اخر الاخبار

نشرت جريدة “اليونغه فيلت” الألمانية في 13 أيلول حوارا مع يون هي سوك زعيم الحزب التقدمي في كوريا الجنوبية حول مؤتمر الحزب الأخير في 8 - 10، وسعي الحزب للفوز في الانتخابات البرلمانية العامة في العام المقبل، لكسر نظام الحزبين المهيمن على الحياة البرلمانية في البلاد، واهمية الحوار تكمن في القاء الضوء على التطورات الجارية في البلاد ودور اليسار فيها، وفيما يلي اهم ماورد في هذا الحوار.

المؤتمر الأخير

كان مؤتمر الحزب بمثابة مهرجان سياسي يهدف الى تقديم برنامج التقدمي ومنح الناس الأمل في مجتمع جديد. تم عقده لأول مرة في عام 2009 من قبل حزب العمل الديمقراطي، سلف الحزب التقدمي، وقد حافظ الحزب على هذا التقليد منذ ذلك الحين. ويسعى الحزب التقدمي إلى إنشاء دولة للعمال والمواطنين في مجتمع كوري، موجهة نحو الحفاظ على حقوق الملكية ونظام الشركات المساهمة المحصورة في افراد عائلة مالكة للشركة، والذي يعرف بـ “التشيبول”، الذي تطلق عليه بعض وسائل الاعلام اليسارية (الاحتكارات الرأسمالية ذات الخصائص الكورية الجنوبية). واعتماد سياسة تقدمية تشكل قوة دافعة في تحول المجتمع الكوري الجنوبي.

حصل الحزب التقدمي على المرتبة الثالثة في الانتخابات المحلية التي أجريت العام الفائت. وكان هدف التحضيرات التي سبقت المؤتمر تنصب على تحويل الحزب الى حزب “بديل” يمكن للشعب أن ينتخبه في الانتخابات العامة المقبلة. وتضمن برنامج المؤتمر “مناقشة القضايا الاستراتيجية الكبيرة” بشأن الانتخابات البرلمانية، ومناقشة الأجندة السياسية، مثل موضوعات عدم المساواة ونمط العيش والمناخ، وكذلك ”المهرجان السياسي”، حيث أكد مرشحون الحزب لخوض الانتخابات وجميع أعضاء الحزب عزمهم على الفوز في الانتخابات العامة 2024.

سبل الفوز بالانتخابات

على عكس الأحزاب الأخرى، يركز الحزب التقدمي على ضرورات الحياة الحقيقية ونضالات الناس العاديين. ويقوم أعضاء الحزب بحملة على المستوى الشعبي من أجل نقل مجاني، وحقوق إسكان أفضل وأسعار فائدة أقل على القروض. وسوف ينعكس الفارق بين سياسة الحزب والأحزاب المهيمنة في البلديات ومجالسها المحلية. ويقف الحزب التقدمي في طليعة العمال والفلاحين والفقراء والشباب والنساء ويسعى جاهدا لتحقيق التضامن والسياسات التقدمية. وسوف تقدم رؤية الحزب المبنية على مجتمع كوري متساوٍ وبيئي ولا مركزي وسلمي. ولكي تبدأ كوريا الجديدة بوضع حد للاستقطاب والتفاوت الاجتماعيين: فلا بد من إزالة التفاوت في الثروات، والتفاوت في الدخل، والتفاوت في الفرص.

نظام الحزبين

يفرض النظام الانتخابي الحالي هيكلياً نظام الحزبين، ويعيق نمو الأحزاب الصغيرة ويجعل من الصعب على الفئات المهمشة تمثيل مصالحها سياسيا. ولا يستطيع الحزبان الرئيسيان تغيير أي شيء، سوى تبادل الأدوار مرة في الحكومة، وأخرى في المعارضة. في عام 2016، أطاح الشعب، بتظاهرات حاشدة، عرفت بتظاهرات الشموع بنظام بارك غيون الذي عمق سياسات الليبرالية الجديدة، وخصص السلطة السياسية. لكن الحكومة التي أعقبت الاحتجاجات فشلت في الإصلاح، ما أدى إلى ظهور حكومة يون سيوك يول الحالية.

ولا يمكن بناء كوريا جنوبية جديدة إلا إذا ظهرت قوة سياسية جديدة قادرة على كسر نظام الحزبين. وفي الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في العام المقبل، سوف يبرز الحزب التقدمي كقوة سياسية قادرة على تعزيز الحقوق الأساسية للعمال والمزارعين وتوسيع المسؤولية العامة ومسؤولية الدولة في قطاعات الإسكان والتعليم والرعاية الصحية.

العلاقة بين الكوريتين

العلاقات بين الكوريتين في أدنى مستوياتها. وتفرض حكومة يون سوك يول تحالفا عسكريا ثلاثيا مع الولايات المتحدة واليابان على الشعب الكوري الجنوبي دون مراعاة الوضع في البلاد. إن الرئيس يقوض المصلحة الوطنية من خلال إذعانه لتوجهات الولايات المتحدة الامريكية في استخدام شبه الجزيرة الكورية كقاعدة لتهديد الصين عسكرياً، ومنح اليابان الحصانة عن جرائم الحرب السابقة التي ارتكبت في كوريا الجنوبية، ودعم إطلاق مياه الفضلات النووية في فوكوشيما.

ومن المفيد الإشارة الى ان الرئيس الكوري الجنوبي، وقبل انتخابه في أيار 2022، أكد أن الدعاية المناهضة للشيوعية ستلعب دورًا رئيسيًا في عهده. وقبل ثلاثة أشهر من التصويت، قال في تجمع انتخابي إنه لا أحد يكره الشيوعية أكثر منه. ومع ذلك، فإن حملة يون الأخيرة تستهدف على وجه التحديد اليسار في البلاد تحت عنوان “القوى المناهضة للدولة”. وقد أعلن ذلك في 28 حزيران في احتفال سنوي لاتحاد الحرية الكوري. وبمناسبة الاحتفال بالذكرى 78 للتحرر من الحكم الاستعماري الياباني، واصل يون خطابه الدعائي، في الحديث عن استمرار القوى “المناهضة للدولة” التي اتبعت الشيوعية الشمولية بشكل أعمى على قيد الحياة وفي صحة جيدة، وانها تنشر الدعاية وتغرق المجتمع في الاضطرابات، مستفيدة من الحريات والحقوق المتاحة بموجب القانون.

عرض مقالات: