اخر الاخبار

على الرغم من حظر التجول في عطلة نهاية الأسبوع الانتخابية، احتفلت أوساط اليسار والأوساط التقدمية الكولومبية بالانتصار الانتخابي الكبير الذي حققه تحالف “الاتفاق التاريخي” في الانتخابات التشريعية، وانتخابات رئاسة الجمهورية التمهيدية مساء الأحد الفائت. وللمرة الأولى استطاع تحالف اليسار في كولومبيا احتلال الموقع الثاني في الانتخابات البرلمانية، وحصل مرشح اليسار لرئاسة الجمهورية على اعلى الأصوات في انتخابات الرئاسة التمهيدية.

لقد استطاعت قائمة “الاتفاق التاريخي” التي تمثل قوس قزح للقوى التحررية في البلاد ان تكون على خط واحد مع القوى المحافظة والليبرالية التي احتكرت قيادة البلاد في العقود الماضية.

ووفق المعطيات التي أعلنت، بعد فرز 99 في المائة من الأصوات، حصل تحالف اليسار على 16 من أصل 108 مقاعد في مجلس الشيوخ، مساويا بذلك المحافظين ومتقدما على الليبراليين بمقعد واحد. فيما حلّ كل من حزب الخضر، وحزب المركز الديمقراطي اليمين رابعا بحصول كل منهما على 14 مقعدا.

وفي مجلس النواب، الذي يبلغ مجموع مقاعده 181 مقعدا، منها 16 مقعدا أضيفت بموجب اتفاق السلام بين الحكومة وحركة الكفاح المسلح اليسارية فارك، بموجب النتائج الأولية، وجاء تحالف اليسار اولا بحصوله على 25 مقعدا من مقاعد البرلمان الأصلية، بالإضافة الى 9 مقاعد أخرى، حصل عليها تحالف اليسار، عبر قوائم مشتركة في الأقاليم، ويفترض ان تأتلف مقاعد الكوتا المخصصة لسكان البلاد الأصليين وللزنوج وكذلك مقاعد المناطق المشمولة باتفاق السلام، مع تحالف اليسار. وجاء حزب الليبراليين ثانيا، بحصوله على 32 مقعدا، واحتلت ثلاثة أحزاب يمينية المواقع التالية بحصولها على التوالي على 25، 16، و15 مقعدا.

وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية، مثل سابقتها في عام 2018 أقل من 50 في المائة: 45.8 في المائة فقط، في حين بلغ عدد الناخبين قرابة 39 مليون ناخب. وبالنظر لكثرة القوائم المشاركة وتوزع أصوات الناخبين عليها، فان تقدم اليسار في الانتخابات البرلمانية، يواجه كثرة المقاعد الموزعة على قوائم اليمين المتنوعة، والتي تشكل عمليا أكثرية عددية.

وأشارت بعثات مراقبة الانتخابات للاتحاد الأوروبي واتحاد النقابات إلى أن سكان المناطق الـ 16 ليس لديهم ضمانات انتخابية. وشجبت منظمات حقوق الإنسان حقيقة أن عائلات المافيا المحلية ترشحت للمقاعد الخاصة وضايقت منافسيها.

وأبلغت القوات المسلحة عن هجومين بالمتفجرات في مدينتين، ما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة اثنين آخرين. ولم يعرف بعد منفذي الهجمات. وألقي القبض على 20 شخصا خلال اليوم بتهمة التزوير الانتخابي وشراء الأصوات. وألقت الشرطة القبض على شخصين، حيث كانا، بحسب السلطات المحلية، يوزعان إعلانات انتخابية ورشاوى بالقرب من مركز الاقتراع.

وفي مقاطعة اخرى، تم إغلاق مركز اقتراع بسبب التهديدات وأعيد فتحه بعد ساعات فقط. ووفقًا لبعثة مراقبة الانتخابات، كان هناك 31 مجتمعا محليا معرضة لخطر العنف. تسعة منها كانت نسبة الخطورة فيها عالية.

واحتج العشرات من سكان قرية مطلة على البحر الكاريبي على “إهمال الدولة”. حتى أنهم قاموا بإغلاق مداخل مراكز الاقتراع بشكل مؤقت. 

انتخابات الرئاسة التمهيدية

في الانتخابات التمهيدية الرئاسية، تقدم اليساري غوستافو بيترو البالغ من العمر 61 عاما، وشغل منصب عمدة العاصمة سابقا، بهامش كبير وصل على 4,487,551 صوتا، يليه مرشح اليمين فيديريكو “فيكو” غوتيريز بـ 2,16,0329 صوتا، واحتل الموقع الثالث المرشحة السوداء فرانسيا ماركيز من تحالف “الاتفاق التاريخي” بحصولها على 783,160 ألف صوت. وشكل فوزها بالموقع الثالث مفاجأة الانتخابات التمهيدية، وبهذا ستصبح مرشحة اليسار لمنصب نائب الرئيس. وجاء مرشح قوى الوسط سيرجيو فاغاردو في ذيل القائمة بحصوله على 732084 ألف صوت فقط.

وصف مرشح اليسار بيترو نتائج الانتخابات بأنها “تاريخية” بالنسبة للتقدميين: “نحن على وشك الفوز في الانتخابات الرئاسية في الاقتراع الأول”. من المهم الوصول الى تحالف ديمقراطي أوسع. وفي هذا السياق تمت دعوة القوى السياسية القريبة من اليسار مثل حزب الخضر أو الحزب الليبرالي.

جرت انتخابات الرئاسة التمهيدية بموازاة الانتخابات التشريعية، وبموجب النظام النافذ يسمح للناخبين بالمشاركة الاختيارية. اما المرشحون الفائزون فيها فسيخوضون الانتخابات الرئاسية الفعلية الى جانب مرشحين آخرين في 29 أيار المقبل.

 لقد أدت الانتخابات التمهيدية الى تحفيز قوى اليمين في تجميع قواها في انتخابات الرئاسة الفعلية، لقطع الطريق على مرشح اليسار للوصول الى قمة السلطة. وبدأت حملة من الاتهامات بالدكتاتورية، والتذكير برموز يسارية مثل شافيز والرئيس الفنزويلي الحالي مادورا.

عرض مقالات: