المالية التي اصدرت سندات 6 في المائة لسنتين، و8 في المائة لأربع سنوات.

واضاف قائلا لـ»طريق الشعب»، ان  «المصارف العراقية توجهت الى رفع الفائدة للزبائن، ولدينا دفع الكتروني يخص الحسابات الجارية للوديعة، اضافة الى ان حجز 20 في المائة من حوافز ومكافآت الموظفين، ما يساهم في تعزيز هذه الثقافة المالية، وبالتالي ارتفاع اعداد الحسابات والودائع».

ويشير حنتوش الى انعكاسات ايجابية تتلخص في تكوين رصيد من السيولة النقدية، الامر الذي يسمح بتجنب ربما عملية الطبع، وفي كل الاحوال نحن ندعم تعزيز الثقافة المصرفية والدفع الالكتروني».

ثقة مفقودة

الخبير الاقتصادي، د. عبد الرحمن المشهداني عبّر عن عدم قناعته بالأرقام المتداولة والبيانات.

وقال المشهداني لـ»طريق الشعب»، إن «ارتفاع الودائع جاء نتيجة التوجه نحو نحو بطاقات الدفع الإلكتروني ، ونحن على علم ان هناك مصارف صرفت الكثير من البطاقات المحددة لها، ما مشاكل للعراق في الامارات والاردن وتركيا، بمعنى ان سبب هذا الارتفاع ليس لان هناك ثقة قد تعززت لدى الجمهور حتى يودع امواله بالمصارف، قطعا ليس هذا السبب».

وأشار الى «اننا لا نزال بعيدين عن تعزيز ثقة الناس بالنظام المصرفي. بمعنى ان اصل المشكلة لا يزال قائماً، والى الان نحن لم نحل مشكلة ضياع وديعة المواطن وعدم استردادها من المصرف الذي يتعرض الى مشكلة»،

وخلص الى القول «اننا لم نستطع ان نخلق ونعزز الثقة في ان تكون حسابات الافراد متاحة في الوقت الذي يرغب فيه بذلك، وماهي الضمانات اليوم التي تدفع المواطن  الى ايداع امواله في المصرف، في وقت هناك مصارف تتعثر وتعلن افلاسها وهي من الصف الاول، نتيجة سوء الادارة، بينما خلف هذا الفشل تضيع  اموال المودعين والامثلة كثيرة».

**************************************************************************************

تصريح المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: اعتداء امريكي جديد على سيادة العراق وأمنه وسلامة مواطنيه

بعد تهديد ووعيد، شنت الطائرات الامريكية التي انطلقت من الولايات المتحدة، ومن قواعدها في دول الجوار، غارات صاروخية مدانة على مواقع امنية وعسكرية في داخل العراق وسوريا.

ويأتي هذا التصعيد في وقت يواصل فيه الكيان الصهيوني حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية بدعم امريكي مكشوف، بالأسلحة والمال والاعلام والحؤول دون ان يتخذ مجلس الأمن قرارا لإيقاف آلة القمع الصهيوني الممنهج.

ان هذه الاعتداءات الامريكية المتكررة على سيادة واستقلال بلدنا والمنتهكة لقواعد القانون الدولي ، والتي من المتوقع ان يكون المزيد منها خلال الايام والاسابيع القادمة حسب تصريحات الرئيس الامريكي والبنتاغون، لن تزيد الأوضاع الا تعقيدا، وتؤدي عمليا الى توسيع دائرة النزاع في المنطقة وتضيف عوامل جديدة الى حالة التأزم فيها والذي اخذ مديات خطرة جدا.

اننا في الحزب الشيوعي العراقي إذ ندين بشدة ونستنكر هذه الاعتداءات وغيرها من الانتهاكات المتتالية التي تطال سيادة البلاد وأمنه من قبل اطراف دولية واقليمية، في أي بقعة من أرضه، نرى أن مسؤولية العمل من اجل وضع حد لهذا المسلسل الخطير من الاعتداءات، تقع أولا على عاتق الحكومة العراقية والقوى السياسية النافذة، المشكلة والداعمة لها. كما إن على الاطراف العراقية كافة ذات العلاقة، ان تعي جيدا حقيقة المخاطر المحدقة ببلدنا والمنطقة جراء هذا التصعيد، والفعل ورد الفعل، وان تجنب بلدنا وشعبنا تداعيات ما يحصل الآن ويهدد حياة وسلامة مواطنيه، من المدنيين والعسكريين.

اننا في هذه اللحظات الحرجة نشدد على أن تتخذ الحكومة العراقية الاجراءات السياسية والدبلوماسية على الصعيد الدولي للاحتجاج وادانة هذه الاعتداءات، وأن تتحرك سريعا لضبط ايقاع أية خطوات من شانها صب الزيت على النار، ولكي تمتلك الدولة العراقية بمؤسساتها الدستورية وحدها، كما ينص عليه الدستور، ناصية القرار ذي الصلة بالحرب والاعمال العسكرية، مهما كانت الدوافع والنوايا.

كما نجدد رفضنا المطلق في ان يتحول بلدنا الى ساحة صراع لتصفية حسابات خاصة بالأطراف المتنازعة، وحروب الوكالة، مثلما لا نقبل بأي حال من الأحوال ان يكون بلدنا منطلقا للعدوان على أية دولة أخرى.

بغداد 3-2-2024

**************************************************************************************

بيان تحالف قيم المدني في بابل

مواطنات ومواطني محافظة بابل الكرام

ونحن نشهد توجه اعضاء مجلس محافظة بابل، لعقد جلستهم الاولى، والتي تلت المصادقة على النتائج النهائية للانتخابات، وما شهدته من تساؤلات، واثارته من شبهات في الصراع المبكر على المناصب والمغانم.

وبعد تعذر عقد الجلسة الأولى، برئاسة كبير السن، لعدم اكتمال النصاب، لجأت مجموعة من الأعضاء، الى عقد جلسة بتكليف رئيس سن غير مكلف قانونا، وتم التصويت على المناصب الرئيسية في المجلس والمحافظة، وكانت تمثل اصراراّ على تطبيق نهج المحاصصة الفاشل.

وازاء ما جرى، تؤكد قوى تحالف قيم المدني في بابل، عدم مساهمتها او استشارتها في أي تفاهمات، حول ما جرى، وبناءً على ما تقدم فأن تحالفنا لم يساهم فيما دار في الجلسة ونتائجها، ولم نكلف أحدا للمشاركة في التصويت الذي جرى.

وهذا ما اجمعت عليه قوى تحالف قيم المدني في بابل الموقعة على البيان، وهي تؤكد التزامها الصارم ببرنامج ونهج التحالف وشعاراته المركزية.

القوى الموقع على البيان:

١- الحزب الشيوعي العراقي.

٢- حزب البيت الوطني.

٣- التيار الديمقراطي

٤-الحركة المدنية الوطنية.

٦ شباط ٢٠٢٤

**************************************************************************************

المناضل الرفيق نوح الربيعي.. وداعا

ينعى الحزب الشيوعي العراقي رفيقه العزيز المناضل الباسل نوح الربيعي (أبو سلام) الذي توفي امس الجمعة (2 شباط 2024) بعد صراع طويل مع المرض.

لقد خسرنا برحيل الرفيق أبو سلام مكافحا مقداما وشخصية عسكرية وطنية مرموقة، قدم الكثير كمناضل شيوعي من اجل قضية الشعب والوطن، وتعرض لشتى اشكال الملاحقة والاضطهاد وتحمل صنوف المعاناة في سجون ومعتقلات الأنظمة والحكومات المتعاقبة والمعادية للشعب.

وكان الفقيد الراحل واحدا من الضباط الاحرار الذين ساهموا في اطلاق ثورة 14 تموز المجيدة وفي ضمان انتصارها، كما كان عنصرا فعالا في الدفاع عنها. وبعد انهيار النظام الدكتاتوري سنة 2003 انخرط الرفيق نوح بحيوية وتفانٍ في جهود الحزب الواسعة على الصعد التنظيمية والسياسية، وكان اول المساهمين في بناء هيئة الشهيد فاضل البياتي، التي ضمت وتضم العديد من رفاقه العسكريين الشيوعيين الشجعان.

المواساة الحارة لعائلة الرفيق الراحل ولرفاقه ومحبيه كافة.

و للفقيد أبو سلام عاطر الذكر في كل حين.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

3 شباط 2024

***************************************************************************************

الرفيق العزيز  محمد الكحط والعائلة الكريمة

تلقينا بألم وحزن عميقين نبأ وفاة شقيقتكم.

وفي هذه الخسارة المؤلمة، نتقدم اليكم والى العائلة الكريمة بأحر التعازي والمواساة، متمنين لكم الصبر والسلوان، وللفقيدة عاطر الذكر.

 لجنة الاعلام المركزي

للحزب الشيوعي العراقي

 6 شباط 2024

***************************************************************************************

الصفحة الثالثة

في جلسة خاصة لمجلس الأمن ناقشت أوضاع البلاد

العراق يستنكر العدوان على أراضيه  وبلاسخارت تحث على كبح جماح العنف

بغداد ـ طريق الشعب

عقد مجلس الامن الدولي، الثلاثاء الماضي، جلسة لمناقشة الوضع في العراق في ظل التطورات على الساحة المحلية والإقليمية، حيث دعت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق إلى ضرورة وقف الهجمات التي تنطلق من داخل حدود العراق وخارجه، مشيرة إلى أن هذه الهجمات من شأنها أن تفضي إلى تراجع استقرار العراق الذي تحقق بشق الأنفس.

وخلال الجلسة، استنكر العراق القصف الأمريكي والتركي والإيراني الذي طال الأراضي العراقية خلال الأشهر القليلة الماضية.

وقدمت جنين هينيس - بلاسخارت إحاطة لمجلس الأمن، بشأن الوضع في العراق، جددت فيها التأكيد على ضرورة “كبح جماح الجهات المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة”.

كما أكدت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) على ضرورة توفير بيئة مواتية كي يواصل العراق مسيرته على طريق الاستقرار والتقدم، الأمر الذي قالت إنه يتطلب ضبطا للنفس من كافة الأطراف.

وقالت، إنّ من الأهمية بمكان أن تتوقف جميع الهجمات “إذ لا يزال العراق ـ بل والمنطقة بأسرها - على حافة الهاوية، حيث يهدد أقل سوء تقدير باندلاع مواجهة كبرى”.

ومع اشتعال الصراع في غزة، قالت إن جهود الحكومة العراقية تتركز على تجنب تداعيات ذلك على الصعيدين المحلي والإقليمي. “ومع ذلك، أضحت الهجمات المستمرة واقعا مُرا. وتنطلق هذه الهجمات من داخل حدود البلد وخارجها”.

ومضت قائلة: إن “ارسال الرسائل من خلال الضربات لا يؤدي إلا إلى تصعيد للتوترات وإلى قتل الناس أو إصابتهم وإلى تدمير الممتلكات. وبدلا من اللجوء إلى استخدام القوة، ينبغي أن تركز جميع الجهود على حماية العراق من الانجرار بأي شكل من الأشكال إلى صراع أوسع نطاقا”.

وأضافت بلاسخارت، أن الكثيرين أعربوا عن صدمتهم إزاء الهجوم الصاروخي الإيراني على أربيل قبل بضعة أسابيع، والذي أسفر عن قتل مدنيين - بما في ذلك فتاة صغيرة. “وكانت هذه الأفعال التي استندت إلى اتهامات فنّدتها الحكومة العراقية بشدة، متعارضة تماماً مع الجهود الكبيرة المبذولة بشأن الاتفاق الأمني بين العراق وإيران”.

الانتخابات

“تمت الانتخابات المحلية في 2023 بطريقة سلمية على نطاق واسع وبشكل سليم من الناحية الفنية”، وفقا لبلاسخارت، مشيرة إلى أن ذلك “مثّل محطة أخرى في جهود الحكومة للخروج من حلقات القصور السابقة”.

وأعربت عن أملها في أن تدل إعادة إنشاء الهيئات التمثيلية المحلية على المضي في خطوة رئيسية أخرى إلى الأمام.

وقالت: “سيكون التحدي الذي يواجه الانتخابات المستقبلية هو حشد نسبة إقبال أعلى من الناخبين، والأهم من ذلك، تشجيع الناخبين العراقيين الذين يحق لهم التصويت على التسجيل”.

وأشارت إلى أن مشاركة العراق في مؤتمر الأطراف (COP28) نتج عنها بعض الالتزامات الواعدة، وشددت على ضرورة أن يتحول التركيز الآن إلى تخفيف الآثار والتكيّف. وقالت إنه “من دون الانتقال من مرحلة الوعود إلى العمل، قد تضيع الفرص بسرعة”.

إقليم كردستان

وبشأن الوضع في إقليم كردستان، قالت بلاسخارت إن “التأجيلات المستمرة للانتخابات لا تخدم مستويات الثقة المتدنية أساسا، ولا تساهم في استقرار العراق”.

واشارت الى أن التشاحن مستمر بين بغداد وأربيل بشأن المسائل المالية والمتعلقة بالميزانية. “والناس هم من يعانون. إن التمويل لشهر كانون الثاني هو موضع ترحيب، ولكن هناك حاجة ماسة إلى حل أكثر ديمومة”.

وشددت على أنه ليس بإمكان حكومة أن تقوم بذلك بمفردها، معربة عن أملها في أن يواصل جميع السياسيين العراقيين السعي لوضع البلاد على أوضح طريق للنجاح، بما يخدم مصالح جميع العراقيين.

بلاسخارت تغادر منصبها

وفي ختام إحاطتها، أعلنت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) أنها تتوقع مغادرة منصبها نهاية أيّار المقبل.

واستنكر العراق أمام مجلس الأمن، مساء الثلاثاء، القصف الأمريكي والتركي والإيراني الذي طال الأراضي العراقية خلال الأشهر القليلة الماضية. وشدد على عدم السماح بزعزعة صورته كدولة قادرة على حماية أمنها وسيادتها.

وألقى القائم بأعمال ممثلية العراق لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عباس كاظم عبيد، كلمة الحكومة العراقية أمام مجلس الأمن في جلسته الخاصة حول العراق، مشيرا إلى أبرز الملفات الأمنية والسياسية، فضلاً عن خطط الحكومة ومشاريعها الاقتصادية والبيئية.

وقال عباس في كلمته: إنّ “العراق يستنكر جميع الاعتداءات التركية والإيرانية والأمريكية التي استهدفت الأراضي العراقية وراح ضحيتها مدنيون وأوقعت جرحى وألحقت أضرارا، تحت ذرائع واهية”.

وأضاف، أنّ “هذه الاعتداءات هي انتهاكات تتناقض مع مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة”، مؤكدا في الوقت ذاته “التزام العراق بعدم انطلاق أي تهديد من أراضيه نحو جيرانه”.

فيما شدد على أنّ العراق “لن يسمح لأي طرف بزعزعة صورته كدولة قادرة على حماية أمنها وسيادتها، والالتزام بأمن وسلامة البعثات الدبلوماسية”.

عباس تحدث أيضًا حول جولة المفاوضات بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية حول مستقبل وجود القوات الأمريكية وقوات التحالف.

وقال: إنّ “العراق عقد جولة أولى من المفاوضات حول مستقبل القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق، لمناقشة جدول زمني والاتفاق على خطوات لترتيب إنهاء مهمة التحالف الدولي عبر حوارات ثنائية، لضمان انتقال سلس لمهامه”.

وأضاف عباس، أنّ “العراق يرغب باستمرار التعاون مع التحالف في مجال التسليح والتدريب والاستشارة وتتبع شبكات الإرهاب”.

****************************************************************************************

عين على الأحداث

خوش تمكين

احتل العراق المرتبة الاخيرة عالمياً في مستوى مشاركة النساء في القوى العاملة، حيث بلغت النسبة 10.75 بالمائة أي أقل من خمس المتوسط العالمي، وذلك بسبب مجموعة من العوامل الاجتماعية والثقافية والإدارية التي تعرقل انضمام النساء الى سوق العمل. هذا وفيما يطالب الناس “أولي الأمر” بإتخاذ إجراءات عاجلة لإزالة هذه الحواجز، يتساءلون عن نتائج السياسات والخطط والبرامج التي ادعت الحكومات تبنيها لتمكين المرأة العراقية من حقوقها واستثمار طاقاتها في خدمة بلدها، وعن مصير الأموال التي رصدت وصرفت من أجل ذلك، داعين النساء للتحرك من أجل انتزاع حقوقهن وتحقيق تكافؤ الفرص والمساواة بينهن وبين الرجال. 

ثبات على الفساد

كشفت منظمة الشفافية الدولية عن احتفاظ العراق بموقعه 154 على مؤشر مدركات الفساد (CPI) وحصوله للعام الرابع على التوالي على 23 بالمائة، مما يعّد اخفاقاً واضحاً في تحسين مواقعه على مؤشر الفساد لعام 2023، والذي شمل تقييم 180 دولة. هذا وفي الوقت الذي حذرت فيه المنظمة من خطر الفساد على تحقيق التقدم لما يسببه من تعميق للظلم الاجتماعي والهيكلي وتأجيج لعدم الاستقرار السياسي وتعزيز لعدم المساواة، وتعميق لانعدام الثقة بين الحكومات والمواطنين، ضاعف الخبر من سخط العراقيين، رغم عدم دهشتهم من التقييم لمعرفتهم بطبيعة المتنفذين الفاسدين، الممسكين بخناق هذا الوطن.

دفع الله ما كان أعظم!

ارتفع عدد مستشاري رئيس الحكومة الى اكثر من 102 مستشاراً، بعد تعيين عدد جديد منهم في هذا المنصب ورصد أموال طائلة لتغطية نفقاتهم. واثار ملف التعيينات هذا تساؤلات عديدة عن جدواها ومدى توفر الضوابط القانونية فيها وآلية اختيار المعينيين ومستوى الكفاءة التي يتمتعون بها، في وقت بات جلياً للجميع بأن هذه المناصب، التي لا جدوى حقيقية من أغلبها، توزع هبات لإرضاء المتنفذين المتحاصصين. الناس الذين اندهشوا لبقاء اوضاع البلد متردية على كل الأصعدة رغم ذلك، تساءلوا عن مدى سوء الحال الذي كنا سنعيشه لو لم يكن لأولياء أمورنا كل هذا العدد من المستشارين.

وين أكو فساد؟!

كشفت هيئة النزاهة الاتحادية، عن صدور أمر استقدامٍ بحق المدير العام للهيئة العامة للجمارك (سابقاً كالعادة)، لسماحه بإدخال كميات من مادة السمنت، دون فرض الرسوم والتعرفة الجمركية. كما ضبطت ملاكات الهيئة حالات تجاوز وبيع عقارات تعود ملكيتها للدولة تصل قيمتها إلى أكثر من 8 مليارات دينار، والتعاقد لتجهيز آليات بما قيمته ملياري دينار في محافظة نينوى، فيما كشف احد النواب عن وثائق بوجود مخالفات وشبهات فساد بنحو 83 مليار دينار في أمانة بغداد، تتعلق بإنشاء مجمعات سكنية. كل هذا في وقت ما زال أولي الأمر فيه يتشدقون بأنهم كافحوا الفساد واقتلعوا الفاسدين.

لا حياة لمن تنادي!

احتلت مؤسسات التعليم العالي في العراق المرتبة العاشرة عربياً والمرتبة ما قبل الأخيرة عالمياً، في تقرير عن سلسلة تقييمات أجرتها مؤسسات ومنظمات مختلفة لتصنيف جودة التعليم في العالم، شملت مؤشر دافوس ويوأس نيوز وغيرها. هذا ويأتي هذا الخبر ليزيد من خيبة امل العراقيين مما آلت اليه مؤسساتهم التعليمية في ظل منظومة المحاصصة، من خراب وتخلف وفوضى، رغم ما تمتلكه البلاد من قدرات مالية وموارد بشرية وكفاءات علمية متميزة، مدركين بأن السبب يكمن في فشل قيادات هذا القطاع وتفشي الفساد فيه وغياب مبدأ تكافؤ الفرص لملاكاته، في وقت تتجاهل فيه الحكومة دعوات الحريصين للبدء بالإصلاح.

***************************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة واعداد: طريق الشعب

محنة المسيحيين في العراق

لمجلة نيوزويك، كتب الصحفي الإستقصائي نوري كينو مقالاً، اشار فيه الى أن الغزو غير القانوني للعراق والذي اطاح بنظام الدكتاتور صدام حسين، قبل عقدين من الزمان، لم يغير العراق الى الأبد فحسب، بل وغيّر الشرق الأوسط برمته. فلم تمض سوى ثماني سنوات على بدء تلك الحرب، حتى دخلت سوريا المجاورة في صراع داخلي مؤلم وحرب دولية بالوكالة، أدت الى تدميرها.

هروب المسيحيين

وذكر المقال بأن من بين نتائج هاتين الحرب، حدوث انخفاض سريع في عدد المسيحيين بهذين البلدين. فبعد أن كان عددهم يصل الى 1.2 مليون مواطن قبل الحرب في العراق، بات لا يتجاوز 120 ألفاً في الوقت الراهن، وهو رقم قابل للإنخفاض أكثر في المستقبل. كما انخفضت اعداد المسيحيين في سوريا من 1.5 مليون مواطن قبل الحرب الى 300 ألف مواطن حالياً، وفقًا لتقارير العديد من منظمات حقوق الإنسان.

واشار المقال الى أن معظم المسيحيين في هذه البلدان هم من العرق الآشوري السرياني الكلداني الأرمني، الذي تعرض إلى الاضطهاد الديني من قبل المنظمات الإرهابية، والتي توحدت في صيف عام 2014، معًا لتشكل واحدة من أخطر وأقوى الوحدات في العالم، مطلقة على نفسها (الدولة الإسلامية في العراق وسوريا) والتي عُرفت أيضًا باسم داعش.

وانتقد المقال اللا ابالية التي واجهت بها وسائل الإعلام الكبرى وحكومة الولايات المتحدة و الأمم المتحدة، هذا الاضطهاد الديني، وقيام بلدان مثل السويد، بترحيل طالبي اللجوء المسيحيين إلى العراق على الرغم من أن حكومة بغداد، طلبت منها رسميا حينذاك، التوقف، لأنها غير قادرة على ضمان سلامة المرحّلين، في وقت قام تنظيم القاعدة فيه بقطع رأس أول مسيحي أمام الكاميرا، وهو شاب يدعى ريمون شمعون، ونشر الفيلم في جميع أنحاء العراق لتخويف المسيحيين ودفعهم إلى الفرار من البلاد.

حملة تضامن

وتطرق المقال الى سلسلة النشاطات التضامنية التي قامت بها منظمات عراقية ودولية لجذب انتباه السياسيين ووسائل الإعلام والمشاهير، والتي بسببها لم يعد بإمكان احد التزام الصمت. الاّ أن لا أحد كان محظوظاً وقادراً على وقف الإبادة الجماعية، او ايقاف الهروب الجماعي من الوطن والذي استمر حتى بعد هزيمة التنظيمات الإرهابية مثل داعش.

وكشف المقال عن المعاناة المتواصلة لهؤلاء الفارين الى البلدان المجاورة كلبنان والأردن وتركيا، والذين لا يحق لهم العمل ولا يحصلون على فرص للتعليم والرعاية الصحية ويتوقون للعودة إلى بلدانهم الأصلية، مطالباً بمنحهم هذه الفرصة، كي يشعروا بالأمن والأمان، وبتقديم مساعدات مالية عاجلة خاصة للمحتاجين منهم، ليتمكنوا من الحصول على الطعام بكرامتهم.

خوف مزمن

وأكد المقال على أن جرائم المنظمات الإرهابية لم تقتصر على المسيحيين، بل شملت حتى المسلمين وربما بشكل أكبر، مستدركاً بالقول بأن محنة المسيحيين تبدو ابشع، لأنها خلقت بدواخلهم خوفاً مزمناً يجعلهم يرفضون فكرة العودة الى مناطقهم الأصلية، لبشاعة مظاهر وأحداث التطهير العرقي والديني التي عاشوها، ولوجود مؤشرات غير قليلة على امكانية تكرارها من جديد.

وأعتبر المقال هذه المشكلة دليلاً على فشل جهود المجتمع الدولي بشكل عام، في احداث تغيير حقيقي، ومساعدة ضحايا الإبادة الجماعية والناجين من التطهير الديني البشع.

***************************************************************************************

الصفحة الرابعة

صراع كتل “الاطار” يطفو على السطح التخادم المحاصصاتي يتحكم بتشكيل الحكومات المحلية

بغداد ـ طريق الشعب

حسمت 12 محافظة انتخاب إداراتها المحلية، فيما فشلت الثلاث المتبقية (كركوك وديالى وميسان) في حسم الموضوع حتى الآن، برغم انتهاء المهلة القانونية الممنوحة لمجالس المحافظات لعقد أولى جلساتها، منذ الاحد الماضي.

بغداد

وتعثر تشكيل المجالس المحلية في ثلاث محافظات هي ميسان وديالى وكركوك. في حين انتخب عبد المطلب العلوي عن ائتلاف دولة القانون محافظا لبغداد، وهاني عبد الجبار عبدالكريم نائبا اول للمحافظ عن تحالف الأساس، وذو الفقار ثامر الفياض نائبا ثانيا عن تحالف نبني، فيما ذهبت رئاسة مجلس المحافظة الى عمار القيسي عن تحالف العزم، بعد ان شكلت “كتل سنية فائزة” في العاصمة ـ السيادة والعزم والحسم الوطني ـ “كتلة بغداد”، من دون حزب “تقدم” الذي يتزعمه رئيس مجلس النوّاب السابق محمد الحلبوسي.

الأنبار وصلاح الدين

وفي الأنبار حصل حزب “تقدم” على جميع المناصب الرئيسة. وسمّى مدير مكتب الحلبوسي محمد نوري الكربولي محافظاً، وياسر المهنا نائباً إدارياً للمحافظ، وخالد ثويني نائباً فنياً. بينما سمى عمر مشعان دبوس رئيساً للمجلس، وأكرم خميس المحلاوي نائباً له.

أما في صلاح الدين فتسنم كل من أحمد الجبوري (أبو مازن)، من حزب الجماهير المتصدر لنتائج الانتخابات الأخيرة، منصب المحافظ. وعادل الصميدعي من حزب “الحسم الوطني” رئاسة المجلس. فيما تم التصويت على أيمن العجيلي من حزب الجماهير نائباً أولاً للمحافظ، وطارق الفهد من حزب “تقدم” نائباً ثانياً. بينما تم اختيار محمد عطية من تحالف السيادة نائباً لرئيس المجلس، الأمر الذي أثار حفيظة كتل الإطار التنسيقي.

4 محافظات تجدد الثقة لمحافظيها

وجددت نينوى الثقة للمحافظ عبد القادر الدخيل من تحالف “نينوى لأهلها” الذي يتزعمه المحافظ السابق نجم الجبوري، وحصل أحمد الحاصود من تحالف “العقد الوطني” الذي يتزعمه فالح الفياض على رئاسة المجلس، ومحمد الجبوري “أبو فنر” من تحالف “نينوى لأهلها” نائباً له. وتنتظر المحافظة اختيار نائبين للدخيل.

كربلاء أيضاً جددت الثقة لمحافظها نصيف الخطابي من قائمة “إبداع كربلاء”، وعلي الميالي من القائمة ذاتها نائباً له. بينما حصل قاسم اليساري من “نبني” على منصب رئيس مجلس المحافظة، ومحفوظ التميمي من قائمة المحافظ نائباً للرئيس. وهو الأمر الذي وصفه عضو ائتلاف دولة القانون، عبد الرحمن الجزائري، “بالخيانة”، قائلا، “إن الخطابي خالف ما تم الاتفاق عليه داخل الإطار التنسيقي بعدم التجديد للمحافظين”.

وثالث المحافظات التي جددت الثقة بمحافظها هي واسط، إذ انتخب مجلس المحافظة محمد جميل المياحي من قائمة “واسط أجمل” لولاية ثانية بالأغلبية، وغضنفر البطيخ من “نبني” نائباً أولاً. أما النائب الثاني فتأجلت تسميته، لكن دولة القانون الأقرب لشغله، وبالنسبة لرئاسة المجلس فقد ذهبت إلى علي حسين سليمون من “نبني”، وونس الشمري (سيدة) من الكتلة ذاتها نائب لرئيس المجلس.

المحافظة الرابعة هي البصرة، إذ صوّت مجلسها على انتخاب أسعد العيداني من كتلة “تصميم” محافظاً لولاية ثانية بالإجماع، فيما تم اختيار خلف البدران من “نبني” رئيساً للمجلس، وأسامة السعد من كتلة المحافظ نائباً له، وتأجل انتخاب نائبي المحافظ لحين الاتفاق على الأسماء المرشحة.

وقال النائب مصطفى جبار سند، إنّ الخلافات داخل الإطار التنسيقي أدت إلى سلسلة من الأحداث السلبية، حيث عرقلت التوافقات في إحدى المحافظات، ما دفع بالأطراف الأخرى إلى اللجوء للانتقام من الأطراف المعارضة في البصرة وواسط وكربلاء.

وعلى وقع تصريحات سند، اندلعت أحداث مثيرة في سيناريو اختيار المحافظين، حيث انهارت أواصر التنسيق والتحالف بين قوى الاطار التنسيقي، ما أسفر عن انقلاب مفاجئ في معادلة اختيار المحافظين من الكوت إلى البصرة، لصالح المياحي والعيداني والخطابي.

وقبيل انعقاد جلسة انتخاب رئيس مجلس محافظة البصرة ومحافظها، شهدت المحافظة تحركات غير متوقعة بالنسبة للإطار التنسيقي، حيث كانت الأحداث مشحونة بالتوتر والثأر بين أطراف الإطار التنسيقي.

بابل

وفي بابل صوّت مجلس المحافظة على اختيار عدنان فيحان الدليمي من تحالف “نبني – العصائب” محافظاً، وعلاء الأعرجي من “نبني” أيضاً نائباً أولاً، وأحمد شهيد الغريباوي من “النهج الوطني ـ (الفضيلة)” نائباً ثانياً. فيما اختار المجلس أسعد المسلماوي من “تيار الحكمة” بزعامة عمار الحكيم رئيساً، وحمزة جبار من كتلة “أبشر يا عراق – همام حمودي” نائباً للرئيس، وعبد السلام العزاوي من “نبني” أميناً عاماً للمجلس.

النجف

مجلس النجف شهد سلاسة وسرعة في التصويت؛ إذ انتخب يوسف مكي كناوي من تيار “الحكمة الوطني” محافظاً، وعماد الموسوي من تحالف “نبني” نائباً أولاً للمحافظ، وكرار محبوبة من “أبشر يا عراق” نائباً ثانياً. فيما اختير حسين وحيد العيساوي من “دولة القانون” رئيساً للمجلس، وغيث شبع من تحالف “الأساس” نائباً للرئيس.

ذي قار

انتخابات ذي قار كانت مفاجئة، فقد جرت بعد منتصف الليل، إذ صوّت مجلسها على اختيار مرتضى الإبراهيمي من تيار “الحكمة الوطني” محافظاً، وعلي رزاق كشيش من “دولة القانون” نائباً أولاً، وماجد العتابي من “نبني” نائباً ثانياً. بينما اختار المجلس عبد الباقي العمري من تحالف “نبني” رئيساً، والفائز عن “إشراقة كانون” مرتضى السعيدي نائباً.

المثنى والديوانية

واختارت المثنى مهند العتابي من “دولة القانون – الفضيلة” محافظاً، ومؤيد الياسري من تيار “الحكمة الوطني” نائباً أولاً وحيدر الوهامي من “نبني” نائباً ثانياً. وفيما صوّت المجلس على محسن دريول من “نبني” رئيساً له، أجّل انتخاب نائب الرئيس إلى الجلسة المقبلة.

وصوّت مجلس محافظة الديوانية على انتخاب عباس الزاملي من تحالف “نبني” محافظا، الأمر الذي أعقبته خلافات حادة ومشادات كلامية بين الكتل الفائزة بالانتخابات، فيما جرى انتخاب محمد شخير من “دولة القانون” رئيسا لمجلس محافظة الديوانية.

ويبدو أن عملية حسم منصب محافظ ديالى سيكون اسهل من ميسان وكركوك؛ حيث يحتدم الصراع القومي في كركوك على منصب المحافظ وسط مقترحات بتقاسم المنصب لعامين ما بين الكرد والعرب.

فيما يدق جرس الإنذار في ميسان لاستبدال اقدم محافظ في البلاد علي دواي التابع للتيار الصدري، والذي يشغل منصبه منذ عام 2009. ويؤكد النائب عن الاطار التنسيقي محمد البلداوي ان “النية تتجه لاختيار بديل لدواي بسبب عدم القناعة بأدائه”.

وتعليقا على الصراعات السياسية التي رافقت جلسات اختيار المحافظين ورؤساء المجالس المحلية ونوابهما، يقول النائب سجاد سالم، إن “ما جرى من خلافات وصراعات حول تشكيل الحكومات المحلية أثبت بشكل كبير حجم الخلافات داخل الإطار التنسيقي، الذي كان يؤكد دائماً أنه متماسك وقوي، لكن صراع المناصب والنفوذ أثبت عكس ذلك”.

وبيّن، أن “تشكيل بعض الحكومات المحلية بعكس إرادة الإطار التنسيقي، أثبت ضعفه وتشظيه باتخاذ المواقف وتوحيدها، ولهذا جُدِّدَت الولاية لعدد من المحافظين، بعكس ما كان يعلنه الإطار، وهذا يعني أنه فقد الكثير من نفوذه في بعض المحافظات”.

وأضاف، أن “حكومة الإطار التنسيقي حتى اللحظة لم تقدم أي شيء حقيقي للمواطنين، خصوصاً في قضية محاربة الفساد أو حصر السلاح بيد الدولة، أو ملف الخدمات. ولهذا لا نعتقد أن الحكومات المحلية التي شكلها الإطار ستقدم شيئاً، خصوصاً أنها شكلت وفق المحاصصة وتقسيم المغانم”.

رئيس مركز التفكير السياسي الدكتور إحسان الشمري يقول: إنّ الإطار التنسيقي الحاكم يتهاوى أمام محافظي البصرة وكربلاء وواسط. بينما يخمّن مراقبون أن “يتفكك” الإطار.

*******************************************************************************************

الحكومة في مأزق جديد مع الخريجين بشأن ضوابط التعيينات رغم التضييق.. شيوعيو كردستان يطالبون بصرف الرواتب وحفظ السيادة الوطنية

بغداد ـ طريق الشعب

نظم شيوعيو كردستان في أربيل تظاهرة احتجاجية أمام مقر الحزب في المدينة، بعد أن منعتهم القوات الأمنية من التظاهر أمام مبنى مجلس الوزراء في إقليم كردستان.

وشهدت الأيام الماضية تظاهرات احتجاجية في مدن مختلفة، طالبت بتوفير فرص العمل ومنحهم استثناءات حكومية من ضوابط تعيينات العقود على غرار الاستثناء الذي منحه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للمتظاهرين خلال زيارته الأخيرة الى مدينة الناصرية.

شيوعيو كردستان

ووسط تواجد مكثف للقوات الأمنية والصحفيين، طالب الشيوعيون بصرف رواتب الموظفين والمتقاعدين في أوقاتها المحددة، وتحديد جدول زمني لصرف الرواتب المدخرة، وبالإسراع في صرف رواتب الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، والحد من الغلاء الفاحش، وخفض الضرائب على المواطنين، وتوظيف أصحاب العقود من المعلمين.

كما طالب المتظاهرون الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم بالعمل على إيقاف ومنع الاعتداءات الخارجية والحفاظ على السيادة الوطنية.

وخرج الآلاف من المعلمين والمدرسين بمحافظة السليمانية، للتظاهر في عدد من الشوارع الرئيسة في المحافظة.

وطالب المتظاهرون بمعالجة مشكلة رواتبهم المتأخرة وصرفها، بعيدا عن التسويف والمماطلة.

وأعلن مجلس المعلمين المعترضين في السليمانية، عن زيادة عدد المعلمين والمدرسين المعاقبين الى 3 الاف مدرس ومعلم، فيما أكد أنّ التلويح بـ”فصل” الملاكات التدريسية المعترضة كان آخر التهديدات التي وصلت للمعلمين والمدرسين المضربين عن الدوام.

وقال عضو مجلس المعلمين المعترضين عادل حسن، إنه “بعد التحري والمتابعة اتضح انه حتى الآن وصل عدد المعلمين والمدرسين المعاقبين بالغياب والنقل إلى نحو 3 آلاف معلم ومدرس في السليمانية وحلبجة وادراتي ورابرين وكرميان”.

وأضاف، أن “العقوبات وصلت الى تهديد المعلمين والمدرسين بالفصل في حال الاستمرار بعدم الدوام”، مؤكداً أن “الهدف من هذا التهديد والعقوبات هو كسر إضراب المعلمين والمدرسين”.

وأشار إلى أن “إدارات التربية أبلغت المعلمين بأن إلغاء العقوبات مرتبط بعودتهم الى قاعات الدراسة”.

وأبدى حسن استغرابه “من قدرة الحكومة على معاقبة أكثر من 3 آلاف معلم ومدرس، فيما لا تستطيع توفير الراتب لهم”.

الاستثناء من الضوابط

وجدد المئات من خريجي الكليات والمعاهد في محافظة ذي قار تظاهراتهم في مدينة الناصرية مطالبين باستثنائهم من ضوابط التعيين للدرجات الوظيفية الجديدة كونهم من المتظاهرين خلال السنوات الماضية.

وقال أحد المتظاهرين إنهم يطالبون بشمولهم بالتعيين أسوة بالعدد الذي استثناه رئيس الوزراء خلال زيارته الأخيرة للمحافظة كونهم من مختلف الأقضية والنواحي، ومضى على تخرجهم سنوات عديدة.

وتظاهر خريجو الكليات الهندسية في ميسان أمام مقر شركة النفط في المحافظة، مطالبين بإطلاق درجات التعيين أو تفعيل قرار رقم 192 الذي ينص على التعيين بالأجر اليومي.

وقال عدد منهم، إنهم يعلنون اعتصامهم أمام مقر شركة النفط لمطالبة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتنفيذ ما وعد به خلال زيارته الأخيرة الى ميسان، والذي يقضي بتعيين مهندسي النفط المتظاهرين، وذلك قبل أشهر من الآن، وقد توقفت تلك الأوامر بحجة عدم استغلالها في فترة الانتخابات، وبعد أن انتهت الانتخابات لم يتحقق شيء من تلك الوعود، على حد تعبيرهم.

يذكر أن العشرات من خريجي الكليات الهندسية في ميسان قد أعلنوا في وقت سابق تحويل تظاهراتهم إلى اعتصام مفتوح أمام مقر شركة النفط وسط مدينة العمارة، وذلك احتجاجا على عدم شمولهم بالتعيينات على ملاك الشركة.

اعتداءات على الخريجين

تعرض عدد من الخريجين التربويين والإداريين، إلى الضرب المبرح خلال تظاهرة نظموها أمام مبنى مجلس محافظة بابل. 

وذكر مراسل “طريق الشعب”، أنّ “عددا من الخريجين التربويين والإداريين تعرضوا إلى الضرب خلال تظاهرة احتجاجية، طالبوا فيها بالتعيين على الملاك الدائم أسوة بإقرانهم، إلا أن تلك المطالب جوبهت بقوة مفرطة من قبل قوات مكافحة الشغب”.

وأضاف، أن “ممثلية الخريجين والإداريين أعربت عن إدانتها لما تعرض له إخوانهم من اعتداء واضح، وطالبت الجهات المعنية بإنصاف هذه الشريحة المظلومة”.

وتظاهر حملة الشهادات العليا من الملاك الجديد والقديم، أمام مديرية تربية الديوانية، مطالبين باحتساب مخصصات الشهادة التي حصلوا عليها قبل أو بعد التثبيت، وفقا لتوجيهات وزارة التربية.

وأفاد عدد من المشاركين في تظاهرة المهندسين المطالبين بتوفير فرص عمل أمام مبنى شركة غاز الجنوب في البصرة، بحدوث احتكاك بينهم وبين قوات الشغب المتواجدة في مكان التظاهرة.

وأكد عدد منهم، أن الاحتكاك تضمن ضرب عدد من المتظاهرين واعتقال عدد آخر منهم، إضافة إلى التدافع مع المهندسات المشاركات في التظاهرة.

وأضاف آخرون، أن منتسبي القوة قاموا بتوثيق أرقام السيارات المتواجدة في مكان إقامة التظاهرة، والتي تعود إلى المشاركين فيها أو ذويهم.

المحاضرون والطلبة

وتظاهر آلاف من المحاضرين أمام مبنى وزارة التربية، مطالبين بتثبيتهم أسوة بأقرانهم من المحاضرين للسنوات الماضية، بعد أن انقضاء مدة عامين كاملين على تعاقدهم.

وتظاهر العشرات من طلبة الدراسات العليا الدارسين في لبنان، أمام مبنى السفارة اللبنانية في بغداد، احتجاجا على تأخر إجراءات معادلة شهاداتهم الدراسية من قبل وزارة التربية والتعليم في لبنان.

وذكر أحد الطلبة المتظاهرين، أنّ المئات من الطلاب أنهوا دراستهم في مرحلة الماجستير والدكتوراه، ولم يتسلموا شهادة التخرج (الجدارية) بسبب تأخر إجراءات وزارة التربية والتعليم اللبنانية بمعادلة شهادة العراقية (الإعداديّة والبكالوريوس) إلى الشهادة اللبنانية.

وأضاف، أن وفدا يمثل المتظاهرين دخل إلى مبنى السفارة لمقابلة السفير اللبناني في بغداد، وتقديم مطالب الطلاب لإنهاء معاناتهم في معادلة الوثائق الدراسية، موضحا أن السفير وعد بمتابعة الموضوع مع بيروت.

وقال طالب متظاهر آخر، إنّ أصواتهم قد بحت نتيجة مطالباتهم المتكررة لوزارة التعليم اللبنانية والتعليم العالي العراقية وكذلك السفارة العراقية في لبنان.

***************************************************************************************

وقفة اقتصادية.. نصيب الفقراء في موازنات الدولة

إبراهيم المشهداني

تشير الإحصاءات الحكومية إلى أن نسبة الفقر تشمل أكثر من عشرة ملايين مواطن عراقي ولم ينفع معها زيادة عدد المشمولين بنظام الحماية الاجتماعية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية سواء من خلال التخصيصات المقررة في الموازنات السنوية للأعوام 2023— 2025 او لأموال المستردة التي سبق ان هربت إلى الخارج او التي تم استردادها من سراق المال العام في الداخل والتي أدخلت في الموازنات الحالية، الا من خلال تضمين خطة التخفيف من الفقر الثالثة التي تتوجه الحكومة لأعدادها وفق منهاجها المعلن.

ومن المعروف أن قيمة الموازنات لغاية عام 2021 قد بلغت 1340 مليار دولار لكنها تبددت بين هدر وسرقة المال العام وسوء التوزيع فقسمت المجتمع من جراء السياسات الخرقاء بين فقراء وأغنياء وأعباء مديونية بين قديمة وحديثة بلغت نسبتها 30 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لغاية عام 2019.

ومن مراجعة موازنة 2021 يتبين أن اجمالي النفقات العامة بلغت 89،7 مليار دولار وفق سعر الصرف الجديد فيما كان اجمالي الإيرادات 69،9 مليار دولار وكانت قيمة العجز 19،8 مليار دولار مقابل 23 مليار في موازنة 2019 وان قيمة الاستثمارات في الموازنة      19.6 مليار دولار وكان سعر البرميل الذي حدد في تلك الموازنة 45 دولار. فماذا عدا مما بدا فقد بينت وزارة المالية في الثامن من تشرين الثاني ان النفط مازال يشكل 96 في المائة من ايرادات الموازنات الاتحادية العامة وان اجمالي الإيرادات النفطية حثى شهر أيلول من هذا العام  اكثر من 122 تريليونا فيما بلغت نسبة الإيرادات غير النفطية 4 في المائة يقابل ذلك ان حجم الفساد خلال فترة الموازنات المشار اليها بلغ ضعفي الناتج المحلي الإجمالي ويقدر ب500 مليار دولار وان هناك 755 مشروعا لم تتجاوز نسبة الإنجاز 20 في المائة وعدد المشاريع المتلكئة 359 وعدد المشاريع المتوقفة 182 وهذه جميعها مدرجة في الخطط منذ عام 2013 كما ان التكلفة الكلية للمشاريع 229 ترليون دينار، أما الأموال المنفقة عليها فقد بلغت 94 تريليون دينار، اما نسبة الفقر في نهاية عام  2018 كانت 22،5 في المائة ارتفعت في النصف الأول من عام 2019 إلى 34 في المائة حسب بيانات وزارة العمل الشؤون الاجتماعية، في مقابل هذه الأرقام تخبرنا وزارة التخطيط في 8 تشرين الثاني عام 2022  أن نسبة الفقر في العراق تقدر بين 23 إلى 25 في المائة تقريبا وان الوزارة بدأت الاستعدادات لإعداد الخطة الاستراتيجية الجديدة لخفض الفقر .  ومما هو جدير بالملاحظة أن الموازنات السنوية تواجه تحديات كبيرة  تجد تعبيرها في  انها تعتمد بالنسبة الأعظم من مواردها على الريع النفطي وتعتمد بنسبة 4 في المائة على المصادر الأخرى وهذا تأكيد على إهمال القطاعات الاقتصادية غير النفطية ذات الأهمية في الاسهام في الناتج المحلي الإجمالي بالإضافة إلى قلة اعتمادها على الإيرادات الضريبية على المستوى الوطني التي غالبا ما تتعرض ليس إلى الفساد كما برز في سرقة القرن خلال الفترة الماضية التي بلغت 2،5 مليار دولار وإنما أيضا  في التهرب الضريبي، فضلا عن ذلك فان الموازنات السنوية قد واجهت في كافة مراحلها منذ عام 2003 ضعفا كبيرا في عنصر المراقبة لضبط الانحرافات المالية التي تلعب دورا كبيرا في ترشيد الانفاق الذي يتطلب تدعيم الشفافية في العمليات المالية في نطاق تنفيذ الموازنات الذي  يحرر الدولة من أعباء مالية كبيرة لا  قبل لها في معالجتها دون تشديد الرقابة على الانفاق  .

إن الحكومة وهي تتوجه إلى إجراء التعديلات على تخصيصات موازنة2024 بالاستناد إلى النتائج المستخلصة من موازنة 2023 وهي في الحقيقة كانت نصف سنة اما النصف الآخر فقد جرى التعامل في الانفاق على قاعدة 1/ 12 طبقا لقانون المالية العامة والدين العام تخلصا من التحديات التي واجهتها في الموازنات السابقة يجدر بها معالجة العجز الناتج عن المبالغة في الانفاق التشغيلي والاستفادة الرشيدة من الوفرة المالية بزيادة الانفاق الاستثماري والتخفيف من حجم الفقر.

**********************************************************************************************

الصفحة الخامسة

الإهمال الحكومي يخيّب الآمال

كفاءات الموصل على أبواب المغادرة!

متابعة – طريق الشعب

“كنت آمل أن أجد فرصتي في مدينتي الموصل، لكن بعد تخرجي خاب أملي بسبب التهميش وعدم الاهتمام من قبل الجهات المعنية. لذا قررت المغادرة عندما قال لي صديقي المقيم في السويد إنك موهوب، لمَ لا تحاول الهجرة إلى السويد.. هنا يهتمون بالفنانين والمبدعين؟”.

بهذه الكلمات يسرد الفنان التشكيلي الشاب علي محمد، في حديث صحفي، قصة هجرته إلى الخارج، شأن العديد من أقرانه الفنانين المتخرجين في كلية الفنون الجميلة بجامعة الموصل.

ويضيف محمد قائلا، أنه بعد التفكير في كلام صديقه، قرر السفر إلى السويد، وسافر، مبينا أنه في تلك البلاد بدأ يرسم لوحات ويبيعها “فكانت تجني لي كثيراً من الأموال.. كنت أبيع اللوحة الواحدة بسعر 30 لوحة في العراق”!

ولا يختلف اثنان حول خطورة هجرة العقول والكفاءات. فشأن هذا الموضوع شأن الأزمات الأخرى العاصفة في البلاد، والتي تعرقل دفع عجلة التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي إلى الأمام. وبسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية والسياسية والأمنية الصعبة في العراق، اضطر الكثيرون من ذوي الكفاءات العلمية والثقافية والفنية، إلى الهجرة. وخلال الفترة التي أعقبت 2003، والتي شهدت توترا أمنيا حادا، وما تلاها في العام 2014 عند احتلال إرهاب داعش عددا من المحافظات.. خلال تلك الفترات هاجرت أعداد كبيرة من العراقيين إلى الخارج، بينها كفاءات في مختلف الاختصاصات.

وبالنسبة للموصل، يرى الموصليون أن هجرة العقول من أبناء مدينتهم، تعد خسارة كبيرة. إذ يساهم هؤلاء بخبراتهم في بناء اقتصادات بلدان المهجر، بينما يترك غيابهم ثغرات في البنيان الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في مدينتهم الأم، التي تحاول التعافي من آثار الإرهاب والحرب.

وحسب مؤشر هجرة العقول ضمن تقرير لموقع “غلوبال إيكونامي” المتخصص في دراسة الآفاق الاقتصادية للبلدان، فإن العراق يحتل المرتبة الرابعة في قائمة بلدان العالم العربي، بهجرة العقول، بما نسبته 6.4 في المائة. فيما تشير دراسة لليونسكو، إلى هجرة نحو 10 آلاف اختصاصي من العراق سنويا، منهم في الهندسة والطب وغيرهما من حقول العلم، الأمر الذي ينعكس سلبا على مستوى تطور المجتمع وتقدم البلاد.

وبالعودة إلى محمد، فهو يؤكد أنه “في البيئة الجديدة، قمت بتطوير مهاراتي. فاتقنت الرسم بواسطة الأجهزة الإلكترونية واكتسبت كثيراً من المهارات، إلى أن تمكنت من فتح شركتي الخاصة لبيع اللوحات وتدريب الرسامين العراقيين المغتربين، مجانا”.

ولا يفكر محمد في العودة إلى العراق. إذ أنشأ لنفسه “حياة كريمة” في الدولة التي هاجر إليها، لكنه يأمل في العودة إلى الموصل يوما ما، شرط أن تتمكن الحكومة من احتضان الشباب أمثاله، ودعمهم في تقديم منجزهم الفني، قبل أن يتخذ مزيد منهم قرار الهجرة.

عدم الاستقرار

من جانبه يرى رئيس قسم بناء القدرات في “مركز بناء السلام والتعايش السلمي” بجامعة الموصل، وعد إبراهيم الخليل، أن هجرة العقول الموصلية مستمرة بنسب متفاوتة، منذ ما بعد 2003 وحتى اللحظة، مؤكداً في حديث صحفي أن “عدم الاستقرار من أكثر الأسباب التي تقلق العقول وتدفعها للهجرة”.

ويستذكر الخليل فترة ما بعد 2003 عندما تدهور الأمن وبدأت حمالات التهديد والاغتيالات تطاول الكفاءات، مبينا أنه “كلما كانت فرص السلم المجتمعي كبيرة في نينوى، كلما فتح المجال لإعادة بعض هذه العقول إلى مناطق سكناها”.

ويشير إلى أن “الكثير من هذه العقول أبدعت في مجال تخصصاتها في دول المهجر، بينما كان الأولى أن تبدع داخل وطنها، لتساهم في مسيرته العلمية، وتحدث طفرات نوعية في مجالات متعددة مثل الطب والهندسة والكهرباء وغيرها من التخصصات التي يحتاج إليها العراق بشكل كبير في المرحلة الراهنة”.

ويلفت الخليل إلى أن “الأزمات السياسية والنزاعات والحروب وفقدان الأمن وتردي الدخل، كلها دفعت العقول إلى الهجرة، يضاف إلى ذلك عدم تهيئة بيئة مناسبة تشجع على النجاح في الداخل، فضلا عن غياب الملاذ الآمن الذي يحمي الكفاءات من العنف واستهداف حرية الإبداع”.

ويتابع قوله: “أما على الجانب الآخر، فالدول المستقبلة للعمالة الأجنبية تقدم تسهيلات للكفاءات المهاجرة، ما يحفزها على الاستقرار هناك”، مشيرا إلى ان “عدم توافق السياسات التعليمية مع احتياجات التنمية، وضعف البحث العلمي وقلة الإمكانات المتاحة له، وتعقيد الإجراءات في الأجهزة الإدارية، وضعف المقدرة على اتخاذ القرارات، وتفشي الفساد، وعدم تقدير العلماء وتوفير الظروف المناسبة لهم، وغياب التخصصات التي تناسب مؤهلاتهم العلمية.. كل هذه العوامل لعبت دورا في زيادة أعداد المهاجرين من أصحاب الكفاءات”.

دعوات للحفاظ على ما تبقى

يرى مراقبون موصليون أن استمرار ظاهرة هجرة العقول يعد استنزافا لمقدرات المدينة، لما يخلفه ذلك من مشكلات، كتفشي الجهل والتطرف، داعين الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني إلى اتخاذ حلول مناسبة للحفاظ على ما تبقى من عقول.

ويلفت المراقبون، حسب ما نقلته وكالات أنباء، إلى أن الموصل خرجت من حرب طاحنة عام 2017 دمرت كل شيء، وهي الآن بأمسّ الحاجة إلى هذه الكفاءات لتنهض وتعود من جديد. فيما يقترحون تشريع قانون خاص بالكفاءات العلمية، على ألا يتعارض مع مبدأ حرية الانتقال والتعلم، ويحفظ على أقل تقدير أولوية الدفاع عن المصالح الاجتماعية التي ستهدر نتيجة تلك الهجرات النوعية. كما يقترحون تأسيس هيئة أو دائرة تعنى بشؤون الكفاءات العلمية المهاجرة، شرط أن ترتبط بوزارة الهجرة والمهجرين أو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أو وزارة الخارجية، مشددين على أهمية تحسين الظروف الاقتصادية والمالية للكفاءات، وتعزيز دور المراكز البحثية مع رصد ميزانية خاصة لها.

وفي السياق نفسه، يقترح الخليل تسليط الضوء على الكفاءات التي قررت العودة إلى العراق، من أجل تشجيع الآخرين على اتخاذ خطوات مماثلة.

*************************************************************************************

منذ 4 شهور  الظلام الدامس يخيّم على شارع «المشتل» الرئيس

متابعة – طريق الشعب

يشكو أهالي منطقة المشتل شرقي بغداد، من خلو شارع المنطقة الرئيس من الإنارة الوسطية، مشيرين إلى أن هذه المشكلة مضى عليها أكثر من 4 شهور، عندما قامت دائرة الكهرباء برفع أعمدة الإنارة وأسلاك الكهرباء المرتبطة بها، لأسباب تتعلق بأعمال تنفيذ مشاريع البنى التحتية.

في حين تؤكد الدائرة انها مضطرة لانتظار إكمال مشروع الجسر الجديد في تقاطع المشتل – البلديات، لكي يتسنى لها إطلاق حملة تأهيل شاملة للشبكة الكربائية وملحقاتها في المنطقة.

ويبدأ شارع المشتل الرئيس من تقاطع خط سريع القناة حتى تقاطع منطقة البلديات.

وقد رفعت دائرة الكهرباء أعمدة الإنارة اثناء تنفيذ مشروع صيانة الجزرة الوسطية للشارع، الأمر الذي جعل الطريق مظلما طيلة ساعات المساء والليل. 

يقول المواطن علي رحيم، أن “دائرة الكهرباء، عندما رفعت أعمدة الإنارة، قالت انها ستستبدلها بأخرى جديدة بعد إنجاز مشروع الجزرة الوسطية، لكن المشروع توقف منذ أن بدأ العمل في مشروع إنشاء الجسر الجديد.

كما توقفت أعمال تبليط الشارع، بعد أن تم قشط الاسفلت القديم”. 

ويضيف في حديث صحفي، أن “غياب الإنارة يتسبب في حصول حوادث دهس خلال الليل. فهذا الشارع يتوسط منطقة تضم أزقة سكنية، ويشهد حركة نشطة للسابلة إضافة للمركبات.

فبدون الإنارة يصعب على سائقي المركبات رؤية السابلة العابرين أمامهم”، داعيا إلى “الإسراع في نصب منظومة إنارة، وإن كان ذلك بشكل مؤقت لحين انتهاء المشاريع الأخرى”.

وتنقل وكالات أنباء عن مصدر في دائرة الكهرباء، قوله أنه “باشرنا باستبدال الإنارة على طول شارع منطقة المشتل، لكن مشروع إنشاء الجسر الجديد هو من أخّر إنجاز إنارة الشارع المؤدي إلى هذا الجسر”، مؤكدا أن “الشارع سيخضع إلى صيانة شاملة لكافة المرافق، مع نصب إنارة موحّدة وجديدة”.

*****************************************************************************************

مواساة

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان الرفيق المناضل عدنان موسى الحمراني، الذي توفي اثر مرض عضال عانى منه طويلا. وكان الفقيد مثالا للنضال والتضحية من أجل الشعب. له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه الصبر والسلوان.
  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثانية الرفيق عيسى خلف بوفاة والده. الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة.
  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى الرفيق محسن دهيرب (ابو حازم) بوفاة شقيقته. للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.
  • بمزيد من الحزن والاسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية الرفيق كاظم محمد هادي، شقيق الشهيدة الخالدة فوزية ام سعد، والذي فارق الحياة بعد صراع مرير مع المرض. وكان الفقيد ملتصقا بالحزب مواصلا النضال في صفوفه.

له الذكر الطيب دوما ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

كما تتقدم اللجنة المحلية في الديوانية بالتعازي للرفيق سامي دريويش، ولشقيقه الشخصية الوطنية ناظم دريويش بوفاة نجله المهندس علي ناظم دريويش اثر ازمة صحية مفاجئة.

للفقيد الذكر الطيب دوما ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي عضو اساسية الشهيد شريف، الرفيق موسى كاظم (ابو عامر)، بوفاة اخيه رزاق كاظم.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لأهله ومعارفه.

وتعزي اللجنة اايضا الرفيق سمير زري بوفاة نجله مشتاق اثر مرض عضال لم يمهله طويلا.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لأهله.   

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيق المخضرم نوح الربيعي، الذي عرفته سوح النضال منذ خمسينيات القرن الماضي، وبقي لصيقا بالحزب حتى آخر نبض في حياته.

له الذكر الخالد، ولأهله ورفاقه وأصدقائه في ناحية الوجيهية ومحافظة ديالى التعازي الحارة.

كما تعزي اللجنة المحلية الرفيق جبار محمد نوفه بوفاة شقيقته. للفقيدة الذكر الطيب والصبر والسلوان لأهلها في بهرز.

  • بألم وحزن عميقين، تلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ألمانيا الاتحادية خبر رحيل الرفيق الغالي شاكر إبراهيم أحمد الامين (أبو عماد)، الذي تغلب عليه المرض اللعين بعد أن أنهك جسده رغم إصراره الشيوعي وحبه للحياة، وبذلك انتهت سيرة شيوعي أصيل لا يُعوض بسهولة.

وفي هذه المناسبة الحزينة تتقدم المنظمة بأحر المواساة ومشاعر التضامن لشريكة حياته العزيزة أم عماد ولابنيه وابنتيه وجميع أفراد أسرته الكريمة داخل العراق وخارجه، متمنين لهم الصبر الجميل.

 وللرفيق أبي عماد الذكر المعلى أبداً.

********************************************************************************************

بغداديون يناشدون إلغاء نقل مدرسة متوسطة

متابعة – طريق الشعب

ناشد لفيف من أهالي حي المهندسين في شارع فلسطين وسط بغداد، وزير التربية التدخل لإلغاء قرار يقضي بنقل إحدى مدارس الحي إلى موقع آخر. وقالوا في مناشدتهم التي نشرتها وكالات أنباء، انهم قلقون ومستاؤون من قرار مديرية تربية الرصافة الثانية، والقاضي بنقل “متوسطة طريق العلم” للبنين ودمجها ضمن مبنى “إعدادية عقبة بن نافع” للبنين، وتفريغ مبنى المتوسطة إلى قسم الإعداد والتدريب.

ولفت الأهالي إلى انهم بذلوا جهودا وقدموا تبرعات لترميم مبنى المتوسطة وتزويده بالكهرباء، من أجل تحسين وتطوير بيئته التعليمية، مستدركين “لكن بعد اخطار مدير مدرسة طريق العلم بضرورة افراغ المدرسة خلال أسبوع، ظهرت بشكل واضح قلة الاهتمام بمساهمة المجتمع في التغيير والتطوير”.

وأشاروا إلى أن علاقة جيدة تربطهم مع مدير المتوسطة “الذي يتمتع بكفاءة عالية ومهنية في القيادة التربوية”، عادّين قرار نقل المدرسة بأنه “غير مبرر ومجحف تجاه جهود أهالي المنطقة”.

ودعا الأهالي وزير التربية إلى النظر في القرار بـ “عناية”، مع الأخذ في الاعتبار مساهمة المجتمع في تحسين الظروف التعليمية، داعين أيضا إلى مراعاة “مصالح أبناء المنطقة الذين يستحقون تعليما جيدا وبيئة تربوية محفزة”.

******************************************************************************************

مدارس النهروان بعيدة عن المنازل

متابعة – طريق الشعب

يشكو العديد من ذوي التلاميذ والطلبة في منطقة النهروان شرقي بغداد، من بعد مسافة المدارس عن منازلهم، مبيّنين أن أبناءهم يُضطرون للذهاب إلى مدارسهم والعودة منها مشياً على الأقدام، ما يعرّضهم لمخاطر حوادث الدهس وغيرها.

وتقع غالبية مدارس النهروان على مقربة من الشوارع العامة، في الوقت الذي لا تتوفر فيه خطوط نقل لإيصال الطلبة، ولا توجد شرطة مرور أو نقاط تفتيش قرب المدارس- حسب ما يؤكده ذوو الطلبة. يقول المواطن غازي فيصل، وهو من سكان “قرية الفرسان” التابعة للنهروان، ان أبناءه الطلبة يداومون في مدرسة قريبة على شارع عام تمر منه المركبات مسرعة طيلة ساعات اليوم، مبينا في حديث صحفي أنه لا يوجد خط لنقل الطلبة، ولا تتوفر خطوط نقل عام تصل إلى هذه المدرسة البعيدة.

ويؤكد أن أبناءه يقطعون يوميا على أقدامهم بضعة كيلومترات للوصول إلى المدرسة والعودة منها، وهذا أمر مقلق بالنسبة لنا”.

وتنقل وكالات أنباء عن مصدر تربوي من إحدى مدارس النهروان، قوله أن “مدرستنا ليس لديها الإمكانية لتوفير خط نقل للطلبة”، مضيفا أن “مناطقنا بطبيعتها زراعية، لذلك غالبا ما تكون المدارس بعيدة عنها”.

**************************************************************************************

البصرة.. مقاطعتان سكنيتان تطالبان بماء الإسالة

متابعة – طريق الشعب

طالب عدد من أصحاب قطع الأراضي السكنية في المقاطعتين 56 و58 الواقعتين خلف المعهد التقني في البصرة، مديرية ماء المحافظة بإيصال ماء الإسالة إلى أراضيهم.

وقالوا في مقطع متلفز نشرته وكالة أنباء “المربد”، أن هذه الأراضي وزعت عليهم عام 1993، وحتى الآن لم يتمكنوا من بناء المنازل عليها، نظرا لعدم توفر الخدمات. وطالب أصحاب الأراضي مديرية الماء برفد المقاطعتين بماء الإسالة مؤقتا، عن طريق الربط مع المناطق السكنية القرية، مبينين أن الشركة التي تنفذ مشاريع الخدمات في المقاطعتين، أنجزت البنى التحتية، وأنجزت أيضا شبكة لماء الإسالة، لكنها غير مفعّلة حاليا. واشاروا إلى أن العديد من أصحاب الأراضي، يودون بناء منازل على أراضيهم، كونهم يسكنون في الإيجار منذ سنوات طويلة.

*********************************************************************************************

الصفحة السادسة

منظمات إغاثية تحذر من أزمة إنسانية كبيرة.. لجنة دولية للتحقيق في مزاعم الكيان الصهيوني بشأن «أونروا»

متابعة ـ طريق الشعب

ندّدت منظمات إغاثية دولية بوقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والتي تعد الجهة المحورية في تقديم المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة، محذرة من وقوع أزمة إنسانية محققة تتنافى مع توصيات محكمة العدل الدولية، وتعرقل مسار تنفيذ توصياتها التي طالبت بوصول المساعدات الإنسانية، في وقت شكلت الأمم المتحدة لجنة دولية للتحقيق في مزاعم الكيان الصهيوني.

لجنة دولية

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنشاء لجنة مستقلة مكلفة بتقييم «حيادية» وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والرد على الاتهامات التي استهدفت عددا من موظفيها.

وأوضح غوتيريش في بيان صحافي، أن مجموعة التقييم هذه ستكون برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا، بالتعاون مع ثلاثة مراكز أبحاث هي معهد راوول والنبرغ في السويد ومعهد ميكلسن في النرويج والمعهد الدنماركي لحقوق الإنسان.

«حكم بالاعدام»

ووصفت مؤسسة «آكشن إيد» البريطانية قرار وقف الدعم بـ»حكم بالإعدام» على الفلسطينيين في غزة والمنطقة، ما جعل بعض المراكز الحقوقية تحذر من أن متخذي هذا القرار قد يحاكَمون بتهم التواطؤ في جرائم حرب.

وقال كريستيان بنديكت مدير الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية بالمملكة المتحدة: إن «هذا قرار رهيب، ويجب التراجع عنه فورا. وقد قالت الأونروا بالفعل إنها تحقق بشكل عاجل في هذه الادعاءات».

وأضاف في حديث للجزيرة نت، «تحاول الأونروا يائسة مساعدة المدنيين الفلسطينيين الذين يواجهون المجاعة والمرض في غزة وسط القصف والحصار الإسرائيلي المستمر، وهؤلاء المدنيون هم الذين سيعاقَبون بقرار المملكة المتحدة».

وانتقد بنديكت الحكومة البريطانية مؤكدا أنه «وبعد فترة وجيزة من الانتقادات المزيفة لقضية الإبادة الجماعية التي رفعت بمحكمة العدل، يبدو أن المملكة المتحدة تعطي الأولوية مرة أخرى لعلاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل والولايات المتحدة، على حساب المحنة الكارثية للشعب الفلسطيني».

وأصدرت الحكومة البريطانية بيانا عقب قرار العدل الدولية، جاء فيه أن «المملكة المتحدة لا تعدّ أفعال إسرائيل في غزة إبادة جماعية»، وأنّ قرار رفع الدعوى من جنوب أفريقيا «خطأ واستفزازي».

وتقول أكشايا كومار مديرة المناصرة لشؤون الأزمات في هيومن رايتس ووتش، انه «رغم أن الدول الموقعة لا توجد لديها واجبات المحتل التي تقع على دولة إسرائيل، لكنها ملزمة بموجب اتفاقيات القانون الدولية وبالتحديد اتفاقية الإبادة الجماعية».

وأوضحت المسؤولة بهذه المنظمة الحقوقية للجزيرة نت، أن هناك التزامات لكل من حكومتي المملكة المتحدة والولايات المتحدة اللتين وقعتا على اتفاقات دولية، ومن ضمنهما التزامان جرى تجاوزهما وهما: منع الإبادة الجماعية، والتحقق قبل إرسال أي نوع من التسليح العسكري من احتمال أن يخرق القانون الدولي أو الإنساني.

تفاقم الأوضاع

وأشارت كومار إلى توصية محكمة العدل بالحرص على عدم تفاقم الأوضاع وضمان توصيل المساعدات، وهو ملزم لكل الحكومات الموقعة على تلك الاتفاقية من قبل، مشددة على ضرورة أن ينعكس هذا التوقيع على قرارات الحكومات الموقعة، خصوصا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وحذّرت من قطع المساعدات عن الأونروا، معتبرة أنه تجويع لآلاف الفلسطينيين من ذوي الاحتياجات الخاصة والنساء والأطفال والحوامل والمسنين الذين يعتمدون على مساعدات الوكالة، وأن المجتمع الدولي يعلم بحقيقة التجويع.

وأعربت كومار عن قلقها قائلة «أبلغتنا الأونروا رسميا أنها لن تكون قادرة على العمل بنهاية الشهر الحالي، وبالتالي ستكون هناك صعوبات مرعبة، وهو خطر مجاعة محقق، وبالقطع هذا أمر من اختصاص محكمة العدل، والتي دعت الدول المعنية والموقعة على اتفاقيتها لضمان دخول المساعدات الإنسانية».

وأكدت مديرة المناصرة لشؤون الأزمات لدى ووتش، أن منظمتها تحث إسرائيل حاليا على وقف النزاع والامتثال لواجبها كقوة محتلة، وهو يشمل ضرورة تحمل إسرائيل مسؤولية حصول الشعب الفلسطيني على احتياجاته الإنسانية، والانصياع لقرار محكمة العدل الدولية بالسماح بدخول المساعدات.

ورفضت كومار الحديث عن أي خطط بديلة للأونروا، محذرة من هذا السيناريو، ووصفته بالخطة الإسرائيلية، وأن هذه مطالبات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته يسرائيل كاتس بوقف عمل الوكالة في غزة.

وشددت مديرة شؤون الأزمات على أن أي محاولة للبحث عن خطة بديلة للأونروا تبنٍّ للهدف الإسرائيلي، وناشدت ألا يتم الاستسلام لهذا الهدف.

وأشارت إلى استمرار ووتش في توثيق الحقائق، وأنهم وثقوا «بالأدلة الدامغة فظائع قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي» وأنها جرائم حرب خطيرة بما في ذلك أدلة عن تعمّد العقاب الجماعي واستخدام التجويع سلاحا من أسلحة الحرب وجرائم ضد الإنسانية.

وحذّرت كومار من المقامرة بحياة الفلسطينيين في غزة، ومطالبتهم بالانتظار حتى انتهاء التحقيقات ليحصلوا على مساعدات غذائية. وقالت إنه أمر ينذر بكارثة إنسانية محققة.

ادعاءات بلا أدلة

وأوضحت كومار أن مسارات التحقيق جارية في الأمم المتحدة، والجهة المسؤولة عن التحقيقات في تلك المزاعم والادعاءات تم تفعيلها بقرار من الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش.

وقالت إنه، ورغم ما يُتَدَاوَل من مزاعم واتهامات لـ12 موظفاً من الوكالة، اطّلعت الهيئة المستقلة على ادعاءات سردية فقط دون أية أدلة، ومع ذلك أخذت المزاعم على أعلى حد من الجدية للتحقيق.

وقالت كومار، إن ثمة أنباء متداولة عن وجود «ملف» ولكنها نفت اطلاع منظمتها أو الأمم المتحدة على أي أدلة مكتوبة قد تدعم تلك الادعاءات، مشيرة إلى أنه لا توجد معلومات كافية لتأكيد أو نفي ما إذا كانت الدول التي أوقفت الدعم تسلمت ملفا يتعلق بأدلة دامغة «لتورط» هؤلاء الموظفين بأي أنشطة «مخالفة للقانون» أم أن قرار المنع جاء بناء على ادعاءات شفهية.

وبناء على ذلك، قالت كومار إن المنظمة ستجري التحقيقات الآن بنفسها دون استلامها أي أدلة تساعدها في التحقق من تلك الادعاءات، بحسب قولها.

***********************************************************************************

مصر وقطر ترعيان جولة جديدة من مفاوضات التهدئة في غزة

القاهرة ـ وكالات

قال مصدر مصري مسؤول إن القاهرة تبذل قصارى جهدها للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، تتضمن الإفراج عن الأسرى والمحتجزين، وإنهاء الأزمة الإنسانية الحالية التي يشهدها القطاع.

ودعت مصر جميع الأطراف لإبداء المرونة اللازمة للوصول إلى تهدئة في غزة، حسبما ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية»، امس الأربعاء.

وذكر المصدر، أن هناك جهودا مكثفة لوقف تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، مشيرا إلى أن مصر وقطر سترعيان جولة جديدة من المفاوضات، غدا الخميس، في القاهرة.

وذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية «كان»، أمس الأربعاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وافق على مقترح مقدم من دولة قطر، بوقف إطلاق النار في غزة، خلال الفترات الانتقالية، التي تفصل مراحل الصفقة المرتقبة مع حركة حماس الفلسطينية.

وكانت حركة حماس الفلسطينية، قد اقترحت امس الأربعاء، «خطة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، من ثلاث مراحل، كل مرحلة منها مدتها 45 يوما.

وكان القيادي في حركة حماس الفلسطينية، غازي حمد، قد كشف أن «رد الحركة على مقترح اتفاق باريس بينها وبين إسرائيل، كان واضحًا وصريحًا»، مشيرًا إلى أن «الحركة رأت تعديل بعض الأمور وتحديدها وأنها تريد انسحابا كاملًا للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة».

****************************************************************************************

تونس.. بدء محاكمة قتلة شكري بلعيد

تونس ـ وكالات

بدأت في تونس محاكمة حوالي 40 شخصا متهمين بالتورط باغتيال السياسي التونسي شكري بلعيد رميا بالرصاص في السادس من شباط عام 2013.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية حينها مسؤوليته عن اغتيال بلعيد إلى جانب السياسي اليساري الآخر محمد البراهمي.

ووجّهت المحكمة للأشخاص الـ 40 تهم «القتل العمد، والتحريض على ارتكاب جرائم إرهابية، والانضمام إلى مجموعات لها علاقة بتنظيم إرهابي، وجمع تبرعات لتمويل أشخاص لهم علاقة بأنشطة إرهابية، وتوفير أسلحة ومتفجرات لصالح تنظيم له علاقة بجرائم إرهابية”.

وكشف هيثم الزعيبي، عضو هيئة الدفاع في قضية اغتيال بلعيد، عن قيام القضاء باستجواب متهم واحد فقط من جملة 23 متهم تمت دعوتهم، الثلاثاء، للمثول أمامه، مشيرا إلى أن ملف القضية «لن يُغلق بمحاكمة المتهمين بتنفيذ عملية الاغتيال، فهناك ملفات أخرى أمام القضاء تتعلق بمن خطط ونفذ ودبر ومول ووفر الحماية (السابقة أو اللاحقة) لتنفيذ عملية الاغتيال».

وبلعيد محام ولد عام 1964 في حي جبل الجلود الشعبي جنوب العاصمة، وكان من مؤسسي حركة الوطنيين الديمقراطيين التي تتبنى شعارات العدالة الاجتماعية, بما في ذلك الدفاع عن العمال والفلاحين.

وقبل أسابيع من اغتياله، انتُخب شكري بلعيد أمينا عاما للحركة، وهي جزء من الجبهة الشعبية التي تضم إجمالا 12 حزبا من أهمها حزب العمال.

***************************************************************************************

الجامعة العربية تدين نقل سفارة الأرجنتين إلى القدس المحتلة

القاهرة ـ وكالات

دانت الجامعة العربية، إعلان رئيس الأرجنتين خافيير مايلي نية بلاده نقل السفارة إلى مدينة القدس المحتلة، وذلك خلال زيارته إلى دولة الاحتلال قبل أيام.

وأكد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن هذا الإجراء إن تم، يمثل مخالفة صارخة للقانون الدولي، وسيضر بفرص تحقيق السلام على أساس حل الدولتين.

وفي بيان له، أوضح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، جمال رشدي، أن قرار مجلس الأمن رقم 478 لعام 1980 يُشدد على أن جميع الإجراءات الإسرائيلية في القدس المحتلة باطلة ويجب إلغاؤها، كما يدعو القرار إلى امتناع الدول عن نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة.

وأكد أبو الغيط، أن هذا النهج يعكس تماهياً مع أجندة اليمين الإسرائيلي، وانسلاخاً من مواقف دول الجنوب التي تُدافع عن الحق الفلسطيني وتُعلي من قيمة القانون الدولي.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن مايلي أعلن فور وصوله لتل أبيب الثلاثاء، قراره نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة.

وذكرت الوزارة في بيان أن مايلي، «أعلن قراره نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس».

************************************************************************************

الأمم المتحدة: السودانيون يئنون تحت وطأة الحرب

نيويورك ـ وكالات

أطلقت الأمم المتحدة امس الأربعاء نداء للدول المانحة للتبرع لإغاثة المدنيين السودانيين الذين يئنون تحت وطأة الحرب، ودعت المجتمع الدولي إلى عدم نسيان السودان.

وقالت المنظمة إن هناك حاجة ماسة لجمع 4.1 مليارات دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمتضررين من الحرب، بمن في ذلك النازحون الذين فروا إلى دول الجوار.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نصف سكان السودان -أي نحو 25 مليون شخص- يحتاجون للمساعدات الإنسانية والحماية، كما تشير تقديراتها إلى أن أكثر من 1.5 مليون فروا من البلاد جراء الحرب إلى جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.

وطالب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في نداء مشترك مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتمويل بقيمة 2.7 مليار دولار لتقديم مساعدات إنسانية إلى 14.7 مليون شخص داخل السودان.

كما دعا إلى تقديم 1.4 مليار دولار لدعم نحو 2.7 مليون نازح فروا إلى دول مجاورة للسودان في إطار هذا النداء.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث لدبلوماسيين في مقر المنظمة الدولية بجنيف «لا يزال المجتمع الدولي ينسى السودان».

وشدد على أهمية أن يتحرك المجتمع الدولي لإغاثة السودان انطلاقا من الحاجة الملحة لذلك، مضيفا «يجب ألا ننسى السودان، هذه هي الرسالة البسيطة أوجهها اليوم».

وذكّر غريفيث بالمعاناة الإنسانية للسودانيين، وقال إنّ «10 أشهر من النزاع حرمت السكان في السودان من كل شيء تقريبا، الأمن والمأوى وسبل العيش».

وأشار غريفيث إلى أن تمويل احتياجات العام الماضي لم يتجاوز تغطية نصف الاحتياجات، وأكد على الحاجة الماسة لتقديم مزيد من الدعم لسد الاحتياجات الإنسانية للسودانيين هذا العام.

***************************************************************************************

انتقاد أممي للتحريض على معاداة الشيوعية في الفلبين

متابعة ـ طريق الشعب

دعت إيرين خان المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالحق في حرية التعبير حكومة الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن إلى اتخاذ خطوات مهمة لإنهاء الممارسة الشائعة في البلاد والمعروفة بما يسمى بـ «العلامة الحمراء» واستمرار مديات واسعة من عمليات الإفلات من العقاب. وقد أدت «العلامة الحمراء»، وهو وصف الناشطين السياسيين والاجتماعيين ومنتقدي الحكومة بأنهم «مؤيدون للشيوعية»، إلى العديد من عمليات القتل الكيفي خارج نطاق القضاء والتي تم غض النظر عنها، والتسامح الضمني معها، بل في كثير من الأحيان الترحيب بها علنا، تحت يافطة «مكافحة التمرد»، وهي ممارسة دأبت الدكتاتوريات المتعاقبة في البلاد على اعتمادها.

وقالت المقررة الأممية، التي تتولى منصبها منذ عام 2020، يوم الجمعة الفائت، في ختام زيارتها للفلبين التي استغرقت عشرة أيام: إن ما يسمى بـ «فرقة العمل الوطني»، وهي مجموعة عمل لإنهاء الكفاح المسلح الذي تقوده الجبهة الديمقراطية الوطنية في الفلبين، قد عفا عليها الزمن ويجب الغاؤها.

وقد بدأت اللجنة المذكورة عملها في نهاية عام 2018 بموجب الأمر التنفيذي رقم 70 الموقع من قبل الرئيس والدكتاتور السابق رودريغو دوتيرتي، وخصصت له آنذاك مبالغ كبيرة من ميزانية الدولة. ولجأ دوتيرتي لهذه الخطوة بسبب فشل مفاوضات السلام مع الجبهة الديمقراطية الوطنية في الفلبين التي تقود الكفاح المسلح في البلاد، والتي سبق له الإشادة بها. وفي حينها أجرى ممثلو السلطة مفاوضات رسمية مع ممثلي الجبهة الديمقراطية الوطنية في النرويج وهولندا، وعندما فشلت أعلن دوتيرتي «الحرب الشاملة» على الجبهة والشيوعيين وعموم اليسار في انقلاب فظ. وبالتالي سمّم أجواء البلاد، بهستيريا معاداة للشيوعية.

وتبين أن المتحدثة السابقة باسم «فرقة العمل الوطني» لورين بادوي والجنرال السابق أنطونيو بارلاد شخصان مهووسان برؤية قمعية ومعادية للشيوعية عالميا. لذلك نظما جولات عنيفة متواصلة، لكل من ينتقد الحكومة، والصقا بهم تهمة التعاطف مع الكفاح المسلح. وامتدت دائرة الاتهام لتشمل النقابيين والطلبة والعاملين في وسائل الإعلام، وناشطي الكنيسة.

وقالت خان في مؤتمرها الصحفي: إن إلغاء «فرقة العمل الوطني» يلغي بعض العوامل الأكثر أهمية للعمل بـ «العلامة الحمراء». بالإضافة الى ان الحكومة الحالية بعثت ببعض الإشارات بشأن استئناف مفاوضات السلام مع الجبهة الديمقراطية الوطنية، وقررت إطلاق سراح السيناتورة ليلى دي ليما وأسقطت اتهامات الاحتيال الضريبي الوجهة للصحفية ماريا ريسا الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2021.

وتابعت خان: «لذلك هناك استعداد للعمل مع الأمم المتحدة، وهذه كلها إشارات إيجابية، لكنها ليست كافية لتحويل دفة الأمور بشكل حاسم».

وأضافت: «إن معالجة مشاكل حقوق الإنسان الخطيرة والعميقة في الفلبين، والتي يرتبط الكثير منها بمهمتي، تتطلب المزيد من الإصلاحات الأساسية والمستدامة والتزامًا واضحًا بالمساءلة».

وفي هذا السياق، أشارت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة، والتي زارت أيضًا الصحفيين المسجونين خلال اقامتها في البلاد، إلى أن الفلبين لا تزال تحتل المرتبة الثامنة في العالم فيما يتعلق بظاهرة «الإفلات من العقاب، والفلبين دولة خطرة بالنسبة للصحفيين، وأكثر من ذلك بكثير، يجب البدء بمكافحة الإفلات من العقاب».

واعتمادا على معطيات منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو)، ذكرت خان أن 81 حالة قتل للصحفيين لم يتم عرضها على القضاء أو التحقيق فيها. وقُتل أربعة صحفيين على الأقل منذ أن تولى فرديناند ماركوس الابن منصبه في صيف عام 2022. وتحتل الفلبين المرتبة 132 من بين 180 دولة ضمن مؤشر حرية الصحافة العالمي.

***************************************************************************************

الصفحة السابعة

لجنة العمل البرلمانية تنتهك حرية عمل الاتحادات والنقابات العمالية

بغداد – طريق الشعب

عبرعدد من ممثلي الاتحادات والنقابات العمالية، عن استيائهم من اجراءات لجنة العمل البرلمانية، معتبرين ان اللجنة قد « تفردت باعداد ومناقشة مسودة قانون حرية العمل النقابي دون العودة إلى أصحاب الشأن من الاتحادات والنقابات العمالية».

ويقول رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في جمهورية العراق كريم لفته سندال إن «الاتحادات والنقابات العمالية وبالتعاون مع منظمة العمل الدولية ووزارة العمل، أجرت مؤخرا اجتماعاً مشتركاً، تمخض عنه مقترح لمسودة قانون حرية العمل النقابي. الاّ ان لجنة العمل البرلمانية عمدت لمناقشة مسودة جديدة لا تنسجم مع المسودة التي جرت مناقشتها مع أصحاب الشأن».

ثلاث مسودات في الساحة

ويشير سندال في حديثه مع «طريق الشعب» إلى وجود ثلاث مسودات لقانون حرية العمل النقابي، مطروحة على الساحة الان. وإن «المسودة الاولى هي التي عملت على اعدادها وزارة العمل، والثانية التي تمت مناقشتها من قبل الاتحادات والنقابات العمالية، والثالثة هي مسودة لجنة العمل البرلمانية».

تنتهك حرية العمل النقابي

وعن المسودة الثالثة للقانون يقول سندال بانها «تنتهك حرية العمل النقابي وتسمح بتقييد عمل الاتحادات والنقابات العمالية والتدخل في شؤونها، فضلا عن انها تتعارض مع الاتفاقية الدولية رقم 87 لسنة 1948».

وتطرق سندال إلى مضمون مسودة لجنة العمل البرلمانية قائلاً «ان المسودة التي تحمل عنوان حرية العمل النقابي تتضمن منع سفر ممثلي الاتحادات والنقابات العمالية دون موافقة وزارة العمل». وحول الاجراءات أفاد ان «الاتحادات والنقابات العمالية بصدد إصدار موقف ازاء لجنة العمل البرلمانية، حال اصرارها على المضي بالاجراء، حيث سيكون هناك توجه إلى منظمة العمل الدولية».

اللجنة تجاهلت أصحاب الشأن

كما يؤكد رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال العراق علي رحيم الساعدي على أن اجراءات لجنة العمل البرلمانية تشّكل تفرداً بصياغة مسودة قانون حرية العمل النقابي. ويضيف في حديث مع «طريق الشعب» ان «لجنة العمل لم تتجاهل الاتحادات والنقابات العمالية بل وتجاهلت ايضاً وزارة العمل». وأفاد أن «مسودة قانون حرية العمل النقابي التي تمت مناقشتها من قبل لجنة العمل لا تنسجم مع الاتفاقيات الدولية والعربية التي صادق عليها العراق».

مسودة غير موضوعية

وينبه الساعدي إلى أن المسودة «تتضمن الكثير من الاخطاء فضلا عن كونها غير موضوعية وتعمل على تقييد حرية العمل النقابي بل ويتعدى ذلك إلى التدخل في النشاطات». وعبر الساعدي عن رفض اتحاده للمسودة ولجعلها قانوناً نافذاً يُفرض تطبيقه على الحركة النقابية العمالية.

انتهاك للدستور

ولم تتعارض مساعي لجنة العمل البرلمانية لصياغة مسودة قانون حرية العمل النقابي مع الاتفاقيات الدولية فحسب بل وتعدت ذلك الى مخالفة القوانين المحلية.

ويقول رئيس نقابة المهن الهندسية والفنية علي حسين لـ»طريق الشعب» ان «الدستور العراقي أكد على حماية النقابات وحرية العمل النقابي، إلا ان لجنة العمل خالفت حتى القوانين الدستورية بصياغة مسودة تقيد من حرية العمل النقابي وتسلب حق النقابات والاتحادات بالدفاع عن العمال».

وعّد السيد علي «اجراءات لجنة العمل متوقعة، لكونها جزء من منظومة حكومية ليس بمصلحتها تشريع قانون منصف لحرية العمل النقابي في العراق»، منبهاً إلى «الاتحادات والنقابات العمالية حرصت خلال السنوات السابقة على تقديم مسودات لقانون حرية العمل النقابي تنسجم مع القوانين المحلية والدولية، الا ان اللجنة لم تأخذ بها، بل واستبعدت حتى مناقشتها مع اصحاب الشأن».

وعقدت لجنة العمل البرلمانية، مؤخرا، اجتماعا، ناقشت خلاله مسودة لقانون المنظمات النقابية للعمال والموظفين في العراق، «وقررت اللجنة بجميع اعضائها الحاضرين «رفع مقترح القانون إلى رئاسة المجلس لغرض ادراجه ضمن جدول اعمال المجلس للقراءة الأولى» وذلك بحسب الدائرة الإعلامية لمجلس النواب.

*********************************************************************************************

عمال المهن الحرة يشكون التأخير  في إجراءات الشمول بالضمان الاجتماعي 

بغداد – طريق الشعب

عبر عدد من عمال المهن الحرة عن شكواهم من التأخير الحكومي بتنفيذ قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، الذي نشر في الجريدة الرسمية مطلع شهر آب من العام الماضي، ووعدت  الحكومة على ضوئه بشمول جميع العمال وضمنهم اصحاب المهن الحرة بالقانون.

ويقول أسعد هاشم وهو حداد، إنه كان يتابع بحرص شديد تشريع قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال. ويفيد لـ”طريق الشعب” أنه “ بعد شهر من نشر القانون في الجريدة الرسمية تواصلت مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية للاستفسار حول آلية الشمول بالضمان الاجتماعي والبدء بدفع الاستحقاقات المالية. الاّ أني فوجئت برد المسؤولين في الوزارة بانها لم تستلم اي تعليمات إلى الآن حول شمول عمال المهن الحرة بالضمان وان الوضع يقتصر فقط على عمال القطاعين الخاص والمختلط”.

اما زميله في ورشة الحدادة أحمد محمد فقد عّد “قانون التقاعد والضمان الاجتماعي مجرد دعاية انتخابية، انتفت الحاجة اليها بعد حسم الانتخابات صالحهم”.

ويقول احمد لـ”طريق الشعب” إن فئة عمال المهن الحرة يعانون من مظلومية كبيرة، فبالإضافة إلى غياب الضمانات المستقبلية وقلة اجور عملهم الا انهم ايضا يتأثرون بالاجراءات الحكومية التي أبرزها قطع الطرق في اي مناسبة، مما يسبب في قطع مصدر رزقهم لعدة ايام وغلق ورش عملهم “.

*********************************************************************************

افتتاح أول مدرسة معنية بالشؤون العمالية

كركوك - طريق الشعب

افتتح، اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق، مؤخرا، في محافظة كركوك، اول مدرسة نقابية تعنى بالشؤون العمالية.

ونقلت وكالة صدى العمال ان “المدرسة تعنى بتدريب اعضاء الاتحادات والنقابات العمالية في كل ما يتعلق بالقوانين الدولية والمحلية المتعلقة بالشأن العمالي”.

*********************************************************************************

لحظة عمالية.. عذاب العمال مع لجنة العمل البرلمانية

نورس حسن

التجاهل الذي قابلت به لجنة العمل البرلمانية أخيرا ممثلي الاتحادات والنقابات العمالية، التي يصل عددها الى 12 كيانا نقابيا في مختلف محافظات العراق، ومحاولتها فرض ارادتها عليهم، لم يحدث لاول مرة.

فقد سبق للجنة ان تعاملت بالطريقة المتسلطة والمستهجنة ذاتها ايام العمل على تشريع قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، الذي ما زال تنفيذه معطلا حتى اليوم على الرغم من نشره في الجريدة الرسمية قبل اكثر من 6 أشهر، بحجة “ضعف الامكانيات وغياب الكادر المؤهل” كما تقول وزارة العمل.

حينها تمكنت الاتحادات والنقابات العمالية بشق الأنفس، من استبعاد بعض النصوص المنطوية على انتهاكات لحقوق العمال من القانون، والتي كان بعض النواب من اعضاء اللجنة البرلمانية يصرون على تثبيتها في مشروع القانون، سعيا الى تحقيق مصالح ذاتية غير مشروعة وبعيدة عن مصلحة العمال. وكان في مقدمتها النص المتعلق بعدم مسؤولية الحكومة عن دعم صندوق الضمان الاجتماعي وجعله ذاتي التمويل.

في النقاش اليوم حول مشروع قانون حرية العمل النقابي يتكرر المشهد ذاته. فعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها ممثلو الاتحادات النقابية العمالية في صياغة المشروع، بما ينسجم مع الاحكام الدستورية والاتفاقيات الدولية، فاجأت اللجنة مرة اخرى الاوساط العمالية وتنظيماتها النقابية، بصياغة مسودة اخرى للمشروع تتضمن الكثير من المخالفات والخروقات، بل وتضفي المشروعية القانونية على تقييد نشاط الاتحادات والنقابات العمالية وعلى التدخل في شؤنها.

ولا شك ان شرعنة انتهاك حقوق العمال من قبل ممثلي القوى المتنفذة وقوى الفساد اليوم ليس بالامر المستغرب. فالحرص على المصالح الشخصية والفئوية والطبقية، دفع الكثير من النواب في دورات البرلمان المتعاقبة وحتى اليوم، الى الحيلولة دون تشريع قانون يلغي العمل بالقانون الصدامي رقم 52 لسنة 1987 الجائر. وهو القانون الذي تم بموجبه حرمان الموظفين في قطاع الدولة من حق التنظيم النقابي، وجُعل العمل النقابي مباحا لعمال القطاع الخاص فقط.

ونتيجة لذلك بات العمال في القطاع الحكومي اليوم، على سبيل المثال، ضحايا للاجراءات الحكومية المتعسفة بحقهم والمستهترة بمصالح اقتصاد البلاد، وفي مقدمتها خصخصة شركات وزارة الصناعة او تغيير جنسها. وهو ما ادى الى ترحيل العمال منها، ونقلهم الى وظائف واعمال ثانوية بعيدة كليا عن اعمالهم وتخصصاتهم الاصلية. اضافة الى اتخاذ تدابير تمييزية بحقهم، طالت رواتب الكثيرين منهم على الرغم من سنوات خدمتهم الطويلة. فصاروا اليوم يخرجون في تظاهرات تطالب بسلم رواتب موحد لجميع الموظفين دون تمييز.

هكذا هي معاناة الجماهير العمالية واتحاداتها النقابية اليوم مع “ممثلي الشعب” في مجلس النواب، والتي تشكل وجها واحدا من اوجه معاناتهم العامة في ظل منظومة المحاصصة والفساد.

****************************************************************************************

تزايد المخالفات القانونية واتهام لـ وزارة العمل بالمسؤولية

بغداد – طريق الشعب

حمّلت رئيسة الاتحاد الوطني المركزي لنقابات العمال يسرى الهاشمي، في تصريح مؤخرا، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية مسؤولية ارتفاع المخالفات القانونية في ميادين العمل.

وقالت الهاشمي في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” ان “وزارة العمل والشؤون الاجتماعية مخولة بالإشراف على تطبيق القانون من خلال لجان التفتيش في الوزارات، التي يتوجب أن ترصد المخالفات”، منوهةً إلى ان “ الوزارة لا تقوم بذلك إلا إذا قدم العامل شكوى؛ وهي مسألة شائكة بحد ذاتها بسبب قلة معرفة العمال بحقوقهم، الذي يرافقه تهاون وزارة العمل بالتفتيش والإشراف على تطبيق القانون لأسباب تعود إلى قلة عدد كوادر لجان التفتيش”. 

وتطرقت الهاشمي في تصريحها إلى اعداد المخالفات وقالت انه “لا توجد إحصائية واضحة بعدد مخالفات قانون العمل فيما يخص ساعات العمل بالتحديد، فعدد الشكاوى التي تصل الاتحاد الوطني المركزي لنقابات العمال متفاوتة”، لكنها أكدت أن “أغلب مواقع العمل المنتظمة التي تشهد مخالفات في ساعات العمل هي المولات والشركات الأمنية”.

******************************************************************************

عمال القطاع الخاص.. ساعات عمل طويلة مقابل رواتب ضئيلة

بغداد – طريق الشعب

تتصاعد الشكاوى من العاملين بالقطاع الخاص بسبب الساعات الطويلة في وقت العمل مقابل الرواتب القليلة جدا، بالإضافة إلى التعامل غير الصحيح التي تمارسه أغلب الشركات الأهلية فضلا عن غياب الأجور الإضافية والمكافأت التي اقرها قانون العمل النافذ.

على الرغم من وجود قانون ووزارة ولجنة برلمانية معنية بالشؤون العمالية، لم تنجح الحكومات المتعاقبة من وضع القطاع الخاص على السكة الصحيحة، فضلا عن غياب الرقابة الحكومية على عمل الشركات في هذا القطاع.

استغلال كبير

وبهذا يقول سجاد إبراهيم وهو عامل في أحد شركات القطاع الخاص ان “هذه القطاع يستغل العمال ويمنحهم أجور عمل قليلة، مستغلاً قلة فرص العمل، لا سيما في ظل عدم توفر الحماية الحكومية وغياب دور النقابات العمالية وبالتالي تحدد الشركات رواتب العمال بنفسها وحسب مصلحتها”.

ويفيد إبراهيم انه “ يتقاضى راتب 500 ألف دينار شهريا مقابل ساعات عمل تتجاوز 12 ساعة في اليوم”، معتبرا ان “واقع حال عمال القطاع الخاص مظلم، لاسيما مع صعود سعر صرف الدولار وارتفاع أسعار البضائع، مع بقاء الرواتب على حالها “.

غياب الضمانات الصحية

في السياق، يتحدث أمين الجوراني وهو عامل بناء عن ان هناك حاجة ماسة إلى تأمين صحي واجتماعي، وتعويضات عن الإصابات والحوادث التي يتعرض لها العاملون في مكان العمل، مشيرا إلى ان العامل ليس على دراية كاملة بشروط العمل، والرواتب تبقى رهينة إرادات أرباب العمل، شاكياً من غياب دور فاعل لنقابات العمال في حماية العاملين، خصوصا في حالات فصلهم من العمل.

تفضيل العمل الوظيفي

ويفضل العمال العمل في القطاع الحكومي، لتوفر الضمانات المستقبلية المتمثلة بالتقاعد الوظيفي. ويذكر عبد الله المعمار وهو عامل في إحدى شركات القطاع الخاص انه “حاول لمرات عدة الحصول على فرصة عمل حكومية، الا انه وجد ان لا جدوى من المحاولات”.

ويقول لـ “طريق الشعب “ إن “العمل في القطاع الخاص هو ضياع للحقوق واستهلاك للطاقة البدنية، ولا يحقق الاّ منفعة لصالح جهات متنفذة لا أكثر ويبقى العامل هو الضحية”.

ويفيد انه تخرج منذ ثمانية اعوام من كلية الزراعة الا انه لم يحظ بفرصة عمل كحال الكثير من زملائه.

القوانين حبر على ورق

ويرى عبد الله ان “القوانين التي يتحدث عنها المسؤولون حبر على ورق ولم يلمس العمال منها شئ على ارض الواقع، وان جميع المؤسسات والاتحادات العمالية شكلية وبعيدة عن العمال وهموهم” حسب قوله.

ويشدد على أن “ارباب العمل في القطاع الخاص يفرضون ساعات عمل طويلة دون تعويضات مالية او حتى احتساب لمخصصات الخطورة والطعام والنقل مكتفين بمنح العمال رواتب قليلة”، مضيفا “ انهم يستفيدون في ذلك من ضعف المحاسبة القانونية وتغاضي السلطة عن تطبيق العقوبات القانونية على المخالفين”.

بدورها، تقول المحامية سماح الطائي لـ”طريق الشعب” إن “ العاملين في القطاع الخاص بصورة عامة يتقاضون رواتب قليلة وغير مشمولين بالضمان الاجتماعي للعمال فضلا عن انهم يتعرضون إلى معاملة سيئة والعمل لساعات طويلة وخارج الوقت الرسمي للدوام بدون أجور إضافية أو مكافأت”، مشددة على ان “طبيعة عمل العمال في القطاع الخاص تجري بصورة عامة بآلية مخالفة لقوانين العمل النافذة”.

وتنبه إلى أن “محكمة العمل تحرص في الدعاوي التي تردها بحسم القضية لصالح العمال مهما كانت طبيعتها، ومع ذلك فان الاقبال على تقديم الشكوى دون المستوى المطلوب، لأسباب اهمها غياب الحماية القانونية وشح فرص العمل البديلة”.

***********************************************************************************************

الصفحة الثامنة

انتخابات مجالس المحافظات بين النتائج وأداء الحزب

د. مزاحم مبارك مال الله

أصدرت ل.م يوم 24/12/2023 بياناً تناولت فيه مخرجات الانتخابات، ثم عقدت الهيئات واللجان الحزبية موسعاتها وبحضور رفاق قيادة الحزب في كل أنحاء العراق وخارجه لتنتهي بإنعقاد المجلس الإستشاري الموسع يوم 26/1/2024، ومما جاء في البلاغ الصادر عنه: “عبّر المجتمعون عن ارائهم في سياسة الحزب العامة وفي تحالفاته ومشاركته في الانتخابات.”

ويُستخلص من هاتين الوثيقتين المهمتين:

  1. أن قيادة الحزب تطرح الأمور كما هي بلا تمرير عاجل وسريع عما جرى.
  2. تدعو قيادة الحزب دوما رفاق الحزب لتبني مصالح الجماهير والعمل مع قيادة الحزب في رسم سياسة الحزب العامة.
  3. شخصت قيادة الحزب الخلل وتدعو الجميع الى مناقشته والخروج بحلول ناجعة.
  4. أن ممارسة الديمقراطية في حياة الحزب الداخلية هي الهدف الأسمى في كل مجريات الأحداث وواضح أن قيادة الحزب لم تتملص من المسؤولية.

لقد أستفاض الرفاق والأصدقاء ومحبو الحزب في طرح وجهات نظرهم ومنها (المعاتبة واللوم والنقد  الخ) وعبر مختلف الوسائل بما فيها وسائل التواصل الأجتماعي، وفي هذا الموضع أقول:ـ

  • حصل وهم كبير لدى البعض بأن وسائل التواصل الاجتماعي هي من وسائل الإعلام الحزبية أو منابرها، في حين يؤكد الحزب وعبر نظامه الداخلي على ان من حق الأراء المغايرة أن تُطرح عبر الوسائل الحزبية المعروفة.
  • نعم اتفق فهناك مشكلة ولكن هل المشكلة تتحملها جهة واحدة ؟ فالكل مشاركون فيها.
  • البعض يعتقد أنه يمتلك الحقيقة كاملة كلها وهذا رأي نرجسي وحيد الجانب.

ولا بد من أن أثبت وجهة نظري من خلال النقاط التالية:ـ

اولاً:- الشجاعة والحرص يكمنان في المكاشفة ومواجهة المشاكل والمصاعب وليس ترحيلها مع ضرورة الاعتراف بالأخطاء والإصرار على التصحيح.

ثانياً:- لنساهم جميعاً وبكل مسؤولية في الإجابة عن «ما العمل؟». فليكن شعارنا [يداً بيد من أجل عبور الأزمة وعلينا كلنا قيادة وقواعد أن نستمع لبعضنا بروح المسؤولية].

ثالثاً:- أن تحالف “ قيم” هو ليس الحزب الشيوعي العراقي كله ولا الحزب هو كل القائمة.

رابعاً:- النتائج متوقعة وليست غريبة فكل الظروف الذاتية والموضوعية تشير الى الاستحواذ اللامشروع للقوى المتنفذة والتي عُرفت بتحاصصها وفسادها. فهل على القوى الوطنية المناضلة ضد المشروع الطائفي أن تشارك في مثل هكذا انتخابات، لا يؤمّن بها الحد الأدنى من الشرعية.  أرى أن الحزب لا ينظر الى الانتخابات من باب الفوز والخسارة بقدر ما أنها وجه من أوجه الصراع الفكري – السياسي، صراع طبقي بامتياز في خضم مرحلة حرجة وحساسة والتي مازال المتنفذون يخوضون في مستنقعات الفساد منها وبها منذ2003.

كما أرى أن الحزب يرى في دعم وخوض الانتخابات جزء من التزاماته الوطنية التاريخية في أسناد العملية السياسية (على هشاشتها) وهي الباب المضمون لكسر طوق المحاصصة والفساد المستند على أسس الطائفية وتغييب الوعي، وهو جزء من ناعور قوى الرأسمالية العالمية وسندها، قوى الظلام والانفراد والتفرد بالمجتمعات الدولية بصورة أحادية القطب.

لقد جمّع الحزب أطراف القوى الوطنية والمدنية والديمقراطية في تحالف أنتخابي موحد وفق برنامج “قيم”، وليس برنامجاً حزبياً محدوداً، وهذا يؤكد مرة أخرى على تصدي الحزب الى مهامه الوطنية التأريخية في خلق معادلة جديدة من التغيير المنطقي بعد التغيير الشاذ الذي حصل في 2003 ومجئ قوى منتفعة نفعية بعيدة كل البعد عن العراق والعراقيين.

استجابت القوى الوطنية وأنبرت الى تحمل أعباء الحملة الأنتخابية ويحدوها إحداث التغيير المنشود بعيداً عن المحاصصة والسلاح المنفلت قريباً الى تأسيس دولة مدنية حضارية تنطبق عليها صفات الدولة ذات السيادة.

خامساً:- هل نترك الساحة؟

  • إن ترك الساحة للمتحاصصين الفاسدين يعني بلغة السياسة عمليا الأصابة بمرض الأنعزالية، وماذا سنستفيد؟ النظرية الثورية العلمية تؤكد على ضرورة ممارسة كل أساليب النضال والكفاح وليس الأبتعاد والقنوط والخشوع والتي تؤدي الى الإذلال والمذلة.
  • تمكن رفيقاتنا ورفاقنا خلال فترة الدعاية الانتخابية من أيصال برنامج الحزب ومنهاجه الوطني الى جانب البرنامج الأنتخابي لتحالف “قيم”.
  • نعم لم تكن المعادلة متكافئة بيننا وبين المتنفذين المستحوذين، فالانتخابات لها مقوماتها، فهي تستوجب شعب مؤمن بحقوقه وعازم على انتزاعها. ويجب أن تتوفر علاقات اقتصادية أنتاجية – اجتماعية صناعية متطورة، لتنعكس في وعي الجماهير، كي تمارس حقوقها بأستقلالية، في حين لعب المتنفذون، على تفتيت الطبقة العاملة وتشتيت الفلاحين، وأنتهكوا التعليم وهتكوا العلاقات الأسرية والعائلية وقصموا عرى الوطن والمواطنين وأحالوها الى عرى الطائفة والمذهب.
  • كل هذا يتوجب ويحفّز على النضال المثابر بين صفوف الجماهير من أجل امتلاك أدوات التغيير من خلال التمثيل بالمجالس والبرلمان.
  • إن تخلخل القناعات من قبل (البعض) ليس سببه التحالف الوطني (تحالف قيم) وليس سببه المشاركة بالأنتخابات وليس نتائجها، إنما السبب الجنوح الى أبسط التفاسير وهو النظرة العَدَمية للأمور.
  • هل يعتقد المنتقدون أن نضال الحزب ينتهي بمجرد الوصول الى المجالس؟ فنضال تسعة عقود لا يمكن أختصارها بالإنتخابات وتطلعات المناضلين أكبر بكثير.

سادساً:- ومع كل ذلك فهناك ملاحظات مهمة وجب طرحها:ـ

  1. لماذا لم تطرح قيادة الحزب موضوع المشاركة بالأنتخابات للإستفتاء الحزبي؟
  2. بالمقابل فأن رسائل وأشارات قيادة الحزب كانت تشير الى حث الرفاق والأصدقاء على المشاركة الفاعلة بالأنتخابات .
  3. لم تؤخذ ملاحظات الرفاق في القواعد بخصوص الانتخابات من قبل الهيئات القيادية على محمل الجد.
  4. واضح أن أعداد ليست قليلة من الرفاق والأصدقاء كانوا بالضد من المشاركة بالأنتخابات (أي المقاطعة) بسبب وجود عوامل لا تساعد على خوضها وخصوصاً قانون الانتخابات وهيمنة قوى الطغمة الحاكمة بالمال وأمكانات الدولة الدعائية.
  5. لم يطرح الحريصون البديل المضمون والمنطقي، فهل الظروف الذاتية والموضوعية متوفرة للأحتجاجات والتظاهرات؟
  6. منهم من طرح النزول بقائمة خاصة بالحزب فقط ،علماً في أحدى الانتخابات السابقة فعلاً نزل الحزب بقائمة منفردة ولكن النتيجة أن حمى العداء للحزب قد أستعرت من قبل القوى المهيمنة أكثر من سعيها الى الانتخابات.
  7. هناك ملاحظات جدية تجاه بعض القوى المؤتلفة في 1تحالف “قيم المدني”.
  8. رأى الكثيرون بأن الأسباب التي قاطع بسببها الحزب الإنتخابات البرلمانية ما زالت قائمة، ولهذا فالمشاركة تشكل تناقضاً.
  9. وهناك من يقول أن الحزب رفع شعار ألغاء مجالس المحافظات أبّان أنتفاضة 2019، في حين وعلى حد معلوماتي أن الحزب قد رفض هذا الشعار ولم يتبناه ولكن القوى التي رفعته هي من بين بطانة السلطة الحاكمة التي أجتهدت لأزاحة عادل عبد المهدي.

سابعاً. أصوات أنفعالية: علت (وسرعان ما إنخفضت) أصوات تدعو الى عقد كونفرنس أستثنائي أو مؤتمر أستثنائي بعد ظهور النتائج، في جوهرها بل هدفها هو تغيير قيادة الحزب أو أنتخاب لجنة تقوم بتمشية الأمور، فهل الحل بتغيير الرفاق؟ أراه حل ترقيعي لأن المشكلة موجودة وأنها تكمن في المجالين التنظيمي والفكري.

************************************************************************************

تجربة غنية

صادق الجواهري

تتفاقم وتتعمق وتشتد ازمة النظام وعلى كل الاصعدة، ولا يوجد افق واضح لحلها، مسببة تدهوراً لأوضاع بلدنا بشكل مستمر. ومثلما شخص حزبنا، لا تستطيع حكومة قائمة على نهج المحاصصة الطائفية انجاز شئ، يخدم المصالح الحيوية لشعبنا ووطننا، مما يعني بأن التغيير في ميزان القوى لصالح التيار المدني الديمقراطي، هو الكفيل بتحقيق التغيير الشامل واقامة الدولة المدنية الديمقراطية، على قاعدة العدالة الاجتماعية، دولة المواطنة وسيادة القانون.  

في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، لم يحقق تحالف قيم المدني، نتائج ومكاسب ملموسة. ويشكل هذا دليلاً على تدني الوعي السياسي والانتخابي، وتفشي الاحباط واليأس، اللذان خلقا شعوراً كبيراً بعدم جدوى المشاركة، وبالتالي اتساع ظاهرة العزوف عن الإقتراع.

ان المقاطعة وعدم ممارسة الناخبين لحقهم الانتخابي، لا علاقة لها بنا، بل هي تعبير حقيقي عن  رفض الجماهير لنهج المحاصصة الطائفية والاثنية. ولهذا، ينبغي ان لا يطاردنا هاجس عدم حصولنا على مكاسب ايجابية، لأن خسارة الأرقام لا تعني شيئاً كبيراً، علما بأن حزبنا قد حقق أمراً مهماً، حين استغل الحملة الانتخابية، ليضاعف نشاطه وعمله وسط الجاهير، التي هي اداة التغير، وهي من يصنع التأريخ، ناهيك عن كونها سياج الحزب.

اتفق تماماً مع تصريح الرفيق سكرتير اللجنة المركزية لحزبنا، بأنه لا يمكن اختزال العملية الديمقراطية بالانتخابات فقط، فالنتائج ليست نهاية التاريخ، بل هي تجربة سيستفاد منها حزبنا. ولهذا علينا أن ندرك بأن الانتخابات هي احد ميادين النضال السياسي المتعدد الأشكال، وهي احدى ساحات نضال حزبنا من اجل التغير الشامل، وهي ميدان صراع سياسي فكري بأمتياز، وانها نضال تراكمي.

ان اهمية الحصول على مقاعد، لا ترتق لإهمية خلق ركائز بين الجماهير والعمل في وسطها وايصال برنامج الحزب وسياسته ومواقفه الى كل قطاعات الشعب، من اجل كسبهم ورفع مستوى وعيهم بقضاياهم العادلة.

بالتأكيد سيكون لحزبنا موقفا نقديا جريئاً للحملة الانتخابية، وسيّقيم التجربة بنجاحاتها واخفاقاتها ويشخص جوانبها السلبية والايجابية ويرسم في ضوء ذلك البديل الايجابي لانتخابات قادمة .

علينا هنا ان ندرس الخلل، وما إذا كان في المقاطعة الواسعة، واراها السبب الارأس، ام في التعبئة والتحريض، في الدعاية والاعلام، في التحالف مع قوى ليس لديها قاعدة جماهيرية، في اختيار ممثلين غير مناسبين لحزبنا كمرشحين. كما علينا أن نشخص تأثير الدولة العميقة النفوذ والمال السياسي واخطاء مفوضية المحاصصة التي فصّلت على مقاس طغمة الفساد، وتأثير عدم تنفيذ قانون الاحزاب، وانتشار السلاح المنفلت، واستخدامه للتهديد والوعيد، كأسباب اضافية للعزوف عن المشاركة بالانتخابات .

اعتقد ان حزبنا لعب دورا مميزا في التعبئة والاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات وصياغة الشعارات، وخاصة (جايين نغيّر) واللقاءات الميدانية مع المرشحين والرفاق في قيادة الحزب .

انا اعتقد انها تجربة غنية بالدروس سيعمل حزبنا على تعزيزها ومضاعفتها لتكون خارطة طريق للانتخابات القادمة.

*****************************************************************************************

نتائج «انتخابات مجالس المحافظات» الأخيرة  بين التبرير والنقد الجاد!

عطا عباس خضير 

شكلت نتائج الإنتخابات الأخيرة لمجالس المحافظات، والتي اجريت في كانون اول الماضي، سؤالا هاما حول حجم وموقع وفعالية القوى المدنية واليسارية عموما، والتي اشتركت فيها تحت عنوان تحالف “قيم المدني”. ولا يخفى على احد أن العمود الأساس لهذا التحالف وناظمه هو الحزب الشيوعي العراقي. وبالتالي  فأن السؤال  السابق  يتمحور  حول فاعلية  الحزب  وصواب  تقديراته  في  المشاركة  من  عدمها  في  هذه الفعالية  السياسية  والأجتماعية  في  آن.

إن الذهاب  مجددا  لإعادة  تبرير  النتائج  المتواضعة  لا  تبدو مناسبة  ومفيدة  في  تقييم  مشاركة  الحزب وحيويته  في  ظروف  علنية  بالكامل، أمتدت  لما  يزيد على العشرين عاماً.

 لقد  شكلت  انتفاضة  تشرين  المجيدة  عام  2019 معلما  هاما  في  الحياة  السياسية لعراق  ما  بعد  الاحتلال  الأمريكي عام 2003. وكانت استفتاءا  شعبياً  كبيراً على  نفاذ  صلاحية  منظومة  نظام  المحاصصة  والفساد القائم.  ولم يكن الثمن سهلا ً، مئات الشهداء وآلآلاف من الجرحى والمعاقين.

وانبثقت على اثرها حركات شعبية واجتماعية، كان عمادها شباب الإنتفاضة. والحديث عنها وعن مصائرها اللاحقة، وطريقة تعاطي الحزب الشيوعي العراقي معها، حديث يطول ويتشعب كثيراً. لكن ما يهمنا هنا هو أحد المطالب والنتائج التي أدرجت على جدول عمل الإنتفاضة، والتي تمثل في اعتبار “مجالس المحافظات” حلقة زائدة في بناء الدولة، ووجه أخر للفساد، تم اختباره وطال الحاكمين واحزابهم. بل شكلت – بطريقة ما – مصدراً هاماً أخر لتمويل كل انتخابات، برلمانية ومحلية، لضمان تدوير واعادة انتاج ذات القوى الفاسدة ورموزها التي عبثت بمقدرات بلدنا وشعبنا.

وقد اتفق الحزب عملياً، مع التقدير الشعبي العام، واسهم بما يملك من طاقة في الإنتفاضة ومجرياتها. ومن ثم خلق رأياً عاماً، مفاده ان موقف الشيوعيين العراقيين يتسق مع الحس الشعبي وارادة المنتفضين. لكن الغريب هو استدارة الحزب اللاحقة للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات، مما خلق أرباكاً وعدم قناعة، لم تكن غائبة اصلاً عن ملايين العراقيين، ممن قاطعوا أو عزفوا عن المشاركة على خلفية تمثلت بعدم جدوى الانتخابات، التي تجرى كالعادة وفق مقاسات المتحاصصين الفاسدين من الذين تم اختبار حكمهم على مدى عقدين من السنين.

كانت حجة الحزب المعلنة، بأنها استحقاق دستوري واجب التنفيذ، وتمرين تعبوي هام، رأى فيهما الحزب عوامل اساسية لترجيح كفة المشاركة في الانتخابات وليست مقاطعتها.

وفي تقديري، يكمن هنا نسيان درس التاريخ، المتمثل في أن كل شرعية دستورية معلنة، تسقط امام امتحان ورغبات “الشرعية الشعبية” المتجددة والرافضة للعيش تحت مظلة حكم طائفي غير قادر سوى على بناء دولة فاشلة تماماً، خاصة وأن شرعية كهذه، كان ثمنها دماً وأرواحاً طاهرة للالاف من العراقيين الشجعان، خلال انتفاضة تشرين المجيدة.

وبدى الأمر، وكأنه تراجع أو نكوص عن شعار رفعته الملايين من الجماهير المنتفضة. وقد اسهم ذلك، من جملة اسباب اخرى، بسحب “كارت” التأييد لمرشحي الحزب، حتى من قبل الفئات الاجتماعية التي ترى في الحزب ولا تزال، ضميرها الوطني واملها المرتجى.

لكنه، كشف ثانية، عن هشاشة قرار المشاركة في الانتخابات. وكان يمكن لأي استفتاء بسيط لمنظمات الحزب أن يصحح مسار الموقف السياسي مبكراً. والأنكى من هذا، زادت التقديرات المتفائلة والمبالغ بها للنتائج المتوقعة، والتي جاءت على لسان قياديين في الحزب، من الأمر سوءاً، وشدد من ذلك، التبريرات المعروفة بعد اعلان النتائج، كدور المال السياسي وقانون سانت ليغو والمفوضية غير المستقلة وغياب قانون الأحزاب السياسية وسطوة الميليشيات المسلحة واستغلال نفوذ الدولة وغيرها.

كانت كل هذه الأسباب صحيحة، لكن كان يجب أن تدفع باتجاه المقاطعة لا المشاركة، فيما زادت النتائج المتواضعة الطين بلة.

ان الانتخابات مضت، وهناك استحقاقات قادمة، يجب أن يتهيأ لها الحزب جيداً. فالحاجة لا تزال  ماسة  جدا  لتحالف مدني واسع يكون فيه الشيوعيون قطب الرحى. وهنا لابد من مراجعة شاملة لتجربة الحزب في ظروف العمل العلني، والتي اقترنت بسقوط الدكتاتورية العام 2003، عبر موسع فكري، يجري الإعداد له جيداً، شرط أن يتم فيه الإصغاء الحقيقي لجميع الرؤى ووجهات النظر المختلفة، سوءاً اتسقت مع التوجهات الرسمية للحزب أم لم تتسق، شرط ان لا تنبع من التشكيك والمناكفة، بل عن جمهرة غير قليلة من الرفاق والأصدقاء الحريصين على دور الحزب وتاريخه الوطني الكبير وتوسيع نفوذه الجماهيري، في ظروف بلدنا بالغة التعقيد.

ان العودة الى الفلسفة والروح الغائبة للتوجهات التي اقرها المؤتمر الوطني الخامس للحزب، في تشرين الأول 1993، “مؤتمر الديمقراطية والتجديد” بات هاماً الأن. فلا شيء أهم من اجواء الحرية التامة والصراحة والإحساس بالمسؤولية أزاء مصير الشعب والوطن والحزب. وذلك لا يأتي الا عن طريق “التجديد الحقيقي وترسيخ الديمقراطية في حياة الحزب الداخلية”، كمدخل اساس لتفعيل العقل الجماعي للحزب ضمان أكبر مساهمة ممكنة في اتخاذ القرارات المصيرية التي تخص الحزب ومستقبله السياسي.

*******************************************************************************************

الحزب الشيوعي العراقي والموقف من مجالس المحافظات

توضيحا لرأي الحزب الشيوعي العراقي في مجالس المحافظات وموقفه من مطلب إلغائها الذي رُفع أيام انتفاضة تشرين 2019 بصورة خاصة، نقتبس في ادناه مقتطفات من حديث ادلى به سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي لشبكة رووداو الإعلامية أوائل شهر حزيران من العام الماضي، وبثته الشبكة في الخامس من الشهر.

أعتبر رائد فهمي، سكرتير عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ان «الغاء مجالس المحافظات كان خطأ كبيرا، وانها لم تكن حلقات زائدة، بل كان بإمكانها (مجالس المحافظات) ان تقوض سلطة المحافظين وتشكل سلطة رقابية ضد الفساد والمصالح الفئوية».

 وقال فهمي في حديث لشبكة رووداو الاعلامية اليوم الاثنين، 5 حزيران 2023: «من ناحيتنا نقول ان الغاءها كان خطأ ولم يتم التمييز بين الخلل في تنفيذ او استخدام هذه المؤسسة وبين دورها المهم في تقديم الخدمات للناس». وتساءل:»يعني اليوم الفساد يشمل كل مؤسسات الدولة، وكذلك مجلس النواب باعتباره مجلسا غير فاعل وقراراته غير مفيدة، فهل هذا يعني ان نلغي مجلس النواب؟ طبعا لا. ثم ان مجالس المحافظات دستورية ومثبتة في الدستور. نعم، هناك بعض القوى المتنفذة تريد اعادة ترتيب امورها من خلال هذه المجالس، وبعض الاطراف وجدت مصالحها فيها،  لكن هذا كله لا يعني ان نلغيها، بل هذا يدعو الى عدم اعادتها بنفس الصيغة السابقة البائسة، وانما بعد اجراء التغيير فيها».

وشدد فهمي بقوله:» نحن كقوى مدنية نؤمن بالتغيير، نقول ان مجالس المحافظات يجب ان تكون إطارا لمراقبة دور المحافظين والخطط التنفيذية في المحافظات، وان تحول معايير المرشحين دون اعادة انتاج اشخاص يعملون على تقاسم المغانم. هل سننجح في هذا ام لا؟ هذا هو التحدي. واعتقد انه يجب ان نُقنع الناس بان مجالس المحافظات ليست حلقة زائدة، لانه بعكس ذلك سيبقى المحافظون يتمتعون بسلطات محصورة بايديهم. نعم هناك منهم من يحقق انجازا وبعضهم لا ينجز شيئا، لكن غياب الرقابة سيكرس الآثار السلبية، وسوف لا يمنع استمرار الفساد وعدم الحفاظ على المال العام وكذلك توزيع النفوذ والقوى على الصعيد المحلي.».

 ونبه فهمي الى «اننا يجب الا نؤمن بان التاريخ مكتوب مقدما، ونبقى بلا مقترحات او خيارات للتغيير. فاما ان يصير انفجار مجتمعي على غرار انتفاضة تشرين، وهذه لا تحصل كل يوم، او نعمل بصيغ ديمقراطية من اجل الاصلاح والتغيير». وفي رده عن سؤال يتعلق بانتفاضة تشرين عام 2019 التي كان ابرز مطالبها الغاء مجالس المحافظات، فما موقفها اليوم منها؟ قال: «نعم..التشرينيون هم من طالبوا بالغاء مجالس المحافظات باعتبارها حلقات زائدة، وهذه كانت غلطة، والآن قسم من التشرينيين تراجعوا عن ذلك، وصاروا يتحدثون عن المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات»، مشيرا الى ان: «هناك الكثير من شعارات تشرين لم تكن موفقة، مثل نبذ الاحزاب والتأكيد على المستقلين. وهذه بعض المفاهيم التي اعتقدها اضعفت الانتفاضة».

********************************************************************************************

الصفحة التاسعة

في ذكرى انقلاب 8 شباط الاسود.. قراءة في منجزات الزعيم المغدور

ا.د. حاكم محسن محمد الربيعي

كان انقلاب 8 شباط الاسود صفحة سوداء في تاريخ العراق، ولطخة عار لمرتكبيه، المجموعة المتهورة والمغامرة، التي عانى منها الشعب العراقي الويلات خلال تسعة اشهر. وهنا أود الإشارة الى منجزات الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم، والذي غدر به في هذا الانقلاب الاسود، والذي استشهد وهو لا يملك شيئا يمكن ان يشار اليه، سوى ثلاثة دنانير وربع، كما ذكر من كان حاضرا مأساة مقتله ورفاقه الشهداء.

وددت هنا أن أشير الى منجزاته خلال فترة حكمه القصيرة وهي اربع سنوات وستة اشهر وخمس وعشرون يوما، وعلى ما ذكره بأنصاف عنه الاذاعي الشهير ابراهيم الزبيدي، الذي عاش لفترة ليست قصيرة قريبا من الاوساط السياسية والحكومية، ويبدو مستقلاً عن الأهواء.

لقد اغتيل الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، من قبل مجموعة جندت نفسها للأجنبي ومارست خلال تسعة اشهر ضد الشعب العراقي العديد من انتهاك الحرمات والقتل الجماعي والتسلط على الناس. كان رجلاً يهتم بالفقراء ويتفقد احتياجاتهم، ويسعى لمكافحة الفقر رغم صعوبة ذلك وعدم تعاون الأجهزة الحكومية معه وسلسلة المؤامرت الخارجية والداخلية التي جرت ضده. ويذكر معاصروه بأنه شاهد عمال المساطر في واحدة من مناطق بغداد فاستفسر عن الأمر فقيل له انهم ينتظرون فرصة عمل، فطلب أن يجمعوهم في اليوم التالي ونقلهم الى الاهوار لقطع البردي وارساله الى معمل الورق في البصرة وقد منحهم اجوراً مضاعفة. لم يسمح لاحد من اقاربه أن يتبوء منصبا ما او يتعالى على الأخرين أو يتحكم بمصائر الناس بل كان محبا للجميع ولاسيما الفقراء. ومن أهم منجزاته:

اولا- التشريعات القانونية

  1. اصدار قانون الاصلاح الزراعي رقم 30 لسنة 1958 الذي حرر الفلاح من جور الاقطاع.
  2. اصدار قانون الكسب غير المشروع 15 لسنة 1958 (قانون من اين لك هذا).
  3. قانون الاحوال الشخصية 188 لسنة 1959 والذي كان ولايزال افضل قانون في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
  4. قانون رقم 80 لسنة 1961الذي انتزع 99.5 بالمائة من الاراضي من شركات النفط الاجنبية.
  5. قانون الخدمة المدنية ذي الرقم 24 لسنة 1960 المعدل.

ثانيا- النقل والمواصلات

1- مطار بغداد الدولي

2- 19جسر ومعبرين في مدن عراقية عديدة.

3- استيراد باصات نقل الركاب ذات الطابقين من بريطانيا.

4- ميناء ام قصر

ثالثا- قطاع الزراعة والري

1- سد دوكان

2- سد اعالي الفرات

3- سد در بند خان

4- سد اسكي كلك

5- مشاريع مبازل الصقلاوية وابي غريب و الاسكندرية والديوانية والر ميثة والشامية والشطرة وديالى والدجيل والحلة والحسينية والموصل.

6- مشروع ري كركوك

7- حفر مئات الابار في البوادي الشمالية للموصل

8- مشروع الغراف ومشروع الد لمج

9- مزرعتي القطن و النباتات الطبية في الصويرة ومزرعة الرز في الشطرة.    

10- مجموعة معامل العلف الحيواني

11- مجموعة المجازر الحديثة

رابعا – قطاع الصناعة :

مصنع الورق والبتروكيمياويات والاسمدة الكيمياوية والحديد والصلب في البصرة والزجاج في الرمادي ومعمل البان ابو غريب والفولاذ والسباكة في بغداد والتعليب في كربلاء ومعمل سمنت سرجنا ر و الموصل و معمل السكائر في السليمانية والسكر في العمارة والموصل ومعمل استخلاص الكبريت و ومعمل المصابيح الكهربائية في بغداد والحياكة في الكوت والنسيج في الحلة والكوت والناصرية والحرير في سدة الهندية ومعمل الخياطة في بغداد والبصرة ومعمل الصناعات الخفيفة ومصنع الثر مستون والكتل الكو نكر يتيه في بغداد والآلات والمعدات الزراعية والفرن الذري للأغراض الطبية في بغداد وتأسيس مختبرات علمية لفحص المواد الغذائية، ومعمل اللوازم والعدد الكهربائية ومصنع الاسكندرية للجرارات الزراعية ومصنع الاسلحة الخفيفة في الاسكندرية ومصنع السيارات و7 معامل للطابوق الجمهوري ومصنع اطارات الديوانية ومعامل الاعاشة للخبز الاوتوماتيكي ومعامل الاكياس الورقية وطباعة الكرتون والاثاث المعدنية و25 معمل للطحين والابواب الخشبية ودباغة الجلود ومصانع الطابوق الناري والسيراميك والمواد المضادة والمستحضرات الصيدلانية ومجموعة معامل كبس التمور عدد/ 14 ومجموعة معامل العلف الحيواني ومعمل الاحذية الشعبية في الكوفة ومعمل الادوية في سامراء ومعمل استخلاص الكبريت ومجموعة معامل صناعة الصابون.

خامسا – قطاع الاسكان:

مشاريع اسكان اصحاب الصرائف في الدورة وشرقي بغداد و8 قرى في مشروع المسيب الكبير ومدن الثورة والاسكان في اغلب محافظات العراق ومدينة الثورة والشعلة والشعب في بغداد و مشروع الاسكان في ابو غريب، وحي السلام ومدينة المعامل ومدن اليرموك وزيونه والرشاد والقرية العصرية في سلمان باك للإذاعة ومثلها في محطة الداودية ودور لمعمل السكر في الموصل والعمارة ومشروع الالف دار غربي بغداد لنواب الضباط ومشروع اسكان منكوبي الفيضان في السليمانية، وانشاء 100 دار للضباط شرقي بغداد و45 دار في مصيف صلاح الدين و مشروع اسكان الصرائف ومشروع الاسكان التجريبي ومشاريع اسكان متعددة في بغداد ومشروع 4 قرى لا صحاب الحيوانات.

سادسا - قطاع التعليم

1- انشاء 2334 مدرسة

2- 776 مدرسة لمحو الامية

سابعا – قطاع الشباب والرياضة

 ملعب الشعب الدولي

ثامنا – قطاع الصحة

1- بناء مدينة الطب في بغداد

2- المستشفى الجمهوري وتوابعه سعة الف سرير مع أجهزة طبية حديثة.

3- تأسيس مستشفى اليرموك والكرخ والرمادي والموصل وشقلاوة والبصرة والعمارة والجذام والنعمان وابن النفيس والشماعية وتكريت ودهوك ومستشفى الطوارئ للأطفال

4- توسيع مستشفيات الحلة وكركوك والفرات الاوسط في الكوفة وكربلاء وعفك والديوانية والرمادي وشقلاوة والموصل والجذام والبصرة والعمارة والكاظمية

5- 160 مستوصف و280 مذخر أدوية

تاسعا –العمل والشون الاجتماعية

1- مجموعة دور لرعاية الأحداث والمشردين واليتامى

2- مراكز لرعاية المكفوفين والمعوقين

3- مراكز لرعاية الايتام وكبار السن والارامل

عاشرا - قطاع السياحة

1- تأسيس مصلحة المصايف والسياحة

2- فنا دق حديثة في الرمادي والديوانية والكوت وكربلاء.

3- مجموعة كازينوهات سوارتوكة والرطبة وسامراء.

4- مجموعة دور استراحة في الناصرية والحلة والصويرة.

وهناك ايضاً، معرض بغداد الدولي في المنصور، اضافة الى تسليح الجيش العراقي بأحدث الاسلحة وانشاء مخافر حدودية مع دول الجوار ووضع الدعامات على الحدود ومجموعة معامل الطحين، كما تأسست منظمة اوبك للدول المصدرة للنفط والخروج من حلف بغداد والمساعدات العسكرية الى منظمة التحرير الوطني الجزائرية والجيش الفلسطيني وتقديم السلاح الى الجيش المغربي.

************************************************************************************

محاولتا اغتيال جواد سليم وفائق حسن!

طه رشيد

تحل هذا اليوم الذكرى الحادية والستون لانقلاب الثامن من شباط ١٩٦٣ الأسود، الذي حوّل العراق إلى بركة من الدماء! ذلك الانقلاب الذي قادته زمر حزب البعث المقبور بمساندة دوائر متآمرة اجنبية وعربية معروفة للقاصي والداني!

لقد عاثت تلك الزمر الفاشية فسادا في البلاد، واستهترت على نحو شنيع بأرواح الناس وممتلكاتهم واعراضهم، حتى زكمت جرائمهم البشعة الانوف، خاصة في مراكز التوقيف العلنية السرية التي أقاموها في المدارس والملاعب وفي الأحياء السكنية. ولم يسلم من ايديهم العامل والفلاح والكاسب والموظف والمثقف والفنان. وخير مثال على ذلك اغتيالهم الصحفي والمناضل الكبير عبد الجبار وهبي( ابو سعيد)، وتقتيل وملاحقة واحتجاز وسجن عشرات آلاف المواطنين بتهمة الانتماء لحزبنا الشيوعي، واستشهاد العديدين منهم تحت التعذيب الوحشي، وكان في مقدمتهم سكرتير حزبنا الشهيد سلام عادل.

كان انقلاب ٨ شباط هجمة بربرية على كل مناحي الحياة وميادينها، بضمنها الشوارع والساحات وكل ما يرمز لثورة الرابع عشر من تموز !

وفي صبيحة ذلك اليوم المشؤوم حاولت مجموعة من قطعان الحرس القومي اغتيال إنجاز الفنان جواد سليم وتهديم عمله الخالد «نصب الحرية» في ساحة التحرير، وذلك من خلال رشقه بمئات الاطلاقات التي لم تترك – لحسن الحظ - سوى آثار بسيطة لجريمتهم قبل ستة عقود.

ثم انتقل القتلة الى الجهة الثانية من الباب الشرقي، وهي ساحة الطيران، حيث تنتصب الجدارية الخالدة للفنان فائق حسن. وهنا أيضا لم ينفع رصاصهم، فعمدوا الى طلاء الجدارية باللون الأسود! وهكذا لم يفلحوا أيضا في اغتيال هذا الأثر الفني الرائع، لتستعيد الجدارية لاحقا الوانها الزاهية وتذكّر الناس بأفراحهم ايام ثورتهم التموزية الخالدة!

وتعاقبت الأعوام، وذهب الانقلابيون يلاحقهم العار، وبقي نصب الحرية وجدارية فائق حسن موقعين ومنطلقين ورمزين لنضال الشعب العراقي المشرّف، عبر تاريخه الحديث.

*****************************************************************************************

آخر صورة للشهيد عبد الكريم قاسم ورفاقه الضباط البواسل

أمير أمين

عندما نجحت ثورة 14 تموز عام 1958، انتشرت صور قائدها الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم في كل مكان وخاصة في الشوارع والمحلات التجارية وفي البيوت ودوائر الدولة وغيرها. وكان في غالبيتها يبدو مبتسماً وأنيقاً وهو بالزي العسكري الرسمي. لكن الصورة الاخيرة لا تشبه مثيلاتها والتي كانت في اليوم الاخير من حياته حيث ظهر الزعيم فيها لافظاً انفاسه الاخيرة وكان مضرجاً بالدماء في ظهر يوم التاسع من شباط عام 1963 الموافق الخامس عشر من رمضان، حيث كان الزعيم الشهيد عبد الكريم صائماً في ذلك اليوم وتم الغدر به بعد محاولة استدراجه للتفاوض مع الانقلابيين في اليوم الثاني حينما تربعوا على سدة الحكم ونصبوا العقيد عبد السلام عارف رئيساً للجمهورية والذي قام بترقية نفسه الى رتبة مشير فيما بعد.

في ظهر يوم 9 شباط صعد الزعيم عبد الكريم مع الزعيم طه الشيخ أحمد بدبابة بينما صعد الزعيم فاضل عباس المهداوي مع الملازم الاول كنعان خليل حداد القيسي وقاسم الجنابي الى مدرعة، واتجه الجميع الى مبنى دار الاذاعة في الصالحية ببغداد حيث كان في انتظارهم شلّة من البعثيين ومن قيادة الحرس القومي وهم معروفون للناس جميعاً وبعد أقل من ساعة تمت تصفيتهم بإطلاق الرصاص عليهم وهم جالسون على الكراسي والتي سقطوا منها لحظة فقدانهم الحياة ما عدا الزعيم الشهيد طه الشيخ أحمد والذي يظهر في منتصف الصورة بقوامه الممشوق وقد مال رأسه للخلف دون حراك. وأن الذي أطلق الرصاص على الشهيد عبد الكريم هو المقدم منعم حميد بأوامر من مرؤوسيه بينما نفذ آخرون أوامر القتل بالبقية بعد أن تعرض الزعيم فاضل عباس المهداوي رئيس محكمة الشعب المعروفة حينذاك للاعتداء عليه حال دخوله لمبنى الاذاعة بالإضافة الى خلع رتبته العسكرية والبصاق عليه وشتمه. ولم يسلم من الاعدام سوى قاسم الجنابي الذي تم اخراجه من بينهم والعفو عنه.

وقد انتشرت الصورة الاخيرة للزعيم عبد الكريم وهو في الجهة اليسرى تفيض من جسده الدماء وهو ساقط قرب الكرسي وبجانبه الشهيد طه الشيخ أحمد وبجانبه الملازم الاول الشهيد كنعان خليل حداد وهو أيضاً غارق بدمائه وقد سقط بجانب كرسيه. وكان مرافقاً للزعيم عبد الكريم وبقى معه لآخر لحظة من حياته ولم ينسحب وهو شاب في مقتبل العمر وكان مواليد عام 1935! وهذه الصورة المحزنة لهؤلاء الوطنيين تم نشرها حينذاك في التلفزيون العراقي بالوقت الذي رفع فيه أحدهم رأس الشهيد عبد الكريم من شعره وبصق عليه.

كان الانقلابيون فرحين بأن انقلابهم نجح الآن بعد مقتل الشهيد عبد الكريم قاسم ومقتل رئيس محكمة الشعب الشهيد فاضل عباس المهداوي، وقبل ذلك تمت إصابة الشهيد الزعيم عبد الكريم الجدة بشظايا نارية حينما كان يقاوم الانقلابيين في مقر وزارة الدفاع، حينما اتصل به الشهيد عبد الكريم طالباً منه القدوم اليه وهو في مقر الوزارة وتم في اليوم التالي نقل جثته الى مبنى الاذاعة مع بقية الشهداء ليتم دفنهم مساءً في منطقة المعامل شرق بغداد ولكن لم يُعرف مكان قبورهم للآن.

ومن الجدير بالذكر أن نقطة الصفر في انقلابهم الدموي كانت حينما اغتالوا الشهيد الزعيم الطيار جلال الأوقاتي قائد القوة الجوية العراقية، بحيث أن الشهيد عبد الكريم حينما اتصل به في البيت قائلاً لزوجته (وينة الزعيم...!) ويقصد الأوقاتي..فردت عليه..هذاك هو ممدد بالشارع فقد تم قتله من قبل الانقلابيين..حزن عليه الزعيم عبد الكريم وتوجه لدعوة الضباط الكبار الذين يشهد لهم بالإخلاص له وللوطن ومنهم الشهداء عبد الكريم الجدة و طه الشيخ أحمد والمهداوي ووصفي طاهر وغيرهم والذين استشهدوا جميعاً.

أن هذه الصورة الاخيرة للشهداء بقيت وسوف تبقى في ذاكرة ابناء الشعب العراقي، صورة للحزن عليهم والغضب من جرائم البعثيين الذين لم يتفاوضوا معهم وكانوا يستفزونهم لحظة دخولهم لدار الاذاعة ويشمتون بهم ومن ثم قتلوهم بدم بارد دون محاكمة او محامين وإنما كان هؤلاء عبارة عن زمرة من القتلة المارقين الذين استحوذوا على السلطة ودمروا العراق ولا زال شعبنا يحصد ما قاموا به من جريمة نكراء الى اليوم..وحينما تخلى عنهم لاحقاً عبد السلام عارف في يوم 18 تشرين الثاني من نفس العام وبعده بسنة، أعد للنشر هادي خماس كتاب أسماه المنحرفون والذي فضح فيه جرائم البعثيين والحرس القومي على وجه الخصوص وهو معزز بالصور والوثائق وأسماء الضحايا والتي يستطيع اي مواطن التعرف على ابعاد الجريمة التي حصلت في 8 شباط عام 1963.

سوف لن ينسى التاريخ هذه الجريمة التي تم فيها وبالقوة القضاء على الحكم الوطني الذي قاده الفريق الركن الشهيد عبد الكريم قاسم ورفاقه الضباط الوطنيون الشرفاء من أجل العيش الكريم لكافة ابناء الشعب وخاصة الفقراء منهم.. المجد والخلود لضباط الصورة الاخيرة المحزنة والتي يفتخر بها شعبنا ولكنه ينظر للضحايا بألم وحسرة..

ـــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة.. كانت رتبة الشهيد عبد الكريم هي زعيم اي عميد فيما بعد ثم تمت ترقيته وفق الاستحقاق الى رتبة لواء ثم في 6 كانون الثاني عام 1963 رقي الى رتبة فريق.. أما بقية الشهداء طه الشيخ أحمد وعبد الكريم الجدة وفاضل عباس المهداوي ووصفي طاهر وجلال الأوقاتي فكانت رتبهم حين استشهادهم هي الزعيم اي العميد.. ورتبة الشهيد كنعان خليل القيسي هي ملازم أول.

************************************************************************************

8 شباط 1963 ماهي العبر من الاحتلال الأمريكي غير المرئي؟

عبد جعفر

لماذا حدث الإنقلاب الدموي الفاشي يوم الثامن من شباط عام1963؟ ولماذا كان الإصرار على إبادة الشيوعيين والقوى التقدمية، وتحويل البلاد إلى معتقل كبير تحت إمرة قطعان (الحرس االقومي)؟

كما هو معروف أن ثورة الرابع من تموز عام1958 قد أخرجت (الحصان الجامح من اسطبله) بعد ما كان يعتقد أن (دار السيد مأمونة)، تحت الوصاية البريطانية.

 ومنذ قيام الثورة، أقيم حلف غير مقدس من المخابرات الأمريكية والبريطانية بالتعاون مع قوى إقليمية معروفة، في تجنيد عملائها والقوى المتضررة من الثورة من أجل عودة العراق إلى مربعه الأول.

 وأستغلت قوى الثورة المضادة أخطاء حكومة تموز وسياسة رئيسها الشهيد عبد الكريم قاسم المتقلبة، وعدم اتخاذه الإجراءات الصارمة ضد المـتآمرين، في تنفيذ انقلابها، مما سمح لهم بإدخال العراق في نفق مظلم لم يخرج منه لحد الآن.

 وكان من المفترض من عصابات البعث الفاشي إجهاض ثورة تموز وذبح قادتها ومؤيدها في الثاني والعشرين من شباط 1963، غير أن اعتقال السلطات صالح مهدي عماش الملحق العسكري في السفارة العراقية في واشنطن آنذاك وعلي صالح السعدي أحد قيادي حزب البعث، أجبرت أحمد حسن البكر (الذي أصبح رئيس وزراء الانقلابيين) على تقديم موعد التنفيذ في يوم 8 شباط.

وبدا إنقلاب شباط الدموي في الظاهر أنه موضوع عراقي داخلي بين الثورة وأعدائها، ولكن الحقائق كشفت دور المخابرات الأمريكية (سي آي أي) في الإطاحة وكانت أداته المنفذة عملاء حزب البعث بعد أن زودتهم بالأسلحة عبر تركيا بالإضافة إلى عناوين وأسماء اليساريين والشيوعيين من أجل تصفيتهم.

و أعترف قادة إنقلاب شباط  على لسان علي صالح السعدي بأنهم  جاءوا بقطار أمريكي.

 وكان الحاكم العسكري رشيد مصلح قد أصدر قانون رقم 13 الذي يتضمن إبادة الشيوعيين، مستفيدا من دعم جهات دينية متضررة أفتت ضد الشيوعيين لأنهم وقفوا مع قانون الإصلاح الزراعي وقانون الأحوال المدنية الذي ينصف المرأة.

 وحطم الأنقلابيون بكل الوسائل ما بنته وإنجزته ثورة تموز،  وما سنته من قوانين ومنها الحد من إمتيازات شركات النفط الإحتكارية، بالإضافة الى الهجوم على الحريات العامة، وممارسة إرهاب الدولة على نطاق واسع. وعلى الرغم من تأييد بعض فصائل القوى الكردية للانقلاب، ألا أن ذلك لم يمنع قادته من معاودة الحملات العسكرية القمعية ضد الشعب الكردي.

وبسبب هذا التدخل الأمريكي المعلن وغير المعلن، أصبح العراق تحت عباءة العم سام التي مهدت أيضا إلى عودة البعث ثانية في 17 تموز 1968 وقطع الطريق على قوى اليسار لإسقاط حكومة عبد الرحمن عارف، واستكملت مهمتها في إحتلال مباشر، بعد التخلص من ورقة صدام حسين (تم تجنيده عندما كان في مصر كما اشارت مصادر عدة)، ومكنت القوى المرتبطة بها والمنفذة لسياساتها في إستلام مقاليد الحكم.

وأشاع الإحتلال الأمريكي المباشر منذ سيطرته (الفوضى الخلاقة) كما وصفتها الوزيرة الامريكية السابقة، كونداليزا رايز، في البلاد، وذلك من خلال حل الأجهزة الأمنية والجيش، والتغاضي عن انتشار الأسلحة والجريمة المنظمة والفساد، لتهديم ما تبقى من قيم جيدة عند المجتمع العراقي وزيادة التجهيل وصولا لوضعه على سكة (دول الموز) الأخرى.

والحقائق توضحت كما كشفتها كتب ومصادر عديدة، ومنها كتاب التدخل السري للولايات المتحدة في العراق خلال الفترة 1958- 1963 للمؤلف ويليام ريمان وترجمة عبد الجليل البدري، وما كتبه حنا بطاطا ونعوم تشومسكي وغيرهم.

 إن درس 8 شباط 1963 مازال قائما، وينبه إلى أن قوى الفساد والقوى المعادية للديمقراطية، لن تخلق حكما وطنيا، ولا تريد بلدا ناهضا، مادام بقاؤها يعتمد على إرتباطها مع القوى الدولية والإقليمية التي تصول وتجول دون رادع.

ولا يمكن إنهاء التدخلات المتعددة في القرار العراقي وإنتهاك سيادته بدون إنهاء سيطرة هذه القوى التي أدخلت الوطن في نفق مظلم، التي  كرست الخراب الروحي والمادي للمواطن المتمثل في إنتشار الفساد وطاهرة الرشى والبطالة  وزيادة نسبة الفقر والسرقات والقتل والحرب الطائفية وهدرالأموال والإبقاء على الإقتصاد الريعي بعد تدمير الصناعة والزراعة، وكثرة أعداد الأطفال المشردين والمتسربين من المدارس، إضافة لملايين الأرامل والمطلقات بدون معيل.

**************************************************************************************

الصفحة العاشرة

شاهين اختتم «ثلاثيته» برحلة متأرجحة بين الإسكندرية ونيويورك

إبراهيم العريس

 في مثل هذه الأيام قبل عشرين عاماً كان من يلتقي يوسف شاهين يلمس لديه سعادة لم يسبق أن بدا عليه ما يماثلها منذ سنوات طويلة، بل تحديداً منذ نال في دورة العام 1997 أرفع جائزة يقدمها مهرجان “كان” في تاريخه وهي “سعفة الخمسينية الذهبية” التي لم تمنح قبله إلا لمخرجين كبيرين هما الفرنسي جان رينوار والسويدي إنغمار برغمان. وكان هذه المرة سعيداً كذلك لكونه تمكن بعد جهود كبيرة من تحقيق فيلم جديد له هو “إسكندرية/ نيويورك” الذي استكمل فيه ما بات يعرف منذ ذلك الحين بـ”رباعية الإسكندرية”، ما سهل على النقاد والجمهور الأكثر دراية بشؤون الفن أن يقرن ذلك الإنجاز الشاهيني برباعية لورانس داريل المسماة قبل شاهين “الرباعية الإسكندرية”. والطريف أن كاتب هذه السطور سمع من شاهين يومها ملاحظة لافتة تتعلق بالنقد الفرنسي ركزت على كيف أن صحيفة “الأومانيتيه” الناطقة باسم الحزب الشيوعي الفرنسي “امتدحت الفيلم على رغم أنه تقصد أن يجعل منه فعل تصالح مع هوليوود وأميركا وسينماهما، هو الذي اعتاد دائماً أن يزدري كل شيء أميركي وحتى في أحد اسكتشات فيلم شارك به هو نفسه،عدداً من كبار سينمائيي العالم وكان الهدف منها إعطاء “كارت بلانش للمخرجين يعبرون عن موقف شخصي لكل منهم من عمليات نيويورك الإرهابية”. ولكن شاهين كان يتوقع من النقد بشكل عام ولا سيما اليساري منه أن يهاجم الفيلم الطويل الجديد لـ”أميركيته المعلنة” كما قال، فوجئ “بترحيب الشيوعيين به أكثر من أي فريق آخر”. ومن هنا كان العجيب “في الأمر أن يحبوه أكثر من غيرهم”، متسائلاً: “هي الدنيا انقلبت والا إيه؟”. والحقيقة أن الدنيا كانت انقلبت بالفعل منذ ما قبل ذلك بسنوات لكن مخرجنا الكبير ولمكره المعتاد لعب تلك اللعبة لمجرد أن يحثنا على قراءة ما نشرته الصحيفة.

بين مدينتين

وكان ما يحثنا بالتالي على قراءته حوار نشرته الصحيفة حول “إسكندرية/ نيويورك” سيقول لاحقاً إنه يعتبره من أجمل الحوارات الفرنسية التي أجريت معه منذ زمن وبخاصة لأنه دخل عميقاً في ثنايا العلاقة التي أقامها الفيلم بين مدينتين عرف دائماً كيف يعشقهما على قدم المساواة ومن دون أن تكونا بالفعل المدينتين اللتين عاش فيهما حقا وإن كان قد استخدمهما دائماً كنوع من الكناية، على الأقل في فيلمي بداية الرباعية وخاتمتها. ولكن بخاصة بالنسبة إلى المدينة البحرية المصرية التي يخبر قراء الصحيفة المذكورة من جديد ما قاله عنها في الفيلمين الآنفي الذكر من حيث أن الإسكندرية “كانت مدينة التعدد الثقافي الغني والتي لا أتذكر أنني سمعت فيها كلمة كراهية في أية مناسبة. ولعل هذا هو السبب الخفي الذي دفعني إلى تصوير هذا الفيلم. من دون أن أنسى هنا أن نيويورك في المقابل كانت المدينة العالمية التي أحببتها أكثر من أية مدينة أجنبية في حياتي. وبالتالي كان وجودها في الفيلم نوعا من إعلان حب لمدينة عرفت فيها كثراً ممن أضحوا أصدقائي لاحقاً وشعرت بالأسى يوم 11/9/2001 متسائلاً ما الذي حل بهم يا ترى؟ إذ تذكرت كيف أنني لم أتمكن أبداً من انتزاع ذلك الحب الذي كنت أشعر أنه يتملكني تجاههم منذ كنت في السابعة عشر؛ ولا يزالون يكاتبونني حتى اليوم من دون أن يكونوا قد تخلوا عن تفضيلاتهم السياسية كما حال بقية الأميركيين؛ وهي تفضيلات قد تتناقض تماماً مع تفضيلاتي الخاصة، لكني احترمت اختياراتهم، من دون أن يؤدي بي ذلك إلى احترام رئيسهم الغشاش (جورج بوش) الذي يكذب ولا يعرف كيف يستخدم أكثر من 15 كلمة من اللغة الإنجليزية التي يتكلمها من دون أن يعرف شيئاً عن سحرها. بل يستخدمها كي يقرر بنفسه من هو إرهابي ومن ليس إرهابياً ويتشارك مع نظيره الإسرائيلي شارون في ارتكاب نفس الجرائم”.

مجتمع متغير

 ويستطرد شاهين: “في مقابل ذلك كان لا بد لي أن أتذكر في فيلمي تلك المدينة التي ولدت فيها وكان كل الذي يعيشون حولي من سكانها يكونون مجتمعاً يتكلمون فيه 14 لغة مليئة بالظرف والكرم واللطف. وحين يتعرف فتى بفتاة نادراً ما يسألها عن دينها الأصلي أو عن جنسيتها. فأنا مثلاً كان والدي “المصري بامتياز” آتياً من تلك المنطقة التي كانت حين بارحها تسمى سوريا لكنها تسمى الآن لبنان. أما جدتي لأمي، فكانت آتية من مسقط رأسها في اليونان”... يعود الحديث إلى السينما حيث يقال لشاهين أن الحلم الأميركي يبدو اليوم طاغياً على الثراء الإسكندري فيجيب ولو بشيء من حسرة ملموسة أن هذا صحيح وقد بات من المستحيل الالتفاف عليه “ففي نهاية الأمر لدى كل واحد منا هنا رغبة حارقة في أن يعرف ما الذي يحصل حقاً في الناحية الأخرى من مصنع الأحلام (الهوليوودي) لكني أقول لكم بكل صراحة أنني لم أرغب أبداً في تحقيق أي فيلم ضمن إطار هوليوود”.

ولكن هذا يفتح على سؤال كان لا بد منه هنا: “أفلا يقال دائماً أن السينما المصرية إنما هي سينما أميركية تنطق بالعربية؟” فيأتي جواب شاهين: “هذا صحيح ولكن ثمة فوارق هائلة بين هذا وذاك. خذوا مثلاً على ذلك: حين سعيت لشراء أغنية فرانك سيناترا التي اقتبست منها عنوان الفيلم جزئياً “نيويورك، نيويورك” أُعلمت فوراً أن ذلك سيكلفني 50 ألف دولار، مقابل ما لا يزيد على أربع دقائق: 20 ألفاً للصورة و30 ألفاً للصوت. فماذا فعلت؟ كتبت أغنيتي الخاصة ولحنتها فلم تزد الكلفة عن بضعة مئات من الجنيهات. هكذا هي السينما وفنونها في مصنع الأحلام. لكن أميركا نفسها تبدلت كثيراً. اليوم بات الأميركيون بدناء إلى حد لا يطاق ويشترون أسخف الأشياء بأسعار مرعبة ويعيش كثر منهم تحت خط الفقر، ما يجعل الفوارق الاجتماعية تتضخم عاماً بعد عام. ويقيناً أن الأمور في سنوات الأربعين كانت مختلفة كل الاختلاف. في أميركا تلك الأزمنة كان ثمة بعد وجود للكرم والجمال. وحتى في باسادينا بولاية كاليفورنيا حيث درست الفن الدرامي كان أكثر ما نلتقيه فتيات يذيبنا جمالهن ورقتهن. فأين صار ذلك كله؟”.

واقع حقيقي وابن خيالي

مهما يكن من أمر يعود شاهين هنا إلى الحديث عن فيلمه الذي حتى وإن كان يعتبره إعلان حب لتلك الأميركا التي يحن إليها، يؤكد أن نسبة 80 في المئة مما يقوله فيه تأتي من حقائق عايشها “أما النسبة الباقية بما في ذلك الابن الذي اخترعته لنفسي بوصفة ثمرة كانت مجهولة بالنسبة إلى علاقتي مع جنجر، أمه التي ارتبطت بها حقاً خلال سنوات شبابي في أميركا وتجدونني في الفيلم أبحث عنه حتى أجده وأصطدم به، فلم يكن هذا سوى من وحي خيالي وأسلوبي في مقابلة الصدمة التي جابهتني خلال زيارة لاحقة قمت بها وأنا كهل ومخرج ذو شهرة إلى ذلك البلد القارة الذي كونني وحملت في شبابي نصيبي من حلمه وخيباتي إزاء ذلك الحلم”، يضيف شاهين وهو يقول على سبيل الختام إن “حكاية تينك المدينتين البعيدتين عن بعضهما البعض جغرافيا، إنما المتشابهتان إلى حد مدهش في الذهنيات والانفتاح على الآخر والقبول بكل اختلاف من دون ضغينة من أي نوع كان، هذه الحكاية تتسلل فكرياً على أية حال في ثنايا رسالتي المتعلقة بالقطيعة الحادة التي نعيشها اليوم. يقيناً للمناسبة أن البلدان العربية تحتاج اليوم إلى انتظار ما يزيد على نصف قرن قبل أن تسودها الديمقراطية. أما اليوم فإن الناس وطالما سيظلون جالسين إلى طاولة واحدة من دون أن يحبوا بعضهم بعضاً، ستبقى الكراهية عنواناً يجمعهم...”.

أين تقع مصر؟ و... ليبيا؟

وفي النهاية ثمة هنا سؤال أخير يطرحه يوسف شاهين جاعلاً منه في نهاية الأمر خاتمة ماكرة لحديثه: “ترى من منا على حق ومن منا على خطأ... نحن أم أميركا؟ حتى فرنسا تبدو اليوم وكأنها تعيش قطيعة ما مع الولايات المتحدة. وما فيلمي في نهاية المطاف سوى كناية فنية تريد أن تعبر عن هذا الوضع الذي يسود عالمنا وفكرنا. العالم الذي يتقهقر فيه الفكر إلى درجة أن ابن مخرج وممثلة، كما حال “ابني” في الفيلم، يجهل اليوم تماماً أين تقع مصر؟ فهل نلومه ونحن نتذكر كيف أن رئيساً لبلاده هو رونالد ريغان كان يعتقد أن ليبيا تقع في أميركا اللاتينية؟”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“إندبندنت عربية” – 27 كانون الثاني 2024

************************************************************************************

بعد أن ألغت جامعة إنديانا معرضها الفنانة الفلسطينية سامية حلبي لـ «النهار»: لن أرضخ!

ألغت #جامعة إنديانا الأميركية معرضاً للفنانة التشكيلية ال#فلسطينية #سامية حلبي المعروفة بلوحاتها التجريدية الحاملة بعناوين الكثير منها قضية فلسطين وشعبها.

 ولدت حلبي في القدس قبل أن تتنقل مع عائلتها الى بيروت بسبب النكبة، وبعدها سافرت الى #الولايات المتحدة لتستقر هناك.

تعتبر سامية حلبي أحد الرموز الرائدة في #الفن التجريدي وفن الديجيتال الحركي، وكان لها تجارب تعاون مشتركة مع عازفين موسيقيين قامت بتحويل موسيقاهم إلى لوحات فنيّة باستخدام الحاسوب أمام الجمهور مباشرة. ولسامية حلبي تجربة مهمة في التعريف بالقضية الفلسطينية والدفاع عن حق العودة.

قبل عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، تلقت حلبي اتصالاً من رئيس المتحف في الجامعة يبلغها فيه بإلغاء المعرض الكبير الذي يتم التحضير له منذ 3 سنوات، أي أن إدارة الجامعة تعلم بمسار التجهيزات والمضمون ولم يكن هناك من اعتراض. وقد شحنت أعمالاً عدة للغاية من الخارج.

حين سألت حلبي عن التبرير، أجابها المتصل بأن صفحتها على “انستغرام” تنشر ما لا يعجبه، كما أشارت في مقابلة عبر “زووم” مع “النهار” اليوم.

بالطبع، تنشط حلبي منذ بدء الحرب على غزة بترويج المنشورات التضامنية مع الشعب الفلسطيني في القطاع المحاصر، والمدينة للمجزرة المفتوحة وداعميها.

أقامت حلبي الكثير من المعارض في أهم المتاحف والمعارض في الولايات المتحدة ودول أخرى خلال مسيرتها، وهناك الكثير منها يفتح لها الأبواب اليوم، لكن مرارة خطوة الجامعة التي درست فيها لا يمكن تجاوزها، على ما تقول لـ”النهار”. لم ترضخ الفنانة الناشطة لقرار الجامعة، وهي تضغط من أجل رجوع الإدارة عن قرارها، ويتم التوقيع على عريضة في هذا الشأن.

تقول حلبي لـ”النهار” أنه لا يمكن السكوت على القرارات التي تملى من فوق وبطريقة غير مبررة على مجتمع الطلاب والأساتذة، مستذكرة طرد أستاذ بسبب نشاطه السياسي مع الطلاب.

وتذكر حلبي أن “هناك خبراً غير مؤكد حتى الآن بأن إدارة الجامعة تلقت تهديداً من شخصية حكومية بوقف التبرعات في حال استمرار المعرض”.

وحين سألت إحدى وسائل الإعلام الجامعة التعليق على إلغاء المعرض، جاءها الجواب بأنها تخشى بأن لا يمر المعرض من دون أجواء توتر.

تحمل لوحات سامية حلبي عناوين لها علاقة بفلسطين منها “انتقاضة عالمية”، و”أرضنا الجميلة السليبة في ليل التاريخ”.

وتعيش الجامعات الأميركية جدلاً كبيراً منذ بدء #حرب غزة، ووجه طلاب وأساتذة داعمون لغزة باتهامات بمعاداة السامية.

وقدمت رئيسة جامعة هارفارد كلودين غاي استقالتها من منصبها، بعد تعرضها للانتقادات على إثر رفض الإجابة بشكل واضح عما إذا كانت الدعوة إلى إبادة اليهود تنتهك قواعد السلوك في جامعة هارفارد لدى إدلائها بشهادتها أمام الكونغرس. وأوضحت غاي التي دخلت التاريخ كأول شخص أسود يتبوأ منصب رئيس جامعة هارفارد، في نص استقالتها، أنها تعرضت لتهديدات شخصية و”عداء عنصري”، وكذلك اتهمت بالنقل الأدبي غير المشروع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“النهار” اللبنانية – 11 كانون الثاني 2023

***************************************************************************************

«الغرفة 211» صفحات من الإبادة الإيطالية في ليبيا

تحتفظ الذاكرة الجمعية الليبية بالكثير من الفظاعات والإبادات الجماعية التي ارتكبها الاستعمار الإيطالي في البلاد، والذي استمرّ بين عامَي 1911 و1943، أنشأ خلالها أكثر من 16 معتقلاً جماعياً، لم تكن سوى معسكرات موت، قضى فيها أكثر من ستين ألف ليبي، جلّهم من النساء والأطفال، بين 1929 و1934.

لم يُفتح كل الأرشيف الاستعماري بعدُ أمام الباحثين. غير أن البحث في تلك الجرائم اليوم من شأنه إضاءة أبعاد جديدة من ذلك الماضي الذي يقابله راهن استعماري إبادي لا يزال مستمراً في فلسطين؛ إذ ليست الصهيونية، في جوهرها وممارساتها، سوى امتداد للأيديولوجيا الفاشية الاستعمارية.

هذه الذاكرة تستعيدها مجلة “الغرفة 211”، في عددها الثاني الصادر حديثاً عن “مؤسسة آريتي” التي تعنى بالثقافة والفنون في ليبيا، تحت عنوان “ذاكرة الاستعمار ومستقبل تاريخنا”. افتتح العدد (323 صفحة) بمقدمة، تناول فيها فريق التحرير موضوع الذاكرة الليبية وإشكالات التأريخ، عبر اقتراح مفهوم “النقد المزدوج”، الذي يعني ضرورة عدم اكتفاء الباحث بفحص المادّة التاريخية، بل ذهابه أبعد عبر وضع الأدوات الناقدة موضع مساءلة دائمة.

يفرد العدد ملفاً خاصاً لكتاب “الإبادة الجماعية في ليبيا: الشر، تاريخ استعماري مخفي”، للباحث علي عبد اللطيف حميده، الذي صدرت ترجمته العام الماضي بتوقيع محمد زاهي بشير المغيربي، ويبين مؤلفه أن تاريخ المقاومة في ليبيا مغيَّب حتى في الداخل الليبي، ويختصر في شخصية المقاوم عمر المختار، في حين أن الحركة كانت أكبر وأعم. نقرأ في الملف قراءةً في الكتاب بعنوان “إعادة تشكيل تأريخ الإبادة الجماعية” للباحث فؤاد مغربي، وحواراً مع المؤلف بعنوان “في نقد المعرفة الاستعمارية والنخبوية”، أجراه خالد المطاوع، رئيس تحرير المجلة.

وفي باب “نصوص”، نقرأ فصلاً من رواية “الهروب من جزيرة أوستيكا” (2018) لصالح السنوسي، والتي تروي حكايات عن الهروب من معتقلات إيطاليا الفاشية في ليبيا، وآخر من رواية “صندوق الرمل” لعائشة إبراهيم، ونصاً بعنوان “الرحلة” لمروان جبودة، ومقطعاً من رواية “بنغازي” لصلاح المنصف، بترجمة ميرنا فكري، إضافة إلى نصّ للكاتب حسام الثني، بعنوان “عن المقرون والبرّاح وشوق سيدي رافع”.

أما باب “التوثيق”، فاشتمل على ثلاث مواد؛ هي: “أمي حين تسرد التاريخ” لأحمد يوسف عقيلة، و”ما تيسّر من سيرة نساء المقاومة والنضال الوطني” لفاطمة غندور، و”مرايف عليهم خاطري ولهان” لحسام الثني، بينما ضم باب “القراءات” مجموعة من الترجمات؛ هي: “العساكر وذاكرتهم” لـ أنطونيو مورون بترجمة خالد المطاوع، و”ما تعلّمه لورانس الدينماركي في ليبيا” لـ فريدريك ويري بترجمة سعد العشة، و”دلالة غامضة هائلة: عن رواية ‘بنغازي’” لـ ستيفين وات بترجمة نافع الطشاني. ويُختتم العدد بباب “إدراكات”، الذي يتضمن مقالاً لخالد المطاوع بعنوان “الصعود من الشرّ: تأملات مشكالية في مستقبل تاريخنا”.

تتيح قراءة هذا العدد من “الغرفة 211” (استوحت عنوانها من رقم زنزانة الشخصية الرئيسية في نص “موسم الحكايات” للكاتب الليبي خليفة الفاخري 1942 - 2001) الماضي الاستعماري الوحشي لبلد غربي لم يقدّم أيّ اعتذار عن جرائمه في ليبيا ولم يعبّر عن أيّ شعور بالذنب تجاه الضحايا، وربما يقدّم ذلك تفسيراً للصمت والتواطؤ الغربيين مع الاحتلال الإسرائيلي؛ فأيّة إدانة من هؤلاء للإبادة الإسرائيلية في فلسطين، لن تكون في الحقيقة سوى إدانة لأنفسهم وتاريخهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 8 كانون الثاني 2023

*****************************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

فاضل ثامر، ياسين النصير، ناجح المعموري.. سلامات

يواجه ثلاثة من ابرز وأهم نقاد الادب في العراق هم: فاضل ثامر، ياسين النصير، ناجح المعموري؛ يواجهون اوضاعاً صحية صعبة.. من دون ان يجدوا اهتماماً من قبل المسؤولين.

ان هذه القامات الثقافية التي أعطت الشيء الكثير من نبع عقولها النيرة، وحققت حضوراً عربياً بارزاً، وواجهت العديد من المنغصات والسجون في ظل السلطة السابقة، لا بد ان تجد الرعاية والاهتمام من قبل الجهات المعنية، بوصفها تمثل الوجه المشرق للثقافة الوطنية في العراق.

*********************************************************************************

مسرحية لغزة.. قولي لها

تأليف: كاريل تشرشل

ترجمة: محمد عطا سلمان

لا ظهور للاطفال في المسرحية، المتحدثون بالغون. الشخصيات مختلفة في كل مشهد وكذلك الوقت والطفل، و يمكن أداء المسرحية بعدد غير محدود من الممثلين.

1

قولي لها انها لعبة

قولي لها انها خطيرة

لكن لا تخيفيها

قولي لها من المهم ان تكون هادئة

قولي لها انها ستحصل على قطعة من الكيك اذا تصرفت بصورة جيدة

قولي لها التفي كما لو كانت في الفراش

لكن لا تغني

قولي لها ان لا تخرج

قولي لها ان لا تخرج حتى لو سمعت صوت اطلاق نار

لا تخيفيها

قولي لا ان لا تخرج حتى اذا لم تسمع شيئا لمدة طويلة

قولي لها سوف نعود ونجدها

قولي لها سوف نكون هنا كل الوقت

قولي لها شيئا بخصوص الرجال

قولي لها انهم غير جيدين في اللعبة

قولي لها انها قصة

قولي لها انهم سيذهبون بعيدا

قولي لها يمكنها ان تجعلهم يرحلون  اذا واصلت

بواسطة السحر

لكن لا تغني

2

قولي لها ان هذه صورة لجدتها وأخوالها و أنا

قولي لها أخوالها توفوا

لا تقولي لها انهم قتلوا

لا تخيفيها

قولي لها ان جدتها كانت ذكية

لا تقولي لها ماذا فعلوا

قولي لها انها كانت شجاعة

قولي لها انها علمتني كيف اصنع الكيك

لا تقولي لها ماذا فعلوا

قولي لها شيئا

قولي لها أكثر عندما تكبر

قولي لها أن هنالك أشخاص لايزالون يكرهون الصهاينة

قولي لها أن هنالك أشخاص يحبون الحياة

لا تقولي لها ان تفكر يهود أو غير يهود

قولي لها أكثر عندما تكبر

قولي لها كم مرة عندما تكبر

قولي لها أنها كانت قبل ان تولد وهي ليست معرضة للخطر

لا تقولي لها هنلك سؤال عن الخطر

قولي لها أننا نحبها

قولي لها موتى أم عائشون عائلتها جميعا تحبها

قولي لها ان جدتها كانت ستفخر بها

3

لا تقولي لها أننا ذاهبون للابد

قولي لها أن بأستطاعتها مراسلة أصدقائها، قولي لها أصدقاءها يستطيعون أن يأتوا للزيارة

قولي لها أن الجو مشمس هنا

قولي لها أننا ذاهبون الى المنزل

قولي لها انها الارض التي منحنا أياها الرب

لا تقولي لها الدين

قولي لها عظمتها.. عظمتها الكثير من عظمة الاجداد الذين عاشوا هنا

قولي لها، بالطبع قولي لها، الجميع أخرجوا منها والوطن ينتظرنا للعودة الى المنزل

لا تقولي لها أنها لا تنتمي الى هنا

بالتأكيد قولي لها أنها تحب منزلها هنا لكن سوف يعجبها المنزل هناك أكثر

قولي لها أنها مغامرة

قولي لها لن يغيظك احد

قولي لها أنها ستحظى بأصدقاء جدد

قولي لها أنها تستطيع أخذ العابها

لا تقولي لها أنها تستطيع أخذ كل ألعابها

قولي لها أنها فتاة مميزة

حدثيها عن القدس

لا تقولي لها من نكون

قولي لها شيئا

قولي لها نحن من البدو، نحن نسافر حولها

حدثيها عن الجمال في الصحراء والتمر

قولي لها هم يعيشون في الخيام

قولي لها هذا لم يكن منزلهم

لا تقولي لها منزل، ليس منزل، قولي لها هم هم ذاهبون بعيدا

لا تقولي لها هم لا يحبونها

قولي لها ان تكون حذره

لا تقولي لها من أعتاد العيش في هذا المنزل

كلا لكن لا تقولي لها عظمائها الاجداد العظماء أعتادوا العيش في هذا المنزل

كلا لكن لا تقولي لها العرب أعتادوا النوم في سريرها

قولي لها أن لا تكون وقحة معهم

قولي لها أن لا تكون خائفة

لا تقولي لها انها لا تستطيع اللعب مع الاطفال

لا تقولي لها انها تستطيع جلبهم الى المنزل.

قولي لها لديهم الكثير من الاصدقاء

قولي لها لأميال وأميال في كل مكان لديهم أراضٍ خاصة بهم

قولي لها مجددا هذه أرضنا الموعودة

لا تقولي لها أنهم قالوا أنها كانت أرض من دون أناس

لا تقولي لها أنا لم أكن لآتي لو علمت

قولي لها ربما بأستطاعتنا أن نتشارك

لا تقولي لها ذلك

5

قولي لها أننا أنتصرنا

قولي لها أن شقيقها بطل

قولي لها كم هي ضخمة جيوشهم

قولي لها أرجعناهم

قولي لها نحن مقاتلون

قولي لها أننا حصلنا على أرض جديدة

6

لا تقولي لها

لا تقولي لها المشكلة حول حوض السباحة

قولي لها انها مياهنا، نمتلك الحق

قولي لها ليست المياه المخصصة لحقولهم

لا تقولي لها شيء بخصوص المياه

لا تحدثيها عن الجرافة

لا تقولي لها كانت تحطم المنزل

قولي لها أنها منطقة بناء

لا تقولي لها أي شيء بخصوص الجرافة

لا تقولي لها حول الطوابير عند نقاط التفتيش

قولي لها اننا سنكون هناك بلمح البصر

لا تقولي لها اي شيء هي لا تسأل عنه

لا تقولي لها تم أطلاق النار على الصبي

لا تقولي لها أي شيء

قولي لها أننا نبني مزارع جديدة في الصحراء

لا تقولي لها شيئاً عن أشجار الزيتون

قولي لها أننا نبني مدناً جديدة في البرية

لا تقولي لها أنهم يرمون الحجارة

قولي لها لا يوجد الكثير من الخير ضد الدبابات

لا تقولي لها ذلك

لا تقولي لها يفجرون القنابل في المقاهي

قولي لها، قولي لها أنهم يفجرون القنابل في المقاهي

قولي لها لتكون حذرة

لا تخيفيها.

قولي لها نحن نحتاج الجدار لكي نبقى سالمين

قولي لها أنهم يريدون رمينا في البحر

قولي لها أنهم لا قدرة لهم على ان يفعلوا

قولي لها أنهم يريدون رمينا في البحر.

قولي لها نحن نقتل أكثر بكثير منهم

لا تقولي لها ذلك

قولي لها ذلك

قولي لها نحن الاقوى

قولي لها نحن مخولون

قولي لها أنهم لا يفقهون أي شيء سوى العنف

قولي لها نحن نريد السلام

قولي لها نحن ذاهبون للسباحة

7

قولي لها انها لا تستطيع مشاهدة الاخبار

قولي لها أنها تستطيع مشاهدة أفلام الكارتون

قولي لها أنها تستطيع البقاء حتى وقت متأخر ومشاهدة الاصدقاء

قولي لها أنهم يهجمون بالصوايخ

لا تخيفيها

قولي لها القليل منا تم قتلهم

قولي لها أن الجيش أتى للدفاع عنا

لا تقولي لها ابن العم رفض أن يخدم في الجيش.

لا تقولي لها كم منهم قتل

لا تقولي

لا تحدثيها عن عوائل الفتيات الاتي قتلن

قولي لها أنها لا تستطيع أن تصدق ما تشاهده على التلفاز

قولي لها لا تصدقي انهم قتلوا الاطفال عن طريق الخطأ

لا تقولي لها أي شيء بخصوص الموت

قولي لها، حدثيها بخصوص الحياة، قولي لها أن تكون فخورة الفدائيين. حدثيها عن عوائل الفتيات الاتي قتلن، قولي لها أسماءهن لما لا، قولي لها ان العالم بأسره يعلم لما لا يجب أن تعلم؟ قولي لها هنالك أطفال قتلى، هل رأت أطفالاً؟ قولي لها أنها لم تحصل على شي تخجل منه. قولي لها أنهم فعلوا ذلك. قولي لها أنهم يرغبون ان يقتل أطفالهم  لكي يجعلون الناس تحزن معهم، نحن الذين نحزن لذلك، قولي لها هم لا يستطيعون تحدث المعاناة لنا. قولي لها نحن القبضة الحديدية الأن، قولي لها أنها ضباب الحرب، قولي لها أننا لن نتوقف عن قتلهم حتى نكون أمنين، قولي لها أني ضحكت عندما رأيت الشرطي المقتول، قولي لها أنهم حيوانات يعيشون في الأنقاض الأن، قولي لها أنا لا أهتم أذا قاتلناهم.. قولي لها أني لا أهتم أذا لم يقف العالم معنا، قولي لها نحن باقون، قولي لها أننا الشعب الصامد، قولي لها أني رأيت أحد أطفالهم مغطى بالدماء وبماذا شعرت؟ قولي لها كل ما شعرت به..

لا تقولي لها ذلك.

قولي لها أننا نحبها.

لا تخيفيها!

*********************************************************************************

رأي.. «المدَجّنون» مصدر التقييم والتجهيل

د. نادية هناوي

للثقافة تعريفات عدة تختلف في جوانب معينة، وتلتقي في جوانب أخرى كما أن هناك مقاييس أو مواضعات في من تحق تسميته بالمثقف، وهي مُختلف حولها أيضا. إذ لا إجمال ولا تحديد مع مفردتي الثقافة والمثقف. ولقد حاول كثير من المفكرين لملمة معاني الثقافة ومقاييسها من اجل بلورة فهم شامل وموحد، به يُستدل على المثقف فتُعرف أدواره في المجتمع ويتأكد موقعه فاعلا أو غير فاعل فيه.

ومن المفترض أن يكون كل الأدباء مثقفين، فحتى ذاك الموهوب فطريا ينبغي أن يتمتع بقدر ما من الثقافة، ولا شك في أن الأديب ينبغي أن يكون صاحب موقف يعرف به، بما يملكه من وعي عميق فيما يجري حوله، فلا يخضع للابتزاز.

والغالب على مرحلتنا الراهنة وجود نفر من الأدباء لا يرتفعون الى مستوى ثقافتهم ، بل اهتمامهم منصب على وسائل تقع خارج الأطر الثقافية، بها يختصرون الطريق الذي لا يستطيعون أن يقطعوه بإمكاناتهم الأدبية، وقد لا يقطعونه أصلا! وأعني بهذه الوسائل التسلل والتصيد بغية إقامة علاقات مع السلطات من أي نوع كانت؛ سياسية أو أدبية أو حزبية أو عشائرية أو كارتلات الثقافة أو تكتلات أنصاف المثقفين وغير الموهوبين، متمسحين بأكتاف هذه السلطات، متملقين ديناصوراتها، من أجل الحظوة بمكاسب مختلفة، قد تكون ثمينة أو زهيدة كمشاركات ودعوات وعضويات ولجان تجعل منهم بعد حين أدباء يظفرون بما قد لا يظفر به الأدباء الحقيقيون. ومحصلة ذلك كله أن يصبح التدجين طابعا ممنهجا يتصف به الواقع الأدبي ولا ينجو من شركه سوى أولئك الذين تحصنوا بالثقافة الأصيلة فوعوا حقيقة ذلك الواقع التدجيني وغاياته، فلا يقبلون من ثم بالمساومة أو بيع الذمم.

أما أمر الرعاية والاهتمام بأدباء التدجين فليس من ورائه سوى تدني حال الأدب، فلا ثقافة يسعى هؤلاء الى التزود بها ولا اشتغال على الذات من اجل التطوير والارتقاء، وبدلا من أن يكونوا مصدر إنارة للمجتمع يصبحون هم مصدر التعتيم والتجهيل.

وعلى وفق هذا الحال صار مثقف التدجين يمارس مسلكيته بحرفية فيتخذ من انتاجه وسيلة تحقق له منافع ذاتية ولا مطلب له سوى أن يكسب ولا فرق عنده ان تأتيه الشهرة من اي طرف وبأية وسيلة فيغتر بنفسه ويبدد طاقته متوجها نحو المزيد من الأعطيات الآنية، ولتذهب المبادئ إلى الجحيم.

وأكثر الأساليب التي يتبعها أدباء التدجين هي لعب دور البهلوان القافز على الحبال، ومع القفز تتشتت قابلياته، فتضيع البقية الباقية من قيمته الانسانية، فتراه لا يزيد الطين إلا بلة، ولا يزيد الظلمة إلا دكنة، ويتخبط في حلكتها بما يخلطه من أوراق وما يستجمعه منها فيغدو وجوده مثل عدمه. ويكون السياسي السلطوي والاداري الوصولي هما قدوته، يحتذي حذوهما وقصده ان يتعلم منهما كيفية مسك عقدة اللعبة بيديه، يجاهر من جهة بالدفاع عن الضحية، ويهادن من جهة أخرى الجلاد، ويذرف دموع التماسيح على الفئة المغلوبة ويضحك بشدقين ماكرين للفئة الغالبة، يوقّع بيده بيانات تناصر المظلومين، ويصافح بها الظالمين مصافحة الأحباب للأحباب، يصور نفسه الضحية وهو الذي بتخاذله وتواطئه يناصر الجلاد، كي يلتهم أي أحد يقف حجر عثرة أمامه، يمسك برقاب الصغار فأما يكونون مثله فيدعمهم وإلا يسحقهم فلا تقوم لهم من بعده قائمة، فهو ملك الأطراف كلها. هو المحترف والحريف، وأسوأ المدجنين ذاك الذي سيصبح فيما بعد معلما، يتعلم منه المستجدون الصغار أصول التدجين.

ولا نغالي إذا قلنا إن التدجين صار يسري بيننا مسرى النار في الهشيم ومن ثم يقل عديد الأدباء الانقياء. ولهذا مسبباته وهي مدروسة ومخطط لها بحذاقة وتسخر لها كل الإمكانيات من اجل ان تحقق نتائجها المرجوة وبها يكون أمر التدجين ساري المفعول بقوة وفاعلية، مكافحا كل من تظهر فيه إمارات التنوير أو لديه بذرة الثقافة الحقيقية والأمثلة كثيرة ولكن ليس كل ما يعرف يقال.

وليس غريبا بعد ذلك أن تغدو أفعال هؤلاء على المدى المنظور أو البعيد عنصر تخريب، تشيع المساوئ في المجتمع. وبوادر هذا المنظور تلوح في الافق ومرصودة من لدن الذين ما زالت أمام أعينهم تلك الصورة النقية للثقافة من الذين لم تجرفهم عجلة الهبات الدسمة والأعطيات الفخمة والموائد العامرة.

هذا الواقع الثقافي المزري هو ما أكده وأفرزه عدوان الكيان الصهيوني على غزة بوصفه هزة أيقظت الضمير العربي والعالمي، فخلخلت موازين القوى وأرعبت أول ما أرعبت العدو الصهيوني وآخر من أرعبتهم هم أدباء التدجين الذين بدوا فاعلين في مهمتهم التعتيمية الراهنة، فمنهم من راح يدبج المقالات من اجل إعادة الاعتبار للعدو الذليل، نافخا في قرب الصهاينة المثقوبة، وحاملا لواء المدجن الكبير الطاهر بن جلون، لا لأنه الأقدم مثالا واحترافية في التدجين، بل لأنه جرّب اخطر أداة من أدوات التدجين وهي الكيل بمكيالين فظهر عاريا مكشوفا للجميع حين نشر في أسبوعية “لي بوينت” الفرنسية يبرئ ساحة المحتل الصهيوني ويسيء الى المقاومة الفلسطينية وعمليتها طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 فوصفها باللااخلاقية واللاانسانية معتبرا الجلاد الصهيوني ضحية وانه (جرح لكل الإنسانية) !!. 

بالطبع المساومة على الوطن ليست أقل عارا من المساومة على الشرف، إنما هو التدجين الذي يجعل صاحبه يحمل في وجهه وقفاه صورة التابع الذي لا يسبِّح إلا بحمد أسياده. ولقد اتخذ أدباء التدجين حذرهم بعد ذلك فصاروا يستعملون أدوات أقل خطرا، بها يمسكون العصا من الوسط، مدعين من جانب نصرة الفلسطينيين ومن جانب آخر يقزمون الفرد العربي والشخصية العربية، يلومون ويقرعون أكثر مما يشيدون بنضال الثوار الأحرار، يسمون الأشياء بغير مسمياتها ويخبطون خبط عشواء كي لا تبين حقائق الأشياء، يتعكزون على ما هو آني وسلبي ولا يستشرفون المستقبل الواعد، ممارين بذلك الطرفين ظالما ومظلوما، فهم مع هذا تارة وتارات مع ذاك.

وفي الوقت الذي فيه هز العدوان الصهيوني على شعبنا في غزة العالم كله، فصدحت أصوات الضمائر الحية تحتج على المجازر الدموية بدءا من قلب الغرب وانتهاء بأبعد نقطة في العالم، فإن الجماهير في كل مكان لم تفتأ تنادي بالنصرة وتعادي القتلة، تخرج الى الساحات وتجمع التبرعات وتنتظر الفرصة التي تفتح بها الحدود لتقديم المساعدات الانسانية لشعب تمارس ضده الابادة الجماعية، ولا أثر لأدباء التدجين لانهم بالطبع لا يريدون بل يعزفون عن المشاركة الفعلية في هذه الصورة الباسلة. أما ما صدر من بيانات ( عدة) باسم المثقفين وجرى التوقيع عبر الوسائط الافتراضية وكل فئة ببيانها فرحة، فيحتاج بحق تحديدا دقيقا وفاعلا في من تصح عليه التسمية ، فلقد لمسنا الجعجعة ولم نر طحينا من بعد تلك البيانات.

 ومن المؤسف حقا ان فئة أدباء التدجين تأخذ بالاتساع يوما بعد يوم، ومعها يتسع الخراب والتشويه. والمتضرر هو الجمهور الذي يختلط عليه أمر هؤلاء المدجَنين بأولئك الاصلاء فيتصور أن هذا هو حال الثقافة في صورتها الحقيقية، وما من خيار بعد ذلك أمامه سوى القبول بهذا الحال. وإذا كان وجود أدباء التدجين يلعب دورا سلبيا ازاء قضايانا المصيرية وفي مقدمتها قضية فلسطين، فإن تعرية هؤلاء واجب على الجميع.. فلقد ساء ما فعلوه ..وما سيفعلون.

**********************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

في ضيافة «نادي الكتّاب» الكربلائي.. الشاعر محمود بدر عن «الكتابة في الغربة»

كربلاء – طريق الشعب

ضيّف “نادي الكتاب” في كربلاء، أخيرا، الشاعر المغترب محمود بدر المبارك، الذي تحدث عن “الكتابة في الغربة”، في أمسية أقيمت على قاعة “مقهى بن رضا علوان” في مركز المحافظة.

أدار الأمسية التي حضرها جمع من الأدباء والمثقفين وروّاد المقهى، القاص سلام القريني، وافتتحها بالقول: “اننا إزاء واحدة من حالات الابداع العراقي التي تتفجر طاقاتها بعيدا عن الوطن، وفي بلاد قصية حيث الانسان الذي تلاقفته المنافي والفيافي والليل الطويل”.

وأضاف مقدما سيرة الضيف، الشاعر البصري المولود في “قرية الباني” الغافية على شط العرب في قضاء أبي الخصيب، مبينا أن المبارك أكمل سنواته الدراسية الأولى في مدرستي “المحمودية” و”خالد بن الوليد” اللتين تخرج فيهما الشعراء بدر شاكر السياب وسعدي يوسف ومحمد علي إسماعيل.

وتابع قوله أن المبارك أكمل في العام 1974 دراسته في معهد المعلمين، ودرس علوم اللغة العربية على يد الشاعر محمود البريكان والقاص محمود عبد الوهاب، مستدركا “لكن المبارك، وأسوة بكل الشيوعيين، تعرض إلى الملاحقة والاعتقال، فاختار الغربة مرغما، ليصل في العام 1991 إلى السويد، وهناك تفتحت قريحته فأنتج ثماني مجموعات شعرية وثلاثة كتب نثرية”.

بعد ذلك، تحدث الضيف عن حياة الغربة وظروفها. وقال: “وانت هناك في بلد لا تعرف لغته، حيث لا أحد يواسيك، لا شيء امامك غير المساحات الواسعة والفضاء، ولا سبيل سوى الكتابة لمن لديه الموهبة. تبقى عيناك ملتصقتين بالحروف تارة تدب هنا وتفر هناك، او تتراقص حين تقفز الدموع من مآقيك حيث للخراب مسافة، وللذكريات مسافة طويلة”.

وأضاف قوله أن “الغربة تفضح وجوه المنفيين، تستمد وجعها من طول ليالي الشتاء الباردة في البلاد القصية. اراقب المطر المنهمر في الخارج ينزل بخطوط مستقيمة وأخرى بميلان ظاهر، أوراق شجر البتولا لا تكف عن الحركة مدفوعة بحركتين، الريح والمطر.. كل شيء هادئ تماما الا القلم يظل لاثما خد الورقة بصرير مسموع”.

وفي سياق الأمسية، قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن موضوعها، بضمنهم الشاعر فاضل عزيز فرمان، الفنان مهدي هندو، الروائي علي لفتة سعيد والكاتب عبد الهادي البابي.

واختتمت الأمسية بقراءة المبارك مختارات من قصائده. 

******************************************************************************************

يوميات

  • تقيم الجمعية العراقية لعلم النفس السياسي بالتعاون مع أكاديمية بغداد للعلوم الإنسانية، غدا الجمعة، حفل توقيع للكتاب الموسوم «الفقر – مقاربات نظرية ونماذج تطبيقية من العراق والعالم»، تحرير فارس كمال نظمي.

يبدأ الحفل عند الساعة 5 مساء في مقر أكاديمية بغداد للعلوم الإنسانية – قرب ساحة الواثق – مدخل شارع 42 – فرع مطعم دايت فود.

  • ينظم منتدى «بيتنا الثقافي» في بغداد بالتعاون مع «دار الروّاد المزدهرة» للطباعة والنشر، بعد غد السبت، جلسة حوارية حول الكتاب المعنون «أمراض الاقتصاد العراقي وسبل معالجتها»، لمؤلفه الباحث الاقتصادي إبراهيم المشهداني، مع حفل توقيع للكتاب.

تكون البداية عند الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

************************************************************************************************

احتفاء بالفنان رزاق حيدر

متابعة – طريق الشعب

احتفى الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أخيرا، بالفنان رزاق حيدر وتجربته في التمثيل المسرحي والدرامي.  

جلسة الاحتفاء التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، حضرها جمع من المثقفين والفنانين والأدباء. فيما أدارها رئيس الملتقى د. صالح الصحن، الذي بيّن في مستهلها أن “المحتفى به اشتغل منذ سبعينيات القرن الماضي في مجال الفن، لكن الإعلام لم ينصفه”.

بعد ذلك، استعرض الفنان حيدر سيرته الفنية، وألقى الضوء على مجموعة من الأعمال التي قدمها في معهد الفنون الجميلة برفقة الكاتب والمخرج والمنتج محسن العلي وغيره.

ثم تطرق إلى عمل درامي جديد سيجمعه بالمخرج عزام صالح، مبينا أن العمل سيقدم في رمضان المقبل.

وشهدت الجلسة مداخلات عن تجربة المحتفى به، ساهم فيها عديد من الحاضرين.

********************************************************************************

سلات غذائية للمتعففين في مدينة الثورة

بغداد – مروة فاضل

وزعت سكرتارية رابطة المرأة العراقية في بغداد و”مكتبة الطفل العراقي” التابعة لفرع الرابطة في مدينة الثورة (الصدر)، أخيرا، سلات غذائية على العديد من العائلات المتعففة في المدينة.

وجاءت هذه المبادرة بالتنسيق مع فريق “بادر” التطوعي في بغداد. وقد احتوت السلات الغذائية على دجاج وبيض.

وفي سياق متصل وزعت سكرتارية الرابطة بالتعاون مع أحد الفرق التطوعية، مدافئ كهربائية على عدد من العائلات المتعففة في منطقة المقالع التابعة إلى منطقة المعامل في بغداد.

وجاءت المدافئ  تبرعا من أحد الخيرين.  

******************************************************************************

اتحاد أدباء العراق يعقد مؤتمره الثقافي

متابعة – طريق الشعب

عقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب، يومي الخميس والجمعة الماضيين، مؤتمره الثقافي، وذلك على قاعة المؤتمرات في فندق السدير وسط بغداد.

وشارك في المؤتمر المجلس المركزي للاتحاد ورؤساء اتحادات المحافظات وأعضاء الهيئات الإدارية فيها مع المكاتب الثقافية المتخصصة ورؤساء الأندية والتشكيلات الثقافية فضلا عن لجنتي مجلة “الأديب العراقي” ومنشورات الاتحاد ولجنة قبول الأعضاء.

وترأس المؤتمر رئيس الاتحاد الناقد علي الفواز، فيما أداره الأمين العام الشاعر عمر السراي بحضور الناقد فاضل ثامر والمستشار الثقافي لرئيس الوزراء وعضو المجلس المركزي للاتحاد د. عارف الساعدي.

وابتدأ المؤتمر بتوجيه رسالة شكر لرئيس الوزراء، على دعمه للادباء ورعايتهم صحيا واجتماعيا وثقافيا. ثم جرت مناقشة الخطة الثقافية التي سيسير على وفقها الاتحاد.

كما شهد المؤتمر قراءة التقارير والوثائق الخاصة بعمل الاتحاد، وتمت مناقشة مشاريع ومقترحات ثقافية واستراتيجية وفنية، ستنفذ خلال الشهور المقبلة.

******************************************************************************

إصدار

عن سلسلة إصدارات «التجمع الثقافي العراقي الحديث»، صدر أخيرا ديوان شعري للشاعر سعيد المظفر عنوانه «تشرين شهادة وشهداء».

يضم الديوان 15 قصيدة تتحدث عن انتفاضة تشرين الباسلة وشهدائها، وتغطي 88 صفحة من القطع المتوسط.

****************************************************************************************

أما بعد ... ترى ..هل من مستجيب؟!

منى سعيد

في الرواية الأولى “المتعبون بلا مسيح” للفنان التشكيلي وائل المرعب، استوقفني حوار يقول فيه احدهم: “شكرا لألوانك التي شذّبت رؤاي وعلمتني أن الحياة لا زال فيها ما يستحق أن نحياه”. وهذا ما شعرت به فعلا الأسبوع الفائت، عند زيارتي بصحبة صديقتين قادمتين من لندن معرضين تشكيليين في أمسية بغدادية باردة ممطرة.

تحققت لنا متعة بصرية هائلة، ونحن نتابع بنهم نتاجات المعرض السنوي للرسم على قاعة جمعية التشكيليين العراقيين، ومن ثم الاعمال الفنية في معرض “استكماتزم” على قاعة الاطرقجي في المنصور.

ضم المعرض الأول نحو 65 عملا فنيا، تنوعت أساليب تنفيذها وثيماتها في قطاف إبداعي سنوي بتخصص الرسم، وفي سياحة ممتعة بين أروقة الجمال والفن المتجدد.

لكن كل هذا الجمال لم ينل ما يستحق من تقدير من جانب المؤسسات الرسمية حصرا، ومن قبل المهتمين الذين يقتنون الأعمال الفنية. وبأسىً حدثنا الفنان قاسم سبتي رئيس الجمعية، عما جرى بيعه من الأعمال المعروضة هذا العام، وفي اطار الدورة الانتخابية الحالية لإدارة الجمعية. إذ لم يتم بيع سوى عملين فنيين فقط من مجموع أعمال المعرض الحالي، وقبله بيعت أربعة أعمال لا اكثر من مجموع سبعين عملا في معرض النحت المتخصص، كما بيع عملان اثنان من معرض الفنانات التشكيليات، وقطعة واحدة في معرض الخزف العراقي من مجموع ثمانين قطعة معروضة. أما في معرض “طبيعة” فقد بيع ثلاثة عشر عملا بفضل اقدام الفنان قاسم سبتي نفسه، على شراء ثمانية أعمال لقاعة “حوار” الخاصة به.

ورغم الإحباط وخيبة الأمل مما يواجهه الفنان العراقي من عزوف عن الفن، وهو مصدر عيشه الرئيس، فوجئنا بالإقبال الكبير على المعرض الآخر المقام على قاعة الأطرقجي، بمشاركة 6 فنانين بأعمال رسم ونحت. وشكل الإقبال الكبير من قبل فناني المحافظات، ممن حضروا الافتتاح رغم سوء الأحوال الجوية، قادمين من البصرة والحلة وكربلاء والانبار وغيرها.

والمفرح والمميز في هذا المعرض هو مشاركة الفنان البابلي الشاب محمد الشجيري بأعمال نحتية مذهلة، جمعت البرونز والخشب والحديد ومواد أخرى. والمفاجيء في هذه الأعمال إنها جاءت من ناحية “المدحتية” التابعة لمحافظة بابل ، حيث تنتج مجموعة فنانين تدعى “ كلاسيك” متخصصة في الأعمال الواقعية الدقيقة، وقد ذاع صيتها خليجيا وعربيا رغم بعدها وعزلتها الجغرافية.

أعمال هذا المعرض رائعة ولا مجال لتفصيلها هنا، بينها مشاركة للنحات العالمي المقيم في الدوحة أحمد البحراني بلوحات رسم كبيرة باللونين الأبيض والأسود، وأعمال للفنان البصري حسن فالح التي روت بألوان رمادية كالحة معاناة السجين السياسي ومعاناته جراء التعسف والطغيان. بينما استخدم الفنان البصري الآخر حامد سعيد ألوانا مشرقة، تنبض بأمل القادم الأجمل.

في هذا المعرض أيضا لاحظت بيع عملين اثنين فقط، الأمر الذي يدفع الى تجديد الدعوة لوزارة الثقافة، كي تعود لأتباع السياقات المعروفة سابقا بشراء أعمال من قاعات العرض الرسمية والأهلية، وضمها إلى مقتنيات متحف الوزارة. كذلك  تشجيع المعنيين في وزارة الخارجية على شراء الأعمال الفنية العراقية وعرضها في سفاراتنا في الخارج، الى جانب تقديمها كهدايا تمثل العراق في مختلف المناسبات.

فهل من مستجيب؟!