الصفحة الأولى

 

في بغداد والمحافظات.. الآلاف يُحيُون الذكرى الثالثة للانتفاضة وينددون بالمحاصصة

بغداد – طريق الشعب

استقبلت ساحات الاحتجاج في بغداد والمحافظات يوم امس المتظاهرين الذين توافدوا بأعداد كبيرة عليها، لإحياء الذكرى الثالثة لانطلاق انتفاضة تشرين عام 2019. ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات تندد بالفساد ونهج المحاصصة ومنظومتهما، وبالاجراءات الحكومية التي حاولت عرقلة طريقهم الى ميادين الاحتجاج.

 

على موعد مع نصب الحرية

وقال مراسلنا الذي كان حاضرا في غمرة الحدث، أن أعدادا كبيرة حضرت مبكرا وبقيت تتوافد على ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، إحياءً للذكرى الثالثة للانتفاضة، واكد المتحدثون أن أسباب التظاهر ما زالت قائمة من حيث تفشي الفساد والمحاصصة وتعمّق أزمة النظام السياسي.

ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات تدين منظومة المحاصصة وتقاسم السلطة بين المتحاصصين عبر مفاوضات تشكيل الحكومة.

وشهدت الساحة لاحقا اطلاق قوات الأمن قنابل غازية لتفريق المتظاهرين لدى اقترابهم من الكتل الخرسانية على جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء. وتحت مجسر منطقة الباب الشرقي، لاحقت عناصر الأمن أصحاب عجلات (التك تك) واعتدوا على مركباتهم ضمن اجراءات استفزازية لا مبرر لها.

وأظهرت صور إصابة عدد من المتظاهرين خلال المواجهات مع قوات الأمن، التي اعتلت الكتل الخرسانية. كما جرى إغلاق جسور الجمهورية والسنك والأحرار وسط العاصمة بالكتل الإسمنتية والحواجز.

وبقي المتظاهرون يتوافدون على ساحة التحرير، لتقوم قوات مكافحة الشغب ليلا بالهجوم عليهم من جهة جسر الجمهورية دون مبرر، ما أحدث توترا متصاعدا من جانب المحتجين السلميين، الذين نددوا بعدم التزام قوات الأمن بالتوجيهات الحكومية التي منعت استخدام العنف ضد المتظاهرين، وواضح ان حصيلة الضحايا مرجحة للتزايد في الصدامات المتواصلة، لغاية لحظة اعداد هذا التقرير في ساحة متأخرة من ليلة الأحد.

“الحبوبي” لا تفوت الفرصة

وتظاهرت مجاميع حاشدة من الناشطين والمواطنين في ساحة الحبوبي، وسط مدينة الناصرية، لإحياء الذكرى الثالثة للانتفاضة .

وقال عدد من المتظاهرين لـ”طريق الشعب”، انهم يريدون احياء ذكرى انتفاضتهم المجيدة خصوصا وأن ذي قار دفعت الكثير من التضحيات في مواجهة عصابات القوى المتنفذة وميليشياتها التي فتحت النار على المدنيين الرافضين للفساد والمحاصصة، لافتين إلى أنهم “ماضون في الحراك الجماهيري”.

 

تظاهرات في النجف وميسان والبصرة

وفي النجف، قال مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس، أن أعدادا كبيرة من المتظاهرين توجهوا إلى ساحة مجسرات ثورة العشرين في مركز المحافظة، لاستذكار الانتفاضة وشهدائها وجرحاها ومطاليبها.

ووفقا لعباس، فإن الجماهير المحتجة أظهرت غضبا واسعا ضد المحاصصة، وطالبت ببناء الدولة المدنية الديمقراطية المبنية على قاعدة العدالة الاجتماعية.

أما في ميسان فالتظاهرات تواصلت أيضا وأصدرت تنسيقية المتظاهرين هناك بيانا أكدت فيه أن “أحياء ذكرى الانتفاضة هو وفاء للشهداء ومواصلة السير على طريقهم”.

وندد المتظاهرون بحسب فيديوهات متداولة بصراع المتنفذين المستمر ومعركة تقاسم الدولة والنفوذ والاستئثار بالمال العام ورعاية نظام الفساد الذي بدأ بالتصدع.

وفي السياق نفسه، خرج أهالي البصرة بمسيرات احتجاجية، انطلقت من سوق العشار مرورا بساحة البحرية قرب مبنى المحافظة، مرددة هتافات رافضة لنهج المحاصصة.

وفي المساء، حدثت صدامات دموية بين المتظاهرين وقوات الامن، أسفرت عن إصابات لدى الطرفين، قبل أن تعلن قيادة عمليات البصرة سيطرتها على ساحة البحرية، بعد تفريق المتظاهرين بالقوة.

 

السماوة تجدد العهد

أما المنتفضون في السماوة، فانطلقوا في تظاهرة سلمية حيّت ذكرى الانتفاضة الثالثة وطالبت بتصحيح مسار المنظومة السياسية.

وقال مراسل “طريق الشعب”، عبد الحسين السماوي، ان المحتجين طالبوا بإبعاد الفاسدين عن السلطة، ومنعهم من تولي المناصب الإدارية نظرا لحجم الحراب والدمار الذي تسببوا به، والى انشغالهم بجني المغانم والمناصب دون الاكتراث بمطالب الشعب. وشدد السماوي على أن دعوات واسعة أكدت ضرورة محاسبة قتلة الناشطين ومحاكمة الفاسدين الذين عبثوا في البلاد.

 

جماهير بابل في ساحة الاحتجاج

وفي بابل، خرج المئات تحت مجسر الثورة في تظاهرة كبيرة شاركت فيها حشود من المتظاهرين وهم يرددون الاغاني والاهازيج الثورية المطالبة بتحقيق المطالب المشروعة للشعب، منددين بطغمة الفساد والمحاصصة التي اوصلت البلاد الى حافة الهاوية بإصرارها على المضي بمشروعها الطائفي.

كما شهدت مناطق أخرى عديدة تظاهرات ووقفات وفعاليات جماهيرية احيت ذكرى الانتفاضة واستذكرت الشهداء وطالبت بالتغيير الشامل والخلاص من نهج المحاصصة الطائفية.

راصد الطريق.. مَنْ من المتنفذين يأبه للناس ومعاناتهم؟

 

نقلت وسائل اعلام اخيرا عن المدير العام السابق لشركة تسويق النفط العراقية “سومو” فلاح العامري قوله، ان الحكومة العراقية تريد الاستمرار في إيداع العائدات النفطية لدى البنك الاحتياطي الأمريكي، فيما كشف مستشار البنك المركزي العراقي إحسان شمران الياسري عن تجاوز احتياطي البنك المركزي من النقد الأجنبي مبلغ 87 مليار دولار أمريكي،  وهو أعلى أحتياطي يبلغه المركزي منذ عقود.

يحدث هذا فيما يئن ملايين العراقيين الذين يطحنهم الفقر والبطالة وشظف العيش، فالوفرة المالية ظلت بعيدة عنهم ولم ينالوا منها شيئا، والحكومة تحملهم عبر سياساتها الاقتصادية ثمن الفساد وهدر المال العام وسوء الإدارة.

ومع عجز مجلس النواب عن تأمين سبيل قانوني لتشريع قانون الموازنة العامة للسنة الحالية، بات في حكم المؤكد ان إقرار موازنة العام المقبل سيتأخر ايضا. فالمادة 11 من قانون الإدارة المالية ألزمت مجلس الوزراء تقديم مشروع الموازنة الى البرلمان في منتصف تشرين الأول، وها نحن ندخل الشهر وما من حديث عن اعداد الموازنة أصلا!

انهم المتنفذون يبرهنون يوميا على كونهم لا يأبهون لمعاناة الناس ومصائرهم، ولن يأبهوا !

ماذا عن محاكمة قاتل هشام الهاشمي؟

 

متابعة ـ طريق الشعب

يلف الغموض ملف محاكمة قاتل الخبير الأمني الراحل هشام الهاشمي، إذ قررت المحكمة المختصة تأجيل المحاكمة ست مرات، خلال الأشهر الماضية، وسط أنباء عن هروب المتهم أو تهريبه.

واغتِيل الهاشمي في تموز عام 2020، أمام منزله في منطقة زيونة بالعاصمة بغداد، عندما أمطره مسلحون يستقلون دراجة نارية بوابل من الرصاص فأردوه قتيلا.

وضجت الأوساط الشعبية العراقية حينها وكذلك العربية، بتلك الواقعة، خاصة أن الهاشمي معروف على نطاق واسع بتحليلاته الأمنية وخبرته في الشأن العراقي.

***************************

الصفحة الثانية

 

قنابل مسيلة للدموع تطال مصور وكالة رويترز

 

بغداد – طريق الشعب

أفادت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، باصابة مصور وكالة رويترز في بغداد بجروح طفيفة، اثناء تغطية الاحتجاجات في بغداد.

وقالت الجمعية في بيان ورد لـ”طريق الشعب”، ان مصور وكالة رويترز حيدر كاظم أصيب بجروح طفيفة في منطقة اليد، اثناء تغطية الاحتجاجات قرب الجسر الجمهوري، وسط بغداد.

ونقلت الجمعية عن حيدر قوله: إن “القوات الامنية المكلفة بانهاء التظاهرة، اطلقت القنابل المسيلة للدموع، لتفريق المحتجين على جسر الجمهوري، ما ادى الى سقوط احدى هذه العبوات المسيلة على يدي اليمنى”، مبينا ان الاصابة طفيفة، وعاد لمزاولة التغطية من مكان ابعد، بعد تضميد جرحه، من قبل الفرق الطبية المسعفة القريبة من الجسر.

واضاف ان الصحفيين يحاولون اتخاذ الاماكن الامنة البعيدة عن المصادمات بين القوات الامنية والمحتجين، خوفا من استهداف القنابل التي تطلق وتسبب الاختناقات الشديدة.

وتذكّر الجمعية أن ما يتعرض له الصحفيون والمحتجون من عنف تستخدمه القوات الامنية بقصد انهاء التظاهرة، هو انتهاك لكل الاعراف الدولية التي نصت على كفالة حق التظاهر وحماية الصحفيين، فضلا عن كونه خرقا دستوريا.

*******************************

الصفحة الثالثة

 

لم يخطر في بال الناشطين الزوجين سارة وحسين أن مشاركتهما في التظاهرات ومطالبتهما بتحسين وضع البلاد سيكون ثمنها حياتهما، بعد اقتحام شقتهما في الثاني من تشرين الأول 2019، من قبل مسلحين قتلوا حسين بسبع رصاصات وحصدوا حياة سارة التي كانت حاملا في شهرها الثاني بثلاث رصاصات.

***

تربص القتلة للشهيد بهاء فالح درب الكعبي، من محافظة الديوانية، ومنعوه من تحقيق حلمه بالارتباط بالفتاة التي احبها بعد انتهاء زيارة الأربعين، بعد أن كان لرصاص القتلة خيار دموي وظلامي، فقد استشهد الكعبي يوم الجمعة المصادف 4 تشرين الأول 2019، عند باب مبنى مجلس المحافظة إثر رصاصة غادرة.

*********

سقط في مجراها مئات الشهداء وتعرض آلاف وآلاف للاصابة وغيرهم اعتقال

مشاركة جماهيرية وسياسية فاعلة

للحزب الشيوعي العراقي في انتفاضة تشرين الباسلة

بغداد – طريق الشعب

 

فيما تبقى شعلة انتفاضة تشرين تتوهج، يواصل ابطالها مسيرتهم المجيدة صوب تحقيق كامل اهدافها المنشودة، وصولاً الى التغيير نحو دولة المواطنة وتحقيق العدالة الاجتماعية. وعلى امتداد المسيرة الخالدة في تاريخ شعبنا العراقي، لم تبخل عضوات الحزب الشيوعي العراقي واعضاؤه في إمدادها بالدعم متنوع الاشكال، مقدمين على طريقها الشهداء والجرحى والمعتقلين والمغيبين.

وعلى طريق اسنادها اتخذ الحزب الشيوعي العراقي مواقف وطنية، انفرد بها او كاد بين القوى السياسية في البلاد. فقد طالبت قيادة الحزب مبكرا باستقالة الحكومة وانتخاب حكومة جديدة تلبي مطالب الجماهير. وما ان تبين للحزب ان البرلمان عاجز عن مواجهة الازمة وتقديم الحلول المناسبة لمعالجتها، حتى قدم ممثلا الحزب في مجلس النواب الرفيقان رائد فهمي وهيفاء الامين استقالتهما منه، معبرين عن وقوفهما الى جانب المنتفضين ودعمهما لهم. وفي السياق نفسه قدم الشيوعيون من اعضاء مجالس المحافظات استقالاتهم، تعبيراً عن احتجاجهم على البطش بالمنتفضين في محافظاتهم.

اليوم ولمناسبة مرور عامين على انتفاضة تشرين 2019، تقدم “طريق الشعب” تقريرا يستعرض ابرز مواقف الحزب المساندة للانتفاضة في الاشهر المذكورة:

في 1 تشرين الاول / اكتوبر 2019 اصدر المكتب السياسي للحزب تصريحا شدد على ضرورة التزام الحق الدستوري في التظاهر السلمي، وحرص القوى والجهات التي دعت الى التظاهر على سلميته، نظرا الى ان السلمية عنصر قوة منسجم مع الدستور والقانون.

في 2 تشرين الاول 2019 عاد المكتب السياسي ليجدد في تصريح صحفي انحياز الحزب الكامل الى المطالَب العادلة والسلمية للمواطنين والى فتح فضاءات للتغيير الجذري. واعتبر التصريح ان الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تعم ارجاء الوطن منذ اليوم السابق “تشكل إنذارا حقيقيا للحكومة وللقوى السياسية المتنفذة، المسؤولة عما آل اليه الوضع المأساوي في البلاد والواقع المعيشي والحياتي المزري للمواطنين، لا سيما فئات الفقراء والكادحين والشباب”

في 5-10-2019 طالب الحزب السلطات باطلاق سراح 21 متظاهرا من الشيوعيين وأصدقائهم، جرى اعتقالهم خلال مشاركتهم الفاعلة في ساحات الاحتجاج في بغداد والمحافظات الاخرى.

في 8-10-2019 وفي حديث لـ “طريق الشعب” قال سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي: “نحن في الحزب الشيوعي العراقي كنا قد قدمنا أوائل تموز الماضي 2019 مجموعة من المقترحات والمعالجات المتعلقة بقضايا متنوعة آنية ملحة، هي في الاساس انعكاس لما طالب به المحتجون في حراكات سابقة. واننا نجد في المعالجات الحالية للحكومة صدى ملموسا لما كنا قد طرحناه حينذاك وشددنا عليه. وفي حينه دعونا ايضا الى الاخذ بالمقترحات المذكورة عاجلا، وحذرنا من ان التباطؤ والتلكؤ في الاستجابة لمطالب الناس من شأنه ان يقود الى مفاقمة الوضع، ويزيد من حالة الاحتقان، ويفقد الناس صبرها، بعد ان أغلقت بوجهها سبل توفير الحياة الكريمة اللائقة”.

في 13 تشرين الأول 2019 دان المكتب السياسي القيود التي تحول دون ممارسة الحق الدستوري في التظاهر وحرية التعبير. وجاء في التصريح:

تتحمل الحكومة المسؤولية السياسية عن أعمال القتل العمد والقمع الدموي التي تعرض لها المتظاهرون، وعن الانتهاكات السافرة للحقوق والحريات ولمبادئ حقوق الإنسان، التي ينص عليها الدستور ويكفلها القانون.

من الواجب إحالة المسؤولين عن إصدار أوامر إطلاق النار على المتظاهرين السلميين واستخدام القوة وتنفيذ الاعتقالات ومهاجمة بعض الفضائيات، الى القضاء فوراً والكشف عاجلا عن نتائج التحقيقات وإعلانها.

في 17 تشرين الأول 2019 شجب المكتب السياسي ممارسات اعتقال الناشطين والمدونين، وطالب بوضع حد فوري لها ومحاسبة المسؤولين عنها ومقاضاتهم، وبإبطال قوائم الملاحقة ووقف عمليات الاختطاف واطلاق سراح المعتقلين. وقال في تصريح اصدره: “نشدد على ضمان حرية التعبير وحق وسائل الاعلام في الوصول الى المعلومات وإيصالها الى المواطن، وندعو الحكومة الى الإعلان عما يطمئن الإعلاميين والصحفيين والمدونين، ويصون حقهم في ممارسة حياتهم المهنية والإبداعية والثقافية ، ويؤمن لهم الحماية. كما نطالب بتعويض الفضائيات التي تضررت مكاتبها، بما يساعدها على معاودة نشاطها الاعتيادي وبثها، وضمان انسيابيته”.

في 18 تشرين الاول 2019 وبمبادرة من الحزب وقع العشرات من ممثلي الأحزاب المشاركة في اللقاء الأممي للأحزاب الشيوعية الذي عقد يومها في تركيا، على بيان تضامني مع شعبنا وانتفاضته الباسلة.

في 23-10-2019 عقد الحزب مؤتمرا صحفيا طالب فيه باستقالة الحكومة، وتشكيل حكومة جديدة من عناصر وطنية كفؤة نزيهة وفعالة، وان تكون حكومة ذات صلاحيات استثنائية ويتم تشكيلها بعيداً عن نهج الطائفية السياسية ونظام المحاصصة المقيت ومنظومة الفساد.

بعد يومين من ذلك، في 25-10-2019، اصدر المكتب السياسي تصريحا بيّن فيه” ان تطور الاحداث يعكس عجز الحكومة عن الوفاء بوعودها وتوفير الحماية للمتظاهرين السلميين، وعن تأمين أمن بلادنا واستقرارها. كما يبيّن صواب ما طالب به حزبنا في بيانه يوم 23 تشرين الاول الحالي بشأن استقالة الحكومة القائمة، وتشكيل حكومة جديدة وطنية نزيهة وذات صلاحيات استثنائية، بعيدا عن نهج المحاصصة. حكومة توقف التدهور المتواصل وتعالج الازمات التي تستنزف البلد، وتضعه على سكة الامان والاستقرار والاعمار والتطور”.

في 26-10-2019 نعى المكتب السياسي شهيد الحزب الشيوعي العراقي في انتفاضة تشرين الرفيق حيدر القبطان، الذي استشهد في بابل وهو يحاول انقاذ متظاهرين آخرين من قنابل الغاز التي كانت ترميها قوات الشغب، والتي ادت الى اختناقه هو واستشهاده.

في 27-10-2019 اعلن النائبان رائد فهمي وهيفاء الامين استقالتهما من مجلس النواب نظرا الى عجزه عن الاستجابة لمطالب المنتفضين. وجاء في بيان الاستقالة: “نعلن استقالتنا من عضوية مجلس النواب ووقوفنا إلى جانب الانتفاضة الباسلة، وسنبذل ما نستطيع من جهد انتصاراً لقضية الشعب العادلة ومطالب وتطلعات كادحيه وفقرائه والمحرومين من بناته وابنائه، عبر مختلف الوسائل السلمية والديمقراطية، وصولاً إلى دولة المواطنة والقانون والديمقراطية والعدالة الاجتماعية”.

بعدها بيوم واحد، في 28 تشرين الاول 2019، اعلن الشيوعيون أعضاء مجالس محافظات بغداد، بابل، ذي قار، المثنى، البصرة، استقالاتهم من مناصبهم ووقوفهم في صف الشعب.

في 6-11-2019 نشرت “طريق الشعب” مقالاً افتتاحياً بعنوان “العنف.. طريق مسدود” قالت فيه ان “القمع وصمة عار في جبين من يقدم عليه، خصوصاً وان كافة التقارير المحلية والدولية اشرت وقوعه، بما في ذلك التقرير الحكومي البائس عما حصل بعد الأول من تشرين الأول (أكتوبر) 2019.

في 12-11-2019 كتب المحرر السياسي للجريدة تحت عنوان “الى متى يبقى القاتل مجهولاً؟” يقول: “ان الرهان على العنف كوسيلة لفض التظاهرات رهان خاسر، وتتضاعف يوما بعد يوم تداعياته وما يترتب عليه ويؤدي الى المزيد من التعقيد”.

بعد ذلك بيومين، في 14 تشرين الثاني، خرجت “طريق الشعب” بمقال افتتاحي ضافٍ عنوانه “نقطة الشروع .. تشكيل حكومة كفاءات جديدة” جاء فيه انه “أصبح واضحا الآن أن طريق اختصار المحن والكوارث وحقن الدماء والبدء بمرحلة جديدة، انما يمر عبر اقالة الحكومة ان لم تستقل، والسير قدما على طريق تحقيق مطالب الشعب والمنتفضين”.

في 15 تشرين الثاني 2019 أصدرت اللجنة المركزية للحزب بيانأ بعنوان “الى النصر المؤزر” كررت فيه تأكيد وقوف الحزب في جبهة الانتفاضة، ودعمه لها بكافة الوسائل السلمية.

 

وجاء في البيان:

“اننا إذ نؤشر دخول الانتفاضة، التي هي بمثابة استفتاء شعبي عارم لا نظير له، يومها الـ ٤٥ بزخم وعنفوان كبيرين، وبإصرار منقطع النظير على تحقيق أهدافها ..  فاننا نجدد التذكير بوقوفنا في جبهتها ودعمنا لها بكافة الوسائل السلمية، ونعيد تأكيد ما سبق لنا اعلانه من مطالب

في 19-11-2019 صدر عن المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي تصريح جاء فيه:” ان اية مراهنة على عامل الوقت، وعلى محدودية أعداد المنتفضين، وعلى الحل الأمني القمعي، انما هي إطالة غير مجدية لأمد الازمة، في الوقت الذي يتوجب فيه ان يترسخ اليقين بان المنتفضين، كما يعلنون تكرارا في بياناتهم ونشراتهم، لن يعودوا الى بيوتهم قبل تحقيق أهدافهم كاملة، وان استقالة الحكومة او اقالتها هي نقطة الشروع في ذلك... ان الوقت يضيق، ولا مخرج الا بالاستجابة الفورية لارادة الشعب”.

في 26 تشرين الثاني 2019 نشرت “طريق الشعب” مقالاً لمحررها السياسي عنوانه “حماية للمتظاهرين أم امعان في قمعهم؟”

فيما اصدرت اللجنة المركزية في 30-11-2019، بعد اعلان عادل عبد المهدي عزمه على الاستقالة، بيانا بعنوان “الحياة للشعب صانع النصر” جاء فيه:

“ أخيراً اعلن رئيس الوزراء بصورة رسمية عزمه على تقديم الاستقالة.

اخيرا .. بعد طول انتظار، وفيما وقعت في ظل حكمه وتوليه مسؤولية رئاسة مجلس الوزراء والقيادة العامة للقوات المسلحة احداث مروعة جسام، تمثلت في ازهاق مئات الارواح البريئة للمتظاهرين السلميين، وتعويق آلاف غيرهم، وجرح واصابة اضعافهم ، وسفك انهار جارية من دمائهم الزكية على امتداد شهرين تقريبا، في بغداد وبقية محافظات الوسط والجنوب.

انه انتصار ساطع للانتفاضة الشعبية العظيمة. لكنه يبقى خطوة اولى فحسب على طريق الخلاص من نظام المحاصصة والفساد. خطوة لا بد منها لمباشرة تنفيذ خارطة الطريق المفضية الى دحر منهج المحاصصة ومنظومة الفساد”.

في 5-12-2019 نشرت “طريق الشعب” مقالاً افتتاحياً ضافياً عنوانه “عوامل نجاح الانتفاضة ومتطلبات استكمال أهدافها” اكدت فيه “ان روح الفداء والاستبسال التي كلفت شباب العراق ما يقرب من 500 شهيد واكثر من 19 الف مصاب بينهم ما يزيد على 3 آلاف معاق، هي الدليل على قوة إرادة العراقيين وعزمهم الأكيد على انتزاع حقوقهم وبناء مستقبلهم الحر السعيد، رغم كل الصعوبات والمعوقات وصنوف القمع”.

في 6-12-2019 عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي اجتماعا اعتياديا ناقشت فيه التطورات السياسية والامنية والاقتصادية، واصدرت في ختامه بلاغا صحفيا جاء فيه:

“تحققت في مجرى الانتفاضة اوسع مشاركة للطلبة منذ عقود في فعاليات الاحتجاج الجماهيري، وكان وقعها كبيرا، حيث عززت صفوف الانتفاضة ورفعت معنويات المنتفضين، وعُدّت مساهمة متميزة ومأثرة جديدة اجترحتها الجماهير الطلابية العراقية. وشكل موقف نقابة المعلمين دعما كبيرا للطلبة، شجعهم على المضي في اسناد الانتفاضة، رغم كل الضغوط التي مورست وما زالت للتضييق عليهم والحد من مشاركتهم. وتجدر الاشارة ايضا الى دور نقابة المحامين. كما كانت مساهمة المرأة العراقية بارزة في مختلف أنشطة وفعاليات الانتفاضة.

في 7-12-2019 ادلى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي بتصريح صحفي حول جريمة الاعتداء على المتظاهرين السلميين في السنك، قال فيه:

اننا اذ نحيي بطولات المتظاهرين وهم يتصدون عزلا للمعتدين المدججين بالاسلحة الرشاشة وبالحقد الوحشي، نحمّل الحكومة والجهات الامنية مسؤولية ما ازهق من ارواح بريئة وما سفك من دماء زكية، ونطالب الجهات التنفيذية والتشريعية والقضائية بالكشف عن مرتكبي المذبحة وملاحقتهم ومعاقبتهم، ونحذرها من ان الايغال في نهج الترويع واشاعة الرعب لا يمكن الا ان يرتد اليها ويكلفها ويكلف البلد الكثير. وفي الوقت نفسه نؤكد ان دماء الكواكب الجديدة من الشهداء لن تذهب هدرا، وان شباب الانتفاضة الابطال وجماهير الشعب المكافحة معهم ضد الظلم والقهر والمحاصصة والفساد، باقون على الموعد مع النصر، ولا اقل من النصر”.

في غضون ذلك نعى المكتب السياسي للحزب الرفيق الشاعر علي اللامي، الذي ذهب ضحية جريمة اغتيال ليلة 11-12-2019، وقال عنه انه يبقى “ شهيداً حيّاً في القلوب”.

في 13 كانون الاول 2020 ومع شروع مجلس النواب في مناقشة مشروع قانون مجلس النواب الجديد نشرت “طريق الشعب” افتتاحية جاء فيها:

“ان المطلوب اساسا هو دق مسمار في نعش المحاصصة الطائفية والاثنية. الا ان الوصول الى هذه الغاية مرهون بتوفر عدد من الشروط.

هذا لا يعني بالطبع عدم وجود طرائق اخرى لتجاوز وباء المحاصصة الطائفية، طرائق اكثر نجاعة وجدوى، واكثر انسجاما مع ما يطالب به المنتفضون والغالبية الساحقة من ابناء الشعب، من تعزيز للوحدة الوطنية وتمسك بمبدأ المواطنة العراقية، وضمان للمساواة التامة بين العراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية، او اوضاعهم الاقتصادية او معتقداتهم الفكرية واجناسهم والوانهم.

 

 

في 6 كانون الثاني 2020 ذكرى تأسيس جيشنا الباسل، اصدر المكتب السياسي بياناً جاء فيه:

“بات ضروريا أكثر من أي وقت مضى اتخاذ إجراءات عملية وخطوات فعلية لتطبيق قرارات حصر السلاح بيد الدولة، وعدم السماح بالمظاهر المسلحة خارج المؤسسات الرسمية من خلال مليشيات أو جماعات مسلحة مهما كانت مسمياتها.

وأمام التحديات الجسيمة التي تواجه بلادنا وشعبنا يتوجب الشروع بجدية تامة، في تحقيق الإصلاح الجذري للنظام السياسي، والخلاص من نهج المحاصصة والعمل على مكافحة الفساد فوراً. وهو ما تطالب به جماهير الشعب في ساحات الاحتجاج.

وان التصدي الناجح لهذه التحديات يتطلب تشكيل حكومة وطنية تعكس الإرادة الحرة لشعبنا، كما تعبر عنها ساحات الانتفاضة الشعبية الباسلة. فهذا من شأنه توفير أفضل الشروط والظروف لتعزيز السيادة الوطنية وضمان انسحاب جميع القوات الاجنبية، الأمريكية وغيرها”.

بتاريخ 25 كانون الثاني 2020 اصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بيانا بعنوان “الى متى القمع الدموي والقتل بالرصاص الحي؟” قال فيه:

“ان استمرار اعمال القمع والقتل العمد والاغتيال والاعتقال والاختطاف وتكميم الأفواه وانتهاك حرية التعبير، والتي كان من آخر ضحاياها الفتى الشيوعي الشهيد فهد العلياوي، الذي قتل أمس الاول غيلة على طريق محمد القاسم السريع في بغداد، وهو يحاول الوصول الى رفاقه واخوته المحتجين هناك حاملا إليهم الطعام، لن ينفع في كسر المعنويات واجبار الناس على العودة الى بيوتهم”.

في 27-1-2020 ادان الشيوعي العراقي الجريمة المروعة المرتكبة في ساحة الحبوبي واستهجن صمت الحكومة ازاءها. وجاء ذلك في تصريح لعضو المكتب السياسي الرفيق بسام محي لـ “طريق الشعب” قال فيه “إن الجريمة المروعة التي ارتكبها مسلحون ملثمون أطلقوا النار على معتصمي ساحة الحبوبي في الناصرية وأحرقوا خيامهم، تأتي في إطار استهداف ممنهج تمارسه القوى المعادية للانتفاضة، بهدف تصفيتها وإسكات صوت الشعب المطالب بالحقوق والإصلاحات”.

في اليوم التالي 29 كانون الثاني 2020 عقدت اللجنة المركزية للحزب مؤتمراً صحفياً، اعلنت فيه عن بيانها الصادر في مناسبة مرور أربعة أشهر على الانتفاضة. وقد جاء فيه:

“امام الاخطار المحدقة بالبلاد، والتي لا بد من درئها عاجلا جدا،  يتوجب العمل على:

قيام رئيس الجمهورية دون تأجيل بتكليف شخصية مقبولة شعبياً برئاسة الوزراء، على أن تمنح الدعم والصلاحيات الاستثنائية لإنجاز جميع المهمات والإجراءات المطلوبة، تمهيداً لاجراء انتخابات مبكرة في غضون سنة.

ويتوجب هنا القول إن من غير الممكن ان تحظى ترشيحات رئاسة الحكومة بالقبول، مع استمرار عمليات القمع الدامي للمتظاهرين السلميين، ومن دون إجراءات ملموسة لملاحقة القائمين على عمليات اقتحام ساحات التظاهر وقتل المحتجين. الامر الذي يتطلب موقفا واضحا وحاسما من طرف الرئاسة .

في 3 شباط 2020 صدر بيان عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، جاء فيه “إن المعيار الأساسي الذي يحدد الموقف من أي مرشح لرئاسة الوزراء اليوم، هو مدى جدارته وقدرته على قيادة عملية إنجاز المهام الموكلة إلى الحكومة الانتقالية، وأهمها التهيئة لانتخابات مبكرة حرة ونزيهة في أقرب وقت، إلى جانب الكشف عن المتسببين في قتل وقمع المتظاهرين ومحاسبتهم قضائيا، وتحريك ملفات حيتان الفساد وإحالتهم إلى القضاء. ولا يمكن أن تنهض بمثل هذه المهام، إلا حكومة تتشكل بعيداً عن المحاصصة وعن وصاية الكتل المتنفذة، وتمتلك الشجاعة والقدرة على اتخاذ قراراتها باستقلالية ووفقا للمصلحة الوطنية العليا، وتحظى بثقة ودعم الجماهير المنتفضة”.

في 6-2-2020 اصدر المكتب السياسي تصريحاً بعنوان “لا لقمع الانتفاضة وسفك الدماء الطاهرة” حول الاعتداء على المتظاهرين في مدينة النجف، جاء فيه:

“انه لأمر باطل ولاقانوني ومرفوض كلياً، ان تأخذ مجاميع مسلحة او غير مسلحة على عاتقها ما يسمى بتطهير الساحات من المخربين والمندسين. فاذا كان لمثل هؤلاء وجود فعلي، فان أمر ملاحقتهم وتنظيف ساحات الاحتجاج منهم هو واجب حصري للدولة ومؤسساتها وأجهزتها المختصة، وفقا للدستور والقانون. تماما كما هو الحال بالنسبة الى السلاح، الذي بُحت الاصوات وهي تطالب بحصره بيد الدولة”.

في 25-2-2020 كتب المحرر السياسي لـ “طريق الشعب” يقول “ان ما بين شباط 2011 وشباط 2020 مرورا بشباط 2015، أكثر من وشيجة وآصرة، بل ان الانطلاقة الجديدة في الأول من تشرين الأول ٢٠١٩ رفعت العديد من شعارات المحتجين الاوائل ومطالبهم، التي ظلت من دون استجابة، فيما واصل المتنفذون إلحاق الأذى بالشعب، ودفع الأوضاع الى مزالق خطرة مفتوحة على كافة الاحتمالات السيئة”.

في 5-3-2020 صدر عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بيان شدد على ان “المهمة الملحة اليوم هي تشكيل حكومة وطنية جديدة مؤقتة ومصغرة، من دون ابطاء ومماطلة وبعيدا عن نهج المحاصصة واخطبوط الفساد، بما يقي العراق من المزالق الخطرة الناجمة عن الاستعصاء السياسي والتدخلات الخارجية، وبما يضمن تداولا دستوريا وسلميا للسلطة، يضع في الاعتبار الحقائق الجديدة التي أفرزتها الانتفاضة”.

في مناسبة حلول الذكرى الـ 86 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي اجرى المركز الاعلامي للحزب حواراً شاملاً مع سكرتير الحزب الرفيق رائد فهمي، كان مما قاله فيه:

“من الواضح أن القوى المتنفذة تخشى الانتخابات المبكرة، خاصة اذا جرت في ظروف تضمن درجة معينة من العدالة والنزاهة، لأن ذلك معناه احداث تغيير في اللوحة السياسية، وإعاقة إعادة انتاج نفوذهم وتمثيلهم الحالي.

وقد جاء مطلب اجراء الانتخابات المبكرة كأحد مطالب الحركة الاحتجاجية من أجل تغيير المنظومة الحاكمة، وفي حالة عدم اجراء الإنتخابات بسبب المماطلة والتسويف من قبل المتنفذين الذي يتحججون اليوم بالأزمة الاقتصادية وانتشار فيروس كورونا، فان هذا يدل على ان عناصر الازمة ما زالت موجودة.

ان من مستلزمات قيادة الانتفاضة ان تتنبه الى تكتيكات الجهات المقابلة، ومتى تتقدم ، ومتى تضغط، ومتى تعمل على تحشيد هذا الاحتياطي الكبير، وكيف؟

حينما نقول إن علينا الخروج من المحاصصة، فهذه ليست رغبة ذاتية، وليست مشروعا خاصا بحزب معين. فنحن نؤكد أن نهج المحاصصة بعد هذه السنوات التي مرت على العراق منذ ٢٠٠٣، ثبت عجزه عن تأمين الخدمات والاستقرار الحقيقي في البلاد، وأنه غير قادر على تحقيق استقلالية القرار السياسي العراقي، وغيرهذا من الامور التي انعكست بشكل ازمات متواصلة، اخذت الآن تشتد.

إذاً، فمغادرة هذا النهج وتجاوزه أصبحا قضية مطروحة يقر بها حتى أقطاب المحاصصة، وفي الوقت الحالي لا نجد في البلاد أي  سياسي يدافع عن المحاصصة”.

في ١٨ أيار ٢٠٢٠ أصدرت محلية الديوانية للحزب الشيوعي بياناً استنكرت فيه اعتقال مجموعة من المنتفضين، وقالت المحلية في بيانها: “عادت الاعتقالات والملاحقات من جديد حيث اعتقل جهاز الامن الوطني اليوم أربعة من الناشطين بينهم المحاميان حسن المياحي ومصطفى جبير اثناء مراجعتهما لمحكمة الديوانية وتم ايداعهما السجن بحجة وجود دعاوى سابقة سجلت ضدهم بصوره كيدية للنيل منهم ولأسباب مجهولة”.

ودعت محلية النجف في ٩ حزيران ٢٠٢٠ الى الاستجابة السريعة لمطالب الجماهير، وقالت المحلية في بيانها:” بعد ما شهدته ساحة احتجاج النجف من أحداث مؤسفة سقطت فيها دماء عزيزة علينا كان من الواجب حفظها، نؤكد مواقفنا السابقة، وندعو الحكومة الاتحادية والحكومة المحلية والقوات الأمنية بكل صنوفها للاستجابة السريعة لمطالب الجماهير واحترام حقوق الإنسان بحق التظاهر السلمي وعدم استخدام الرصاص الحي والاستهداف المباشر للمتظاهرين، ونحذر من محاولات التسويف والمماطلة والمراهنة على الوقت لبقاء الحال على ما هو عليه”.

ودان المكتب السياسي للحزب ببيان أصدره في ٢٠ آب ٢٠٢٠ حملة الاغتيالات والتقتيل، وجاء في البيان “اننا إذ ندين جرائم الاغتيال والتصفيات الجسدية والخطف والتغييب القسري، وإذ نتضامن مع عوائل الضحايا ونجدد دعمنا للحركة الاحتجاجية السلمية وتأكيد مشاركتنا فيها، نشدد على ان الوقت حان لتصاعد الأصوات الرافضة والمستنكرة لهذه الأساليب المنافية لكل الأعراف والتقاليد الدستورية والديمقراطية، ولاعلان ذلك بوضوح كي يطلع شعبنا على حقيقة مواقف مختلف القوى والكتل السياسية، وكي لا يخلط البعض الأوراق من جديد”.

ونشرت طريق الشعب في 24 آب 2020 افتتاحية بعنوان الحزب الشيوعي العراقي وانتفاضة تشرين والحركة الاحتجاجية، جاء فيها “لا يتحدد موقف حزبنا الشيوعي من الحراك الاجتماعي والسياسي الاحتجاجي، باشكاله المتنوعة من وقفات وتظاهرات سلمية مرورا بالاعتصامات ووصولا إلى الانتفاضة الشعبية، وفقا لردود الفعل والاجتهادات الظرفية، وإنما يستند إلى مرتكزات مبدئية فكرية وسياسية راسخة، وإلى قراءة وتحليل دقيقين للأزمة البنيوية المتفاقمة لمنظومة الحكم، القائمة على المحاصصة الطائفية والقومية، حاضنة الفساد وخراب الدولة، ولسبل الخلاص منها والانطلاق نحو دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، المدنية الديمقراطية، والتي يضطلع فيها الضغط الجماهيري والحراك الاجتماعي والسياسي، بدور رئيس في تحقيق إرادة التغيير لمنظومة المحاصصة والفساد”.

