اخر الاخبار

في الوقت الذي تعاني فيه العديد من المجموعات السكانية في بلدان منطقة الشرق الأوسط، سواء كانت قومية، دينية، او ثقافية من القمع والاستغلال وإلغاء الهوية. تلك الظاهرة التي تصاعدت على خلفية مشروع "الشرق الاسط الجديد"، واستمرار نهج تفتيت الدول الوطنية، بغض النظر عن طبيعة الأنظمة الحاكمة فيها، الذي تبنته الولايات المتحدة، وطبقته، في العراق وليبيا واليمن وبلدان أخرى، حلت الصرعات الطائفية والقومية والمناطقية، محل مشاريع بناء وتطوير دول المواطنة والمؤسسات الديمقراطية.

في ذات الوقت نظمت شبكة شعوب جوما - كوريا، وهي منظمة ثقافية لشعوب جوما الأصلية في بنغلاديش، تأسست عام 2002، الاحتفال الثاني باليوم العالمي للشعوب الاصلية في العالم.  وشارك في التنظيم منظمة "حلم الأمم" للاجئين في ميانمار، وهي منظمة للسكان الأصليين من ميانمار، الذين أعادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووزارة العدل في جمهورية كوريا توطينهم.

تم تأسيس اليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الاول 1994. ويحتفل هذا العام بالتنوع الغني للثقافات الأصلية، وكذلك الاعتراف به، ويعبر الاحتفال عن الإقرار بالظلم الذي لحق بهذه الشعوب في الماضي، وكذلك بنضالاتها المستمرة، ويشيد الاحتفال بمساهمات الشعوب الأصلية فيما تحقق للبشرية..

ويُقال إن كوريا اليوم موطنٌ للعديد من الشعوب الأصلية، بما في ذلك شعب جوما في تلال شيتاغونغ، والقوميات الأصلية من ميانمار. وقد تعرّض معظم الشعوب الأصلية التي تعيش في كوريا لانتهاكات حقوق الإنسان في أوطانهم. وتُعدّ كوريا الجنوبية إحدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تتميز بتنوع عرقي وسياسي واجتماعي وثقافي ديمقراطي بامتياز.

كان الاحتفال مناسبة لتسليط الضوء على التنوع الثقافي والعرقي للأقليات العرقية الأصلية الإحدى عشرة في بنغلاديش، والأقليات الأصلية الثماني في ميانمار، والتي استقر معظمها في مدينة جيمبو الكورية. وكان من بين الضيوف عائلة من الأقليات الأصلية في أمريكا الوسطى، وجماعة جيمبو نيبال، التي قدمت عرضًا موسيقيًا نيباليًا تقليديًا.

في مقدمته لأهمية يوم الشعوب الأصلية، أكد رونيل تشاكما ناني، الناشط في مجال حقوق الشعوب الأصلية ورئيس الفريق الاستشاري في مركز دعم المواطنين الأجانب في مدينة جيمبو، ان الاحتفال يجري، منذ عام 1994، في التاسع من آب، حيث عقد الاجتماع الأول لفريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني بالشعوب الأصلية في جنيف عام 1982. لقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية عام 2007.

وأضاف، "وفقًا لاتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 169 لعام 1989، فإن الشعوب الأصلية هم أحفاد سكان البلد او المنطقة المعينة، إبان الغزو أو الاستعمار أو فرض الحدود، بغض النظر عن وضعهم القانوني، والذين احتفظوا ببعض أو كل مؤسساتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية".

و"على الرغم من أن إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية يضمن حقوقًا مثل تقرير المصير والحكم الذاتي، إلا أن انتهاكات حقوق الإنسان مثل سرقة الأراضي والتهميش الاقتصادي والعنف الاجتماعي والسياسي والديني تُرتكب ضد الشعوب الأصلية في معظم البلدان".

ومنذ ذلك الحين، اعتُبرت الشعوب الأصلية أكثر الفئات ضعفًا وحرمانًا وتهميشًا في العالم. وتاريخ اضطهادهم طويل. ومن أبرز الأمثلة على ذلك الإبادة الجماعية لهنود التاينو في هيسبانيولا، هايتي حاليًا وجمهورية الدومينيكان، على يد المستكشف الإسباني كريستوفر كولومبوس بين عامي 1492 و1514، والتي راح ضحيتها الآلاف. ومن المعروف ان الغزاة الأوربيين أبادوا في الامريكيتين أكثر من 70 مليون من السكان الأصليين. ولا تعد هذه الإبادة الجماعية في بنغلاديش وميانمار والعديد من البلدان الأخرى شيئًا من الماضي، بل هي واقع مستمر. وأكد رونيل تشاكما على: "يحتفل اليوم الكثير من الناس حول العالم بيوم الشعوب الأصلية دفاعًا عن حقوقهم وقيمهم الثقافية".

ويبلغ عدد السكان الأصليين حول العالم قرابة 476 مليون نسمة، أي ما يعادل 6.2 في المائة من سكان العالم. وهناك أكثر من 5 آلاف مجموعة أصلية مختلفة في أكثر من 90 دولة، يتحدثون أكثر من 4 آلاف لغة، في كل قارة مأهولة وفي كل منطقة مناخية.

عرض مقالات: