اخر الاخبار

احتضن ملعب التايكوندو الأولمبي في ضواحي العاصمة اليونانية أثينا، خلال أيام 14 – 17 نيسان الجاري المؤتمر الأخير لحزب اليسار اليوناني. وقد شارك في أعمال المؤتمر أكثر من 5 آلاف مندوب، وساهم في أعماله العديد من الضيوف من اليونانيين، وكذلك ممثلو قوى اليسار العالمي، الذي كان من بينهم رئيس حزب اليسار الأوربي، وزعماء اليسار الاسباني المتحد الذي يمثل الحزب الشيوعي الاسباني قوته الرئيسية، وحزب بودوموس اليساري الاسباني. وتلقى المؤتمر العديد من رسائل التحية بينها رسائل من رئيسي الحكومة الاسبانية والبرتغالية.

شخصية جامعة

وركزت وسائل الاعلام على خطابي الافتتاح والختام، اللذين القاها زعيم الحزب ورئيس وزراء اليونان السابق الكسيس تيسبراس، الذي يوصف بانه شخصية جامعة وخطيب لامع يؤثر على مشاعر سامعيه: “لسنا حزبا يتزوج السلطة، ولكننا عشاقا للعدالة”

يأتي انعقاد المؤتمر بعد ثلاث سنوات على مغادرة الحزب للسلطة في ظروف استثنائية، وتحت ضغط مذكرة الترويكا (صندوق النقد الدولي، والبنك المركزي الأوربي، والمفوضية الأوربية)، التي وضعت حكومة حزب اليسار بين خيارين إما القبول بالمذكرة، أو إعلان افلاس اليونان ما يعني تدمير حياة الملايين من اليونانيين، لقد اختارت الحكومة الخيار الصعب وحاولت طيلة سنوات حكمها التخفيف من قساوة المذكرة والأزمة المالية الخانقة على حياة الملايين.

لقد خاطب زعيم الحزب المؤتمرين بروح نضالية وإصرار: “نشعر ان وقت التغيير السياسي قد حان”. ويأمل الحزب بالعودة إلى السلطة في الانتخابات البرلمانية في العام المقبل، وأن المؤتمر يمثل “بداية العد التنازلي لتشكيل الحكومة التقدمية التي تحتاجها البلاد” هكذا يبث زعيم الحزب الشجاعة والأمل في صفوف حزبه، الذي انبثق عام 2012 من تحالف انتخابي يساري.

وفرصة تسيبراس في استعادة منصب رئيس الوزراء حقيقية جدا. الحكومة المحافظة للرئيس الحالي، كيرياكوس ميتسوتاكيس، تعاني الضعف، وفقدت الكثير من احترام السكان.

هاجم تسيبراس سياسات الليبرالية الجديدة التي تعتمدها حكومة اليمين، والتي أدت إلى تفاقم الظلم الاجتماعي في البلاد بشكل كبير. واتهم حكومة حزب “الديمقراطية الجديدة” بنهب البلاد وتقويض الديمقراطية. وبهذه السياسة بمنح حصانة للمصرفيين المجرمين، ومراقبة الصحفيين بشكل غير قانوني. وان اليونان أصبحت جنة للأقلية الحاكمة وجحيما للمجتمع. ولهذا يجب إنهاء “كابوس حكومة ميتسوتاكيس”.

الانتخابات البرلمانية

في حال عدم ذهاب الحكومة إلى انتخابات مبكرة، فان صيف عام 2023 سيشهد الانتخابات البرلمانية المقبلة، وستجري الانتخابات وفق نظام بسيط للتمثيل النسبي، وليس وفق النظام القديم الذي يضيف 50 مقعدا للفائز الأول، لقد الغت اكثرية اليسار حينها هذا النظام غير الديمقراطي، الذي منح اليمين أكثرية مطلقة، على الرغم من ان نسبة المشاركة في التصويت اقل من 39 في المائة.  لقد أعادت أكثرية اليمين هذا النظام الجائر، ولكنه يطبق بعد دورة انتخابية، أي في الانتخابات ما بعد المقبلة.

من المتوقع ان لا يتمكن حزب بمفرده تشكيل الحكومة، واستطلاعات الرأي الآن تعطي حزب الديمقراطية الجديدة الحاكم 35 في المائة قابلة للانخفاض، في حين يحصل حزب اليسار بموجبها 24 -29 ويأتي ثالثا حزب “كينما الغس” (حركة التغيير) الديمقراطي الاجتماعي بـ 15 في المائة، ويحل رابعا حزب باسوك الذي حكم البلاد طويلا في العقود الماضية. وإمكانية تحالف اليسار وحركة التغيير واردة، الصعوبة في الأمر تكمن في دعوة زعيم اليسار حركة التغيير للعمل المشترك، إلى جانب السعي لانتقال أوساط من أعضائها إلى حزبه.

حزب معاصر

بعد الهزيمة الانتخابية في عام 2019، غير الحزب اسمه من سيريزا، وهو مختصر “تحالف اليسار الجذري”، ليصبح “ سيريزا - التحالف التقدمي”. يبلغ عدد أعضاء الحزب 61600 عضو ويصف الحزب نفسه بانه “حزب حركة وتجديد”. وفي سياق تغيير هياكله الحزبية، اقر الحزب ان اللجنة المركزية وزعيم الحزب يجري انتخابهم ليس من قبل مندوبي المؤتمر، وانما باستفتاء حزبي ديمقراطي عام يشارك فيه جميع أعضاء الحزب. وحصة النساء في قيادته المقبلة ستكون 50 في المائة، وفي حال فوز الحزب في الانتخابات العامة، فان هذه النسبة تسري على الحكومة التي سيشكلها.

وأوضح تسيبراس ان التغييرات الهيكلية التي تم إقرار رسالتها: “ نحن نتغير من أجل تغيير البلد”. الهدف هو جعل حزب سيريزا من أكثر الأحزاب ديمقراطية وتشاركية في أوروبا.

عرض مقالات: