استجاب الملايين لدعوات النقابات والحكومات والأحزاب اليسارية للمشاركة في مسيرات وتظاهرات الأول من أيار، اليوم العالمي لنضال الطبقة العاملة. وطالب المتظاهرون بتحسين ظروف العمل والمعيشة ورفع الأجور. وفي بلدان مثل الأرجنتين والإكوادور والسلفادور وباراغواي وبيرو، حيث يحكم اليمين واليمين المتطرف، احتج المتظاهرون ضد سياسات الليبرالية الجديدة، والاستبداد.
فيما يلي عرض مكثف جدا لما جرى في بعض البلدان، مع التأكيد أن مسيرات الأول من أيار في كوبا تمثل تقليدا سنويا منذ انتصار الثورة الكوبية في عام 1959.
الأرجنتين وبوليفيا
لبى الآلاف في الأرجنتين نداء النقابات للمشاركة في تظاهرة العاصمة بوينس آيرس تحت شعار «لا تبيعوا الوطن». وكانت الاحتجاجات موجهة ضد حكومة الرئيس الفاشي الجديد خافيير ميلي. وكان البرلمان قد وافق في اليوم السابق، على حزمة «إصلاحات» ليبرالية جديدة بشأن قوانين وظروف العمل. وقالت مايا فولكوفينسكي، رئيسة أكبر اتحاد نقابي في الأرجنتين، الاتحاد العام للعمل، في التظاهرة: «نحن مجبرون على إدانة إصلاح العمل الذي يؤدي إلى تراجع حقوق العمال».
في بوليفيا، دعا اتحاد نقابات العمال المركزي إلى تنظيم مسيرات في جميع أنحاء البلاد. شارك فيها الرئيس اليساري لويس آرسي في كوتشابامبا. وأعلن أنه سيرفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 5,8 بالمئة. وقال: “إن وحدة الحكومة مع العمال أصبحت ثابتة”.
البرازيل وتشيلي
وفي البرازيل، شارك الآلاف، وبحضور الرئيس والزعيم النقابي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في المسيرة الرئيسية في مدينة ساو باولو في ملعب نادي كورينثيانز الشهير. وكان الرئيس اليساري قد وقع في وقت سابق مرسوما يعفي الدخل الذي يصل إلى 2842 ريالا (قرابة 547 دولارا) من ضريبة الدخل. ووعد بزيادة هذا الحد إلى 5000 ريال (قرابة 962 دولارًا).
وفي العاصمة التشيلية، سانتياغو دي تشيلي، شارك قرابة 5 آلاف في تظاهرة دعا إليها اتحاد العمال المركزي وساروا في وسط المدينة، وطالبوا بتحسين الرواتب وظروف العمل. وكانت هناك أيضًا دعوات لحكومة يسار الوسط برئاسة غابرييل بوريك لاتخاذ موقف أكثر حسمًا نيابة عن الطبقة العاملة. واشتبكت تظاهرة أخرى في سانتياغو مع الشرطة التي استخدمت خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع واعتقلت 16 متظاهرا. وتحدث الرئيس بوريك في فعالية في مستشفى العمال. وقال: «علينا أن نركز على الحق في المشاركة، وأنك لا تعيش لتعمل، بل تعمل لتعيش». وبدأت الأسبوع الفائت المرحلة الأولى من تخفيض ساعات العمل من 45 إلى 40 ساعة أسبوعيا.
الإكوادور والسلفادور
في الإكوادور، كان الأول من أيار مناسبة لانتقاد سياسات الرئيس اليميني دانييل نوبوا الليبرالية الجديدة. شارك في العاصمة كيتو، قرابة 5 آلاف متظاهر تلبية لدعوة النقابات وطالبوا بتحسين ظروف العمل وتوفير المزيد من فرص العمل. وقال لويس موراليس، وهو تاجر لم يحصل على عمل رسمي منذ عامين: «من الصعب العثور على عمل وكل شيء أصبح أكثر تكلفة». وتقوم الحكومة حاليا بزيادة الضرائب على الاستهلاك، بما في ذلك ضريبة القيمة المضافة، من 12 إلى 15 في المائة، بحجة توفير الأموال لمكافحة الجريمة المنظمة. وقبل ذلك بأسبوع، أعلنت أنها ستقترض 4 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي.
وفي السلفادور، سيطرت على أجواء الاحتجاجات حالة الطوارئ السارية منذ آذار 2022. وفي العاصمة سان سلفادور، دعت النقابات والمنظمات الاجتماعية المعارضة لاستبداد الحكومة إلى إنهاء حالة الطوارئ التي أدت إلى اعتقال قرابة 80 ألف مواطن بتهمة الانتماء إلى عصابات إجرامية. كما احتجوا أيضًا على تفكيك حقوق العمال في عهد الرئيس نجيب بوكيليه، وقال ألفريدو ميخيا من حركة ضحايا النظام: «إننا ننضم إلى مسيرة الأول من أيار للتسليط الضوء على ضحايا حالة الطوارئ الأبرياء «. وفي الوقت نفسه، نظمت النقابات الحكومية مسيرة لدعم الحكومة، بمشاركة وزير العمل.
كولومبيا
شارك الآلاف من النقابيين والناشطين في مسيرة دعا إليها الرئيس اليساري غوستاف بيترو في ساحة بوليفار المركزية في العاصمة الكولومبية بوغوتا. وشدد الرئيس على أن خصومه يحاولون عزله من منصبه. وأضاف: «إذا حاولوا الانقلاب، فسوف يجدون الناس في الشوارع». وكان أول رئيس يساري في تاريخ البلاد المعاصر، قد تولى مهام منصبه في آب 2022. وأغلب مشاريعه لتطوير قطاع الصحة والمعاشات والعمل التي يتم عرقلتها في البرلمان، لهذا خرج الآلاف إلى شوارع العديد من المدن الكبرى والمناطق الريفية الأخرى للتظاهر من أجل الدفاع عن سياسات الرئيس التقدمية. والجدير بالذكر ان كولومبيا اتخذت قرارا جريئا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل.
باراغواي وبيرو
حشدت المراكز النقابية في باراغواي أعضاءها لتنظيم مسيرة في العاصمة أسونسيون. وطالبت باحترام الحرية النقابية والحق في الإضراب والحصول على أجور مناسبة، حيث أن الزيادات الحالية في الأجور أقل بكثير من التضخم. ويدرس البرلمان حاليًا مشروع قانون من شأنه أن يقيد الحق في الإضراب ويعرض الحق في اشتراك النقابات في جولات التفاوض للخطر.
وفي بيرو، نظمت التظاهرات للاحتجاج ضد الرئيسة دينا بولارتي، التي تحكم البلاد منذ الإطاحة بالرئيس اليساري بيدرو كاستيلو المنتخب ديمقراطيا في كانون الأول 2022. وشاركت في التظاهرة عوائل ضحايا قمع التظاهرات الأخيرة من قبل «قوات فرض القانون»، أثناء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عامي 2022 و2023. ووقعت اشتباكات مع شرطة مكافحة الشغب في العاصمة ليما.