اخر الاخبار

جرت في 27 تشرين الأول الفائت الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في الأورغواي، وتقدم مرشح جبهة "امبيلو" (الجبهة العريضة) اليسارية ياماندو أورسي، منافسيه. وسيخوض جولة الانتخابات الحاسمة في 24 تشرين الثاني الحالي ضد ألفارو ديلغادو مرشح الحزب القومي (يمين وسط). حصل مرشح اليسار على 43,44 في المائة، مقابل 28 في المائة لمنافسه.

وحل ثالثا المحامي أندريس أوخيد، بحصوله على قرابة 16في المائة، وهو مرشح حزب "كولورادو"، وهو حزب تقليدي تأسس عام 1836. وركز أوخيد حملته الانتخابية على مكافحة الجريمة، وتمت مقارنة أسلوب حملته الانتخابية بالرئيس الأرجنتيني الفاشي خافيير ميلي.

وبلغت مشاركة الناخبين 89,1 في المائة من مجموع 2,7 مليون ناخب. علما أن المشاركة في التصويت الزامية.

وانتخابات برلمانية أيضا

إلى جانب انتخاب الرئيس، أعيد انتخاب مجلس الشيوخ المكون من 30 عضوًا ومجلس النواب المكون من 99 عضوًا. ووفقا للتقارير الصحفية المتوفرة، فازت جبهة اليسار في مجلس الشيوخ بـ 16 مقعدا والحزب الوطني بـ 9 مقاعد، وحزب كولورادو بـ 5 مقاعد.

ولن يحصل أي حزب على الأغلبية في مجلس النواب. ومع ذلك فقد حصلت جبهة اليسار على 48 مقعدا، يليها الحزب القومي بـ 29 مقعدا، و17 مقعدا لحزب كولورادو و5 مقاعد للأحزاب الصغيرة.

مرشح اليسار

أورسي هو المرشح المفضل لرئيس الجمهورية الأسبق، والشخصية اليسارية المعروفة عالميا خوسيه "بيبي" موخيكا، الذي حكم البلاد في سنوات 2010 - 2015. يرأس مرشح اليمين مكتب رئيس البلاد المنتهية ولايته ويعتبر يده اليميني. فاز الرئيس المنتهية ولايته لويس لاكال بو في انتخابات 2020 بفارق ضئيل، منهيًا حكم الجبهة العريضة الذي دام خمسة عشر عامًا. وبحسب الدستور، لا يجوز له الترشح لولاية ثانية.

كان اورسي، البالغ من العمر 57 عاما، والعمدة السابق لمدينة كانيلونيسو، قد فاز في الانتخابات الحزبية الداخلية على عمدة العاصمة كارولينا كوس ثم رشحها لمنصب نائب الرئيس.

الجبهة

تأسست الجبهة العريضة عام 1971 وتضم، بين قوى أخرى، حركة المشاركة الشعبية والحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي وأحزاب يسارية أصغر.  وأبرز شخصياتها، الرئيس السابق خوسيه موخيكا، الذي سُجن لمدة 13 عامًا بسبب مشاركته في الكفاح المسلح. لقد لجأت الجبهة العريضة إلى العمل السري في سنوات حكم الدكتاتورية العسكرية (1973 – 1985).

وتُعرِّف الجبهة نفسها بأنها "تقدمية شعبية ديمقراطية ومناهضة للأوليغارشية ومعادية للإمبريالية ومناهضة للعنصرية ومناهضة للنظام الأبوي".

وتثير الجبهة الاهتمام ليس فقط بسبب وحدتها المستمرة منذ أكثر من 50 عامًا، ولكن أيضًا بسبب نشاطها المستمر في جميع أنحاء البلاد بواسطة لجانها الشعبية، التي تضم نشطاء من جميع الأحزاب الأعضاء في الأحياء الحضرية والمناطق الريفية.

حكومة اليمين

في عام 2020 تراس اليميني القومي والليبرالي الجديد لويس لاكال بو الحكومة المنتهية ولايتها، والتي شكل جناحيها حزبا اليمين التقليديان: الحزب القومي وحزب كولورادو. لقد أضعفت الحكومة مبادرات الدولة ووسعت خصخصة ميادين الاقتصاد الاستراتيجية.

وفي عام 2022، منح الرئيس امتيازًا لمدة 60 عامًا لموانئ مونتيفيديو إلى شركة "كوتن ناتي" الأوروبية متعددة الجنسيات. وكان والده الرئيس الأسبق لويس لاكال هيريرا، قد منح امتيازا مماثلا في عام 1992. وألغى الرئيس ”مجالس الأجور" التي يحدد فيها مالكو المصانع والنقابات رفع معدل الأجور. في عهد حكومة جبهة أمبليو (2005-2020)، كانت زيادات الأجور دائمًا أعلى من مؤشر التضخم.

وتصف المعارضة اليسارية حكومة لاكال "بالرمادية" وتدينها بعدد من ملفات الفساد: أهمها "قضية أليخاندرو أرتيزيانو" التي تتعلق برئيس جهاز الأمن الشخصي للرئيس، الذي استخدم نفوذه لإنشاء شبكة لتهريب جوازات سفر روسية، وأمر وزارة الداخلية بمراقبة أعضاء مجلس الشيوخ اليساريين والتنصت عليهم بشكل غير قانوني، وكذلك شمل التنصت رئيس اتحاد النقابات العمالية مارسيلو عبد الله.

وفضيحة "سيباستيان مارسيت"، وهو تاجر مخدرات شاب متهم بالتخطيط لقتل المدعي العام مارسيلو بيتشي في عام 2022 ومطلوب من قبل الإنتربول بتهمة تهريب المخدرات في بوليفيا. أدت هذه القضية إلى استقالة وزير الخارجية ونائبته، ووزير الداخلية ونائبه، وكبير مستشاري الرئيس.

تعاني أوروغواي من مشاكل اجتماعية قليلة نسبيًا. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، فإن الفئات الوسطى فيها الأكبر في أمريكا الجنوبية، حيث تبلغ قرابة 60 في المائة من السكان؛ ووفقا لأرقام البنك الدولي، يعيش قرابة 6 في المائة من السكان في فقر. ومع ذلك، هناك أصوات تحذر من ارتفاع معدلات الفقر أيضا.

عرض مقالات: