اخر الاخبار

فوجئت حركة السلام في المانيا، مثل غيرها من أوساط قوى السلام والتقدم في العالم بالغزو الروسي لأوكرانيا، ومنذ اندلاع الحرب قامت الحركة بسلسلة من النشاطات الداعية للوقف الفوري للحرب، واعتماد لغة الحوار لحل المشكلات التي أدت الى اندلاعها.

في أيام 21 – 22 من ايار الحالي استضافت جامعة هومبولت في برلين مؤتمرا للحركة تنوعت المشاركة فيه بين الحضور او المساهمة عبر تقنيات العالم الافتراضي. وتحاول الحركة عبر المؤتمرات والاجتماعات الموسعة تجاوز حالة عدم الاستقرار، وان تصبح أكثر نشاطًا وتحدد توجهاتها الآنية بوضوح: من أجل مصالح العاملين، وضد كل القوى الإمبريالية التي تعتمد الحرب. وفي سبيل اعتماد الوسائل السياسية والدبلوماسية بدلاً من الحرب، لتحقيق الانتصار، وتراجع منطق الحرب لصالح منطق السلام. وكانت 250 شخصية من المبادرة الوطنية “الق سلاحك” قد دعت الى انعقاد المؤتمر.

ساهم في جلسات المؤتمر الذي عقد تحت شعار: “العيش بدون الناتو - أفكار من أجل السلام”، قرابة ألف مشارك ناقشوا كيف يمكن أن تستند إدارة الصراع إلى الركائز الأساسية للتفاوض واللاعنف ونزع السلاح. وإمكانية جعل نظام السلام العالمي قابلاً للحياة مرة أخرى. لأن نظاماً اوربياً للأمن بلا عسكرة هو البديل الوحيد لسباق التسلح الدائم وخطر التصعيد المستمر.

في كلمته الترحيبية اشار راينر براون من منظمة السلام العالمي الى ان الدعوات والتصريحات المتزايدة ضد الحرب غير الشرعية في أوكرانيا وضد توسيع المشاركة في الحرب مشجعة. ولا يزال الالتزام بالعمل ضروريا من أجل معارضة الامتثال لمنطق الحرب. وناقشت مبادرات السلام في المدن والولايات كيف يمكن جعل مطالب إنهاء الحرب ووقف تسليم الأسلحة ومفاوضات السلام أكثر علنية ووضوحا.

في كلمة الافتتاح، أكد مايكل مولر، وزير الدولة السابق ورئيس اتحاد أصدقاء الطبيعة، أن “2 تريليون يورو تُنفق على التسلح في جميع أنحاء العالم، بينما يتزايد الجوع والفقر في العالم. وفي جميع أنحاء العالم هناك نقص في الأموال المخصصة للتعليم والصحة والشؤون الاجتماعية”. وشدد على النضال ضد التحولات البيئية الأساسية، وخاصة ضد كارثة المناخ الوشيكة، الناجمة عن عدم وجود موارد مالية لمواجهة هذه التغيرات الدراماتيكية. وبدلاً من ذلك، أدت الحروب والتسليح في جميع انحاء العالم إلى تفاقم هذا الوضع. والعمل المقبل يجب ان يركز بشكل متزايد على مواجهة منطق الحرب علنا بمنطق سلام التعاون والتفاهم.

ستقف حركة السلام في جميع المدن الالمانية في وجه مناقشات البرلمان الاتحادي، التي ستجري في نهاية أيار وبداية حزيران، بهدف زيادة تخصيصات التسلح بشكل هائل، وستواجهها بالاحتجاج وانشطة الرفض الأخرى. وسينظم يوم عمل وطني بمناسبة “التعامل مع حزمة 100 مليار يورو للتسلح” (لم يحدد موعد المناقشة بسبب الاختلاف بين الحكومة والمعارضة). وقال مولر “نريد الاحتجاج على هذا التوسع الخطير في التسلح على حساب الاستثمارات الاجتماعية والبيئية، والمطالبة بالتراجع عن القرار. نقول لا لهذا الصندوق الخاص الذي هو ليس أكثر من تمويل للحرب. ونقول لا لتغيير الدستور”.

برنامج عمل واسع

وخلال يومي المؤتمر تم الإعلان والتعريف بالعديد من النشاطات المقبلة . ومن اهمها:

تحويل مهرجان الكنيسة الكاثوليكية في مدينة شتوتغارت 25 - 29 ايار 2022 الى مهرجان للسلام.

وفي كلمته، دعا راينر براون إلى “جعل شهر حزيران، شهر العمل من أجل السلام ونزع السلاح وضد النزعة العسكرية” وخلاله ستجري احتجاجات واسعة ضد قمة الناتو في 28 – 30 حزيران في مدريد

وتم التخطيط لنشاطات عالمية مثل قمة مضادة ومظاهرة كبيرة ضد قمة الناتو المذكورة. وموجة سلام عالمية معادية للعسكرة على مدار 24 ساعة في جميع أنحاء العالم. كما سينظم اسبوع نشاط في مدينة رامشتاين الالمانية التي تضم واحدة من اكبر القواعد العسكرية الامريكية في المانيا خلال (19 – 26) حزيران ويختتم بتظاهرة كبيرة. وبمناسبة انعقاد قمة السبعة (26 - 28 حزيران) ستنظم تظاهرة كبيرة في مدينة ميونيخ. وهناك فعاليات كبيرة في المناسبات السنوية الثابتة لحركة السلام مثل ذكرى القصف النووي الأمريكي لهيروشيما وناغازاكي في 6 و9 آب 1945. واليوم المضاد للحرب بمناسبة اندلاع الحرب العالمية الثانية في الأول من أيلول. وستدخل حركة السلام مع اتحاد نقابات العمال الفيدرالي الالماني في حوار في سبيل اعلان تحالف للعمل من اجل السلام، وذلك لان الأول من أيلول تحتفي به النقابات كيوم لمناهضة الحرب. وتُظهر المساهمات المتنوعة في مؤتمر العمل رغبة العديد من النشطاء في التأثير على المناخ الاجتماعي لصالح التعاون ونزع السلاح ودفع منطق الحرب لصالح منطق السلام.

عرض مقالات: