اخر الاخبار

جمهورية هندوراس هي أحد بلدان أمريكا الوسطى. تحدها من الغرب غواتيمالا، ومن الجنوب الغربي السلفادور، ومن الجنوب الشرقي نيكاراغوا، ولديها في الجنوب سواحل على المحيط الهادئ، وفي الشمال مدخل واسع إلى للبحر الكاريبي.

كانت هندوراس موطن لعدة ثقافات هامة، أبرزها ثقافة مايا، قبل أن يتم احتلالها من قبل إسبانيا في القرن السادس عشر. وتسود فيها الثقافة الإسبانية الكاثوليكية الرومانية واللغة الإسبانية، التي امتزجت مع الثقافة الأصلية. ونالت هندوراس استقلالها في عام 1821، وعانت باستمرار الكثير من الصراع الاجتماعي وعدم الاستقرار السياسي، وتبقى واحدة من أفقر البلدان في نصف الكرة الغربي.  تبلغ مساحتها قرابة 112492 كم 2 ويسكنها أكثر من 10 مليون نسمة. وتمتلك موارد طبيعية غنية، بما في ذلك المعادن المختلفة، القهوة، والفواكه الاستوائية، وقصب السكر، فضلا عن صناعة المنسوجات المتنامية.

في 27 كانون الثاني 2022 تسلمت رئيسة الجمهورية الجديدة زيومارا كاسترو، وزعيمة حزب الحرية وإعادة التأسيس اليساري مهام منصبها، مدعومة من تحالف من الأحزاب والمنظمات والحركات الاجتماعية، وتواجه حكومة اليسار جملة من المهام الصعبة من بينها: وقف نهب الأراضي وتلبية مطالب الفلاحين والسكان الأصليين. وتواجه كاسترو معارضة يمينية متطرفة، إلى جانب القوات المسلحة والولايات المتحدة.

محاولات العودة للسلطة

لقد خسرت “دولة المخدرات” وممثلوها من الحزب الوطني انتخابات 2021، لكنها لا تزال تتمتع بنفوذ كبير في هندوراس وفي أجهزة الدولة. تريد النخبة الاقتصادية في البلاد العودة إلى السلطة السياسية، ولهذا السبب نظمت المعارضة منذ اليوم الأول لحكومة الرئيسة اليسارية زيومارا كاسترو، عمليات إغلاق الطرق، والإضرابات في شركات النقل العام وسيارات الأجرة، والمضاربة على المواد الغذائية الأساسية، وما إلى ذلك. وإثارة المخاوف من „الاشتراكية”. تكافح الحكومة اليسارية الليبرالية الجديدة، وضد عمليات الخصخصة خلال   العقود الثلاثة الماضية، وتعمل من أجل رعاية صحية وتعليم أفضل، وضد الفقر.  وعلى الرغم من ان الاشتراكية ليست على جدول العمل، لكن الأوليغارشية لا تزال قادرة على تعبئة أجزاء من المجتمع ضد الحكومة من خلال هذه الحملة. لقد نجح اليمين في خلق تحالف بين الحزبين اللذين حكما هندوراس لمدة 100 عام: الحزب الوطني والحزب الليبرالي. وبالإضافة إلى ذلك، هناك الآن سلفادور نصر الله كشخصية بارزة في المعارضة، وهو مقدم برامج تلفزيونية سابق، ومعاد للشيوعية، وصديق للدكتاتور التشيلي السابق أوغستو بينوشيه.

خلال فترة دكتاتورية المخدرات، وهي فترة حكومة الحزب الوطني بعد الانقلاب العسكري في عام 2009، انضم إلى المعارضة أشخاص لديهم مجموعة واسعة من الأفكار السياسية. وكان نصر الله مرشح المعارضة عام 2017 وخسر الانتخابات الرئاسية بسبب التزوير. وبعد أن كان متقدما بالفعل بـ 5 في المائة من أصوات الناخبين، تعطلت أنظمة الكمبيوتر فجأة وكان هو الخاسر في الانتخابات. ثم طلب “النصيحة” في واشنطن، ومن المفاجئ أنه تواصل مع زيومارا كاسترو قبل انتخابات 2021. وتنازل عن الترشح لمنصب الرئاسة، وبدلاً من ذلك تم تعيينه أحد نوابها، لكن نصر الله متأثر بالتأكيد بمن يعتبرون هندوراس مستعمرة للولايات المتحدة.

التحذير من انقلاب محتمل تحذر الحكومة دوما من انقلاب يميني بدعم امريكي، والحقيقة أن شبح الانقلاب يجوب سماء البلاد، منذ تسلم رئيسة الجمهورية اليسارية مهام منصبها. يحظى اليمين بدعم الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت سفيرة الولايات المتحدة في هندوراس سفيرة لدى نيكاراغوا في عام 2018 خلال الاحتجاجات ضد حكومة دانييل أورتيغا، واليوم هناك صور على وسائل التواصل الاجتماعي، تجمع المعارضة اليمينية بالسفيرة الامريكية.

إنجازات الحكومة

مرت قرابة 18 شهرا على تسلم الحكومة لمهام عملها، وخلال هذه الفترة قطعت الحكومة شوطا هاما على طريق اصلاح النظام القضائي، لإنهاء الإفلات من العقاب. لقد قُتل العديد من النشطاء الذين ناضلوا ضد مصالح الشركات المتعددة الجنسيات ولم تتم إدانة أي من القتلة على الإطلاق. والإصلاحات تسير بنجاح أيضا، يهدف توفير حاجة جميع السكان من المياه، وبناء بنى تحتية حديثة. ان أحد أهداف الحكومة هو الحد من الهجرة، ومعظمها إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو إسبانيا، وخلق آفاق جديدة في البلاد. لكن ذلك صعب لأن حكومة الحزب الوطني خلفت مديونية هائلة، بحجة مكافحة الفقر، وعمليا تصاعدت نسب الفقر في عهد الحكومة السابقة؛ إذ يعيش قرابة 75 في المائة من السكان في فقر، و50 في المائة بفقر مدقع.

عرض مقالات: