اخر الاخبار

شهدت مدن عدة في روسيا في السادس من اذار، وفق قناة روسيا اليوم المحظورة في الاتحاد الأوربي، تجمعات مناهضة للحرب، طالب خلالها المواطنون بأنهاء “العملية الخاصة في أوكرانيا”، وهي التسمية التي تستحدثها السلطات الروسية ووسائل الاعلام فيها لوصف اجتياح القوات الروسية لأوكرانيا،، وبعكسه يمنع أي منشور يستخدم تسمية اخرى. ونظمت التجمعات في فلاديفوستوك وإيركوتسك ونوفوسيبيرسك وإيكاترينبرج وسانت بطرسبرغ وموسكو وغيرها. وطالب المتظاهرون بوقف القتال في أوكرانيا، مرددين هتافات “لا للحرب”.

 اعتقال 4500 مواطن

وأعلنت وزارة الداخلية الروسية عن اعتقال3511 متظاهرا، في حين تشير منظمة OVD  للحقوق ان عدد المعتقلين بلغ قرابة 4500  في 53 مدينة، بينهم صحفيون ومصورون. وتم اعتقال 1700 في موسكو، 750 في بطرسبورغ، واكتظت مراكز شرطة العاصمة، وخلال نقل المعتقلين الى مركز آخر اصطدمت عربة نقل بعمود انارة، ما أدى إصابة 11 معتقلا بجروح بسيطة. ووظفت الشرطة الإجراءات الخاصة بوباء كورونا لاعتقال المحتجين.

في كازاخستان، وبحسب وسائل الإعلام المحلية، تجمع ما بين ثلاثة وخمسة آلاف شخص في مدينة ألماته، عاصمة البلاد القديمة. وندد المتظاهرون بالاجتياح الروسي ودعوا إلى السلام.

 اتساع غير مسبوق للاحتجاجات

على الرغم من أن الحكومة الروسية ووسائل الإعلام الروسية تضع الحرب ضد أوكرانيا في إطار مواجهة طويلة الأمد بين روسيا وحلف الناتو، إلا أن موجة من الوطنية والحماس للحرب لم تكتسح روسيا. وبين استطلاع أجراه معهد ليفادا قبل الحرب أن 25 في المائة فقط أيدوا إدراج المناطق التي أعلنت انفصالها مع الاتحاد الروسي. وطالب الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 - 24 عامًا بحل داخلي أوكراني لهذه المشاكل.

ان اتساع نطاق رفض مسار الحكومة مهم، لأن اليسار الروسي منقسّم. وينطبق الشيء نفسه على المعارضة البرجوازية، التي يعد أشهر شخصياتها، وفق الرؤية الغربية، أليكسي نافالني.

الاحتجاجات العلنية محفوفة بالمخاطر، ولا يزال عدد المستعدين لتحمل مسؤولية تنظيم تظاهرة قليل، حيث يعتبر الكثيرون الاحتجاج خيانة للوطن. وعلى الرغم من ذلك، تتزايد الاحتجاجات العامة. ووصلت احتجاجات الأحد الفائت إلى أبعاد غير عادية بالنسبة لروسيا.

وبالإضافة إلى الاحتجاجات التقليدية، مارس الناس منذ فترة طويلة أشكالا أخرى من رفض الحرب في روسيا. وكلما اصبحت التطورات أكثر تعقيدًا، كان رافضو الحرب أكثر إبداعًا في تجاوز الممنوعات: نشر الناس مئات الصور والنصوص على وسائل التواصل الاجتماعي، ورسموا على الجدران وارتدوا ملابس وكمامات تحمل شعارات مناهضة للحرب.

 محاولة استنهاض القوى المناهضة للحرب

تعارض مجموعات يسارية مختلفة في روسيا الحرب بنشاط وتحاول إنشاء حركة واسعة مناهضة لها. ويتم حث الناس على المشاركة في النشاط المناهض للحرب والتوقيع على نداء يدعو إلى إنهاء الحرب وبناء حركة واسعة مناهضة للحرب في روسيا. لقد وقع أكثر من نصف مليون مواطن على النداء. ووقع 5 آلاف طالب على رسالة موجهة إلى الرئيس الروسي تطالب بإنهاء الحرب في أوكرانيا.

بالإضافة إلى الاحتجاج على الحرب والمطالبة بالانسحاب الفوري للقوات من أوكرانيا، تجري محاولة تجميع اليسار الروسي المختلف بشأن مسألة السلام. وناشدت هذه الحركة، في نداء، الحزب الشيوعي الروسي وحلفاءه في إطار تكتل “اليسار الوطني” أن ينشطوا ضد سياسة دعم الحكومة التي تتبناها قيادة الحزب وكتلته البرلمانية. وفي تطور لافت تبنى 3 نواب شيوعيين مواقف داخل البرلمان تتعارض مع الموقف ، احادي الجانب، والمتناغم مع سياسة بوتين،  الذي يتبناه الحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية بشأن الحرب المستمرة في أوكرانيا.

 

عرض مقالات: