اخر الاخبار

قال متحدث الشؤون الخارجية في حزب شين فين الأيرلندي اليساري “مات كارثي، وسط تصفيق حاد في مؤتمر الحزب يوم الجمعة، 10 تشرين الأول الجاري: إن رئيسة المفوضية الأوربية “أورسولا فون دير لاين لا تتحدث باسم الشعب الأيرلندي”. وكانت أورسولا فون دير لاين قد زارت تل أبيب في 13 تشرين الأول. وقد أثار الدعم أحادي الجانب الذي قدمه رئيس المفوضية الأوروبية لإسرائيل غضبا واسعا.  لقد كان الهدف المعلن للحزب هو الحفاظ على سياسة خارجية وأمنية ودفاعية مستقلة. وبهذه الطريقة فقط تستطيع أيرلندا، التي ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي، والتي يرفض سكانها بأغلبية ساحقة الانضمام اليه، أن تستمر في الاضطلاع بدور إيجابي في العالم وتدعم عمليات السلام وحل الصراعات.

واستقبل مندوبو المؤتمر بترحاب كبير السفيرة الفلسطينية في أيرلندا، جيلان وهبة عبد المجيد، وتم بث كلمتها في المؤتمر مباشرة عبر التلفزيون الأيرلندي. ووصفت السفيرة الفلسطينية الوضع في غزة بـ “الجحيم على الأرض”. وإلى جانب السفيرة، استضاف المؤتمر العديد من المنظمات والمبادرات الفلسطينية. وأدان اقتراح عاجل من قيادة الحزب “تصرفات إسرائيل في غزة، والتي شكلت عقابًا جماعيًا بواسطة ل الهجوم العسكري القاسي ضد السكان المدنيين”. وإن جعل المدنيين هدفاً للهجمات العسكرية، وتدمير البنية التحتية المدنية، والنزوح الجماعي للسكان، وحجب السلع الحيوية مثل الماء والغذاء والدواء والوقود، هي انتهاكات للقانون الدولي. وينبغي للحكومة الأيرلندية “استخدام جميع القنوات الدبلوماسية والقانونية والسياسية المتاحة”. وكذلك أدان الاقتراح كذلك “هجمات حماس المروعة على المدنيين الإسرائيليين في 7 تشرين الأول”. وشدد الاقتراح على ضرورة فرض وقف فوري لإطلاق النار. وقد حظي الاقتراح بتأييد العديد من المتحدثين، وأقره المؤتمر بأغلبية ساحقة. والتزم الحزب بمضاعفة الجهود الرامية إلى تعزيز حل النزاع بالتعاون مع الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والشركاء الدوليين الآخرين.

لقد عكس شعار مؤتمر الحزب “ حان وقت التغيير” قوة الحزب في جزئي البلاد. لقد فاز الحزب في أيرلندا الشمالية بالانتخابات البرلمانية في أيار 2022، بعد ان حصل على 29 في المائة من أصوات الناخبين، ليشغل الموقع الأول، بديلا عن الحزب الوحدوي الديمقراطي، الذي حصل على 21 في المائة فقط. ووفقا لاتفاقية السلام لعام 1998، يتم تشكيل الحكومة في أيرلندا الشمالية من جميع الأحزاب، على ان يقود الحكومة الحزب الحاصل على أعلى الأصوات. وبالتالي فان نائبة رئيس حزب الشين فين، ميشيل أونيل، وفق اتفاقية السلام، هي رئيسة حكومة أيرلندا الشمالية. لكن الحزب الوحدوي الديمقراطي الموالي لبريطانيا رفض تشكيل حكومة لأكثر من عام، مما سبب أزمة حكومية لا تزال مستمرة حتى اليوم.

أما في جمهورية أيرلندا، فقد أصبح الحزب الأول في الانتخابات العامة الأخيرة عام 2020. ولم يعد الحزبان المحافظان الكبيران، فيانا فايل وفاين غايل، يتمتعان حتى بالأغلبية معًا، ولكنهما يحتاجان أيضًا إلى مشاركة حزب الخضر في حكومتهما. وتبين استطلاعات الرأي أن حزب شين فين، أكبر حزب معارض، قد عزز قوته ويمكن أن يقود حكومة ائتلافية بعد الانتخابات المقبلة. ويخطط الحزب لمعالجة الظروف غير المستقرة في العديد من مجالات الحياة، التي تعاني منها أوساط واسعة من سكان أيرلندا. وعلى رأس القائمة يأتي النقص في المساكن. ولذلك قدم الحزب خطوات ملموسة لمعالجة المشكلة كأولوية قصوى في خطة الميزانية البديلة لعام 2024. بالإضافة إلى ذلك، يعكس شعار “ حان وقت التغيير” المشروع الوطني الكبير لتوحيد أيرلندا، والذي اكتسب زخمًا كبيرًا نتيجة “خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”. ويمثل الحزب القوة الدافعة لتحقيق هذا الهدف التاريخي، وعلى هذا الطريق ينظم المشاركة الفعالة للسكان في الاعداد والتخطيط.

عرض مقالات: