اخر الاخبار

ضيّفت قاعات مقر جريدة “نويوزدويجلان” في برلين في 19 اذار الجاري، مؤتمرا امميا لمناقشة الاستراتيجيات المناهضة للفاشية، والذي دعا اليه حزب اليسار الأوربي، وحزب اليسار الألماني، وشبكة “تحول” للدراسات والبحوث.

وبالإضافة الى حزب اليسار الألماني والأحزاب العاملة في حزب اليسار الأوربي، شاركت في اعمال المؤتمر شخصيات يسارية أبرزها جريمي كوربين، والباحثة النمساوية ناتاشا ستروبل، وممثلون عن حزب اليسار اليوناني واليسار الاسباني المتحد وحركة “فرنسا الأبية”، وحزب كتلة اليسار البرتغالي، والاشتراكيون الديمقراطيون الأمريكان، والحزب الشيوعي التشيلي.

واهتم القسم الأول من المؤتمر بالشبكات العالمية لليمين المتطرف، وكذلك دور الليبرالية الجديدة والحروب في صعود اليمين المتطرف، وهجومه على الحقوق والحريات، وتصاعد العنصرية، وكيف وظف “أزمة” وباء كورونا لتعزيز دوره السياسي والاجتماعي.

وفي القسم الثاني اهتم المؤتمر برد اليسار الممكن، عبر بناء حركة ونشاط جماهيري واسع، وتحالفات وتضامن اممي. والتنسيق مع منظمات المهاجرين، والنقابات العمالية في البلدان المختلفة.

«لن يمرو»

وعقد المؤتمر تحت شعار “لن يمروا” في إشارة واستذكار واعٍ لذروة معاداة الفاشية التاريخية، عندما شارك عشرات الآلاف من المناضلين من جميع أنحاء العالم في الدفاع عن الجمهورية الإسبانية، ضد الفاشيين بعد عام 1936.  وبعد مرور أكثر من ثمانية عقود، لا يزال الشعار يجسد معنى عظيما للمناضلين ضد النازية والفاشية الجديدة

وقوبلت بارتياح كبير، إشارة الرئيسة المشاركة لحزب اليسار الألماني جانين فيسلر الى انتصارات اليسار في أمريكا اللاتينية، وخصوصا انتصار اليسار التشيلي بانتخابات الرئاسة، والانتصار الاستثنائي لقوى اليسار في الانتخابات البرلمانية في كولومبيا.

والى جانب رمزية الشعار التاريخية، شدد الحضور على ضرورة التوصل الى إجابات يسارية معاصرة.

تعزيز التحالفات

واتفقت سيسيليا هونوريو المعنية بشؤون اليمين المتطرف في حزب “كتلة اليسار” البرتغالي، مع سيرا ريغو ممثلة اليسار الإسباني المتحد، على ضرورة تعزيز التحالف مع الحركة النسوية وحركة مقاومة التغيرات المناخية. ويمكن الاستفادة من تجربة الحركة النسوية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تحدت حركة نسوية قوية اليمين في المعركة ضد إدارة ترامب، وكذلك التجارب النسوية في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية.

وفي مساهمته، ركز يان مومبوينت من الحزب الشيوعي الفرنسي، على محاولات اليمين توظيف القيم المحافظة، لاحتواء اوساط عمالية.

وشدد على الحاجة لسياسة طبقية تشمل الأقليات الاجتماعية وحرياتهم وخياراتهم الشخصية.

ماكرون ليس حصناً ضد اليمن

وتناولت دانييلا أوبونا، عضو البرلمان عن حركة “فرنسا الأبية” اليسارية، الطابع الطبقي لليمين. وحللت الوضع في بلادها خلال الاسابيع القليلة التي تسبق الانتخابات الرئاسية. وأشارت الى ان وجود مرشحين يمينيين متطرفين، إريك زيمور ومارين لوبان، في مواجهة الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، ينطوي على خطر ان تؤدي هذه المنافسة بين قوى اليمين المتطرف الى اتساع نفوذه المجتمعي.  وحذرت أوبونا من اعتبار ماكرون حصنا ضد اليمين المتطرف، على غرار ما فعله يساريون ليبراليون خلال انتخابات الرئاسة السابقة. وأكدت أن ماكرون ينتهج سياسة يمينية تقيد بشكل أساسي حقوق العاملين بأجر.

وفي ورش العمل، كان لممثلي المنظمات المختلفة التي تناضل ضد اليمين المتطرف بطرق مختلفة كلمتهم. وكان من بينهم الصحفي اليوناني توني ريجوبولوس، الذي غطى محاكمة حزب “الفجر الذهبي” الفاشي في اليونان، التي انهت النشاط العلني للفاشيين، وإصدار أحكام سجن طويلة لكبار المسؤولين في الحزب الفاشي. لقد كان هذا النجاح المناهض للفاشية ممكنا بفضل حركة ضخمة مناهضة للفاشية، شملت الإصلاحيين واليساريين وصولا إلى الفوضويين. إنه مثال ملموس للتطبيق المعاصر لشعار “لن يمروا”. والمعروف انه خلال العقد الفائت، تسارع صعود اليمين المتطرف في جميع أنحاء العالم، في أكبر طفرة منذ الثلاثينيات. ويأتي في أشكال عديدة مختلفة، لكن أينما يحدث فهو يمثل تهديدا خطيرا للديمقراطية والتنوع.

وفي عهد ترامب، تلقى اليمين دفعة هائلة، وأقاموا شبكات دولية على نحو متزايد، وتلقوا دعمًا ماليًا، وأضفوا الطابع المهني على منظمتهم. لقد أساءوا استخدام النظام القانوني من خلال “الحرب القانونية” والانقلابات للإطاحة بالحكومات الشرعية وطرد المرشحين اليساريين. وذهب ترامب، لكن الترامبية لا تزال قائمة. ويشكل السلوك شبه العسكري المتزايد وانتشار الأخبار المزيفة وإنكار الحقائق تحديا. وبالمقابل هناك أيضًا قصص نجاح حيث يخرج الناس إلى الشوارع من أجل مجتمع مختلف، ويعارضون الكراهية والخوف. وبالتالي يجب مواصلة العمل معا لتحقيق البديل الإنساني.

عرض مقالات: