اخر الاخبار

فاز ستيفانوس كاسيلاكيس، المستثمر المصرفي السابق في بنك غولدمان ساكس والذي لا يتمتع بأي خبرة في السياسة اليونانية، في الجولة الثانية من الانتخابات الداخلية لحزب اليسار اليوناني (سيريزا – التحالف التقدمي)، حزب المعارضة الرئيسي في اليونان. ويأتي انتخابه بعد استقالة زعيم الحزب السابق أليكسيس تسيبراس، الذي قاد الحزب لمدة 15 عاماً، على إثر هزيمة الحزب في الانتخابات البرلمانية العامة الأخيرة. حصل على 56,69، مقابل 43,31 في المائة لمنافسته.

واستطاع كايسلاكس هزيمة منافسته، وزيرة العمل اليونانية السابقة إيفي أتشتسوغلو أول امرأة تترشح لمنصب الرئاسة، وعدت في البداية المرشحة الأوفر حظا. ولقد اعتبر الكثيرون فوز كاسيلاكيس وطريقة ترشحه لقيادة الحزب حالة غريبة في عالم اليسار. لقد حصل زعيم الحزب الجديد في جولة الانتخابات الأولى على 45,04، مقابل 36,21 في المائة لمنافسته. وجاء ثالثا بفارق كبير وزير المالية اليوناني السابق، وممثل التيار الماركسي في الحزب إقليدس تساكالوتوس بنسبة 8.78 في المائة.

من هو ستيفانوس كاسيلاكيس؟

مواليد أثينا عام 1988، هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع والديه، وهو ابن رجل أعمال وأم تعمل طبيبة أسنان. حصل على شهادات جامعية في ولاية بنسلفانيا في التمويل والسياسة الدولية. قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2008، عمل كمتطوع ضمن طاقم السيناتور آنذاك والرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن. وفي سن الحادية والعشرين، وجد وظيفة في بنك غولدمان ساكس حيث عمل في مجال الاستثمار لمدة خمس سنوات في السنوات التي كان فيها حزب سيريزا يخوض معركة مريرة ضد الابتزاز من المراكز المالية العالمية. ثم أصبح رجل أعمال وأسس شركة شحن ناجحة، باعها قبل عام. تصفه وسائل الاعلام اليونانية بالمليونير.

ويدرك عدم امتلاكه أي خبرة حزبية، ويقول إن لديه خبرة “في العمل والحياة الاجتماعية”. وهو شخصية غير معروفة، بما في ذلك بين ناخبي الحزب، لكنه تمكن من أن يصبح معروفًا في جميع أنحاء البلاد في أقل من شهر، مع حضور قوي في وسائل التواصل الاجتماعي، بمساعدة مراسلين محليين يتابعون كل تحركاته. عرف نفسه أول مرة بشكل غير معتاد عبر فيدو قصير مصحوبا بالموسيقى: “ اسمي ستيفانوس ولدي ما اخبرك به”.

 كتبت مجلة “دع اليونان تتكلم” الالكترونية اليسارية: الرجل الذي عاد ليتولى قيادة حزب يساري ذي تقاليد عريقة ليس لديه ما يقوله سياسيا. لا شعار، ولا إشارة إلى التاريخ، ولا خطاب يساري”.

يتم عرض صور ومقاطع فيديو لكاسيلاكيس على شاشات التلفزيون من الصباح حتى المساء، كما يتم نشرها على مواقع الإنترنت،. كاسيلاكيس في سهول الفيضانات في وسط اليونان، يساهم في إعداد الطعام للضحايا، أو في غابة إيفروس المحترقة أيضا، أو خلال ممارسة نشاطه اليومي المألوف.، وهو يصافح الجمهور، ويلتقط صور السلفي. وينشر أو يقول أشياء بلا محتوى سياسي، ولا علاقة لها بسياسة وقيم وأخلاق حزب اليسار، المنحدر من التاريخ الطويل لليسار والنضال الشيوعي، الذي يعيش في أزمة ويبدو ان أزمته تتعمق.

لقد جاء ترشيح ستيفانوس كاسيلاكيس في حزب مصدوم بفعل الهزيمة الانتخابية. لم يقدم الزعيم الجديد، سوى شعار تعبوي وغير سياسي “دعونا نقود اليونان إلى العصر الحديث”. ولا شك في أنه فاز بأصوات 40 ألف عضو جديد انظموا إلى صفوف الحزب، وشاركوا في الانتخابات الحزبية في 17 أيلول.

صدمة في يسار الحزب

مثلت نتائج الانتخابات الحزبية صدمة في صفوف التيار اليساري في الحزب. ورغم دعوة العديد من أعضاء الحزب البارزين إلى الوحدة والعمل المشترك، لكن الأجواء متوترة.

ويخشى العديد من اليساريين أن “الاستثناء” الأوروبي الكبير الذي مثله صعود سيريزا في تشكيلة الحكومة اليونانية في السنوات الأخيرة، في ظل ظروف صعبة واستثنائية، وان الحزب الذي اختار مصالح ملايين اليونانيين، بدلا من الجملة الثورية، لمواجهة ابتزاز المراكز المالية العالمية الوحشي، قد ينتكس ويهوى في مستنقع السياسات الوسطية، وأكثر من هذا، قالت مجلة “دعوا اليونان تتكلم”: أن “حزب سيريزا كما كنا نعرفه قد مات”.

برنامج ومصداقية وحزب قوي

يرى ديميتريوس باباديموليس، نائب رئيس البرلمان الأوروبي ورئيس مجموعة البرلمانية للحزب فيه، “إن الانتخابات تظهر أن اليونانيين يريدون “معارضة قوية اليوم وحكومة سيريزا تقدمية غدًا”. وأضاف “إلى جانب القيادة الجديدة، نحتاج أيضا إلى خطة سياسية وبرنامج وجدية ومصداقية وحزب قوي وموحد”.

وأضاف باباديموليس: “لقد فاز ستيفانوس كاسيلاكيس بوضوح، وعلينا كديمقراطيين أن نحترم فوزه... لقد صوت لصالح إيفي أتشتسوغلو لأنني أعتقد أنها الخيار الأفضل وأنا أؤيد موقفها الموحد والجاد بعد نتائج الانتخابات”. وتابع: “هناك مزيج من الأمل والخوف بين ناخبي وأعضاء سيريزا”، و”يجب أن نرد على ذلك سوية، أكرر المسؤولية الأولى تقع على رئيسنا الجديد. ولهذا السبب أعتقد أنه لا يمكن تأجيل مؤتمرنا المزمع عقده”. واختتم حديثه بالتحذير من حدوث انشقاق في الحزب. “أنا شخصيا أعتقد أن الانشقاقات عادة تسبب مشاكل أكثر مما تحل. ولهذا السبب أنا ضد سيناريوهات الانشقاق بشكل قاطع. وأقول ذلك بعد 50 عاما في اليسار المتجدد”.

عرض مقالات: