اخر الاخبار

في العشرين من تموز الجاري صوتت اللجنة التنفيذية بأكثريتها اليمينية على حظر نشاط 4 منظمات يسارية في إطار الحزب. بالإضافة إلى طرد ألف من أعضاء الحزب اليساريين. ويمثل هذا القرار غير المفاجئ محطة متقدمة في الهجوم على يسار الحزب.

وفور صدور القرار تدفقت بيانات الاستنكار والتضامن مع اليسار من قبل شخصيات بارزة في الحزب مثل زعيمه السابق جيرمي كوربين، ومن العديد من كوادر الحزب وناشطيه.

وشددت البيانات على أن حظر النشاط يمثل مقدمة عملية لطرد هذه المنظمات والناشطين اليساريين من الحزب، وتحجيم نفوذ النقابات العمالية وبالمقابل فتح الأبواب للمحافظين واليمينيين، تكريسا لنهج زعيم الحزب الحالي ستارمر.

وشددت بيانات أخرى على أن القرار سيؤدي عمليا لخسارة الحزب أوساطا واسعة من ناخبيه، ولن يكون ذلك كافيا بالنسبة لمؤسسات الإعلام اليمينية التي ستطالب بالمزيد.

وذكّرت بعض البيانات بإرث المكارثية، وأن الهدف هو شطب التوجهات الاشتراكية من جدول الأعمال. 

وقد تعززت المخاوف من تنظيم حملات تطهير أوسع، استنادا إلى معلومات مسربة من المقر المركزي للحزب، والتي تشير إلى وجود أكثر من 3 آلاف رسالة طرد جاهزة للإرسال. وعارض جميع ممثلي اليسار في اللجنة التنفيذية الوطنية قرار الحظر. وكانوا قد أصدروا قبل الاجتماع بياناً دان اليمين لـ“اسكاته بشكل بيروقراطي آراء معارضة” وإفراغ الحزب من طابعه التعددي الديمقراطي.

وبالتوازي مع صدور القرار تم تمرير مقترح لإنشاء لجنة تنفيذية وطنية جديدة للحزب، تتمتع بصلاحيات تنظيمية واسعة، تتيح لها تنفيذ المزيد من موجات الطرد.

إن ما يجرى يهدف أساسا إلى منع اليسار ثانية من الوصول إلى قيادة الحزب. وفي هذا السياق يأتي عدم إعادة جيرمي كوربين، حتى الآن إلى قوام كتلة الحزب البرلمانية.

احتجاج

واثناء انعقاد اجتماع قيادة الحزب تظاهر المئات من الأعضاء والنشطاء خارج مقر حزب العمال في ساوث سايد للتنديد بحملة التطهير الحالية. وتلقى التجمع رسائل تضامن من عدد من نواب الحزب اليساريين، بالإضافة إلى شخصيات فنية وثقافية يسارية أخرى، وذكرت الرسائل بالطابع التعددي الديمقراطي للحزب، مدينة إفراغ الحزب من المضامين الاشتراكية، وأن اللجوء للحظر والطرد ممارسات استبدادية، للتعامل مع الأخطاء والمخالفات التي تحدث خلال عمل الحزب، وأن “تدمير الديمقراطية في حزب العمال أمر مخز”، و”إنها عودة إلى الانتهازية ودعم سلطة الشركات كما كان عليه الحال في عهد بلير”.

وعلقت مواقع إعلامية يسارية على الحدث، مشيرة إلى أن السبب الحقيقي هو ان المشمولين بالقرار يدعون إلى مثل وقيم الاشتراكية، وأن يمين الحزب يعد ذلك عدم مشاركة في “أهداف وقيم” حزب العمال. ويعيب اليمين على اليسار انه “منظم” ويمثل “حزب داخل حزب”، في حين يغض النظر عن المنابر اليمينية المنظمة داخل الحزب أيضا، عملا بالتعددية التي يقوم عليها.

وذكرت التعليقات بسلسلة من مواقف اليمين التي كلفت الحزب الكثير، وكان ضحيتها الأبرز زعيم الحزب المنتخب ديمقراطيا مرتين متتاليتين جيرمي كوربين، واستبدال المضامين الاجتماعية، بالثناء على “اقتصاد السوق الديناميكي”.

دفاعا عن الماركسية

 وجاء في التعليق الذي كتبه آدم بوث معلق موقع “الاشتراكي”: ان “هدف ستارمر والجناح اليميني واضح، يريدون تطهير حزب العمال من كامل اليسار. لشطب الاشتراكية من حزبنا، لجعل حزب العمال مصدرا آمنا للرأسمالية”.

“لهذا السبب من الضروري أن يتخذ اليسار موقفاً الآن، يجب أن نتحد ونحارب هذه الهجمات”.

واختتم آدم حديثه قائلاً: “لن يخيفنا عدوانهم وقمعهم. هذه الهجمات تجعلنا أكثر تصميماً”.

أما محرر “النداء الاشتراكي”

فأشار إلى:

“يمكنهم محاولة حظر ومنع أي عدد يحلو لهم منا. ولكن كما قال الكاتب الفرنسي العظيم فيكتور هوغو: لا يمكن لأي قوة على وجه الأرض أن توقف فكرة حان وقتها. والأفكار الماركسية والاشتراكية هي التي تمثل المستقبل.

هذا هو المنظور الذي يجب أن نعتمد عليه. كما لاحظ الفيلسوف سبينوزا: مهمتنا ليست البكاء ولا الضحك، بل الفهم.

تمر الرأسمالية بأعمق أزماتها. على عكس عهد بلير، ليست الإصلاحات، بل الهجمات والتقشف هي التي على جدول الأعمال. ليس لدى ستارمر والجناح اليميني ما يقدموه سوى التلويح بالأعلام ومناشدة الشركات الكبرى.

تنتظرنا صراعات طبقية حادة، في بريطانيا وعلى الصعيد العالمي. تتراكم ضغوط هائلة داخل المجتمع. وستنفجر، وبطريقة أو بأخرى، وستجد انعكاسها في الشوارع، وفي حزب العمال والنقابات.

هذا هو سبب عدم شعورنا بالإحباط أو الانهيار بسبب قرار اللجنة التنفيذية الوطنية اليوم. بدلاً من ذلك، نحن مصممون أكثر على الشروع في المهمة التي نحن بصددها: بناء التيار الماركسي – النداء الاشتراكي، والصوت الماركسي للعمل والشباب.

إلى كل الذين تم طردهم، أو الذين تركوا حزب العمال بسبب اشمئزازهم من قيادة ستارمر، نحثكم على الانضمام إلينا في هذه المهمة”.

عرض مقالات: