أعلن رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، اصدار مرسوم ملكي بتجريم تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
وقال في مؤتمر صحفي عقد أمس الاثنين، "قررنا منع ناقلات الوقود التي تزود الجيش الإسرائيلي بالوقود من الرسو في موانئنا، واغلاق مجالنا الجوي أمام كل الطائرات التي تحمل أسلحة أو ذخائر إلى إسرائيل".
وأكد أنه تم صدور قرار بإغلاق موانئنا أمام البواخر التي تحمل أسلحة ومنظومات دفاعية إلى إسرائيل، والحكومة ستقر مشروع قانون لتطبيق حظر فعلي على الأسلحة الموجهة إلى إسرائيل
وشدد على أن بلاده قررت زيادة الدعم الإنساني للسكان في قطاع غزة، ورفع الدعم لوكالة الأونروا إلى 10 ملايين يورو لدعم أهالي غزة.
واستدرك قائلا: لم يفلح كل ما فعلناه حتى الآن في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، والضرورة ملحة للعمل من أجل أن يعم السلام الشرق الأوسط.
وأضاف: أن الحكومة الاسبانية ستقر مشروع قانون لتطبيق حظر فعلي على الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرا إلى أن هناك فرقا بين أن تدافع عن بلدك، وأن تقصف المستشفيات وتقتل الناس بالتجويع.
اليونيسيف: خطر انتشار المجاعة قائم
وفي السياق، حذرت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف تيس إنغرام من تفاقم خطر المجاعة في مدينة غزة، وامتدادها إلى وسط القطاع في غضون أسابيع إذا لم يتم التدخل واتخاذ إجراء عاجل.
وقالت إنغرام، إن خطر انتشار المجاعة في مدينة غزة قائم، مؤكدة أن العائلات باتت عاجزة عن توفير الغذاء لأطفالها، وأن الوضع في القطاع أصبح "كارثيا".
الأسوأ لم يأتِ بعد
وأوضحت أن الفلسطينيين في القطاع، لاسيما شرق وشمال مدينة غزة، يعيشون تحت وطأة تهديد مستمر من القصف الإسرائيلي المتصاعد، مبينة أن "فلسطينيي تلك المناطق يفرون من القصف إلى الغرب نحو البحر، حيث تزداد أعداد المخيمات والخيام على طول الشريط الساحلي".
وأشارت إلى أن مدراء المستشفيات أبلغوها بارتفاع عدد الأطفال المصابين بكسور وحروق وجروح جراء القصف الإسرائيلي في الأيام الأخيرة.
كما حذرت إنغرام أن المجاعة قد تمتد إلى وسط القطاع في غضون أسابيع إذا لم يتم التدخل واتخاذ إجراء عاجل.
وتابعت، أن "الأهالي يبحثون بيأس عن طعام وماء، التقيت بآباء وأمهات يمسكون يدي باكين ويسألون متى سيصل الطعام؟ هل سيبقى طفلنا على قيد الحياة حتى ذلك الحين؟ الوضع كارثة كاملة".
وأشارت إلى أن العاملين في القطاع الصحي والإنساني والصحفيين ظلوا منذ أشهر يحذرون من المجاعة في غزة، "لكن شيئًا لم يتغير"، مضيفة أن الأهالي الفلسطينيين يعيشون في حالة عجز لأنهم يعلمون أن الأسوأ لم يأتِ بعد، وأنه "لا يوجد ضغط دولي كافٍ لتغيير هذا الواقع".
وشددت على أن الأطفال بحاجة ماسة للغذاء والمياه والدواء، مؤكدة أن مئات الشاحنات يجب أن تدخل يوميًا إلى غزة لتغطية الاحتياجات الأساسية، "لكن ذلك لا يحدث حتى الآن".
موقف نضالي
قالت خالدية أبو بكرة منسقة "حركة نساء فلسطين – الكرامة" والمشاركة في "أسطول الصمود العالمي" انه "يسعدنا أن نرى القافلة تكبر يوميًا، وقد أصبحت اليوم تضمّ مشاركين من أربعٍ وأربعين دولة. وقد لاحظنا وجود دعوات من شعوبنا في عدد من الدول العربية للمشاركة في القافلة، وهو أمر إيجابي، وإن كنّا نرى أنّه من الطبيعي أن يكونوا في طليعة المشاركين قبل غيرهم."
وأضافت "إنّنا نتمنى أن نشهد مشاركة عربية أوسع، وخصوصًا من مصر والدول المجاورة لفلسطين، لما تمثّله هذه المشاركة من أهمية بالغة في دعم القافلة وتثبيت حضورها على الأرض."
وأكدت على أهمية دور النقابات العمالية بالقول: "نثمّن موقف عمال الموانئ في إيطاليا الذين وجّهوا تهديدًا صريحًا لـ“دولة الكيان" بإغلاق موانئ أوروبا بالكامل في حال التعرّض لأي مكروه للقافلة أو لأسطول الحرية، وهو موقف نضالي يعكس تضامنًا عالميًا حقيقيًا."
رسالة حازمة إلى دولة الاحتلال
وشددت أبو بكرة على توجيه الضغط نحو كيان الاحتلال، مشيرة بالقول "آن الأوان لتوجيه رسالة حازمة إلى دولة الاحتلال التي ما زالت ترتكب جرائمها بلا رادع، واليوم نشهد موقفًا مشرفًا من الطبقة العاملة حول العالم، حيث تقف وتُهدِّد دفاعًا عن القافلة والأسطول، الأمر الذي يمنحنا شعورًا قويًا بأنّنا مسنودون ومدعومون.
ونوهت الناشطة الفلسطينية على أنّ "واجب الشعوب اليوم ألا يقتصر على حماية الأسطول فحسب، بل أن تكون العيون والجهود متجهة أيضًا نحو غزة المحاصرة، حيث تتواصل جرائم العدو كما رأينا في قصفٍ لبرج مشتهى، إلى تهديدات بتدمير أبراج سكنية في خان يونس، فيما لا يزال القتل والتجويع مستمرًا بحق أهلنا في القطاع."
تدهور أوضاع الأطفال
أفادت معطيات حديثة صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، بارتفاع إجمالي وفيات سوء التغذية والمجاعة في قطاع غزة إلى 393 شهيدًا، من بينهم 140 طفلًا.
وسجّلت وزارة الصحة، وفق تصريح صحفي، أمس الاثنين، خلال الـ 24 ساعة الماضية، 6 حالات وفاة جديدة، نتيجة المجاعة وسوء التغذية؛ من بينهم طفلان.
ونوهت "الصحة" إلى أنه ومنذ إعلان IPC للمجاعة في غزة، سُجّلت 115 حالة وفاة، من بينهم 25 طفلًا.