وجدد الحزب انحيازه للانتفاضة في بيان اللجنة المركزية للحزب بمناسبة الذكرى الأولى لانتفاضة تشرين الذي نشر في 26 أيلول 2020 تحت عنوان “الى العمل المثابر لتحقيق اهداف الانتفاضة كاملة” وادنناه جزء مما جاء فيه “ان حزبنا الشيوعي العراقي اذ يحيي مع أبناء شعبنا ذكرى انتفاضة تشرين، ويمجد شهداءها وتضحياتهم ويتضامن مع عوائلهم، ويتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، يجدد انحيازه الكامل الى أبناء شعبنا والمنتفضين ومطالبهم العادلة، ويقف معهم مساندا وداعما ومشاركا في حراكهم السلمي، من اجل دحر منظومة المحاصصة والفساد، وإحداث التغيير المنشود بفرض إرادة الشعب، والسير معا نحو غد افضل، غد وضّاء آت لا ريب”.

وفي 29 تشرين الثاني 2020 اصدر المكتب السياسي للحزب بياناً حمل عنوان “كفى ملاحقة وتقتيلا للناشطين والمحتجين” وجاء فيه “حصلت ملاحقات واعتداءات واغتيالات بحق الناشطين في الحركات الاحتجاجية وفي اوساط الرأي العام، وإحراق لخيم المعتصمين في ساحات الاحتجاج والتظاهر، وإقدام مجاميع معينة، مسلحة في الغالب، على مصادرة القانون وفرض نفسها بديلا للدولة بصلاحياتها الحصرية، وهو ما حدث في الناصرية والكوت وبغداد” وجاء في البيان “ومن غير الممكن هنا الجمع بين الدعوة الى تعزيز هيبة الدولة ومؤسساتها الامنية والقضائية من جانب، والقيام بما يعد تعديا وتجاوزا صارخا على هذه الهيبة من جانب آخر”.

في 23 أيار 2021 دعا الحزب الى المشاركة الفاعلة في احتجاجات 25 أيار من العام نفسه، وقال سكرتير الحزب في صفحته على فيس بوك “ يهدف حراك 25 أيار ايضا لمطالبة الحكومة والسلطات المختلفة للدولة، بتوفير بقية الشروط والمتطلبات المعروفة للانتخابات الحرة النزيهة والشفافة، والتي بدونها لا يتحقق الدور المرتجى من الانتخابات المبكرة كرافعة للتغيير المنشود”.

في اليوم التالي لاحتجاجات 25 أيار وبعد القمع الدموي ضد المحتجين في بغداد اصدر المكتب السياسي بياناً، جاء فيه “ إن رد فعل الحكومة لم يختلف عن أمثاله في حالات القتل والاغتيال السابقة: تشكيل لجنة تحقيقية للكشف عن الجناة. فاذا تم تشخيص هؤلاء فسوف لن يجري الإعلان عنهم وإنزال حكم القانون بهم، وذلك للأسباب ذاتها التي حالت دون الكشف عن مرتكبي الكثير من العمليات الاجرامية السابقة. وإن ما حدث أمس لا يعفي القائد العام للقوات المسلحة وأجهزته من المسؤولية، حتى وإن ثبت عدم صدور أوامر بإطلاق النار من القيادات العليا للأجهزة الأمنية، باعتبارها المسؤولة عن ضمان أمن التظاهرات، مثلما تعتبر شريكة في الجريمة إذا ما تسترت على الجناة”.

ولا بد من الإشارة هنا الى ان هذا التقرير قد اختصر كثيراً في الإشارة الى مواقف الحزب الشيوعي العراقي ومنظماته في الداخل والخارج التي بينت بوضوح وقوفه الى جانب انتفاضة الشعب.

**************

**********************

الصفحة الرابعة

 

برصاص سلاح كاتم للصوت، يوم 6 تشرين الثاني 2019، غاب صوت الناشط المدني البارز في احتجاجات مدينة العمارة بمحافظة ميسان، أمجد الدهامات، إلى الأبد، اثناء عودته لمنزله وعائلته المكونة من زوجته وأبنائه الأربعة: ولدين وبنتين، وأمّه وأبيه، حيث يعيشون جميعاً في بيت واحد.

**********

الشهيدة زهراء علي سلمان القره لوسي، من مواليد محافظة بغداد سنة 2000، طالبة كلية الآداب في الجامعة العراقية، تسكن منطقة سبع أبكار، عثر على جثتها بعد ثلاثة أيام من الاختطاف، في 3 كانون الأول 2019، تعرضت خلالها للتعذيب بسبب دعمها ـ بمشاركة والدها ـ للتظاهرات.

***********

طلبة الانتفاضة يستحضرون لحظة تشرين ويدعمون الحراك الاحتجاجي

بغداد ــ طريق الشعب

 

لمناسبة الذكرى الثالثة لانطلاق انتفاضة تشرين الباسلة، واستذكارا حراك القمصان البيض الطلابي والذي كان علامة احتجاجية فارقة، أجرت “طريق الشعب” حوارات مع عدد من طلبة الجامعات تحدثوا خلالها عن تجربتهم في انتفاضة تشرين، وموقعهم الحالي من الاحتجاجات.

 

في تشرين كانت الانطلاقة

يقول باقر الموسوي (خريج جامعة بغداد / كلية الهندسة) كانت انطلاقة انتفاضة تشرين “أكبر من التفكير الذي يدور بأذهان الناس، حول حالة الاستياء العامة والمشاكل الخدمية وغيرها. لم نتوقع أبدا أن تكون الانتفاضة بهذا الحجم والتأثير والمطالب”.

ويشير الموسوي خلال حديثه مع “طريق الشعب” إلى أن “الطلبة تفاعلوا مع الحدث بصفتهم الاعتيادية ولم يخطر ببالهم المشاركة في التظاهرات بصفتهم الطلابية. لكن القمع تزايد وشرارة الاحتجاج تصاعدت حتى بلغت ذروتها لنرى نقابات ومجاميع مهنية عديدة تشارك، في حينها تبلورت فكرة الحراك الطلابي الذي بدأته بعض الجهات الطلابية الناشطة وانخرطنا لاحقا معهم بالتظاهرات وشاركنا وقدمنا لحظات مشرفة في تاريخنا”. ويقول الموسوي “الفساد والدمار الذي لحق بالبلد كان منذ وقت سابق قد وضع الطلبة في الصورة، لذلك فأن رؤيتهم للوضع السياسي ليست وليدة اللحظة، لكنها كانت اللحظة التي فجرت هذه التراكمات. كما أن نظام المحاصصة السيئ والكوارث التي تسبب بها كان الطلبة يدفعون ضريبتها لسنوات طويلة. ان التعليم في وضع مزرٍ، والجامعات بعيدة جدا في ترتيب الرصانة العلمية، وتحولت الكثير من المرافق الدراسية إلى مراكز حزبية وطائفية لسنوات مضت. ولهذا، فأن دخولنا لهذا الميدان ليس عن طريق الصدفة، لأننا في قلب الحدث ومتضررون”، لافتا إلى أن “عمل الاحزاب المتنفذة على تحويل المؤسسات التعليمية إلى ميادين لتقاسم المغانم والنفوذ دفعت بالطلبة إلى انتفاضتهم البيضاء المساندة لانتفاضة تشرين وهي كانت علامة فارقة بالفعل”.

 

الطلبة في الميدان

من جانبه، يقول الطالب في الجامعة المستنصرية، حسين رأفت، أن انتفاضة تشرين ساهمت بخروج جيل شبابي متميز تمرد على المألوف ووقف بوجه الفساد وحملة السلاح المنفلت، وكان الطلبة ضمن هذا الجيل المحترم.

ويقول رأفت لـ”طريق الشعب”، إن “أعوام ثلاثة مرت على انطلاق تظاهرة تشرين، لكن أسباب التظاهر ما زالت مستمرة وهذا ما يدعونا إلى دعم المتظاهرين مجددا ونأمل أن تكون للحراكات الطلابية مشاركة مهمة حيث أن مصيرهم مجهول والبطالة تنتظرهم بعد التخرج”، مضيفا “يدفع المتنفذون بالطلبة إلى المعترك السياسي، ودفعت المحاصصة الفاشلة الطلبة سابقا إلى الالتحاق بركب الانتفاضة، ونحن الآن ايضا مع حراك تشرين الذي يتجدد للمرة الثالثة ويحيي النضالات والشهداء والتضحيات”.

 

شيء جديد في المجتمع

الطالب في كلية الفنون الجميلة/ جامعة بغداد، أمين خلدون، يرى أن “المطالب التي دعا الطلبة إلى تحقيقها، عالجت بوضوح قضايا وطنية حساسة، كالنظام السياسي والاقتصاد والتبعية إلى دول الخارج. أما مشاركتهم فقد جددت الحيوية للساحات التي كانت تستنجد بهم بين فترة وأخرى، حتى تحول الموج الطلابي إلى شيء مرعب للفاسدين، وامتاز بروح مدنية سلمية وحضور مميز للطالبات والكثير من الأساتذة”.

ويتابع خلدون خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن “الإضراب الطلابي كان هو السند الحقيقي للانتفاضة رغم أساليب القمع التي انتهجتها الحكومة المستقيلة الفاسدة ضد الطلبة. وأن المسيرات الطلابية أعطتها حجمها الطبيعي. الوضع العام للبلاد سيئ فالأحزاب المتنفذة تتقاسم كل شيء، وسط انتشار السلاح المنفلت وشرعنة عمل المليشيات والفساد المستشري في مؤسسات الدولة. هذه أسباب كافية لخروج الطلبة في انتفاضة تشرين عام 2019 وتأييدهم الحالي للحراك الاحتجاجي الذي يتجدد”، لافتا إلى أن “الحراك الطلابي الذي واجه القمع في حينها، أثبت بمرور الأيام حجم المسؤولية التي تحملها. وهذا أعطى بعدا كبيرا للعمل الطلابي وهنالك تصورات بشأن تعزيز هذه التجربة واشراكها في الاحتجاجات القادمة”.

 

سلطة فاشلة

من جهته، يعلق الطالب في كلية القانون بجامعة ذي قار، سجاد مهدي على محاولات الجهات الفاسدة، إبعاد الجامعات عن المجتمع وعزله، والفشل الذي منيت به، لأن الأمر كان مستحيلا، وحدث في المقابل ما يخالف توقعاتها. ويبين مهدي انه “من الناحية الأكاديمية والتجارب العلمية فإن أغلب الجامعات العالمية الرصينة تساهم في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية والعلمية التي تعاني منها بلدانها، علما أن نظام المحاصصة اعتبر التعليم شيئا ثانويا وخفّض الإنفاق الحكومي في الموازنات السنوية للتربية وللتعليم”، لافتا إلى أن “ابرز المطالب المهنية التي يجب على الدولة الالتفات اليها، هو فسح المجال امام التنظيمات الطلابية المهنية داخل الجامعات، وتحديث المناهج الدراسية، وتطوير المختبرات، وتغيير طرق التدريس، فضلا عن تخفيض الاجور الدراسية في التعليم المسائي والاهلي والموازي”.

ولفت مهدي إلى أن “ثورة القمصان البيض، فتحت ملفات التربية والتعليم وسلطت الضوء عليهما لتتكشف الحقائق التي أحرجت بفداحتها الوزارة والمسؤولين والجهات التي تقف خلفهم. وهي الآن تستحضر روح تشرين وتبارك الذكرى الثالثة التي يحييها المنتفضون”.

*************

************************

الصفحة الخامسة

في اثناء عودته من مقر عمله في التاسع من كانون الأول 2019، أقدم مجهولون على اغتيال الناشط المدني فاهم الطائي، أمام فندق الأنصار في البارودي، بالمدينة القديمة لكربلاء 3 رصاصات قاتلة وجهها إليه مجرم ترجّل من دراجة نارية، فواجه الشهيد قاتله الغادر بشموخ وعنفوان، واستشهد واقفا.

***********

عاش الشهيد حسن أحمد السعبري من محافظة النجف قصة حب استمرت ثلاث سنوات، كان وفياً في حبهِ، وبعد هذهِ المدة تقدم لخطبتها، وحقق ما أراد، وخطط الاثنان معاً لِمستقبلٍ زاهر. لكن يد الغدر طالته في ساحة الصدرين في الخامس من شباط 2020، بعد ان أصيب بطلق ناري في منطقة الرأس. أمهلته الإصابة 7 أيام فقط، ليكتب بعدها تأريخ الشهادة والفداء من أجل الحقوق والوطن.

**********

جرح الثكالي لم يندمل.. 3 أعوام.. وأمهات الشهداء ينتظرن تحقيق العدالة

بغداد ــ طريق الشعب

 

3 اعوام مرّت على ارتكاب القتلة المجرمين جريمتهم الوحشية في محاولة لاسكات المنتفضين عن طريق استهدافهم بشكل مباشر. وظل صوت الأمهات الثكلى يتعالى في كل مناسبة وحين، مطالباً بالاقتصاص من قتلة أولادهن وبناتهن، الذين أزهقت أرواحهم البريئة بدم بارد خلال الاحتجاجات.

ورغم افتتاح البرلمان الحالي جلساته بتشكيل لجنة للتحقيق في احداث القتل والعنف، لكن المتنفذين عرقلوا هذا الامر أيضا، ولم يجر اي تحقيق جاد للكشف عن القتلة. وفي الحالات القليلة التي كشف فيها عن بعضهم، لم تتمكن الجهات المعنية من الإعلان عن النوايا الفعلية والأطراف التي تقف خلف هؤلاء السفاحين المحميين والمحصنين عن الحساب والعقاب والقصاص العادل. وفي خضم الأحداث، وبرزت قضية أمهات الشهداء المطالبات بالكشف عن القتلة وتصدرت الرأي العام.

 

والدة أول شهيد تتحدث

وتابعت “طريق الشعب” التصريحات التي أدلت بها أمهات الشهداء المنتفضين، التي لم تخل بقدر ما كانت مؤلمة، من مشاعر الاعتداد بالنفس والفخر بما قدمه أبناؤهن المغدورون.

والدة الشهيد مرتضى عادل المحمداوي، أول من سقط في ساحة التحرير، تستذكر ولدها بوجه حزين ودموع حارة، وهي تستعيد ذكرى ابنها الذي غدرت السلطة به في أول أيام تشرين.

تقول الوالدة الحزينة: “بعد أن انتفض الشعب، كانت حياة ابني كلها في ساحة التحرير، كان يسهر الليل ليتابع الأخبار، ومن ثم التحق بالشباب رغم محاولاتنا لثنيه عن ذلك خوفا من غدر الفاسدين. فهذا الشاب الذي درس في كلية العلوم السياسية، فهم جيدا ما معنى الوطن، وأين منبع الخلل فيما يجري. كان يحب بلده بشكل لا يصدق، وقبل أن يخرج في آخر ليلة له كتب في صفحته على موقع الفيس بوك (أننا على نهج الإمام الحسين.. العراق ينتصر.. العراق يتقدم)”.

وتضيف والدة مرتضى: “قتل ابني بدم بارد وفارق الحياة. أوجه رسالتي إلى كل الأمهات العراقيات بأن يربن أولادهن وبناتهم على حب الوطن، نحن خسرنا مرتضى لكننا مستمرون على هذا النهج، وأتمنى أن يكون الجميع كذلك لخلق جيل شجاع ينصر المظلومين ويدافع عن الوطن”.

مهند القيسي.. رحيل مبكر

وما تزال الأم العراقية تقدم المزيد من التضحيات وجراحها لم تندمل. ورغم فقدان الكثيرات لفلذة أكبادهن خلال الاحتجاجات، لكن المسؤولين وأعضاء البرلمان غضّوا بصرهم وتمسكوا بالمناصب والامتيازات وحموا القتلة بوقاحة قل نظيرها.

تتحدث أم الشهيد مهند القيسي، الشاب الذي تحول إلى ظاهرة احتجاجية وعاطفية في قلوب الكثيرين، وتكشف عن تفاصيل الغدر بابنها ذي الأربعة وعشرين ربيعا.

تقول الأم التي جعلت من قضية ابنها في صدارة الرأي العام أن “مهند الشاب الطموح خرج مع الآخرين في محافظة النجف للحفاظ على كرامة الشعب، فلا أحد يستطيع العيش بدونها. لم يكن محتاجا وكانت ظروفه جيدة لأنه ابني الوحيد، لكنه خرج باندفاع كبير لوعيه العالي بأهمية هذا الحدث الثوري. قتله الفاسدون والمجرمون في ساحة الصدرين بهجمة شرسة أودت بحياة العشرات في ليلتها، وسأواصل كشفهم في كل الساحات الاحتجاجية، ولن أتوقف حتى محاسبتهم. الحكومة تعلم من هم القتلة ولا تقدر على محاسبتهم”.

وتضيف قائلة: “في كل جريمة كانت تقع يقولون ان هناك طرفا ثالثا، لكنهم انكشفوا، فبخطابهم وتحريضهم وأفعالهم أصبحوا معروفين ولن نبقيهم مهما طال الزمن وارتفع الثمن”.

أية قسوة هذه؟

أما والدة الشهيد أحمد العبيدي، فتتحدث عن تفاصيل تلك الليلة المشؤومة وتمسح دموعها الحارة.

تقول وهي تمسك بصورة ابنها أن “أحمد هيثم العبيدي ابن لأب تم قتله عام 2007 خلال الاقتتال الطائفي الذي أشرفت عليه نفس الجهات المتورطة بقتل المتظاهرين. لقد ربيته بصعوبة كطفل يتيم فقد أباه، لكنه استشهد بتاريخ 21 / 11 / 2019 في ساحة التحرير خلال التظاهرات وفارق الحياة بعد عمر قصير لم يتجاوز 24 عاما. كان صغيرا ويطمح إلى تغيير الواقع البائس”.

وتضيف وهي تستذكر تلك اللحظات “حاولت ردعه عن الالتحاق في التظاهرات، وقال لي أنني لن أتخلى عن أخواتي وإخوتي في ساحة التحرير والسنك والخلاني، كان غيورا على وطنه وشعبه وأراد أن يقدم أي خدمة ليثبت نفسه وصدق اندفاعه. فشلت كل محاولاتي ولم أكن أعلم كيف ينام أبني في ساحة التحرير، وهل كان يأكل أم لا، لكنه دائما يطمئنني ويمازحني. وفي آخر يوم زار بيته، دخل ليستحم وتناول الطعام ورأيت أدوية كثيرة في حقيبته أعلمني بأنها لمعالجة وإسعاف المتظاهرين الجرحى. راوغ أخاه الكبير وتسلل خارج المنزل. لحقته في اليوم التالي ورغم إلحاح أصدقائه على مرافقتي للمنزل لأني كنت مريضة، رفض ذلك واستشهد في اليوم التالي مع طبيبة شابة كانت تعمل معه بنفس الفريق وفارقت الحياة بقنبلة دخانية استقرت في رأسها الصغير”.

وتوضح الوالدة أنها “سمعت مع العائلة بخبر استشهاده رغم أنه كان يكلمهم قبل دقائق عبر الهاتف. فلقد ذهب الشهيد أحمد إلى مكان خطير من أجل إنقاذ حياة المصابين، ولم يعلم بأن حياته كانت في لحظاتها الأخيرة. وأثناء معالجته لمصاب، رفع رأسه من خلف القطعة الكونكريتية ليرى الجانب الآخر، وسرعان ما استقرت رصاصة في بلعومه وأردته قتيلا”.

وتؤكد قائلة “لن أتنازل عن دم ابني وروحه البريئة. سأبقى إلى آخر يوم في عمري أفضح أساليب المجرمين حتى أرى المتورطين خلف القضبان”.

 

ثائر الطيب يبكي الملايين

من عرف الشهيد الشاب ثائر الطيب، فانه بالتأكيد عرف الأعمال الخيرية التي كان يقدمها والمساعدة التي لا يبخل بها على المحتاجين والمرضى والفقراء. لكن ذلك لم يكف ثائر ولم يحمه من قنبلة لاصقة فجرت سيارته وكبّدت محافظة الديوانية والوطن خسارة مفجعة.

الشاب الودود الذي كان مقبلا على الارتباط الزوجي وفرحا بذلك، أصبح زفافه تشييعا مهيبا حضره آلاف المواطنين الذين أذرفوا الدموع وأكدوا له قبل أن يوارى الثرى استمرارهم بالانتفاضة وعدم التراجع.

وتقول أم ثائر “فارق أبني الحياة بتاريخ 25  / 12  / 2019 في محافظة الديوانية. لقد كان طيبا ولديه علاقات اجتماعية واسعة، موته شكّل صدمة مهولة للمواطنين بعد جريمة اغتياله الغادرة. كان ثائر منشغلا من بداية النهار وحتى الليل بمساعدة الناس، وتكفل بإغاثة المحتاجين والمرضى، طيبا حنونا ومعروفا بين أبناء محافظته”، مضيفة “في أحد الأيام أراد الخروج وكنت قلقة جدا بسبب توتر الأوضاع وقمع التظاهرات، تناول مع صديقه وجبة طعام وغير ملابسه ومازحني قبل أن يخرج. وبعد دقائق من خروجهم في السيارة سمعنا صوت انفجار مدوي اعتقدنا بالبداية انه أحد الاعتداءات على ساحة التظاهرات، ولم نكن ندري بأنه صوت القنبلة التي تفجرت تحت مقعد ثائر وهو يقود سيارته”.

ووفقا للمشاهد التي تصورها الوالدة المفجعة “بقي ثائر لأيام في المستشفى، وعندما تمكنت من زيارته حرك رأسه قليلا وأصابعه تجاهي. كنت أعلم بان أبني سيفارق الحياة وبالفعل حصل ذلك في اليوم الثاني. رحل أبني وتركني مكسورة ومحطمة”. وتابعت “كان ثائر الطيب طيبا كاسمه، شخصية لا توصف، نذر حياته للمحتاجين، لماذا قتلوا أبني وما الذنب الذي اقترفه؟”.

ورغم اعتقال القوات الأمنية لاحد عناصر المليشيات الذي يعتقد انه المسؤول عن اغتيال الطيب، الا ان الحكومة لم تصدر توضيحا عن الامر لغاية الان.

وبين المشاهد المؤلمة التي تصورها أمهات الشهداء، لا يمكن نسيان مشهد الفتى الذي قتل في إحدى ساحات التظاهر ونقل إلى المستشفى دون علم أهله.

وانتشر في حينها فيديو جسد هذه اللحظة الكارثية، فكان الشباب يبكون حول جثة صديقهم الشاب، ليرن هاتف الشهيد في تلك اللحظة وإذ بوالدته تتصل عليه للاطمئنان، فتعالت أصوات الصراخ لأن المتواجدين لا يستطيعون الإجابة وإبلاغ الأم بوفاة صغيرها الذي يرتدي فانيلة نادي القوة الجوية، بطريقة غادرة. وانتشرت صور وفيديوهات على نطاق واسع خلال الاحتجاجات رغم قطع الانترنت لأيام؛ ودونت الجرائم البشعة التي نفذتها بعض القوات الحكومية وميلشيات مسلحة كانت منتشرة وتستهدف المتظاهرين العزل.

وفي مقابل ذلك، أتهم رئيس الحكومة، حينها، المتظاهرين بالتخريب ونصحهم بالعودة إلى بيوتهم و(إعادة الحياة الطبيعية إلى الشوارع) بينما راحت قنوات كثيرة تصف المتظاهرين والشهداء بالعملاء والخونة والمنقلبين على العملية الديمقراطية. وحرضت هذه القوات والجهات التي تقف خلفها علنا وبكل وضوح على قتلهم، وبررت اغتيال آخرين مثل الشهيدة الناشطة ريهام يعقوب في محافظة البصرة، والتي برر قلتها أحد نواب البرلمان في لقاء متلفز أثار غضب الرأي العام بعدما لوّح بأنها “عملية للسفارة الأمريكية”.

 

شهيد ميسان الفتي

أم الشهيد إبراهيم كاظم المحمداوي في ميسان، تجسد لحظة قتل أبنها بتاريخ 26  / 10  / 2019 وهو أبن منطقة حي الشهداء الفقيرة.

تقول الأم “ربيت أبني في أيام عصيبة، رافقتها ظروف العوز والخوف من المصير المجهول، ورغم كل ذلك قتل وهو في ريعان صباه بطريقة باردة وقاسية أثناء نزوله إلى الاحتجاجات مع شباب محافظة ميسان. كان أبني في الصف الثالث المتوسط، حرقوه وأعادوه إلينا جثة متفحمة. أخوته الكبار يعانون البطالة وهو محروم من أبسط حقوقه كصبي. أطالب الحكومة بإنصافي وإعدام قاتله الذي انكشف والقي القبض عليه”.

وتتساءل عن “الغاية من إبقاء القاتل في السجن دون تحقيق حكم الإعدام بحقه، بينما الشباب الوطنيون غادروا الحياة بطريقة مؤلمة. يجب أن تنفذ الأحكام مباشرة بحق المجرمين ليكونوا عبرة لا تنسى”، مضيفة “قدم أبني نفسه فداءً للوطن بدون أي تردد أو خوف. هو وغيره سئموا الظلم والتهميش والعوز الذي يعيشون به بينما أبناء المسؤولين يتنعمون بخيرات البلد وحدهم”.

 

عمر سعدون.. جرح العراق النازف

وتحول الشهيد عمر سعدون إلى أيقونة احتجاجية، وملأت صوره الساحات في مختلف محافظات العراق.

والدة الشهيد عمر ابن ذي قار الذي ولد سنة 1998 واستشهد بتاريخ 28  / 11  / 2019 تقول إن الجرائم التي ارتكبت بحق المنتفضين “يجب تدوينها لتعرف الأجيال القادمة أي وحوش ضارية حكمت العراق”.

وتؤكد أن “التاريخ كتب بدماء شباب العراق الذين استشهدوا. كان عمر طالبا في المرحلة الثانية /  قسم الإعلام. ويحلم بأن يكون اسما لامعا في تقديم البرامج الرياضية، يشجع فريق الزوراء الرياضي الذي رفع لاعبي وجماهير النادي صورته في الملاعب”، مضيفة “ابني الشهيد من المتذوقين للآداب ومحب للشعر الشعبي ومتأثر بالشاعر الراحل عريان السيد خلف. كما حضر الكثير من الأمسيات الشعرية والأدبية داخل المحافظة، ويتوجه دائما إلى شارع المتنبي وسط بغداد ليلتقي بالأصدقاء ويقتني الكتب. كان يمتلك مزايا الشاب الطامح المسالم وينتمي لعائلة تحب وطنها، قمت بتربيته بصعوبة بالغة، وقتله المجرمون بدم بارد وبدون أي سبب وفجعوني برحيله كما فجعت كل الأمهات المكتويات بحرقة الفراق. يجب أن يكشف عن القتلة وهذا ما سنبقى نطالب به مهما طال الزمن”. وكتب الناشطون آراء عديدة حول الشهيد عمر. حيث اعتبروه الجرح النازف لذي قار والعراق، وقتل مرتين؛ مرة بالرصاص الحي ومرة أخرى عندما احتفل الأوباش المجرمون بموته، كما فعلوا وحرضوا على الآخرين المغدورين.

وواصلت الأمهات في مختلف المحافظات مطالباتهن للكشف عن قتلة أولادهن، كوالدة الشهيد محمد الموسوي، والشهيد نور الكناني، والشهيد فهد العلياوي، والشهيد حيدر القبطان، وغيرهم المئات. في حين كان هناك جانب آخر من القصة، فالشهداء أيضا آباء وأزواج وأخوة، فمثل الشهيد الشاعر علي اللامي، أبن واسط الذي قتل ببغداد بعد ثباته بساحة التحرير، ترك خلفه عائلة وأولاد وبنات ومجاميع شعرية تستحق أن ترى كاتبها ينعم بالحياة وينشر الجمال، مثله مثل الشهيد سلام العامود الذي قتل أثناء توجهه للتبرع بالدم للجرحى المنتفضين، وصفاء السرّاي الشاب المتمرد على الواقع البائس، وإياد عباس الذي يحمل شهادة الماجستير في الإعلام، وعاطل عن العمل رغم مسؤوليته عن إعالة خمس بنات، علي وآخرين في قوائم الموت المجاني.

************

الصفحة السادسة

الشهيد ريمون ريان سالم، من مواليد محافظة بغداد سنة 2004، كان يصر على التواجد في الصفوف الأمامية، حتى أصيب برصاصة في الرأس و(صجمات) في منطقة الصدر والقلب بساحة الخلاني يوم 23 شباط 2020، فتسامى شهيداً خالداً.

***********

الشهيد محمد المختار، الطالب الجامعي الذي كان شابًا مرحًا محبًا للحياة. أصدقاؤه المقربون يشهدون له بطيب المعشر وحسن الأخلاق. رُزِقَ والداه به على الكبر، فكان أبوه يتساءل إن كان القدر سيمهله حتى يربيه رجلًا، فإذا به يواريه الثرى شهيداً في 25 شباط 2020، بعد اصابته بقنبلة دخانية في الرأس بساحة الخلاني.

***********

من دروس الانتفاضة.. تلاشي ظاهرة التحرش وحضور ملف المرأة

بغداد ــ طريق الشعب

 

أنتجت لحظة تشرين الاحتجاجية ظواهر اجتماعية ايجابية عديدة، وصنعت قوالب جديدة بعيدة عن النمطية التقليدية في قضايا المرأة والشباب والمطالبة في الحقوق. وكانت قضية احترام المرأة وتلاشي ظاهرة التحرش خلال الاحتجاجات، هي الأبرز رغم أنها لم تأخذ النصيب الكافي لتسليط الضوء عليها.

 

بنات الانتفاضة والحضور الكبير

كانت مجاميع النساء والفتيات تدخل بأفواجها الكبيرة ضمن الموج الطلابي الذي يتشح بالبياض والأعلام العراقية العملاقة ويغزو مركز الاعتصام والاحتجاج المركزي في العاصمة (ساحة التحرير). وكانت تحتشد الطالبات يوميا مع بقية الشبان في نفق ساحة الطيران المؤدي إلى قلب التظاهرات، بمسيرة كبيرة تتحرك من أمام بناية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. أما من الشوارع الأخرى، فكانت هنالك نساء أخريات يزحفن لمركز الاعتصام من دروب الأزقة، كالبتاوين والنهضة وابو نؤاس. تمر المئات من الفتيات بمفردهن، وجماعات، مع زملائهن في الدراسة، والعمل، عبر هذه الطرق ولم يكن بحساباتهن يوماً أنهن سيمرن بهذه الطرق دون تحرش لفظي أو جنسي، حتى وقت سابق قبل انطلاق التظاهرات الشعبية في العراق.

ويتحدث سائق التكتك، عماد المطيري (22 سنة) وهو من مدينة الثورة – الصدر، ذات الطابع الشعبي عن نقله الكثير من الفتيات اللاتي تعرضن للاختناق والإصابة خلال الاحتجاجات الغاضبة. حيث كانت الفتيات يركضن مع الشبان لصد الدخانيات ومعالجة المصابين والهتاف ضد عمليات القمع، فيما لم يكن هناك أي تفكير بالتحرش بهن رغم وجودهن في قلب الحدث.

 

تغيير ملموس

وبحسب تقرير روسي لوكالة «سبوتنيك»، فان الفتيات يقطعن خلال أيام الانتفاضة منطقة فضوة عرب الشعبية، المليئة بأصحاب الدراجات النارية ومحلات تصليحها، ويسرن على الأقدام في سوق شعبي لبيع مختلف أنواع السلع بأسعار رخيصة أغلبها «حاجة» قطعة بألف دينار عراقي، مثل الجوارب، والملابس الأجنبية المستعملة، التي تستقطب الفقراء، ومن ثم يتوجهن نحو ساحة التحرير، حيث يتجمع الآلاف بمشهد رائع لم يسجل أي حالة اعتداء أو تحرش بالفتيات من قبل المتواجدين.

وعلى الرغم من جمالية المشهد، لكن قنوات فضائية كثيرة تابعة للأحزاب المتنفذة كانت تتحدث عن فساد أخلاقي في ساحات الاحتجاج، وحفلات جنسية واختلاط سيء يحدث بين الجنسين، لكنها كانت تتناسى صمود هؤلاء وتحملهم للقتل والخطف والاختناق والرصاص الحي، بحسب ما تقوله المتظاهرة الشابة سارة عبد الواحد.

وتقول عبد الواحد: انها كانت مع زميلاتها يتوجهن يوميا إلى ساحة التحرير، دون أي خوف من أية مضايقات أو تحرش بسبب الملابس أو الشكل. وعندما كان يشتد القمع، يركض الشباب نحو الفتيات لحمايتهن مع أي امرأة تتواجد في الحدث، والفيديوهات التي صورت كثيرة وأصبحت شهادة تاريخية لوعي هذا الجيل الشبابي ونقاء سريرته.

وتشير إلى أنه ورغم القمع والتشويه اللاأخلاقي إلا أن هؤلاء الشبان والفتيات أطاحوا بحكومة عادل عبد المهدي، وفضحوا زيف أحزاب السلطة والجهات المسلحة، والحقوهم بهزيمة لا مثيل لها أمام الرأي العام والمجتمع.

وتضيف المتحدثة «لو نسأل أنفسنا قبل أيام قليلة من الانتفاضة، أي فتاة كانت بمقدورها أن تذهب إلى مكان رجالي مثل الباب الشرقي ولا تكون خائفة أو قلقة، نفس هذا المكان تحول بفضل الانتفاضة إلى بيت كبير ينعم بالأخلاق وتغيرت النظرة تماما عن السابق وحتى الان لا توجد مظاهر للتحرش رغم أن الانتفاضة تشهد الان ركودا وقتيا».

 

واجبات ومشاركة

ويعزو الناشطون مساندة المجتمع وساحات التظاهر للفتيات إلى الوعي الكبير الذي تولد في الانتفاضة. فقد أصبحت قضية المرأة من البديهيات، بالإضافة إلى الحرية الكبيرة التي تعاملت معها بنات الانتفاضة بسلوكيات مشرفة تدلل على ثراء هذا البلد من الناحية البشرية.

وشاركت النساء والفتيات بكل الأدوار الملحة في التظاهرات، فساعدن الرجال بتضميد المصابين وطبخ الأكل وتنظيف الأفرشة والأغطية وخيم الاعتصامات وغيرها، وأصبحن سندا للمحتجين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها بعد مضايقات السلطات الأمنية.

وقالت عذراء صلاح (25 عاما) – التي كانت تقوم مع مجموعة طلابية بتنظيم التظاهرات وتغطيتها بالصور والفيديوهات ـ ان المحتجين من كلا الجنسين كانوا يعملون ضمن فريق واحد لتحقيق مطالب الانتفاضة، والسعي نحو بلد يضمن لهم الحياة الكريمة والمستقبل الذي ينعم به الشباب بالامان. لم أشهد خلال فترة وجودي أي سلوك للتحرش بالفتيات، كنا أخوة وأصدقاء وتبادلنا المهام وتعرضنا لأبشع أنواع القمع ولم نتراجع.

وتدعو صلاح الشعب العراقي إلى عدم نسيان الطعن والتشويه والأساليب الرخيصة التي مارستها الجهات المتنفذة من أجل حماية مصالحها، لأنها مهما بقيت في الحكم سيأتي اليوم الذي تحاسب فيه على كل ما اقترفته، مبينة أن المرأة في ساحة الاحتجاج عانت ما عاناه الشباب من خلال الاختطاف والاغتيال ومضايقات رجال الأمن والمليشيات.

أما الشاب المتظاهر لهيب محمد، فاوضح من جانبه أن أبناء الانتفاضة أدركوا وقدروا جيدا دور النساء، وحموا الفتيات من كل شائبة لأنهن شاركن بإسعاف المصابين وحمين بكماماتهن وقناني المشروبات الغازية صدروهم من الاختناق.

ويضيف محمد: كيف ننسى أدوارهن بالطبخ وتوزيع الطعام، ومن كان يتحدث عن التحرش أو غيره من الأساليب، خاب أمله وتحولت نساء الانتفاضة إلى تاريخ مشرف للمرأة العراقية التي تعاني ما تعاني بسبب الفاسدين، مؤكدا أن ظاهرة التحرش تلاشت في الانتفاضة ولا نراها الآن حتى بعد مرور عامين على هذا الحدث المفصلي، «لأنني أجزم بأن الحضور المليوني في ساحة التحرير كان أهم وأعظم مدرسة للشباب، وعلمتهم بفترة قصيرة كل ما يخالف البذاءة والتطرف التي أرادت السلطة ترسيخها في عقولهم. والجدير بالذكر أيضا أن نقول بأن عددا غير قليل من النساء استشهدن وأخريات تعرضن للإصابة، فضلا عن المختطفات والمهددات».

 

مجريات غير متوقعة

نظرة الشباب للبنت المشاركة في المظاهرات، يتحدث عنها الشاب الباحث في الشأن الاجتماعي، رياض محسن، الذي وصفها بأنها «لا تختلف عن نظرة الأخ إلى أخته في مواجهة مصير مجهول».

محسن يؤكد أن خلو التظاهرات من هذه الحالة «ليس متأتيا من طابع ملائكي أو نظرة عليا مثالية، لكن الحدث الثوري الذي حصل في تشرين، وفداحة الكارثة التي أصابت الشبان الصغار الذين فارقوا الحياة بمشاهد دامية، جعلت هذا الجيل الواعد والمتطلع يعيد النظر في حساباته، ويؤمن بأن مصير البلد أصبح بين أيديهم. هكذا كان الأمر وهكذا زاد زخم الاحتجاجات».

وتابع الباحث، أن «العراق قد يكون من ناحية عدد حالات التحرش بالنساء أقل من بقية البلدان العربية، لكن ظاهرة تقديس المرأة إلى هذه الدرجة وإجلالها وتقديمها الصفوف لم تكن بهذا الشكل سابقا، خصوصا مع انتشار الأعراف والتقاليد التي تدعو في غالبيتها إلى خلاف ذلك».

وأضاف، أن «تركيز الشباب في إنقاذ مصيرهم كان هو المحرك الرئيسي لهم. الحدث جعلهم يمتزجون ويذوبون في إطار الوطن ويتعاونون سوية لكسر الفجوة بين الجنسين، لينتج عن ذلك جيل يمكن أن نعتبره مثقفا من ناحية السلوكيات الاجتماعية».

وبيّن أن «بعض الجهات أطلقت حملة في بداية الانتفاضة حملت وسم (نزولك للمظاهرات يكسر ظهرنا) وحثت أطراف عديدة النساء على عدم المشاركة، لكن باءت هذه المحاولات بالفشل، وكان للنساء في عملية استئناف تظاهرات يوم 25 شباط 2019 دور كبير جدا، ويعتبر من أهم أسباب نجاح الانتفاضة».

************

ماذا عن قصة محاكمة قاتل هشام الهاشمي؟.. متنفذون يدفعون باتجاه تأجيل المحاكمة ومحاولات لإبطال إجراءات الاعتقال

متابعة ـ طريق الشعب

يلف الغموض ملف محاكمة قاتل الخبير الأمني الراحل هشام الهاشمي، إذ قررت المحكمة المختصة تأجيل المحاكمة ست مرات، خلال الأشهر الماضية، وسط أنباء عن هروب المتهم أو تهريبه.

واغتِيل الهاشمي في تموز عام 2020، أمام منزله في منطقة زيونة بالعاصمة بغداد، عندما أمطره مسلحون يستقلون دراجة نارية بوابل من الرصاص فأردوه قتيلا.

وضجت الأوساط الشعبية العراقية حينها وكذلك العربية، بتلك الواقعة، خاصة أن الهاشمي معروف على نطاق واسع بتحليلاته الأمنية وخبرته في الشأن العراقي.

وبعد عام على اغتيال الهاشمي، أعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، القبض على المتهم الرئيسي في الجريمة، وهو الضابط في وزارة الداخلية، أحمد عويد الكناني، بينما بث التلفزيون الرسمي اعترافاته الكاملة وتفاصيل جريمة اغتيال الهاشمي.

بدأت محاكمة الكناني منذ نحو عام، لكن القضاء العراقي لم يتمكن حتى الآن من عقد جلسة للمحاكمة، بينما تعتقد عائلة الهاشمي وجود تعمد في تأجيل القضية.

وأوضح مصدر مقرب من عائلة الهاشمي آخر تفاصيل المحاكمة، مشيرا إلى أن هناك اعتقادا بأن أيادي خفية قد تكون لها مصلحة في هذا التأجيل المتكرر.

وحسب المصدر، فإن عائلة الهاشمي وصلت إلى مرحلة اليأس من إمكانية تحقيق العدالة، بسبب التأجيل المتكرر والغموض الذي يحيط القضية.

وترى العائلة أن المساعي تهدف إلى إبقاء الوضع الحالي لحين مجيء حكومة أخرى، وحينها قد يتغيّر وضع المتهم، خاصة أن الحكومة المُراد تشكيلها حاليّا، هي مقربة من القوى المتهمة في واقعة الاغتيال.

ويشير المصدر إلى أن عائلة الهاشمي، أيضا لديها قلق على أفرادها، وأصبح تدخلها محدودا في القضية، لأن المسألة تتعلق بالفصائل المسلحة.

وخلال بث اعترافات الكناني، قال البيان الأمني إنه “ينتمي إلى مجموعة ضالة خارجة على القانون” لكنه لم يسمها.

 

مكان المتهم “غير واضح”

في ظل الغموض الذي يحيط بجلسات المحاكمة، فإن مكان المتهم مجهول حتى الآن، ولم يظهر بشكل علني أمام وسائل الإعلام، فيما كانت البيانات الرسمية، التي تصدر بعد كل تأجيل، بأنه تعذر إحضار المتهم.

وتحدثت تقارير محلية عن تهريب قاتل الهاشمي إلى خارج العراق، بينما لم تعلق الحكومة العراقية على تلك الأنباء، لكن مصادر مقربة منها، تقول إن المتهم موجود في السجن وإن الأنباء عن هروبه عارية من الصحة.

الخبير في الشأن العراقي علي البيدر، يرى أن “هناك أكثر من احتمال في تلك القضية، وأبرزها أن الجهات القضائية ربما تتخوف من الاستمرار فيها، خاصة أن الفصائل المسلحة طرف واضح، وهي متمرسة على القتل، وبالإمكان تهديد حتى القضاة”.

البيدر أضاف أن “الاحتمال الآخر أن يكون المتهم خارج البلاد، ولا يمكن الوصول إليه، لذلك تضطر المحكمة إلى التأجيل”.

الناشط المدني محمد كاظم، أشار في حديث لـ”طريق الشعب”، الى ان “تأجيل القضاء المستمر لقضية محاكمة قاتل الشهيد الهاشمي تثير اكثر من علامة استفهام”.

وبيّن كاظم ان “عوائل المغدورين ينتظرون تحقيق العدالة بالقصاص من قتلة أبنائهم، لكن الامر يبدو اصعب مما كنا نتوقع، فرغم اعتقال المجرم واعترافه، هناك صعوبة في احضاره الى المحكمة”، مبينا ان “هناك معلومات تفيد بتعرض القضاء الى ضغوط كبيرة لتأجيل المحكمة أطول فترة ممكنة”.

وأضاف ان “من يقف وراء المتهم يحاولون كسب الوقت لحين تشكيل الحكومة المقبلة من اجل ابطال إجراءات الاعتقال، وبالتالي الافراج عن المتهم، محذرا من ان الاقدام على مثل هذه الخطوة كفيل بتفجير غضب شعبي لا يهدأ ابدا”.

************

الصفحة السابعة

الشهيد عبد القدوس قاسم حسين الحلفي، من مواليد 1980، خريج المعهد التقني في ميسان، وهو أب لـ3 أطفال (ولدين وبنت)، من سكنة منطقة (الجديدة)، اغتيل بنيران مسلحين مجهولين وسط مدينة العمارة رفقة صديقه المحامي كرار عادل، يوم 10 اذار 2020 بعد تلقيه عدة تهديدات على خلفية نشاطه الاحتجاجي في انتفاضة تشرين.

*********

الشهيدة ريهام يعقوب، اغتيلت يوم 19 اب 2020، وهي في عمر الثلاثين، برصاص مسلح ملثم أطلق النار عليها من على دراجة نارية، عندما كانت داخل سيارتها في مدينة البصرة. وتعرّف رهام عن نفسها بأنها طالبة دكتوراه في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة، ومحاضرة في جامعة البصرة، وكانت ريهام واحدة من ابرز الناشطات في تظاهرات المحافظة عام 2018.

**********

المرأة العراقية نبض انتفاضة تشرين

انتصار الميالي

 

على مدى عقود وضعت المرأة العراقية في اطر نمطية وتقليدية بحكم السياسة السائدة في ظل نظام دكتاتوري بالإضافة للموروث من عادات وتقاليد اجتماعية مركبة، وازداد وضع النساء سوءا في سنوات الحصار الاقتصادي، وتفاقمت ازماتهن بعد التغيير في 2003، حيث فقدت المرأة مقومات العيش بأمان بسبب فقد المعيل ورب الاسرة والاخ والسند (الوالد) نتيجة حروب وصراعات طائفية وسلاح منفلت وقتال جماعات ارهابية وداعشية وضعت النساء في أسوأ الاوضاع حتى صارت مشروعا لأبشع مظاهر العنف من السبي والاتجار والاغتصاب والقتل.

والاخطر هو النهج السياسي الذي ساهم بتنميط مشاركة المرأة وتهميش دورها السياسي واقصاء مبادرات النساء التي تجعلهن يلعبن دورا رياديا داخل جلسات التفاوض ورسم السياسات التي من شأنها ان تعالج الكثير من القضايا ذات الاولوية ومنها ملف المرأة.

في تشرين 2019 حطمت المرأة العراقية هذا الإطار وكسرت حواجز الخوف من العادات والتقاليد وواجهت كل التحديات بصلابة لتكون مثالا يحتذى به في تظاهرات تشرين، وكانت الملهمة والقلب النابض للحراك التشريني وشعارا لسلمية التظاهرات التي تعرضت لأشرس مظاهر القمع مخلفة مئات الشهداء والآلاف من الجرحى واعداد ليست قليلة من المغيبين وممن تعرضن للتهديد والخطف والقتل.

تشرين غيرت الكثير من المفاهيم والقيم المغلوطة وبدأت مواقع التواصل الاجتماعي والاناشيد والاشعار تتغنى بدور المرأة العراقية ومساهمتها الكبيرة كمسعفة وصيادة دخانيات وراصدة اعلامية ومدافعة عن حقوق الانسان، واسوار سلام لحماية المتظاهرين من القمع والعناصر المندسة، ورسمت صورهن على جدران نفق السعدون وحيطان المطعم التركي والتشيرتات والرمزيات الملصقة افتخارا بوجودهن المفعم بالنضال وتكريما لأدوراهن وتضحياتهن من أجل وطن آمن خال من المحاصصة والارهاب.

في ذكرى تشرين الثالثة تواصل النساء العراقيات نضالهن ومطالبهن ببناء دولة مؤسسات بعيدة عن نهج المحاصصة خالية من الفاسدين والمخربين والقتلة، وبيئة مستقرة لا يوجد فيها سلاح منفلت ولا عصابات جريمة، دولة قائمة على اساس العدالة والمواطنة واحترام القانون وحرية التعبير، تكون فيه حقوق الانسان مصانة بلا عنف أو تمييز.

**********

تشرين

 

بهجت الجنابي

 

يوم الواحد من تشرين

والصار بخمسة وعشرين

ما ننساها تمر سنين

لذاك الدم نريد الثار

يوم الواحد من تشرين

............

شعب وشال شگد هموم

يحرگ لو صاح المظلوم

ماظل عدكم شي مضموم

ما تنفع صبه وإنذار

كلنه عليكم متوحدين

يوم الواحد من تشرين

......

باچر نهتف بالساحات

حي شعبي وبعده مامات

ماظن فرصة الكم هيهات

بعد السويتوه والصار

تختل تشرد گلي منين

يوم الواحد من تشرين

..........

ماشايف مجلس بالختله

يگعد و يصوت يافشله

شظنك شعب اليغضب سهله

اله يخليكم طشار

يصبر يوم وموش سنين

يوم الواحد من تشرين

..........

واحدكم اكبر دجال

وتكرهكم حتى الاطفال

بيكم مايتغير حال

خونه ودجاله واشرار

وتبوگون بأسم الدين

يوم الواحد من تشرين

.........

باچر نطلع نتحداكم

النه حساب هواي وياكم

ع السويتوه ماننساكم

ما نقبل ذله احنه احرار

همتنا تشد وما تلين

يوم الواحد من تشرين

***********

لنقف جميعاً مع ثوار تشرين

خليل ابراهيم العبيدي

 

بعد أن تحولت شعارات ثوار تشرين من الشعارات المطلبية، (شعارات المطالبة بالتعيين والخدمات) نتيجة لمواقف الحكومات المتعاقبة منها أو نتيجة لمحاولات الأحزاب اغتيال أهدافها المشروعة، فإن تعقد المواقف والاجراءات بحق تلك الشبيبة والقائمة على التنكر لتلك المشروعية أو فتح النار على رافعيها ، حمل الثوار بعد أن تأكد لكل منهم أن الوطن في خطر، وان الدولة السقيمة آيلة للسقوط تحت اقدام الغرباء بين محتل للأرض أو متدخل في الأمر، أو أجنبي متطفل، حمل كل ذلك الثوار للإعلان عن شعار إيجاد وطن أو لافتة اعادة الهوية المفقودة ، وهم أي الثوار تصدوا بدمائهم الزكية لكل محاولات مسخ هوية العراق، معبرين بتركيز عما يدور بخلد كل عراقي ومصرحين بالوطنية النقية عن شعور الملايين من المناصرين والمؤيدين لمواقفهم إزاء كل ما يحيق بهذا الوطن الجريح ، وقد تجلى هذا التأييد بالمقاطعة المليونية لانتخابات تشرين عام 2021 التي رفع شعار المقاطعة فيها، الحزب الشيوعي العراقي، والأحزاب والمنظمات الوطنية الأخرى ، وكانت نسبة المقاطعة تقوق  ال 75 % ممن يحق لهم التصويت.

أن ثورة تشرين عام 2019 لم تكن إلا تتويجا لكل المظاهرات التي انطلقت منذ العام .2011 وما تبعها من تظاهرات سلمية مطلبية آنية أو دائمة حامت كلها حول امال شعب تبددت بعد الاحتلال، عليه فإن الكل اليوم مطالب بالوقوف مع ثوار تشرين في وقفتهم اليوم بالطريقة التي يراها مناسبة لتفهم المقابل، أن ثوار تشرين ليسوا لوحدهم، إنما الكل معهم، وان تكف القوى الأخرى عن محاولات التعتيم على هذه الانتفاضة أو الدفع باتجاه تحويل دورها السلمي إلى دور لم تكن تريده على الاطلاق، أو أن يتم الانبثاث من جديد بين ثناياها والتقليل من أهميتها في المطالبة بالتغيير الجذري الذي بات مطلب كل العراقيين.

**********

عمال يستذكرون الانتفاضة: نطالب بالكشف عن قتلة المتظاهرين .. تشرين لم تنتهِ لتصبح ذكرى يحتفى بها

بغداد - طريق الشعب

 

يستذكر عمّال مساطر البناء والنظافة والباعة الجوالون وغيرهم دورهم الأساسي في انتفاضة تشرين عام 2019، منبهين الى ان “الانتفاضة لم تنته بل كل يوم هو انتفاضة طالما قوى الفساد مستمرة في هيمنها على مقدرات البلاد”.

 

تشرين “عرس جماهيري”

عبد الله فلاح، وهو عامل بناء يتوجه كل يوم ومنذ ساعات الصباح الأولى الى مسطر البناء ليبقى ساعاتٍ طويلة بانتظار قدوم شخص بحاجة الى خدماته، يقول انه “في انتفاضة تشرين فقد زميله، وتعرض هو لاصابة، جراء الرمي العشوائي من قبل الطرف الاخر مجهول الهوية، الذين كانوا تحت الحماية الحكومية!”.

ويتابع انه وبعد شفائه عاد الى ساحة التحرير مسعفا للجرحى، وانضم بعدها الى فريق مكافحة الدخانيات لحماية المتظاهرين.

ويصف عبد الله انتفاضة تشرين بأنها “عرس جماهيري على الرغم من الخسارات غير القليلة والدماء التي سالت”.

وبخصوص مصدر رزقه يفيد بأنه “في انتفاضة تشرين لم يكن هناك من هو جائع او بحاجة الى عمل، بات التغيير مطلب جميع العمال والكسبة”.

ويستطرد عبد الله في حديثه انه “على الرغم من الجو البارد في ذلك الحين، والحزن الشديد على من فقدناهم الا ان املنا كان وما زال كبيرا بالتغيير”.

 

العلم ضماد لجرحى الانتفاضة

وتحوّل العلم العراقي الى ضماد لجرحى الانتفاضة وكمامات لتقليل تأثير غاز الدخانيات المسيلة للدموع على المنتفضين.

يقول حسام مجيد العبودي انه استبدل عمله في انتفاضة تشرين من بائع متجول لمستحضرات التنظيف في ساحة التحرير الى بائع مقابل أسعار رمزية لمختلف الاحجام للعلم العراقي.

ويوضح انه “نتيجة كثرة الاصابات ومنظر نزف الدماء سرعان ما تطلب استخدام العلم العراقي كمشد لايقاف نزف الدماء للمصابين ونقلهم للخيم الطبية ومن ثم للمستشفيات اذا تطلب الامر”.

ويستطرد حسام في حديثه عن انتفاضة تشرين بالقول ان “ابرز ما يميز الانتفاضة هو توحيد جميع أطياف الشعب العراقي للمطالبة بالتغيير، حتى شوارع منطقة ساحة التحرير التي كانت تعاني الاهمال لعقود تحولت معالمها الى ثورة حقيقية على فساد السلطات، بل وكشفت كذب الادعاءات الحكومية بقلة التخصيصات”، موضحا ان “شباب انتفاضة تشرين تمكنوا من إعادة الحياة لاغلب شوارع منطقة ساحة التحرير وسط بغداد، فعمليات الترميم جرت بطرق بسيطة، وجهود ذاتية من دون اي تخصيص مالي حكومي”.

ويؤكد حسام ان “انتفاضة تشرين لم تنته لاحياء الذكرى الثالثة لها، وانما بدأت في تشرين واستمرت الى يومنها هذا”.

 

بنايات حكومية مهملة

ولعب عمال النظافة دورا بارزا في المحافظة في نظافة الشوارع المحيطة بساحة التحرير ـ قلب الانتفاضة التشرينية.

ويفيد ضامد عويد وهو عامل نظافة في أجور يومية انه “على الرغم من العمل اليومي الشاق في طرق تفتقر الى الخدمات والى مساحات خضراء، الا ان تنظيف الشوارع في انتفاضة تشرين بات حافزا وطنيا، دفع واقع الحال في الانتفاضة الى مشاركة حتى المسؤول المكلف في مراقبة عمال التنظيف من قبل امانة بغداد الى مشاركة عامل النظافة في عمليات التنظيف ورفع النفايات”.

ونبهّ الى انه في انتفاضة تشرين “شارك الجميع في المحافظة على نظافة الطرق والشوارع والحدائق العامة، بل وتعدى الامر الى اجراء حملة تنظيف وانارة بنايات حكومية اهملت لسنوات”.

 

ارتفاع سقف المطالب

وبخصوص ذكرى انتفاضة تشرين يشدد عويد على ان “مطالب الشعب العراقي التي خرج من اجلها في عام 2019 لم تتحقق الى الان، لنحتفل بذكرى سنوية للانتفاضة، بل ان سقف المطالب ارتفع الى اكثر مما كان عليه، وبات ابرز تلك المطالب هو الكشف عن قتلة المتظاهرين”.

*********

الصفحة الثامنة

الشهيد صلاح العراقي، من مواليد محافظة بغداد لسنة 1982، متزوج ولديه 3 أطفال، يسكن في منزلٍ مُستأجر، شارك في الانتفاضة مُنذ انطلاقها، اغتالته الأيدي الآثمة يوم 25 كانون الأول 2020 في بغداد ، ليرحل شهيداً، مُلتحقاً بمن سبقوه من أبطال الانتفاضة.

*********

الناشط المدني البارز في محافظة كربلاء إيهاب الوزني كان عائداً الى منزله في ليلة التاسع من أيار 2021، وبينما كان يستدير بسيارته ليصفها أمام المنزل، وقفت تنتظره دراجة نارية صغيرة يستقلها شخصان، ترجل أحدهما وأطلق النار عليه ثم لاذا بالفرار.

**********

خَرَجتُ من رأسيَ

 

الى شهداء انتفاضة تشرين

 

 

طه الزرباطي

 

 

خَرَجتُ من رأسِ السَنَة الهجريّةِ

من غيرِ رأسٍ

على الرِماح حَمَلوني

غيْمَةً من كلماتٍ ...

لا تُبَلِلُ ورقةً...!

*

مَصْلوبَاً

خرجتُ من رأسِ السَنةِ المِيلاديَّةِ

الفُ مِسمارٍ أحمَقٍ

داعَبَ جراحِيَ

ظنوا صُراخَ دَمِي أغانٍ ..

وعناقيدَ دمي تراتيلاً..!

*

خَرَجْتُ من رأسيَ المَخمورِ

صيّادا

بأي شبكةٍ أصطادً كُلَّ هذا المَقموع ؛

هذهِ المَعاني؟

وبأي نِسيانٍ أنساكِ ..

يا ذاكِرَتي ؟

*

في الهور

يُداعِبُك القِمري

يظنُكَ

طائرا على شَكْلِ أنسانٍ !

يَمْنَحُ الخِضريُ قَلبَهُ ..

يَظُنُّ فالكَ جزءا من قصيدَتِك ..

التي ...

نَسِيتَها عندَ وَجَعِ البَردي

من أيِّ قلبٍ عامِرٍ بالحُبِّ ؛

سَرَقَ النَسِيمُ هذا الشَغَفَ العُذري؟

فناحً قلبُكَ حمامَةً ..

وصارَ نايُكَ عاشِقَاً؟

*

خَرَجْتُ مِنِّيَ

لم أجِدْ خارِجي أحَداً

انشغلتُ باللا ...

وتَعَطَلتْ كلماتِيَ بالصمتِ

وفارَ دَمي تنورا مَسْجُورا ...

فأكلتُني خُبزا ..

فبأي وطنٍ تَعْتَصِم يا جوعي ؟

حينَ يُعَدُ النهرُ عدواً ..

يُعاقَبُ بالشَنْقِ حدّ الجَفافِ !

يُعَلَقُ على حَبلِ غَسِيلٍ ..!

كيْفَ يولَدُ القاتلُ المأجورُ

أيشرَبُ الماءِ ؟

أيشعرُ بحصانِ القلبِ الجامِحِ ،

يَعْدو لِصوتِ أمهِ ؟

أيَعْلمُ ...

أنني لمْ أُخبِرْكِ ...

بالرِصاصَةِ الأخيرَةِ من جُعبَةِ قلبي ؟!

اني أحبُك ...

كنتُ أحِبُكِ قبل أنْ

أُحِبَكِ..

فلا تنتظِريني  !

خرجتُ الى انهارِ اللهِ

شَرِبتُ كُلّ خمرةِ الجنةِ

ولمْ أنسَ ثلاثةً ..

وطني ؛

وجهَ أمي الحزين ..،

وانتظارَ حبيبتي لِبَوحِيَ  السِحْري؛

لأني

كُنْتُ أُحِبُكِ

***********

تشرين وإشكاليات التنظيم

ماجد الياسري

 

شهدت البلدان العربية سلسلة من الانتفاضات الشبابية وبمشاركة مميزة من المرأة اطلق عليها البعض من المرتبطين بمراكز الدراسات الغربية مصطلح “الربيع العربي”، كان العام فيها هو حدوثها في بلدان تعاني من أنظمة تسلطية فاسدة  تتربع على حكومات فاشلة وفاسدة اهدرت المال العام وعجزت عن تطوير الاقتصاد الوطني والخدمات الأساسية من صحة وتعليم وسكن لائق وحماية اجتماعية، بينما تتفاقم في هذه المجتمعات البطالة وتهميش فئات اجتماعية واسعة  أصبحوا قنبلة بشرية قابلة للانفجار في أية لحظة. ومع ملاحظة ما حصل من تغييرات سياسية وصعود رموز الى سدة الحكم بعناوين إسلامية او ليبرالية  وبذريعة الإصلاح  الا انها بقيت تدور في ذات  الفشل السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتعاظم مؤشرات الفساد وسرقة المال العام. والملاحظ أيضا ان ملايين الشباب تتظاهر سلميا وتتبع استراتيجيات تنبذ اللجوء الى السلاح وتشجب العنف المسلح. مقابل ذلك تلجأ الطغم السياسية التي تدعي بالإصلاح الى العنف المسلح عبر اطلاق الرصاص او القتل بالقنص او الاختطاف والتغييب كما يحدث في العراق والسودان اليوم على سبيل المثال. وغالبا ما تقوم بها ميليشيات مسلحة تابعة لها تغلفها بشعارات طائفية أو عنصرية.

وفي التحليل الماركسي للانتفاضات والثورات الشعبية تشكل الظروف الاقتصادية من بطالة وتدني أجور وجوع وفقر وسكن عشوائي خاصة في المناطق الحضرية التي تتضخم سكانيا نتيجة هجرة سكان القرى الى المدن بسبب شحة المياه ونفوق الثروة الحيوانية وتقلص المساحات الزراعية وانعدام الدعم الحكومي للفلاحيين أنظم الى جيش العاطلين والمهمشين وسكنة العشوائيات في المدن،  تشكل هذه المشكلات الأساس المجتمعي للانتفاضات والديناميكية المحركة لاستمراريتها.

وفي العراق، نموذجا، شكل عجز الطغم الحاكمة المتسلطة عن وضع معالجات وحلول للازمات المتفاقمة والمتلاحقة سمة واضحة، اذ بقيت سجينة حوارات الغرف المغلقة حول المحاصصة وتقاسم النفوذ والثروة الوطنية. وتستخدم اذرعها المسلحة بين الحين  الاخر وتتراشق بالهاونات وتتظاهر بالحرص على سلامة وبقاء “المذهب”، وهدفها تجييش الطائفية لحرف الانتباه عن الجوهر الحقيقي لما يجري اجتماعيا، وهو صراع طبقي محتدم بين اقلية تملك كل شيء وأكثرية لا تملك سوى أغلالها وفقرها وبؤسها، وأيضا بهدف تزييف الوعي لشق وحدة الشباب المنتفضين على أساس ديني و مناطقي.

وما هو جديد خلال العقدين الاخيريين هو الاستخدام الواسع من قبل المنتفضين لمنابر التواصل الاجتماعي لأغراض الدعاية والتحريض والتنظيم والتحشيد وتشكل منابر سياسية  وتنسيقية ومنظمات مجتمع مدني ملتفة حول الانتفاضة، وانبثاق فن نوعي جديد من رسم وشعر ومسرح و رواية ذي رمزية واقعية مستمدة من روح الانتفاضة وأهدافها، والتي شكلت جميعها حوافز إضافية لمواصلة الضغط الجماهيري السلمي من اجل التغيير السياسي والاقتصادي والمجتمعي الشامل.

ولكن مع نضوج العامل الموضوعي هناك جانب يتعلق بالعامل الذاتي، اذ باتحادهما تحدث الثورة، وبالتحديد تعمق الوعي بحقيقة ما يحدث من صراع طبقي مقابل التزييف الذي تروج له شبكات الاخطبوط الإعلامي للطغمة الحاكمة الممول من سرقة أموال الشعب والذي يتخذ اشكالا  طائفية او دينية او عنصرية  شوفينية، لان العيش تحت ظل القمع والاضطهاد لا يولد التغيير بل الوعي هو المحفز والدافع. لذا فعندما تتملك ضرورة التغيير الشامل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا أفئدة وقلوب الشباب وفئات المجتمع العراقي ستتحقق تشرين بمستوى أعظم تأثيرا.

الجانب الاخر المرتبط بالعامل الذاتي، وهو جديد نسبيا في تظاهرات الشباب عالميا، هو ما سمي “ بالثورات بدون قيادة” بسبب ظاهرة تكون تجمعات شبابية عديدة تفتقد المركزية على نطاق واسع تشارك في الانتفاضات الشبابية وعليه أصبحت انتفاضة  الشباب العراقي غير متجانسة تنظيميا لان قاعدتها غير متجانسة في وعيها الطبقي وتطلعاتها ورؤيتها بشأن معنى التغيير. وهذا ما يؤشر  الى احد نقاط ضعف انتفاضة تشرين كونها تواجه عدوا منظما مسلحا ومستميتا في الدفاع عن مصالحه الطبقية. وحتى في حالة تحقيق الخلاص من القوى  الحاكمة الحالية ستغتنم قوى سياسية منظمة الفراغ الناشئ وتقوم باستلام   السلطة كما حدث في مصر بعد سقوط نظام مبارك عندما قام حزب الاخوان المسلمين باحتكار السلطة والثروة، او ما قامت به الطغمة  العسكرية في السودان في هيمنتها على الحكم و اعاقت صيروره الانتفاضة واستمراريتها لتحقيق هدفها في إقامة نظام ديمقراطي يحقق الرفاه للشعب السوداني.

وتواجه الانتفاضة التشرينية في العراق اليوم تحديا مماثلا في هذا المنعطف كي تنتقل من حالة الانتفاض الى مهارات بناء الدولة الديمقراطية العصرية الحديثة التي تعمل على  تطوير الاقتصاد الوطني وتحقيق العدالة الاجتماعية، الامر الذي يتطلب مستوى اخر من الوعي السياسي المرتبط بانبثاق اشكال وآليات  تنظيمية وبرامج لتحقيق الهدف المنشود منبثقة من خصوصيات الانتفاضة. وقد لاحظ هذا الامر أعداء الانتفاضة الذين وصفوها بانها فلول من الغوغائيين المسيرة من جهات اجنبية وخارجية، وانها عاجزة عن تحقيق الإصلاح او التغيير، لان الجهة العراقية الوحيدة القادرة على ذلك هي ذات الطغمة الحالية الحاكمة لامتلاكها القدرات التنظيمية في أصول بناء الحكم، وهدفها التشويه والترهيب وتهميش مصداقية الانتفاضة. أما اصدقاؤها فيلاحظون عليها غياب الرؤية السياسية الموحدة التي تؤدي الى الشرذمة السياسية والانحسار لان هناك مسافة تفصل بين الناشط في مجال الدعاية والتحريض مقابل  المنخرط في بناء عملية سياسية مستدامة تتطلب مهارات ورؤى اضافية.

في السياسة هناك إجماع على ان الشكل التنظيمي المناسب سيضاعف من قوة الانتفاضة عشرات المرات ويقلل من عامل العفوية، ولكن يبقى السؤال المركزي ما هو  الشكل المناسب الذي يمكن ان يوحد تصورات مختلفة واحيانا متباينة حول طرق وآليات ورؤى التغيير، وكيف ينبثق وينمو و يتطور.

خلال السنوات الثلاث الماضية لوحظ اتجاهان تنظيميان مترابطان أولهما بروز تنظيمات سياسية وشخصيات مستقلة تعتبر تشرين أساسا لها، ونجحت في ايصال عدد مهم منهم الى البرلمان العراقي، وهي ظاهرة موضوعية وصحية، والآخر هو تعمق آليات واشكال التنسيق والتعاون بين منظمات سياسية ومؤسسات نقابية ومطلبية ومنظمات للمجتمع المدني ومستقلين، وهو ما عكسه، مثلا، الاجتماع التشاوري لقوى الاحتجاج والتغيير الذي عقد في مدينة الناصرية (23 أيلول 2022) وهو خطوة في الاتجاه الصحيح. أما الرابط بينهما فهو في دعم قيام تنظيمات سياسية او في توحدها وفسح المجال لها للمشاركة بالآلية التنسيقية، لأن الواقع الموضوعي الحالي لا يسمح بتشكيل منظمة سياسية جامعة لكل الرؤى والتصورات تسمح لها ان تكون ممثلا شرعيا وحيدا لانتفاضة تشرين، بل اعتماد آليات التعاون والتنسيق والعمل المشترك من اجل تطوير وتعميق الانتفاضة بما يتيح لها تحقيق أهدافها الإنسانية والتي تمثل مصالح أوسع الجماهير للخلاص من طغمة الفساد المالي والسياسي، ومن اجل بناء عراق حر فيدرالي ديمقراطي مزدهر.

***********

في الذكرى الثالثة لانتفاضة تشرين ٢٠١٩ الباسلة

صالح العميدي

 

سطرت انتفاضة تشرين الخالدة اروع الملاحم البطولية والإنسانية وهي تستنهض الهمم في مواجهة الفساد والفاسدين، فقدمت أداءً رائعا ينطوي على صورة فريدة من الصمود والتكافل والانضباط والمبادرات التي تعيد إلى الذاكرة ملاحم وانتفاضات شعبنا ضد الحكومات الجائرة، كما عزز الصمود الاسطوري والتنظيم الذاتي للمنتفضين الثقة بقدرة الإنسان العراقي على مواجهة الظلم بالطرق السلمية والحضارية، والشجاعة التي فاقت التصور.

تميزت هذه الانتفاضة بعدد من المبادرات الاجتماعية والإنسانية، والمشاركة الواسعة للشرائح الاجتماعية المختلفة، وإصرار المنتفضين على تحقيق مطالبهم المشروعة، والاستجابة الجماهيرية الواسعة لدعواتهم لكسر حظر التجوال، وتفويت الفرصة على المتربصين بهم شرا، وكسر حاجز الخوف من ارهاب وتهديد الأحزاب المتنفذة.

لا زال الشباب يجترحون المآثر والبطولات وهم سائرون على خطى شهداء الشعب الذين قدموا أرواحهم فداء لانتصار قيم الحرية والعدالة، ويرددون أن لا استقرار ولا حقوق ولا تنمية ببقاء هذا النظام الذي ينتهج المحاصصة الطائفية وعدم المبالاة بمصالح وحاجات الجماهير الأساسية، والتفريط بالقرار الوطني العراقي المستقل، وهذا ما عبر عنه شعار الشباب (نريد وطن).

اليوم وفي الذكرى الثالثة للانتفاضة البطلة، الشباب عازمون على انتزاع حقوقهم، ولن يرهبهم العنف والخطف والاعتقال، ولن ينفع المتنفذين، التسويف والمماطلة واغداق الوعود، كذلك الافتراء وتزوير الوقائع ورشوة هذه الجهة أو تلك! فهذه الاساليب وغيرها غدت مكشوفة المرامي ولن تفت من عضد المنتفضين الابطال.

نعم، لا مخرج بالاستجابة لمطالب الجماهير بما يضمن تدشين مرحلة جديدة مختلفة تماما، حيث السعي نحو القصاص من قتلة المتظاهرين والكشف عن مصير المغيبين، وتحصيل حقوق الجرحى الابطال، وتعويض عوائل الشهداء، ومحاسبة الفاسدين، وحصر السلاح بيد الدولة، وضمان استقلالية القضاء، وتطبيق قانون الأحزاب، وإصلاح المنظومة الانتخابية لتكون حرة ونزيهة تعكس إرادة الشعب، وهذا يتطلب تشكيل حكومة تأخذ على عاتقها العمل من أجل ضمان تحقيق مستلزمات إجراء انتخابات مبكرة عادلة ونزيهة بإشراف أممي. وكذلك حل البرلمان الحالي.

**********

 

“سموم الاحتكارات النفطية تقتل العراقين” ، بهذه العبارة علق مراقبون على التقرير الخطير الذي نشرته الخميس الماضي مؤسسة بي بي سي نيوز عربي البريطانية، بعد تحقيق اجرته أخيرا في جنوب العراق كشف عن استهتار احتكارات النفط الكبرى بارواح العراقيين الساكنين قريبا من محارق الغاز المصاحب للنفط في حقول استخراجه، وبيّن حجم التلوث الذي يسببه حقل تديره شركة النفط البريطانية BP في البصرة وتنجم عنه اصابات واسعة بالسرطان.

ويشدد المراقبون، الذين انضمت اليهم البارحة رابطة الاكاديميين العراقيين في بريطانيا، على ضرورة قيام الحكومة العراقية بتحقيق عاجل في هذه الفضيحة، ويحملون وزارات النفط والصحة والبيئة مسؤولية استمرار هذا التلوث، ويطالبون شركة BP  باجراءات عاجلة لوضع حد له، ولتأمين انتقال السكان القريبين من حقلي الرميلة والزبير الى اماكن آمنة، وتعويض عائلات الضحايا والمصابين بأمراض السرطان.

 

 

شركات نفط عملاقة تخفي كميات هائلة من الانبعاثات الغازية السامة

كشف تحقيق قامت به بي بي سي عن أن شركات النفط العملاقة لا تعلن عن مصدر مهم لانبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري.

فقد أظهر التحقيق وجود عشرات الحقول النفطية التي تعمل فيها كبريات الشركات النفطية العالمية مثل بريتش بتروليوم (BP) وإيني (ENI) وإكسون موبيل ( MOBILEXXON) وشيفرون (CHEVRON) وشل (SHELL) ولا يتم الإعلان عن ملايين الأطنان من الانبعاثات الناتجة عن حرق «غاز الشعلة» الذي يرافق انتاج النفط فيها.

وحرق هذا الغاز الذي ينبعث أثناء إنتاج النفط هو هدر لمصدر مهم للطاقة.

وينتج عن حرق غاز الشعلة مزيج قوي من ثاني أكسيد الكربون والميثان والهباب الأسود الذي يلوث الهواء ويسرع من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأظهر تحقيق لبي بي سي عربي وجود مستويات عالية من المواد الكيميائية التي يحتمل أن تسبب السرطان لدى أبناء التجمعات السكانية الموجودة بالقرب من حقول النفط.

ووفقا للنتائج التي توصلنا إليها توجد في هذه الحقول أعلى مستويات حرق غاز الشعلة في العالم ولا يتم الإعلان عنها.

ووصف الخبير المستقل للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان والبيئة ديفيد بويد هذه المجتمعات السكانية بـ «مناطق التضحية الحديثة» وهي «مناطق تعطى فيها الأولوية للربح والمصالح الخاصة على حساب البيئة وصحة الإنسان وحقوقه».

 

تحت سماء سامة

أظهر تحقيق بي بي عربي الأثار المدمرة لتلوث الهواء الذي تتسبب به شركات النفط العملاقة على صحة الأطفال وعلى البيئة في العراق، حيث تظهر آثار التغير المناخي المدمرة بأقسى صورها. والتحقيق الوثائقي متوفر على قناة بي بي سي عربي على اليوتيوب.

لقد أدركت شركات النفط منذ فترة طويلة أهمية عدم حرق الغازات إلا في حالات الطوارئ.

وتبنت بريتش بتروليوم وإيني وشل وشفرون واكسون مويبل تعهد البنك الدولي لعام 2015 الخاص بالتخلص من ظاهرة غاز الشعلة بحلول عام 2030 إلا في حالات الطوارئ، فيما قالت شل إنها ستتخلص من ذلك بحلول 2025.

لكن هذه الشركات تقول إنه عندما تعاقدت مع شركة أخرى لإدارة العمليات اليومية في هذه الحقول النفطية، تتحمل تلك الشركات مسؤولية الكشف عن الانبعاثات الغازية الناتجة عن حرق غاز الشعلة.

وتشكل الحقول النفطية التي تشهد عمليات حرق غاز الشعلة جزءا رئيسيا من أنشطة هذه الشركات حيث تمثل حوالي نصف مجموعة استثمارات هذه الشركات الخمس في حقول النفط.

وبعد أشهر من الدراسات والتحاليل، وجدت بي بي سي أن هناك عشرات الحقول النفطية التي لا يعلن مشغلوها عن الانبعاثات الغازية فيها، ما يعني أن لا أحد يعلن عنها أي شيء.

وباستخدام بيانات الأقمار الصناعية الصادرة عن البنك الدولي التي تظهر مواقع اشتعال غازات الشعلة، تمكنا من تحديد الانبعاثات في كل موقع من هذه المواقع. وحسب تقديرنا أنه في عام 2021 لم يتم الإبلاغ عن ما يعادل نحو 20 مليون طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الصادرعن هذه المواقع، وهو ما يعادل الانبعاثات الغازية لنحو 4.4 مليون سيارة سنوياً.

وردا على ذلك، قالت الشركات النفطية الخمس إن الممارسة الصناعية الشائعة هي الإبلاغ فقط عن انبعاثات المواقع التي تديرها مباشرة.

بينما أوضحت كل من شل وإيني أنهما تقدمان رقما إجماليا للانبعاثات وهذا يشمل حرق الغاز في المواقع التي لا تديرها، لكنهما أضافتا بأن هذا الرقم غير مفصل أو غير مدرج في تعهدهما بخفض الانبعاثات بحلول 2030.

 

حرق الغاز وامراض السرطان

وأظهر تحقيق بي بي سي عربي أن حرق الغاز قد يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان للأشخاص الذين يعيشون بالقرب من حقول النفط في العراق.

ومنذ فترة طويلة يشتبه أبناء المناطق المحيطة ببعض أكبر حقول النفط العالمية في جنوب شرق العراق، وهي الرميلة وغرب القرنة والزبير والنهران عمر، في أن سرطان الدم لدى الأطفال آخذ في الازدياد، وأن حرق غاز الشعلة هو المسؤول عن ذلك.

 

في منطقة البصرة، ارتفعت حالات مرض السرطان بنسبة عشرين في المئة بين عامي 2015 و 2018، وفقا لتقرير مسرب لوزارة الصحة العراقية اطلع عليه قسم الأخبار في بي بي سي عربي.

شركتا بريتش بتروليوم وإيني هما المقاولان الرئيسيان في حقلي الرميلة والزبير النفطيين، ولانهما لا تديران الحقلين مباشرة، فإنهما لا تعلنان عن كميات الانبعاثات الغازية الناتجة عن حرق غاز الشعلة فيهما، كما أن المقاولين الفرعيين اللذين يشغلان الحقلين لا يعلنان عن ذلك.

في عام 2021 عمل قسم الأخبار في بي بي سي عربي على مدى أسبوعين مع خبراء البيئة والصحة بالقرب من مواقع الحقول الأربعة، لإجراء تحاليل لتحديد مستوى المواد الكيميائية المسببة للسرطان والمرتبطة بحرق الغاز .

وأظهرت تحاليل الهواء أن نسبة البنزين، المرتبطة بسرطان الدم وغيرها من أمراض الدم، وصلت إلى المستوى الوطني للعراق أو تجاوزته في أربعة مواقع على الأقل.

وبينت تحاليل عينات البول التي لدينا والتي شملت 52 طفلا أن 70 في المئة منهم لديهم مستويات مرتفعة من نفثول 2 الذي هو شكل من أشكال مادة النفثالين التي يشك بأنها تسبب السرطان.

وقالت الدكتورة مانويلا أورجويلا جريم، أستاذة سرطان الأطفال في جامعة كولومببيا: «إن لدى الأطفال مستويات عالية لافتة للنظر من هذه المواد ووضعهم الصحي مثير للقلق وينصح بمراقبتهم عن كثب».

 

مأساة فاطمة فلاح

عندما كانت فاطمة فلاح نجم في الحادية عشرة من عمرها تم تشخيص اصابتها بنوع من سرطان الدم والعظام يسمى بسرطان الدم اللمفاوي الحاد. ومعروف إن التعرض للبنزين يمكن أن يزيد من خطر إصابة الأشخاص بهذا المرض.

وقد عاشت فاطمة مع والديها وأشقائها الستة بالقرب من حقل الزبير النفطي، الذي تعاقدت الحكومة العراقية مع شركة إيني الايطالية على تطويره.

ولا تعلن إيني ولا الشركة الفرعية التي تدير الحقل نيابة عنها،عن كميات انبعاثات غاز الشعلة هناك.

ومعلوم انه لأسباب صحية، يحظر القانون العراقي حرق الغاز على مسافة أقل من ستة أميال (عشرة كم) من منازل الناس.

لكن الغاز في حقل الزبير مشتعل بشكل مستمر تقريبا على بعد 1.6 ميل فقط (2.5 كم) من منزل أسرة فاطمة.

وقد رسمت فاطمة «ألسنة النار» القريبة من منزلها، أثناء تلقيها علاجها الكيميائي. وقالت لنا إنها كانت تستمتع بمشاهدتها في الليل إذ أصبحت طبيعية بالنسبة لها، لكن بالنسبة لوالدها، كانت مشاهدتها وهي تمرض «مثل اشتعال النيران فيها دون أن أتمكن من إطفائها».

توفيت فاطمة في تشرين الثاني الماضي بينما كانت عائلتها تسعى بدون جدوى لإجراء عملية زرع نخاع لها. كانت في الثالثة عشرة من عمرها.

وعندما تم الطلب من شركة «إيني» التعليق على ذلك قالت إنها «ترفض بشدة أي ادعاء بأن أنشطتها تعرض صحة الشعب العراقي للخطر».

وأضافت بأنها لا تتحمل المسؤولية عن حرق الغاز في حقل الزبير من الناحية التعاقدية.

أما حقل الرميلة النفطي الذي يبعد 25 ميلا (40 كيلومترا) عن حقل الزبير، فيحرق فيه أكبر كميات غاز مرافقة لانتاج النفط في العالم.

ووفقا لحسابات بي بي سي فإن كميات الغاز التي تحرق في هذا الحقل وحده تكفي لإنتاج كميات من الكهرباء تفي بحاجة ما يقرب من ثلاثة ملايين منزل في المملكة المتحدة (بريطانيا) سنويا.

إن شركة بريتش بتروليوم هي المقاول الرئيسي لحقل الرميلة النفطي، وساعدت في إنشاء شركة الرميلة التي تدير الحقل تحت إشرافها، لكن لا تعلن أي منهما عن كميات الغاز التي يتم حرقها في الحقل.

وحسب معايير تشغيل شركة الرميلة التي وقعت عليها بريتش بتروليوم» يحق لأولئك الذين يتأثرون بمستويات التلوث التي تتجاوز الحدود الوطنية الحصول على تعويض قانوني».

 

ماذا قال علي حسين؟

لكن علي حسين جلود، أحد الناجين من سرطان الدم والبالغ عمره 19 عاما يقول إنه ووالده قوبلا بالصمت عندما طلبا تعويضات من بريتش بتروليوم في عامي 2020 و2021.

وقالت بريتش بتروليوم: «نشعر بقلق شديد من القضايا التي أثارتها بي بي سي، وسننظر في هذه المخاوف على وجه السرعة».

وحول التقرير المسرب عن السرطان في منطقة البصرة، قال لنا وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار إسماعيل: «أوعزنا لجميع الشركات المتعاقد معها والعاملة في حقول النفط بالالتزام بالمعايير الدولية».

وحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، إذا تم التقاط واستخدام كل الغاز الطبيعي المرافق لإنتاج النفط في العالم والذي يتم حرقه هدراً، فإنه سيعوض تسعة أعشار واردات أوروبا من الغاز الروسي.

وفقا للبنك الدولي يمكن أن يكون التقاط الغاز مكلفا في البداية وصعبا من الناحية الفنية، إذ تشير التقديرات إلى أن إنهاء جميع عمليات الحرق التي تجري في حقول النفط قد يكلف ما يقارب الـ 100 مليار دولار.

لكن مارك ديفيس، الرئيس التنفيذي لشركة كابتيريو التي تقدم المشورة لشركات النفط بشأن التقاط غاز الشعلة، قال لبي بي سي إن دولا مثل النرويج قد بينت أن ذلك ممكن عند اعتماد قواعد وتشريعات صارمة.

 

 

الصفحة الحادية عشر

 

وجع الذكريات

عنوان كتاب حميمي يخص حياة المناضل / الباحث النفطي والاقتصادي سامي أحمد ( 1934 – 2002 ) كتبته باخلاص عميق وذكريات مرة عبر السنين والعذابات والملاحقة والحياة القاسية ، زوجته السيدة ( عفيفة ثابت – ام دريد ) .

يتضمن الكتاب صفحات حية لمسيرة هذا المناضل الباسل الذي واجه السلطة السابقة وتنقل في سجن رقم 1 الرهيب ونقرة السلمان مع حياة شاقة عاشتها عائلة سامي أحمد واستشهاد ابنه وعدد من افراد اسرته .

الكتاب سيرة لرجل أخلص لقضيته وفكره وقلمه الى جانب وفاء نبيل من زوجته التي رافقت مسيرة حياته الصعبة وكتبت كتابها هذا باخلاص ونقاء نادرين .

الكتاب صدر عن دار الرواد / بغداد 2021 ، ويقع في 302 صفحة كبيرة  

 

 

عن الثورة والموقف وتشرين

عمر السراي

 

واذ قال ابراهيم ربي أرني كيف تُحيي الموتى،

قال أ ولم تؤمن ؟

قال بلى..

لكني.. كلما لمحت شابا بلحية جنوبية سوداء يتمشى في الكرادة،

أدرك أن تشرين لا تموت،

فصفاء السراي ينبض في ملامح كل الوطن.

 

******

مرةً حاول الحمام المزروع في جدارية فائق حسن أن يعبر جسر الجمهورية،

فجابهه الطغاة بالنار..

ولأن الحمام أعلى من أن يمسّه اللهب،

طار حتى وصل غيمةً مذاقها أحمر الألوان،

واستقر في العلم متدثّرا بثلاث نجمات سهرن مع الشعب منذ الليلة الماضية..

مرةً أحبَّ الهلالُ فلاحةً ريفيةً،

فنزل إليها،

وحوّل نفسه منجلاً بين يديها،

ومازال كلّما لاحت سنبلةٌ أمام وجهه في الحصاد،

تذكّر أنّه ترك أسنانه في السماء،

وبدلاً من أن يحزَّ خصرَها،

كان يقبّله ليعلن انتصار الفقراء على الجشعين..

مرةً أرادت رؤوسنا أن تستريح من الطَرق،

فحوّلت ملامحَها إلى أكفٍّ تُمسك مطرقةً،

وعلى عكس كل المطارق على تدقُّ على الرؤوس،

كانت رؤوس أهلي مطارق،

ولكم الآن أن تعرفوا الفرق بين مطارقَ تدقُّ على الرأس وبين رؤوس تتحول الى مطارق لتصنع المستقبل..

 

******

لست منتمياً إلى الحزب،

وآسف لذلك،

لكني شيوعي بالفطرة،

أوجّه وجهي خاشعاً حينما اقرأ البيان،

وأعاون ماركس وهو يعيد هرم هيكل ليجلس على قاعدته،

أنا من أهل الله،

الله الذي أعرفه كما عرفه آبائي الفقراء، حينما كانوا يوزّعون فائض القيمة على الجيران،

وهم يدركون أن فائض القيمة يختلف عن القيمة،

أنا كآبائي الفقراء

جنوبيٌّ مجنون،

لا أدّخنُ،

ولا أتعاطى،

لذلك بقيتُ مبرّأً من الأفيون

 

******

كلما لمحتُ اثنين محتجَّين صرتُ ثالثَهم،

وناديتُ لنكون أكثر، وأكثر، وأكثر..

وحينما سألتُ لماذا ؟

أجابني من هو أخبر مني،

أن لي حساً عاليا بالثورة،

وحالما ذكر الثورة تذكّرتُ الزعيم،

الزعيمُ الذي دفنوه في ماعون يُباع في سوق الميدان،

وكفّنوا جمهوريّته بالحنين إلى التاج،

لا أدري لماذا أكره مفردة التاج ؟!

ربما لأنها تذكّرني بالاستعمار،

أو ربما لأنها تذكرني بالملوك المزوّرين الذين إذا دخلوا قريةً سرقوها..

تذكرتُ..

لقد أوقفني غشيمٌ في زاوية القصاص متّهماً بالسلام، وحينما سألتُهُ عن هويته أخبرني بأن (تاج راسي) ضحكتُ، وأجبتُهُ..

نعم أنت تاجٌ لرؤوسنا، فرؤوسُنا صارت بالحضيض مذ عرفناكم.

 

******

أعلم ابني شهور السنة،

فأخبره أن رأس السنة يكون في الأول من تشرين الأول، وان عدّة كل شهر من الأيام خمسةٌ وعشرون يوماً،

وأن ما بين واحد تشرين وخمسة وعشرين تشرين أيامٌ شهيدةٌ وساعاتٌ شاهدة،

وأن تشرين حينما ينتهي يجيء تشرين آخر،

فشهور السنة الاثنا عشر كلها اسمها تشرين،

فلا تخف يا ولدي،

إن شعباً يستقبل القنابل الدخانية بمحض بطانية مبللة شعبٌ مزلزلٌ للطُغاة،

وإن شباباً يتوضّأون بأكياس المغذّي لن يجوعوا،

وأن جموعاً صنعت الجرف والساتر والخندق والحديقة والساحة واعتصمت بجبل أحد لن يعطوا المطعم خاوة، فدماؤهم الثائرة تشرين،

وغناؤهم تشرين،

وثباتهم تشرين،

فاحفظوا أيها الأولاد تاريخكم الأبيض،

ويا أيها المعلّمون،

استعينوا بتقاويم الثورة،

فالتاريخ ثورة لا تزول.

******

أرى خيماً نضجت، وقد حان وقت قطافها.. هكذا تحدّث القنّاص..

فأجابه المقنوص البطل؛

يركض عل قنابل جنها جكليت

ويحط دخانها بصدره ويقاتل

جذب يغفه وتنام العين بالبيت

لأن عنده وطن بيد الأراذل

 

******

أنا عمر السراي..

تشير هويتي بأني ولدت في الرابع والعشرين من تشرين الأول عام الف وتسعمئة وثمانين، ومنذ عام ثمانين الى عام الفين وتسعة عشر، لم يزد عمري الا يوما واحدا، فقد أصبحت تاريخ ميلادي هو الخامس والعشرون من شهر تشرين الأول، عام الفين وتسعة عشر، وسيظل كذلك.

نسخة منه الى رئيس الوزراء، ومديرية الأحوال العسكرية..

 

******

لستُ مؤمناً بما يكفي،

لذلك سأُلدَغ من كل جُحرٍ مرّتين..

وسأنسابُ مع الطرقات لأرى عينيكِ لؤلؤتين خلف خمار أبيض..

وسأهتف معكِ في ساحة التحرير: (نريد وطن)..

- وطنٌ يفتحُ قلبَه كما يفتح الجنديُّ القضبانَ في جدارية جواد سليم ليزرعنا وردتين وأغنية..

- وطنٌ يشبهكِ وأنتِ تسهينَ عن دروسكِ لترسمي صورتي فوق الملزمة..

- وطنٌ يُجابهُ المتظاهرين بقوس قزح..

- وطنٌ يطلقُ القنّاصةُ فيه من فوّهات بنادقهم الحامض حلو..

- وطنٌ قنابلُهُ الغازيةُ تذوب كالآيس كريم..

- وطنٌ نرفع له القبّعةَ حين لا نخافُ فيه من ألوان القُبّعات..

- وطنٌ لا أضطر أن أكون فيه مؤمناً بما يكفي، لأني أحبُّ أن أُلدغَ فيه من ضوء حُبّكِ مرّتين.

 

******

أحبك..

لذلك سأستمر بالتظاهر

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

* ديوان “حلويات” حزيران 2022

 

 

العالم رواية

الفضائح السياسية في رواية (ليل تشيلي)

محمد الأحمد

 

لعلها الرواية التي تعبر الأنهار والجبال والسهول كأي عمل عظيم يجوب العقول، ويحركها كتبها “روبرتو بولانيو” 1953- 2003م: تعد رواية “ليل تشيلي” اهم اعماله بعد رواياته “تعويذة”، رواية “رجال التحري المتوحشون”، “المنوّر”، و “2666”، المؤلف ولد في مدينة “سنتياغو”، وحصل على جائزتي “هيرالدي” عام 1998م،  و”رومولو جايجوس” عام 1999م. ترجمت أعماله إلى معظم لغات العالم. وكان من بين المهاجرين مع عائلته إلى المكسيك في 1968م، وعاد إلى بلده بعد الانقلاب العسكري على الرئيس “سلفادور ألليندي” المنتخب الذي اسفرت له الديمقراطية بالفوز التام. الذي لم يدم طويلاً، حيث قام الجنرال “بينوشيه” بانقلاب عسكري واعاد المجتمع إلى الديكتاتورية في سبتمبر/ ‏أيلول من عام 1973، يوم اقتحمت قواته القصر الرئاسي، واستطاعت ان تقتل الرئيس المنتخب وتمزيق جثته إرباً، بتأييد من كنيسة “الفاتيكان” التي تبدو وكأنها المبررة  لأعمال العنف كافة التي شهدتها قارة أمريكا الجنوبية. واحتساب “روبرتو بولانيو” من الأعداء، وتمّ اعتقاله بعد الانقلاب، لكنه تمكن من الهرب بعد ثمانية أيام. عائداً إلى المكسيك، وفي العام 1977 هاجر إلى إسبانيا حيث عمل في وظائف عديدة لكنه ثابر على كتابة الشعر، ولم يذع صيّته الا عندما كتب هذه الرواية “ليل تشيلي” فقدّم من خلالها أسلوبًا خاصًّا جعله كوريث من بين أعظم كتّاب أميركا اللاتينية.. (ألم تشبع غرائزك يوماً، ومن حولك لا يدعي النبوءة، والكمال. أين محطاتها التي لا يمكن أن يعبرها الكاتب المحايد- الرواية). فالمبدع الحَقُّ في جميع الظروف، لم يستسلم للضغوط، من أجل ان يبقى محايداً.. يحمل موقفاً من الحياة، (يعارض قولنا) “امبرتو ايكو”: -”الماضي هو الذي لم تحدثنا عنه كتب التاريخ بوضوح”، ويعارضه أيضا “تودوروف” في قول له “يبتكر الكتّاب المقتدرون عالماً متكاملاً من الخيال، وبعد حين يكتسب من الواقع ألوانه”. قالت الناقدة الشهيرة (سوزان سونتاج) عن الروائي في جريدة اللومند “أعمال “بولانيو” مُدهشة، مُتعددة الرؤى، لا يمكن تصنيفها، جعلت منه علامة بين كتاب أمريكا اللاتينية”. ذكرت (نيويورك تايمز) -”أفضل أبناء جيله. إنه يتحول إلى أسطورة بسرعة النيازك”. فما أشبهَ اليومَ بالبارحةِ، وما أقربَ المكانَ عن المكانِ، هذه الروايةِ الرائعة تتنَّبَأَ، وتخبرك جيّدا بتفاصيلٍ دقيقةٍ حول ما حدثَ هناك، وبات عليك أن تنتظر ليحدث عندك في بلدك، نتائجٌ محسومةٌ بنتائج ذلك الحدث المؤكد هي ذاتها استنتاجات لأخبار اليوم الذي أنت فيه، وسبق ان قرأت عنه بتفاصيله الدقيقة، وكلما كانت الرواية مُتقنَّة ستكشف لك عن مستقبل غامض تتمنى فيه انك لو قرأتها بدقّة في السابق لكنت قد وصلت الى نتائج لم تغفل عنها، ولو اعدّت قراءتها فأنها سوف تنبؤك بالذي يحدث عندك في المستقبل القريب والبعيد، تلك خصيصة الابداع وأحد أسرار الإتقانِ الروائي على الرغم من حيادتها، وتلك الصفّة الثانية التي تصعب على الراوي، ما لم يكن بمستوى الوعي بالتاريخ المدوّن والفرز بين ما جرى من تزيف للحقائق، وما يستنتجه العقل... كما أكد “جورج لوكاتش/ في تحطيم العقل”..

قارئ هذه الرواية المدهشة تفاجئه ليتساءل: كيف يلمّ الروائيون الكبار بكل تلك الاحداث بتفاصيلها الدقيقة التي حدثت وتحدث. رؤية تخترق ما حجب عنا، وقراءتها في رواية “ليل تشيلي”. رواية تبدد الأوهام وتشرح كيفية البوح عن الوعي بحركية التاريخ، كخطاب عميق الأثر. لقد رصد الكاتب “روبرتو بولانيو” عبر تدوين تلك النقائض المؤدية الى صراعات خطيرة، عبر شخصية مثيرة للجدل اخترعها كبطل لروايته شخصية الكاهن وعلاقاته الدقيقة مع من يَتَعبَّد ، ليقدّم صورة عن تلك الفترة من تاريخ تشيلي: مجتمع المثقفين، السلطة، الكنيسة، ومن جانب يختار البعض من قصائد الشاعر المعروف “لوركا”، ويبدأ بقراءة أخرى مختلفة عما كان يحب قراء “لوركا”.. جدلٌ عقيمٌ بين العقل المتحرر والعقل المصادر “تحت يافطة ايديولوجية زائفة”... الفكرة تريد العودة تعرض الأفكار المتقدمة، بغيّة اظهار خلفية ظلام الإيديولوجية السقيمة بالسخرية المبطنة حيث يرسم الكاتب شخصياته بقلم دقيق ويرصد مصائرها في عمله الذي يمثّل تأريخاً موازياً للوثيقة التاريخية التي تكشف بكل جدية لنا المنطق المنمق للعهر السياسي. (الفنانون يضحكون، يشربون، يرقصون، بينما في الخارج، في تلك المنطقة من سانتياغو ذات الشوارع الكبيرة الخالية، يسري حظر التجوال- الرواية). وعلى الرغم من “سباستيان أوروتيا لاكروا” كناقد أدبي وشاعر متواضع الموهبة ، يدخلنا بواسطته الى حديقة الكلمات التي تبتكرها النخبة السياسية وهي تؤكد علانية وبواسطة خطابات علنية تحملها خطابات بياناتها الولائية حيث يتحول العالم الى جهة طامعة في مجمل منهجها. “ليل تشيلي”   رواية مهمة جدا لأنها تسلط الضوء على الدُمية التي وصلت الى سدة الحكم (ماهي الا دُمية من قشٍ، أو فزاعة حقل لا تحرك ساكنا الا على وفق ما هو مرسوم لها).. تتسم الرواية بالعنف عقب الانقلاب العسكري الذي قام به “بينوشيه” (وما مارسته قواته من تعذيب واستخدام الاغتيال السياسي والإخفاء القسري، وإقصاء أي معارضة بالقوة، ووصل حد جرائمه السياسية إلى قتل 3 آلاف واعتقال 40 ألفاً آخرين طوال فترة حكمه - الرواية)، لقد عمد المؤلف الى كسر نمطية التقنية الروائية في تسلسل الأحداث وربطها ببعض ولم يقدمها بوصفها حكاية متتابعة عبر فصول كما عهدناها في الروايات السائدة، عمد الروائي الى تدمير عناصر الربط الشكلية للرواية وتعمَّد ان يكون مبتعدا عن الوضوح مكتفيا بالتلميح بلغة شعرية (المناهضون كانوا يمرون على قبو جيمي، حيث كان يقوم باستجوابهم، كان يستخرج منهم كل المعلومات الممكنة، وبعد ذلك كان يرسلهم إلى مراكز اعتقال أخرى - الرواية).. لقد عهدناه كاتبا خارجا على الأنماط الروائية السائدة، وكان يمازج السرد بالشعر.

 عن “روبرتو بولانيو” سبق ان صدر له خمسة دواوين شعرية امتازت هي ايضاً بلغة ساخرة من القامعين والضحايا أنفسهم. شخصياته الاخرى في الرواية: السيدين “بعر”، “وهرك” وممكن قراءة الاسمين بعد عكس الحروف “رعب” و”كره” حيلة لغوية استخدمها المؤلف ليمرر رسالته الواضحة الى القارئ بانها رواية في صلب الثقافة، واسرار الأدب، مؤكدا فيها على “النفاق الثقافي” الذي يقوم به انصاف المثقفين في مسيرة أحداث حقيقية

الصفحة الثانية عشر

 

في ذكراها الثالثة.. «تشرين تتجدد» في المنتدى العمالي للشيوعيين العراقيين

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

 

إحياء للذكرى الثالثة لانتفاضة تشرين، عقد المنتدى العمالي الثقافي التابع إلى اللجنة المحلية العمالية للحزب الشيوعي العراقي، صباح أول أمس الجمعة في بغداد، ندوة حول الانتفاضة ووقائعها ومآلها.

وضيّف المنتدى في الندوة كلا من الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الشاعر عمر السراي، وعضوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيقة انتصار الميالي، والناشط المدني أصيل عبد الأمير، وعضو اتحاد الطلبة العام عبد الله غالب.

الندوة التي التأمت على “قاعة الشهيد الصرّاف” في مقر الحزب الشيوعي بساحة الأندلس، حضرها عدد من قيادات الحزب وأعضائه إلى جانب جمع من المثقفين والمهتمين بالشأنين السياسي والاجتماعي.

وبعد أن رحب مدير الندوة الإعلامي بسام السينمائي بالحاضرين، ودعاهم إلى الوقوف إكراما لشهداء الانتفاضة والوطن، اشار الى اعتذار الشاعر يحيى السماوي ود. اسماء جميل لعدم تمكنهم من حضور الندوة، وقدم الشاعر عمر السراي الذي قدم ورقة تناول فيها دور المثقف في الحراك الجماهيري.

وقال أن انتفاضة تشرين هي امتداد مستمر للحراك الجماهيري “لذلك لا أضع أمام اسمها كلمة ذكرى، لأن الذكريات عادة ما تربطنا بالقضايا المتحفية، وكأننا طوينا مرحلة وتوجهنا إلى مرحلة جديدة”، جازما بأن “أهم مفصل من مفاصل العراق بعد 2003 هو انتفاضة تشرين”.

وأوضح السراي ان “ما جرى في اليوم الاول من تشرين عام 2019 ، ما كان له ان يكون لولا التمهيد الفكري والشعبي الذي قاده الوعي الجماهيري منذ عام 2009، مرورا بعام 2010، عندما امتد هذا التنظيم ليتوج في عام 2011 بنشاط انتفاضي حقيقي وصراع لقوى حرة ضد قوى تمثل السلطة. لذلك كانت انتفاضة تشرين محملة بالوعي المتراكم، وجاءت طبيعية غير مصنوعة”.

وعن دور المثقف، قال أنه “دور تنويري. وأن التراكم الثقافي والتبشير الدائم بالتغيير والانتفاض هو ديدن المثقف العراقي منذ عشر سنوات قبل تشرين”، مشيرا إلى أن “هناك دورا كبيرا للمثقفين في انتفاضة تشرين، عن طريق خيمات الادباء والفنانين والمحامين والاطباء والزراعيين، وخيمات القوى المدنية والأحزاب المقبولة من الجماهير”.

وتوّج الشاعر السراي مداخلته بالقاء قصيدته المعروفة عن انتفاضة تشرين، والتي كان قد ألقى جزءا منها السنة الماضية في حفل افتتاح المؤتمر 11 للحزب الشيوعي العراقي ببغداد، والتي ننشر اليوم نصها الكامل على صفحة “ثقافة”.

بعدها قدم مدير الندوة الرفيقة انتصار الميالي الت يتحدثت عن دور المرأة في انتفاضة تشرين، وقالت أن “المرأة كانت حاضرة في الانتفاضة رغم التحديات التي واجهتها، ومشاركةً في كل الادوار. وقد أوصلت رسالة إلى كل العالم على المستوى الوطني والاقليمي والدولي.. رسالة رُسخت وحُفرت في الذاكرة ولم تمح عن الصور البطولية في الانتفاضة”.

وتطرقت إلى دور المرأة في التظاهرات خلال الأعوام السابقة وصولا الى تشرين. ووصفتها بـ “نبض الاحتجاج وروح الحرية”.

وتابعت أن “المرأة المنتفضة تعرضت للتهديد والتشهير والاختطاف والقتل، لكنها رغم ذلك لم تضعف، فواصلت مشاركتها في التظاهرات متصدية ومحطمة كل القيود”.

وأوضحت الرفيقة انتصار أن “المرأة في الانتفاضة لم يقتصر دورها على الأنشطة البسيطة كالطبخ وتقديم الخدمات للمتظاهرين، بل انها كانت في خط المواجهة الاول، وتعرضت الى الرصاص الحي والقنابل الدخانية. كما انها قامت بإسعاف المصابين ونقل الشهداء”، مؤكدة أن “المرأة كانت لها خيمات في جميع ساحات الاحتجاج، في بغداد والمحافظات، ومنها (الخيمة العراقية) في ساحة التحرير. كما أنها (المرأة) كانت قائدة للمسيرات وسور سلام بين المتظاهرين وجماعات القمع”.

وتحدث في الندوة أيضا الناشط المدني أصيل عبد الأمير، الذي ألقى الضوء على دور الحزب الشيوعي العراقي في انتفاضة تشرين. وقال أنه “كان للشيوعيين العراقيين دور كبير في الاحتجاجات السلمية. إذ يتحدث الناس عن تنظيمهم وسلميتهم ومحافظتهم على الاملاك العامة والخاصة، ما ساعد على نشر الثقافة الاحتجاجية وزيادة الوعي الجماهيري”، مشيرا إلى أن “الحزب عمل على تشكيل مختصات وتجمعات للحراك الشعبي، وشارك في أغلب الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات التي قام بها العمال والطلبة والكوادر التدريسية وغيرهم من الشرائح، منذ عام 2015 وما بعده.. كل ذلك كان تمهيدا لانتفاضة تشرين، التي كان الرد الحكومي عليها عنيفا وقاسيا”.

آخر المتحدثين في الندوة، كان عضو اتحاد الطلبة عبد الله غالب، الذي تطرق إلى دور الحراك الطلابي في انتفاضة تشرين.

وبيّن أنه “على مدار التاريخ، كانت الحركات الطلابية هي الابرز والانضج والمحرك للتغيير. فحراك تشرين لم يكن حديثا أو ناتجا عن الانتفاضة، وإنما سبقها بثورة القمصان البيض التي انطلقت في جامعة المثنى وحرّكها اتحاد الطلبة العام لمنع دخول الفاسدين الى الجامعة”.

وأشار إلى أن الاضراب الطلابي ساهم في دعم الانتفاضة وأدخلها إلى الفضاء الوطني الأوسع، مستذكرا دور طلبة الدراسات القانونية والحقوقية في العمل على القضايا القانونية المرتبطة بالانتفاضة، ودور طلبة المجموعة الطبية في إسعاف جرحى التظاهرات وتقديم الخدمات الصحية للمنتفضين.

وفي الختام، حثّ عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق عمار البياتي الذي كان بين الحاضرين، رفاقه على التعبئة الجماهيرية للمشاركة في إحياء ذكرى الانتفاضة. 

 

 

«مهرجان العنب» في دهوك.. تسويق وتعارف وسباق على أكبر العناقيد

دهوك – وكالات

شهدت دهوك أخيرا، فعاليات الدورة 15 لـ “مهرجان العنب” السنوي، الذي يجمع العشرات من أصحاب مزارع العنب في هذه المحافظة الشهيرة بزراعته وإنتاجه.

وشاركت في المهرجان الذي أقيم في الهواء الطلق بمركز المحافظة، 40 مزرعة متخصصة في إنتاج العنب ومشتقاته. كما حضرته المئات من الزائرين الذين أقبلوا على شراء هذه الفاكهة المحببة لهم، وغير ذلك من المنتجات مثل العنب المجفف.

وبحسب اللجنة المنظمة له، يهدف هذا المهرجان الذي استمر أياما عدة، إلى مد جسور التواصل بين المزارعين والمشترين والتجار.

 وفي أروقة المهرجان، عرض المزارعون المشاركون إنتاجهم من أنواع العنب المختلفة، على طاولات شبه مستديرة. وقد وصل عدد الأصناف المعروضة إلى نحو 100 صنف، أشهرها “السنجاري” و”الزرك” و”الطائفي” و”الحلواني” و”الخاتوني” و”المون دروب” و”أصابع الساحرة”، وغير ذلك من الأصناف المحلية التي تتباين حسب شكلها وحجمها ولونها وموسم قطافها.

وتفيد الأرقام الرسمية الصادرة عن مديرية زراعة دهوك، باحتواء المحافظة على 38 ألف دونم من الأراضي المزروعة بالعنب، التي يقدر انتاجها السنوي بـ77 ألف طن.

يقول زبير أحمد، وهو أحد المزارعين المشاركين في المهرجان، إنه يستطيع إنتاج أكثر من 5 أطنان من العنب سنوياً، مضيفا في حديث صحفي أن “حقلي ينتج أجود أنوع العنب، وأحياناً يصل وزن العنقود الواحد إلى 3 كيلوغرامات”.

وتمكنت كلية الزراعة في دهوك، بالتعاون مع بعض المزارعين، من إنتاج 12 صنفاً جديداً من العنب، غير متوفرة سوى في هذه المحافظة.

ورغم جودة المنتجات التي طرحت في المهرجان، يؤكد عدد من المزارعين تضرر المحصول بسبب نزوح كثير من السكان من نحو 500 قرية في مناطق شمال أربيل وشرق دهوك، هرباً من العمليات المسلحة لعناصر حزب العمال الكردستاني التركي المعارض، الذي يتخذ من المناطق الحدودية مقراً له منذ سنوات.

وتغرق الأسواق العراقية بأنواع من العنب المستورد، والتي يطغي عليها العنب الإيراني، ما يجعل موضوع تسويق المحصول من أكبر الهموم التي يواجهها المنتجون المحليون.

وإلى جانب العنب، تضمن المهرجان جناحاً خاصاً بالنحّالين، يقدم أنواعا مختلفة من العسل المحلي.

 

 

«مكتبة الطفل» في ضيافة  «الفانوس السحري»

 

بغداد – مروة فاضل

 

ضيّفت “سينما الفانوس السحري” في بغداد، صباح الثلاثاء الماضي، أطفال “مكتبة الطفل” التابعة إلى رابطة المرأة العراقية في مدينة الثورة (الصدر)، وذلك ليشاهدوا فيلم الرسوم المتحركة “الأرنب وكيس التفاح”.  وبحضور المديرة العامّة لدار ثقافة الأطفال د. ابتهال خاجيك، شاهد الأطفال الفيلم الذي يعد من الأفلام التربوية الداعية إلى التعاون والإخلاص وحب الخير للجميع. وبعد انتهاء الفيلم، أجري حوار تفاعلي حول أحداثه، بين الأطفال والفنانة سارة حمود من قسم الفنون الدرامية في دار ثقافة الأطفال.   وفي الختام جرى توزيع نسخ من مجلتي “مجلتي” و”المزمار” وغيرهما من مطبوعات الدار، على الأطفال.

 

 

مسرحية عراقية  تحصد 4 جوائز في الإسكندرية

 

بغداد – وكالات

حصدت المسرحية العراقية “بلاك بوكس” أربع جوائز في مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي (مسرح بلا إنتاج) بدورته الـ 12، التي أسدل الستار عليها مساء الخميس الماضي في قصر ثقافة الأنفوشي بمدينة الإسكندرية.

والمسرحية التي قدمتها الفرقة الوطنية للتمثيل، من إنتاج قسم المسارح في دائرة السينما والمسرح، ومن تأليف وإخراج ماجد درندش وتمثيل كل من خضير أبو العباس، طه المشهداني، حيدر عبد ثامر، بسمة ياسين، حسين مدوحي وعلي عادل.

وحصل مؤلف المسرحية على جائزة أفضل نص مسرحي. أما الفنان حسين مدوحي فقد قطف جائزة أفضل ممثل. وذهبت جائزة أفضل إضاءة إلى مصمم إضاءة العمل عباس رحيم، فيما قطفت ندى طالب جائزة أفضل مكياج أيضا عن المسرحية.

وحملت دورة المهرجان التي انطلقت يوم الجمعة 23 أيلول الفائت، اسم الممثل الراحل سمير غانم.

 

شاب يحيي آثار نينوى المدمرة في جداريات طينية

 

متابعة – طريق الشعب

في إطار المحاولات الفردية لإعادة إحياء الآثار العراقية المدمرة وأرشفتها وحفظها وترسيخها في ذاكرة الأجيال، أقدم النحات الشاب خالد العبادي على إنشاء جداريات طينية تجسد تلك الآثار، في ورشته بمدينة الموصل.

يقول العبادي في حديث صحفي، أنه خلال فترة احتلال إرهاب داعش مدينة الموصل، كان يتجوّل مع زميل له في المناطق التراثية والأثرية، ويشاهدان التماثيل والبوابات القديمة التي أزيلت أو هدمت بمعاول التنظيم الإرهابي، الأمر الذي كان يثير انزعاجهما وحزنهما. ويضيف قائلا، أنه قرر بعد ذلك أن ينفذ جداريات طينية يجسد فيها تلك المعالم الأثرية المدمرة، كي يذكر الأجيال الحالية، ويعرّف الأجيال القادمة، بتاريخ نينوى وشواخص مدينتها الآشورية القديمة.  وتعكس جداريات العبادي تاريخ نينوى الطويل من الفترة الآشورية حتى فترة إرهاب داعش، وتجسد أسودا رافدينية ومركبات قديمة وطيورا، وملوكا آشوريين.  ويعرض هذا النحات نتاجه الفني البالغ 20 جدارية، في فناء بمدينة الموصل القديمة، التي تعرضت إلى أضرار كبيرة على أيدي إرهاب داعش وخلال الحرب.

العبادي، الحاصل على الماجستير في الفنون التشكيلية – قسم النحت، يسعى إلى تذكير العراقيين بالأحداث التاريخية التي شهدتها نينوى. وبهذا الصدد يقول أنه “نفذنا تصميما يسرد تاريخ العراق منذ الزمن الآشوري إلى زماننا هذا، ووضعنا لكل فترة زمنية جدارية أو شكلا يحاكيها. فبدأنا من البوابة الآشورية وكأننا ندخل من خلالها إلى الزمن الآشوري وما بعده”.

ويقوم العديد من الفنانين الشباب بإزالة آثار الدمار عن جدران مدينة الموصل القديمة، وتزيينها بجداريات تنبض بالحياة وتعيد للسكان ذكريات ماضي مدينتهم الجميل، وتحيي في نفوسهم الأمل في مستقبل أفضل.

 

 

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

 

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

   الرفيق هاشم نعمة من هولندا مليون دينار

الرفيق حسن حمود مليون ومائة وخمسة وسبعون الف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين

 

 

البصرة

«نادي القراءة» يفتتح فرعا لمناقشة الكتب الانكليزية

 

البصرة – باسم محمد حسين

 

افتتح “نادي القراءة” في البصرة، وهو مؤسسة ثقافية مستقلة وغير ربحية، أخيرا، فرعا متخصصا في مناقشة الكتب الصادرة باللغة الإنكليزية. وجاء هذا الفرع إضافة لفروع النادي الثلاثة الأخرى، وهي: “دار سوباط” المعنية بإقامة الأمسيات الثقافية والاحتفاء بالمبدعين ونشر الوعي الثقافي بشكل عام، و”فرع المدارس” المعني بإقامة دورات تقوية منهجية للطلبة، فضلا عن “فرع الجامعات” الذي يهتم بتطوير الإمكانات العلمية للطلبة الجامعيين. 

وعقد فرع اللغة الإنكليزية الأسبوع الماضي أولى حلقاته النقاشية، وذلك بالتعاون مع “مركز الألعاب” العائلي في البصرة، وعلى قاعته.

وحضر الحلقة التي أدارها الأستاذ نورس الحمداني، جمع من الشباب المهتمين بقراءة الكتب الإنكليزية، وبتطوير مهاراتهم اللغوية.

مديرة “نادي القراءة” الأكاديمية سهاد عبد الرزاق، قالت لـ “طريق الشعب”، أن الحلقة النقاشية تناولت مؤلفات الكاتب الأسكتلندي آرثر كونان، المعروف بقصصه البوليسية وبطلها المحقق شرلوك هولمز. وبيّنت أن فرع اللغة الإنكليزية يهدف إلى تطوير هذه اللغة بين الشباب، وتحفيزهم على مطالعة الكتب.