اخر الاخبار

تشهد البرازيل في العام الحالي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وستجري الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة في 2 تشرين الأول المقبل. وقد أعلن الرئيس البرازيلي الأسبق سلفيا دي لولا انه سيخوض السباق الانتخابي. لقد حرم اليمين الحاكم قبل أربع سنوات، لولا من الترشح للانتخابات بتهم كاذبة أدت به الى السجن، ولكن في النهاية برأ القضاء ساحة الزعيم اليساري الأكثر شعبية في البرازيل. هذه المرة يرشح لولا لتحقيق هدف معلن: التغلب على الرئيس الفاشي جايير بولسونارو والعودة إلى قصر الرئاسة للمرة الثالثة

يأتي الإعلان عن ترشيح لولا بعد تحرك سياسي اظهر فيه قدراته التكتيكية، فهزيمة الرئيس الحالي تتطلب كسب الفئات الوسطى، التي صوتت اوساط واسعة منها لصالح بولسونارو قبل أربع سنوات. ولتحقيق ذلك دخل لولا في مناقشات صعبة مع قيادة حزبه لأقناعها بترشيح السياسي المحافظ غيراردو أيكمن من الحزب الاشتراكي البرازيلي لمنصب نائب الرئيس.

وايكمن البالغ من العمر 69 عاما، هو أحد مؤسسي حزب الديمقراطيين الاجتماعيين (يمين الوسط). وقد خسر انتخابات 2006 الرئاسية لصالح لولا، وبقي لمدة 10 سنوات حاكما لولاية ساو باولو. وقبل وقت قصير غادر الحزب الذي اسسه، لينظم الى صفوف الحزب الاشتراكي (وسط).

وقال لولا: “لقد تغيرت وتغير ايكمن، وتغيرت البرازيل. اعتقد ان البرازيل تحتاج هذا التحول، لإعادة بناء البلد”.

يقول عالم الاجتماع والمحلل أنطونيو لافاريدا إن ايكمن كمرشح لمنصب نائب الرئيس “هو ضمان لطمأنة السوق والصناعيين بأنه لن تكون هناك تغييرات جذرية في النظام ولن تحدث اضطرابات اقتصادية كبيرة”. وفي الوقت نفسه، يعد التحالف “رمزًا قويًا للدفاع عن الديمقراطية في مواجهة التهديد الاستبدادي الذي تشكله إعادة انتخاب بولسونارو”. ووفقًا لآخر استطلاع للرأي لا يزال لولا متقدما بـ 40 في المائة، بينما قفز الرئيس الحالي من 30 إلى 35 في المائة بعد استقالة القاضي السابق سيرجيو مورو، الذي أصدر القرار بسجن لولا، وكان يعد أحد اعوان بولسونارو المهمون.

تحالف “اتحاد الأمل البرازيلي”

لخوض الانتخابات البرلمانية وظفت الأحزاب اليسارية الرئيسة في البلاد التغيير في النظام الانتخابي، الذي يسمح بتحالف الأحزاب في قوائم لخوض الانتخابات. وأعلن عن دخول حزب العمل والحزب الشيوعي في البرازيل وحزب الخضر في تحالف “اتحاد الأمل البرازيلي” لخوض الانتخابات البرلمانية، وقد سجل التحالف رسميا في 18 نيسان، باعتباره “تعبيرا عن الحاجة إلى اتحاد قوى شعبية وديمقراطية وتقدمية ... لتعزيز إعادة إعمار البرازيل وضمان حياة كريمة للشعب البرازيلي”. وهذا ليس مجرد تحالف انتخابي بسيط، ولكنه تشكيل سياسي يتم إنشاؤه لمدة أربع سنوات على الأقل، وفي حالة الفوز في الانتخابات، سيشكل الحكومة المقبلة في البرازيل.

ويتضمن برنامج التحالف: “إن المهمة الملحة تتمثل في مكافحة الجوع وخلق فرص عمل ورفع الأجور والمعاشات ووضع حد للتضخم. وهذا يتطلب إخراج الاقتصاد الوطني من الركود وإعادة الإعمار الوطني مع استئناف النمو الصناعي والبنية التحتية والإصلاحات الفورية “.

وستكون رئاسة التحالف سنوية ودورية بين زعماء الأحزاب المؤتلفة الثلاثة في السنة الأولى، ستتولى رئاسة التحالف رئيسة حزب العمل غليسي هوفمان، وستكون زعيمة الحزب الشيوعي في البرازيل لوسيانا سانتوس، النائبة الأولى للرئيس، وسيكون خوسيه لويس بينا رئيس حزب الخضر النائب الثاني للرئيس. ويمكن التجديد لهذا المنصب او ذاك بشرط تحقق الاجماع.

الحزب الشيوعي في البرازيل

تعليقا على اعلان التحالف قالت رئيسة الحزب الشيوعي في البرازيل لوسيانا سانتوس، ونائبة حاكم ولاية بيرنامبوكو في شمال شرق البرازيل: إن “تحالفنا يواجه مسؤولية كبيرة: العمل بشكل حاسم لتحرير بلادنا من حكومة اليمين المتطرف الكارثية. وضمان انتصار الديمقراطية وفتح الطريق الذي سيعيد الأمل للشعب البرازيلي. فلنسير معًا! لقد حان وقت الجرأة والفرح والأمل! وحان الوقت لتوحيد القوى والأفكار. وأن نتعاون معًا من أجل إعادة بناء البرازيل، لتمكين شعبنا من الانتقال الى أوقات جيدة مرة أخرى”. وأضافت إن “انتخابات 2022 هي أهم معركة انتخابية خلال الثلاثين عامًا الماضية، وتدعيم هذه الجبهة الشعبية يفتح آفاق التغيير السياسي واستئناف التنمية الوطنية”.

قوى داعمة

سيتلقى تحالف اليسار دعما من قوى تقف خارجه مثل الحزب الاشتراكي (حزب المرشح لمنصب نائب الرئيس)، وعدد من الأحزاب اليسارية او الشعبية الصغيرة مثل حزب “ في سبيل الاشتراكية والتحرر” الماركسي، وحزب شبكة الاستدامة، على أرضية المشتركات والاستعداد للحوار.

وحتى في حالة الهزيمة، سيحتفظ بولسونارو بعدد كبير من الناخبين ودعم كتل برلمانية قوية مثل ممثلي المجمع الصناعي العسكري، والأجهزة الأمنية، و قطاع الصناعات الاستخراجية والصناعات الزراعية. لذلك، يجب أن يضمن “اتحاد الأمل البرازيلي” ليس إمكانية الفوز في الانتخابات فقط، بل القدرة المستقبلية على حكم البلاد ايضا.

عرض مقالات: